Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ /عزت اندراوس

تقرير بيلاطس البنطى عن محاكمــة المسيح لقيصر

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
صــورة حكم  بيلاطس على المسيح
إنكار بطرس أمام قيافا
شهود زور
اليهود وعقوبة القتل
محاكمة بسوع الأولى
محاكمة بسوع الثانية
محاكمة بسوع الثالثة
محاكمة بسوع الرابعة
محاكمة بسوع الخامسة
محاكمة بسوع السادسة

 

وثيقة تاريخية : تقرير بيلاطس البنطى عن محاكمــة المسيح لقيصر
تقرير بيلاطس حاكم اليهودية
إلى الأمبراطور طيباريوس قيصر
عن ظهور يسوع المسيح الناصري في الجليل
*
ملاحظة
نحيط علم القراء أن نصّ هذه الوثيقة منحول، أي أنّه لا يوجد دليل علمي ثابت على أنّه كتب فعلاً بيد بيلاطس البنطي، الوالي الروماني على اليهودية، في زمن المسيح يسوع، ومن الأرجح أنّه يعود إلى القرن الرابع أو الخامس. أوردناه هنا لأنه حتى النصوص المنحولة بها بعض المعلومات الصحيحة   
مصــدر هذا النص : جورج حداد
الحوار المتمدن-العدد: 3583 - 2011 / 12 / 21 - 12:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فيما يلي وثيقة "تاريخية" تتعلق بـ"محاكمة المسيح" بقلم احد "ابطالها" الرئيسيين: بيلاطس البنطي! الذي قاد المحاكمة ونطق بالحكم. وننقل هذه الوثيقة من نص للباحث الديني البلغاري نايدن بوتشيف بعنوان "المسيح في التاريخ" منشور على الموقع الالكتروني المسمى "الجماعة الرسولية العالمية" والتابع للكنيسة الادفنتستية، باللغة البلغارية. ونقدم هذه الوثيقة من خلال النص البلغاري الذي يقدمه الاستاذ نايدن بوتشيف.
XXX
يقول بوتشيف: تكتسب هذه الوثيقة اهمية دينية وتاريخية، لما تشير اليه من وخز الضمير الذي حل ببيلاطس البنطي، بعد ان حكم بالاعدام على يسوع المسيح، وتوضيحه للاسباب التي دفعته للنطق بهذا الحكم غير العادل.
ويتابع بوتشيف: اليكم الطريقة التي حصلنا فيها على هذه الوثيقة:
ان القراء الكرام سوف يشعرون بالاحترام وعرفان الجميل حيال المؤمن المسيحي ف. د. ماهان، الذي اعار الاهتمام لهذه الوثيقة المهمة وقام بترجمتها الى اللغة الانكليزية.
في البدء كان ماهان قد سمع عن هذه الوثيقة من بروفسور الماني كان قد اكب منذ سنوات طويلة على التنقيب باهتمام في المكتبة الكبيرة للفاتيكان.
وكان البروفسور الالماني قد وجد فيما وجد مخطوطة التقرير الذي ارسله بيلاطس الى القيصر في روما، ولكنه في البداية لم يعره الاهتمام الكافي حتى ينسخه. وبعد عدة سنوات تحدث بشأن هذه الوثيقة مع ف. د. ماهان. فأثار لدى الاخير الاهتمام والرغبة في الحصول عليها. وبهذا الصدد كتب ماهان لصديقه البروفسور الالماني كي يزوده بالوثيقة.
وكان الاخير على علاقة صداقة مع الاسقف فرايلينيهايزن، مدير محطة الفاتيكان، فرجا منه ان يزوده بترجمة باللغة الانجليزية لهذا التقرير: (وفيما يلي نص الترجمة باللغة البلغارية، ويفهم ضمنا من نص الاستاذ نايدن بوتشيف ان الترجمة البلغارية هي عن الترجمة الانجليزية ولكنه لا يذكر اللغة الاصلية للتقرير التي نفترض انها اللغة اللاتينية القديمة، كما لا يذكر بوتشيف من ترجم النص البلغاري عن النص الانجليزي. ودون ان يكون لدينا اي رأي مسبق حول المترجمين، الذين لا نعرف ايا منهم، فنحن نتحفظ على مسألة الامانة في الترجمة، لا سيما في موضوع شديد الحساسية كهذا الموضوع، مع ابداء ثقتنا مسبقا بأنه من المنطقي تماما وشبه المؤكد ان الفاتيكان قد اطلع مسبقا على الترجمة الانجليزية والترجمة البلغارية التي تولى نشرها الاستاذ نايدن بوتشيف، والتي نتولى نحن ترجمتها ونشرها عن اللغة البلغارية. ونعتذر تماما ومسبقا عن اي ضعف او ركاكة او خطأ غير مقصود في ترجمتنا العربية):
XXX
تقرير بيلاطس، الحاكم الروماني لليهودية، الى القيصر تبيريوس
"الى صاحب السمو الملكي، تحية!
