نيافة الأنبا بيمن

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

نيافة الأنبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا 

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الأنبا صموئيل أسقف الخدات
‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس‏
لأنبا بنيامين مطران المنوفية
7 / 6 م.الأنبا مرقس
أساقفة  الأقصر الأنبا مرقص
الأنبا مينا مطران جرجا
خبار متفرقة عن أساقفة
م. الأنبا مكسيموس أسقف القليوبية
الأنبا بيمن أسقف ملوى
الأنبا إيساك الأسقف العام
الأنبا برسوم ألأسقف العام
الأنبا بموا
الأنبا مينا ودير صموئيل
الأنبا آبرآم اسقف الفيوم
الأنبا ياكوبوس
الأنبا أغاثون
الأنبا باسيليوس مطران أورشليم
الانبا لوكاس الاول مطران منفلوط
الأنبا أندراوس أسقف دمياط
New Page 5757
Untitled 4070
Untitled 4071
Untitled 4072
Untitled 4073
Untitled 4074
Untitled 4075
Untitled 4076
Untitled 4077
Untitled 4078
Untitled 4079
Untitled 4080

Hit Counter

 

نيافة الأنبا بيمن أسقف ملوى وأنصنا

*** مواليد القاهرة فى 22/6/1930م

*** حصل على ليسانس الآداب - قسم تاريخ فى مايو 1950م ثم دبلوم التربية العالى عام 1951م ثم ماجيستير فى التربية عام 1959م

*** حصل على بكالريوس الإكليريكية عام 1963م

*** عمل مدرساً حتى عام 1968 م

*** تكرس للخدمة ، وعمل مدرساً للتربية بالإكليريكية حتى عام 1970 م

*** ترهب بدير الأنبا بيشوى بإسم الراهب أنطونيوس فى 23 /6 1973م ثم سيم قساً عام 1973م

*** عينه قداسة البابا  قداسة البابا شنودة الثالث وكيلاً للبطريركية بالإسكندرية بعد ترقيته إلى درجة القموصية عام 1973م

*** إنتدبه قداسة البابا  قداسة البابا شنودة الثالث للخدمة فى جيرسى سيتى بأمريكا ، وحصل خلالها على درجة الماجيستير ، ومكث هناك حتى عام 1975م

*** تمت سيامته أسقفاً عاماً يوم 22/6/1975م

*** تم تثبيته اسقفاً لإيبرشية ملوى فى 13/6/1976م فى حبرية  قداسة البابا شنودة الثالث

*** رقد فى الرب يوم 19/5/1986م

المصدر : اليوبيل الفضى 1996م - السجل التاريخى لقداسة البابا شنودة الثالث - الكتاب الثانى الجزء الأول - القمص ميخائيل جرجس ص 43

***************************************************************************************************

فى 22 / 6 / 1930 ولد كمال حبيب أنطونيوس فى حى القللى بالقاهرة من عائلة متوسطة الحال دون ترف ودون فقر ..

