Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الجهاد وقتل غير المسلمين

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الجهاد وقتل غير المسلم
المرتدون فى شريعة الإسلام
اللغة القبطية وقطع الألسن
عنصرية الشريعة الإسلامية
المسيحيين والزى
الجهاد الإرتداد واللغة
أورشليم والصلح
قسم القوانين
الخط الهمايونى والكنائس
إلغاء اللغة القبطية
الشريعة لتأليه الحكم والحاكم
نتائج تطبيق الشريعة
الإسلام هو آية السيف
الأسلام وإستيطان الأرض
نبش قبور الفراعنة
الزى الإسلامى
الشريعة وترميم وبناء الكنائس


الجـــــــــــــهاد فى شريعة الإسلام هو قتل غير المسلمين


والجهاد كما ذكرتُ سابقاً فرض كفاية على المسلمين كافة!! وكاد أن يكون ركناً سادساً من أركان الدين! أو فرض عين.
إن التطور التدريجى الذي لاحظه المؤرخين في تقرير الجهاد كواجب يطلعنا على أن صاحب القرآن الذى جمعه عثمان محمد صاحب الشريعة الإسلامية أبدى استعداده في البداية للتعايش السلمي يوم كان أتباعه ضعفاء الأمر الذي أدى إلى نزول آيات (مكية) يدعو محمد أصحابه فيها إلى الصبر على العدوان. ولكن الأمر تغيّر عندما استولى محمد في المدينة على نفوذ وتمكن من جمع القبائل حوله ... فنزلت أولاً الرخصة لردّ العدوان ... تلتها رخصة آمرة بالقتل وهى الآية الآمرة بقتال المشركين من أهل مكة (أي أعداء محمد) وإخضاعهم ثم نزلت الآيات المدنية
معنى الجهاد فى الإسلام

