جريدة وطنى بتاريخ 23/11/2008م السنة 50 العدد 2448 عن خبر بعنوان [ مرقس‏ ‏سميكة‏ ‏باشا‏..‏مؤسس‏ ‏المتحف‏ ‏القبطي ] دراسة‏ ‏يقدمها‏ ‏د‏./‏طلعت‏ ‏زكري‏ ‏مينا
‏‏ولد‏ ‏مرقس‏ ‏سميكة‏ ‏عام‏ 1864 ‏في‏ ‏عائلة‏ ‏قبطية‏ ‏عريقة‏ ‏تضم‏ ‏من‏ ‏بينها‏ ‏رجال‏ ‏دين‏,‏ورجال‏ ‏قضاء‏......‏وبعد‏ ‏ما‏ ‏أنهي‏ ‏تعليمه‏ ‏عمل‏ ‏بمنصب‏ ‏مهم‏ ‏في‏ ‏الهيئة‏ ‏القومية‏ ‏لسكك‏ ‏حديد‏ ‏مصر‏,‏ولكنه‏ ‏اعتزل‏ ‏الخدمةفيها‏ 1907.‏ونظرا‏ ‏لجهوده‏ ‏أنعم‏ ‏عليه‏ ‏حكام‏ ‏مصر‏ ‏بألقاب‏ ‏البكوية‏ ‏ثم‏ ‏الباشوية‏.‏وعمل‏ ‏بالآثار‏ ‏القبطية‏ ‏فترة‏ ‏طويلة‏ ‏حتي‏ ‏وفاته‏. ‏وكان‏ ‏سبب‏ ‏شغفه‏ ‏واهتمامه‏ ‏بدراسة‏ ‏الآثار‏ ‏القبطية‏ ‏بوجه‏ ‏خاص‏ ‏نتيجة‏ ‏ما‏ ‏قرأه‏ ‏عن‏ ‏الأثريين‏ ‏الأجانب‏ ‏الذين‏ ‏وفدوا‏ ‏إلي‏ ‏أرض‏ ‏الكنانة‏ ‏وكتبوا‏ ‏عن‏ ‏الآثار‏ ‏القبطية‏.‏
‏+ ‏مرقس‏ ‏سميكة‏ ‏والعمل‏ ‏العام‏:‏
كان‏ ‏عضوا‏ ‏فعالا‏ ‏في‏ ‏لجان‏ ‏كثيرة‏ ‏نذكر‏ ‏منها‏ ‏عضويته‏ ‏في‏ ‏مجلس‏ ‏شوري‏ ‏القوانين‏'‏وهو‏ ‏يشبة‏ ‏مجلس‏ ‏الشوري‏ ‏حاليا‏'‏ومجلس‏ ‏المعارف‏ ‏الأعلي‏,‏ولجنة‏ ‏حفظ‏ ‏الآثار‏ ‏العربية‏ ‏والمصرية‏ ‏القديمة‏,‏وجمعية‏ ‏الآثار‏ ‏القبطية‏,‏وجمعيات‏ ‏أخري‏ ‏كثيرة‏.‏
وفي‏ ‏مجال‏ ‏العمل‏ ‏الكنسي
كان‏ ‏عضوا‏ ‏لمدة‏ ‏دورتين‏ ‏بالمجلس‏ ‏القبطي‏ ‏العام‏,‏كما‏ ‏تقدم‏ ‏لقداسة‏ ‏البابا‏ ‏يوأنس‏ ‏الـ‏19'‏البطريرك‏ 113'‏بطلب‏ ‏لتنظيم‏ ‏مكتبات‏ ‏الأديرة‏ ‏وعمل‏ ‏سجلات‏ ‏وفهارس‏ ‏لمحتوياتها‏ ‏لما‏ ‏تحويه‏ ‏من‏ ‏مخطوطات‏ ‏نادرة‏ ‏وكتب‏ ‏فوافق‏ ‏البابا‏ ‏يوأنس‏ ‏الـ‏19 ‏علي‏ ‏طلبه‏ ‏وانتدب‏ ‏الأستاذ‏ ‏يسي‏ ‏عبد‏ ‏المسيح‏ ‏لهذا‏ ‏العمل‏ ‏العظيم‏.‏
‏+ ‏مرقس‏ ‏سميكة‏ ‏وتأسيس‏ ‏المتحف‏ ‏القبطي‏:‏