ان الاسباب التي ادت الى هذا الاضطراب في اورشاليم ربطا بموت يسوع الناصري والاحداث، التي جرت في بضعة الايام الماضية، هي ذات طابع معين، بحيث تلزمني بأن ارفع بها تقريرا مفصلا.
لن اتفاجأ ابدا اذا كان مصير شعبنا لم يتبدل كليا خلال هذا الوقت، لان كل الدلائل مؤخرا تشير ان الآلهة لم تعد ترحم، وهأنذا مستعد للقول: "ملعون هو اليوم، الذي تبعت فيه فاليريوس غراتسيوس الى ولاية اليهودية".
لدى وصولي الى اورشليم توليت قاعة المحكمة، وأمرت بإقامة وليمة كبيرة، دعوت اليها حاكم الجليل الى جانب رئيس الكهنة وجميع اعيانه الاخرين. الا انه في الساعة المحددة لم يصل اي من المدعوين. وكان ذلك بمثابة طعن بكرامتي الشخصية. وبعد بضعة ايام، زارني رئيس الكهنة. كانت ثيابه فخمة، اما طباعه فوضيعة جدا. وأنبأني ان ديانته تمنعه وتمنع اتباعه ان يجلسوا الى مائدة واحدة مع الرومان وان ينحنوا للانخاب التي تطرح. كنت ملزما بأن اقبل هذا الاعتذار، وفي الوقت ذاته كنت مقتنعا ان المهزومين لا ينون يعلنون انفسهم اعداء للمنتصرين. يبدو لي انه من بين جميع المدن الموضوعة تحت الحصار، فإن مدينة اورشليم هي الاصعب على الحكم. فالشعب يبدو متمردا الى درجة انني كنت اتوقع ان ينفجر التمرد في اي لحظة. ولاجل قمع التمرد كان لدي فقط وحدة مئوية (centurion) وبضعة جنود. وطلبت المساعدة من حاكم سوريا، الذي اعلمني انه هو ايضا بالكاد يملك القوة العسكرية الضرورية للدفاع عن مقاطعته. هذا التعطش المنفلت نحو المحاصرة، اي ان نوسع امبراطوريتنا الى ابعد من وسائلنا الدفاعية كان يعشى بصري لئلا يكون سببا في تدمير حاكميتنا النبيلة.
ومن بين الاخبار الكثيرة التي وصلت اسماعي، خبر نال اهتمامي الشديد... يقول الخبر انه ظهر في الجليل شاب، يقوم بتفان وبروح قوية بالدعوة الى قانون جديد باسم الهه، الذي ارسله. في البداية خشيت ان يكون احد المتمردين يعمل على تحريض الشعب ضد الرومان. ولكن بعد وقت وجيز هدأ روعي.
فيسوع الناصري، كما كان يسمى ذلك الشاب، كان بالاحرى يتكلم في مصلحة الرومان اكثر مما هو في مصلحة اليهود. وحينما كنت في احد الايام مارا في محلة تسمى سيلوبيا، شاهدت جمعا كبيرا من الناس، وفي وسطهم شاب جالس على الارض ومستندا الى احدى الاشجار. وبوضوح ودعة كان يعظ الشعب. وقيل لي ان هذا هو يسوع. وكانت اللوحة تبدو تماما كما كنت اتصور ان اراها. لم يكن من مجال للمقارنة بينه وبين الشعب. كان شعره ولحيته أشبه شيء بظاهرة سماوية. وكان يبدو في حوالى الثلاثين من العمر. في حياتي كلها لم اكن التقيت نظرة لطيفة وواضحة كنظرته. كم كان الفارق شاسعا بينه وبين مستمعيه، الذين كانوا ذوي لحى سوداء وجباه متغضنة! ولعدم رغبتي في مقاطعته بحضوري، تابعت طريقي، ولكنني أمرت امين سري ان ينضم الى الجمع وان يستمع الى ما يجري الحديث.
واسم امين سري هو مانيليوس. وهو حفيد رئيس قسم مكافحة التآمر والتجسس، الذي سبق له ان اختبأ في ايتوريا، منتظرا كاتيلينا. ومانيليوس هو مقيم قديم في اليهودية، ويتقن جيدا اللغة اليهودية. وهو مخلص لي ويستحق الاهتمام.
ولدي دخولي قاعة المحكمة، قابلني مانيليوس الذي ذكر لي حرفيا الكلمات التي سمعها من يسوع في سيلوبيا. قال: "لم يسبق لي ابدا ان قرأت في كتب الفلسفة شيئا يمكن مقارنته بمواعظ يسوع. لقد سأله احد المتمردين اليهود هل يصح ان تدفع الضريبة الى القيصر. فأجاب يسوع: "أعطوا ما هو لقيصر لقيصر، وما هو لله لله!". وبسبب حديثه العاقل تحديدا، عملت للحصول على حرية الناصري، لانه كانت لي السلطة ان اعتقله وارسله الى بونتيو. ولكن هذا كان من شأنه مخالفة الحقيقة، التي تميز بها الرومان على الدوام".
