Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

عنصرية الشريعة الإسلامية

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك آخر تعديل تم فى هذه الصفحة فى 4/9/2006م

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الجهاد وقتل غير المسلم
المرتدون فى شريعة الإسلام
اللغة القبطية وقطع الألسن
عنصرية الشريعة الإسلامية
المسيحيين والزى
الجهاد الإرتداد واللغة
أورشليم والصلح
قسم القوانين
الخط الهمايونى والكنائس
إلغاء اللغة القبطية
الشريعة لتأليه الحكم والحاكم
نتائج تطبيق الشريعة
الإسلام هو آية السيف
الأسلام وإستيطان الأرض
نبش قبور الفراعنة
الزى الإسلامى
الشريعة وترميم وبناء الكنائس

Hit Counter

 

الجزء الأول : خطورة أعادة العمل بالشريعة الإسلامية العنصرية

بقلم عزت أندراوس

 

لفصل الأول :   كلــــمـة " إســــلام " - ومـــعـنى كلـــــمـة " مســــلـم " 

الفصل الثانى : من هم الذمين فى الشريعة الإسلامية ؟  

الفصل الثالث : إعادة العمل بقوانين الشريعة الإسلاميه العنصريه التى أستخدمت قديماً فى إذلال وإضطهاد الأقباط فى وطنهم

الفصل الرابع : العلاقة بين الشريعة الإسلامية والجماعات أصول الإسلام الإجرامية

الفصل الخامس : الشريعة الإسلامية وتاريخ معاناة الأقباط منها

لفصل السادس : أولا - الشريعة الإسلامية تأمر بطرد المسيحيين من وظائفهم وعدم تشغيلهم

لفصل السابع : اللغة القبطية

 

 

 

 

 

 الفصل الأول :   كلــــمـة " إســــلام " - ومـــعـنى كلـــــمـة " مســــلـم "

 

تعنى كلمة إسلام فى لغات عديدة ومنها الفرنسية الخضوع
ويقول الفقهاء أنها تعنى الخضوع لله وقوانينة , وتعنى أيضاً الاستسلام – على أساس أن المؤمن مستسلماً لله وهم يقولوا أن هذا التفسير خطأ فالمؤمن يشعر بلهفه الحب نحو الله
- ولكن من المستحيل عملياً أن يشعر الإنسان بالحب والخوف معاً لشئ واحد إلا إذا كان هذا الأنسان مريضاً نفسياً أو أنه تحت ضغط الخوف من السيف  يقول غير ما يبطن .
ولكن قبل أن نتعمق فى هذه التفسيرات يجب أن نصل إلى من هو الله هذا – وكيف سينفذ
هذا الإله تعاليمة ومن هو المحرك الأساسى والمستفيد من قوانينه الإلهية –

       ويفسر البعض معنى
الخضوع = يعنى خضوع من الإنسان لسلطة حاكمة بإذن الله
وحاكم خليفة يحكم بأمر الله


قد ثبت بالدليل القاطع وبالبرهان التاريخى أنه لم ولن يوجد هذا النوع من التخيلات الوهمية لمعنى الخضوع لسلطه حاكمه بإذن الله وحاكم يحكم بامر الله فبتحليل الخلافات الإسلامية المختلفة على مر التاريخ ثبت أنها ماهى إلا نوع من أنواع من الإمبراطوريات ظهرت ثم تلاشت ومرت بمراحل تكوين الإمبراطوريات المعروفه تاريخياً والذى يشابه تطور نمو الكائن الحى من ميلاد وطفوله وشباب وشيخوخه وإنحلال وموت ,

وتفكك المسلمين الآن إنما يدل على إضمحلال خلافتهم وصيرورتها إلى الزوال , كما نلاحظ أن إستمرارها هذه المدة الطويلة نسبياً كان نتيجه لظهور عائلات عربيه إسلامية تستولى على الحكم بقوة حربية وغزو جديد لأراضى حكم الأسرة السابقة وتصفيتها وقتلهم – وهذا أيضاً لم يخرج عن نظام حكم الأسر فى العصر الفرعونى .

والقارئ العادى لتاريخ نشأة الأمم منذ أن عرف الإنسان الكتابة يمكن أن يستخلص أنه لا يوجد حاكم يمكن أن نطلق عليه خليفة معصوم من الخطأ ويحكم بأمر الله , بل أنه لا يوجد إنسان خلق يمكن أن نطلق عليه أنه يحكم بأمر الله تبعا للمنطق القائل أن الإنسان مخلوق ناقص بعيداً عن الكمال فلا يمكن أن يصل لفكر الله الكامل بل أنه من المستحيل أن يحكم بامر الله ومشيئة الله وحكمة الله على ناس ناقصين فى الكمال .

