Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

إنجيل متى من مصادر القرآن

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
إنجيل الطفولة من مصادر الإسلام
Untitled 8648
إنجيل يعقوب من مصادر القرآن
إنجيل متى من مصادر القرآن
Untitled 8651
Untitled 8652
Untitled 8653

إنجيل متى العبرانى الأبوكريفى المنحول والكاذب من مصادر القرآن

https://www.coptichistory.org/untitled_8599.htm

إنجيل واحد أم أربعة أناجيل

فى القرن الأول الميلادى ولد المسيح وأنتشرت المسيحية وإستقرت عقيدتها من خلال شهود أربعة هم تلاميذ المسيح علمهم المسيح فكتبوا ما قاله من تعاليم وما شاهدوه من معجزات ويقول يوحنا تلميذ المسيح (1يو 1: 1) 1 الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رايناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته ايدينا، من جهة كلمة الحياة" وتوافقت وإتفقت هذه الأناجيل الأربعة ( إنجيل متى ،إنجيل  مرقس ،إنجيل  ولوفا ،إنجيل  ويوحنا )

بينما نشأ الإسلام فى القرن السابع الميلادى أى بعد 600 سنة وكتابه يسمى قرآن ونفاجأ بأن القرآن لم يذكر الأربعة الأناجيل بل ذكر إنجيل واحد فقط فى 12 آية قرآنية ولم يشر لنا حتى بإسم كاتبه من التلاميذ ويدور الشك حول مصداقية هذا الإنجيل الواحد الذى ذكره القرآن فى الآيات التالية [ وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٤٦ المائدة﴾  َ ﴿٤٧ المائدة﴾  ﴿٢٩ الفتح﴾ ﴿٢٧ الحديد﴾ ﴿٣ آل عمران﴾ و ﴿٤٨ آل عمران﴾ َ ﴿٦٥ آل عمران﴾  ﴿٦٦ المائدة﴾  ﴿٦٨ المائدة﴾ ۖ و ﴿١١٠ المائدة﴾  ﴿١٥٧ الأعراف﴾  ﴿١١١ التوبة﴾

 أن كاتب القرآن العربى يؤمن بهذا الإنجيل الواحد ولا يشير إلى الأربعة أناجيل  ولمعلومات القارئ أن  طايفة هرطوقية إسمها الأبيونية نشأت وسط القبائل العربية تعترف بإنجيل واحد فقط يسمونه "الإنجيل بحسب العبرانيين" هؤلاء البيونيين هم نصارى والنصرانى هو الذى يؤمن بمجئ المسيح فالمسلمون يؤمنون بأن عيسى هو المسيح وأنه نبى بينما لا يؤمن اليهود بالمسيح ويسمونه " المسيا المنتظر" ولا زالوا ينتظرون مجيئة بينما يؤمن المسيحيين بأن يسوع هو المسيح كلمة الرب وكتابهم به أربعة أناجيل .. ويقول موسى الحريرى مؤلف كتاب قس ونبى : " يقبل الأبيونيين إنجيل متى وحده ويسمونه " الإنجيل بحسب العبرانيين " وهو نفسه إنجيل متى الأرامى ولكنه ناقص ومحرف ومزيف كما يشهد أبيفانوس
Epiphane, Panarion XXIX, 3 et 13

 

معنى إسم الأبيونيين الهراطقة !!

