Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 ولاية محمد الخلنجي

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
سيرة أبن طولون
خماروية 120
قطر الندى تتزوج المعتضد
ولاية أبي العساكر121
ولاية هارون بن خمارويه122
ولاية شيبان بن أحمد بن طولون123
ولاية محمد بن سليمان124
ولاية عيسى النوشرى 125
ولاية محمد الخلنجي 126
ولاية تكين الحربى 1/ 127
ولاية ذكا الرومي/ الأعور128
ولاية أبا قابوس بن حمل129
ولاية تكين الحربى 2/ 130
ولاية أبي قابوس محمود131
ولاية تكين الحربى 3/ 132
ولاية هلال بن بدر 133
ولاية أحمد بن كيغلغ134
ولاية تكين4/ 135
ولاية محمد بن طغج1/ 136
ولاية أحمد بن كيغلغ2/ 137

Hit Counter

****************************************************************************************

 الجزء التالى من مرجع عن الولاة الذين حكموا مصر وهى تحت إستعمار الأسرة السنية العباسية الإسلامية - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي - منذ غزو مصر على يد جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص ومن تولوا إمارة مصر قبل الإسلام وبعد الإسلام إلى نهاية سنة إحدى وسبعين وثمانمائة

****************************************************************************************

 

126 - ولاية محمد الخلنجي
وأما محمد الخلنجي فإنه قلد وزارته ابن موسى النصراني وقلد أخاه إبراهيم بن موسى على خراج مصر وقلد شرطة المدينة لإبراهيم بن فيروز وقلد شرطة العسكر لعبد الجباربن أحمد بن أعجرة وأقبل الناس إليه من جميع البلدان حتى بلغت عساكره زيادة على خمسين ألفًا وفرض لهم الأرزاق السنية فاحتاج إلى الأموال لإعطاء الرجال وكان في البلد نحو تسعمائة ألف دينار وكانت معبأة في الصناديق للحمل الخليفة وهي عند أبي زنبور وعيسى النوشري صاحب الترجمة فلما خرجا من البلد وزعاها فلم يوجد لها أثر عند أحد بمصر وعمد الحسين بن أحمد إلى جميع علوم دواوين الخراج فأخرجها عن الدواوين قبل خروجه من مصر لئلا يوقف على معرفة أصول الأموال في الضياع فيطالب بها أهل الضياع بما عليهم من الخراج وحمل معه أيضًا جماعة من المتقبلين أعني المدركين والكتاب لئلا يطالبوا بما عليهم من الأموال منهم وهب بن عياش المعروف بآبن هانىء وابن بشر المعروف بآبن الماشطة وإسحاق بن نصير النصراني وأبو الحسن المعروف بالكاتب وترك مصر بلا كتاب فلم يلتفت محمد الخلنجي إلى ذلك وطلب المتقبلين وأغلظ عليهم ثم وجد من الكتاب من أوقفه على أمور الخراج وأمر الدواوين ثم قلد لأحمد بن القوصي ديوان الإعطاء وتحول من خيمته من ساحل النيل وسكن داخل المدينة في دار بدر الحمامي التي كان سكنها عيسى النوشري بعد خروج محمد بن سليمان الكاتب من مصر وهي بالحمراء على شاطىء النيل‏.‏