وكانت عائلته قد قدمت من الصعيد حيث سكنت فى هذا الحى الشعبى . وكانت دراسته الأولى فى مدرسة القديس أنطونيوس بالقللى وهى مدرسة كاثوليكية .. التدين فى هذه المدرسة كان شكلى مما جعل عنده كراهية شديدة للتدين الشكلى ومحبة كبيرة للتدين الاختبارى المستند إلى التوبة . ثم التحق بعد ذلك بمدرسة الإيمان الثانوية فى جزيرة بدران بشبرا ولم يكن من النوع الهادئ ولكن ، كما يصف نفسه من النوع " الشقى " الذى يشجع أيضا الأولاد " الأشقياء " ويميل إليهم أكثر وظل دائما حتى وهو خادم يرى الأطفال " الأشقياء " أصحاب مواهب وإنهم قد يصيروا شخصيات قيادية . وفى صيف 1945 توفيت والدته .. فكانت أولى أحزانه الكبيرة ومن هذه المحنة ارتمى فى حضن الله وفى السنة التالية سنة 1946 صار خادماً بكنيسة مارجرجس بالقللى التى كان يصلى فيها مع عائلته منذ طفولته ، وكان يخدم هذه الكنيسة القمص مرقس سرجيوس المحاور اللاهوتى البارع والوطنى المتحمس المشارك فى ثورة سنة 1919م .. وكان كمال حبيب معجباً به كل الإعجاب ولعله كان وراء حماسه الوطنى الذى لم يفتر حتى آخر أيامه .. وبعد حصوله على الشهادة التوجيهية ( الثانوية العامة ) – القسم العلمى –  سنة 1946 اختار الالتحاق بكلية الآداب جامعة القاهرة ( قسم التاريخ ) وكان من زملائه فى الدراسة فى ذلك الوقت نظير جيد ( غبطة البابا الأنبا شنودة الثالث ) ورمزى عزوز ( نيافة الأنبا يؤانس أسقف الغربية ) .. وعقب تخرجه وحصوله فى العام التالى سنة 1951م على دبلوم معهد التربية عين مدرساً بمدرسة النقراشى النموذجية الثانوية فى حدائق القبة وهى المدرسة التى كانت تجمع صفوف الطلاب ورجال التعليم وكان فيها موضع التقدير .. كما أتاحت له وظيفته أن يقترب من كبار رجال الدولة فى ذلك الوقت وكان عندهم محل الثقة وهذا عكس عليه وهو لا يزال فى مقتبل عمره ثقة كبيرة بالنفس وقدرة على التعامل مع الكبار دون تهيب ظلت تفتح له الأبواب والقلوب إلى آخر الأيام .. وكانت الأسرة قد انتقلت منذ سنة 1948م للسكن فى شبرا وتحول كمال حبيب إلى الخدمة فيها وليبدأ مرحلة هامة من حياته .. ومارس قدرته على التدبير والقيادة والتنظيم فأسس فروعا عديدة للتربية الكنسية فى المدارس والجمعيات القبطية من حوله وأطلق عليها اسما طويلاً ( مدارس أحد أرض الطويل وفروعها بجمعيتى الرحمة والتواضع ومدرسة الآداب ) .. فأنشأ بها خدمة كاملة يوم الجمعة .. وفى سنة 1954م اتحدت الخدمتان وصار أمينا للخدمة فى الكنيسة واتسعت الإمكانات لتستوعب الكنيسة فى داخلها خدمة الفروع الصغيرة لتفيد هى أيضاً من تكامل الخدمة فى الكنيسة صلاة وتعليماً واعترافاً وتناولاً وطقساً .. وانطلقت الخدمة تقتحم كل يوم مجالاً جديداً من الصغار إلى الشباب إلى الأسرة .. ومن الفصول إلى الاجتماعات العامة والمؤتمرات والمعسكرات الصيفية على الشواطئ وفى بيوت الخلوة وغيرها . ومنذ صار فى الطريق الروحى كان لكمال حبيب مرشده الروحى وأب اعترافه .. وفى البداية منذ سنة 1946م كان هو المتنيح القمص يوسف الديرى كاهن كنيسة مارجرجس بشبرا البلد وكان أباً روحياً لكثيرين من الخدام فى الأربعينات والخمسينات .. وبعد نياحته ارتبط كمال حبيب بالقديس المتنيح القمص ميخائيل إبراهيم منذ سنة 1956م ولاشك أن تأثيره الروحى كان عليه كبيرا ..

