قناة السويس

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

قناة السويس ومحمد سعيد باشا
إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
مرييت باشا والفراعنة
قصر سعيد باشا حليم
التعليم الكاثوليكى الأجنبى
زوجات سعيد باشا وأولاده
محمد سعيد أحب مصر
قناة السويس وسعيد باشا

Hit Counter

 

 

قناة السويس.. ملحمة بدماء المصريين  

المصرى اليوم كتب   وليام سمعان    ٢٠/ ١١/ ٢٠٠٩

 قناة السويس قديماً ولد حلم قناة السويس فى عهد الفراعنة، وظل يراود المصريين على مر التاريخ، إلى أن تحقق الحلم على أرض الواقع بافتتاحها فى ١٧ نوفمبر عام ١٨٦٩ وبذلك يكون قد مر على افتتاحها ١٤٠ عاماً. كانت أولى المحاولات بقناة سيزوستريس، التى تمت فى عهد سنوسرت الثالث، أحد فراعنة الأسرة ١٢، ثم قناة دارا الأول فى عهد الفرس، ثم محاولة الحاكم بطليموس فيلادلفيوس التى لم تتم، ثم قناة تراجان فى العهد الرومانى التى أهملت، ثم قناة أمير المؤمنين فى عهد الفتح الإسلامى، التى استمرت قائمة تبحر فيها السفن لتصل إلى موانئ شبه الجزيرة العربية حوالى ١٥٠ عاماً، إلى أن أمر الخليفة العباسى «أبوجعفر المنصور» بردم القناة، وسدها من ناحية السويس، منعاً لأى إمدادات عسكرية من مصر إلى أهالى مكة والمدينة الثائرين ضد الحكم العباسى. دارت مفاوضات كثيرة ومؤامرات عديدة وحروب للسيطرة على التجارة بين الشرق والغرب، وكان حفر قناة تربط البحرين المتوسط والأحمر هو إحدى وسائل السيطرة، وأجريت دراسات كثيرة لتحقيق هذا الحلم القديم، وضحَّت مصر بالكثير من أبنائها فى سبيل حفر هذه القناة، وبعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح كانت السفن القادمة من أوروبا تمر على مصر، بل تدور حول قارة أفريقيا، فالطريق إلى الهند ودول جنوب آسيا اتخذ المسار الجديد، وبعد ضم بريطانيا والهند إلى ممتلكاتها أصبح طريق رأس الرجاء الصالح حكراً على بريطانيا وحدها، فاهتم الفرنسيون بحفر قناة بين البحرين (المتوسط والأحمر)، لأن ذلك سيقلل تكاليف الواردات من الهند، ويضعف من هيمنة الإسبان على المتوسط، غير أنه كانت هناك عقبات سياسية وعملية فى غزو مصر، وبدت لهم عصيّة على التغلب عليها، فلما غزا نابليون مصر ١٧٩٩ كُلّف أحد المهندسين الفرنسيين «لوبيير» بتشكيل لجنة لدراسة منطقة برزخ السويس لبيان جدوى حفر قناة اتصال بين البحرين، وذكر التقرير الصادر عن لجنة لوبيير أن منسوب مياه البحر الأحمر أعلى من منسوب مياه «المتوسط»، وفى عام ١٨٣٣ عرض «سان سيمون» الفرنسى على محمد على فكرة إنشاء قناة السويس، لكنه فضل إنشاء قناطر على النيل لمنع إهدار الماء فى البحر، وأُرجئت فكرة القناة. وفى ١٨٤٠ وضع المهندس الفرنسى «لينان دى بلفون»، الذى كان يعمل مهندساً بالحكومة المصرية، مشروعاً لشق قناة مستقيمة تصل بين