ويتابع بيلاطوس: "لم يكن هذا الشخص ابدا متعصبا، ولا متمردا، ولهذا السبب انا منحته حمايتي. وربما لم يكن دفاعي هذا عنه معروفا لديه. كانت له الحرية في ان يعمل، ان يتكلم، ان يعقد الاجتماعات، ان يعظ شعبه وان يختار تلاميذه بدون ان يعيقه اي أمر صادر من القصر.
واذا ما حدث ـ لتحمنا الآلهة، اذا ما حدث هذا النذير، اقول، ـ اذا ما حدث ان تستبدل ديانة اجدادنا بديانة يسوع، فهذا الشيء يعود الى التسامح النبيل من قبل روما، وهو التسامح الذي انا، البائس التعيس، ابديته نحوه، وهو الامر الذي يسميه المسيحيون العناية الالهية، اما نحن فنسميه القضاء والقدر.
ولكن هذه الحرية المطلقة التي اعطيت ليسوع، قد استثارت ليس الطبقة الفقيرة، بل الاغنياء والاقوياء. والحقيقة ان يسوع كان صارما جدا حيال اتباع العقيدة اليهودية القديمة، وهذا، حسب رأيي، كان سببا جيدا لحصول الناصري على الحرية. "الكتبة والفريسيون" كان هو ينعتهم "انتم ابناء الافاعي، انتم تشبهون القبور المطلية بالكلس". وفي مناسبات اخرى كان يفضحهم لاجل مناصبهم الفخرية والتبرعات السخية للاغنياء ويقول لهم "ان فلسي الارملة هما اثمن من المبلغ الوفير الذي يعطونه هم".
في كل يوم كانت تصل الى قاعة المحكمة شكاوى من الاعمال الخيانية لليهود. وقد أعلمت ان هذا الانسان سيحصل له مكروه. ولكن هذا لم يكن ليحدث للمرة الاولى لديهم. فاورشليم كانت قد قتلت رجما بالحجارة كثيرا ممن يسمون انبياء. وحينما كان يحدث ان يرفض رئيس الكهنة شكاوى اليهود عن بعض الانبياء، كانوا يتوجهون الى الامبراطور. ان حكمي هو مدعوم من قبل مجلس الشيوخ، وقد وُعدت بمساعدتي بقوة دعم عسكرية بعد نهاية الحرب البارابونية. وبسبب عجزي الشديد عن مواجهة احد التمردات، فقد قررت اتخاذ تدابير، من شأنها ان تضمن الهدوء في المدينة، بدون ان استثني القصر من القيام ببعض التنازلات المتواضعة.
وقد كتبت الى يسوع، داعيا اياه الى اجراء محادثة في قاعة المحكمة. وانتم تعلمون انه في عروقي تجري دماء من شأنها ان تزرع الرعب. فهي ممزوجة بالدماء الرومانية. والاخيرة لا تعرف ما هو الخوف، ولا تستسلم للانفعالات المتأتية من اي امر.
وفيما انا اتمشى في فناء قصري لمحت الناصري، الذي جاء تلبية لدعوتي. وفجأة شعرت وكأن يدا حديدية سمرت رجلي على الارض، واخذتني رعشة كمذنب، فيما اذا كان الناصري مطمئنا وهادئا، حينما جاء الي. وتوقف عن السير، ونظر الي وكأنه بذلك يريد ان يقول: "هاأنذا، لقد وصلت".
"يا يسوع"، قلت له انا بصوت أخن "يا يسوع الناصري، ها اني قد اعطيتك ثلاث سنوات من الحرية ولا أتأسف على ذلك".
"ان كلماتك هي اشبه بكلمات عالم. لا ادري اذا كنت قرأت كتابات سقراط وافلاطون. ولكنني اعلم انه في مواعظك تختبئ بساطة عظمى، ترفعك عاليا فوق جميع هؤلاء الفلاسفة. ان الامبراطور يعلم عنك وانا، ممثله المتواضع في هذه المقاطعة، سعيد جدا لكوني حصلت لك على هذه الحرية، التي انت هكذا جدير بها. وفيما عدا ذلك لا استطيع ان اخفي عنك ان مواعظك ألـّبت الكثير من الاعداء الاقوياء ضدك. ولكن ليس هذا مما يثير الدهشة، لان سقراط كان له الكثير من الاعداء وذهب ضحية حقدهم. وبلا شك ان اعداءك هم متحمسون ضدك بسبب تعاليمك، وضدي ايضا ـ بسبب الحرية التي اعطيتك اياها. يتهمونني بأن لي علاقات غير مشروعة معك، بهدف ان انتزع من اليهود القوة المدنية الصغيرة، المعطاة لهم من الرومان. ولهذا فإنني ارجو منك، ولا اقول آمرك ـ ان تكون في المستقبل اكثر انتباها وان لا تمس كبرياء اعدائك، حتى لا تستثير السكان ضدك، وحتى لا تجبرني على استخدام الوسائل القضائية".