 ويرجع إسم الأبيونيين فى إشتقاقة إلى الكلمة العبرانية ومعناها "فقير" أو "مسكين" وجمعها بالعبرانية أى فقراء أو مساكين ويقول بعض المؤرخين أنهم أخذوا هذا الإسم من قول السيد المسيح " طوبى للفقراء" (متى 5:3 ) وقد إعتبروا موعظة المسيح على الجبل شريعتهم والتى وردت فى إنجيل متى فى الإصحاح 5 ، 6 ، 7  وكانت خديجة سيدة نساء قريش تتبع هذه الطائفة وبناء على إيمانها الأبيونى بالعطف على الفقراء عطفت على الشاب محمد  وأعطته عملا ثم تزوجته بعد ذلك
ويقول العلامة أوريجانوس مؤكداً النظرية الأخيرة : " أنهم مساكين .. وقد إشتق إسمهم من فقر أفكارهم لأن كلمة أبيون تطلق فى اللغة العبرانية على الفقير"
يقول يوسابيوس القيصرى (1) " أن المسيحيين الأولين أطلقوا على الأبيونيين هذا الإسم المناسب لأنهم كانوا يعتقدون فى المسيح معتقدات فقيرة وحقيرة ووضعية " ولهذا أطلق عليهم إسم "ابيونيين" الذى يعبر عن فقرهم فى التفكير , لأن هذا هو الإسم الذى يطلق على الرجل الفقير بين العبرانيين

 

عقيدة الهراطقة الأبيونيين النصارى وإنتشارهم
والأبيونية هرطقة ظهرت ايام المسيحية الأولى لكنها لم تصبح مذهباً له أتباع ومراسيم دينية إلا فى أيام حكم الإمبراطور تراجان سنة 52م – 117م
" وأصبح الأبيونيين جماعة كبيرة العدد إنتشروا أصلاً فى منطقة بيلا بل وفى فلسطين وفى الشام والجزيرة العربية حتى اليمن والأقطار المجاورة وإمتدوا أيضاً إلى روما وإلى جميع مراكز الشتات "
ويذكر موسى الحريرى أنه : " دخل فى شيعتهم رهبان قمران بعد خراب هيكل اورشليم فهاجروا إلى الحجاز وإنتمى بعضهم إلى القبائل العربية " قس ونبى - موسى الحريرى ص 21
ولما كان بولس يقول بأنه ليس من الضرورى أن يحفظ الأممين ناموس موسى وشرائعة فققد كرهه الأبيونين كرهاً شديداً وكان بولس يقاومهم فى رسائله فقال يوسابيوس : " أنهم ظنوا من الضرورى رفض كل رسائل بولس الرسول الذى قالوا عنه بأنه مرتد عن الناموس
ويصفوا مدى كره الأبيونيين لبولس فيقول : " وأنهم إتهموه بإتهامات مرة وقاسية , ووصفوه بأنه متمرد ومارق عن الناموس , وأنكروا سلطانه ورفضوا رسائله , وإكتفوا بإستعمال النص العبرانى إنجيل متى ( محرفاً) ولا يعيروا الأناجيل الأخرى أهمية تذكر "
وذكر يوسابيوس أن لهم إنجيل يدعى إنجيل العبرانيين فقال : " ثم أنهم إستعملوا إنجيلاً واحداً فقط ما يدعى أنجيل العبرانيين , ولم يبالوا كثيراً بالأسفار الأخرى "
وأقدم مرجع على الإطلاق عن الشيعة الأبيونية والتعريف بمعتقداتها هو ما كتابات القديس يوستينوس الشهيد 110م – 165م الذى ذكرهم وتكلم عن مبادئهم وفروضهم وقال : أنهم مدارس فكرية ظهرت فى الكنيسة , وانهم جماعات مختلفة , منهم من كان أكثر تشدداً من غيره !
والمتزمتون منهم .. يحفظون السبت اليهودى والناموس الموسوى حفظاً حرفياً , وينادون بأن الختان ضرورى للخلاص , وأن الناموس القديم فرض على جميع المسيحيين ويجب عليهم أن يتبعونه إتباعاً تاماً .. لذلك نظروا إلى المؤمنين من الأمم الذين رفضوا الخضوع للناموس القديم على أنهم نجسون ويذكر يوسابيوس معتقدات هذه الشيعة فقال أنهم :" إعتبروا السيد المسيح إنساناً عاديا قد تبرر وكان ثمرة لإجتماع رجل معين مع مريم وأن الإحتفاظ بالناموس الموسوى ضرورى جداً , على أساس أنهم لا يستطيعون أن يخلصوا بالإيمان بالمسيح فقط وبحياة مماثلة إلا إذا جافظوا على السبت وسائر نظم اليهود.
يتحدث العلامة "أوريجانوس " عن طائفتين من الأبيونيين ويوضح أن إحدى الطائفتين تنكر الحمل العذراوي بالمسيح , بينما تؤيد ذلك الطائفة الأخرى … واتخذوا لهم لقب الناصريين … وهم يتحدثون الآرامية , وكان لهم إنجيلهم الخاص و… استخدموا إنجيل متى …

