Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

المتحف القبطي.. رؤية لحضارة المصريين وليدة من حضارة الفراعنة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
ضم المتحف لأملاك الدولة
المتحف القبطى
المتحف القبطى 3
المسلمين يمحون الآثار القبطية
مرقس‏ ‏سميكة‏ ‏باشا

 

جريدة المصرى اليوم تاريخ العدد الجمعة ٤ يناير ٢٠٠٨ عدد ١٣٠٠عن مقالة بعنوان [ المتحف القبطي.. ترجمة لحضارة خصبة نمت علي أرض مصر ] كتب إبراهيم الخضري ٤/١/٢٠٠٨
من بين المراحل التاريخية المهمة التي تعاقبت علي مصر واستوعبها الشعب المصري مثلما استوعب غيرها من الحضارات والعقائد، الحضارة القبطية والديانة المسيحية اللتان شكلتا واحدة من أخصب الحضارات التي خلفت وراءها كنوزاً لا حصر لها، شأنها في ذلك شأن حضارات وعقائد أخري تعاقبت علي مصر،
ومن بين الشواهد المهمة التي تبرز جانباً عظيماً من مظاهر هذه الحضارة المتحف القبطي في مصر بسائر مشتملاته المعمارية، التي صارت قبلة للسياح من سائر دول العالم، ويعود إنشاء هذا المتحف إلي مرقس سميكة باشا عام ١٩١٠م، بغرض حفظ وجمع قدر لا يستهان به من ذاكرة مصر في العصر القبطي سواء كانت هذه المحفوظات وثائق أو أيقونات.
وجميع مقتنيات هذا المتحف من شأنها أن تسهل الدراسة والبحث للباحثين في العصر القبطي تماماً، أسوة بوجود متحف فرعوني يؤرخ للعصور الفرعونية والمتحف الإسلامي الذي يؤرخ للعصر الإسلامي في مصر، والمتحف اليوناني الروماني الذي يؤرخ للعصر الروماني،
ويحتل المتحف بقعة من أرض مصر لها ما لها من زخم تاريخي وخصوصية تاريخية وذات صلة بالعصر الذي ظهرت فيه المسيحية في مصر، فهو داخل أسوار حصن بابليون الروماني الذي يضم داخل أسواره أيضاً ٦ كنائس ،هي من أهم وأقدم الكنائس المصرية، التي يعود إنشاؤها إلي ما بين القرنين الخامس والثامن الميلاديين، غير معبد يهودي كان في الأساس كنيسة تابعة للكنيسة المعلقة، إلي أن استحوذ عليها اليهود.
ومن الكنائس المهمة أيضاً خلف الحصن كنيسة «أبي سرجة» التي تقع وسط الحصن تقريباً وشُيدت فوق الكهف الذي لجأت إليه العائلة المقدسة عندما احتمت بأرض مصر، وهناك أيضاً كنيسة السيدة العذراء الشهيرة بـ«الكنيسة المعلقة» التي تعتبر من أقدم الكنائس، التي أقيمت فيها الشعائر الدينية المسيحية في العالم، وترجع أهمية الكنيسة إلي أنها كانت المقر للكرسي البطريركي بعد انتقال البطريركية من الإسكندرية إلي مدينة بابليون «مصر القديمة» في القرن الحادي عشر الميلادي.
وظل المتحف القبطي ملكاً للبطريركية القبطية حتي عام ١٩٣١ إذ قررت الحكومة ضمه إلي أملاك الدولة لقيمته التاريخية الكبري باعتباره يمثل حلقة من حلقات التاريخ المصري القديم، ويضم المتحف القبطي مجموعة هائلة ذات قيمة أثرية مهمة في تاريخ مصر في العصر المسيحي الأول، ويعتبر مركزاً مهماً لدراسة كل فرع من فروع الدراسات القبطية المختلفة.
والمتحف القبطي به جناحان الجناح القديم أنشئ عام ١٩١٠م وهو مغلق حالياً للترميم والجناح الجديد الذي افتتح عام ١٩٤٧م واستخدم مؤسس المتحف بالجناح القديم كثيراً من العناصر المعمارية الخشبية كالأسقف، والمشربيات والأعمدة الرخامية والفساقي من الفسيفساء، أحضرها جميعا من مخلفات قصور قديمة أمام الجناح الجديد.
وكانت المسيحية دخلت مصر منتصف القرن الأول الميلادي وهو ما بشر به القديس مرقس عام ٦٧م، وانتشرت المسيحية انتشاراً سريعاً حتي قضت نهائياً علي الوثنية، وورث الأقباط عن أجدادهم الفراعنة براعة في الطب والتشريح والكيمياء والصيدلة والفلك، واستمروا علي نبوغهم في هذه العلوم طوال العصرين اليوناني والروماني.
واللغة القبطية هي نفس اللغة التي تكلم بها الفراعنة منذ أكثر من ٤ آلاف عام، وتعتبر ترجمة الكتاب المقدس في الدرجة الأولي من أدبيات اللغة القبطية، وأخذت هذه الترجمة من اليونانية منذ القرن الثاني، ويعد الفن القبطي هو الأول في الشرق القديم، وتأثر الفن القبطي بالفن المصري القديم والفن اليوناني والروماني.
وتم وضع التقويم القبطي علي أساس التقويم المصري القديم وتكونت السنة المصرية من ١٢ شهراً، ينقسم كل منها إلي ٣٠ يوماً ثم أضيفت ٥ أيام في آخر السنة، اعتبروها بمثابة الأيام التي ولدت فيها المعبودات الخمسة، التي تتكون منها مجموعة أوزوريس وهي: (أوزوريس وإيزيس وست ونفتس وحورس.. أيام النسيء)، ولايزال هذا التقويم منذ العصور القديمة دليلاً نافعاً ودقيقاً للطقس والفصول والزراعة وللنيل في فيضانه وتحاريقه، ولايزال المزارعون يراعونه في كل ما يختص بالبذور والحصاد، كما كان المصري القديم منذ آلاف السنين.

This site was last updated 02/03/16