الله ليس إله المسيحية واليهودية
سِلْسِلَةُ هِدَايَةِ المؤمنين للحق المبين العدد الرابع
تعليقات على باقى سورة البقرة -الجزء الخامس
نرجو من القراء قطع هذا الجزء من هذا العدد والأعداد التالية والإحتفاظ به هذا الكتاب للمؤمنين والمؤمنات بالرب يسوع المبارك العظيم الحكيم طبع بمصر سنة 1900م وكتبه المستشرقين وقد كان فى أربعة أجزاء ثم زيد إلى ستة ولكن اليوم آلاف من الأبحاث حول القرآن موجودة فى شبكة الإنترنت وننقل لكم هذا الكتاب لأن السيد المسيح أمرنا بتفتيش الكتب ونكون مستعدين كل حين لنجاوب حين يسألوننا
***********************
الصفا والمروة:
“إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ; (آية 158).
قال المفسرون: كان على الصفا والمروة (وهما جبلان) صنمان يقال لهما أساف ونائلة، فكان أساف على الصفا ونائلة على المروة، وكان أهل الجاهلية يطوفون بين الصفا والمروة تعظيماً للصنمين. فلما جاء الإسلام وكُسرت الأصنام تحرَّج المسلمون عن السعي بين الصفا والمروة، فاستفهموا من محمد عن ذلك، فأذن لهم، بل قال إنه من شعائر الله.
قال ابن عباس: كانت الشياطين في الجاهلية تطوف الليل أجمع بين الصفا والمروة، وكان بينهما أصنام لهم. فلما جاء الإسلام قال المسلمون: يا رسول الله، لا نطوف بين الصفا والمروة فإنه شيء كنا نصنعه في الجاهلية. فقال لهم: إنه من شعائر الله (أسباب النزول للسيوطي سبب نزول البقرة 2: 158).
************************
الرَّفَث إلى النساء:
“أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ; (آية 187).
كان في ابتداء الأمر بالصوم إذا أفطر الرجل حلّ له الطعام والشراب والجِماع إلى أن يصلّي العِشاء الأخيرة، أو يرقد قبلها. فإذا صلّى أو رقد حُرِّم عليه ذلك كله إلى الليلة التالية. فواقع عمر بن الخطاب أهله بعدما صلّى العِشاء، فلما اغتسل لام نفسه، ثم أتى محمداً فقال: يا رسول الله، أعتذر إلى الله وإليك من هذه الخطيئة. إني رجعتُ إلى أهلي بعدما صليتُ العشاء فوجدت رائحةً طيبة، فسوَّلَتْ لي نفسي، فجامعْتُ أهلي . وقام رجالٌ فاعترفوا بمثل ذلك. فقال محمد، مراعاة لعمر وأصحابه: أُحِل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم (القرطبي في تفسير البقرة 2: 187) والرَّفث كلام يُستقبح لفظه مع ذكر الجماع ودواعيه، ففرحوا بذلك فرحاً شديداً.
والوحي الحقيقي يعلّمنا أن الصوم هو التذلل أمام الله بالخشوع، والحزن بسبب الخطايا، فلا محمل للتلذُّذ والتنعُّم بل هو مُنافٍ لذلك.
كان في ابتداء الإسلام صوم ثلاثة أيام من كل شهر واجباً، وصوم يوم عاشوراء. ثم نُسخ ذلك بفريضة صوم شهر رمضان. قال ابن عباس: أول ما نُسخ بعد الهجرة أمر القِبلة ثم الصوم . وعن عائشة قالت: يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان محمد يصومه في الجاهلية . وعلى هذا أخذ محمد الصوم من الجاهلية ومن المسيحيين، والدليل على ذلك قوله في عدد 183 “كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ .
قال المفسرون إن الصوم عبادة قديمة. قالوا إن صيام شهر رمضان كان واجباً على النصارى فصاموا رمضان زماناً، فربما وقع في الحر الشديد والبرد الشديد. وكان يشقُّ ذلك عليهم في أسفارهم ويضرهم في معايشهم، فجعلوه في فصل الربيع، ثم زادوا فيه عشرة أيام فصاموا أربعين يوماً.
************************
فاعتدوا عليه:
“فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ; (آية 194).
أما المسيح فقال: “أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لِأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ ; (متى 5: 44). والقرآن مشحونٌ بما يحضُّ على قتل من خالف المسلمين في الدين، فإذا وُجدت آية قرآنية تأمر بمعروفٍ أو إحسانٍ نُسخت بما يحضّ المسلمين على القتال، كما قال علماء المسلمين الذين ألّفوا كتاب الناسخ والمنسوخ، مثل أبي القاسم هبة الله ابن سلامة أبي النصر وابن حزم وغيرهما، فقرروا أن عبارة القتال نَسَخت وألغت كل عبارات الرفق واللين. وعليه فالمعمول به هو قوله: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ; (التوبة 9: 5) وهذه الآية نسخت 124 آية من القرآن تأمر بالعفو. وقوله في التوبة 29 “قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ; إلى أن قال “حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ “وورد في التوبة 73 “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ “وورد في النساء 4: 89 “فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً “ولا يخفى أن محمداً أمر المسلمين بقتال المشركين والمنافقين وأهل الكتاب.
************************
الحج والعمرة:
“وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ; (آية 196).
أركان الحج خمسة: الإحرام، والوقوفبعرفة،والطواف والسعي بين الصفا والمروة، وحلق الرأس أو التقصير. وأركان العُمرة أربعة: الإحرام والطواف والسعي والحلق والتقصير، وهي مأخوذة من مشركي العرب في الجاهلية (جواد علي. المفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام المجلد الخامس).
************************
الحج:
“وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ; (آية 197).
كان بعض أهل الجاهلية يقف بعرفة وبعضهم بمزدلفة، وكان بعضهم يحج في ذي القعدة وبعضهم في ذي الحجة، وكلٌّ يقول: إن الصواب فيما فعله. فقال محمد: لا شك أنّ الحج في ذي الحجة (عدد 197) قال: “تَزَّوَدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الّزَادِ التَّقْوَى “وسبب هذا أن بعض أهل اليمن كانوا يخرجون للحج من غير زاد، ويقولون: نحجّ بيت ربنا، أفلا يطعمنا؟ فإذا قَدِموا مكة سألوا الناس، وربما أفضى بهم الحال إلى السلب والنهب. فقال لهم محمد فتزوَّدوا وهو أمر بديهي لا يحتاج إلى وحي! (القرطبي في تفسير البقرة 2: 197).
************************
الاتِّجار في المواسم:
“لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ; (آية 198).
كان العرب في الجاهلية يتّجرون في أسواق تسمّى عُكاظ ومجنة وذا الحجاز. وكانت لها مواسم، فكانوا يقيمون بعُكاظ 20 يوماً من ذي القِعدة، ثم ينتقلون إلى مجنة وهي عند عرفة فيقيمون بها 18 يوماً، 10 أيام من آخر ذي القِعدة، و 8 أيام من أول ذي الحجة، ثم يخرجون إلى عرفة. فلما جاء الإسلام تأثَّموا أن يتَّجروا في المواسم، فأجاز محمدٌ لهم ذلك.
وعن أبي إمامة التيمي قال: كنت أجري في هذا الوجه، وكان الناس يقولون لي إنه ليس لك حج. فلقيت ابن عمر وسألته عن ذلك، فقال: إن لك حجاً. وجاء رجل إلى محمد فسأله عن مثل ذلك فسكت ولم يجبه، وأخيراً قال بالجواز. (ابن كثير في تفسير البقرة 2: 198).