Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ /عزت اندراوس

 المحاكمة الثالثة أمام قيافا رئيس الكهنة ومجمع السنهدريم اليهودي

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
صــورة حكم  بيلاطس على المسيح
إنكار بطرس أمام قيافا
شهود زور
اليهود وعقوبة القتل
محاكمة بسوع الأولى
محاكمة بسوع الثانية
محاكمة بسوع الثالثة
محاكمة بسوع الرابعة
محاكمة بسوع الخامسة
محاكمة بسوع السادسة

 

المحاكمة الثالثة : يسوع أمام المحمكة اليهودية العليا (السنهدرين) مجتمعه بالكامل مرة ثانية فى الصباح [متى 27: 1-2 لوقا 22: 66- 71] وهى من أكثر المحاكم مهزلة فى التاريخ  ، وما زال هذا النوع من المحاكم الدينية يمارس حتى الأن فى الشرق الأوسط حيث يرتكبون جرائم بإسم الدين 
 مكث يسوع فى قبضة  الحراس ساعة من 4،30 حتى 5،30 صباحا  يستهزأون به ويلطمونه ويضربونه

هذه الجلسة للمحكمة دامت نصف ساعة فقط من 5ن30 حتى 6 صباحاً وعندما إنتهوا منها ذهب مجلس السنهدرين بالكامل ليعرض الحكم على بيلاطس أنه مجدف (كافر ) للشريعة اليهودية ونصب نفسه ملكا ضد القيصر ومهيج للشعب وانه لهذا مستحقاً للموت
نصت الشريعة اليهودية بأنه في أمر القضاء بحُكم الموت يجب أن تكون جلستين للمحكمة الجلسة الأولى تمت وكان ينبغى طبقا للشريعة أن تنعقد المحكمة فى اليوم التالى لليوم  الاأول وهذا الانعقاد الثاني للمحكمة مضى عليه ساعة واحدة فقط  كما قضت الشريعة أنه خلال اليومين أى بين الجلستين  كان ينضيه أعضاء السنهدرين يمضونه في صيام وندب بأعضاء المحكمة. لكن أولئك الأشرار لم يودوا انتظار اليوم التالي من أجل تثبيت قرارهم بأن يسوع يجب أن يموت. انتظروا ساعة واحدة فقط. ولم يصرفوا الوقت فى الصلاه ولكنهم تـُركوا يسوع في غرفة الاجتماع في وصاية حراس الهيكل, وخدام رئيس الكهنة الذين تسامروا وقضوا وقتهم بإذاء المتهم بكل نوع من الإهانة على يسوع . استهزأوا به, وبصقوا عليه, وصفعوه بقسوة. كانوا يضربونه في الوجه بقضيب وبعد ذلك يقولون "تنبأ لنا, أنت المخلص, من ضربك". وهكذا استمروا لساعة كاملة شاتمين ضاربين ومسيئين معاملة هذا الرَجل الجليلى الغير مقاوم . ويذكر التقليد أن يسوع أثناء إخروجهمن محكمة السنهدرين وهو سائر بين الحراس بعد إنتهاء المحكمة الأولى  قد اشار إلى يوحنا ليذهب مغ باقى أعضاء مجلس السنهدرين حتى لا يرى ما يواجهه من الحراس من إذلال حتى لا يثار وويتفوه بشئ ومن ثم يقبضون عليه ويسوقونه للموت
عند الساعة الخامسة والنصف أعادت محكمة السنهدرين اجتماعها  وكان يوحنا ينتظر. أحضر حراس الهيكل يسوع وبدأت المحكمة صياغة الاتهامات التي لتـُقـَّدم إلى بيلاطس. وقال حنان إلى أعضاء المجلس بأن تهمة التجديف لن تهم بيلاطس بيلاطس. وكان يهوذا الإسخريوطى حاضراً في أثناء هذا الاجتماع الثاني للمحكمة, لكنه لم يعطي شهادة.
وإجتماع السنهدرين هذا لم يكن اجتماعاً رسميا وعقد فى أول ساعات النهار والناس نيام  وهذا غير مستحب كما أنه لم يُعقد في مكانه المعتاد مقرهم الرسمى فى غرفة الحجر المنحوت في الهيكل. هذه كانت محكمة محاكمة خاصة  من أعضاء السنهدرين وعُقدت في قصر رئيس الكهنة حنان وقيافا وكان يوحنا زَبـِدي حاضراً مع يسوع في كل أثناء هذه المدعوة محاكمة.
