Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

محاكمات يسوع الدينية الثلاثة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
صــورة حكم  بيلاطس على المسيح
إنكار بطرس أمام قيافا
شهود زور
اليهود وعقوبة القتل
محاكمة بسوع الأولى
محاكمة بسوع الثانية
محاكمة بسوع الثالثة
محاكمة بسوع الرابعة
محاكمة بسوع الخامسة
محاكمة بسوع السادسة

وقف السيد المسيح أمام ستة محاكم ثلاثة منها دينية يهودية طبقا للشريعة وثلاث محاكمات مدنية  رومانية

(بوحنا18: 12- 13) 12 ثم ان الجند والقائد وخدام اليهود قبضوا على يسوع واوثقوه 13 ومضوا به الى حنان اولا لانه كان حما قيافا الذي كان رئيسا للكهنة في تلك السنة

وكان القانون فى الإراضى المقدسة تحت الحكم الرومانى يقضى بأن يتم الحكم على المتهم بالإعدام طبقا للشريعة اليهودية وفى حالة يسوع أخذ ثلاث مراحل أمام حنان ثم قيافا وأكتمل بالسنهدرين أكبر هيئة دينية يهودية التى لها سلطة بالحكم بالإعدام طبقا للشريعة اليهودية ثم يرفع السنهدرين الحكم بالقتل إلى الوالى الرومانى وكان وقتها بيلاطس ويطلب منه الموافقة على ذلك الحكم وبالطبع يكون الحكم هو إعدام يسوع وطبقا لقانون العقوبات الرومانى يكون الإعدام بالصلب وليس بالرجم طبقا لشريعة اليهود وطبقا للقانون الرومانى يطالب بأن يحاكم المتهم بإعدامه من السنهدرين بمحاكمته أمام المحاكم المدنية الرومانية وفى حالة يسوع أخذ ثلاثة مراحل (محاكم) مرة أمام بيلاطس ثم هيرودس أنتيباس ثم بيلاطس مرة ثانية ويشترط القانون الرومانى أن يكون حكم المحكمة المدنية هو نفسه الذى أصدرته المحكمة الدينية اليهودية (السنهدرين) أى توافق عليه قبل تنفيذ حكم الإعدام .   

أولا : المحاكم الدينية اليهودية الثلاث التى وقف أمامها السيد المسيح
المحاكمة الأولى: يسوع أمام حنان [يوحنا 18: 12-14 و 19-  24].
المحاكمة الثانية : يسوع أمام السنهدرين أمام قيافا والكتبة وشيوخ الشعب وتمت هذه المحاكمة ليلاً  [متى 26: 57-68].
المحاكمة الثالثة : يسوع أمام المحمكة اليهودية العليا (السنهدرين) مجتمعه بالكامل مرة ثانية فى الصباح [متى 27: 1-2 لوقا 22: 66- 71].وهى من أكثر المحاكم مهزلة فى التاريخ  ، وما زال هذا النوع من المحاكم الدينية يمارس حتى الأن فى الشرق الأوسط حيث يرتكبون جرائم بإسم الدين 