إن الجذور التاريخية للإسلام تنحصر فى مفهوم الجهاد وثمارة , والجهاد هو نظره إسلامية للبشرية المثالية وهم يرون أنها هى الأمة المحمدية , والتى بدأت تنتشر بالجهاد أو بالمعنى البسيط الإنتشار بحد السيف , والمسلم المجاهد لا شك أنه سيجنى فائدة جهاده سواء أكان فى الأرض أم السماء ففى الأرض سوف يستولى عليها وعلى خيراتها ويغتصبها من ملاكها فى حالة الإنتصار عليهم وهناك السلب والنهب , ويخيرهم بين ثلاث خيارات لا تعدو عن كونها موتاً لغيرة من بنى البشر, فالأول هو القتال , الثانى التحول إلى الإسلام وهو يعنى موت فكرى ودفع الإنسان للتنازل عن حريته فى إختيار عقيدتة , الثالث هو دفع مال يطلق علية الجزية 0
وأثبتت القرون الطويلة للإحتلال الإسلامى أن الأمم التى وافقت على هذا الشرط قد ماتت إقتصادياً وجسديا وفكريا ومعنويا ونفسيا ودليلنا على هذا هو تاريخ الأقباط فى ظل الإحتلال الإسلامى , إذا فهو سينعم فى الأرض بخيراتها عن طريق النهب والسلب والسرقه والإحتيال والخداع وهدفهم أن تكون الأرض لله ويؤمن الجميع بدينهم والوسيلة لتكوين الأمة المحمدية هى الحرب والموت والدمار والقتل والخوف والإرهاب والتعصب والتجبر والإذلال والإهانة وسوف تجد كل هذه الأساليب بل وأكثر منها فى معامله المسلمين للأمة القبطية خلال قرون من الزمان0
والمسلم المجاهد إذا قتل فى ساحه القتال فهو سيجنى ثمر جهاده وموته فى ساحه الحرب عند وصوله السماء فهو سيدعى شهيداً , والشهداء سيدخلون الجنه بغير شرط وفى جنتهم سينكح أعداد من النساء كما يريد وأن الله سيعطيه الطاقه لهذا العمل الجنسى الجسدى وهناك الفاكهه وأربعه أنهار " لبن وملك وخمر وماء " وأطفال يلعب معهم 0
ولتكوين هذه الأمة المحمدية بدأ محمد صاحب الشريعة الإسلامية بهذا العمل القبلى فإستعان بالتأثير الروحى ومن المعروف أن التأثير الروحى الدينى قوى على سلوك الإنسان فصاغ عادات القتال القبلية فى شرائع وان جبرائيل الملاك(وحية) أمرة بالبدء بهذه الحروب
ولم يكن إحتلال الدول وإجبار مواطنيها للتحول إلى الإسلام تم فى لحظة من الزمان ولكنه خطط له كتابياً بالقرآن الذى جمعه عثمان ومعنوياً تحت هدف الأرض والدين لله بدليل أن شعار الحرب عندهم الله أكبر , ووقود الحرب عندهم البشر وخاصه الرجال ولما كان الرجل هو وسيلتهم فى نشر دينهم فوضعوا الأسس الإجتماعية للعلاقة بين الرجل والمرأه لصالح الرجل , وإعتبرت المرأه هى المولد والمفرخ للرجال من جنود المسلمين الذين سيعبرون الحدود ويقاتلون فى ساحة الوغى0ووضعت المرأه فى مستوى أدنى وسفلى
والمسلم المؤمن ينتسب إلى مجموعة من العقائد , وهو مقيد بتنفيذ " حق الله فى الأرض " ففى مفهومهم أن الله تكلم وهوالآمر وما عليه إلا التنفيذ وكلما كان إيمان المسلم قوى سهل التأثير عليه بتنفيذ حقوق الله , وفى النهاية " الكافر سوف يحُارب أو يقلٌص فى مكانه " ( حقوق الإنسان بالمعنى الحديث للكل ولم تعد تعترف بتلك التقسيمات التيولوجيه التى سادت العصور الوسطى الإسلامية فالنظرية الحديثة لحقوق الإنسان لم يعد هناك فرقاً بين إنسان مسلم / وآخر غير مسلم , مؤمن تقليدى / أم غير مؤمن تقليدى – كل هؤلاء بشر وينبغى أن يتمتعوا بنفس الحقوق فى المجتمع المدنى الحديث 0
الفريضة الغائبة
هناك ما يسمى بأعمدة الإسلام الخمسة: الصلاة والزكاة والصوم والحج والشهادة. عدد كبير من أهل السنة يعدون الجهاد أيضاً ضمن هذه الأعمدة وقد أطلق كتاب العصابات الإسلامية على الجهاد إسم الفريضة الغائبة .
وتحتوى الشريعة فى قسمها الثاني أي المعاملات فيحوي كتاب العقود وكتاب النكاح وكتاب الفرائض وكتاب الوصايا وكتاب السير وكتاب البيوع. وكتاب العبيد أيضاً كان موضوع الفقه الإسلامي سابقاً.
أما الحقل الأخير (العقوبات) فيتناول في كتاب الحدود وتقرير الأحكام المتعلقة بالجنايات والجرائم. إن القياس حد السرقة والزنا والقذف وأحكام المرتد هي أهم المواضيع التي تهم كتاب العقوبات.
الواجبات العبادية ( قبول الإسلام يتوقف على ممارستها )
1- الشهادة: يتم الإقرار بالإسلام بتكرار الشهادة: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله .
2- الصلاة: هي الصلاة المفروضة التي تؤدَّى في أوقاتها الخمسة.
3- الزكاة: هي تبرع المسلم من ربحه السنوي الصافي وتشكل اثنين ونصف بالمائة يقول الفقهاء إن الزكاة تزيد ثروة المرء وتزكيه.
4- الصوم: هو إمساك المسلم طوال شهر رمضان (الشهر التاسع للعام الهلالي الإسلامي) من الشرب والطعام والعلاقة الجنسية وقت النهار (ما دامت الشمس تشرق).
5- الحج: كل مسلم مكلَّف بحج البيت مرة في حياته إذا مكّنه وضعُه الاقتصادي من ذلك. على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً (آل عمران 97).