الذى عرف الأنبا بيمن فى أخُريات حياته وقد أنهكه المرض ربما لا يستطيع أن يتصور مقدار الحيوية التى كانت تتدفق فى جسده الفارع فى الخمسينات وحتى أواسط السبعينات .. كانت قامته مشدودة وكانت خطوته واسعة واثقة .. وكان يميزه جبهة عريضة لامعة وعينان تعكسان ما فى داخله .. وفم يتسع بابتسامة أو ضحكة مجلجلة أو ينطق بالكلمات الروحية الحماسية أو الخطب المثيرة للهمم أو التوبيخ والعتاب .. وملامحه لا تعرف الحياد فهى إما مرحة مفرطة فى الفرح أو جادة تعكس الالتزام أو منسحقة وقت الصلاة .. أو ثائرة غاضبة تدين التراخى والانحلال وسوء التصرف .. وقد ظلت هذه سماته زمناً حتى هاجمه المرض وظل يلتهمه سنة بعد سنة وهو يصارعه ويحتال عليه بالدواء والعلاج ولكنه ظل يتراجع متقهقراً حتى كانت النهاية السريعة فى مايو سنة 1986م . وخلال إقامته فى بيت التكريس أصابته الملاريا أكثرمن مرة .. ولكن ما تعرض له فى سنة 1969م كان البداية الحقيقية لأزمته المرضية . فى أواخر سنة 1969م ترك ( كمال حبيب ) بيت التكريس على غير إرادته ولا شك إنه كان حزيناً لهذه النهاية .. وقد ظل يذكر بالخير والعرفان هذه الفترة من حياته التى عَّمقت فى قلبه اتجاه التكريس الكامل .. فاستقال من عمله متخلياً عن كل سند مادى .. وتفرغ للخدمة . ولم يكد يمضى على تركه بيت التكريس أسابيع حتى فاجأته أزمة مرضية أوصلته إلى حافة الموت وكانت نجاته منها كما كان يقول " معجزة بكل المقاييس " .. وبدأت الأزمة فى 25 ديسمبر سنة 1969م بنزيف عنيف استمر أياماً ولأن حالته كانت خطيرة فقد زاره فى تلك الفترة أحباؤه الذين ارتبط بهم وخدم معهم : قداسة البابا شنوده ( وقت أن كان أسقفاً للتعليم ) والقمص ميخائيل إبراهيم ( أب اعترافه ) . وكان أخوته الخدام فى كنيسة مارمينا يتناوبون الإقامة معه تحسباً للاحتمالات . وكان التشخيص الأول لهذه الحالة هو قرحة فى الأثنى عشر وبدأ علاجاً طويلاً على هذا الأساس ، ولكن لما سافر إلى برنستون سنة 1974م عرض نفسه على الأطباء وأظهرت الفحوص أن ما يشكو منه هو تليفاً متقدماً فى الكبد .. ثم بدأ رحلته المرهقة مع التعامل مع هذا المرض الذى أصاب كبده ، وهو المايسترو الذى ينظم عمل الجسد كله ويتولى عشرات المهام ، وبدأت حياته تعرف الإقامة فى المستشفيات بين الحين والحين أياماً أو أسابيع .. وصار من ضمن برنامجه فى العمل زيارات شبه منتظمة إلى المراكز الطبية المتقدمة فى الولايات المتحدة وإنجلترا .. وكانت تعالجه فى لندن أخصائية الكبد الشهيرة الدكتورة / شيللا التى زارته فى القاهرة قبل شهور من انتقاله عندما كانت تشارك فى مؤتمر عالمى عن أمراض الكبد ، تقديراً منها له ومتابعة لحالته الصعبة . وصارت أخبار مرضه وعلاجه قطعة من حياته تظهر على صفحات مجلة الكرازة ولا تخلو منها إحدى رسائله .. ولكن بينما كان الجسد يضعف وإمكانياته تتضاءل كانت روحه نشيطة وحماسته فياضة للعمل والخدمة ، كان يريد أن يسبق الزمن فكان يستنزف طاقته حتى ينهار الجسد ويكاد يفقد الوعى .. ويضطر اضطراراً لملازمة الفراش .. فى إحدى رسائله فى مايو 1976م كتب إلى أحد أحبائه : " أحب أن أخبرك أن صحتى تحسنت والحمد لله ولكن لا أزال محتاجاً إلى رجيم راحة وهو أمر شبه مستحيل .. حتى أن  ( فلان ) إذ سمع أحداً يقول لى استرح يقول له يظهر أن سيادتكم ساذج لا تعرف من هو هذا الأسقف !! يعنى الناس يئست من هذا الكلام !! ولكن أحاول أن آخذ فترات نوم كافية هذا الذى لم أكن أعمله من قبل .. شكراً للرب .. وكل ما أرجوه أن يقبل بروحه القدوس خدمتنا وخدمة كل شعبه بكل ما فيها من ضعف ونقص " .. وفى رسالة أخرى فى 19 / 2 / 1976م كتب يقول : " نصحنى الأطباء أن أعمل ربع الجهد ولكن هذا صعب جداً علىّ وسأحاول تنظيم حياتى أكثر ولكن قلبى دائماً يأكلنى على خدمة أولادنا " . كان يتحمس للعلاج لا لكى يستمتع بالصحة وإنما من أجل دفع العمل الذى ينتظره .. فى 16 / 4 / 1979م كتب يقول : " قد أسافر إلى الخارج لمزيد من التحاليل والاطمئنان وذلك فى شهر مايو حسب المواعيد التى حجزت وحتى أقضى الصيف كله فى الإيبارشية لقيادة العمل الروحى بنعمته " . ثم كان التحفظ عليه وما عاناه خلاله من الإرهاق الجسدى والنفسى وعدم مراعاة حالته الصحية الحرجة فضلاً عن عدم إمكان انتظامه فى العلاج بسبب هذه الظروف ما أضاف إلى عوامل تدهور صحته – وتراجع قدرته على بذل الجهد الكثير وهو الذى كان يأبى راحة الجسد ويعشق التعب من أجل الخدمة . ولكى لا تتأثر الخدمة فى ملوى كان يخفى عن شعبه تطورات مرضه .. فكان يدخل المستشفى ويخرج دون أن يعلم إلا أقرب المقربين .. وبينما لم تفارقه شوكة الجسد وإنما على العكس ظلت تمتد لتطعن جنبه فيدمى وينزف وكانت نفسه كسيرة لحرمانه من الوجود فى إيبارشيته لحوالى ثلاث سنوات بعد خروجه من السجن فهو يراها من بعيد ولكن لا يستطيع دخولها .. ثم أضيف إلى آلامه الذاتية انتقال شقيقه الأصغر العميد فى القوات المسلحة فى حادث سيارة هو وإبن عمته ( وشقيق زوجة العميد فى نفس الوقت ). ولكن ظل وقت الجنازة نموذجاً للتماسك والتشدد بينما كان قلبه يدمى . وفى العام الأخير بدأ يسأم مداعبات مرضه ويضيق بها .. صارت الحياة عبئاً .. فهو يتناول من الدواء أكثر مما يتناول من الطعام .. كما سئم ألوان الطعام المحكوم عليه    تناولها .. وبدأ يحس أنه قد أتت الساعة ليتمجد وبدأ يستسلم ولا يقاوم . ولكن حالته الصحية المتأخرة لم تمنعه من أداء الواجب كأب يحب أولاده . وفى 30 / 3 / 1986م أشترك فى الصلاة على أحد أطبائه المعالجين الذى انتقل فجأة وهو فى ريعان الشباب وظل يساند الأسرة المتألمة . وفى ملوى تحامل على نفسه واشترك فى صلوات أسبوع الآلام وصلى قداس عيد القيامة بين شعبه فى 4 / 5 / 1986م ، وكان آخر قداس له . ومن الأحداث العجيبة فى حياته أنه رأس خدمة القداس الإلهى الذى كان بالنسبة له أول قداس بعد سيامته أسقفاً عاماً على مذبح كنيسة مارمينا بشبرا ، كما كان آخر قداس له على نفس المذبح فى ذكرى الأربعين لانتقال طبيبه الشاب صباح الأربعاء 7 / 5 / 1986م ، وكأنه يودع المكان الذى أحبه وخدم فيه معظم سنى حياته ولاحظ الكثيرون فى هذا اليوم مدى تدهور صحته وتداعى قدرته على التركيز .. وأنهى صلاة القداس وهو يتحامل على نفسه بكل صعوبة .. وعندما خرج من الكنيسة لم يكن يقو على حمل جسده الذى أثخنته جراح المرض . وفى اليوم التالى مباشرة دخل مستشفى السلام بالمهندسين بالقاهرة والذى كان يتابع فيه علاجه .. ولكن جسده المكدود لم يقدر أن يقاوم طويلا ولم يستطع أن يحتمل عبء خدمته التى لا تهدأ وناره الداخلية الملتهبة دوماً .. ويوم السبت 17 / 5 / 1986م تناول باسماً من الأسرار المقدسة وبعدها بدأت النهاية فقد انتقل إلى غرفة الإنعاش . وفى فجر الأثنين 19 / 5 / 1986م من الخمسين المقدسة انتقل إلى المجد وآن له أن يرت