ثانياً: مراحل المحاكمة المدنية بواسطة السلطات الرومانية وهي ثلاثة مراحل أيضاً كالتالي:
المحاكمة الرابعة: يسوع أمام بيلاطس [يوحنا 18: 28-38].
المحاكمة الخامسة : يسوع  أمام هيرودس [لوقا 23: 6-12].
المحاكمة السادسة : يسوع أمام بيلاطس مرة أخرى [يوحنا 18: 39 إلى يوحنا 19: 16] وحُكم عليه غير مذنب ولكنه سلمه لليهود ليُصلب خضوعاً لرغبتهم وخوفاً من أن يشتكوه لقيصر إذ أوقعوه بحيلة لا يستطع أن يهرب منها وهو قولهم ليس لنا ملك إلا قيصر.
المحاكمة الأولى: يسوع أمام حنان  [يوحنا 18: 12-14 و 19-  24].
    + في بيت حنان .
 كانت مهمة حنان أن يوقع بالمتهم بأية طريقة أو يصطاده بكلمة لذا قال له
- قيافا : من هم تلاميذك ... وبماذا كنت تعلم ؟ ، راجع ( يو 18 : 19 ) .
- يسوع : " أنا كلمت العالم علانية أنا علمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما وفي الخفاء لم أتكلم بشي لماذا تسألني أنا اسال الذين قد سمعوا ماذا كلمتهم هوذا هؤلاء يعرفون ماذا قلت أنا . " ( يو 18 : 20 ، 21 ) .
* وهنا تقدم واحد من الخدم ولطم يسوع علي وجهه .
- الخادم ( عبد رئيس الكهنة ) : " اهكذا تجاوب رئيس الكهنة " ( يو 18 : 22 ) .
- يسوع : " إن كنت قد تكلمت رديا فاشهد على الردى وان حسنا فلماذا تضربني " ( يو 18 : 23 ) .
--------------------
+ قبض حراس الهيكل على يسوع فى بستان جسثيمانى حوالى الساعة 2 صباحا وأخذوه إلى بيت حنان فى وهو جزء من قصر قيافا وبدأ حنان محاكمته الساعة 3،30 صباحا ً .
+ إختلف المؤرخين فى تسمية هذه المرحلة البعض سماه محاكمة رسمية نظرا لوجود أشخاص آخرين  البعض اسماها  تحقيق أو استجواب حتى ينزع من أقواله إتهام يتهم به  ... ومن الملاحظ أنها كانت فترة لـ تجهيز المتهمين الزور استعدادا ً للمثول أمام المجمع اليهودي للشهادة ضده ... وكذلك إرسال وجمع أعضاء مجمع السنهدرين كلهم  ولم يكن حنان رئيس كهنة في تلك السنة بل كان يدير الأمور من الخلف ، راجع ( يو 18 : 13 ) .