على انه يمكن بصفة عامه تفسير الإسلام على أنه خضوع وأستسلام خضوع العرب المؤمنين بالإسلام إلى القيادة المتمثلة التى يعتقدون أنها تحكم بأمر الله وإستسلام الشعوب المغلوبة لهم نتيجه لرخص حياة الإنسان وتقديمه ضحية ووقوداً لنار الحروب التى شنها إمبراطورية خلافتهم منذ نشأة الأسلام وحتى الآن.

أما إسلام الشعوب المنهزمه فكان نتيجه سهله لضربات القتال والجزية والخوف والإرهاب وكان السيف وآيتة هما المحرك الوحيد للإسلام منذ نشأته وحتى الآن0

وتعنى كلمة إسلام فى اللغة العربية بالمعنى الإيتمولوجى الأصلى : " تسليم شئ ما لشخص ما " كما تعنى : " أن يسلم المرء ذاتة بكليتها لله " أو " إيكال كل ذاتة لله " أما مؤرخوا اللغة العربية فقد إكتشفوا معنى يتوافق مع الإستخدام الذى يوظفة القرآن وهو " تحدى الموت " وهم يعنون تحدى الموت عن طريق تسليم المرء لروحة , وحياتة من أجل قضية نبيلة , وتسليم الروح هنا يعنى التضحية بالنفس فى معركة من أجل الله .

والمسلمون يتخذون من تضحية إبراهيم لإبنة إسحق من أجل الله مثلاً ومثالاً فيقولون أنه عندما قال القرآن " ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً وإنما كان حنيفياً مسلماً " فأنه من الواضح أنه لا يعنى الإسلام كما بُلور فى ما بعد من قبل المتكلمين والفقهاء لإرتكازاً على القرآن وتعاليم محمد وإنما كلمة مسلم تعنى هنا الموقف الدينى المثالى المتجسد رمزاً عن طريق التصرف الذى قام به إبراهيم طبقاً للميثاق والتفسير السابق هو تفسير المفكر د/ محمد أركون (1)
إلا أنه لايمكن لنا القبول بتفسير محمد اركون بالنسبة لربطه لما جاء بالقرآن حيث أن الفقهاء أكدوا أكثر من مرة أنه لا يمكن تفسير القرآن تفسيراً مجازياً حيث أنه غير مقبول فقهياً –

ومن وجهه النظر الأخرى أن إبراهيم تلقى أوامرة من الله مباشرة وليس عن طريق قرآن أو حتى عن طرق ملاك-

ويبقى لنا تعليق آخر أن إبراهيم كان متأكداً أن الإبن الذى أعطاه له الرب وهو شيخ لن يموت بيده وأن الرب سوف يحل ما أمرة بة بطريقة أو أخرى وفى هذا يقول إنجيل المسيحين " لقد آمن إبراهيم فحُسب له براً "- كما أن الميثاق اٌلإلهى الذى أعطاه له الرب فى إبنه إسحق بإنشاء أمه من نسل إسحق كان ميثاقاً أبدياً لا ينتهى بموت إبراهيم أو إسحق أو يعقوب لهذا فقد كان لهم هذا الحق فى إنشاء امتهم بمساعده إلهيه طالما أنهم يتبعون طرقه .
وبالنسبه لتقدمه إبراهيم إبنه ضحية فيقول بعض مفسرى الكتب المقدسة الموحى بها من الرب : ان إبراهيم قدم فعلاً إبنه وأن الضحية المقصود بها ليس إسحق ولكنه المسيح كلمة الرب وقد كان وسفكت دمه على الصليب فداء للبشرية كلها .