وأجرى محمد الخلنجي أعماله على الظلم والجور وصادر أعيان البلد فلقي الناس منه شدائد إلا أنه كان إذا أخذ من أحد شيئا أعطاه خطه ويعده أن يرد له ما أخذ منه أيام الخراج وأما عيسى النوشري صاحب وصلا بعسكرهما قريب الإسكندرية وخفيف النوبي في أثرهما لا قريبا منهما وكان أبوزنبور قد أرسل المتقلبين والكتاب إلى الإسكندرية ليتحصنوا بها وتابع محمد الخلنجي العساكر إلى نحو خفيف النوبي نجدة له في البر والبحر فكان ممن ندبه محمد الخلنجي محمد بن لمجور في ست مراكب بالسلاح والرجال فسار حتى وافى الإسكندرية في يوم الخميس نصف ذي الحجة وكان بينه وبين أهل الإسكندرية مناوشة حتى دخلها وخلص بعض أولئك المتقبلين والكتاب وحملهم إلى مصر وأخذ أيضًا لعيسى النوشري ولأبي زنبور ما وجلى لهما بالإسكندرية وفرقه على عساكره وأقام بعسكره مواقفا عيسى النوشري خارجا عن الإسكندرية أياما ثم آنصرف إلى مصر وانصرف عيسى النوشري إلى ناحية تروجة فوافاه هناك خفيف النوبي وواقعه فكانت بينهما وقعة هائله انهزم فيها خفيف النوبي وقتل جماعة من أصحابه ولم يزل خفيف في هزيمته إلى أن وصل إلى مصر بمن بقي معه من أصحابه فلم يكترث محمد الخلنجي بذلك وأخذ في إصلاح أموره وبينما هو في ذلك ورد عليه الخبر بمجيء العساكر إليه من العراق صحبة فاتك المعتضدي وبدر الحمامي وغيرهما فجهز محمد الخلنجي عسكرا لقتال النوشري وقد توجه النوشري نحو الصعيد ثم خرج هو في عساكره إلى أن وصل إلى العريش ثم وقع له مع عساكر العراق وجيوش النوشري وقائع يطول شرحها حتى أجدبت مصر وحصل بها الغلاء العظيم وعدمت الأقوات من كثرة الفتن وطال الأمر حتى ألجأ ذلك إلى عود محمد بن علي الخلنجي إلى مصر عجزا عن مقاومة عساكر العراق وعساكر أبي الأغر بمنية الأصبغ بعد أن واقعهم غير مرة وطال الأمر عليه فلما رأى أمره في إدبار وعلم أن أمره يطول ثم يؤول إلى آنهزامه دبر في أمره مادام فيه قوة فأطلع عليه محمد بن لمجور المقدم ذكره وهوأحد أصحابه وعرفه سرا بأشياء يعملها وأمره أن يركب بعض المراكب الحربية وحمل معه ولده وما أمكنه من أمواله وواطأه على الركوب معه وأمره بآنتظاره ليتوجه صحبته في البحر إلى أي وجه شاء هاربا فشحن محمد بن لمجور مركبه بالسلاح والمال وصار ينتظر محمدا الخلنجي صاحب الواقعة ومحمد الخلنجي يدافع عسكر عيسى النوشري تارة و عسكر الخليفة مرة إلى أن عجز وخرج من مصر إلى نحو محمد بن لمجور حتى وصل