عاد الأنبا بيمن بعد ظهر الاثنين 19 /5 / 1986م من الخمسين المقدسة إلى ملوى جثماناً فى صندوق خشبى بنى اللون .. لقد انهار الجسد الذى كان يحوى ناراً متأججة وانطلقت روحه إلى المجد .. وعرف الأنبا بيمن طعم الراحة التى لم يهنأ بها ولا تذوقها إلاّ قليلا وهو فى جهاد حياته على هذه الأرض .. وكان صدى خبر انتقاله قد سبق وصول الجسد فكان وقعه صاعقاً وأقبلت الجموع راجلة أو راكبة تستقبله كسيرة القلب . وبات الجثمان مسجى أمام الهيكل الليل كله وجاء أولاده ومحبوه من المسيحيين والمسلمين يلقون عليه النظرة الأخيرة .. وقبل ظهر الثلاثاء 20/5 /1986م صلى على جثمانه المبارك فى الكنيسة بمطرانية ملوى وسط آلاف من محبيه من أنحاء مصر .. واشترك فى الصلاة أصحاب النيافة الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف والأنبا ويصا أسقف البلينا والأنبا أرسانيوس أسقف المنيا والأنبا بفنوتيوس أسقف سمالوط والأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى والأنبا موسى أسقف الشباب والأنبا بسادة أسقف أخميم والأنبا أندراوس أسقف أبو تيج والأنبا أشعياء أسقف طهطا والأنبا ساويرس أسقف الدير المحرق والأنبا أبرام أسقف الفيوم كما حضر الصلاة الأنبا يوحنا نوير مطران أسيوط للأقباط الكاثوليك والأنبا أنطونيوس نجيب مطران المنيا للأقباط الكاثوليك بالإضافة إلى عشرات الأباء الكهنة ومندوبين من كل الطوائف .. وفى ختام الصلاة وقف نيافة الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف يؤبن المتنيح الأنبا بيمن وقال فى كلمته : " نحن فى موقف نودع فيه أباً عزيزاً وخادماً نموذجياً أميناً .. أذكر للمتنيح الأنبا بيمن أربعة أمور :         