 

معنى عبارة " الفتنة الطائفية "

 

يقول نبيل عبد الفتاح (2): " إن التعبير الذى أطلقه البعض على وضع الشقاق الدينى فى مصر وهو " الفتنة الطائفية " , يمثل تعبيراً مضللاً ومستمداً من مورد دينى , فالفتنة تعبير دينى وجنائى فى أن – الفتنة هى تعبير عن الخروج على الجمهور , عن الجماعة فى المفهوم الفقهى والسنى
والتعبير محٌمل بالأحكام السلبية والإدانة ,وهو تعبير غامض فصفة الطائقية – لا يعرف المرء –
o هل هى مستمدة من مفهوم الطائفة بالمعنى اللغوى أى الفئة ؟ ..
o أم الطائفة هنا بمعنى طائفة من المؤمنين ؟ ..
o أم التعبير يستمدٌ من الميراث الدينى والمفهومى للدولة العثمانية ومفهوم الملل والطوائف ؟
o أم أنه مستمد من مفهوم الطائفة بالمعنى الإثنى والأنثروبولوجى ؟


__________________________________
(1) كتاب الفكر الإسلامى نقد وإجتهاد الدكتور محمد أركون – ترجمة وتعليق هاشم صالح دار الساقى الطبعة الأولى ص 165- 196 . dar al Saqi, 26 Westbourne grove, London
(2) كتاب النص والرصاص – الإسلام السياسى والأقباط وأزمات الدولة الحديثة فى مصر- تأليف نبيل عبد الفتاح –دار النهار للطباعة ص 70
========================================================================


الفصل
الثانى : من هم الذمين فى الشريعة الإسلامية ؟
 


الذمة تعنى لغوياَ العهد والأمان والضمان. وأهل الذمة هم المستوطنون في بلاد الإسلام من غير المسلمين ! وسُموا بهذا الإسم لأنهم دفعوا الجزية فأمّنوا على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم? وأصبحوا في ذمة المسلمين. وكانت تقاليد الإسلام تقضي بأنه إذا أراد المسلمون غزو إقليم وجب عليهم أن يخيروا

 أهلة بين مطالب ثلاثة

إعتناق الإسلام
• دفع الجزية
• القتال حتى الموت

فمن استجاب منهم طُبقت عليه أحكام المسلمين ومن امتنع فُرضت عليه الجزية كقول القرآن:

 قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولايحرمونماحرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون (التوبة 9).
وقد ورد في الحديث: يسعى بذمتهم أدناهم . وفسر الفقهاء ذمتهم بمعنى الأمان وقالوا في تفسير عقد الذمة بأنه إقرار بعض الكفار على كفرهم بشرط بذل الجزية والالتزام بأحكام الملة. وعلى هذا يمكن القول إن عقد الذمة عقد بمقتضاه يصير غير المسلم في ذمة المسلمين أي في عهدهم وأمانهم على وجه التأييد ! وله الإقامة في دار الإسلام على وجه الدوام. أما الداخلون في نطاق أهل الذمة فهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى وكذلك المجوس. وهؤلاء يجوز عقد الذمة لهم. وأما المجوس فقد ثبت جواز عقد الذمة لهم بالسنة القولية والفعلية. فقد قال محمد: سنوا بهم سنة أهل الكتاب.

=================================================================



ا
لفصل الثالث : إعادة العمل بقوانين الشريعة الإسلاميه العنصريه التى أستخدمت قديماً فى إذلال وإضطهاد الأقباط فى وطنهم



وجد المسلمون أنفسهم أمام حضارة غربية تدخل بيوتهم من غير سماح وتؤثر على تفكيرهم ووجدانهم وتحول آرائهم وتؤثر فى مجتمعهم وظنوا أن هذا سيؤثر على عقيدتهم . وشعر معظم المسلمين أن الشريعة الإسلامية كياناً جامداً وأُصيب من الغرب بضربة قاتلة ولم يعد قادراً على مواصلة ركب الحضارة خاصة أن نظام حقوق الإنسان الحديث وحريتة أصبحت مقدسة ولا يمكن أن يمسها ديناً أو عقيدة أو نظام.

ولما كان الإسلام قد تعرض منذ بدء نشأتة لتحديات دينية وثقافية. ولكنه كان باستطاعته التغلب عليها بنجاح , فهناك عديد من الآيات القرآنية التي لم تكن ليوحَى بها لو لم يتلق محمد اعتراضات من الجانبين النصراني واليهودي.

وابتداءً من القرن الثامن حتى القرن العاشر واجه الإسلام أزمات حضارية متعددة وعزوف عنها فى بعض الأحيان ولكنه كان فى أحيان كثيرة يتشوق لمعرفتها لأنه ان يستطيع أن يواجهها فى حروب مثلا إلا بمعرفة أسرار تقدمها , وأهم تلك التي الحضارات التى أثرت فى كيانه هو ما أحدثته الأفكار الإغريقية. غير أن الإسلام أظهر القدرة الكافية على مواجهة تلك التهديدات. فتارة رفضها ! وتارة اعترف بها بعد أن ألبسها حلة إسلامية ! أو أدمجها كاملاً في كيانه.