إليه فلما رآه محمد بن لمجور قد قرب منه رفع مراسيه وأوهمه أنه يريده فلما دنا منه ناداه محمد بن علي الخلنجي ليصير إليه ويحمله معه في المركب فلما رآه محمد بن لمجور وسمع نداءه سبه وقال له : " مت بغيظك قد أمكن الله منك " وتأخر وضرب بمقاذيفه وانحدر في النيل وذلك لما كان في نفس محمد بن لمجور من محمد بن علي الخلنجي مما أسمعه قديما من المكروه والكلام الغليظ فلما رأى محمد الخلنجي خذلان محمد بن لمجور له ولم يتم له الهرب كر راجعًا حتى دخل مدينة مصر وقد آنفل عنه عساكره فصار إلى منزل رجل كان يعنى بإخفائه ويأمنه على نفسه ليختفي عنده فخافه المذكور وتركه هاربًا وتوجه إلى السلطان فتنصح إليه وأعلمه أنه عنده فركب السلطان وأكابر الدولة والعساكر حتى قبضوا عليه وكان ذلك في صبيحة يوم الاثنين ثامن شهر رجب من سنة ثلاث وتسعين ومائتين فكانت مدة عصيانه منذ دخل إلى مصر إلى أن قبض عليه سبعة أشهر واثنين وعشريين يوما ودخل فاتك وبحر الحمامي بعساكرهما وعساكر العراق حتى نزلا بشاطىء النيل ثم وافاهم الأمير عيسى النوشري من الفيوم حسبما يأتي ذكره في ترجمته في ولايته الثانية على مصر أعني عوده إلى ملكه بعد الظفر بمحمد بن علي الخلنجي ونزل عيسى بدار فائق فإن بدرا كان قد م إلى مصر ونزل في داره التي كان النوشري نزل فيها أؤلا ودعا للخليفة على منابر مصر ثم من بعده لعيسى النوشري هذا وأمور مصر مضطربة إلى غاية ما يكون وقلد عيسى شرطة العسكر لمحمد بن طاهر المغربي وشرطة المدينة ليوسف بن إسرائيل وتقلد أبو زنبور الخراج على عادته وأخذ النوشري في إصلاح أمور مصر والضياع وتتبع أصحاب محمد الخلنجي من الكتاب والجند وغيرهم وقبض على جماعة كثيرة منهم مثل السري بن الحسين الكاتب وأبي العباس أحمد بن يوسف كاتب ابن الجصاص وكان على نفقات محمد الخلنجي وجماعة أخر يطول الشرح في ذكرهم وأما محمد بن لمجور وكيغلغ وبدر الكريمي وجماعة أخر من أصحاب محمد الخلنجي فإنهم تشتتوا فى البلاد ثم دخل محمد بن لمجور مصر متنكرا فقبض عليه وطيف به ومعه غلام آخر لمحمد الخلنجي ثم عوقب محمد بن لمجورحتى آستخلص منه الأموال ثم جهز الأمير عيسى النوشري محمدا الخلنجي في البحر إلى أنطاكية فخرجوا منها ودخلوا العراق إلى عند الخليفة ثم بعد ذلك ورد كتاب الخليفة على عيسى النوشري في شهررمضان باستقراره في أعمال مصر جميعا قبليها وبحريها حتى الإسكندرية وإلى النوبة والحجاز‏.‏

