Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

البابا كيرلس الثانى البطريرك رقم 67

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
البابا كيرلس 2 الـ 67
حملة الفرنجة الأولى
البابا ميخائيل 4 الـ 68
البابا مقارة الـ 69
البابا غبريال 2 الـ 70
البابا ميخائيل الـ 71
البابا يوحنا الـ 72
رأس الحسين بالقاهرة
الشهيد بشنونة
البابا مرقس 3 الـ 73
حملة الفرنجة الثانية
حملة الفرنجة الثالثة
الفاطميون يحكمون مصر

 

البابا كيرلس الثانى البطريرك رقم ( 67)

عاصر البابا كيرلس الثانى الخليفة الظاهر والخليفة المستنصر بالله
تنيح الأنبا أخرسطودلوس البطرك فى السنة الحادية والأربعين من حكم المستنصر بالله أمير المؤمنين وكان أمير الجيوش ما زال حياً وكانت نوبه إختيار البطريرك للكهنة والأراخنة المصريين بالقاهرة ويشترك معهم رهبان دير ابى مقار , فذهب مجموعه من الأساقفة وبعض كهنة الأسكندرية وأراخنة مصرإلى دير ابى مقار وهم أنبا قزمان أسقف نوسا وأنبا يوحنا أسقف سخا المعروف بإبن الظالم وأنبا مرقس أسقف ابو صير وأبا مرقورة أسقف ميصيل وأنبا غبريال أسقف بسطه وهو كرسى الخندق وأنبا خايال قطور وأنبا تادرس أسقف خربتا وأنبا جرجه أسقف ابطوا وأنبا يوحنا أسقف اتريب وأنبا مرقس أسقف البلينا وأنبا بطرس أسقف البهنسى وأنبا مقارة أسقف القيس وأنبا مينا أسقف البنوانين وغيرهم من الأساقفة والكهنة وبعض كهنة الأسكندرية وجماعة من الأراخنة المصريين وظلوا حوالى شهرين يتناقشون فيما يستحق البطريركية فلم يتفقوا فنهض بعض الأساقفه ومعهم الأرشيدياكن بدير أبو مقار وذهبوا إلى دير أنبا يحنس كاما على مسيرة 4 ساعات ليأخذوا قديس الرب بسوس الراهب السائح

 فلما هموا أن يمسكوه ويلقوا عليه الأيادى صاح فيهم وأخذ يصرخ بصوت عال وأخذ حجارة وأخذ يدق على صدره حتى كاد أن يقتل نفسه وأخذ يردد قائلا : " أنا إبن مملوك تجعلونى بطركاً ( رئيس الأقباط ).. أنا إبن مملوك تجعلونى بطركاً , لا تطلبونى أنا ولا تطلبوا مقاره الأمنوت الذى هرب منكم وإختفى لا تتعبوا أنفسكم فإن بطركهم عندهم فى الأسكنا بدير أبى مقار " سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 ج2 ص 137
وكان قس إسمه رجا بالأسكندرية مكفوف فى كنيسة السيدة العذراء بالأسكندرية قال للأنبا اخرسطودلوس البطريرك قبل أن يتنيح : " حسرة عليك يأبونا القديس الفاضل كيف يعدمك هذا الشعب ومن أين يجدوا مثلك ؟ " فقال له : " يجلس بعدى راهب قديس إسمه جرجه (جرجس) وهو تجران فى ضيعه (قرية) فى منطقة البحيرة تسمى افلاقه "
أما أبو البركات ابن تزوين الذى نقل سيره هذا البطريرك من القلاية البطريركيه ( الإداره البطريركية ) فى عصر البطريرك الأنبا يوحنا والمدون تاريخها 666 للشهداء قال لأبنه بنوب : " أنه كان الأنبا اخرسطودلوس البطرك جعل إبهامه على فم القربانة وكان القس المصلى مع البطرك كيرلس بجانبه لأنه كان من قسوس الإسكنا فصلب على جبينه وقال له:" أيتهسك- ومعناها دهنتك "
ولما توفى أنبا اخرسطودلوس شاع فى الأسكندرية بأن رأى الجماعة قد إتفق على أن يجعلوا مقارة الأمنوت هو البطريرك وذهبوا إلى الدير ليأخذوه فقال لهم أولاد القس مقاره الأمنوت الرهبان ( تلاميذه) : " ما هكذا " ولم يجدوا مقاره الأمنوت أما الأساقفه والأرشدياكن الذين ذهبوا إلى دير الأنبا يحنس كاما رجعوا وأخبروا الجمع بما حدث معه وما قاله السائح القديس الأنبا بسوس فصلوا وإبتهلوا إلى الرب الإله فى أن يرشدهم إلى الذى إختاره وكان كلما يتذكروا أحدا لا يتفقوا عليه إلى أن دخل راهب قس فى دير ابى مقارة كهل إسمه جرجه فلما راوه ألقى الرب الإله فى قلوبهم إتفاق على إختياره , فقاموا عليه كلهم وأخذوه كرها وألبسوه الثوب وأسموه كيرلس وكان الراهب الكهل يبكى ويقول : " أنا إبن خاطئ ولا أصلح لهذا الأمر " فلم يثنهم كلامه عن نفسه وعقدوا العزم على المضى قدماً فى إقامته بابا الأقباط ووضعوا اليد عليه وكان ذلك فى يوم أحد الرفاع وأخذوه إلى الإسكندرية وكرز بها فى 22 من برمهات سنه 794 للشهداء والذى حضر قسمته سبعة أساقفة


الخليفة المستنصر يأخذ بركة البابا القبطى

وغادر الإسكندرية قاصدا مصر وعندما وصل أرسل الشيخ أبو الفضل يحي ابن ابراهيم وكان رئيس ديوان الأبواب أو ناظر الأبواب أى رئيس الشرطة فى مصر وكان متولى ديوان الصناعه أيضاً لإعلامه بوصوله إلى كنيسه الملاك ميكايل بجزيرة مصر وسارع الأنبا ياكوبوس أسقف بابليون (مصر) بإستقباله فأرسل له عشارى موكب سلطانى فركب فيه هو ومن معه أى حصان أبيض بصحبة عدد من حراس الأمن ورجال القصر فى موكب مخترقا القاهرة فركب الأنبا كيرلس الثانى الحصان الأبيض وأحاط به الأساقفة والأراخنة والرجال الموفدون من قبل أبو الفضل وتقدم هذا الموكب الشمامسة حاملين الشموع الموقدة والمباخر التى يتصاعد منها رائحة البخور الذكية فإزدحم العامه على شاطئ الخليج لينظروا الموكب السلطانى وبين يديه القُرٌاء حتى وصل إلى القصر ودخل البطريرك ومن معه من باب البحر حتى وصلوا إلى باب القاعة فإستقبله مامون الدوله وإسمه عنبر الحرانى (أستاذ الخليفة )

كان كلمة أستاذ فى عهد الفاطميين من خواص الخليفة وأقرب الناس إليه – راجع " نظام الحكم فى مصر فى عصر الفاطميين – عطية مصطفى مشرفة – الطبعة الثانية ص 89 وكان صاحب الرساله ( مسؤول عن الإستقبال) وقال له : " أمير المؤمنين يرد عليك السلام " فصقع ( إنحنى) قرب الأرض ثم أخذه ودخل به وحده إلى الخليفة المستنصر بالله امير المؤمنين وكان معه أمه واخته جالسين وأمامهم كميه كبيره من الطيب ( العطور ) فعطروه بالطيب وقالوا : " بارك علينا " فبارك عليهم ودعا لهم ففرحوا به وقالوا له : " جعلك الله مبارك علينا وعلى دولتنا " وإستجاب البابا على رجاؤهما مما أفرحهما للغاية ثم خرج ووقف على باب القاعة وامر بطرس أسقف دقميرة أن يقرأ الدعاء والبركة فقرأه وبارك هو أيضاً ودعا وأصغى الخليفة المستنصر إلى هذه الصلاة فى إهتمام بالغ ولما إنتهى الأسقف تبادل الجميع التحية وخرج البابا على رأس موكبة فى تجله وإكبار
البابا كيرلس الثانى يبارك بدر الجمالى أمير الجيوش

وخرج ومعه القراء إلى دار الأجل أمير الجيوش الذى ما كاد يلمح الموكب الباباوى آتياً نحوه حتى تلقاه بالترحاب بكل مظاهر الأبهه والإجلال وأجلسه وأدناه وأكرمه وطيب نفسه وطلب منه مع كل أفراد أسرته أن يمنحهم بركاته فدعا له دعاءَ كثيراَ وأمر بطرس أيضاَ أن يقرأ له الدعاء هناك على باب مجلس أمير الجيوش وكان والى مصر حاضر بين يدى مولاه فأمره أمير الجيوش أن يخرج مع البابا ويصاحبه راكبا معه حتى يذهب إلى مصر أو حيثما يريد ويراعيه ويخدمه ويقضى حوائجه ما دام موجودا فى مصر فخرج مبجلا مكرماً وذهب إلى كنيسة العذراء مريم بالمعلقه بقصر الشمع وكرز بها ثم ذهب بعد أيام إلى كنيسة السيدة العذراء بالقاهره بحارة الروم وكرز بها 0
زيت الميرون يفيض
ثم ذهب فى الصوم الكبير إلى دير ابى مقار وفى يوم خميس العهد كان يمسك بقارورة زيت الميرون المقدس ففاض الزيت من القارورة على يديه وإنسكب على المذبح وتعجب الحاضرون جميعا من قداسته 0

الرساله الأخوية الأنطاكية تصل بعد موت البابا إخرسطودلوس
 

فى هاتور سنة 795 شهداء وصل القس الأنطاكى توما ومعه رساله السنوديقا من الأنبا ديونوسيوس بطرك أنطاكية ومطارنتها وأساقفنها وكهنتها فوجد الأنبا إخرسطودلوس قد تنيح وأصبح الأنبا كيرلس بطركا من بعده فغير الأسم الموجه له السنوديقا من إخرسطودلوس إلى كيرلس وسلمها له وقرأت فى جميع كنائس مصر وذكر إسم الأنبا ديونوسيوس على مذابحها أثناء صلاة القداس الإلهى كما جرت العادة بين الكنيستين الشقيقتين وكتب البابا كيرلس رداً على رسالته
وكان مضمون الرساله تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 122 هو شرح المطارنه الأنطاكيين للأقباط - كيف كانت قسمته ؟ وأسماء المطارنه الذين حضروا قسمته : تكريت , جيحان , طور عبدين , افلاسورا , حصن منصور , تل طريق , مرعب كتكره , واشبر , أشهر , وشيمساط عبار و وملطيه , الرقة , كيسوم , بلورية , لقس نونس , أررن عرفه , ماردين , رأس العين , عين رديه , حلب , الرها , خرستا , عزه , وبلد القدس , الموصل , أدرينجان , بغداد , الغراة , المرج , الجزيرة , سنجار , برما – وهم 34 مطران وعملوا بنادق ( ألواح ) من طين الصلصال وفيها اسماء المختارين للبطريركية ووضعوها تحت المذبح فخرج إسم ديونوسيوس –

وقد كان أحد الأساقفة إلتمس التقدمه أى أن يصبح بطريرك انطاكية وأعطى أموال للملك ليكون بطريرك ولم يمكنه الرب وصار ممنوع من جماعتهم فأرسلوا رجلاً يسمى توما قس بالسنوديقا ومعه هدايا وإعتذروا عن إرسال أساقفة كما كان متبعا من قبل خوفا من لصوص الطرق وطلبوا إرسال قليل من دهن البلسان ففرح البابا كيرلس ونطق بإسم ديونسيوس فى كل البلاد ثم مات ديونسيوس بعد أن اقام سنه و 6 شهور وأقاموا بطرك آخر حبيس بالنهر البارد وجلس على الكرسى ولم يرسل سنوديقا ثم مات ثم أعطى أحد القمامصة السلطان مبلغ من المال 1700 دينار فحعله بطركاً من غير وضع يد فأرسل إلى البابا القبطى فلم يرد عليه – ووقع بين السريان خلاف فى بريه دير أبى مقار فمنع أولاده من الإختلاط بهم فضج السريان وضربوا مطانية وسألوه أن يغفر لهم فسمح بالرهبان القباط بالإختلاط بهم .