البحرين الأحمر والمتوسط، وأزال التخوف السائد من ارتفاع منسوب مياه البحر الأحمر على البحر المتوسط، وأكد أن ذلك لا ضرر منه، وفى ١٥ أبريل ١٨٤٦ أنشأ أتباع سان سيمون بباريس جمعية لدراسات قناة السويس، وأصدر المهندس الفرنسى «بولان تالابو» تقريراً فى أواخر ١٨٤٧ مبنياً على تقرير لينان دى بلفون، أكد فيه إمكانية حفر قناة تصل بين البحرين دون حدوث أى مشاكل، وكان ديليسبس نائباً لقنصل فرنسا فى مصر، وربطته صداقة دائمة مع محمد سعيد باشا، الابن الأصغر لمحمد على باشا، وبعدها بعامين توفى عباس باشا خديو مصر وأصبح سعيد خليفة له فى يوليو ١٨٥٤. وفى أول فرصة عرض على الخديو محمد سعيد فكرته، وأصدر سعيد عقد امتياز قناة السويس، وتم التصريح له بتشكيل شركة دولية تحت إدارته سميت «الحملة العالمية لقناة السويس البحرية». وكان عقد الامتياز مكوناً من ١٢ بنداً، من أهمها حفر قناة تصل بين البحرين، ومدة الامتياز ٩٩ عاماً من تاريخ افتتاحها، واعترضت إنجلترا بشدة على المشروع خوفاً على مصالحها. ثم قام ديليسبس برفقة المهندسين لينان دى بلفون بك وموجل بك كبيرى مهندسى الحكومة المصرية بزيارة منطقة برزخ السويس فى يناير ١٨٥٥ للدراسة على الطبيعة، وأصدرا تقريرهما فى مارس ١٨٥٥ الذى أثبت سهولة إنشاء قناة تصل بين البحرين، وشكل ديليسبس لجنة هندسية دولية لدراسة تقرير المهندسين، وزارت اللجنة منطقة السويس وبورسعيد، وصدر تقريرها فى ديسمبر ١٨٥٥، وأكد إمكانية شق القناة، وأنه لا خوف من منسوب المياه لأن البحرين متساويان فى المنسوب، وفى ١٨٥٨ تم الاكتتاب فى أسهم شركة قناة السويس، وبلغ عدد الأسهم المطروحة للاكتتاب ٤٠٠ ألف سهم بقيمة ٥٠٠ فرنك للسهم الواحد، وتمكن ديليسبس بعدها من تأسيس الشركة وتكوين مجلس إدارتها، اشترت فرنسا نصف الأسهم وبيع بعضها للدول الأوروبية، وبدأ حفر القناة فى ٢٥ أبريل ١٨٥٩، ووافق السلطان العثمانى فى ١٦ مارس ١٨٦٦ على مواصلة العمل فى قناة السويس، وتقدم العمل فى شق القناة سريعاً بعد أن تخلص من عبء المعارضات الحكومية، وفى ٢٥ أبريل ١٨٥٩ أقيم حفل بسيط ببورسعيد للبدء فى حفر القناة وضرب ديليسبس بيده أول معول فى الأرض إيذاناً ببدء الحفر، إلا أن الحفر توقف بعد فترة قليلة بسبب معارضة السلطان العثمانى، وكانت إنجلترا قد ألّبته على هذا المشروع لأنه يهدد مصالحها.. استكمل الحفر بعد ذلك فى ٣٠ نوفمبر ١٨٥٩ بعد أن تدخلت الإمبراطورة أوجينى لدى السلطان العثمانى، ثم قام الخديو سعيد فى ١٢ أبريل ١٨٦١ بزيارة للميناء الذى حمل اسمه فيما بعد، وزار الورش وأثنى على العمل، ورأى أن العمل يحتاج إلى عمالة أكثر فسمح بزيادة فى عدد العمال، وفى أبريل ١٨٦١ أرسلت الشركة ٣٠٠٠ عامل لحفر ترعة المياه العذبة بدءاً من القصاصين إلى قرية نفيشة، بالقرب من بحيرة التمساح، وكان الخديو إسماعيل