ولاية محمد بن علي الخلنجي هو محمد بن علي الخلنجي الأمير أبو عبد الله المصري الطولوني ملك الديار المصرية بالسيف وآستولى عليها عنوة من الأمير عيسى بن محمد النوشري وقد مر من ذكره في ترجمة عيسى النوشري ما فيه كفاية عن ذكره هنا ثانيا غيرأننا نذكره على حدته لكونه ملك مصر وذكره بعض أهل التاريخ في أمراء مصر فلهذا جعلنا له ترجمة مستقلة خوفًا من الاعتراض والاستدراك علينا بعدم ذكره ولما ملك محمد بن علي الخلنجي الديار المصرية مهد البلاد ووطن الناس ووضع العطاء وفرض الفروض فجهز الخليفة المكتفي بالله جيشا لقتاله وعليهم أبوالأغر وفي الجيش الأمير أحمدبن كيغلغ وغيره فخرج إليهم محمد بن علي الخلنجي هذا وقاتلهم في ثالث المحرم من سنة ثلاث وتسعين ومائتين فهزمهم أقبح هزيمة وأسر من جماعة أبي الأغر خلقا كثيرا وعاد أبو الأغر لثمان بقين من المحرم حتى وصل إلى العراق فعظم ذلك على الخليفة المكتفي وجهز إليه العساكر ثانيا صحبة فاتك المعتضدي في البر وجهز دميانة في البحر فقدم فاتك بجيوشه حتى نزل بالنويرة وقد عظم أمر الخلنجي هذا وأخرج عيسى النوشري عن مصر وأعمالها بأمور وقعت له معه ذكرناها في ترجمة عيسى النوشري ليس لذكرها هنا ثانيا محل ولمابلغ الخلنجي مجيء عسكر العراق ثاني مرة صحبة فاتك جمع عسكره وخرج إلى باب المدينة وعسكر به وقام بالليل بأربعة آلاف من أصحابه ليبيت فاتكا وأصحابه فضلوا عن الطريق وأصبحوا قبل أن يصلوا إلى النويرة فعلم بهم فاتك فهض أصحابه وآلتقى مع الخلنجي قبل أن يصلوا إلى النويرة فتقاتلا قتالا شديدًا آنهزم فيه الخلنجي بعد أن ثبت ساعة بعد فرار أصحابه عنه ودخل إلى مصر وآستتر بها لثلاث خلون من شهر رجب ثم قبض عليه وحبس حسبما ذكرناه في ترجمة النوشري ثم دخل دميانة بالمراكب إلى مصر وأقبل عيسى النوشري من الصعيد ومعه الحسين الماذرائي ومن كان معهما من أصحابهما لخمس خلون من رجب المذكورة وعاد النوشري إلى ما كان عليه من ولاية مصر والحسين الماذرائي على الخراج وزالت دولة محمد بن علي الخلنجي عن مصر بعد أن حكمها سبعة أشهر واثنين وعشرين يوما كل ذلك ذكرناه في ترجمة النوشري ولم نذكره هنا إلا لزيادة الفائده وأيضًا لما قدمناه في أول ترجمته ثم إن عيسى النوشري قيد محمد بن علي الخلنجي هذا وجماعة من أصحابه وحملهم في البحر إلى أنطاكية ثم منها في البر إلى العراق إلى حضرة الخليفة فأوقف بين يديه فوبخه ثم نكل به وطيف به وبأصحابه على الجمال ثم قتل شر قتلة وزالت دولته وروحه بعد أن أفسد أحوال الديار المصرية وتركها خرابا يبابا من كثرة الفتن والمصادرات
قلت‏:‏ وأمر محمد هذا من العجائب فإنه أراد أخذ ثأر بني طولون والانتصار لهم غيرة على ما وقع من محمد بن سليمان الكاتب من إفساده الديار المصرية فوقع منه أيضًا أضعاف ما فعله محمد بن سليمان الكاتب وكان حاله كقول القائل‏:‏ الخفيف رام نفعًا وضر من غير قصد ومن البر ما يكون عقوقا عود عيسى النوشري إلى مصر دخلها بعد آختفاء محمد بن علي الخلنجي بيومين وذلك في خامس شهر رجب سنة ثلاث وتسعين ومائتين ثم دخل فاتك بعساكره إلى مصر في يوم عاشر رجب وتسلم الخلنجي وأرسله في البحر لست خلون من شعبان ووقع ماحكيناه في ترجمته من قتله وإشهاره‏.‏