من هو بدر الدين الجمالى ؟

بدر الدين الجمالى أرمنى الجنس وقد كان عبداً للخليفة الفاطمى المستنصر بالله وقد عتقه إلا أنه لم يعتنق الدين الإسلامى بل بقى على عقيدته الأصلية إلا أن بعض المؤرخين ليسوا متأكدين من نصرانيته ويقولون أن الأمير المسيحى الذى يشير إليه أبو صالح الرمنى المؤرخ بأنه : " سيد مصر " هو الذى كان لقبه تاج الدولة أما الأمير بدر الدين الجمالى فلقبه كان سيف الدولة وأمير الجيوش –

وكبر بدر فى بلاط الخليفة وتربى على قيادة الجيوش ونبغ فى الحرب والقتال حتى ولاة مولاه المستنصر والياً على سورية فحكمها وأحسن إدارتها وظل على ولائه لمولاه مع إستقلال إدارته فعليا عن تدخل الخليفة وخاطبه الخليفة سراً وعرض عليه ولاية مصر وإشترط المستنصر أن يولى فى مصالح مصر من يثق بهم من رجاله السوريين وإشترط بدر الدين أن يحضر بجنوده الأرمن الذين كانوا على ولاء شديد له وعندما تمت الموافقة من الطرفين حضر بدر عن طريق البحر بالرغم من معارضة قواده ووصل إلى ثغر دمياط وأنزل جنوده بها وسار فى الدلتا بدون مقاومة تذكر وكان ذلك سنة 1074 مسيحية ولما علم الأتراك ظنوا أنه مدعى الخلافة قام ليحارب المستنصر ويستولى على الحكم وهالهم العدد والعده فى جيشة وهالهم أيضاً النظام والولاء له فثبط ذلك عزائمهم فقرروا أن ينضموا إليه ولكنه بطش بامرائهم جميعاً فى يوم واحد اما عن مسألة

كتب أبو المكارم فى مخطوطه تاريخ ابو المكارم - مخطوط تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن 12 بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها - النعام للطباعة والتوريدات - رقم الإيداع 14986/ 99 ص 12 عن الحارة التى كان يطلق عليها عدة الدولة كانت سكن امير الجيوش بدر الدين الجمالى وأهله ومن معه فى حكم الخليفة المستنصر وهو أول وزير تقلد بالسيف فى الدولة الفاطمية وخلع عليه بالطيلسان , وقد أنشأ الوزير بدر كنيسة بأسم توما التلميذ وهى كنيسة ملكية فى حكم الخليفة الفاطمى.

 

بدر الجمالى يدفن فى كنيسة مسيحية

هل أمير الجيوش بدر الدين جمالى كان مسيحياً أم لا فقد ذكر أبى صالح المؤرخ فى تاريخة أنه مات مسيحياً لأنه دفن فى البساتين بحلوان فى الكنيسة الأرمينية كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 75
راهب قبطى يضع تصميم باب الفتوح وباب النصر وباب زويلة

اقر  بدر الجمالى العدالة والأمن , وضع نصب عينه هدفاً واحداً هو : أن يجعل من مصر دولة قوية تنعم بالرخاء وقد استطاع أن يصل إلى هدفه بسرعة عجيبة .

وكانت الخطوة الأولى هى : أقرض  المشتغلين بها مبالغ كبيرة تسدد على اقساط طويلة .

الخطوة الثانية : أعطاهم تسهيلات للأتجار مع البلاد الأخرى خارج مصر (لاحظ ما حدث مع ملك اثيوبيا)

الخطوة الثالثة تنازل عن ضرائب ثلاث سنين (جزية) مضت متأخرة على ملاك الأراضى 

فكانت النتيجة الطبيعية الرخاء وأزدهرت معها الفنون ولعلوم

على أن أعظم ما أنتجته هذه الفترة هو الفن المعمارى , وذلك ان بدر الدين الجمالى أراد أن يحصن القاهرة فأمر ببناء سور منيع حولها , فنفذ المهندسون رغبته , وقد جعلوا لهذا السور ثلاث أبواب هى باب الفتوح وباب النصر وباب زويلة , وقد وضع تصميم هذه البواب راهب قبطى أسمه يؤنس - تاريخ مصر فى القرون الوسطى "باللغة الإنجليزية" لستانلى لاين يوول ص 153- نقلاً عن ابى صالح الأرمنى ( ابى المكارم القبطى )

وفى الصورة المقابلة باب زويلة بتحقيق من الـ بى بى سى بتاريخ الأحد 1 سبتمبر 2003م احتفلت مصر باعادة افتتاح واحدة من أقدم بوابات القاهرة، وهي البوابة المعروفة باسم "باب زويلة"، والتي كانت البوابة الجنوبية للعاصمة المصرية ذات يوم.
 قد تكلفت عمليات ترميم وتجديد البوابة، التي بنيت عام 1092، أكثر من 4 ملايين دولار واستغرق الامر خمس سنوات لاتمامها , وتعتبر بوابة باب زويلة قطعة فنية معمارية ترجع إلى عهد ما قبل الحملات الصليبية ويبلغ وزن الابواب أربعة أطنان ويمكن للمرة الاولى منذ خمسمئة عام فتحها واغلاقها.
وقد افتتح البوابة وزير الثقافة المصري فاروق حسني، وحضر مراسم الافتتاح ديفيد وولش السفير الامريكي في القاهرة.
وقال بيان للسفارة الامريكية بالقاهرة :"إن فريقا أمريكيا مصريا عكف على عمليات التجديد والترميم، مشيرا إلى أن واشنطن تبرعت لهذا المشروع بمبلغ 450 ألف دولار"., وكان قد تم خلال عملية التجديد الكشف عن المدخل الرئيسي للبرج، والذي كان مدخلا سريا. وتم أيضا الكشف عن الحاملات البرونزية للالواح الخشبية.
وقد افتتح حسني وويلش أيضا متحفا أطلق عليه "روح باب زويلة" والذي يضم كنوزا اثرية تم الكشف عنها في منطقة البوابة.
ويذكر أن باب زويلة، إلى جانب باب النصر وباب الفتوح تمثل البوابات الثلاث للقاهرة الفاطمية.

 

الباب الجانبى ( الهيكل الجانبى ) للكنيسة المعلقة وهو مطعم بالعاج برهان ودليل على إبداع الأقباط فى دفع عجلة التقدم الحضارى فى مصر حيث كان الصناع المهرة من الأقباط وهم الوحيدين الذين كان فى يد الأقباط لأن المسلمين والعرب كانوا لا يهتمون إلا بالحرب والسلب والنهب

 

 

 

 

 

 

إعادة بناء كنيسة القيامة التى هدمها الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمى وإشتراك الأقباط فى تكريسها

 

تم إعادة  بناء كنيسة القيامة المقامة على القبر المقدس بأورشليم التى كان الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمة قد حرقها وهدمها , وكان ذلك فى عهد البابا الأنبا كيرلس الثانى  البطريرك 67 وعندما أكتمل بناؤها أرسل الأسقف الأنطاكى خطاباً إلى البابا الأسكندرى الأنبا كيرلس يتبادل وإيها التهنئة بالفرح , لأن الاب السمائى اسعدهما ببناء هذا المكان المقدس فى أيامهما , ثم ترجاه أن ينتدب  عددا من الأساقفة الأقباط ليشتركوا معه فى أقامة الشعائر الكنسية الخاصة بتكريس الكنائس  , فأجاب الأنبا كيرلس الثانى الطلب فوراً .. وقد تمت مراسيم التكريس فى موسم عيد القيامة سنة 800 للشهداء الموافق 1084 م

قبطى يقوم ببناء كنيسة قبطية فى أورشليم

وكان بالقدس قبطى يعمل فى الدولة أسمه منصور التلبانى فى حكم أرتق التركمانى الذى أستولى على القدس وخلفة عليها أبناه الغازى وسقمان فإنتهز منصور فرصوه وجوده وعمله فى القدس وبنى كنيسة على مقربة من كنيسة القيامة , وكان قد بعث برسالة إلى البابا السكندرى يرجو منه الحضور لتكريسها ولما كان البابا قد أرسل اساقفة لتكريس كنيسة القيامة فقد كلفهم بتكريس هذه الكنيسة أيضاً والتى بناها منصور التلبانى ( مرجع تاريخ الأمة القبطية - كامل صالح نخلة وفريد كامل - الحلقة الثانية - ص 118 , وأيضاً قصة الأقباط فى ألأرض المقدسة - ديمترى رزق ص 19 , 24 وراجع أيضاً الفريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة للأسقف الأنبا أيسذوروس الجزء الثانى ص 317)

 

 

ملك النوبة يترك مُلٌك العالم وغناه من أجل محبته المسيح

كان الأنبا كيرلس البطريرك إتخذ كنيسة القديس ميخائيل بالجزيرة فى مصر مركزاً له فى مكان يسمى المختارة يسكن فى معظم أوقاته فى الجوسق الذى فيها وكان يشتهى أن يقيم فى الريف فلم يقدر لكثرة مشغولياته وكثرة الواردين والذاهبين من الرسل من وإلى الحبشة والنوبة وحاجه السلطان إلى حضوره عنده وعلى هذا فقد الأنبا كيرلس حياة الوحده والعيش مع المسيح وأصبح رئيساً على الأقباط ولم يكن موسى النبى هو الوحيد فى تاريخ البشريه الذى ترك غنى العالم من أجل محبته للرب ولكنه كان الأول ولكن ملكاً ترك ملكه ليعيش مع المسيح فى فقر كامل هو ملك النوبة وإسمه سلمون تنازل سلمون عن العرش وترك مملكته وعزل نفسه وسلمها إلى جرجه إبن أخته وإنفرد للعبادة والنسك والوحدة وفى السنة الثانية لبطريركية الأنبا كيرلس ذهب سلمون الراهب الذى كان ملكاً إلى وادى كان يعرف بإسم القديس أبو نفر السائح ليتعبد هناك فى كنيسه على إسم السائح بينها وبين أطراف النوبه مسيرة ثلاثة أيام وبينها وبين أسوان مسيرة عشرة ايام 0
وكان والى أسوان فى هذا الوقت يعرف بـ أسعد الدوله وإسمه شاردكين القواسى وحدث أن جاء إليه أحد إخوه كنز الدولة قال له : " يا مولاى نريد أن نذهب ونأخذ سلمون الذى كان ملك النوبة وأحضرة إليك " فقال له : " نعم " فأخذ معه عشرين رجلاً وركبوا الجمال وساروا سراً حتى وصلوا إلى الكنيسة بوادى نفر وإقتحموها بغته وأخذوا سلمون وتقول ا.ب بوتشر : " أنهم فعلوا ذلك لإدخال هذه النقطة فى أملاك مصر ولا ندرى إن كان ذلك بإيعاز أمير الجيوش أو أن المر صدر رغبه من أهالى أسوان " لإرساله هدية إلى بدر الدين جمالى سواء أقرر بدر الدين الجمالى قتله أو كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ص 67 إستعباده أو إكرامه وأحضرة شاردكين معه إلى أسعد الدولة والى أسوان الذى أرسله بدوره إلى القاهرة فلما وصل إليها لاقاه كل من كان فيها من الأمراء والمتقدمين والكبار بالطبول والبنود والأبواق ولما دخل القاهرة أكرمه أمير الجيوش وتلقاه بالترحاب والإكرام وأجلسه بجانبه وطيب نفسه وأسكنه فى قصر ودار كبيرة وحمل إليه كسوه وفرش وآنيه من الذهب والفضة وأقام في هذه الدار لمدة سنة ثم تنيح فى دير مارى جرجس بالخندق ( جسده موجود الآن فى كنيسة القديس الأنبا رويس بحى العباسية بجوار الكاتدرائية المرقسية ) بركة صلاة هذا القديس تكون معنا يا آبائى وإخوتى آمين

ا
لأقباط يعلمون الأثيوبين  شريعة الزوجة الواحدة

ورسم الأنبا كيرلس مطراناً للحبشة (أثيوبيا) إسمه سويرس وتميز ساويرس بمعرفته اللغات الحبشية (أثيوبيا) لأنه كان إبن أخت مطران الحبشة المتوفى وتربى هناك مع خاله تربية دينية مسيحية , ووعد ساويرس البطريرك وأمير الجيوش بوعود كثيرة حتى وافق الجميع برسامته وإرساله إلى الحبشة (أثيوبيا) وقال : " أنه سوف يرسل لهم الهدايا من هناك ويدع الملوك تطيعهم "

ولما وصل إلى الحبشة (أثيوبيا) قاومه قوريل ( الذى لم يرسمة البطريرك وكان مغتصب الكهنوت ) فخاصمه وناصبه العداء فهرب قوريل وجمع ماله الذى جمعه فى سنين وذهب إلى بلدة تدعى دهلك وكان معه مال كثير لأنه كان محبا لجمعه فقبض عليه حاكم دهلك وأخذ جميع ماله وأرسله إلى امير الجيوش فلما وصل إلى القاهرة أمر بإحضاره إلى مجلسه ثم إستقصى عنه وعن أعماله فعلم أن ما قاله البطريرك عنه صحيحاً فإعتقله وسجنه فى خزانة البنود مده من الزمن ثم ضرب عنقه فى سنة 860 للشهداء ووصلت رسائل عديده من الأنبا ساويرس يذكر فيها : أن بلاد الحبشة (أثيوبيا) قد أصبح المسيح يعيش فيها وتطهرت من الفساد وان الملك ووزراؤه واهل مملكته وأصحابه ورعاياه كان لهم عده نساء لكل واحد منهم

وتقول أ.ب . بوتشر كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 69 : " لأن الأحباش منذ أن إعتنقوا المسيحية بقوا على عهدهم فى تعدد الزوجات سائرون على خطة الشريعة الموسوية وهم يقولون أن تعدد الزوجات ليس محرماً إلا على القسوس والشمامسة فقط مع إعترافهم بأن هذا مخالف لروح المسيح " وكانت معمودية الملك على يد قسوس غير مكرسين للكهنوت أى لا كهنوت لهم وحكموا لهم بعدة نساء ولما عمده وعند صعوده من الماء قرر عليه أن يتخذ إمرأه واحده وهى أم اولاده ,