وأجابني الناصري بهدوء: "ايها الحاكم الارضي، ان الكلمات لا تخرج من حكمة حقيقية. قل للعاصفة: "قفي على قمة الجبل، والا فسأقتلع الاشجار في الوادي!" ستجيب العاصفة: "ينبغي ان اخضع لقوانين الخالق". الله وحده يعلم طريق العاصفة. الحق اقول لك، انه قبل ان تتفتح الزهرة الشارونية، سوف يسفح دم الصدّيق".
واجبته متأثرا: "انت، بسبب حكمتك، اثمن بالنسبة لي من جميع اولئك المتمردين والفريسيين المتعجرفين، الذين يسيؤون استعمال الحرية المعطاة لهم من قبل الرومان. انهم يصنعون مؤامرة ضد القيصر ويجعلوننا في خوف دائم ـ قلقين وخاملين. انهم لا يعلمون ان الذئب في الغابة غالبا ما يكتسي بجلد نعجة. انا سوف اخلصك منهم، وقاعة محكمتي هي مفتوحة لخلاصك".
وهز يسوع رأسه بلامبالاة، وحتى بابتسامة الهية اجاب: "حينما يأتي ذلك اليوم، فإن ابن الانسان لن يكون له مكان خلاص على الارض. ان مسكن الصدّيق هو هناك"، واشار الى السماء. "هذا، الذي هو مكتوب في كتب الانبياء، ينبغي ان يتحقق".
"ايها الشاب، ـ اجبته انا ـ انت تجبرني ان ابدل رجائي البسيط الى أمر. ان الامن المنطقي، المعهود به ليكون تحت اشرافي، يتطلب ذلك. كن معتدلا في مواعظك، حتى لا تسيء الى الاخرين، هذا ما آمرك به! سرّني ان ارافقك! اذهب بسلام!"
"ايها الحاكم الارضي، ـ اجابني يسوع، ـ انا لم آت الى العالم لاحمل الحرب، بل السلام، والحب والنعمة. انا ولدت في اليوم ذاته الذي اعلن فيه القيصر اوغوست السلام للرومانيين في العالم. ان الذي سيحدث لن يكون بسبب مني. انا اتوقعه من الغير وسوف استقبله بخضوع، حسب مشيئة ابي، الذي اشار لي الطريق. ولهذا، ركـّـز قليلا حكمتك العلمانية وسترى انه ليس بمقدورك ان تنتزع الضحية من مذبح الرحمة".
وبعد ان تلفظ بهذه الكلمات، توارى خلف ستائر النخيل، كغيمة مضيئة.
وتوجه اعداء يسوع نحو هيرودوس، الذي كان في ذلك الوقت حاكما للجليل. ولو شاء هيرودوس ان ينفذ رغباته الخاصة فيما يتعلق بذلك، لكان نطق فورا بالحكم بالموت على يسوع. ومع انه خلال حكمه كان مزهوا بنفسه، فانه مع ذلك كان يخشى مجلس الشيوخ، فيخشى ان يقدم على عمل يمكنه بالنتيجة ان يقضي على نفوذه امامه. وفي احد الايام جاء هيرودوس الي في قاعة المحكمة. ولدى افوله عائدا، وبعد عدة كلمات غير ذات اهمية، سألني ما هو رأيي بيسوع الناصري.
فأجبته ان يسوع هو فيلسوف عظيم، نادرا ما تلد الامم العظمى مثيلا له، وان تعاليمه لا تمثل هرطقة وكلمته لا تشكل خطرا وان روما هي تقريبا موافقة ان تمنحه حرية كاملة. وهو جدير بذلك فقط بفضل اعماله الطيبة. تبسم هيرودوس هازئا، وابتعد وهو يسلم علي بتكلـّف.
واقترب موعد العيد الكبير لدى اليهود. وبهذا الوقت كان الزعماء الدينيون يبحثون عن الاستفادة من المناسبة ـ الهياج الشعبي، الذي يحصل دائما في ايام احتفالات الفصح. كانت المدينة مزدحمة بالسكان المهتاجين، الذين يطالبون بموت الناصري.