ويعدد موسى الحريرى فروضهم فيقول : " تتركز على الإغتسال الدائم بالماء للوضوء والتطهير , وعلى تحريم الذبائح ويشددون على أعمال البر والإهتمام باليتامى والعناية بالفقراء والمساكين وأبناء السبيل ويوصون بإعالة المحتاجين وإطعام الجياع وإضافة الغرباء .. وإسمهم يدل على ذلك فهو يشتق من قول المسيح " طوبى للفقراء" وبلغتهم الأبيونية "طوبى للأبيونيين"

 

 إنجيل العبرانيين

هوإنجيل أبو كريفي يوناني، ظهر في نهاية القرن الأول أو بداية القرن الثاني . وقد أطلق الأبيونيون اسم ” إنجيل العبرانيين ” على نسخة مشوهة من إنجيل متى. وهذا يأتي بنا إلى أناجيل الهراطقة الإنجيل العبراني هو الإنجيل الذي استخدمه المسيحيون الذين إعتقدو أن المسيح نبى وتمسكوا بالناموس اليهودي وهدفهم الأساسى بناء الهيكل وطرد الرومان والإستقلال  ، كالناصريين [1]والابيونيين‏[2] الذين خرجوا عن الكنيسة في النصف اﻷول من القرن الثاني واعتبروا مهرطقين . لكن نجد بعض الإختلافات بين كل من إنجيل الناصريين وانجيل العبرانيين وانجيل اﻷبيونيين، لكن ما يجمعها جميعاً أنها قريبة الشبه من إنجيل متى ، بل هي إنجيل متى مع حذف اﻹصحاحين اﻷول والثاني ، وإضافة عبارات تفسيرية ونصوص تﻼئم أفكارهم الغنوسية اليهودية لم يبق لنا من نصوص هذا اﻻنجيل إﻻ الشئ القليل في بعض كتابات اﻵباء والمؤرخين

ومع أنه يقارب إنجيل متى في الحجم (كما ذكرنيسيفورس)، فإنه لم يبق منه الآن سوى اقتباسات قليلة في كتابات كليمندس الإسكندري، وأوريجانوس، وكيرلس . كما يذكره هيجيسبس ويوسابيوس، وربما بابياس أيضاً . وبذكر جيروم أنه ترجمه إلى اليونانية واللاتينية عن أصل أرامي، ولكن الأرجح أنه أخذ ما اقتبسه منه، نقلا عن أوريجانوس، بل ولعله خلط بين هذا الإنجيل وإنجيل الإبيونيين وإنجيل الناصريين .
والرأي السائد الآن أن هذا الإنجيل كتب بعد الأناجيل القانونية، ولكن ما زال مدى استناده إليها محل جدل. فهي تدلّ على تأثير واضح من قبل المسيحيّين المتهوّدين. إبراز شخصيّة يعقوب، أخي الرب. استعمال صيغة المؤنّث للتحدّث عن الروح القدس كما في العبريّة والسريانيّة. فبالإضافة إلى الأقوال التي ينسبها للرب يسوع، والتي لا توجد في الأناجيل القانونية، فإنه يحتوي على خليط غريب من القصص الأسطورية عن حياة يسوع ووجوده السابق . فبرغم أن الرب يسوع قال إن أمه ” الروح القدس ” قد حملته بشعرة من رأسه (انظر حزقيال 8: 3)3 ومد شبه يد واخذني بناصية راسي ورفعني روح بين الارض والسماء واتى بي في رؤى الله الى اورشليم الى مدخل الباب الداخلي المتجه نحو الشمال حيث مجلس تمثال الغيرة المهيج الغيرة" . ويضيف في موضع آخر ظهوره بعد القيامة لأخيه يعقوب البار (انظر 1 كو 15: 7) . ويقول عن يعقوب البار الذي كان قائداً للمسيحيين من اليهود في أورشليم، إنه كان ” مقدم الرسل ”  تحدّث أوسابيوس القيصري واكلمنضوس الاسكندراني عن انجيل العبرانيين الذي دُوّن في اليونانيّة. ووُجد مؤلّف أرامي يحمل الاسم عينه في مكتبة قيصريّة في أيام ايرونيموس الذي يورد منه مقاطع عديدة. ولكن قد لا نكون أمام الكتاب عينه. أما طبيعة إنجيل العبرانيين وعلاقته بسائر أناجيل المسيحيّين المتهوِّدين التي حفظها