فى هذه المحاكمة لم يحاول  يسوع تصحيح كلام شهود الزور السخفاء ، بل كان ينظر إليهم صامتا وهم يحاولون جاهدين صنع إتهام قابل ليصدقه الناس ، ولكن أدت محاولاتهم المتكررة إلى تخبط وجدل عقيم وخرج إتهامهم ناقص الأركان وكشفت هذه المحاولات تكشف أنهم لا يهتمون بمحاكمة العدل بأى حال من الأحوال  بقدر الإهتمام ببخروج قرار إتهام  يسوع بتهمه تؤدى لقتله  بإستخدام أقذر الوسائل وأحطها
وهكذا أنتهكت الشريعة واساء قيافا إستعمال سلطته وتغاضى عن حقوق المدعى عليه وسعوا إلى إدانة إنسان برئ بأدلة مفبركة ومزيفة ، وفى خلال هذا سلم يسوع نفسه لمحكمة يحركها أشرار وضعوا أنفسهم لينفذوا أوامر الشيطان وهم يلبسون ملابس الكهنة
فى هذه المحكمة دينية بإيعاذ منهم شتم الحراس  المتهم وضربوه وأهانوه وعندما شتموا يسوع فى ماحكماتهم لم يشتمهم فى المقابل وظل صامتا وعندما وضعوه تحت القسم ولأنه هو الحقيقة فأجاب بالحق كما جاء فى ألإنجيل : "  واما يسوع فكان ساكتا.فاجاب رئيس الكهنة وقال له استحلفك بالله الحي ان تقول لنا هل انت المسيح ابن الله. قال له يسوع انت قلت.وايضا اقول لكم من الان تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا على سحاب السماء.   (متى26: 63 و 64)
دون أى تردد أو أى تمهل رد يسوع ردا سريعا موجزا مباشرا سريعا قويا ليس فيه أى لبس أو تحوير فقال لقيافا ردا على سؤاله ما إذا كان هو المسيح أن فقال :" أنت قلت" وهذه طريقة يسوع فى الرد بالإيجاب ةوالموافقة على السؤال أى يجعل الإجابة بما نطق به محدثه ومعناها : "تماما" أو "هذا حق "
وعندما سأله رئيس الكهنة عن هدفه من تبشيره لم يتوانى يسوع لحظة فى إعلانها  وفى الوقت الذى كان يسوع يعلن أنه إبن ألإله الحى فى السنهدرين أكبر مجلس يهودى فى نفس الوقت كان بطرس أكبر تلاميذه ينكره فى خارج المحكمة وكان هذا هو الفرق بين إختيار الإنسان اللحظة لحظة القوة ولحظة الضعف
إختار يسوع هذه اللحظة وهذا الموقف ليعلن لرئيس الكهنة الحقيقة عن ألوهيته ليس عن طريق رؤيا أو حلم أو وحى بل مباشرة ، حقا لم يعلن عن ألوهيته قبل هذه اللحظة للشعب لأنهم لن يفهوا ولكنه أعلنها لتلاميذه ورسله فى السر وقال لهم : ما قلته لكم فى الخفاء قولوه علانية ونادو به فوق السطوح
تحت القسم الإلهى وأمام الإله قال الحق لرئيس الكهنة عن ألوهيته وأضاف إليها نبوءة ثبتت حقيقتها بمرور الزمن
لقد سمع  قيافا بلا أدنى شك الأعمال التى فعلها يسوع ومعجزاته خلال الثلاث سنين الأخيرة من حياته وقال عنها السيد المسيح لهم مرار : صدقونى من أجل الأعمال التى أفعلها ولكن قيافا سمع ولعله رأى ولم يصدق ولم يملك قيافا أى إثباتاً لهذه التهمة فلفق تهمة أخرى وهو يائس فإتهمـ يسوع بالتجديف أى بالفكـــر الإسلامى " الكفـــر"  ويقول النص :  فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلا قد جدف.ما حاجتنا بعد الى شهود.ها قد سمعتم تجديفه.  ماذا ترون.فاجابوا وقالوا انه مستوجب الموت (متى26: 65و 66)