وظل يكلم الملك وأتباعه ليرجع عن هذه العاده إلى أن أبعد جميع نساؤه عنه ولم يبق إلا إمرأه واحده بالأضافه إلى زوجته إم أولاده وانه إجتهد فى أن يجعله يترك هذه الزوجه ويكتفى بام أولاده فقط فلم يقدر وقال له الملك : " لقد تركت جميع نسائى ولم يبق لى إلا أم أولادى وهذه الإمرأه ولا أقدر على تركها وليس لى صبر لتركها لشدة محبتى لها " وذكر ساويرس أنه تركه وتغافل عنه خوفاً من أن ينحرف الأمر ويتدهور إلى خطايا أكثر وقد فعل هذا الأمر مع أهل مملكته واكابر دولته وتركوا كلهم ما إعتادوا أن يفعلوه ويتزوجوا العديد من النساء وقام جدال فى هذا الموضوع بين المطران ساويرس وكهنة الحبشة , ثم طلب الأنبا ساويرس مطران أثيوبيا فى رسالته أن يكتب البابا كيرس رساله رعوية إلى ملك أثيوبيا وأهل مملكته ووزراؤه ورجال دولته ورعيته يعظهم فيه ويعلمهم أن هذا هو الصواب ويمنعه من التمسك بالعادات العتيقة ويذكر لهم التعاليم الروحية ويشرح لهم الكتب المقدسة العتيقة والحديثة ( العهد الجديد والقديم ) مبيناً سوء مسلكهم ويبين لهم أقواله الصالحه ويقوى حجته فى نفوسهم ويسنده فى عمله وينتفعوا بإيمانهم فى دنياهم وآخرتهم , فاجاب البطريرك طلب المطران وكتب رساله كما اراد وأرسلها إليه مع الرسل الذين أرسل معهم خطابه 0

البابا كيرلس لا يأخذ شرطونية (مالا) لقاء رسامته للأساقفة

وخلت كراسى أبروشيات فرسم لها أساقفه جدد ولم يأخذ شرطونية لقاء رسامته ولكنه إشترط أن يكون إيراد الإيبروشيه نصفه للأسقفية والنصف الثانى لقلايه مار مرقس الرسول أى للبطريركية , وأبطل ما كان يتحصل من بعض الكراسى من مال لإعطائه لدير القديس أبو مقار هذه الكراسى هى دميره وأبو صير بنا ودمنهور والأهناسية وكتب شروطه وسجلها وسلمها لرهبان دير ابى مقار وأوقف أيضاً نصف كرسى رشيد ونصف كرسى مصيل على كنيسة القديس مار مرقس الأنجيلى وأرسل المال الذى حصله من هذين الكرسيين بيد بيمن القمص وكان من أقرباؤه لأنه كان رجلا فيه الخير إلى كنيسة مار مرقس يالأسكندرية المعروفة بالقمجا .
طلب الأساقفة وإجتماع المجمع المقدس
فى سنة 802 للشهداء إجتمع بعض أساقفه من الوجه البحرى وبعض أراخنه من مصر وقالوا للبطريرك : " أنت أبونا قديس وروحانى لكن هؤلاء الذين يصحبوك من يفسد أحوال الشعب ولا يصح لمثل هؤلاء المفسدين أن يصحبوك لأنهم يشينوك " فقال لهم : " من هؤلاء الذين تكرهوا صحبتهم لى قالوا له : " جرجه أسقف أبطوا وأبراهام أسقف دبقوا , وسدس الذى كان راهب وخلع الأسكيم وتزوج بإمرأه وبنوب الكاتب وأبو كرم الراهب هؤلاء الخمسة لا ينبغى أن يكون لك أتباعاً " وحدثت مناقشات معه فى هذا الأمر إلى أن كتبوا شروطاً بإبعاد هؤلاء عنه وأخذوا توقيعه عليه برضاه بما تضمنه العقد , ولما مضوا وذهبوا عنه لم يرى الإعتماد برأيهم والتقيد بعهدهم وإلا صار كأنه تحت أمرهم وكأنه الحاكمين على رئيسهم وراجع نفسه ولم يبعد من ذكروهم لأنهم خدموه وصحبوه وصارت لهم عليه خدمة فأبقاهم كما هم على وضعهم إلا أبو كرم الراهب فإنه أبعده لعنف طريقته ودنو شخصيته –

وكان بعض أساقفة الوجه البحرى عند رسامه البابا إعتقدوا أنه سوف يستشيرهم ويأخذ برأيهم وأنهم يستطيعوا توجيهه ويستحوذوا عليه لأنه كان فى بدايه رئاسته قليل العلم مثل ديمتريوس الكرام بسيطاً فى معيشته قساً فى دير ابى مقار ولكنه لما صار بطريركا تغير تماماً ولازم قراءة الكتب المقدسة , وقال كاتب تاريخ البطاركة سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 ج2 ص 179 : " أنه دخل إليه فوجد تفسير الأناجيل الأربعة بين يديه فسأله ليفسر له بعض ما عسر فهمه من الأناجيل المقدسة ففسره بمعرفه وبطريقه مالا تصل إليه معرفه اكثر الأساقفه والكهنة إليه ومن بركاته أن النيل منذ أن صار بطريركاً كان يفى بحاجه البلاد من المياه وعم الرخاء والأمن شمل جميع بلاد مصر" .
وشوش الشيطان على الكنيسة لأنها كانت تعيش فى أمان فإغتاظ بعض أساقفه الوجه البحرى فإجتمعوا بخولى بساتين الأجل أمير الجيوش (رئيس عمال حدائق أمير الجيوش ) وإسمه يسيب وطلبوا خلع الأنبا كيرلس البطريرك بسبب أنه لم ينفذ الإتفاق الذى وقع عليه ورفعوا شكوى إلى أمير الجيوش كتبوا بها أشياء كثيرة قرروها وإتفقوا عليها مع يسيب الخولى بحكم معرفته ميل وهوى أمير الجيوش والأشياء التى تدفع بالأمير بأن يصعد الأمر لصالحهم , وكان الأنبا كيرلس قد ذهب إلى دميرة بعد إستئذان السلطان وكرز كنائس فى القرى وأقام بها عده شهور فلما رفع الأساقفه شكوتهم إلى أمير الجيوش رجع إلى مصر وأمر أمير الجيوش يامره بالدخول إليه وأن يستدعى جميع أساقفة مصر أو من يقدر أن يستدعيهم لحضور هذا المجمع . وحضر هذا المجمع 47 أسقفاً منهم 22 من اساقفه الوجه البحرى بعضهم رؤوس العصبة الخريده النفيسه فى تاريخ الكنيسه للأسقف الأنبا إيسوزورس طبع القاهره 1923 ج2 ص 313 الذين أخذوا الشروط , وأسقف مصر واسقف الجيزة وأسقف الخندق , 22 أسقفاً من أساقفة الصعيد وتخلف عن الحضور خمسة أساقفه لتقدمهم فى السن أو لبعد مراكز أبرشياتهم وهم خائيل أسقف قطور وبطرس أسقف دقميرة وتاودوروس أسقف سنجار وفام وقزمان أسقف الواحات
أساقفة الضواحى
رقم الأسقف كرسى الإيبراشية رقم الأسقف كرسى الإيبراشية
1 الأنبا يعقوب أسقف مصر- بابليون 3 الأنبا حزقة أسقف وسيم والجيزة
2 الأنبا غبريال أسقف الخندق

أساقفة الوجة البحرى

رقم الأسقف الإبروشية رقم الأسقف الإيبروشية
1 يوحنا اسقف سخا 2 مرقس أسقف سمنود
3 صمؤيل اسقف تنيس 4 ميخائيل اسقف دمياط
5 تادرس اسقف تلبانة 6 يؤنس اسقف دميره
7 خائيل اسقف ابو صير 8 يسطس أسقف صهرجت
9 خائيل أسقف منوف 10 يؤنس اسقف طنطا
11 خائيل أسقف نوسا 12 خائيل أسقف البرلس
13 غبريال أسقف نسروه 14 مقاره أسقف صا
15 مقاره أسقف نبا 16 تاودروس اسقف خربتا
17 غبريال اسقف دمنهور 18 مرقورة أسقف مصيل
19 رفائيل أسقف سرسنا 20 يسطس أسقف رشيد
21 تادروس اسقف أتريب 22 مينا أسقف بلبيس


اساقفة الوجه القبلى ( الصعيد )

رقم الأسقف الإبروشية رقم الأسقف الإبروشية
1 يعقوب أسقف أطفيح 2 دانيال اسقف طمويه
3 صمؤيل أسقف أهناس 4 متاوس اسقف الفيوم
5 مقاره أسقف القيس 6 بطرس اسقف البهنسا
7 ببنوده أسقف طحا 8 خائيل اسقف ألأشمونين
9 أسحق أسقف أنصنا 10 مرقوره أسقف قسقام
11 أندونه أسقف أسيوط 12 ابراهيم أسقف شطب
13 متاؤس أسقف قاو 14 اكليدس أسقف أخميم
15 مرقس أسقف البلينا 16 قلته أسقف هو
17 مرقوره أسقف القصير 18 بمون أسقف أرمنت
19 تاودورس أسقف أسنا 20 فام أسقف أسوان
21 يوحنا أسقف دندره 22 بدير أسقف قوص

ولما عرف أمير الجيوش بحضورهم وإجتماعهم أحضرهم إلى بستانه الكبير بظاهر القاهرة فى يوم السبت الموافق 23 من مسرى سنة 802 للشهداء – 475 خراجية فألقى خطبة شديده اللهجه أنطقه الرب على لسانه وأمرهم أن ينظموا ويجمعوا قوانين الدين الخاصة بهذه القضية ويعرضوه عليه وعطف على البطريرك القبطى وأكرمه وأجله وعظم قدره قدامهم وأذن له ولهم بالأنصراف إلى كنيسته ولما خرج الجميع بما فيهم الذين كتبوا الشكاوى فى البطريرك إجتمع أصحاب الشكاوى الخمسة وهم يوحنا ومرقس أولاد الظالم ويوسف أسق دميره وخاييل أسقف ابو صير ومقاره أسقف القيس وجلسوا مع الشماس أبى غالب بمين ابن تيادر ابن مرقوره السنجارى يعدون قوانين إخترعوها أكثرها قوانين قديمه وأطالوا فيها وأكثروا منها حتى يتوه أمير الجيوش ولا يفهمها ,

أما الأنبا كيرلس والأساقفه الذين معه أعدوا قوانين مختصره , أما بيسيب خولى بساتين أمير الجيوش فقد إنضم لخصوم البطريرك فى يوم حضورهم للبستان عند أمير الجيوش وأظهر العنايه بالفريق الآخر بحكم قربه من السلطان وهو الذى كان يرفع شكواهم إليه , فعاتبه بطرس أحد تلاميذ البطريرك على ما فعله وخوفه من الأثم الذى يقترفه فى حق الكنيسة , فخاطبه بيسيب الخولى بقبيح الكلام والسب , وكان الأنبا سيمون أسقف تنيس واقفاً فأخذ يهدئ غضب بيسيب فلم يهدأ وثار بالأكثر وتفاقم الأمر بينه وبين التلميذ إلى أن جاء الأنبا كيرلس وكلم بيسيب بكلام لين ليهدأ فلم يتراجع عن ثورة غضبه وإبتدا يغلط فى البطريرك إلى أن قال له البطريرك : " يا بيسيب إذا كان لك سلطان على الأرض فالمسيح له سلطان على الأرض والسماء وهما معى " ونزل البطريرك عن دابته وضرب مطاونه إلى بيسيب فى دهليز البستان فبكا جماعة النصارى الذين كانوا هناك عندما أبصروا البطريرك القديس يضرب مطاونه ليسيب الخولى الذى لم يتحرك ساكناً مما راى أو يرفع البابا عن الأرض أو حتى يعتذر او يقبل الأعتذار .
وذهب البابا ومن معه من الأساقفه إلى كنيسة الشهيد الجليل أبو مرقورة بمصر وفى يوم السبت آخر مسرى التالى ليوم السبت الذى ضرب فيه الأب البطريرك مطاونه ليسيب الخولى أن أمير الجيوش غضب على بيسيب الخولى وسخط عليه فركب الأمير حصانه قاصداً البستان وأمر بضرب عنق بيسيس فى نفس الموضع الذى ضرب فيه البطريرك المطاونه له وفى مثل الساعه من النهار أيضاً فتعجب جميع الناس مما حدث وإزداد البابا كيرلس عندهم جلاله وعظمة , وتناقلت الأخبار ووصلت إلى الأجل أمير الجيوش فقال : " حقاً كان بيسيب الخولى ضد البطريرك وجماعته ويقول عليهم كلاما عندى وإنضم لخصوم البطريرك ولكنه لم يمل قلبى ولم يقنعنى بأقواله "
وذاع ما حدث فى جميع أرض مصر حتى أن الأفضل إبن الأجل امير الجيوش كان يدين عاملين قبطين فى قريه تعرف بالبيهو فأنكروا ما عليهم ولم يسددوا دينهم فقبض عليهم وقال : " إمضوا بهم إلى البطرك يمسكوا طرف ثوبه وصليبه ويحلفوا أن ما عليهم شئ , ولا أريد شيئا منهم غير هذا لآنه بالأمس حرم بيسيب الخولى فسخط أمير الجيوش عليه وقتله " .
أما الأجل امير الجيوش أمر بإحضار البطريرك وجماعة الأساقفه إلى مجلسه بعد تركوا أبرشيتهم حوالى 20 يوما أكرمهم وخطب فيهم قائلا :" كونوا كلكم شرع واحد ولا تختلفوا واطيعوا مقدمكم ( رئيسكم ) وكونوا مثله ولا تكنزوا فضه ولا ذهب وصدقوا بكل المواعيد وما يحدث لكم كما أوصاكم المسيح و أما القوانين التى كتبتموها لا أحتاج إليها وإنما طلبتها منكم ليتجدد إيمانكم وعلمكم بها لما بلغنى من بُعد عهدكم بها وبقرائتها " وكان يخاطبهم إلهاما من الرب الإله لأنه كان ينطق كمن يعرف الحكمه لأنه ملك وكما قال سليمان الحكيم يد الرب على قلب الملك ثم إستطرد الأمير قائلاً : " إمضوا وصلوا على أمر واحد وأمر أحد رؤساء دواوينه وهو أبو الفضايل ابن العبيدى وقال له : " أخرج معهم وأكتب ثابتاً بما يحتاجه كل واحد منهم ليكتب لهم منشورا بكل ما يحتاجون ( أوراق عفو ) فخرجوا من عنده مسرورين وذهبوا كلهم إلى كنيسة أبو مرقوره ورفعوا جميعهم صلاه القداس يوم السبت والأحد وكان هاذين اليومين من أعظم أيام الكنيسة القبطية لم يسمع بمثلهما من قبل وذهب الأساقفة كل واحد إلى كرسيه .
وتتسائل أ. بوتشر كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 70: " لا نعرف أن هذا الخطاب كان صادرا عن تأثير دينى أم أنه لهدف سياسى "