إن مسلماً تخلى عن أداء الواجبات الأساسية الوارد ذكرها أعلاه يبقى مسلماً , ما لم ينكر ما أقر به في شهادته. فهو في هذه الحالة ليس بمؤمن. أما الذي ينكر وجود تلك الواجبات أو يستخف بها فيعتبر تارك الإسلام وفى حالة ترك أداء الواجبات وإنكار الشهادة بعتبر مرتداً ويحل دمة وقتلة
يطلق على الجهاد فى الإسلام الفريضة الغائبة ( الفريضة التى لم تذكر من ضمن فرائض الإسلام الخمسة ) وهى توضح وجهه نظر الإسلام النضالى والسياسى الحالى , وقد وضع محمد عبد السلام فرج كتابة عن الفريضة الغائبة بصفتها الشرط الأولى والمسبق بل والوحيد لإقامة حكم الإسلام فى مصر وغيرها وهو يقصد الجهاد المسلح ضد الكفار من أجل التطبيق الكامل والدائم للقانون الموحى به , وبالتالى يشتمل النص على تحليل دم وقتل أى شخص يفرض نظاماً مضاداً للقانون النوحى , ولا شك أنه قصد الرئيس محمد أنور السادات لأن محمد عبد السلام فرج قد نفذ به حكم الإعدام مع قتلة السادات يوم 15 من أبريل 1982
وفد تعمق الغربين أيضاً فى دراسة الجهاد فى الإسلام فهناك التعليقات المختصرة لنص الفريضة الغائبة للباحث الفرنسى جيل كيبل (1) ويرى الغربيون فى الحماسة التى يعتقد المسلمون أنها " حماسه مقدسة أنها خطر على البشرية والتقدم البشرى والحضارة بينما يرى المسلمون أن إيمانهم قد جرح وأصيب بالذل من قبل هؤلاء الطغاة الذين يستبدلون القوانين المدنية والحضارية والإنسانيى بحكم الله
ومن أهم العناوين الرئيسية التى تسير عليها الجماعات والعصابات الإسلامية تؤسس بها تماسكها وقوة منطقها وفاعليتها فى بعض الأحيان لجهادها الإسلامى والوصول إلى الحكم عن طريق هذه الفريضة الغائبة هى : -
ورجائى من القارئ الإهتمام بقرائة هذه العناوين للإطلاع على أيدلوجية هذه العصابات وطريقة فكرهم السياسى الإسلامى

المقدمة : التركيز على مجموعة الأحاديث النبوية حول الدولة الإسلامية وإعادة نظام الخلافة
1. الرد على اليائسين وإقناعهم
2. الدار التى نعيش فيها هل هى دار إسلام ؟ هل تطبق الشريعة ؟ ..ألخ
3. الحاكم بغير ما أنزل الله
4. حكام المسلمين اليوم فى ردة عن الإسلام
5. المقارنة بين التتار وحكام اليوم
6. مجموعة فتاوى لأبن تميمة تفيد هذا العصر وهذا الإتجاة
7. ما هو الحكم الشرعى تجاة الجنود المسلمين الذين يرفضون الخدمة فى جيش التتار
8. ما هو فتوى ابن تميمة بخصوص أملاك التتار ؟"توزيع أملاك التتار على المسلمين"
9. ما هو حكم القتال ضد التتار؟
10. حكم من والاهم ضد المسلمين
_______________________________________________________
(1) الباحث الفرنسى جيل كيبل فى كتاب " النبى والفرعون " طبع فى باريس 1984 ص 205- 212
11. الجمعيات الخيرية وتوجيهها إسلامياً
12. الطاعة المطلقة لأميرهم وكثرة العبادة
13. قيام حزب إسلامى
14. حصول المسلمين على مناصب الدولة أو حتى على الأقل المؤلفة قلوبهم وتابعيهم
15. الدعوه فقط ( بدوه عنف ) فى البداية لتكوين قاعدة عريضة , او تشكيب جماعة قتال سرية
16. الهجرة كما فعل الرسول
17. الإنشغال بطلب العلم
18. لماذا تختلف الأمة المحمدية ودينها الإسلامى عن كل الديان الأخرى فى ما يخص بالجهاد ؟ ( الله أوصانا بالجهاد المسلح )
19. الخروج على الحاكم
20. العدو القريب والعدو البعيد , الكافر هو عدوالمسلم لأنه كافر, بل أن الدول غيرالمسلمة تصنف على أساس أنها عدوه سيأتى اليوم لأعلان الحرب عليها( دار إسلام ودار حرب )
21. الرد على من يقول أن الجهاد فى الإسلام للدفاع فقط
22. آية السيف ( الآية الخامسة من سورة المائدة )
23. المجتمع المكى والمجتمع المدنى – السياسة التى يتبغها المسلمون عندما يكون الإسلام ضعيف , والسياسة التى يتبعها المسلمين حينما يكون الإسلام قوى
24. القتال الآن فرض على كل مسلم
25. جوانب الجهاد ليست عبارة عن مراحل متتالية ( جهاد النفس أو جهاد إبليس , ثم جهاد المشركين والمنافقين )
26. القيادة ( فى ساحة المعركة)
27. البيعة على القتال والموت
28. التحريض على القتال فى سبيل الله
29. عقوبة ترك الجهاد ( التصفية الجسدية )
30. شبهات فقهية والرد عليها
31. الحدود الأخلاقية والفقهية للجهاد
وقد وضعت الفريضة الغائبة أسسها على المثال الحربى لنبى العرب ضد الكفار , ولم يكن أمام البسطاء من المسلمين إلا الإنقياد لهذا المخطط الدموى أو على الأقل لتأييدة معنوياً , أما الدافع القوى لإنتشارة فقد كان التأيد المادى الذى قدمه بعض أمراء العرب وأفراد من دول البترول الغنية الذى دفع كل تكاليف العنف الذى حل بمصر ثم بالعالم , وأدى إلى خسارة مادية للأمراء أنفسهم
وعبارة الحل هو الإسلام كان أساسها ومعناها ليس تطبيق الشريعة وحسب بل إعلان الجهاد الإسلامى فى العالم كلة فإن الحالة السياسية تتطلب حلا مماثلا لذلك الحل الذى إستخدمة النبى ضد الكفار ومن المعروف أن إبن تميمة قد أعاد تحيين هذا الحل وأعاد إستخدامة فى سورية أثناء هجمة التتار والمغول عليها