كان‏ ‏أول‏ ‏من‏ ‏اهتم‏ ‏بجمع‏ ‏الآثار‏ ‏القبطية‏ ‏العالم‏ ‏الأثريماسبيروفأنشاء‏ ‏في‏ ‏المتحف‏ ‏المصري‏ ‏قسما‏ ‏خاصا‏ ‏لها‏,‏ثم‏ ‏جاء‏ ‏مرقس‏ ‏سميكة‏ 1908 ‏واهتم‏ ‏بتأسيس‏ ‏المتحف‏ ‏القبطي‏ ‏بمنطقة‏ ‏مصر‏ ‏القديمة‏,‏وبدأ‏ ‏بتلقي‏ ‏تبرعات‏ ‏الشعب‏ ‏القبطي‏ ‏من‏ ‏جميع‏ ‏أنحاء‏ ‏مصرلتأسيسه‏.‏وقد‏ ‏أنشئت‏ ‏المباني‏ ‏الأولي‏ ‏لهذا‏ ‏المتحف‏ ‏علي‏ ‏جزء‏ ‏من‏ ‏أراض‏ ‏تابعة‏ ‏لأوقاف‏ ‏الكنيسة‏ ‏القبطية‏.‏وقدم‏ ‏هذه‏ ‏الأرض‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏الخامس‏'‏البطريرك‏ 112',‏وسمح‏ ‏قداسته‏ ‏بنقل‏ ‏جميع‏ ‏التحف‏ ‏والأدوات‏ ‏القبطية‏ ‏الأثرية‏'‏كالأعمدة‏ ‏الرخامية‏ ‏والنوافذ‏ ‏ذات‏ ‏الزجاج‏ ‏الملون‏ ‏والمعشق‏ ‏واللوحات‏ ‏والأعمال‏ ‏والأسقف‏ ‏والأبواب‏ ‏الخشبية‏ ‏المنقوشة‏ ‏والمطعمة‏ ‏بالعاج‏'‏التي‏ ‏كانت‏ ‏في‏ ‏منازل‏ ‏قديمة‏ ‏يملكها‏ ‏الأقباط‏ ‏إلي‏ ‏هذا‏ ‏المتحف‏ ‏الجديد‏.‏ويحتفظ‏ ‏المتحف‏ ‏القبطي‏ ‏ببعض‏ ‏الآثار‏ ‏المهمة‏ ‏من‏ ‏كنيسة‏ ‏أبي‏ ‏سرجه‏ ‏منها‏ ‏أقدم‏ ‏مذبح‏ ‏خشبي‏ ‏من‏ ‏الجوز‏ ‏عرف‏ ‏في‏ ‏تاريخ‏ ‏الكنيسة‏ ‏القديمة‏ ‏وهو‏ ‏قطعة‏ ‏فريدة‏ ‏من‏ ‏نوعها‏.‏ويرجع‏ ‏تاريخه‏ ‏إلي‏ ‏القرن‏ ‏السادس‏ ‏الميلادي‏,‏وظل‏ ‏المتحف‏ ‏القبطي‏ ‏ملكا‏ ‏للبطريركية‏ ‏حتي‏ ‏عام‏ 1931 ‏حيث‏ ‏قررت‏ ‏الدولة‏ ‏ضمه‏ ‏إلي‏ ‏أملاكها‏ ‏تقديرا‏ ‏لقيمته‏ ‏الأثرية‏ ‏وتشرف‏ ‏عليه‏ ‏وزاة‏ ‏الثقافة‏ ‏في‏ ‏عهد‏ ‏الرئيس‏ ‏مبارك‏,‏إذ‏ ‏قامت‏ ‏لجنة‏ ‏متخصصة‏ ‏من‏ ‏العلماء‏ ‏بتجديده‏ ‏وعرض‏ ‏مقتنياته‏ ‏بصورة‏ ‏علمية‏ ‏حديثة‏ ‏تقديرا‏ ‏لأهمية‏ ‏ومكانة‏ ‏الآثار‏ ‏التي‏ ‏يحتويها‏.‏ونظرا‏ ‏للأعمال‏ ‏الجليلة‏ ‏التي‏ ‏قام‏ ‏بها‏ ‏مرقس‏ ‏سميكة‏ ‏باشا‏ ‏في‏ ‏تأسيس‏ ‏المتحف‏,‏قررت‏ ‏الحكومة‏ ‏عمل‏ ‏تمثال‏ ‏له‏ ‏علي‏ ‏نفقة‏ ‏الدولة‏ ‏أقيم‏ ‏أمام‏ ‏مدخل‏ ‏المتحف‏ ‏اعترافا‏ ‏بفضل‏ ‏هذا‏ ‏الرجل‏ ‏العظيم‏.