 

الراهب الواشى

ولم تمض ايام حتى وشى راهباً إسمه فرج بشكوى رفعها إلى أمير الجيوش ذكر فيها : أن أبى سرور ابن الأبح عند أسقف الخندق مال أودعه إياه فى أثناء حياته , وأن جميع الأساقفه يحتفظون بودائع من هؤلاء المنافقين فإن أمرت إعطينى جنوداً لأستخلص هذه الأموال منهم وحملته إليك . فأمر بإعطاءه ما يريد وإحضار الأساقفه فذهب وقبض على من وجده منهم ولم يزل يناقشهم حتى إستقر الأمر أن يدفع جميع الأساقفه أربعة ألآف دينار ألفين من أساقفه الوجه البحرى وألفين من أساقفه الوجه القبلى وكتب أمير الجيوش منشوراً لفرج الراهب الخائن وأمر فيه أن يدفع كل أسقف من أساقفه الوجه البحرى خمسة دنانير كل سنة واخذها منهم فى تلك السنة ودفعوا المال المطلوب أولا بأول أما اساقفه الوجه القبلى فلم يستطيعوا ان يسددوا ما جعلوه عليهم بناقص 550 دينار وتخلصوا مجتمعين منه بعد صعوبه شديده .

الرقاع

وصبى راهب آخر من الصعيد عندما سمع ما فعله راهب الوجه البحرى كتب رقاع ( شكوى) لأمير الجيوش يقول فيها أن الرهبان القاطنين فى الأرياف قد إمتلموا المنازل والعبيد وإمتلأت بيوتهم بالغلال والأموال وتركوا عمل الحصر التى تفرش بها الجوامع , فإذا سمح لى أمير الجيوش لى بالأمر سآخذ منهم ستة الآف دينار – فسمع الرهبان بذلك فكتبوا رسائل ليتفحص الأمر فحضر الشهود من عند أمير الجيوش وشهدوا ببطلان ما قاله الراهب الصعيدى فأمر بتخشيبة وحبسه ثم ضربه بالسياط وقطع أنفه ثم عوفى وظل الرهبان تتعقبه .
الأنبا بطرس أسقف البهنسا يراجع صلوات أسبوع الألام المعروف بـ البصخة

كان الأنبا بطرس  أسقف البهنسا ذكر أسمه فى المجمع الذى عقد فى عصر امير الجيوش وكان من مؤيدى البابا لاحظ خلال أسبوع الألام أن لبعض ساعاتها صلوات وقراءات مطولة والبعض الاخر صلوات وقراءات قليلة .. فجمع الكتب المقدسة والمخطوطات ودرسها وقام بوضع لكل ساعه من الصلوات ما يوافقها من العهدين القديم والجديد ومن صلوات وميامر وعظات .

وبهذا رتب ساعات البصخة المقدسة فصارت الساعات متساوية , وهى ما يتلذذ به القبطى اليوم فى كنيسته فى اسبوع الألام وينتظره طوال السنة حتى يأتى هذا الأسبوع ليعيش فيه فى رحلة الخلاص بفضل ترتيب الأنبا بطرس اسقف البهنسا لهذه الصلوات

ومن الأعمال الأخرى لهذا الأسقف  أنه وضع لكل يوم من أيام الأسبوع عظتين عظة تقرأ للصباح واخرى للمساء ..  كما وضع صلوات لتكريس المعمودية قال فيه : " إذا بنيت بناء جديداً يكون بناؤه فى الشرق عن يمين الكنيسة وتوضع فيه ايقونة يوحنا المعمدان وهو يعمد السيد المسيح له المجد "

ثم اورد صلاة التكريس وهى التى يصلى بها الآباء الأساقفة عند تكريس جرن المعمودية إلى الآن ( مرجع - من مقال القمص ميصائيل بحر خاص بغقليم المنيا فى العصر القبطى نشره فى مجلة صوت الشهداء السنة الرابعة العددين السادس والسابع - يونيو ويوليو 1962 م ص 38 - 39 وقد علق على الهامش بقوله " فى الكنائس الأثرية التى بنيت فى أول القرن الخامس الميلادى تقع المعمودية على يسار الداخل إلى الكنيسة , ففى كنيسة الأنبا يحنس القصير بدير أبى يحنس بنيت المعمودية بين الخورس الثانى والثالث إلى الشمال وتطل نحو الغرب , وفى كنيسة الأنبا بيشوى بدير البرشا تقع المعمودية بحرى باب الكنيسة فى الخورس الأول وتطل نحو الغرب أيضاً , وفى هذا الوضع حكمة بالغة , وذلك أن المعمودية تعيد ولادة المعمد وتجدد خلقته , وبعد المسحة بسر الميرون المقدس بعد المعمودية مباشرة ينتقل إلى اليمين إلى الهيكل حيث المذبح الطاهر ليتناول سر الشكر الذى به يتحد عقلياً مع ينبوع الخلاص نفسه فبناء المعمودية فى بعض الكنائس الجديدة إلى اليمين فيه خطأ يجب أن يصحح .
الرب ينتقم من الأجل أمير الجيوش بعد ظلمه

وكان الأوحد أبن أمير الجيوش مقيماً فى الأسكندرية وكان من ضمن أصحابه رجلاً قائداً للجنود يعرف بـ جمال الدولة وأسمه طعان صهرباح العرب وأخوه يعرف بـ علم الدولة والدى بحلم الجمالى الذين قتلهما أمير الجيوش من قبل فأرادا أن ينتقما لولديهما من أبن الأجل أمير الجيوش فحسنا لـ الأوحد عصيان أبيه والتمرد عليه فإنصاع لرأيهما ووثق في مشورتهما ووصلت الأخبار بمجاهرته بالعصيان فأرسل ابيه امير الجيوش إليه ابو الفرج إبن المعزى ليقنعه بالرجوع عن ما يضمره تجاه أبيه ولكنه إستمر على عناده وعصيانه ولم يلتفت إلى نصائحه

ثم أرسل إليه ابيه أخوه الأفضل فخاطبه ولاطفه وأراه أن فعلته مشينه وقبيحه أن يقف أمام أبيه وما فى هذا من سوء سمعه العائله فلم تنفع كلماته مع أخيه فرجع القاهرة , فجهز أمير الجيوش حمله بعدد كبير من الجنود وذهب إلى الأسكندرية وحاصرها وقامت الحرب بينهما لمده شهرين ثم لجأ إلى الصلح وخرج الأوحد إبنه من الأسكندريه ودخلا جميعاً غلى الأسكندرية ثم رحل الأوحد ضماناً لأراقة الدماء وظل أمير الجيوش بالأسكندرية وإستدعى كبار قومها وشيوخها وقال لهم : " أنتم ساعدتم إبنى لمخالفة السلطان وحسنتم له ذلك وقتلتم رجال السلطان وجنوده وخسرتموه الأموال وظلوا يتناقشون إلى أن وضع علي جميع أهل الأسكندرية ان يدفعوا 120 الف دينار وحمل الأموال قبل ان يغادر المدينة ورحل عنها فى شهر أبيب وعاد هو وأبنه الأوحد إلى القاهرة وكان الأوحد غاضباً من أبيه وكرهه

وفى برمهات سنة 802 للشهداء جائت أخبار أن الأمير الأوحد إتفق مع جماعه من الأمراء أن يقتلوا أمير الجيوش فقبض عليهم وهم شجاع الدولة وأسمه صاف المكينى صاحب بابل , ومرهف الدولة وأسمه صاف الحصنى وآخرين وقتلهم جميعاً أما ولده الأوحد فإعتقله فى سجن داخل بيته وقيده من رجليه بالسلاسل وفى نهايتها كره من الحديد لتعيق حركته وتم ذلك فى يوم الجمعة العاشر من برمهات من هذه السنة وتوفى فى هذه السنة ايضاً الوزير أبو الفرج محمد ابن جعفر المعزى – وظل الأوحد رهن الأعتقال سنة ونصف حتى غضب أمير الجيوش على إبنه لأمر ما لا يعرفه احد أنه فى آخر مسرى سنة 803 للشهداء قطع أمير الجيوش عن إبنه الطعام والماء وهو معتقل خمسة ايام النسئ ( أصغر شهر فى السنة القبطية) ثم امر أحد حراسه أن يدخل إلى إبنه ويخنقه فخنقه حتى مات وذلك فى ليلة عيد النيروز


قوانين الأنبا كيرلس


كتب الأنبا كيرلس قوانين وارسلها إلى الصعيد وقرأت فى جميع الكنائس بمصر وبلاد الوجه البحرى فلم يقبلها اهل الصعيد ولم يتخلوا عن قوانينهم فقالوا له مشيريه : " أنت أنذرتهم وتخلصت من الخطية فتغافل عنهم وأتركهم " وقد نظم قوانين الكنيسة فى 34 مادة وأذاعها على الشعب فسطعت الكنيسة خلاله وتهلل جميع السكان بنوره .. السنكسار الأثيوبى ترجمة إلى الإنجليزية واليس بودج ج 4 ص 995

وأستهل البابا كيرلس الثانى قوانينه بقوله : " لما كان من قضاء الرب وحكته غير المدركة تقدمنى إلى هذه الخدمة الجليلة التى لا أستحقها , فلقد أتكلت على رحمته ووثقت بنعمته فى معاونتى على النهوض بأعباء رسالتى مبتهلاً إليه أن يكمل نقصى " ثم تأمل فى إعتذار موسى وأشعياء وأرميا الى الرب عن عجزهم على القيام بما يأمرهم به لقصورهم وضعفهم , وكيف أن الرب وضع علبهم مسئولية هذه الخدمة وحمل رسالته خر 3 : 11- 14 , أشعياء 6: 1-8 , أرمياء 1 : 4- 10 وحدث أن الرب قد أفاض على قدسيه بنعمته وبركته وكان معهم فأيدهم بروحه المقدسة , فشجعه عمل الرب مع أنبياؤه على السير فى جهاده , وأستعان بهذه النعمة عينها , فصاغ قوانين الكنيسة إرشاداً لشعبه وتذكيراً لهم بالمبادئ التى دان بها ألاباء , ووضع البابا كيرلس الثانى 34 مادة صاغها كما يلى - قوانين كيرلس الثانى البطريرك 67 للأسكندرية ( بالأسكندرية - مقال لاوزولد برومستر نشره فى مجلة "موزبون" العدد 49 سنة 1936 ص 246 - وذكر فى مقالته أن عدد الأساقفة كان 54أسقفاً ) :

1- إنتهى إلى مسكنتى أن قوماً يلتمسون رشوة لمنح الرتب الكهنوتية , فمن فعل ذلك , وأخذ رشوة على الموهبة , أو وعد برشوة لنيلها , مستعيناً فى ذلك بالمكر والخديعة , فلا تقبل رياسته الكهنوتية ولا يكون عندكم إلا بمنزلة الوثنى والعشار , وهو مقطوع محروم منفى من بيعة الرب , هو ومن منحه الرتبة الكهنوتية وجاء ايضاً فى القوانين أنه على الرئيس أن يؤدب شعبه يقومه بالصليب لا بالحرم , وأن لا يربط ولا يحل من غير حق , فإن هو حرم أو ربط من غير حق , طلباً للتشفى أو إلتماساً لإذلال الناس وإخضاعهم , فليكن هو المربوط المحروم من الرب لأنه خالف احكامه .

2- أى قس أو اسقف يرفض قبول الخاطئ التائب , فليقطع لأنه خالف قول السيد المسيح الذى أعلن : أنه يكون فرح فى السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من 99 باراً يحتاجون إلى التوبة ( لوقا 15: 7) .

3- يجب على كل أسقف أن يتفقد جميع الأديرة الواقعة تحت سلطانه وأن يحافظ على آلتها ومستغلاتها وريعها , ويراعى نظافتها وعمارتها .

4- يجب على كل أسقف أن يعرف حال كهنته فى مختلف الكنائس والجهات الخاضعة له , وأن يفحص أمورهم فى عملهم وفى القداسات التى يقيمونها , وفى قراءات الكتب التى يفرضون على أنفسهم تلاوتها .