 
آيـــــــــــة الــــســيـف
 

هذا الحل محدد فى صراحة ومفروض عليهم كحد زعمهم من قبل الله فى آية السيف ( فإذا إنسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجتموهم وخذوهم وأحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاه فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم ) ( سورة التوبة : الآية الخامسة ) وكان ابن كثير وهو أحد مفسرى القرآن قد أورد فى تعليقة على هذه الآية
كلاما للضٌحاك بن مزاحك يقول فية : " إن هذه الآية تلغى كل معاهدة تمت بين النبى ص وبين كل كافر , كما وتلغى كل عقد وإتفاق "

وقد أورد العوفى بخصوص هذه الآية نقلا عن أبى العباس قائلا : " لم يعد يُعَتََرَف بأى عقد ولا أى ميثاق حماية للكافر منذ أن كانت قد أوحيت هذه الآية وقررت حل الإلتزامات المثٌبتة فى المعاهدة " (1)
تطور الجهاد فى القضايا الفقهية :
تطور الجهاد على مدى الأجيال بالنسبة للفكر الفقهى. وبدأ الجهاد هو ما ذهب إليه الفكر الفقهى فى بداية إحتلال العرب المسلمين للبلاد التى حول العربية - فقالوا إن الجهاد فرض كفاية على كل مسلم حر بالغ صحيح العقل والجسم - أي كل مسلم توفرت له أسباب بلوغ جيش المجاهدين. على المسلمين مواصلة الجهاد إلى أن يدخل الناس كافة في حكم الإسلام ويكون الدين كله لله (البقرة 193).وبالتالى كل الأرض !
ومن الضروري أن يتولى الجهاد أو يقوم عليه حاكم مسلم أو إمام