‏يذكر‏ ‏له‏ ‏أيضا‏ ‏تأليف‏ ‏لكتابدليل‏ ‏المتحف‏ ‏القبطي‏ ‏والكنائس‏ ‏الأثريةفي‏ ‏مجلدين‏ ‏كبيرين‏ ‏باللغتين‏ ‏العربية‏ ‏والإنجليزية‏,‏كما‏ ‏وضع‏ ‏فهارس‏ ‏المخطوطات‏ ‏القبطية‏ ‏والعربية‏ ‏الموجودة‏ ‏في‏ ‏المتحف‏ ‏القبطي‏ ‏والدار‏ ‏البطريركية‏ ‏والكنائس‏ ‏والأديرة‏...‏ورقد‏ ‏في‏ ‏الرب‏ ‏في‏ 2 ‏أكتوبر‏ .1944‏

*****************************************

 ,جمع بنى مرقص سميكة باشا المادة الضرورية لدراسة تاريخ المسيحية في مصر كان يوجد متاحف مختلفة في ذلك الوقت فى مصر: متحف القاهرة للفرعونى القديم، المتحف اليونانى-الرومانى بالأسكندرية ومتحف الفن الاسلامى بالقاهرة.
بنى المتحف القبطى ليسد ثغرة فى التاريخ والفن المصرى.إن المجموعة الكبيرة من التحف والتي أغلبها ذو شأن كبير من الأهمية للفن القبطى فى العالم فهى موجودة فى هذا المتحف وهى حوالى 16000 قطعة.
ان الجناح القديم من المتحف يكون قطعة معمارية رائعة فهو عبارة عن سلسلة من الحجرات المتسعة. فى عام 1931 ميزت الحكومة المصرية أهمية المتحف القبطى وألحقته بالدولة. فى عام 1947 افتتح الجناح الجديد الواسع، يتشابه نموذجه مع الجناح القديم. فى عام 1984 افتتح الرئيس حسنى مبارك تجديدات المتحف.
الجناح القديم للمتحف يضم مجموعة من قطع الاثاث الخشبية والابواب المطعمة. وجدير بالملاحظة انه يضم الباب المصنوع من خشب الجميز الخاص بحامل ايقونات كنيسة القديسة بربارة. الالواح يمكن تمييزها حيث قاموا بتركيبها فى العصر الفاطمى أثناء القرن الحادى عشر والثانى عشر.
المجموعة تستقر فى الجناح الجديد الذى يظهر مختلف الانواع والطرز والموضوعات، مثل التصميمات الهندسية، لفائف نبات الاكانتس وأوراق العنب، وافريزات مزدانة بأرانب، طواويس، طيور، والانشطة الريفية، مرورا بالتراث الهيللينستى والقبطى حتى الصيغ الفنية الاسلامية فى مصر.