 ويميل البعض مثل هارناك وسلمون إلى الاعتقاد بأن إنجيل العبرانيين الذي ذكره جيروم كان إنجيلاً خامساً كتب أصلاً للمسيحيين الفلسطينيين، ولكن قلت أهميته عندما امتدت المسيحية إلى كل العالم. وعلاوة على إشارتين إلى معمودية يسوع والقليل من أقواله مثل: ” لا تفرح أبداً إلا متى نظرت نظرة الحب إلى أخيك “، ” الآن يا أماه أخذني الروح بشعرة من شعري وحملني إلى جبل تابور العظيم “، فأنه يسجل لنا ظهور الرب ليعقوب بعد القيامة، الذي يذكره الرسول بولس (1كو 15: 7) كأحد الأدلة على القيامة. ولكن من الطبيعي أن بولس كان في إمكانه معرفة ذلك من يعقوب شخصياً كما من الأخبار المتواترة، وليس من الضروري أن يكون قد استقى ذلك من هذا الإنجيل. وهذا هو الخبر الرئيسي الوحيد الذي
له أهميته، والذي يضيفه هذا الإنجيل إلى ما نعلمه من الأناجيل القانونية. وبمقارنة ما جاء به عن مقابلة المسيح للحاكم الغني، بما تذكره الأناجيل الثلاثة الأولى، نجد – كما يرى وستكوت –