وبلغني ان رؤساء الكهنة والفريسيين كانوا يأخذون نقودا من خزنة الهيكل ويرشون الشعب. والخطر كان يتزايد كل ساعة. وتمت مهاجمة وحدة مئوية (centurion) رومانية. وكتبت لحاكم الولاية السورية طالبا ان يرسل لي مائة جندي مشاة ومثلهم من الفرسان. فرفض. وبقيت لوحدي وسط مدينة مهتاجة ومعي قبضة من الحراس العجزة. ونظرا لعجزي عن قمع هذا الهياج، فقد تحملته. أمسك المهتاجون بيسوع. لم يكونوا يخشون احدا، كما انهم فهموا انني انا اقف الى جانب قادتهم، اي انني متفق معهم فيما يتعلق بهذه القضية، ولذلك استمروا بمزيد من الالحاح يصرخون: "أصلبه!". لقد اتحدت ثلاثة احزاب ضد يسوع: الهيرودوسيون، الفريسيون والصدوقيون، الذين توضح توجههم التمردي لسببين ـ كانوا يكرهون يسوع ويريدون التحرر من النير الروماني. انهم لا يستطيعون ابدا ان ينسوا دخولي في مدينتهم المقدسة رافعا الاعلام التي تظهر عليها صورة الامبراطور الروماني. وبالرغم من انني بذلك كنت قد ارتكبت خطأ كبيرا بسبب الجهل، ولكن هذا التدنيس لم يخفت شأنه حتى الان في اعينهم. كما انهم كانوا يضمرون لي نكران جميل آخر، وهو اقتراحي استخدام قسم من خزنة الهيكل من اجل تشييد مبنى لمصلحة السكان. وقد استبد بهم الغضب بسبب اقتراحي هذا.
كما ان الفريسيين كانوا اعداء سافرين ليسوع. وهم لم يقيموا وزنا كبيرا لادارتنا. ولمدة ثلاث سنوات ونصف السنة كان عليهم ان يستمعوا علنا وفي كل مكان حيث يذهبون الى كلمات يسوع، التي كانت مريرة تماما حيالهم. ولكن بسبب ضعفهم وعدم شجاعتهم وعدم امتلاكهم الجرأة الكافية للقيام بأنفسهم بما يرغبون القيام به حيال هذه الشخصية، فانهم الان فرحون جدا لتوحدهم مع الهيرودوسيين والصدوقيين. وفيما عدا هذه الاحزاب الثلاثة، فأنا كان علي ان اصارع سكانا متشبثين، مستعدين دوما للتمرد، مستفيدين من الاضطرابات وعدم التفاهم. وبعد القبض عليه قدم يسوع الى رئيس الكهنة وحكم عليه بالموت. وبهذا الصدد فإن رئيس الكهنة قيافا نفذ بتواضع قضية تعبر عن الخضوع لارادة الشعب. وقام بارسال اسيره الي، حتى اصدر انا الحكم النهائي بالموت عليه. واجبته انا انه بما ان يسوع هو جليلي فإن القضية تختص بالحكم القانوني لهيرودوس. ولهذا امرت ان يرسل اليه.
ولكن هذا الماكر عبر عن تواضعه بحجة انه يحترمني وبواسطة قائد المائة القيصري اوكل الي مصير هذا الشخص. وفجأة اصبح قصري يشبه مدينة محاصرة. وفي كل لحظة تمر كان يرتفع عدد المهتاجين. وامتلأت اورشليم بالسكان القادمين من جبال الناصرة. وتولد انطباع بأن كل اليهودية قد تدفقت الى اورشليم.
وكنت قد اتخذت لي زوجة امرأة من غالي، وكانت لها رؤية للمستقبل. وقد جاءتني باكية وألقت نفسها عند قدمي وقالت:
"احذر ان تمس هذا الانسان، لانه مقدس. كان يمشي فوق الماء. ويطير فوق اجنحة الريح، ويتكلم مع العواصف وسمك البحر، والكل كان يخضع له. حتى ان النهر المنحدر من جبل كيدرون كان مليئا بالدم. وتماثيل القيصر كانت مغطاة بالقاذورات من الجلجلة. وانشق ستار الهيكل وأعتمت الشمس، كما لو انها مغطاة بحجاب ضبابي قاتم. آه، يا بيلاطس، ان شرا مستطيرا ينتظرك، اذا لم تسمع الى امرأتك. إخش من قوة السماء!"
وفي هذه الاثناء فإن الدرجات الرخامية كانت تئن تحت ثقل الجمع، وكانوا قد عادوا بالناصري مجددا الي. وتوجهت الى قاعة المحكمة، يتبعني حرسي. وسألت الشعب بنبرة حادة ماذا يريدون.
"الموت للناصري!" ـ كان الجواب.
"ما هي الجريمة التي اقترفها؟".
التجديف على الله والتنبؤ بتدمير الهيكل. ويسمي نفسه ابن الله، المسيح، ملك اليهود؟.
وانا اجبتهم: "ان القضاء الروماني لا يصدر حكما بالموت لاجل مثل هذه القضايا".
"اصلبه!"، انفجرت الصيحات من الجمع الغاضب.
وارتجت القاعة من الاساس بفعل الصيحات الغاضبة للحشود.