 الأنجيل الوحيد الذى دون اأقوال المسيح أمام حنان هو إنجيل يوحنا وذلك فيما يبدو أن يوحنا كان حاضرا لأنه كان قريب رئيس الكهنة 
لقد حفظ الرب الشعب اليهودى من الأختلاط بالأمم وآلهتهم وجاء السيد المسيح إلى الشعب اليهودى خاصته ولكن كما قال يوحنا  :  الى خاصته جاء وخاصته لم تقبله. (يو1: 11) فكان ينبغى أن يحوطون عليه وينقادوا له فهو منهم ولكن أليست اورشليم قاتلة الأنبياء ولا يوجد نبى بلا كرامة إلا بين بنى وطنه فقالوا عليه ما قالوه قوكان رؤسائهم من الكتبة والفريسيين وغيرهم من قادة الديانة اليهودية هم أول من رفضوا الديانة الحقيقية وكانت أكبر بركة منحها إله للبشرية كلها على الإطلاق هى أن : كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله (بو1: 12- 13) وهكذا رفض الذين كتبت بأسمائهم الدعوات الذهاب للفرح فأرسل صاحب الفرح الدعوى لإناس آخرين فدخلوا وتمتعوا بالفرح السمائئى
وعندما قبض عليه فى بستان جسثيمانى وذهبوا به إلى قصر رئيس الكهنة حنان وقيافا قيد يسوع فى مكان تخزين الحبوب والزيت وغيره (ما زال هذا المكان ظاهرا فى بيت قيافا الذى هو الآن كنيسة صياح الديك) ثم أخذ بعد ذلك إلى حنان وقد ألقى يوحنا فى الإنجيل الضوء على حقيقة الدور الذى لعبه حنان فى قصة ألام السيد المسيح وهو دور دينى محض بتطبيق دينى فى ظاهرة فى فحص قضية يسوع ولكنه قصد قتله  فى باطنه
ولم يكن حنان هو القائم بأعمال رئيس الكهنة عند القبض على يسوع ليلا ، ولكنه فيما يبدو هو المحرك الخفى وراء قيافا رئيس الكهنة الحقيقى وحنان هو حميّ قيافا الذي كان رئيس الكهنة وهو ابن شيث عينه رئيساً للكهنة كيرينيوس والى سوريا في السنة السابعة الميلادية .وقد أقاله من منصبة " فاليرويوس جراتوس " في السنة الخامسة عشرة بعد الميلاد  بعد خلافات معه (يو 18:12-23)  فهذا يعني أنه لم يعد رئيس كهنة كما أغلق جراتوس مبنى السنهدرين بأمر السلطة الحاكمة الرومانية والذى كان يقع جنوب منزل حنان وقيافا ومن ذلك الوقت كانت تجرى إجتماعات السنهدرين فى بيت قيافا وحنان وهذا يفسر إجتماع السنهدرين فى منزل قيافا الذى كان أساسا قصر حنان وعندما أقيل من منصبه أخذ حنان جزء من المنزل أو القصر وقيافا جزء آخر وكان بينه الجزئين صالة أستخدمت فى إجتماعات مجلس السنهدرين وكانت محاكمة حنان للمسيح  فى الجزء الخاص به ولم يستدع نقل المسيح من أمام حنان إلى أمام قيافا إلا عبور صالة السنهدرين فى نفس القصر وكان ذلك ليلاً وكان  رئيس الكهنة  يبقى فى منصبة حتى موته طبقا للعهد القديم ، ولكن روما قالت يمكن أن تحكم شعبك دينيا ولكن سنعين من الذى سيكون رئيس كهنتكم ، ومع أن روما اقالت حنان إلا أن الشعب اليهودى والكهنة ظلوا يعتبرونه رئيسا للكهنة (لوقا   3: 2) وكانت أسرة حنان منتمية للكهنوات وكان من المفروض أن يتولى أبنه ألأيعازر هذا المنصب بعد موته ولكن نال قيافا زوج أبنته هذا المنصب ولم يكن أبنه أليعازر فقط هو المؤهل ولكن كان هناك أربعة ابناء آخرين مؤهلين ليكونوا رؤساء كهنة بعد قيافا وقد أصبحوا رؤساء كهنة فعلا .
تدل هذه المعلومات التاريخية على أنه لم يكن لأحد فى أورشليم تأثير فى نفوذ السلطة الدينية اليهودية التى حاول الرومان هزها بوضع رئيس كهنة آخر مثل قيافا ولكن فيما يبدوا ان تأثير حنان كان قويا حتى على السلطة الرومانية الحاكمة يدير الأمور من وراء ستار لأن الشعب وحتى الكهنة وقيافا يعرفون أنه رئيس الكهنة الحقيقى الحى فكان واحدا من أقوى الرجال فى أورشليم فى ذلك الزمان