بداية الهرطقة الأبيونية النصرانية (الإسلام الآن) من هم الأخوة الكذبة ؟
" ولكن بسبب الاخوة الكذبة المدخلين خفية الذين دخلوا اختلاسا ليتجسسوا حريتنا التي لنا في المسيح كي يستعبدونا. " (غلاطية 2: 4) " لاني اولا حين تجتمعون في الكنيسة اسمع ان بينكم انشقاقات واصدق بعض التصديق , لانه لا بد ان يكون بينكم بدع ايضا ليكون المزكون ظاهرين بينكم. " (1 كورنثوس 18- 19)الأخوة الكذبة هم اليهود الذين يريدون أن يمارسوا شريعة موسى الحرفية فى المسيحية وقاوموا بولس وأقلقوا سلام الكنيسة " إنحدر قوم من اليهودية وجعلوا يعلمون الاخوة انه ان لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم ان تخلصوا أعمال 15: 1
وكان الفريسيين الذين آمنوا بالمسيحية يقودون هذه الفئة من اليهود المتنصريين أعمال15: 5 الأوائل وكان السيد المسيح قد قال عن الفريسيين : أنهم يحبون أن يعشروا النعنع والشبت والكمون ويتركون أثقل الناموس الذى هو الرحمة والحق والإيمان " أى أنهم يحبون المظاهر الخارجية , هؤلاء الفريسيين واليهود المتنصرين وأتباعهم تعقبوا بولس الرسول فى جميع المدن التى بشر فيها .
وإنقاد بطرس وبرنابا إلى ريائهم فحدث نقاش ومنازعة بين بولس وبرنابا أعمال 15: 2 أما بطرس فكان يأكل مع الأمم ولكنه كان خائفاً من اليهود الذين فى الختان فقال له بولس : إن كنت وأنت يهودى تعيش أممياً لا يهودياً فلماذا تلزم الأمم أن يتهودوا إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس بل بإيمان المسيح , آمنا نحن أيضاً بيسوع المسيح لنتبرر بإيمان يسوع لا بأعمال الناموس , لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر أحد . " غلاطية 2: 11- 21
ورتبوا أن يذهب بولس وبرنابا وآخرون إلى الرسل والمشايخ فى أورشليم من أجل الختان وتنفيذ وصايا موسى وحدث أول مجمع مسكونى للكنيسة المسيحية وكان برئآسة يعقوب الرسول الملقب بأخى السيد المسيح وستجد كلمات بطرس وما ذكر بولس وبرنابا وأقوال يعقوب الرسول فى الإصحاح الخامس عشر من سفر أعمال الرسل وكانت مقررات هذا المجمع أن يرسلا يهوذا وسيلا برسالة مكتوبة إلى الأخوة الذين من الأمم فى أنطاكية وسورية وكيليكية وقالوا إذ سمعنا أن إناسا خارجين من عندنا أزعجوكم باقوال .. أن تختتنوا وتحفظوا الناموس أعمال 15: 22- 27
ومن المرجح أن هذه الفئة كانت منتشرة فى المدن التى كان بها جالية يهودية كبيرة وذلك ثابت من قول يعقوب الرسول : " لأن موسى منذ أجيال قديمة له فى كل مدينة من يكرز به أعمال 15: 21 وإنتشر هذا المذهب فى أنطاكية وغلاطية وكريت وأيضا فى سورية وكيلكية .
وأثرت هذه الفئة أو الشيعة على سلام الكنيسة فقد أزعجوا الأمم مقلبين أنفسهم أعمال 15: 24 ويريدون أن يحولوا إنجيل المسيح غلاطية 1: 7
وقد دعى بولس هذه الفئة المنشقة بـ " الغلاطيين الأغبياء " غلاطية 3 : 1 وقد تمنى أن يقطعوا أى يحرموا أى تفصلهم الكنيسة من بين مؤمنيها فقال : يا ليت الذين يقلكونكم يقطعون أيضاً " غلاطية 5: 12
وتميزت هذه الفئة بالمقاومة الشديدة للإيمان المسيحى بالفلسفة والمحاورة والجدال ودراستهم لناموس موسى منذ الصغرحتى أنه أتعبوا بولس فقال عنهم :" فانه يوجد كثيرون متمردين يتكلمون بالباطل ويخدعون العقول ولا سيما الذين من الختان تيطس 1: 11 ولقوة تأثيرهم قال بولس عنهم : " الذين يجب سد افواههم فانهم يقلبون بيوتا بجملتها معلّمين ما لا يجب من اجل الربح القبيح , قال واحد منهم . وهو نبي لهم خاص . الكريتيون دائما كذابون وحوش رديّة بطون بطالة " تيطس 1: 12- 14
وقد رأى الرسل المجتمعين فى أورشليم فى المجمع المسكونى ألا " يثقلوا على الأمم بل يرسل إليهم أن يمتنعوا عن نجاسات الأصنام والزنا والمخنوق والدم " أعمال 15: 18- 19
وكان بولس يعظهم عن أعمال الجسد هى : " زنى عهارة نجاسة دعارة عبادة أوثان سحر خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة حسد بطر .. هؤلاء لا يرثون ملكوت الرب " غلاطية 5: 20- 21
وبعد قرارات مجمع الرسل فى أورشليم صارت هذه الفئة خارجة عن الإيمان المسيحى حتى ولو كانوا يؤمنون بالمسيح كما جاء فى الإنجيل أنه على المسيحى أن : " لا يصغون الى خرافات يهودية ووصايا اناس مرتدين عن الحق " تيطس 1: 14
وقد وضع أساساً لمعاملة هؤلاء المنحرفين عن الإيمان بيننا فقال : " اما المباحثات الغبية ( مع هؤلاء الفريسيين) والأنساب والخصومات والمنازعات الناموسية فإجتنبها لأنها غير نافعة وباطلة , الرجل المبتدع ( صاحب بدعة) بعد الإنذار مرة أو مرتين أعرض عنه , عالماً أن مثل هذا قد إنحرف وهو يخطئ محكوماً عليه من نفسه تيطس 3: 9- 11
وحذرهم بولس لهم ألا يقبلوا اى تعليم آخر فقال : " ولكن ان بشرناكم نحن او ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن اناثيما " غلاطية 1: 8
وإعتقد الكثير من المؤرخين أن إسم الأبيونيين جاء من إسم زعيمهم أبيون وقد عاش فى القرن المسيحى الأول بعد خراب مدينة أورشليم , وانه نادى بتعاليم مخالفة لتعليم الكنيسة الأولى , ولكن بعد الدراسة الدقيقة وجد أن الإسم يدل على صفة لا على شخص ,

