الله ليس إله المسيحية واليهودية
سِلْسِلَةُ هِدَايَةِ المؤمنين للحق المبين العدد الرابع
تعليقات على سورة آل عِمران (3) - الجزء الأول
نرجو من القراء قطع هذا الجزء من هذا العدد والأعداد التالية والإحتفاظ به هذا الكتاب للمؤمنين والمؤمنات بالرب يسوع المبارك العظيم الحكيم طبع بمصر سنة 1900م وكتبه المستشرقين وقد كان فى أربعة أجزاء ثم زيد إلى ستة ولكن اليوم آلاف من الأبحاث حول القرآن موجودة فى شبكة الإنترنت وننقل لكم هذا الكتاب لأن السيد المسيح أمرنا بتفتيش الكتب ونكون مستعدين كل حين لنجاوب حين يسألوننا
**********************************
من هو أبو مريم؟
“إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَا لْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ; (آية 35 ، 36).
خلط القرآن أبا موسى بأبي مريم، فقال إنّ عمران أبا موسى وهارون هو أبو مريم التي حملت الكلمة الإلهية. ومما يؤيّد خطأه هذا قوله في سورة مريم: يا أخت هارون (19: 28). مع أن بين موسى والمسيح نحو 1500 سنة.
ولما رأى علماء المسلمين هذا قالوا إن عمران المذكور في هذه العبارة هو غير والد موسى، ولكنهم أخطأوا، لأن الكتاب المقدس لا يذكر شيئاً عن ميلاد العذراء مريم، ولم يكن هناك مصدر يستقي منه محمد أخباره، ولكن كانت هناك بعض خرافات الغنوسيين الذين ملأوا الجزيرة العربية، وأيضاً المريميين الذين كانوا يُؤلِّهون العذراء مريم ويضعون حول ميلادها وحياتها كثيراً من المعجزات كما ورد في كتابي مولد العذراء وطفولية المخلّص و إنجيل الطفولية (راجع الطبري والقرطبي والرازي في تفسير آل عمران 3: 35 ، 36).
*****************************
زكريا ومريم:
“فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا المِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ; (آية 37).
قالوا إنّ زكريا هو الذي كفل مريم ووضعها في محراب، وكان يغلق عليها سبعة أبواب. فإذا دخل عليها المحراب وجد عندها فاكهةً في غير وقتها: فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء. وقالوا كان يأتيها رزقُها من الجنَّة، فيقول زكريا: يا مريم أَنَّى لكِ هذا؟ فتقول هو من عند الله. تكلمت وهي صغيرة في المهد كما فعل ولدها عيسى. وقال محمد بن اسحق: أصابت بني إسرائيل أزمة حتى ضعُف زكريا عن حملها وكفالتها. فاقترعوا (على كفالتها) فوقعت القرعة على نجارٍ يقال له يوسف، فعرفت مريم في وجهه شدّةً، فقالت له: يا يوسف أحسِنْ بالله الظن فإنه سيرزقنا . فإذا أتاها بشيءٍ أنماه الله وزاده، فيدخل زكريا عليها فيقول يا مريم أنّى لك هذا؟ فتقول: هو من عند الله .
فنقول: (1) من تتبَّع جدول نسب مريم العذراء يجد أنها من نسل داود، أي من النسل الملوكي، فقول القرآن إن زكريا كان يكفلها خطأ.
(2) أخطأ أيضاً في قوله إن الله كان يأتيها بفاكهةٍ في غير أوانها، من الجنة، فإن الجنة ليست محل أكل وشرب، ونعيمها لا يقوم بالملاذ المادية الجسدية، بل كل تنعماتها روحية.
(3) يخبرنا الكتاب المقدس أن القديسة مريم كانت مخطوبة ليوسف، فوُجدت حبلى من الروح القدس قبل أن يجتمعا، فظهر له الله في رؤيا وأخبره أن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس، وسيُدعى اسمه يسوع لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم (متى 1).
(4) كان الشرع اليهودي يحرّم وجود امرأة داخل الهيكل، ولكنهم يقولون إن مريم كانت مقيمة بالهيكل، وهذا خطأ لا يقع فيه من كان على علم بحقائق الشريعة اليهودية.
*****************************
صمت زكريا:
“قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً ; (آية 41).
وورد في مريم 19: 10 “آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً .
قال المفسرون المسلمون: عقد لسانه عن تكليم الناس ثلاثة أيام مع إبقائه على قدرة التسبيح والذِّكر، لأنه قال في آخر الآية واذكر ربك كثيراً وسبّح بالعَشِيّ والإبْكار يعني في أيام مَنْعك من تكليم الناس (الطبري في تفسير آل عمران 3: 41).
ونتعلم من الإنجيل أنه لما أتى جبرائيل إلى زكريا وبشّره بولادة يوحنا المعمدان لم يصدّق كلامه لأنه كان هَرِماً وامرأته متقدمة في السن، فقال له: “أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللّهِ، وَأُرْسِلْتُ لِأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِه ذَا. وَهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتاً وَلَا تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ ه ذَا، لِأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلَامِي الَّذِي سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ ; (لوقا 1: 19 ، 20). فعجز عن الكلام إلى أن وُلد يوحنا. فلا يقول الإنجيل إنه طلب آية، وثانياً إن مدة صمته كانت نحو تسعة أشهر لا ثلاثة أيام.
*****************************
معجزات المسيح:
“إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ ; (آيتا 45 ، 46). وكذا قوله “أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرَاً بِإِذْنِ اللَّهِ ; (آية 49). وكذلك “إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي ; (المائدة 5: 110).
(1) فقوله قالت الملائكة صوابه الملاك جبرائيل كما في الإنجيل. وقال البيضاوي: إن الملائكة كلّموها وبشّروها . غير أن بعض المفسرين قال: المراد بالملائكة جبريل كأنهم يخطّئون القرآن. وقالوا: وُلد بالمسيح من غير بعل ولا فحل.
ومعجزات المسيح كانت أسمى من عمل الطيور من الطين وتكليم الناس في المهد. ولو أن المسيح تكلّم في المهد أو خلق من الطين طيراً لاشتهر هذا عند اليهود وما كانوا رفضوا المسيح، ولاشتهر عندنا نحن المسيحيين، وما كنا لنترك هذه المعجزات الباهرة دون ذكرها. ولكن كما قلنا في تعليقنا على آل عمران 3، 36 إن محمداً كان يسمع أخباره من كتب الخرافات والحكايات الشعبية. ومن أراد أن يستزيد يرجع إلى القصص المذكورة في كتب التفسير(كابن كثير الرازي والبيضاوي في تفسير آل عمران45 - 49).
(2) كان المسيح يعمل المعجزات بقوته وقدرته لأنه كلمة الله الأزلي، والكلمة الأزلي هو الله، والقرآن أسند الخلق إلى المسيح، وهو لا يُسنَد إلا إلى الله.
*****************************
متوفّيك ورافعك:
“إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ; (آية 55).
اختلف مفسرو المسلمين في معنى متوفّيك . قال ابن عباس ومحمد بن اسحق: معناها مميتُك . وقال وهب: تُوُفّي ثلاث ساعاتٍ ثم رُفع إلى السماء . وقال محمد بن اسحق: تُوفي سبع ساعات ثم أحياه الله ورفعه . وقال الربيع بن أنس: إنه تعالى توفاه حين رفعه إلى السماء (ابن كثير في تفسير الآية).