Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 النظام العسكرى الذى أتبعه العبيد المماليك  
ذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
المماليك البحرية
الإسلام والحياة العامة
يقتلون الراهب يوحنا القليوبى
المماليك الشراكسة
تقسيم الجيش المملوكى
نظارة الوزارة والحكم
خلفاء بنى العباس بمصر
وظائف مملوكية
المماليك المسلمين والرشوة
نظام المماليك العسكرى
ميناء القصير والمماليك
المماليك ووكالة وقف الحرمين
المماليك بين الدين والسياسة
‏ترميم‏ ‏مسجد‏ ‏الماس‏ ‏الحاجب‏
ترميم المسجد السيد البدوى
New Page 4460
New Page 4461
New Page 4462
New Page 4463
New Page 4464
New Page 4465
New Page 4466
New Page 4467
New Page 4468
مشاهير وعظماء وقديسى القبط

Hit Counter

 

جريدة الأخبار 4/7/2007م السنة 49 العدد 17224 عن مقالة بعنوان " مصر القديمة - التفوق العسكري المصري في عصر المماليك " بقلم : جمال بدوي

 النظام العسكرى الذى أتبعه العبيد المماليك

 قد اهتم السلاطين بالاشراف علي مماليكهم اشرافا مباشرا، فراقبوا حركاتهم، وسكناتهم وعاقبوا الخارج علي الآداب عقوبة صارمة، وكان السلطان يفاجيء معسكرات المماليك 'الطباق' ليتفقد احوالهم، ويتأكد من حسن تربيتهم، وكان المملوك يخضع للتعليم لمدة خمسة عشر شهرا ­ وقد تمتد اكثر من ذلك ­ وبعدها يعتق في احتفال عام للدفعة كلها، ويتسلم المملوك شهادة عتقه، كما يتسلم سلاحا وفرسا ولباسا خاصا، وإقطاعا من الارض يظل في حوزته طول حياته.
هذه التربية العسكرية البحتة: فرضت علي المماليك ان يعيشوا في عزلة من المجتمع المصري فلا يسمح لهم بالاختلاط او الزواج من المصريات، وذلك للحفاظ علي شخصيتهم، كذلك لا يسمح لاهل مصر بالانخراط في صفوف المماليك. فاقتصرت الجندية عليهم وحدهم، وذهبوا الي مدي ابعد من ذلك حيث منعوا المصريين مهما عظم شأنهم من الانخراط في الجيش كجند محاربين. وسمحوا لهم فقط بالقيام بالاعمال الكتابية أو المساعدة في خدمة القوات المحاربة وفي بعض الاحوال كان بعض الاهالي يبيعون اولادهم للماليك تحت ضغط الحاجة.

عماد الفن الحربي
اما عن التدريب القتالي: كان الجيش المملوكي يعتمد علي الفروسية التي كانت عماد الفن الحربي في ذلك العصر، وعند تدريب المملوك علي ركوب الخيل يبدأ بأن يقيم المعلم تمثالا لظهر الخيل من الطين او الصخر او الخشب، ويعلمهم كيفية الركوب والجلوس وهو درس 'الجلسة الصحيحة' (ويمثل تدريب التمثيل بالتفسير في القوات لمسلحة حاليا) الي ان يتقن المملوك كيفية ركوب الخيل والجلسة الصحيحة، وفي الخطوة الثانية يضع المعلم سرجا علي ظهر التمثال، ويدرب المماليك كيفية الركوب عليه خاصة بعد حملهم السلاح ومعدات الحرب والقتال، فاذا اطمأن المعلم الي اجادة مماليكه لذلك، بدأ تعليمهم الضرب بالقوس في حالتي الكر والفر مع اختياره نوعية هادئة ومطيعة من الخيل، ثم يتدرج بهم في التدريب حتي يستطيع الجميع السيطرة علي اكثر الخيول شراسة.
وبجانب ذلك كان يشترط في الفارس ان يكون علي علم تام بأخلاق الدواب والامراض التي يمكن ان تصيبها وأسبابها، وطرق علاجها علاجا سليما.