وأما عيسى النوشري فإنه آبتدأ في أؤل شهر رمضان بهدم ميدان أحمد بن طولون وبيعت أنقاضه بأبخس ثمن وكان هذا الميدان وقصوره من محاسن الدنيا‏.‏

وقد تقدم ذكر ذلك في عدة أماكن في ترجمة ابن طولون وابنه خمارويه وغير ذلك ودام فاتك بالديار المصرية إلى النصف من جمادى الأولى سنة أربع وتسعين ومائتين و خرج منها إلى العراق‏.‏

ثم أمر الأمير عيسى النوشري بنفي المؤنثين من مصر ومنع النوح والنداء على الجنائز وأمر بإغلاق المسجد الجامع فيما بين الصلاتين ثم أمر بفتحه بعد أيام ثم ورد عليه الخبر بموت الخليفة المكتفي بالله علي في ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائتين فلما سمع الجند بموت الخليفة شغبوا على عيسى النوشري وطلبوا منه مال البيعة بالخلافة للمقتدر جعفر وظفر النوشري بجماعة منهم ولما استقر المقتدر في الخلافة أقر عيسى هذا على عمله بمصر‏.‏

ثم قدم على عيسى زيادة الله أبن أبي العباس عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب أمير إفريقية مهزوما من أبي عبد الله الشيعي في شهر رمضان سنة ست وتسعين ومائتين ونزل بالجيزة وأراد الدخول إلى مصر فمنعه من الدخول إليها فوقع بين أصحابه وبين جند مصر مناوشة وبعض قتال إلى أن وقع الصلح بينهم على أن يعبرها وحده من غير جند فدخلها وأقام بها‏.‏

ولم تطل أيام الأمير عيسى بعد ذلك ومرض ولزم الفراش إلى أن مات في يوم سادس عشرين من شعبان سنة سبع وتسعين ومائتين وهوعلى إمرة مصر وكانت ولايته على مصر خمس سنين وشهرين ونصف شهر منها ولاية الخلنجي على مصر سبعة أشهر وآثنان وعشرون يوما وقام من بعده على مصر ابنه أبو الفتح محمد بن عيسى إلى أن ولي تكين الحربي وحمل عيسى النوشري إلى القدس ودفن به وكان عيسى هذا أميرا جليلا شجاعا مقداما عارفا بالأمور طالت أيامه في السعادة وولي الأعمال مثل إمرة دمشق من قبل المنتصر والمستعين وولي شرطة بغداد أيام المكتفي ثم ولي أصبهان والجبال إلى أن ولاه المكتفي إمرة مصر‏.‏

السنة التي حكم فيها أربعة أمراء وهي سنة اثنتين وتسعين ومائتين‏:‏ والأمراء الأربعة‏:‏ شيبان بن أحمد بن طولون ومحمد بن سليمان الكاتب وعيسى النوشري و ومحمد بن علي الخلنجي فيها أعني سنة آثنتين وتسعين ومائتين قدم بدر الحمامي الذي قتل القرمطي فتلقاه أرباب المولة وخلع عليه الخليفة وخلع على آبنه أيضًا وطوق بدر المذكور وسور وقيدت بين يديه خيل الخليفة جنائب وحمل إليه مائة ألف درهم وفيها وافت هدية إسماعيل بن أحمد أمير خراسان إلى بغداد كان فيهاثلاثمائة جمل عليها صناديق فيها المسك والعنبر والثياب من كل لون ومائة غلام وأشياء كثيرة غير ذلك وفيها حج بالناس الفضل بن عبد الملك الهاشمي وفيها في ليلة الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب ولتسع عشرة خلت من أيار وهوبشنس بالقبطي طلع كوكب الذنب في الجوزاء وفيها في جمادى الأولى زادت دجلة زيادة لم ير مثلها حتى خربت بغداد وبلغت الزيادة إحدى وعشرين ذراعا‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثلاث أذرع وست عشرة إصبعا مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وإصبع واحدة
السنة الثانية من ولاية عيسى النوشري على مصر وهي سنة ثلاث وتسعين ومائتين‏:‏ فيها توجه القرمطي إلى لدمشق وحارب أهلها فغلب عليها ودخلها وقتل عامة أهلها من الرجال والنساء ونهبها وآنصرف إلى ناحية البادية‏.‏

وفيها عمل على دجلة من جانبيها مقياس مثل مقياس مصر طوله خمس وعشرون ذراعا ولكل ذراع علامات يعرفون بها الزيادة ثم خرب بعد ذلك
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وسبع أصابع ونصف مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وسبع أصابع‏.‏

السنة الثالثة من ولاية عيسى النوشري على مصر وهي سنة أربع وتسعين ومائتين‏:‏

وتفرق أصحاب زكرويه في البرية وماتوا عطشًا‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وإصبع واحدة مبلغ الزيادة خمس عشرة ذراعا وإحدى عشرة إصبعًا‏.‏
 السنة الرابعة من ولاية عيسى النوشري على مصر
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وثلاث أصابع‏.‏ مبلغ الزيادة خمس عشرة ذراعًا
 السنة الخامسة من ولاية عيسى النوشري على مصر وهي سنة ست وتسعين ومائتين‏:‏
وفيها أمر المقتدر ألا يستخدم أحد من اليهود والنصارى إلا في الطب والجهبذة فقط وأن يطالبوا بلبس العسلي وتعليق الرقاع المصبوغة بين أظهرهم‏.‏
أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وتسع عشرة إصبعا مبلغ الزيادة سبع عشرة
السنة السادسة من ولاية عيسى النوشري على مصر وهي سنة سبع وتسعين ومائتين‏:‏ فيها حج بالناس الفضل بن عبد الملك الهاشمي‏.‏