5- يجب على ألسقف أيضاً أن يتعهد كهنته وشعبه بالتعاليم افلعية التى تخلصه وتخلصهم من خطاياهم , فكل نفس من أنفس الرعية مطلوبة من راعيها .

وهناك مجموعة من قوانين مختصة بواجبات الأسقف نحو الفقراء والمعوزين , ونحو الرهبان الذين يجب أن يقضوا العمر فى ديرهم ما لم يطلب إليهم رؤساؤهم تأدية عمل معين خارجه وبعد هذا البيان قال

12- يجب أن يحذر الكهنة والعلمانيون الإلتجاء إلى غير حكم الكنيسة , فإن جرى خلاف بين البعض منهم فعليهم أن يحتكموا إلى أسقفهم وينزلوا على حكمه .

وهناك فى قوانين البابا كيرلس الثانى مجموعة منها مختصة بأهمية الصوم ووجوب التمسك به

وهناك مجموعة مختصة بسر الزيجة .. فأوصى الكهنة بالعناية التامة فى أتمام هذا السر والرباط المقدس فلا يعقدونه إلا عندما يتأكدوا من شرعيته .

وفى قوانين أخرى أوصى الشعب بإحترام الأساقفة والإكليروس ..

وأختتم قوانينه بقوله : " يجب على أبناء المعمودية توقير المذابح  المقدسة والهياكل الطاهرة وتزينها عن إقتحام كل العلمانيين لها ( مرجع لوحظ هنا أن البابا كيرلس الثانى كان حريصاً على القوانين فحرم دخول العلمانيين الهيكل , أى أن الحرمان لم يقصر على النساء كما هو حادث الان إنما القانون الكنسى يقتضى بألا يدخل الهيكل إلا من وضعت عليهم اليد فقط ) وأخيراً دعا الرب أن يوفق شعبه لعمل ما يرضيه , ويثبت بينهم المحبة الروحية والأخوة المسيحية , ويغفر ذنوبهم , ويصفح عن ذلاتهم ويرحم موتاهم وينجى شيوخهم ويمنح العفة لشبابهم بشفاعة ذات الشفاعات ومعدن الطهر والبركات السيدة العذراء مريم وجميع الشهداء القديسين .

وفى سنة 808 للشهداء تنيح الأنبا مرقس أسقف البلينا وكان أكبر الأساقفة ورئيسهم وكان البابا ينتقل من دير الشمع غربى طموه إلى جوسق كنيسة ميكائيل المختارة بجزيرة مصر إلى كنيسة المعلقة بقصر الشمع . وكان دائم القراءة فى الكتب المقدسة وكان كثير القراءة فى تفسير الأناجيل المقدسة الأربعة بالقبطى حتى فهم منها الكثير –

وقد كتب يوحنا إبن الصاعد القلزمى سيرته سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثانى ص192   ويقول : " لقد ذهبت إليه فى كنيسة الملاك ميخائيل يوم الأحد لأتبارك منه وأتقرب للأسرار فيها فوجدته قد نزل من الجوسق وهو جالس فى الكنيسة فسلمت عليه وأخذت بركته ففرح بى وبارك على واكرمنى وكان قد رزقنى الرب فى أعمالى ببركة صلواته – والأنبا كيرلس كان وهو راهب متواضع وديع وزاهد جداً يبغض أن يقتنى شيئاً يتصدق بما يحصل عليه وما يحمل إليه يعطيه للفقراء والمساكين ويصرف أيضاً منه على تعمير الكنائس والأديرة ومنه أيضاً يشترى من الصياغ آنية فضة للهياكل المقدسة ومما ياتى إليه يعين النصارى المقبوض عليهم ويفكهم من العقوبه ويطلقهم من السجون وكانت كل أفعاله حسنه جميله وكان حلو المنطق مقبول الصورة يكثر من الصلاة يذل جسده الصوم ولا يأكل مما يقدمونه له فى قلايته من انواع كثيرة من الطعام إلا صنف واحد هو الزبادى أما الحبوب فيأكل منه اليسير من العشاء للعشاء فجلست بين يديه وتحدثت معه ثم حضر الكهنة فطلبوا منه أن يقدم القربان ويقيم قداس وضربوا له مطاونه وضربت له أنا ايضا وتناولوا من القربان ودعا لكل من تناول باللغة القبطية

فلما اذن للشعب بالإنصراف وخرج الشعب وهممت بالإنصراف خرج بطرس أكبر تلاميذه وقال لى : البابا يقول لك بمطاونه إجلس حتى أخرج من المذبح – فجلست حتى خرج فقال : إطلع معى حتى أتحدث معك اليوم – فقلت سمعا وطاعه فطلعت معه الجوسق والأنبا آفرآم كاتبه وكان بعد الظهر وقدموا تلاميذه المائدة فأكلت وأبا أفرآم ثم أحضروا النبيذ فلم أشرب لأنه كان صيفاً وأنا أكره شربه فى الصيف ثم جلست معه لأتحدث معه فاعلمه تلميذه أنى لم اشرب شيئاً من الخمر فعاتبنى على ذلك فأوضحت له : أنى أتعب من إحتساءه فى الصيف فقال لى : ثلاثه أقداح لن تضرك فقالت : ياسيدى إذا كانت من يدك المقدسة فلن يضرنى بل ينفعنى فاشار إلى تلميذه فأحضر قدحا من النبيذ فبارك عليه وناولنى إياه فقمت وقبلت يدبه واخذته منه وشربته وكذلك الثانى والثالث وتحدثنا فى العلوم والقوانين الكنسية ومحبه الرب .
وكان راهب قبطى من دير أبى يحنس ذهب إلى الهند وأقام 20 سنة وأتى إلى البابا القبطى وطلب منه أن يجعله مطراناً على الهند لأنهم شعب عظيم وكبير وذكر له أنه توجد كنيسة فى الهند على أسم توما الرسول فلم يسمع له فذهب إلى ابوان واقام بها مده وحدث أن بطريرك الملكيين ( الروم) ذهب إلى هناك أيضاً فشرح له الحال فجعله مطران وأرسله وصار ملكى ويغيظ الأقباط ويعيرهم وأنه ما فعله كان ليس إلا عنداً فى البطريرك القبطى .

تمييز أهل الذمة بملابس طبقاً لقوانين الشريعة الإسلامية
فى سنة 802 للشهداء صدر سجل وقرئ فى الديوان الكبير بان يلبس جميع النصارى زنانير سود أما اليهود فيلبسوا زنانير سود بحيث تكون فى أطرافها رقعه صفراء ليتميزوا عن النصارى وان تصل الجزية لكل فرد دينار وثلث وربع , أما السبب فى هذه الأوامر أن قاضى إسمه إبن الكحال كان يجبى الجوالى ( الضرائب) لأن الحروب كثرت فقد حدث فى سنة 466 خراجية أن الغز هاجموا صهرجت بحوالى ألفين فارس وتمكنوا من الشرقية وعدى بعضهم إلى المحلة ونهبوها وقتلوا اكثر أهلها وإستولوا على الغربية حتى وصلوا غلى برما وكان مقدمتهم يقودها سلار إسمه أطس ويعرف بالأقشيش ومعه أخوته والمامول ومعهم ناصر الجيوش أبن بلدكوش فقاد امير الجيوش جنوده وهزمهم وقتل عساكرهم وإنهزم الأقسيس وهرب منسحباً فى نفر من جنوده إلى الشام وقتل إخوته فى المعارك وقتل ناصر الدولة وعاد أمير الجيوش منتصراً إلى القاهرة وعسكره الأرمن مؤيده منصوراً فرحاً.

وصول بطرك الأرمن

وكان معظم عساكر امير الجيوش أرمن وفى أبيب سنة 803 للشهداء وصل من القسطنطينيه إلى الأسكندرية مركب فيه رجل شاب ومعه أصحاب وغلمان قيل عنه أنه بطرك الأرمن واسمه أغريغوريوس وأنه أبن أخت بطركهم القديم وأنه من نسل بنى سنحاريب الملك وأن خاله فوض إليه البطريركية وأرسله إلى مصر وأعطاه عطايا كثيرة ليبدء فى لم شملهم وكان معه أعضاء من قديسين وصلبان من الذهب وغير ذلك , ومما يذكر أن وصل قبله راهب أرمنى يعرف بـ المناكيس وزار دير أبو مقار وقابل بسوس الراهب القبطى السائح كما ذهب إلى دير ابى يحنس كاما وفرح عندما رأى قداسة الرهبان المصريين وتناقش معه الأقباط وعرف صحة الأمانه القبطية الأرثوذكسية وكان يلبس حديد على جسمه وعليه مسح من الشعر ورآه كاتب تاريخ البطاركة سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 ج2 ص 184وقال : " قد أتوه بشاب يعذبه الشيطان كل يوم فأحضر قسيسين أرمنين فقرءوا إنجيل يوحنا ورسائله وكتاب الرؤيا على قصرية بها ماء وقلبها عليه فخرج الشيطان من عليه ورأيته بعد ذلك عنده بالقاهره وهو يتعلم ويكتب على اللوح عاقلاً سليماً "
وتقول أ.ب.بوتشر كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 71 : " فى عهد الخليفة المستنصر هاجر كثير من الأرمن إلى مصر وسكنوا بها طمعاً فى كرم بدر الدين الجمالى وإبنه الذى هو أحدهم فأكرم وفادتهم وخصص لهم بقعة فى مصر العتيقة تعرف بدير البساتين لسكناهم وقال أبو صالح المؤرخ أن الحاكم الذى حكم مصر بإسم الخليفة ( الغالب أنه بدر الجمالى ) قد بنى الكنيسة الكبيرة فى هذه الجهة وظل يرمم ويصلح فيها حتى يوم وفاته " وعندما وصل بطرك الأرمن وإلتقى مع أمير الجيوش سكن فى كنيسة السيده العذراء مريم التى للأرمن الملكين بأرض الزهرى بجانب كنيسة أبو قزمان عند القنطرة التى بين القاهرة ومصر ثم قابل أبينا الأنبا كيرلس فى قلايته (مركز رئاسته) فأكرمه وفرح به وتقول أ.ب. بوتشر" قام البطريرك القبطى برسامته مجامله لهم ولأمير الجيوش وتوطدت العلاقة بين الأقباط والأرمن ونشر البطريرك القبطى منشوراً أذاع فيه أن كنائس مصر وسورية وأرمينية متحدة فى الإيمان الأرثوذكسى القويم " كما أعترف بطريرك الأرمن بالأمانه الأرثوذكسيه الصحيحة وكان يحضر اللقاء جمع كثير من الأقباط كما حضر الأجتماع القبط والأرمن والسريان والأثيوبين وأهل النوبه وأقروا الأمانه المستقيمة الصحيحة التى إتفق عليها الآباء القديسين وخالفها نسطور ولاون ومجمع خلقيدونيا سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 ج2 ص 184 .

إ
ختيار أسقف مصر

وحدث فى يوم 5 من النسئ سنة 804 للشهداء أن توفى الأنبا يعقوب أسقف مصر وكان مده إقامته على كرسى ابروشية مصر 24 سنة وكان قبل إعتلائه الكرسى أرشيدياكن فى دير أبو يحنس كاما بوادى هبيب ودفن فى أرض الحبش بمصر , ثم إجتمع كبار الشعب وشيوخهم لأختيار راهب من رهبان الأديرة وإستقروا على إختيار إثنين منهم إما سنهوت الشماس بدير إسمه أبو بيشيه أو بيمن الأرشيدياكن بدير يحنس كاما فارسلوا رجل يعرف بأبى سهل الصهرجتى إليهما فحدث انه لم يجد سنهوت فى دير بيشيه لأنه أختفى منهم وهرب وذهب إلى دير يحنس كاما ليأخذ بيمن فوجد سنهوت مختفياً عندهم فأخذه هو والذين معه ووصلوا إلى كنيسة ميكاييل التى بجزيرة مصر وكان الأنبا كيرلس مقيم بها وإجتمع الكهنه والأراخنة والشعب ورسموه فى يوم الأحد 12 من بابه 804 للشهداء – 477 خراجية وكرز فى كنيسة القديس بقصر الشمع يوم الأحد 19 من بابه وكان قوياً فى الأيمان عالماً طاهراً وفاضل متواضع كاهنا قديراً .