قد تولى حكم مصر فى يناير ١٨٦٣، وتحمس للمشروع وبسبب كثرة العمال وعدم وجود رعاية صحية كافية لهم، انتشر أكثر من وباء بينهم قضى على كثير منهم، فظهر وباء الكوليرا فى يونيو ١٨٦٥، والجدرى فى أواخر عام ١٨٦٦. وفى ١٥ أغسطس من نفس العام ضربت الفأس الأخيرة فى حفر القناة، وامتزجت مياه البحرين فى منطقة الشلوفة، وظهرت قناة السويس وطولها حوالى ١٨٠ كيلومتراً، وعرضها حوالى ٥٠ متراً، وعمقها حوالى عشرة أمتار، وتم استخراج ٧٤ مليون متر مكعب من الرمال، وتكلف الحفر حوالى ٣٦٩ مليون فرنك فرنسى، واشتغل فى الحفر مليون عامل مصرى، مات منهم أثناء حفر القناة ١٢٥ ألف عامل، وبعد الانتهاء من أعمال الحفر، بدأ الخديو إسماعيل يستعد لحفل افتتاح قناة السويس، وكان حفلاً أسطورياً أشبه بليالى ألف ليلة وليلة، فقد سافر الخديو إسماعيل إلى أوروبا لدعوة ضيوف حفل الافتتاح، وتولى بنفسه توجيه الدعوة لهم، وكانت صيغة الدعوة التى وجهها الخديو إسماعيل إلى فكتوريا ملكة إنجلترا هى «أنه يسره أن تلبى الملكة فكتوريا ومن ترى دعوتهم من الأسرة المالكة حفل الافتتاح، وستلمسون فى مصر التى هى فى الطريق إلى أملاككم فى الهند والشرق مدى ما أحرزته مصر من تقدم مادى ومعنوى». وأرسلت الدعوات إلى ٦٠٠٠ مدعو، منهم أوجينى إمبراطورة فرنسا، وهنرى أمير هولندا، وفرنسوا جوزيف إمبراطور النمسا، وفردريك ولى عهد روسيا وقرينته، وملك المجر وولى عهد بروسيا والأمير هنرى شقيق ملك هولندا، وسفيرا كل من إنجلترا وروسيا بالأستانة، والأمير عبدالقادر الجزائرى بالإضافة إلى عدد كبير من رجال الدولة فى هذه الدول، وحضر الحفل من المصريين محمد توفيق ولى العهد والأمير طوسون نجل محمد سعيد باشا، وشريف باشا ونوبار باشا من كبار رجال الدولة، وبلغ عدد المدعوين من ذوى الحيثيات الرفيعة حوالى ستة آلاف مدعو، كما أرسل الخديو بعثة خاصة إلى جنوة ومارسيليا وليفربول للتعاقد مع ٥٠٠ طاهٍ وألف خادم ليقوموا بخدمة ضيوفه، وبعد أن تناول الجميع الغداء صدحت الموسيقى بالغناء، وعزفت النشيد الوطنى، وعلى ضفة القناة أقيمت ثلاثة سرادقات مكسوة بالحرير، سرادق على اليمين ضم رجال الدين الإسلامى، وفى مقدمتهم الشيخ مصطفى العروسى شيخ الجامع الأزهر، والشيخ محمد المهدى العباسى مفتى الديار المصرية، وسرادق ثان على اليسار ضم رجال الدين المسيحى، وفى الوسط كان السرادق الثالث وهو أكبر السرادقات وضم الملوك والأمراء ومرافقيهم، وفى صباح يوم ١٧ نوفمبر ١٨٦٩ بدأت الاحتفالات، وعبر القناة موكب من ٦٧ سفينة تقدمها اليخت الإمبراطورى إيجل الذى اعتلته الإمبراطورة الفرنسية أوجينى وديليسبس، وخلفه سارت الباخرة النسر، ثم المحروسة وكان هذا اليوم بداية إعلان الملاحة فى قناة السويس، يقول المؤرخون إن نفقات الأسابيع الستة التى استمرت فيها الاحتفالات تراوحت بين ١.