ووسط هذا الاهتياج الذي لا ينسى كان هناك شخص واحد هادئا. انه يسوع الناصري.
بعد الكثير من الجهود غير المجدية لتخليصه من غضب هؤلاء المطاردين المسعورين لجأت الى وسيلة، بدت لي لحظتها انها ستساعدني على انقاذ حياته. اعطيت الامر بأن يجلد، ثم طلبت طشتا، وغسلت يدي امام الجمع لابين عدم موافقتي على هذه القضية. ولكن كل شيء ذهب سدى. فإن هؤلاء الاوغاد لم يكونوا يرضون الا بالقضاء على حياته.
في الاضطرابات المدنية التي مررنا بها غالبا ما كنت شاهدا على غضب الشعب، ومع انني رأيت الكثير من هذه الاضطرابات، ولكن لا يمكن مقارنة اي منها بهذا الاضطراب. يمكن القول بالتأكيد انه في هذه المناسبة فإن جميع الارواح الشريرة للمناطق الجهنمية المتمردة قد اجتمعت في اورشليم. وكان يبدو وكأن الغالبية بالكاد تقف على اقدامها.
في هذه اللحظة كان المشهد يبدو وكأنه بحر هائج يتماوج ممتدا بين ابواب مجلس الشيوخ وغابة صهيون. وكانت الصيحات واصوات الصفير، التي لم أر او اسمع مثلها في تاريخ روما، تمزق الهواء. وأعتم النهار، كما جرى يوم موت يوليوس قيصر العظيم في اواسط شهر اذار.
ووقفت انا، حاكم الولاية المتمردة، مستندا الى احد الاعمدة في القصر، افكر في الاعمال الفظيعة لهؤلاء الابالسة الافظاظ، الذين كانوا يجرون يسوع البريء الى الاعدام. ومن ثم اختفى الجميع من امام عينيّ.
لقد افرغت اورشليم جميع سكانها، الذين كانوا الان يتدافعون في الاماكن الجنائزية، التي تقود الى الجلجلة. وكان جو من الحزن والاسى يلفني. وكان حرسي يواكبون الجموع، وكان قائد المائة، ولاجل ان يعطي انطباعا بالقوة، يجاهد كي يحافظ على النظام. كنت متروكا وحيدا، وبقلب محطم كنت افكر ان هذا الذي يحصل في هذه اللحظة هو بالاحرى يحصل بقوة الآلهة اكثر مما بقوة الاشخاص.
وفجأة تناهت ضجة كبرى، آتية من صوب الجلجلة، ومحمولة على اجنحة الريح. وكانت (تعبّر) تنبئ عن احتضار ما، لم تسمع بمثله اذن بشرية من قبل. وهبطت غيوم سود وغطت جانب الهيكل، وألقت ظلها على المدينة التي بدت وكأنها متلفعة بحجاب قاتم. وكانت مخيفة تلك العلائم التي ظهرت حينذاك كما في السماء كذلك على الارض... ويقال ان ديونيسيوس أيروفغول صرخ في تلك الساعة الرهيبة بالكلمات التالية: "اما ان خالق الطبيعة يتألم، واما ان الكون يتمزق!".
تلفعت ردائي واتجهت ماشيا نحو مداخل الجلجلة. كانت الضحية قد قدمت، وغالبية الناس بدأت بالعودة الى المدينة، ولكنهم كانوا لا يزالون مستثارين، ووجوههم كالحة ويائسة. وكانت الاكثرية قد اخذها الرعب ووخز الضمير حيال ما رأوا.
ولحظت مجموعتي الصغيرة من الجند، الذين كانوا حينذاك يسيرون بكثير من الحزن، اما حامل العلم فكان يغطي رأسه علامة على الاسى. وسمعت احد الجنود وهو يتمتم ويعبر عن غضبه، ولكنه لما كان يتكلم لغة اجنبية فلم استطع ان افهم ما يقول. وهنا وهناك كانت ترى مجموعات من الرجال والنساء ، الذين يتوجهون بانظارهم نحو جبل الجمجمة، وهم واقفين بدون حراك منتظرين حدثا طبيعيا آخر.
حزينا وممتلئا بالافكار التي كانت تقلقني وتبث الرعب في نفسي، عدت الى مقر مجلس الشيوخ. وفيما انا اصعد السلالم رأيت عليها بعض قطرات الدم التي سقطت من الناصري. وبعد قليل جاءني احد العجائز ومعه مجموعة من النساء، وهن يبكين. ووقفت النسوة على الباب، اما هو فارتمى عند قدمي باكيا بمرارة. من المؤثر جدا ان تنظر الى عجوز يبكي. سألته ماذا يريد. فقال لي: "انا يوسف من الرامة، جئت لاطلب منك السماح لي بأن ادفن يسوع الناصري". قلت له: "ان طلبك سيستجاب". وحينذاك امرت مانيليوس ان يأخذ معه بعض الجنود ويذهب لمراقبة الدفن، حتى لا يتعرض لهم احد. وفيما بعد، بعد عدة ايام، وجد القبر خاليا. واعلن تلامذته في كل الولاية ان يسوع قام من بين الاموات، كما سبق وتنبأ.