وهناك سؤال يتبادر للذهن .. لماذا لم يتعامل يسوع مع إتهامهم وتهكمهم وشتيمتهم بقوة؟ إنه لم يشتم متهميه لأنهم شتموه .. ولم يلعنهم لأنهم لعنوه .. لم يدافع عن نفسه أمام إتهامهم له بالتجديف ( الكفر) ولكنه وقف البار أمام الأشرار والحمل أمام الذئاب وقف صامتا فلم يقول شيئا ! ضحكوا عليه ضحكوا أصدق كلام قيل على الإطلاق .. الحقيقة أن الإله أرسل إبنه مولودا من عذراء ها هو قد جاء إلى خاصته اليهود ولكن خاصته الذين هم شعبه وبنى جنسه لم يقبلوا كلامه وأيضا لم يصدفوه .. جيل شرير فاسق مجرم يطلب آية ولا تعطى له إلا آية يونان النبى .. لقد قال ما عنده .. فلم يصدقوه .. أنه وقف صامتا ليتم  نبؤات جائت فى كتب اليهود المقدسة : ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة امام جازيها فلم يفتح فاه. أش 53: 7 أصعب شيء أن لا يفتح الإنسان فمه ويدافع عن نفسه  ويرد الظلم
وبدأ حراس الهيكل  أى الذين يحرسون بيته والعبيد الذين قبضوا  يستهزأون به ويسخرون منه ويعاملونه بوحشية  إذا كان فعلوا  برب االهيكل  هذا وإذا الكهنة ورئيسهم وقادتهم فعلوا بإبن رب البيت الذى يقدسونه  إذا كان كهنة الهيكل بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت والكتبة والفريسيين وقادة اليهود فى ذلك الوقت الرقص فإذا كان رئيسهم مجرما يري قتل بارا فسمح شيوخ اليهود والكتبة والكهنة ورئيسهم لحراس الهيكل والعبيد بالتعدى علي يسوع لإذلاله وتحطيم نفسيته فبصقوا على وجهه ولكموه وشهد  النص عليهم فقال:  حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه.واخرون لطموه  قائلين تنبا لنا ايها المسيح من ضربك" وهكذا تمت النبوءة فى كتب واسفار اليهود نفسهم ولم يرجع إليها هذا القيافا حسب النص الذى ورد فى سفر أشعياء : «مجروح لأجل معاصينا.. والرب وضع عليه إثم جميعنا« (إشعياء 53:5 و6) ظهر يسوع أمام هذه المحكمة لابساً أثوابه المعتادة ويديه موثوقتين معاً وراء ظهره. كان الشيوخ والكتبة والفريسيين ورئيس الكهنة فى المحكمة منذهلين ونوعاً ما مرتبكين من ظهوره المهيب. لم يكونوا قد يتوقعوا أن يحتفظ يسوع رباطة جأش على إنسان في المحاكمة مع أنه واضح له من اسلوبهم  أن حياته ستنتهى بعد إننتهاء المحاكمة بفليل
المخالفات القانونية (1) التى إكتشفها الباحثون من العلماء المتخصصون فى الأحكام فى الشريعة اليهودية والتوراه فى هذه المحاكمة هى :
(1) لا ينبغى أن تجرى محاكمة التهمة فيها تؤدى للقتل ليلاً
(2) عموما ممنوع أن تجرى محاكمات أيام العيد وخاصة القتل
(3) بحسب تفسير الربيين لا يصح سماع أقوال (المتهم والشهود .. ألخ) للقضايا الكبرى فى عشية الأعياد
(4) ممنوع النطق بالنتيجة النهائية للمحاكمة إلا بعد مرور يوم كامل على ألأقل من بعد إثبات التهم على المتهم //
(5) ثابت من ألقوال أن القبض على المسيح تم من خلال رشوة ودعيت "ثمن دم" إستلمها   باليد يهوذا من رئيس الكهنة
(6) لقد أستجوب المسيح كمتهم ولكن طلب منه أن ينطق بما يجرم نفسه وفى العادة, عندما يحاكم اليهود إنساناً على تهم خطيرة مثل هذه يفحصون التهم  بحذر كبير ويذكرون كل إجراء وقائي مُنصف في اختيار الشهود وككمال العدل فى سير المحاكمة. لكن لم تطبق هذه ألإجراءات فى محاكمة يسوع  كان قيافا مُدعياً عاماً أكثر مما كان قاضياً غير منحاز.
(7) لا يصح الوصول إلى نتيجة إتهام بالقتل إذا لم يقتنع المتهم بعدالة المحكمة
وقال عالم دلمان (2) من تحقيقاته القانونية فى صلب المسيح بقوله : " إن السبب الوحيد والعلة التى من أجلها قدم المسيح للمحاكمة هى أنهم أرادوا أن يقتلوه وحسب "
***********
المراجع
(1) شرح إنجيل متى لأبينا الأب المتنيح العلامة متى المسكين  
(2)      