فهو المحرك الرئيسى وراء قتل يسوع ، وهناك إحتمال لم يرد فى الأناجيل هو أن يهوذا ناقش معه أن يسلم يسوع مقابل ثلاثين من الفضة فقد كان حنان يملك مقاليد ألأمور السلطان والمال والسيطرة والنفوذ الدينى الرهيب ، وعلى ما يعتقد أنه نظر إلى يسوع أنه سيقلب هذه الموازين وأن جميع الفريسيين والكتبة ورؤساء المجامع المحلية لم يقدروا على مناقشة يسوع وإنهزموا فحقدوا عليه  فهل كان يخاف على مركز اسرته من يسوع أعد لها جيدا خلال سنين أنه سيسطر هو وعائلته من بعده على ألمة اليهودية لسنين عدة قادمة على العموم  فقد  وضع خطة قتل يسوع كما أن يسوع من نوع المسيا الذى الذى لم يتوقعه هو ولا الشعب اليهودى فهم يريدون مخلصا يرفع السيف أمام الرومان بينما يبقى هو متمسك بالسلطة والهيبة والتحيات فى الأسواق والربح  من الباعة فى الهيكل والسيطرة على اليهود فأتى يسوع يتدخل فى منصبة ويناقش قادة الشعب ويقلب موائد الصيارفة وباعة الحمام من الهيكل فقضى على طموحاته وطكوحات اليهود فى أن يأتى المسيا رجل حرب يمسك سيفا  .
كان الكتبة والفريسين قد قرروا قتل يسوع وكان حنان وراء القبض عليه وكان قد قرر مسبقا ماذا سيفعلون به وأعد الخطة مسبقا وبدأ بحملة ضده وعمل على تسريعها على قدر المستطاع وكان مصمما على تنفيذها فوضع الترتيبات وأعطى التعليمات ووضع المؤامرات لهذا قال الكتاب أنهم عندما قبضوا على يسوع أخذوه إلى حنان فمن إذا يكون قد أرسلهم؟ وفاتهم بأى تهمه يتهموه فلم يكن هناك شيئا يتهمونه به ولتنفيذ حكم القتل المسبق الذى أصدره على يسوع أراد تنفيذه ولو شكليا حتى يخترع سببا لإدانته وعندما وقف يسوع أمامه ساله "  عن تلاميذه وعن تعليمه." (يوحنا18: 19) لقد أنتهك حنان ما كتب فى العهد القديم أى أنه أنتهك الشريعة الدينية وحتى إنتهك قوانين روما المدنية بما خطط له ونفذه فقد ارسل وقبض على يسوع مكبلاً بالقيود وأرسله إلى محاكمة بدون تهمة حقيقية عليه ، وبدأ يستجوبه ليخرج من الإجابة على اسئلته بتهمة وجريمة يلصقها به ليقيم عليه دعوى .
لم يرتعب رب المجد  أمام حنان رئيس الكهنة ولم يقع فى مكائده الملتوية بل قال فى هدوء : "   انا كلمت العالم علانية.انا علمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما.وفي الخفاء لم اتكلم بشيء. لماذا تسالني انا.اسال الذين قد سمعوا ماذا كلمتهم.هوذا هؤلاء يعرفون ماذا قلت انا.(يوحنا 18: 20- 21) لقد كشفت إجابته قصد حنان ومرماه  ويدل كلام يسوع ضمنا على أن حنان لم يعامل يسوع بعد القبض عليه بكرامة فقد كان من الحمق طرح هذا السؤال فاليهودية تعرف النبى الذى من ناصرة الجليل ذاك الذى أقام الموتى من القبور ألم يكونوا  يريدون قتل لعازر الذى اقامه يسوع ألم يسمع المدينة ترتج فى أحد الشعانين عندما كان اليهود الذين يحضرون الفصح ويملأون جبل الزيتون يصيحون وراء يسوع فى أحد الشعانين وهو يدخل الهيكل كيف يكون رئيس كهنة ولم يسمع بأفعال يسوع فى الهيكل؟  ولكن سؤال حنان ليس له  سبب منطقى إلا أخذ إتهام من فم يسوع مباشرة .
وقد فهم أحد حراس الهيكل رد يسوع على رئيس الكهنة حنان فأراد رد كرامة حنان فلطم يسوع وقال : "  اهكذا تجاوب رئيس الكهنة. ؟ " (يوحنا 18: 22) وفى منتهى الهدوء أوضح يسوع للجندى  أن ما فعله خطأ وليس له سبب فقال : "  ان كنت قد تكلمت رديا فاشهد على الردي وان حسنا فلماذا تضربني  (يوحنا18: 23) وبهذا وضع السيد المستجوب والمعتدى مكان المتهم وفى هذه المقابلة القصيرة إنتصر يسوع على حنان صاحب الأمر والنهى والغنى والسلطة وحتى على الحارس بكلمات قليلة فقط من فمه بحكمة إلهية .
وهنا أنتهى دور رئيس الكهنة الفعلى حيث يقول النص: "   وكان حنان قد ارسله موثقا الى قيافا رئيس الكهنة" (يوحنا 18: 24) أرسل حنان يسوع موثقا إلى قيافا بعدما حقق معه ولم يستطع إدانته وأهين امامه حيث لطمه أحد الحراس ولم ينبس هذا الرئيس  ببنت شفه أليس هذا تجاوزا ياحنان وكسرا للشريعة وكان لا بد من إشراك قيافا لأنه رئيس الكهنة الرسمى أمام السلطة الرومانية الحاكمه والمعترف به وهكذا كتب التاريخ  إسم حنان بأنه  كان العقل المدبر وراء صلب يسوع
وقد صدرت إدانة أولية على يسوع فى هذا الإجتماع المصغر الذى عقد فى الصباح الباكر إلا أنه حتى يتم الأمر بشكل رسمى فيجب أن يحاكم أمام مجلس السنهدرين الذى يرأسه قيافا رئيس الكهنة المعترف به أمام روما فى إجتماع كبير  فى وقت لاحق من ذلك اليوم   

 
 
 
 
 










This site was last updated 09/24/14