**********************************
ويرى الأب قزي المستعير لنفسه لقب ((أبو موسى الحريري)) أن القرآن قد تأثر بالفرقة اليهودية النصرانية التي تدعى بالإبيونية (Ebionites) وهي فئة من اليهود المتنصرين، سموا أنفسهم بالفقراء، آمنوا بالله الواحد الذي لايلد، كما آمنوا بالمسيح ككلمة مخلوقة مُرسلة فحسب؛ نبي من الأنبياء لا يعترفون بلاهوته ولا ببنوته الإلهية، بل هو رجل كسائر الرجال جاءه الوحي بعد معموديته على يد يوحنا المعمدان، تقوم رسالتها على التعليم والتبشير، ولا تؤمن بالفداء والخلاص، تعترف بإنجيل معتمد واحدٍ يسمونه الإنجيل حسب العبرانيين، تلتزم بأحكام التوراة، تحبذ الطهارة، والاغتسال الدائم بالماء، وتحرم غير المذكى، وترتدي الألبسة البيضاء، وتدعو إلى مكارم الأخلاق، تدعو إلى عمل البر والاهتمام باليتامى والعناية بالفقراء والمساكين وأبناء السبيل وإعانة المحتاجين وإطعام الجياع، وهي المعاني التي نجدها في الإسلام والنص القرآني، فقد دعا أتباعه فقراء إلى الله، وآمن بالتوحيد المطلق، وبإنسانية الكلمة، وأنكر لاهوت المسيح وعدّه نبيّاً عظيماً، ونجّاه من الصلب، ورفض دلالات الصلب والفداء والتكفير، وعظم أحكام التوراة والإنجيل ومكارم الأخلاق والأعمال الصالحات كما هو معلوم،

.
ويدعم أبو موسى الحريري هذه المقارنة برؤية تاريخية، توظّف ما ورد في النص القرآني من إشارات إلى النصارى وتعقد مقارنة بين عقائد الإبيونيين وما يروى عن ورقة بن نوفل ليُبَيِّنَ تطابقاً يدعم به فرضية وجود الإبيونيين في الجزيرة العربية وفي مكة بالذات، ربما هاجروا إليها بعد خراب هيكل أورشليم، فأقاموا فيها وأذاعوا منها ثقافتهم الدينية، التي وجدت آذاناً صاغيةً وقلوباً واعيةً، بلورت النص القرآني، وبذلك تطعمت المقارنة ببعد تاريخي، صيرها دليلا قويّاً على التأثير والتأثر.
ويقول الأب لويس شيخو في معرض حديثه عن النصرانية في الحجاز: ((والظاهر أن بعض تلك البدع المعروفة بالبدع اليهودية النصرانية (Sectes Judeo-Chretiennes) شاعت خصوصا في نواحي العرب كشيع الناصريين (Nazarenes) والإبيونيين (Ebionites) والكسائيين (Elekesaites)( )، وأن النصرانية المؤثرة في الحيز المحمدي والنص القرآني هي الهرطقات النصرانية المندثرة، كالناصرية، والكسائيين التي قدمت تفسيراً خاصّاً للأناجيل لا يفترق كثيرا عن النصرانية الإبيونية في كل ما يتعلق باللاهوت والمسيحيات.

*****************************