وبالنسبة للشيعة فإن امام الشيعة مستتراً فلا جهاد لهم حتى يظهر. هذا يفسر لماذا سمّى إيران الحرب التي قام بها ضد العراق بالحرب المفروضة (الحرب المحملة) وليست جهاداً. فحربهم حرب دفاع فقط سواء كانت ضد العراق
الولايات المتحدة. إلا أن الخميني هو الوحيد الذي تجرأ على تسمية الكفاح المسلح ضد حكم الشاه جهادا ً. الذي قام به الشعب الإيراني هذه كانت حدثاً لم يحدث مثلة من قبل بالنسبة للفقه الشيعي.
شرط الجهاد
إن شرط الجهاد يتم أداؤه إذا قام الإمام بغزوة مرة كل عام. والبعض يقول يكفي لتوفر شرط الجهاد أن يهيئ الإمام جيش الإسلام لقتال أعداء الإسلام. ومن الضروري إعلام العدو بأن جيش الإسلام يقصد قتالهم. فيدعون إلى اعتناق الإسلام ! فإذا أبوا فهم مخيَّرون بين القتال وبين الدخول في حكم الإسلام وهم صاغرون (التوبة 29). فيؤدون الجزية والخراج ويؤمنون على حياتهم وذويهم وأموالهم ! ولكنهم يكونون دون المسلمين مرتبة.
والأمة الإسلامية يجب عليها القيام بالجهاد ضد الفرق التالية حسب الأولوية:

1- ضد المرتدين أو أهل الردة الذين كانوا غير مسلمين وأصبحوا مسلمين ثموإرتدوا إلى ملتهم الأولى .
2- ضد العصاة (أو البغاة من الحكام وأولى الأمر).
3- ضد المشركين.
4- ضد أهل الكتاب.
من كتاب السير:
الجهاد فرض عين عند الضرورة وفرض كفاية في السلم. قتال الكافرين فرض على كل رجل حر وبالغ وعاقل. إذا اعتدى العدو فهو فرض عين , لا العبد يحتاج إلى إذن سيده ولا المرأة رخصة رجلها. إن كان بجيش المسلمين ضعف , يجوز الجُعْل. وإذا حوصر موضع للكافرين من المسلمين يُدعَوْن إلى الإسلام. إذا أسلموا يُوقف قتالهم. وإذا أبوا فدَفْع الجزية لأهل الكتاب? وإن كانوا ممن أشركوا بالله فإما الإسلام أو القتل. لا يجوز للمسلمين التمثيل بالأعداء ولا قتل المجانين والنساء والأطفال والعمي والشيوخ ولا المقطوعة اليد اليمنى وإن حاربوا يُقتَلون! لا تجوز مصالحة الكافرين إن كان المسلمون قادرين على قتالهم. إن لم يكن لهم القدرة على قتال الأعداء فلهم عقد الموادعة.
االأمـــــــان والجـــــــهـاد
الجهاد في الفقه الإسلامي هو فرض على الكفاية! أو يمكن إعتباره فرض الكفاية الذي يُرفع عند قيام بعض المسلمين به عن الجميع .
والجهاد تجب تأديته كل سنة مما يعني وجود حالة الحرب الدائمة بين دار الإسلام (= الدول الإسلامية ) ودار الحرب (= الدول غير إسلامية ) التي يجوز إيقافها بمهادنة تستمر عشر سنوات على أعلى تقدير.
غير أن مهادنة مثل هذه يجوز عقدها فقط فى الحالات الآتية :-

• إن كان المسلمون أقلية?
• أو غير قادرين على تذليل الأعداء?
• أو بحاجة إلى وقت لإعداد قوى ضاربة?
• أو إذا اقتضت ذلك مصلحة من مصالح المسلمين.
الشروط التى يتبعها المسلم عند إعطاءه الأمان لغير المسلم
الأمان مدخل من مداخل الجهاد إذاً وهو أيضاً باب من أبوابه ! وأصله قول القرآن: وإن أحد من المشركين استجارك فأجِرْه حتى يسمع كلام الله ! ثم ابلغه مأمنه ذلك بأنهم لا يعلمون (التوبة 6).
أما شروط الأمان ( = الأمان هو العلاقة الجيدة بين المسلم وغير المسلم ) فهي:
أن يكون المسلمون ضعافاً والأعداء أقوياء وذلك لكون قتال الأعداء فرضاً. بينما يحوي الأمان على تحريم القتال.
ويقول الغزالي تحت باب الكف عن القتل والقتال بالأمان : إن الأمان خدعة من خدع الحرب (الوسيط). مما يفسر سبب معالجة هذا البحث عادة في كتاب الجهاد أو السير عند الفقهاء.
وإن كان الأمان انقطاع الجهاد والكف عن القتال فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: من الذي يقرر إذا ما وجدت مصلحة فوجب إعطاء الأمان? هل العصابات الإسلامية أو كما يقول الفقهاء أمان من يجوز! .
كل مسلم بل أنه يمكن لأدناهم إعطاء الأمان.