وتغير الوضع لما وجد الإسلام نفسه في القرن التاسع عشر وخاصة في القرن العشرين تحت الضغط والتأثير الغربيين. كان التأثير الغربي ذا وجهين: سياسياً وعسكرياً. إن الانزعاج أو النكسة التي ظهرت من جراء الهزائم السياسية العسكرية وما تلاها من تبعية للقوى الأجنبية , أصابت الإسلام بالشلل وأثارت الانطباع بأن الإسلام لا يستطيع تجديد نفسه ولا صدّ المواجهات , والملاحظ أن الفرد المسلم يفضل العيش فى تخلف وتحت ضغط وإرهاب ودموية نظام إسلامى متزمت قريب من حياتة أيام نبية , أفضل من تبعية النظام إلى أى تأثير خارجى يدفعه إلى الحضارة والتقدم .

وفي القرنين التاسع عشر والعشرين وجد المسلمون أنفسهم في إنحطاط داخلي وكتبهم مليئه بالخرافات ! فكان عليهم أن يقوموا بتصفية الإسلام منها والتأكيد على القيم المعنوية والأخلاقية تحت إسم التنقيح فغيروا كثيراً من كتب الحديث وإستطاعوا أن ينفذوا إلى كتب التفاسير الأخرى فتجد أن كثير من المخطوطات القديمة تختلف عن الطبعات الحديثة وحتى الطبعات الحديثة تختلف بعضها عن بعض .

ولم يجدوا فى النهاية إلا أن تعود الأمة المحمدية إلى القرآن الذى جمعه عثمان وتعاليمه البسيطة الواضحة , فتوصلوا إلى حلا وحيداً , لا خلاص بغيره. ألا وهو تطبيق الشريعة الإسلامية وأطلقوا شعارهم الشهير الحل هو الإسلام الذى يعكس تمردهم وخيبة أملهم على اللحاق بالركب الحضارى وتطبيق القوانين الحضارية مثل قوانين حقوق الإنسان وغيرها والسير فى ركب الإنسانية ففشلوا وقاموا بقتل الأبرياء من شعوب العالم المختلفة فى حادثة 11 من سبتمبر 2001 كما قاموا بقتل أكثر من 180 من الأبرياء فى جزيرة بالى بأندونسيا فى أكتوبر 2002وقاموا فى مصر بقتل الأبرياء من الأجانب السياح الذين جائوا لزيارة مصر والتطلع على حضارتها الفرعونية الأطفال والشيوخ والنساء والرجال من الأقباط المسيحين المسالمين وتشويه جثثهم فى مجازر وحشية وبشعة وهدم كنائسهم وبيوتهم وحرق محصولاتهم ومحالهم ودكاكينهم وذبحهم داخل محلات إقامتهم 0

ولكننا نسمع من بعضهم أصوات خافتة لا يصل مداها إلى التطبيق لنشل هؤلاء الناس من صفة البربرية والتوحش ونرى في القرن التاسع عشر نزعات مختلفة بين قادة الفكر الإسلامي! وكل إتجاه له صفته لحل المسائل والمشاكل التى تواجه المجتمع الإسلامى .

فيرى التقليديون وعلى رأسهم شيخ الإسلام أو قاضي القضاة للحكم العثماني أن الخلاص يتم فقط بالتمسك بما به اهتم السلف الصالح ! إذ هم أقرب الناس من عهد النبوة ! وليس بوسع الإنسان الحديث أن يفهم القرآن كما فهموه لأنه كان وقتها قرآن معايش وملموس فى عدات عادية يمارسونها .
أما الصوفية تذهب إلى أن على المسلم أن ينجو بنفسه بعيداً عن السياسة وشؤونها ! وعلى رأسها الشاذلية والنقشبدية.