الإستيلاء على مال الأقباط وسرقتهم  هو أساس الحكم الأسلامى

وفى سنة 478 خراجية وصل أخو مطران أثيوبيا ( الحبشة) بهدية لم تكن لائقه بأمير الجيوش ولم تعجبه وفى يوم الجمعة 22 من نفس الشهر إستدعى الأمير الأنبا كيرلس البطرك فحضر ومعه عشرة أساقفة وابو مليح مينا ابن زكريا صاحب الديوان الأبواب بمصر وكان يعرف لقبه الشيخ الأثير نجيب الدولة ومكينها فلما دخلوا إلى الأجل أمير الجيوش وجدوا أخو مطران الحبشة واقفا هناك فلما جلسوا قال لهم أمير الجيوش : " أنت جعلتم أخو هذا مطران أثيوبيا ولنا عنده مال وعدنا به كما قال وبدل ان يبنى مساجد فى بلاد اثيوبيا ويقدم الهدايا فلم يفعل شيئا وارسل شيئاً يشبهه وكان من ضمن الأساقفة الحاضرين أفراهام أسقف دبقوا المعروف بالصعيد الذى هو أصل كل المشاكل التى تمت على الكنيسة

وكان البطرك الأنبا كيرلس قد رسمه على دبقوا ولم يذهب إلى هناك ولم يجلس على كرسيه ولا حتى أبصره ولا كرز فيه ولم يصلى قداساً واحدا على أى هيكل فى أبروشيتة كما قال القانون الكنسى بل أنه صار كاتب البابا وصار بذلك مبغضاً لرياسة الكهنوت وكان هو سبب غضب الأساقفة وكتبوا شكوى أنه لا يصلح لهذا الأمر وكان هذا رأى قسم كبير من الأساقفه فى هذا الوقت وكان يصحب البطريرك إثنين آخرين لا يجب أن يصاحبوا البطريرك لأنه رجل قديس وكان يعكس كل أعمال البطريرك فقال للأجل أمير الجيوش : " يا مولاى هذا المطران لا يصلح إلا بأمرك " فقال له : " أنت تكذب وهذا الشيخ ( يقصد البطرك " فسكت الجمع ثم قال امير الجيوش : " يجب ان ترسلوا اسقفين حتى تبنى المساجد فى بلاد أثيوبيا وتقام الدعوة وتحمل الهدايا وتحدد الهدية على هذه البلاد خمسين سنة ولا يقدموا هم الهدية بإختيارهم وقد قاموا بقطع الطريق فى تلك البلاد على التجار المسلمين وغيرهم فيجب أن يمنعهم البطريرك من ذلك وإلا فأنا أعرف ما أفعله "

 فقال البطريرك : " مالى أنا فى قطع الطريق هل أنا خفير ( حارس للأمن ) " فإمر بأن يطرد البطريرك والأساقفة من أمامه فمضوا فى أهون صورة وأقبح صفة وامر بالقبض على أخو المطران فحبسوه فى سجن البنود , وأمر بكتابة أسماء الأساقفة الذين حضروا ولما كتبت أسماؤهم خرج إليهم حاجبين وفرض عليهم دينارين كل يوم حتى يكتبوا إلى ملك اثيوبيا ويرسلوا اسقفين منهم فنزلوا وامر الدفع معهم إلى كنيسة السيدة العذراء الطاهرة مريم بالمعلقة بمصر وكان الأنبا كيرلس يعطيهم دينارين عن نفسه وعن الأساقفة ولم يدعهم يفعلون شئ فكتبوا خطاباً وقرروا إرسال مرقس أسقف أوسيم والجيزة وتادرس أسقف سنجار وقد خاف بنى المعمودية الأقباط خوفاً شديداً من هيبة أمير الجيوش وغضبه إلى أن لطف الرب الإله من غضبه حينما وصلت هدية قيمة من عند باسل ملك النوبة ومعها إبن الملك الذى كان قبله وتوفى وكان غرض أبن الملك أن يرسمه الأنبا كيرلس أسقفا للنوبة

فإستدعى أمير الجيوش البطريرك القبطى والعشرة أساقفه الذين كانوا معه يوم الأربعاء 27 من أمشير فدخلوا إليه وهم خائفين فأمرهم بالجلوس واكرمهم واكرم البطريرك وطيب قلبه وخاطبه بكلام لين وأطلق أخو مطران أثيوبيا من الحبس وكان فى نفس الوقت أن قدم إليه تاجر مسلم شكوى يقول فيها : أنه قطع عليه الطريق فى بلاد اثيوبيا وأخذو ماله وقبض الملك على سورس المطران قبل أن يحضر المطران لى حقى فقال له أمير الجيوش : " إذا كان الملك قد قبض على المطران فكيف يقدر أن يحصل لك على حقك " وقال لأخو الأسقف : " كان أخوك عليه شرط ان يبنى فى بلاد أثيوبيا أربعة مساجد ولم يفعل " فقال له : " يا مولاى قد بنا سبعة مساجد وأمرها مشهور فى الأماكن التى تتبعنا ولكن الأثيوبين هدموها وأرادوا أن يقتلوه ولما بلغ الملك ما فعله المطران قبض عليه وإعتقله " فقال أمير الجيوش : " وأنتم ماذا فعلتم ؟ "فقالوا لقد كتبنا خطابات بالعربى والقبطى فإصدر أمرا لمن يقرأها لك ويترجمها " فقال : " أنتم عندى أهل الثقة وأنا أفضلكم على جميع النصارى فمن منكم سيحملها مع رسولى حامل رسالتى التى كتبتها " فقالوا : " هذين الأسقفين " وأشاروا إليهما فقال : " مبارك " وأمر لهما بالنفقة وأمر الحاجبين الذين كانوا يأخذون الدينارين بعد غضب امير الجيوش عليهما أن يوقفا جمع المال من البطرك والأساقفة فخرجوا من عنده مسرورين شاكرين الرب .

تدهور العلاقة بين أمير جيوش مصر وملك أثيوبيا

وذكر أهل الثقة لكاتب تاريخ البطاركة أبن المقفع سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 ج2 ص 187 : " أن الأجل أمير الجيوش قال فى الخطاب الذى أرسله إلى ملك أثيوبيا إن لم تفعل كذا وكذا سأهدم الكنائس التى بأرض مصر كلها فرد علية ملك أثيوبيا بخطاب يقول : " إذا هدمت من الكنائس حجر واحد حملت إليك طوب مكة وحجارتها جميعاً وأحضرته إليك كله وإن ضاعت منه طوبة واحدة وزنت بدلا منها ذهبا " ".

ا
للغة القبطية

صرف البابا كيرلس البطريرك رقم 67 باقى أيامه فى إصلاح الكنائس وإفتقاد الفقراء وتقوية الإيمان وفى ذلك العصر تغلبت اللغة العربية على اللغة القبطية القبطية وصار الناس ملزمين بها وأصبحت هى المتداولة فى أوراق الحكومة وجميع تعاملاتها وفىالأسواق ومستندات البيع والشراء وفى التعامل داخل البيوت وبين الأفراد وبعضهم البعض ودخلت إلى الكنائس ورأى البطريرك نفسه أنه يجب أن يتعلمها حتى يستطيع التعامل مع الخليفة وجهات الحكومه ومع شعبه أيضاً .

مصير الأقباط الذين يظلمون إخوتهم الأقباط

وكان قبطى إسمه أبو الطيب سهلون ابن كيل الظالم يظلم الناس ويصادر ممتلكاتهم ويعتقلهم ويضعهم فى سجن البنود كما يسلط عليهم أبو الحارث كاتب الخزنة ويحثه على عقوبتهم بأقصى أنواع العقاب وكان هذا القبطى يتولى ديوان المجلس ويجلس على قبة الخراج بالقصر السعيد فأخرج أبو الحارث كاتب تاريخ البطاركة من سجن الأعتقال وأوقفه أمامه وقال له : " لقد ضجرت مما يقوله لى الشيخ أبو الطيب ابن الظالم فقد عاقب ابن موهوب ابن مفرج الإسكندرانى وولده وزوجته وأبو الخير ولد أبو السرور ابن الأبح حتى يدفعوا للسلطان بما له عليهم مما كتبوا على أنفسهم عقود وحلف أبو الحارث على ما قاله بإيمانه العظيم وقال أن الشيخ ابو الطيب حثه قائلاً له : " إن لم تحضر لى عشية هذا النهار مبلغ كذا من الدنانير لأعاقب ولدك قدامك فى هذه العشية " وكانت هذه الدنانير لا قدرة لى على لدفعها فقلت : " يا مولاى ولدى مطروح وقد قارب على الموت لشده ما ناله من العقوبه وتعذيبك له فإن إستدعيته مره أخرى فسوف يموت , فأعاد القسم مره أخرى وكان إذا أقسم يفعل ما يقسم عليه " وعلمت أن الذى قاله عن إبن الظالم صحيح ومشهور ومعروف من الجميع كما أن أفعاله معى كانت كلها سوء ومع غيرى وكان هذا الكلام فى نصف النهار من يوم الثنين 29 من برمهات سنة 480 خراجية ثم أمر بخروج رجلين لأطوف على الأقباط لأجمع الدنانير التى طلبها فذهبت إلى كنيسة السيده العذراء مريم بالمعلقة بقصر الشمع وطلعت سلالنها ودخلت ووقفت حيث صورتها فوجدت أبو الفتح ابن رفائيل الكاتب وكان مثلى يطالبونه بدنانير لا يقدر على دفعها فبكينا بين يديها وقلنا : فى مثل هذا اليوم بشرك الملاك غبريال بخلاص بنى البشر , وفى مثل هذا اليوم نحن نسألك : " لا تغفلى عنا فيد أبن الظالم وأبو الحارث ثقلت على بنى المعمودية من أهل مصر والقاهرة والريف وفى كل المواضع الأخرى وغيرهم " وحدث فى نفس الوقت وبينما نحن فى كنيسة السيده الطاهره وصلت الأخبار من القاهرة بالقبض على إبن الظالم وأبو الحارث وإعتقالهما فى دار شمس الدولة وأسمه كمش وفرح الناس وفى الغد وكان يوم أربعاء أخرجوهما راكبين جملين إلى خارج باب النصر وصلبا على صارتين ورموهما بالنشاب ( السهام) حتى ماتا وقبضا على إخوتهما الأسقفين يوحنا ومرقس وعاقبوهما عقاباً شديداً حتى كتبا مديونيه على أنفسهما بألفى دينار فأخرجوهما ومعهما غرامه بدفع كل يوم خمسة دنانير ومرت مده من الزمن لم يقدرا إلا دفع 500 دينار بعد أن أخذوا رجال الضريبة منهما 600 دينار ولما لم يدفعا المتبقى أمر الأجل أمير الجيوش بإعتقالهما عندما ذهبا إلى مصر فى حبس الشرطة بالقاهرة وظلا فيه مده طويلة إلى أن تحنن عليهما فأفرج عنهما وخرجا إلى كراسيهم .