هناك خلاف بين الفقهاء حول عدد أهل الحرب الذين يمكن أن يمنح لهم الأمان من قبل مسلم أو مسلمين.
يجوز للمسلم إعطاء الأمان فقط بإذن أمير الجهاد أو الإمام عند الشيعة. أما إعطاء الأمان فيتم إما قولاً أو تحريرياً أو إشارة توهم القصد.
بينما على الحربي ( الذمى= لكافر ) أن يظهر موافقته على ذلك. والعبارات التي يمكن اللفظ بها هي مثل: لا تخف- أو لا سبيل عليك - أو لا بأس عليك - أو آمنتك- أو أجرتك أو أنت آمن - أو أنت في أمان - أو أنت في ذمة الإسلام - أو تعال. كما يجوز استعمال لغات أجنبية مثل الفارسية أو اليونانية أو النبطية مثل: مترس (لا تخف) أو رومترس - اذهب دون أن تخاف - أو ب uُ زْمترس - اطلب النعمة ولا تخف!
وهناك خداع فى إعطاء الأمان ويمكن بهذه الطريقة قتل الكافر بعد إعطاؤه الأمان فمثلا إذا قيل افتحوا الباب وأنتم آمنون فالأمان يدخل مع فتح الباب في حيز التنفيذ... أما إذا قيل افتحوا الباب فأنتم آمنون ! فالأمان ساري المفعول قبل فتح الباب. وبعد فتح الباب يكون هناك شيئاً أخر . أما ما يتعلق بمنح الأمان بالإشارة فالمقصود هو تحريك اليد مما يوميء قبول أو تبني المرء في المأمن.

لا يجوز أن يستغرق الأمان أكثر من سنة. إن غير المسلم الذي يريد الإقامة في دار الإسلام أكثر (أطول من سنة) عليه دفع الضرائب القائمة ( الجزية والخراج ) لغير المسلمين المقيمين في دار الإسلام. ويعتبر مع الوقت من أهل الذمة. ويحدد الحنابلة مدة الأمان بعشر سنوات ! ومن الملاحظ ان هذا الوقت هو نفس الوقت المحدد لأقصى مدة يقضيها المسلم فى إنقطاع الجهاد أو عقد المهادنة.
متى يرفع الأمان ؟

يُرفع الأمان
• إما لدى انقضاء مهلته
• أو مغادرة المستأمن دار الإسلام
وللإمام أو خليفته أن ينهي الأمان في أي وقت
• إذا تبين من نوايا سيئة عند المستأمَن
• أو إذا رأى أن إقامته في دار الإسلام تشكل خطراً لمصالح المسلمين.
وخطورة تنفيذ الشريعة الإسلامية بالإضافه إلى ما سبق فى أنه عند انقضاء مهلة الأمان ينتج عنه نتائج فقهية. فإذا غادر المستأمَن دار الإسلام تاركاً فيها أموالاً أو عقارا ! فلا يحق لورثته الانتفاع بها. لأن التركة تصادرها الدولة الإسلامية. وحق التوارث يبقى قائماً إذا مات المستأمَن في دار الإسلام? مما يعني إضفاء الضمان على أمواله أيضاً.

وضــــع الــــذمـي ( القبـــطـى ) في الإسـلام
وضعت الشريعة الإسلامية على أساس أن تضع الناس فى طبقات إسلامية فهى تنحاز للمسلم أما باقى فئات البشر تضعهم فى مرتبة العبيد إن لم يكونوا وفى هذا فهى تتعارض مع قولهم فى سماحة الإسلام , وإن قال بعض المستشرقين : " إن سماحة الإسلام يكمن فى عدم قتلهم للذمى الكافر الغير مسلم "
خلافاً لما قال اللاهوتي المسيحي ثيودور أبو القرة (750-820) بأن الذمة تتناقض ورسالة الإسلام العالمية! يكتب السرخسي بأن الغرض من عقد الذمة ليس مالياً ! بل يستهدف من ورائه إلى هُدى الذمي إلى الإسلام بالمعروف كما أمرنا به القرآن (16:125). يعقد عقد الذمة من قبل إمام الأمة أو خليفته إن توفرت الشروط ! فليس لأحد من الطرفين أن يأبى قبوله. أما الذين اعتبرهم الفقه الإسلامي ممن يجوز عقد الذمة معهم فهم كما قلنا آنفاً اليهود والنصارى والمجوس والصابئة.