أما قادة الإصلاح أمثال جمال الدين الأفعاني فلا يقيمون وزناً لأعمال السلف ! وها هو الأفغاني يغضب عندما يُقتبس في مجلسه ما يقول القاضي عياض حجة ! وكأن ما كتبه وحي مُنزَل فيقول: يا سبحان الله! إن القاضي عياض قال ما قاله على قدر ما وسعه عقله وتناوله فهمه وناسب زمانه ! فهل لا يحق لغيره أن يقول ما هو أقرب إلى الحق وأَوْجَه ! وأصحّ من قول القاضي عياض أو غيره من الأئمة ! وهل يجب الجمود والوقوف عند أقوال أناس أطلقوا لعقولهم سراحها فاستنبطوا وقالوا وأدلوا دلوهم في الدلاء وفي ذلك البحر المحيط من العلم ! وأتوا بما ناسب زمانهم وتقارب مع عقول جيلهم - وتتبدل الأحكام بتبدُّل الزمان . ولما قيل له: إن ذلك يحتاج إلى الاجتهاد ! وباب الاجتهاد عند أهل السنة مسدود لتعذُّر شروطه! تنفس الصعداء وقال: ما معنى باب الاجتهاد مسدود ! وبأي نص سُدَّ باب الاجتهاد ! أو أي إمام قال: لا ينبغي لأحد من المسلمين بعدي أن يجتهد ليتفقّه في القرآن? أو أن يهتدي بهدى القرآن وصحيح الحديث.. .

أما الصعوبة الثانية فنراها في ما يجب على المسلم عمله تجاه شؤون السياسة. فهل الإسلام دين لا يهتم إلا بالأمور العبادية ؟ وهل القرآن كتاب لا يحوي سوى توجيهات أخلاقية وليس له صلة بالحكومة ؟ وصف قادة الفكر الحديث من المسلمين الخلاف بينهم وبين أهل التزمت بالصراع بين العقل والنقل واتهموا غيرهم بالتمسك الأعمى بنص القرآن. وهناك من يقول وخاصة في أيامنا هذه بضرورة فهم القرآن فهماً يتناسب والعصر.

وقد واجه هؤلاء الإصلاحيين الإسلاميين موجه من التحدى وصلت بالأصوليين المتمثلين فى العصابات الإسلامية أن تقتل وتهدر دم كتاب وصحفيين أمثال الكاتب محمد فودة والشيخ محمد حسن الذهبى وغيرهم ممن تطول قائمتهم فى مصر أما فى الجزائر فقد أحدثوا بما يمكن قوله حمامات من الدماء ضد جميغ فئات الشعب الجزائرى تشمئز البشرية من أعمالهم الإجرامية .

وقال الأصولين والعصابات الإسلامية عن التحديث : " هذا كفر مستور ". والذي يقول به واحد من إثنين: إما أبله لا عهد له بالقرآن ! أو مراءٍ يطعن في الإسلام في كِسْوَة المصلح. ربما يحق للأصوليين القول بأن هؤلاء المسلمين المنفتحين الذين عندما يتحدثون عن وجوب تكيف القرآن بمتطلبات العصر لا يأبهون بدعائم الإسلام أبداً ! فلا أمكنهم إظهار كفرهم لما ينتظر المرتد من عقاب إلا بتمييع وتجويف القرآن من خلال تفسيرات غريبة كل الغرابة وذلك تحت شعار الانفتاح والإسلام العصري.

وهكذا دانت مصر لعصابات الإسلام , وإقتفت الحكومة المصرية آثارهم خوفاً من أن تكفرهم , وطبقت مصر الشريعة الإسلامية التى كانت قوانينها تطبق فى العصور الوسطى , فتراجعت إلى الخلف بدلا من أن تتقدم إلى الأمام , وحينما تطلع أيها القارئ العزيز على المحتويات القانونية والتطبيقات العملية والمجازر الوحشية ضد الأقباط التى قام بها المسلمون تحت سمع وبصر وسماح قانونهم الإسلامى المسمى بالشريعة الإسلامية الذى طبق فى العصور الوسطى سوف تتأكد بما ليس هناك شك أن مصر قد رجعت إلى الإحتلال ولكن أحتلت ممن ؟

هذا هو السؤال المحير فليس هناك محتل خارجى يفرض قانوناً على الشعب القبطى , ولكن المسلمين الذين يعيشون مع الأقباط كأمة واحدة ترآئى لهم فجأة أن يطبقوا قوانين الإحتلال العربى الإسلامى , صحيح أنهم مسلمين ولكنهم ليسوا محتلين لمصر يريدون أن يذيقوا الوطنين وأقصد الأقباط طعم ذل الإحتلال ,

إن الشعب المسلم الذى يعيش فى مصر الآن قد ذاق مرارة الإحتلال التركى العثمانى , والفرنسى والإنجليزى فهل يريد المسلمبن أن يكرروا أفعال المحتلين للمصريين أم يريدون أن يشعروا بالعنجهية العربية وتحويل أقباط مصر إلى عبيداً أرقاء ومواطنين من الدرجة الثانية وذلك بسبب أنهم أغلبية ويملكون إتخاذ القرار