أمير الجيوش يعطى للأرمن كنيسة من كنائس القبط

كان بالقاهرة رجل سريانى إسمة إبن الطويل ذهب هو ومجموعة من السريان للسكن فى حارة الحسنية وهى خارج سور القاهرة ذكر تاريخ ابوالمكارم تاريخ الكنائس والأديره فىالقرن 12 بالوجه البحرى طبع سنه 1999 ج1 ص 13-14 أن هذه الحارة تعرف بأنه أنشأها قائد القواد أبن جوهر الرومى الكاتب وكانت بها كنيسة للأروام على غسم السيدة العذراء مريم وكان يسكن بها جماعة من السريان والتى كان يقطنها غالبية من عساكر الأرمن التابعة لأمير الجيوش وكان بهذه الحارة من الأرمن النصارى خمسة ألآف رجل عدا عمن هو كان ساكناً فى الوجه البحرى والقبلى فإشتكى عساكره من هؤلاء السريان فأمر أمير الجيوش بأن يخلوا السريان المكان لعساكره فقدموا إليه رقعة ( طلب إليه) يطلبون فيها أن ينعم عليهم بكنيسة من كنائس الأقباط الخالية فى دير الخندق فأجاب بالموافقة على طلبهم وأمر أنبا غبريال أسقف الخندق بتنفيذ ما وعدهم به وإعطائهم كنيسة فأعطاهم كنيسة على إسم الأنبا بولا إبن يسطس القائد الشهيد وجسده فيها راجع سنكسار 1 مسرى , وكان فى هذا الدير كنيسة أخرى على إسم أبو مقار حولها الأسقف إلى مخزنا لفرط الحبوب وعندما عرف الأرمن أن السريان أخذوا كنيسة من القبط فذهبوا إلى أمير الجيوش وقالوا له : ليس لنا كنيسة نصلى بها وفى دير الخندق عده كنائس لأصحابنا الأقباط وهى مغلقة وقد حول أسقفها أحدثها مخزناً للفرط " فأرسل أمير الجيوش من يتقصى الحقيقة فوجد كل ما قاله الأرمن صحيح فأمر الأسقف أن ينقل الحبوب المفروطه ويعطيها لهم ليعمروها ويصلوا فيها فأخذوها وما زالت فى يد الأرمن يخدموا ويصلوا فيها وكانت تظهر فيها عجائب ومعجزات على يد شهيده مار جرجس . أما أبو المكارم فقد ذكر فى مخطوطه تاريخ ابوالمكارم تاريخ الكنائس والأديره فىالقرن 12 بالوجه البحرى طبع سنه 1999 ج1ص 16-17 شيئاً آخر عن كنائس دير الخندق منطقة دير الخندق كانت تمتد من دير الأنبا رويس حالياً حتى دير الملاك البحرى التى بها كنيسة دير الملاك الآن فقال : " كانت هناك كنيسة ملاصقة لباب على إسم القديس أبو مقار ولما وصل أغريغوريوس بطريرك أرمينية الكبرى إلى الدولة العلوية فى الخلافة المستنصرية ووزارة أمير الجيوش بدر ووجد أسقف الخندق يخزن فيها قرط فإلتمسها لصلاته فسلمت له فتحت وإستمرت بيد الأرمن إلى الآن بعد أن بحث أمير الجيوش عن موضوع القرط وتخزينه فى الكنيسة ووجده صحيحاً وكان ذلك فى بطريركية كيرلس 67 وسميت على إسم مارى جرجس وكان أمامها فرن لخبيز القربان والخبز وعليه قبه معقودة .
وكانت هناك كنيسة مجاورة للجوسق ( قصر) بإسم الشهيد أبالى بن يسطس القائد وكان يسكنها جماعة السريان فى الخلافة المستنصرية عند إخراجهم من حارة الحسنية "
وكان مار جرجس يفعل عجائب كثيره فى هذا العصر فى الكنائس التى على إسمه يذكر تاريخ البطاركه " أن رجل بدوى من بنى غلاف دخل كنيسته بدملوا ووقف يحارب صورته فقتله الشهيد فى الحال وفى كنيسه الشهيد مار جرجس بدير أبو يحنس بوادى هبيب غابت صورته من لوحته بسبب غلام باعه يوحنا
الراهب بعشرة دنانير , فأشترى شماس الغلام ثانية فعاد الشهيد إلى صورته
وفى كنيسته بدير العسل ظهر فيها عجائب كثيرة وظهر فيها نور فى اليوم الثانى من هاتور أما كنيسته فى بنال من منطقة ايوان إشتهرت بعجائبة وفى كنيسته بـ بقطور ذكر عبد المسيح القس الدهتورى أنه طلع على سلم ليوقد القنديل فقطع نهاية الفتيلة وإنتظر القيم حتى يأتيه بسراج منير ليوقد القنديل فى هذه اللحظه نزل على الكنيسه نور عظيم أبيض وأنار ثلاثة أماكن وأوقد الفتيله .
أجساد القديسين فى مصر فى هذا الوقت
راس القديس الجليل مار مرقس الإنجيلى , جسد القديس مار جرجس بدير الزجاج , جسد القديس مارى جرجس فى كنيسته تحت المذبح فى بلد من بلاد فلسطين وفى الأديرة بوادى هبيب أبو مقار : وبهما ابسيت HO وزينزن الملك وولده , وأبو يحنس , وبو بيشا , وبو كاما , وبو موسى , ويعقوب الفارسى المقطع , وقبر الأريا , وبو بولا , وطلما – وفى دير برماوس : إصبع مار سويرس – وبالأسكندرية : قبور إليشع النبى , وأرميا النبى , وبطرس المعترف ودم بطرك الإسكندرية بطرس الشهيد , وآثار مارى مرقس الإنجيلى وقبور جماعة الشهداء – وفى دير سنجار : جسد تكله الرسوله العذراء , وجسد فيلاتاوس الشهيد – وفى مصر ( بابليون) : جسد القديس اباهور واخته مهراييل وجسد ابو يحنس بسنهوت الشهيد وباربارة القديسة – وفى دير الخندق : جسد أبو بوله إبن يسطس – وفى دير الأنبا شنودة الحميم : أجساد التلميذين برتلوماوس وسمعان القانانى وهم من تلاميذ السيد المسيح الأثنى عشر وجسد النبا شنودة – وفى دير الشمع : جسد ببنوده الشهيد الجليل – وفى أسيوط : جسد اكلوده الشهيد فى كنيسة مار بقطر وقبر يحنس قولوبس , وجسد يفام – وفى دير أبو السرى الذى فى شطب : جسد الشهيد الأمير قاتل الثعابين وهروقس الأسقف معه على دكه فى بيت المذبح – وفى طمبدى : جسد الشهيد أبا بيما فى ديره – وفى دير أبانوب : أكثر من ستين راهب شهداء - وفى الخصوص دير مارى : بقطر الشهيد - وفى أنصنا جسد القديس : أبو قلته وشهداء كثير – وفى سمسطا : أبو هروده الشهيد – وفى قبلى أبو تيج : جسد أبو بيشه الشهيد فى كنيسته ومعه فام أبو هليتس الشهيد – وفى دير غربى قوص : أبو بسنده وغربى الدير عين ماء – وفى دفرى : أبو إسحق الشهيد - وفى البنوانين : ابكرجون
ذكر أبو المكارم أجساد القديسين فى مخطوطه تاريخ ابوالمكارم تاريخ الكنائس والأديره فىالقرن 12 بالوجه البحرى طبع سنه 1999 ج1 وقد تكلم عن سنجار فقال " سنجار الماء يحيط بها من النستراوية من كرسى البشرودين كنيسة السيدة الطاهرة وبالدير كنيسة كبيرة جداً وكان فيها جسد الشهيد أبو إسحق يقصد الشهيد أسحق الدفراوى راجع السنكسار 6 بشنس الشهيد من دفرى وأعيد إلى دفرى وفى صومعة الحبساء مجاورها جسد تكلة تكله تلميذة بولس الرسول راجع سنكسار 25 ابيب القديسة من أهل أنطاكية تلميذة بولس الرسول وجسد فيلاثاوس العابد الشهيد وجسد انبا لوقا أوكيانوس الشهيد أو اوكليانوس راجع سنكسار 9 بؤونة الأسقف الشهيد وكان بهذه الصومعة بطرس الحبيس وأصبعة ملفوف بخرقة وكان الناس تسأله عن السبب لذلك فذكر أنه أقام قداس فى فى كنيسة دمرو الخمارة قبل ذهابه إلى هذه الصومعة وعندما وضع أصبعة على الكاس وقال : " هذا يصير دم المسيح فاض الكأس حتى إمتلأ إلى شفته وأنصبغ أصبعه منه دماً غبيطاً وأنه خاف ولحقه رعب شديد وأنه غطاه منذ ذلك اليوم وعندما كشفه ذات مره فرأوه أحمراً كأنه فى تلك الساعة قد غمس فى دم وأنه لم يعد يقيم قداساً بعدها وأنه أقام 15 سنة واصبعه ملفوف ولم يكشفه لأحد سوى مرة واحدة"
آثار السيد المسيح وأمه العذراء مريم فى مصر
كنيسة المعلقة , والكنيسة المعروفة بالدرج بمصر ببنى وايل وفى بسطه ومنيه طانا , وسموسه , وجبل الكف , ودير بيسوس , والأشمونين , وفلس قوصقام , وجبل أشنين , والمحرقة – ومنها عاد إلى مصر وفى قفط أبو امساخ
وذكر ابو البدر بطرس إبن مقاره أن صبى راهب فى البهلس ببريه دير ابو مقار مرض بالشلل والخرس فحملوه إلى القديس بسوس بدير القديس أبو كاما فأمر بوضعه فى كنيسة السيدة العذراء التى فى الجوسق وأقام هناك ثلاثة ايام وفى النهاية رأى الراهب المريض ثلاثه اشخاص خارجين من باب الهيكل فقال إثنين منهم للآخر وهو أكبرهم ورئيسهم : " إقضى طلب بسوس فى أمر هذا الراهب الصبى " فدفعه برجله وقال له قم فقام فى الحال صحيحاً معافى وتكلم للوقت – وفى نفس الوقت ناداه القديس بسوس من اسفل قبل أن يراه قائلاً للصبى : " إنزل يافلان " فنزل الراهب الصغير يسعى إليه وسجد على رجليه وتحدث بما رآه وسمعه .
وذكر داوود ابن عبيد أن إنسان وجد فى بلده تسمى محله أبو على إنساناً نصرانياً مشلولاً ولا ينطق فحمله على دابه وذهب به إلى القديس بسوس بدير ابو كاما فصلى عليه ثلاثه أيام بلياليها فخرج من عنده ماشيا ويتكلم وعاد إلى محله على يمجد الرب ورآه الناس معافى

الغزاة يهاجمون أورشليم
وهاجم الغزاة مدينة ( أورشليم) القدس وإستولوا عليها وراعوا النصارى ولم يضطهدوهم وإستخدموا فى إداره أعمال البلد رجلاً نصارنياً محب للمسيح إسمه منصور البلبانى وله زوجه تحب المسيح أيضاً تعاونه فى كل شئ فوضع فى نفسه أن يبنى فى كنيسة الأقباط ألأرثوذكسيين لمن يصلى فيها كل من يذهب إلى القدس من المصريين وأرسل للبطريرك كتاباً يطلب منه أن يرسل من يكرزها فأرسل أحد الأساقفه لتكريزها فتوجه إليها فى برمهات سنة 808 للشهداء


سلمون ملك النوبة يترك ملك العالم ليعيش مع المسيح


ترك ملك النوبة العرش وتنازل عنه لجرجه إبن أخته وإنفرد لعبادة الرب والنسك وفى السنة الثانية من بطريركية الأنبا كيرلس ذهب سلمون إلى وادى يعرف بوادى القديس أبو نفر ليتعبد فى دير هناك وهذا الوادى بينه وبين حدود النوبه مسيرة 3 أيام وبينها وبين أسوان مسيره 10 أيام , وحدث أن والى أسوان وإسمه شاردكين القواسى ويلقب بـ أسعد الدولة فحضر إليه أحد إخوة كنز الدولة وقال له : " يا مولاى أتريد أن أذهب وآخذ سلمون الذى كان ملك وآتيك به ؟ " فقال له : " نعم " فأخذ أخو كنز الدولة 20 رجلاً وركبوا النجب ( الجمال) وسار المسلمون خفية حتى وصلوا إلى دير أبو نفر السائح وإقتحموا الدير إلى حيث يقيم الملك وإختطفوه وأحضروه بغير رضاه وأحضروه إلى واليهم فذهب الملك طواعية بدون أدنى مقاومة وهو الذى ترك أمجاد العالم , وأرسله القواسى إلى القاهرة فلما وصل إليها تلقاه كل من فيها من الأمراء والوزراء والقيادات بالطبول والبنود والأبواق ولما دخل إلى القاهرة أكرمه أمير الجيوش وأنزله فى دار فخمة وكبيره ووضع فيها آنية وأثاث جديد وفرشها بالسجاد والحرائر والستائر فأقام هناك لمدة سنة وتقبل الملك كل هذه المظاهر الملوكية بكل وداعه وسكون ولاحظ الأمير بدر الجمالى قوة الصله التى تربط بينه وبين القبط من ناحية ومن الأحباش من ناحية أخرى ولما كان يريد تسهيل التجاره لفائدة مصر وتعزيز الروابط بين هذه الدول الثلاث فقد كاشف البابا كيرلس الثانى واساقفته وأراخنة شعبه برغبته بعقد معاهدات مع هذين البلدين لتسهيل طرق التجاره وتقويتها فأخذ البابا على عاتقة مفاوضه المسؤولين فى البلدين ونجحت مفاوضات البابا فإزدادت منزلته عند الخليفة ولدى أمير الجيوش بدر الجمالى , وشمل التقدير ايضاً الأقباط وتقلدوا عدد من الوظائف الهامة فى دواوين الحكومة , وكانوا فى ذلك العهد تمكنوا من إتقان اللغة العربية إلى الحد انهم ألفوا كتباً تشهد بغزارة علمهم ومادتهم , ولم يفوزوا بالوظائف فحسب بل فازوا بألقاب التقدير التى كان الخلفاء فى تلك اليام يطلقونها على من يتفوقون فى مهارتهم وأعمالهم ومن هذه الألقاب " الرئيس , هبة الله , الأمجد , الأسعد , الشيخ , نجيب الدولة , تاج الدولة , فخر الدولة تاريخ الأمة القبطية يعقوب نخلة روفيله ص 141- 142 " وعندما تنيح دفن فى
دير مار جرجس بالخندق وهو معروف الان بدير الأنبا رويس – وكانت مساحة دير الخندق كبيرة جداً تمتد من شارع رمسيس حتى كنيسة دير الملاك وحى دير الملاك أى أن مساحتها تعدت ألآف الأفدنه وإستولت الحكومة المصرية على هذه الأراضى التابعة للأقباط – ودعيت خلال التاريخ بإسم دير الخندق ثم أطلق عليها دير الأنبا رويس وكانت هذه المنطقة مدافن للأقباط وبها كنيسة للأنبا رويس ملاصقة لكنيسة بإسم السيدة العذراء وهدمت كنيسة السيدة العذراء فى مايو 1968 وأقيمت مكانها كاتدرائية عظمى بإسم مار مرقس شغلت مساحة كبيره من الأرض وذلك بمناسبة الإحتفال على مرور 19 قرنأ على إستشهاد كاروز الديار المصرية وعودة رفاته بعد أن غابت عن مصر زياده عن ألف سنة فى مدينة البندقية وما زال جسد سلمون الملك يرقد مع بعض أجساد بطاركة والقديس الأنبا رويس