 أولاً : فكر متميز لم يكن فكره عادياً بل مبتكراً واسع التصور . حينما جاء إلى هذه الإيبارشية صدرت عنه دائماً الأفكار الجديدة والتخطيط الشامل الدقيق .. وكان ممتازاً فى أفكاره وتدبيراته ونموذجاً فى تكامل الفكر والتخطيط .       

 ثانياً : النشاط غير العادى حتى وهو راقد فى فراش المرض كان يعمل بشكل غير عادى وعندما كان ينهض من مرضه بين الحين والحين تراه فى الكلام فى التوجيه فى العمل فى التنظيم قوة جبارة .. وبهذه القوة غالب المرض بطريقة غير عادية وبروح مرتفعة .         

 ثالثاً : إدارة متميزة كان أنبا بيمن ممتازاً فى الإدارة والتدبير فى وضع الأمور فى نصابها ، وفى دفع الجهود ، وفى جعل العجلة تدور بأكبر قوة .     

 رابعاً : قدرته على الاتصال وتكوين العلاقات وهى ميزة أساسية لابد من توافرها فى كل من أراد أن يخدم المجتمع أو الكنيسة ..

كنا دائماً وهو أسقف نذكر أن هذه الصفات انطبقت عليه منذ الصغر وتجلت فى اسمه " كمال " و " حبيب " فهو متكامل النشاط والحكمة والخدمة فى كل اتجاه وبكل قوة ، وهو أحب الجميع فأحبه وشهد له الكل .. فليستريح الأنبا بيمن فى أحضان القديسين ، ولينم المكافح الصالح سامعاً الصوت      " كنت أميناً فى القليل فأقيمك على الكثير ، أدخل إلى فرح سيدك " ( مت 25 : 23 ) . وبعد الصلاة دفن الجسد المبارك فى رحاب مطرانية ملوى التى كان أول أسقفاً لها وفيها يرقد حتى قيامة المجد .. قال نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب عقب نياحة الأنبا بيمن : " لا نقول أننا خسرنا الأنبا بيمن لأننا ربحناه فوق ، يصلى من أجلنا .. وأنا شخصياً أشعر أنه الآن أكثر حيوية وقوة ، وكلما أشاهده فى إحدى صوره فى شموخه الروحى وابتسامته أقول أنه الآن هكذا .. وإذا كان المرض قد غلبه على الأرض ، ولكنه شفى هناك " . وقال الأنبا أرسانيوس أسقف المنيا فى أول اجتماع عام فى ملوى بعد نياحة الأنبا  بيمن : " كان خبر انتقال الأنبا بيمن مطرقة على قلب ومشاعر كل إنسان ولكنى أحسست أن الأنبا بيمن كان يوجه إلى كل واحد هذه الكلمة " لأنى قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم .. لو كنتم تحبوننى لكنتم تفرحون بأنى أمضى إلى الآب " ( يو 16 : 6 ) ، ( يو 14 : 28 ) .

This site was last updated 07/22/09