ولم يبق لي الا ان اؤدي واجبي في ان اعلن للامبراطور عن هذا الحدث المهم. تقريبا في الليلة ذاتها التي اعقبت الكارثة غير المتوقعة، بدأت في كتابة هذا التقرير، وها هو عند الفجر صراخ يسمع من جهة الجمجمة. كان يسمع نغم الالهة ديانا ووصلت الاصوات الى اذنيّ. وحينما نظرت الى الباب القيصري، شاهدت مجموعة من الجنود يقتربون وسمعت صوت الابواق التي كانت تعزف لحن المارش القيصري. لقد كانت قوات الدعم التي سبق ووُعدت بها، الفان من نخبة الجنود، الذين لكي يعجلوا بالوصول، سافروا طوال الليل. وصحت ضاربا يدا بيد "لقد كان مقدرا من القدر ان تتم هذه الجناية الكبرى. ولهذا فإن القوات المخصصة لافشال هذا التمرد، بالكاد وصلت الان. انه القدر القاسي! القدر الذي يتلاعب بحياة الانسان. انه لحقيقي تماما ما نطق به الناصري على الصليب: "لقد تم!".
بكل خضوع وتواضع يا صاحب الجلالة"
الحاكم: بيلاطس البنطي
اورشليم، 28 اذار سنة 4174 من الخليقة"
XXX
وكتب الباحث البلغاري نايدن بوتشيف معلقا:
من هذا التقرير المرسل من بيلاطس الى القيصر تيبيريوس نرى ان بيلاطس ذهب الى اورشليم كحاكم قبل فترة وجيزة من بدء النشاط التبشيري ليسوع، وانه كان ليسوع ومواعظه شيء من التأثير عليه. وواقع ان يسوع قد زار بيلاطس في بيته يبين بوضوح انه، اي يسوع، لم يكن في حياته يتوجه بالافكار المتعصبة لليهود بعدم الدخول الى بيت وثني وعدم الاجتماع بوثنيين الخ. ونرى ايضا ان بيلاطس والسلطات القضائية كانوا يعرفون عن تعاليم يسوع ولم يتخذوا اية تدابير لعرقلة نشر تعاليمه، في حين ان الفريسيين، الهيرودوسيين والصدوقيين قاموا باعتقاله واجبار الحاكم على ان يحكم عليه. والاتهامات الموجهة من قبل اليهود الى يسوع بأنه تحدث ضد اعطاء الضريبة لقيصر، لم تكن موضع تصديق من قبل بيلاطس. ولكن واقع ان بيلاطس وافق على الحاح اليهود وحكم على يسوع بالموت، بدون ان يجد عليه اي تهمة، يبرهن كم هو العقل البشري غير ثابت ومتقلب.
ويتطابق تقرير بيلاطس تماما مع تقارير الانجيليين في ما يتعلق بمحاكمة يسوع، وارساله الى هيرودوس، ومصالحة بيلاطس وهيرودوس الخ.
ولكن هناك شيئا ناقصا في تقرير بيلاطس الا وهو بالتحديد: نص الحكم بالاعدام، الصادر بغير وجه حق على يسوع. ومن المحتمل ان بيلاطس تخوف من ارسال نص الحكم الى القيصر تيبيريوس خشية ان يجده انه غير عادل. وجهد في تقريره لان يؤكد للقيصر انه لم يفعل اي شيء غير قانوني فيما عدا انه صادق على الحكم الصادر عن المحكمة القومية اليهودية. ولكن قيصر ادرك من هذا التقرير ان بيلاطس لم يتصرف بحق، ولهذا السبب وغيره من الشكاوى ضده، تم عزل بيلاطس من الحكم، الامر الذي دفعه لان يضع حدا لحياته بيده.
وقد صلب يسوع المسيح مع غيره في المكان المخصص لصلب اللصوص المسمى الجمجمة. واحد من المصلوبين الثلاثة، بقي جسده معلقا على الصليب بعد موته لعرضه علنا كعبرة لجميع اللصوص. اما فوق رأس المسيح في الجزء العلوي من الصليب فقد وضعت رقعة مكتوب عليها بثلاث لغات:
"ايسو اليون أو ايليس ايودان" بالعبرية.
"ييزوس نازاروس ركس يودايسكي" باليونانية.
"ييزوس نازاروس ركس يوديروم" باللاتينية.
(ومعناها: يسوع الناصري ملك اليهود).