٣ مليون وأربعة ملايين جنيه من الذهب. ومع تزايد أهمية القناة ظهرت أطماع الدول الاستعمارية فيها، فقامت إنجلترا باحتلال مصر فى ١٨٨٢،  حتى إن أحمد عرابى فكر فى ردم القناة تأميناً لمصر من الغزو الإنجليزى عن طريقها، فصرفه ديليسبس مؤكداً استحالة استعمالها فى الأغراض الحربية ضد مصر، رغم ذلك احتُلت مصر بمرور الإسطول الإنجليزى فيها، وحاول الإنجليز فى ١٩١٠ تمديد امتياز القناة ٤٠ عاماً أخرى تنتهى فى ٢٠٠٨، فُرفض الطلب وفى ٢٦ يوليو ١٩٥٦، أعلن الزعيم جمال عبدالناصر فى مدينة الإسكندرية بقرار جمهورى تأميم شركة قناة السويس، وذلك لتمويل مشروع السد العالى بعد أن رفضت الولايات المتحدة والبنك الدولى تمويل بناء السد، حدث ذلك قبل انتهاء سنوات امتياز شركة قناة السويس العالمية بحوالى ١٢ سنة، مما أدى إلى غضب بريطانيا وفرنسا، وكانت العلاقات مع فرنسا فى ذلك الوقت متوترة، بسبب دعم مصر لثورة الجزائر، وكان الرئيس عبدالناصر قد كلف محمود يونس بالاستيلاء على شركة قناة السويس، وكان كل شىء معداً ولم يكن هناك شىء إلا انتظار خطاب الرئيس فى ليلة ٢٦ يوليو. وكانت كلمة السر فى خطاب الرئيس هى كلمة «ديليسبس» فعندما يسمع محمود يونس هذه الكلمة يبدأ ومعاونوه فى التحرك، وفعلاً عندما نطق الرئيس الكلمة، تحرك قائد المنطقة الشرقية ومعه محمود يونس واستوليا على مقر الشركة. وفى ١٦ أغسطس عُقد مؤتمر فى لندن من ممثلى ٢٢ دولة لمناقشة موضوع التأميم واتخاذ إجراء بخصوصه، وتقدمت الولايات المتحدة بمشروعها الذى سمى مشروع الـ١٨، واحتوى على مجموعة من الاقتراحات بتدويل الممر الملاحى المصرى (القناة)، ورفع يد الحكومة المصرية عن تقرير أى أمر يتعلق بالملاحة أو السيادة عليها، ورفض عبدالناصر هذه الاقتراحات، وفى صباح اليوم التالى على خطاب التأميم جمع أنتونى إيدن، رئيس وزراء بريطانيا وقتها، رؤساء أركان حرب المملكة المتحدة وطلب منهم إعداد خطة لعمل عسكرى يستهدف انتزاع القناة من مصر، واسترداد الهيبة البريطانية التى ضاعت فى الشرق الأوسط.  وفى ٢٠ سبتمبر تمت الموافقة على كل التفاصيل وعرفت الخطة باسم «موسكتير»، واجتمع قادة بريطانيا وفرنسا وإسرائيل فى «سيفر» وهى إحدى ضواحى باريس لمناقشة الخطوط النهائية للخطة «موسكتير» للعدوان الثلاثى على مصر وتم العدوان، وتدخلت الأمم المتحدة، ونددت به وطالبت المعتدين بالانسحاب وضغطت الولايات المتحدة على كل من إنجلترا وفرنسا، كما هدد الاتحاد السوفيتى الدول المعتدية، وفشل الاعتداء واضطرت الدول المعتدية إلى سحب قواتها، بعد أن وافقت مصر على قرار الأمم المتحدة بوجود قوة طوارئ دولية على الحدود الفاصلة بين مصر وإسرائيل، وفى منطقة شرم الشيخ المطلة على خليج العقبة، وفى الثامن من يونيو ١٩٦٧ أغلقت القناة لمدة ٨ سنوات.

This site was last updated 11/21/09