يقول الأحناف إنه مع المشركين يجوز عقد الذمة إن لم يكونوا عرباً. أما الإمام مالك فيرخص عقد الذمة حتى مع المشركين العرب ! ولكن شريطة أن لا يكونوا من القريش.
حقوق الذمين ( = غير المسلمين ) فى الشريعة الإسلامية
حسب المعاهدات المعقودة بين المسلمين وأهل الذمة يمكننا أن نستنتج أن حقوق أهل الذمة العامة? مثل حماية النفس والمال وحماية عقد الزواج والتجارة مضمونة? مما يعني أن المسلمين يتعهدون بحماية أهل الذمة والدفاع عنهم إذا تعرضوا للاعتداء. فإذا تخلت الأمة من أداء واجباتها تلك تجاه أهل الذمة ! فليس عليهم أن يعطوا الجزية ولا الخراج. يبدو لي أن الطريقة المثلى في تعيين واجبات الذمي دراسة الأوضاع والحالات التي تؤدي إلى إلغاء عهد الذمة? فهي كما يلي:
1- إذا تسلح ضد المسلمين? أو انتمى إلى دار الحرب (هذه هي الحالة الوحيدة التي قبلها أبو حنيفة سبباً في سقوط عهد الذمة).
2- إباء الذمي أن يخضع لقوانين وأحكام الأمة الإسلامية.
3- إباء الذمي أن يعطي الضرائب المفروضة لأوقات معينة (الشافعي لا يقبل إلا الحالات الثلاث هذه سبباً في الغاء عقد الذمة.
4- أن يفتن الذمي مسلماً عن دينه
5- أن يؤوي جواسيس وعيون الأعداء والمشركين? وأن يدعم أعداء الإسلام بالمعلومات.
6- ان يقتل فرداً من أفراد المسلمين عمداً.
7- أن يكفر بالله (يشتم) أو يسب على النبي والقرآن أو الدين الإسلامي. (لا يعترف الإمام مالك إلا بالأحوال السبعة هذه تبريراً لسقوط عهد الذمة).
8- أن يزني بامرأة مسلمة.
9- أن يقطع الطرق (الحنابلة يقبلون فقط بهذه الحالات التسع).
سحب حق الحرية من الذمى ( غير المسلم ) فى وطنة
هناك فقهاء أخرون يوردون التزامات إضافية لأهل الذمة أهمها:
1- على أهل الذمة حمل ما يدل على ملّتهم (نجمة صفراء لليهود ونجمة زرقاء للنصارى).
2- لا يجوز لهم أن يبنوا بيوتهم أعلى من بيوت المسلمين.
3- لا يجوز أن يدقوا النواقيس ويتلوا أخبار المسيح والروايات المأثورة عنه بصوت عالٍ.
4- ليس من الجائز أن يشربوا في الطرقات خمراً ! أو يحملوا صلباناً !! ويجرّوا خنازيرهم !.
5- عليهم أن يدفنوا موتاهم دون عويل.
6- ولا يجوز أن يركبوا سوى الحمار.

هذه الأحكام يقصد من ورائها كما يقول الفقهاء تمييز أهل الذمة من المسلمين? أو انها وضعت دلالة على أنهم صاغرون. ولهم إن يسلموا ان أرادوا العزة في الدنيا والآخرة? كما يقول ابن تيمية.
------------------------------------------------------------------------------

(1) أخذت معلومات هذه المقالة من كتاب الفكر الإسلامى نقد وإجتهاد الدكتور محمد أركون – ترجمة وتعليق هاشم صالح دار الساقى الطبعة الأولى ص 165- 196 . dar al Saqi, 26 Westbourne grove, London