التدريب علي الرمي
وفي المرحلة الثالثة من التدريب علي الفروسية كان المعلم يحضر قوسين لسهمين فيزخذ احدهما ويعطي الآخر للمملوك، ثم يعلمه كيف يأخذ القوس وكيفية التدريب علي حمله (طريقة التمثيل بالتفسير) هذا تحت مراقبة باقي مجموعة المماليك التي تحت التدريب. فإذا اتقن المملوك ذلك عقد الاستاذ علي الوتر من غير سهم يتبعه في ذلك التلميذ، ويطلق الوتر فإذا اتقن المملوك في ذلك يأخذ الاستاذ في التعليم طرق انطلاق السهم بدون ريشة.
ثم تأتي مرحلة متقدمة من التدريب علي الرمي، وهو الرمي بالقوس الذي يكون من الصعود الي الهبوط والعكس، ثم الرمي علي الاهداف الثابتة وهو متحرك، يليها الاهداف المتحركة وهو ثابت، والعكس حتي يصل الي الرمي علي الاهداف المتحركة في الاتجاه المضاد الي ان ينتهي من التدريب علي الرمي علي الحصون والقلاع والمراكب في البحر.
وكان التعليم علي استخدام الرمح من اهم فنون الحرب، وهي المرحلة الرابعة في التدريب علي الفروسية، ونهاية المطاف في تدريبه علي اتقانها لان صفات الفارس لا تكتمل إلا باستخدام الرمح راجلا، ثم راكبا، وهي عملية تحتاج الي تدريب شاق وطويل، كما تحتاج الي فرس قوي ومطيع وحسن الخلق.

ا
لضرب بالسيف
ويبدأ تعليم الضرب بالسيف عن طريق صنع حائط الطين المحروق، وعلي المملوك ان يضرب في اول يوم خمسا وعشرين ضربة، وفي اليوم الثاني خمسين ضربة دفعة واحد، وهكذا وبنفس النسبة حتي يضرب الف ضربة دفعة واحدة، وتتبع ذلك محاولة قطع اللباد فوق الحائط، ويزداد عدد طبقات اللباد يوما بعد يوم حتي تصل الي مائة طبقة. فاذا فعل المملوك ذلك انتقل الي قطع الورق بالسيف علي المخدة.
فاذا اطمأن المعلم الي مستوي المماليك نقلهم الي العمل بالسيف علي الخيول، ويبدأ بالتدريب علي ضرب عود من القصب الرطب، ويجري بفرسه بسرعة فإذا حاذي العود ضرب بسيفه ما يوازي منكبه، ويكرر ذلك عدة مرات حتي يبقي منه طول ذراع. ثم يكرر الضرب علي خمس نشابات عن يساره، وخمس اخري عن يمينه، ويقوم بطعنها بيمينه ويساره، واخيرا يشرع المعلم في تدريب الفرسان علي العمل بالسيفين معا. وهنا يصبح المملوك 'مقاتلا' أي جاهزا للقتال وانه اكتسب المهارات القتالية.

قاذفات اللهب
كان السيف اهم الاسلحة التي استعملها المماليك في القتال والتدريب وكذلك استعملوا الخنجر والطبر والبلطة والفأس، وهي متعددة الاشكال والاحجام.
اما اهم الاسلحة القتالية التي استخدمها المماليك فهو المنجنيق، وهي آلات قاذفة علي الاعداء من مسافات بعيدة ويتركب المنجنيق من ثمان وعشرين قطعة من الخشب يعمل منها قاعدة، وفوقها القائمان علي الجانبين، ويتصل القائمان بعرضه، ثم يركب علي العارضة سهم يراعي ان يكون احد طرفيه قصيرا، والآخر طويلا. وكانت المجانيق تحمل علي الابل عند الحصار، وبعضها كان من الضخامة بحيث يحمل علي مائة عجلة، ولم يكن المنجنيق يرمي الاحجار فقط، بل كانت القذيفة تحتوي علي حديد وزجاجات مملوءة بالنفط والزرنيخ والافيون، فتقوم مقام الغازات الخانقة.
ومن هذه القذائف ما كان يرمي باليد مثل الزجاجات المملوءة بالنفط والصبر وبذور القرطم المقشور، فاذا اصابت الهدف اشتعلت مثل زجاجات 'مولوتوف' في العصر الحديث. ويقول العميد نديم ان هذه القذائف كانت تستخدم في العصر المملوكي بأسلوب اكثر تطورا بإضافة الصبر والقرطم المقشور. وكذلك وجدت 'الجروخ' وهي آلة حربية لرمي السهام والنفط والحجارة، وهو ما يصح ان نطلق عله السهم النار
ي.
في بيت السلاح
وكانت هذه الاسلحة علي اختلاف انواعها تحفظ في بيت السلاح اي 'الزرد خاناه' ويحمل إليها كل عام ما يصنع من الاسلحة. وكان موقع هذه الدار في القلعة وخصص بكل سلاح عدة قاعات، وإلي جوارها نماذج مصغرة من مخازن السلاح تحت اشراف 'أمير السلاح' ويشتغل فيها جماعة من الصناع يختص كل منهم لنوع معين من انواع السلاح ويعهد اليه بصفة وحفظه واصلاحه اذا اصابه تلف. ويظل هؤلاء في حالة عمل دائم سواء كانت البلاد في حالة حرب أو حالة سلم.

This site was last updated 02/15/11