رسامة مطران لأثيوبيا

ورسم الأنبا كيرلس مطراناً للحبشة وكان شاباً عالماً وفاضلاً بإسم الأنبا ساويرس وهذا الشاب هو إبن أخت بقطر مطران الحبشة السابق وكان هذا الشاب قد تربى مع خاله فى الحبشة , وحدث أنه أعطى وعوداً إلى أمير الجيوش أنه سيرسل له الهدايا الكثيرة من هناك ويأمر ملوك الحبشة بطاعته حتى أنه وصى عليه أنبا كيرلس ليرسمه , وسافر مطران الحبشة الجديد فقاومه قوريل وقال البطريرك لأمير الجيوش : " أنا لم أرسم قوريل وأنه مغتصب الكهنوت " ولما وجد قرويل ان بدأت الأمور تضح وأن أمره سينفضح جمع امواله وسار إلى بلده إسمها دهلك وكان معه أموال كثيرة فقبض عليه أمير دهلك وأرسله إلى أمير الجيوش ولما أحضروه إليه فى قصره وناقشه فى مجلسه ثم إستقصى معلومات عنه ولما علم أن ما قاله البطريرك صحيح فأمر بإعتقاله فى خزانة ( سجن) يعرف بإسم البنود ثم أمر بقطع رقبته فى سنة 860
ش
ووصلت رسائل إلى البطريرك من الأنبا ساويرس مطران الحبشة يطلع البطريرك على حاله الخدمه هناك فقد كان للملك ووزراؤه عده نساء لكل واحد منهم فتودد إلى الملك ولاطفه وحثه على أن يترك زوجاته ويكتفى بزوجه واحده ليطبق شريعة الزوجه الواحده التى هى شريعة السيد السيد المسيح حتى أبعد لملك وحدث أن ملك الحبشة أبعد جميع زوجاته ما عدا إثنين زوجه واحده مع أم أولاده وقد حاول أن يجعله يبتعد عن هذه الزوجه فقال له الملك : " أنه حاول أن يطرد هذه الزوجه ويكتفى بزوجته أم أولاده ولكننى لا أقدر أن أبتعد عنها وليس لى صبر على على فراقها لشدة محبتى لها " قد تغافل المطران عن هذا الخطأ خوفاً من تدهور الأمور ورجوعها إلى ما كان عليه ويزداد الأمر سوء وأن المطران قد فعل كذلك مع وزراؤه ورجال دولته والرعيه ووعظهم جميعاً بالإلتزام بزوجه واحده فتركوا كلهم عاداتهم القبلية القديمة – وسأل المطران البابا أن يرسل رساله إلى أهل الحبشة يعظهم فيها ويعلمهم أن هذا هو الصواب ومنعهم بالتمسك بعاداتهم القديمة ويذكر لهم التعاليم الروحية من الكتاب المقدس القديم والجديد ويشرح فيه شريعة الزوجة الواحده فيقوى قوله عندهم وأمره فى نفوسهم ويكسبوا الشعب للمسيح – فنفذ البطريرك طلبه وكتب رساله إليه حسب طلبه وأعطاه إلى الرسل الذين أحضروا رسالته . وفرح إبن المقفع بهذه الخدمه القوية فقال فى مخطوطه سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثانى ص 177 : " أن بلاد الحبشة قد تمهدت (أى صارت مستقيمه الإيمان) وزال كل ما فيها من الفساد "


البابا كيرلس 67 يرفض الشرطونية

• رفض البابا كيرلس الشرطونية ( السمونية) التى هى بيع مواهب الرب بدراهم ولكنه إشترط على كل اسقف يرسمه أن يكون نصف إيراد الداخل لكرسى الأسقف من الشعب يذهب للبطريركية ( لقلاية مار مرقس الأنجيلى)
• وأوقف دفع ما يتحصل من بعض الكراسى على بعض الأديرة مثل دير القديس أبو مقار وهى دميرة وأبو صير بنا ودمنهور والأهناسية وكتب هذا الأمر والشروط التى فيه وسلمها للرهبان القائمين على خدمة الدير
• وعندما أخذ أموال نصف كرسى رشيد ونصف كرسى مصيل أرسل المال إلى الأسكندرية للكنيسة المعروفة بالقمحا وحملها بيمن القمص وكان هذا القس قريباً له وكان رجلاً تقياً محباً للخير وبنى كنائس كثيرة

وتنيح الأنبا مرقس أسقف البلينا فى سنة 808 ش أما البابا كيرلس كان قد تاخر فى هذه السنة عن الذهاب إلى برية دير أبى مقار وكان دائم التنقل من دير الشمع غربى طموه إلى جوسق ( قصر- سكن) فى كنيسة ميخائيل بأرض الجزيرة وكان دائم القراءة فى الكتب المقدسة خاصة الأناجيل باحثاً فى كتب التفسير باللغة القبطية حتى إستوعبها ويذكر يوحنا إبن صاعد القلزمى ناسخ سيرته قائلاً سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثانى ص192: " أنى ذهبت إليه فى كنيسة الملاك ميخائيل يوم أحد لأتبارك منه وأتناول فيها فوجدته قد نزل من الجوسق ( القصر) وجلس فى الكنيسة فسلمت عليه وأخذت بركته ففرح بى وبارك على وأكرمنى فرزقنى الرب ببركة صلواته رزقاً وفيراً " وقد جلست معه حتى اتى الكهنة فطلبوا منه وكذلك انا أن يقود الصلاة حتى أقام القداس وتقربنا كلنا من يده الطاهرة وكان يدعوا لكل من تناول من القربان المقدس ويبارك عليهم وكنا فرحين ولما صرح للشعب بالخروج وصرفنا فأرسل بطرس اكبر تلاميذه وقال لى:" أبونا (البابا) يقول لك بمطاونه أجلس حتى أخرج من المذبح" فجلست إلى أن خرج فقال لى بمطاونه: " أطلع عندى أتحدث معك اليوم وآنس بك " – فقلت : " السمع والطاعة يا أبى " فطلعت معه الجوسق وكان معنا أبا أفراهام كاتبه وجائوا بالنبيذ فامتنعت عن شربه لأنه كان الوقت صيفاً وأنا أكره شربه فى الصيف وجلسنا نتحدث معاً فأعلمه انبا افراهام أنى لم اشرب شيئاً من النبيذ فعاتبنى على ذلك – فأعلمته أنى أتاذى بشربه فى الصيف , فقال لى ثلاثه أقداح (فنجان أو كوب) لا تضرك , فقلت : " يا مولاى إذا كان من يدك المقدسة فلن يضرنى بل سينفعنى" فأشار إلى تلميذه أن يناوله القدح فبارك عليه وناولنى إياه فقمت وقبلت يديه وأخذته وشربته وكذلك الثانى والثالث وكنا نتحدث فى العلوم الشرعية وجمال عقيدتنا وقيمتها وقوانينها وما فيه من دقائق لحسن الأخلاق من التواضع والمحبة
وأتسع حديثنا وأمتد ليشتمل اللاهوت ونعمة الرب علينا وما ظهر لنا من عظم محبة الرب لجنس البشر حتى أنه أرسل أبنه الوحيد الأزلى معه الكلمة الخالقة فأتحد بطبيعتنا وأخذ منها جسداً وصيره معه واحداً – وولد من عذراء طاهرة من غير زرع بشر وولد منها إله تام وإنسان تام ولم تفك خواتيم عذريتها المطهرة بل بقيت عذراء بتول كما لم تزل .. وكانت ولادته المقدسة فى زمان محدود وشهر معروف ويوم معلوم وكان مشهوراً فى ذلك الزمان – وقد أرتضع اللبن من العذراء بإنسانيته فى الوقت أن الكلمة الأزلية التى فيه تطعم كل الخليقة – وكان ينموا فى القامة والحكمة كما قال لوقا الأنجيلى أنه قبل الألآم بناسوته وهو بكلمة الرب منشئ كل الخلائق ما يرى منها وما لا يرى بلاهوته ثم ذكر عظم فضائلة علينا بما احتمله عنا فى الجسد الماخوذ منا وصبره على ما ناله فيه من اليهود والمخالفين من الهوان والألام والصلب والتسمير على الخشب وغير ذلك مما ذكرته وشهدت به الأناجيل المقدسة وقالت أنه مات والدفن فى المقبرة المقدسة وأن الرب الكلمة أحتمل هذه الأوصاف والنقائص كلها فى جسده الذى أخذه من طبيعتنا وهو متحد به لم يفارقة طرفة عين منذ حلوله فى الأحشاء البتولية إلى حين صعوده إلى السماء وإلى أبد الآبدين – ورد يوحنا أبن الصاعد القلزمى قائلاً : " حقا يابونا القديس ما قلته فحى هو الرب الذى عمر جسدنا وأحيانا به بعد أخذ جسد مثله من لحم ودم مرتمريم العذراء القديسة الذى حملته تسعة أشهر والله الكلمة متحد به وصيره معه واحدا ولم يفارقة أبداً وولدته فى بيت لحم اليهودية فى زمان أوغسطس ملك الروم وولاية هيرودس على أرض الشام بعد خلق آدم بخمسة ألف وخمسمائة سنة ورآه الناس ولمسته أيدي البشر ونالته الآلام والضرب والهوان والصلب والتسمير على الخشبة والموت والدفن فى القبر وكل النقائص التى تشهد بها الأناجيل لأنه أحب العالم حتى بذل نفسه لأجلنا , فكيف يساغ لمن له فهم وعقل أن يقول عنه أن هناك فرقا أو إفتراقاً أو يشك " - فقال : " لا"
وعقب يوحنا أبن الصاعد القلزمى على النقاش السابق فقال : " فرحت بما سمعته منه وعرفت انه قد قرأ الكتب الألهية وتفسيرها وفهمها وقد اوردت فى سيرته تصديقاً لما قاله وأضعها عن البابا القديس الأنبا كيرلس نيح الرب نفسه الطاهرة ورزقنا بركة صلاته فى يوم الحد 12 بؤونة 808 للشهداء " ويعتقد أن البابا كيرلس (67) لم يكن متبحراً ودارساً للكتب المقدسة والتفاسير ولكنه جاهد وقرأ وتبحر ودرس لهذا ذكر أبن القلزمى مرة ثانية فى سيرته : " أن البابا قرأ الكتب الألهية المقدسة والتفاسير وتكلم عنها " ليؤكد أنه جاهد ليكون فى مستوى آبائه واجداده الذين جلسوا على كرسى مار مرقس الرسول من قبله
نياحة البابا كيرلس (67)

تنيح البابا كيرلس (67) فى يوم الأحد 12 بؤونة سنة 808 للشهداء وهى سنة 481 هلالية وذلك انه بعد تناول القربان المقدس وكانت مدة بطريكيتة منذ وضع اليد عليه فى دير ابى مقار 14 سنة و 3 شهور ونصف – ودفن فى كنيسة الملاك ميخائيل بجزيرة مصر صلواته تكون معنا آمين .. وقد تم حمل جسده بعد ذلك إلى دير أبى مقار بوادى هبيب المقدس والمجد للرب دائما
يوحنا أبن صاعد القلزمى ناسخ السيرة قد وصف البابا كيرلس فى الكلمات التالية : وكان البابا كيرلس (67) قديس روحانى متواضع زاهد وديع جداً يبغض أن يقتنى شيئاً يتصدق بجميع ما يصله من نصف إيراد كراسى الأسقفيات على الضعفاء والمساكين والفقراء وجزء يصرفه على بناء وترميم الكنائس والأديرة وجزء منه يشترى به اوانى المذبح من الفضة وجزء آخر يعين به المحبوسين والذين عليهم اموال فيفك سجنهم ويطلقهم من ضيقهم حتى أنه عندما تنيح لم يجدوا معه ديناراً واحداً – وكانت افعاله حسنة جميلة وكان حلو المنطق سريع البديهة مقبول الصورة – كان دائم الصوم – كثير الصلاة – لا يأكل مما يطبخ فى قلايته لتلاميذه من مشتهيات الطعام ولكنه ياكل نوعاً واحدا من الطعام يقدم له فى ذبدية أما الحبوب والبقول فياكل منها كمية صغيرة من العشاء للعشاء "


ابن الصاعد ينسخ جميع ما كتبه الآباء يوحنا
عن سير 26 بطركا من مرقس الرسول إلى كيرلس الثانى (67)
قال يوحنا أبن الصاعد بن يحى أبن مينا المعروف بأبن القلزمى الكاتب فى تاريخ البطاركة الذى جمعه الأنبا ساويرس أبن المقفع سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الثانى ص194 : " أنى عندما أكملت نسخ جميع ما وضعه الآباء القديسين من سيرة الكنيسة المقدسة وكانت ستة وعشرين سيرة كما ذكرت الأحداث التى حدثت لهؤلاء الآباء البطاركة وهم 76 بطركاً اولهم القديس مرقس الأنجيلى وآخرهم القديس الروحانى الأنبا كيرلس الثانى وجمعتهم فى ثلاثة أجزاء - فى الجزء الأول 17 سيرة لستة وأربعين بطركاً أولهم مرقس الأنجيلى وآخرهم الأنبا خائيل الأول – والجزء الثانى خمسة سير أولها السيرة 18 وآخرها السيرة 22 وبها أخبار تسعة بطاركة أولهم أنبا بنيامين وآخرهم أثناسيوس – أما الجزء الثالث الذى فيه الكراسة من جملة أثنتى وعشرين كراس وما قبلها إلى آخر الكراريس أربعة سير وأحداث لـ أثنى عسر بطركاً أولهم خائيل الثالث وآخرهم الأنبا كيرلس الثانى البابا رقم (67) وبهذا قد تم تسجيل سيرة حياة سبعة وستين بطركاً منهم من رأيته وسمعت كلامه وحضرت قداساته وتحدث معى بطريركين هما أنبا أخرسطودولوس وأنبا كيرلس الثانى نيح الرب نفوسهما ورزقنى الرب ببركة صلواتهما – وشكرت الرب على ما أنعم به على من عملى فى نسخ هذه السير ومعونته لى حتى أتممت نسخها بكمالها – وقد كان من الواجب أن أكتب وأشرح سير من رأيته بعد أنبا كيرلس البطرك نيح الرب نفسه الطاهرة حتى كتبت هذه السطور عن أنبا مقارة وإلتجأت إلى رحمة الرب تعالى ومعونته وتوفيقه كما أنه أحسن إلى فصرفتها لأتمام هذه السير والتى قبلها ومن الرب نستمد المعونة .
 
========================================================================

This site was last updated 06/16/15