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

د/ سيد القمنى والجهاد فى الإسلام

ويحاول المفكرين المسلمين مثل د/ سيد القمنى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من إنهيار الإسلام اليوم بتسليط الضوء على الفرق بين عالم أمس الذى عاشة الإسلام  والعالم الذى يعيشة المسلمين اليوم وعن الجهاد قال : "

مفهوم الجهاد اليوم مفهوم طائفي عنصري مرفوض بلغة العصر
واليوم هناك مفهوم الكفاح الوطني الذي لا يكافح لا من أجل الله ولا من أجل الجنة ولا من أجل الحور العين ولا لنصره الدين ولا الدفاع عن مسجد له رب يحميه، ولكنه يكافح لتحرير وطنه وإرادته من الاحتلال، ويشارك في هذا الكفاح أهل الوطن من كل ملة ودين وعنصر، ويكسب تعاطفاً عالمياً ودعماً لابد أن يؤدى إلى انتصاره في النهاية. أما مفهوم الجهاد فهو مفهوم طائفي عنصري ‘يقصى من العمل الوطني كل أبناء الوطن من غير المسلمين، ويدافع من أجل الله ومقدساته قبل وطنه. ويؤدى إلى نفور الضمير الدولي الذي تجاوز العنصرية والطائفية وأصبحت لغات مرفوضة بل ومرضية. ومع تقسيمه المواطنين واستبعاد بعضهم من الفعل _فيما يفعل مفهوم الجهاد _ فإنه يشق الصف الوطني شقاً ويمزق وحدته أشلاءً.
الجهاد كان صالحاً لزمانه ، ولم يعد يصلح الآن بالمرة
ثم أن مفهوم الجهاد مفهوم واسع وضع في زمن مفارق لزماننا على كل المستويات، لأنه استوعب ظرفه العالمي آنذاك ووضع على عاتق المسلمين فتح بلاد الدنيا وإخضاعها للمسلمين . وإن ذلك واجب على كل مسلم. وهو ما يحمل ضمناً العداء المسبق لكل شعوب الدنيا بسبب العقيدة وحدها وهى ما لا يكفى اليوم مبرراً، ويحتاج تفعيلة إلى قوة عظيمة لا نملك منها شيئاً ، دون أي محاولة لفهم سياسي ناضج لأحوال عالم اليوم وضرورات عقد التحالفات أو فكها على أسس مصلحية دقيقة ليس فيها مجال للعنتريات الطائفية أو العنصرية
 ما فعله المجاهدون عبر تاريخنا غير الجميل يحتاج الاعتذار

عما ارتكبوه من فظائع وعلى المستوى الأخلاقي فإن مفهوم الجهاد يفترض ملاحق له تتمثل في الإغارة والسلب والنهب والسبي وركوب نساء العدو، لأن الغنائم ‘أحلت لنا ولم تحل لأحد من قبلنا، كما قال النبي محمد في حديثه الصحيح، وصادق عليه القرآن بآيات تقفو بعضها بهذا المعنى .

وهذه الملاحق قد تجاوزتها الدنيا واصبح للحروب قواعد أخلاقية مرعية بوثائق دولية ترعى كرامة الإنسان حتى لو كان محارباً. كذلك يحمل مفهوم الجهاد قوة دفع استعمارية لحوحة لاحتلال البلاد الأخرى ونقل ثرواتها وتغيير ثقافتها. لكن الجهاد عندنا ‘مبرر بأخلاق دينية ترى المجاهد في أرقى الدرجات حتى لو فتح البلاد وقتل الناس وانتهك الأعراض وسلب الأموال بينما ترى المدافع عن بلاده وحياته وعرضه هو الآثم لأنه يمنع المجاهد من نشر دينه.

وما أبشعه منطق أن صلح في زمانه فهو لم يعد صالحاً لزماننا بالمرة، بل أنه لم يعد مصدر فخز بأي معنى من المعاني ، بل إن ما فعله المجاهدون عبر تاريخنا غير الجميل يحتاج من العرب اعتذاراً واضحا عما ارتكبوه من فوادح الآثام العظام في حق الشعوب المفتوحة في تلك الأزمان البربرية"

http://www.metransparent.com/texts/sayyed_qimni.htm

 

This site was last updated 05/27/11