واصدر بيلاطس امرا يقول فيه: "الا يخطر في بال احد من مرؤوسيّ، بصرف النظر عن رتبته ووظيفته، ان يجرؤ بخفة تفكير ان يعترض على هذا الحكم على هذا المدعي من الديانة اليهودية، كما هو مقرر من قبلي، حسب توجيهات القوانين القيصرية الرومانية!
ان الشهود على قرارنا هم:
من قبيلة اسرائيل: روان، دانيئيل، رامبينيل، يوناكين، روتيم، يوتافيل و بيريكولان.
من المملكة والولاية الرومانية: لوكيوس، ستيتيليوس و ماكسيميليوس.
من الفريسيين: باربوس، سيميون و بونيلي.
من القضاة الاعلين الرومانيين: رابان، ماندانيس و باكارولاس.
مراقب الجرائم اليهودية: بوتان."
ان الكتاب المقدس يذكر هذا العمل لبيلاطس باختصار تام، وفقط بالكلمات التالية: "قرر بيلاطس ان ينفذ طلبهم" (لوقا 23:24). ومن مظاهر الصرامة التي يبديها بيلاطس يمكن اكتشاف طبعه الحاد وارادته المتقلبة. فهو كان يرغب في التوفيق بين التجاوزات والكذب وبين الصدق والحقيقة. ومن الممكن انه لم يكن يريد ان يوجد عداء بينه وبين اتباع يسوع، ولا بينه وبين امرأته، التي كانت تتعاطف مع يسوع، والتي كان الحلم الغريب الذي حلمت به بمثابة نبوءة حقيقية بما سيحصل مع اولئك الذين شاركوا في هذا الحكم الظالم. والتقرير الانجيلي لا يقدم لنا نص الحكم القضائي الصادر عن حنانيا، قيافا، بيلاطس وهيرودوس في قاعة المحكمة. ومن خلال نص الحكم يمكن ان نفهم ان عملية المحاكمة ضد المسيح لم ينظر فيها بشكل اساسي في قاعة محكمة بيلاطس، حيث ان القضاء كان يتم بموجب القوانين الرومانية الثابتة. وطالما ان بيلاطس لم يجد اي ذنب للمسيح، فعلى اي اساس اذن اعطى الامر بأن يجلد؟
ما هي القوانين الرومانية التي تسمح بالضرب وسوء المعاملة لاحد الابرياء؟
واذا كانت جميع الاتهامات التي وجهت للمسيح لم يقدم عليها البرهان ولم تتأكد، مما يشهد عليه قيام بيلاطس بغسل يديه امام الشعب في اشارة لكونه يجده بريئا، ويغسل يديه من دمه، فحيذاك بناء على اي نقطة او مادة في القوانين الرومانية سمح بأن يضرب يسوع، وان تساء معاملته واخيرا ان يتلقى الموت على الصليب؟
ولكن الحق ينتصر دائما على الظلم، حتى حينما يبدو وكأن الاخير هو الذي انتصر.
ان الكثير من الدروس يمكن استخلاصها من هذه المحاكمة، التي سمح فيها كبار الحقوقيين الرومانيين بهذا القدر من التجاوزات القانونية.
وهذا الحكم يمكن ان يكون درسا جيدا للقضاة في زماننا، بأن لا يفوتهم الاخذ بالاعتبار مصير جميع المشاركين لدى اصدار حكم ظالم على احد الابرياء. ومن الطبيعي والضروري اطلاقا بالنسبة لقضاة زماننا ان تتم اعادة قراءة ودراسة جيدة لهذه المحاكمة، المعروضة في الكتاب المقدس، وان باختصار...
لقد كان اليهود يفكرون انهم وحدهم لهم الحق في ان يؤمنوا بديانتهم. وهذا العمى اوصلهم الى افظع جريمة، حينما طالبوا بأن يعاقب بالموت ذلك الذي كان يناضل ويبشر بالايمان الحقيقي بالله.
(انتهى تعليق نايدن بوتشيف)
* هذا هو عنوان المنشور كما ورد على الصفحة الأولى. أمّا العنوان الوارد على الغلاف فهو: "المسيح من خلال الترجمة الكاملة للمخطوط اليدوي النفيس المحفوظ في مكتبة الفاتيكان الذي كتبه الوالي بيلاطوس البنطي ورفعه إلى الأمبراطور طيباريوس قيصر".

الحواشي:
1- ذكر كتاب الخريدة النفيسة (جزء 1 صفحة 114) تأييدًا لهذا ما يأتي: وفيما هو (ديونيسيوس) بمدينة هليوبوليس متعمقًا في التأملات الفلكية ورصد النجوم صلب سيدنا المسيح وكسفت الشمس. فتأمل في هذا الانكساف الذي كان وقت طلوع القمر بدرًا ودهش جدًّا لحدوثه على خلاف المجرى الطبيعي وصرخ قائلاً: إمّا أنّ إله الطبيعة متألّم وإمّا أنّ العالم أوشك أن يهدم.

This site was last updated 12/28/13