 وأصاغ مجلس السنهدرين الشيطانى أتهامهم ليسوع متجهة لشقين أحدهما تختص بعلاقة يسوع بالشريعة اليهودية وألأخرى تختص بعلاقته بالحكم الروماني  ليقدموه إلى بيلاطس الوالى الرومانى كان مجلس السنهدرين متلهفين ليصلوا إلى قتل يسوع فى نهاية سريعة لا تعظى مجالا للمناقشة أو التردد , مستغلين  يوم تحضير الشعب لمراسيم عيد الفصح فى بيوتهم ولا يعملون أى عمل دنيوي , كما أنهم اسرعوا إلى بيلاطس ليحكم على يسوع قبل أن يعود إلى العاصمة الرومانية لليهودية, قيصريه, حيث إنه كان في أورشليم فقط من أجل الاحتفال بعيد الفصح.وصاغوها فى الإتهامات التالية:
1 .  بأنه مُفسداً للأمة اليهودية؛ ضلل الشعب وحرضهم للتمرد. ,ان يسوع مذنب بتعديات للشرائع اليهودية تستحق الموت فهول يقول عن نفسه أنه إبن ألإله وبأنه واشياً خطراً على الشعب. بأنه علـَّمهم أشياء مستحيلة ومخالفة للناموس  وبالأحرى ضللهم.
2 . بأنه ثورياً متعصباً حيث إنه حبذ وضع أيادي عنف على الهيكل المقدس, وإلا كيف يمكنه تدميره؟
3 . بأنه علـَّم السحر نظراً إلى أنه سيهدم الهيكل ووعد ببناء هيكلاً جديداً, وبدون أيادي.
4 . أنه يدعى أنه ملك اليهود وليس لنا ملك إلا قيصر علـَّم الشعب ليرفضوا دفع جزية إلى قيصر.
اتّفق سرابيون الرواقيّ السوريّ وفلافيوس يوسيفوس (العاديات 18 :14) في نهاية القرن الاول المسيحي مع تاقيتس (حوليّات 15 :44) في بداية القرن 2 على نقطتين : إن بيلاطس حكم على يسوع بالموت. ثم إنه حكم على يسوع بإيعاز من اليهود. وسائر ما نعرفه عن محاكمة يسوع قادم  من الأناجيل التي تقدّم ملفًا كاملاً : عن محاكمة يسوع ثلث خبر الآلام (مر 14 :53-15 :20؛ مت 26:57-27 :31؛ لو 22 :54-23 :25)،

 

This site was last updated 12/28/13