وفيها وصل الخبر إلى العراق بظهور عبيد الله المسمى بالمهدي أعني جد الخلفاء الفاطميين وأخرج الأغلب من بلاده وبنى المهدية وخرجت بلاد المغرب عن حكم بني العباس من هذا التاريخ وهرب ابن الأغلب وقصد العراق فكتب إليه الخليفة أن يصير إلى الرقة ويقيم بها‏.‏
*************************************
ذكر المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني ( 65 من 167 ) : " ودخل محمد بن الخليج الفسطاط لأربع عشرة بقيت من ذي القعدة فوضع العطاء وفرض الفروض وقدم أبو الأعز من قبل المكتفي في طلب ابن الخليج فخرج إليه لثلاث خلون من المحرم سنة ثلاث وتسعين وحاربه فانهزم منه أبو الأعز وأسر من أصحابه جمعًا كثيرًا وعاد لثمان بقين منه فقدم فاتك المعتضدي من بغداد في البر فعسكر وقدم دميانة في المراكب فنزل فاتك النويرة فخرج ابن الخليج وعسكر بباب المدينة وقام في الليل بأربعة آلاف من أصحبه ليبيت فاتكًا فأضلوا الطريق وأصبحوا من قبل أن يبلغوا النويرة فعلم بهم فاتك فنهض بأصحابه وحارب ابن الخليج فانهزم عنه أصحابه وثبت في طائفة ثم انهزم إلى الفسطاط لثلاث خلون من رجب فاستتر ودخل دميانة في مراكب الثغور وأقبل عيسى النوشري ومعه الحسين المادراني ومن كان معهما لخمس خلون منه فعاد النوشري إلى ما كان عليه من صلاتها والمادراني إلى ما كان عليه من الخراج وعرف النوشري بمكان ابن الخليج فهجم عليه وقيده لست خلون من رجب وكانت مدة ابن الخليج بمصر سبعة أشهر وعشرين يومًا ودخل فاتك في عسكره إلى الفسطاط لعشر خلون من رجب فأخرج ابن الخليج في البحر لست خلون من شعبان فلما قدم بغداد طيف به وبأصحابه وهم ثلاثون نفرًا فكان يومًا مذكورًا وابتدئ في هدم ميدان بني طولون في شهر رمضان وبيعت أنقاضه وخرج فاتك إلى العراق للنصف من جمادى الأولى سنة أربع وتسعين وأمر النوشري بنفي المؤنثين ومنع النوح والنداء على الجنائز وأمر بإغلاق المسجد الجامع فيما بين الصلاتين ثم أمر بفتحه بعد أيام ومات المكتفي في ذي القعدة سنة خمس وتسعين فشغب الجند بمصر وحاربوا النوشري على طلب مال البيعة فظفر بجماعة منهم وبويع جعفر المقتدر فأقر النوشري على الصلاة وقدم زياردة الله بن إبراهيم بن الأغلب أمير إفريقية مهزومًا من أبي عبد الله الشيعي في رمضان سنة ست وتسعين إلى الجيزة فمنعهالنوشري من العبور وكانت بين أصحابه وبين جند مصر منافسة ثم أذن له أن يعبر وحده ومات النوشري لأربع بقين من شعبان سنة سبع وتسعين وهو وال فكانت ولايته خمس سنين وشهرين ونصفًا منها مدة ابن الخليج سبعة أشهر وعشرون يومًا وقام من بعده ابنه أبو الفتح محمد بن عيسى‏.‏
 

This site was last updated 11/06/08