أن التاريخ بلا شك يعيد نفسة فالأغلبية النازية التى أذاقت اليهود الإضطهاد ودفعت بالشعب الألمانى إلى حرب دمرت إقتصاد ألمانيا بلادهم ومات الملايين فى فلسفة لم تعد مرغوبة فى هذا العصر ألا وهى تفوق جنس معين على الأجناس المكونة لنسيج أمة ما , ففى ألمانيا إعتقدوا بتفوق الجنس الآرى الألمانى , وفى مصر يعتقدون بتفوق الجنس العربى المسلم ولكن فى النهاية ستدفع مصر الثمن كما دفعت ألمانيا الثمن لمغامرة إسمها تفوق الجنس


============================================================


الفصل الرابع : العلاقة بين الشريعة الإسلامية وجماعات أصول الإسلام الإجرامية



حدث إنقسام إجتماعى أيدولوجى فى آن واحد معاً بين العلوم الدينية أو التقليدية – وبين العلوم العقلية ( علوم دينية نقلية / علوم عقلية دخيلة ) بدءاً من القرن الثانى الهجرى /
الثامن الميلادى
والفاعلين النشطين فى الساحة الثقافية يطلق عليهم إسم .. العالِم .. وينقسم العلماء بالمعنى الكلاسيكى إلى : الفقية - والمتكلم - والفيلسوف - والأديب - والمؤرخ ....ألخ وكلما راح العالم يغرق فى التخصص الدقيق إبتعد الإنسان عن مكانة المثقف ووظيفته كما جُسٌدت فى التاريخ الكلاسيكى بشكل نموزجى مثل الجاحظ , وإبن فتيبة والتوحيدى ومسكوية ... ألخ (1)

وقد إتسع الفكر الإسلامى فى فرع واحد فقط فى القرن الرابع هو الأدب فإذا كان تخصص فرد ما فلا الفقة مثلا كان مجاله محدود فى علوم الفقة وإذا درس علوماً أخرى من المعرفة فإنة عندئذ يصبح أديباً _ فقد كان الأدب فى هذا الوقت يشتمل على جميع المعارف والعلوم – وكان يتيح للمتبحرين فى الفقة أن يجيب على تساؤلات فكرية فى رؤية متفتحة فى القرن الرابع الهجرى (2)

وإتسعت المعارف العلمية إلى أبعد مدى ممكن فى ظل الخلافة الإسلامية وتفتحت بفضل إندماج العرب المسلمين مع الأمم الأخرى خاصة فى الخلافة العباسية وصعد سلم المعرفة بفضل ترجمة الكتب من جميع اللغات الموجودة فى الولايات الإسلامية فأثرت على العقول وفتحتها لتلقى المزيد منها فى القرن الرابع الهجرى / العاشر الميلادى ثم راح يبرز جلياً واضحاً فى كل علوم المعرفة , من علم النحو , ومعاجم اللغة وقواميسها التاريخ , وعلم الجغرافيا وعلم الطب , والعلوم الطبيعية ... ألخ – فطرحوا مشاكل للنقاش لم تكن قابلة

للنقاش فيما قبل , وتداول النفكرين أفكاراً جديدة , ومارسوا المعرفة النقدية وتقبلوها عن طيب خاطر , دون الإحساس بالحرج من عقائدهم الدينية , حتى أنهم لم يخشوا من الإنهاكاسات أو الإنتكاسات الحضارية , وكانوا يواجهون عن قصد الصراع والتوتر الناتج عن هذه المواجهات عندما تتم المجابهه اليومية بين العلوم العقلية , وإكراه الدين , وهذا ما فعله الجاحظ ( 256 هـ / 869 م ) والغزالى ( 505 هـ / 1111م ) والتوحيدى ( 414 هـ / 1023م ) وفخر الدين الرازى ( 609 هـ / 1209م ) وإبن تميمة ( 728هـ / 1328م ) وظهرت نماذج عالية من المثقفين مثل الجاحظ والتوحيدى اللذان يعتبران أكثرهم جرأه و" حداثة " وهناك أيضاً الكندى والفارابى وإبن سينا وابن رشد .. الذين مارسوا البحث الفلسفى بحيث أنه لم يحذف الفكر الدينى وإنما يهضمه – ويتمثٌله (3)

ولكن تقلص التمدد الفكرى والإنفتاح العقلى بدءاً من القرن الخامس الهجرى/ الحادى عشر الميلادى فقد ظهرت المذاهب السنية تفرضان خطها الدينى المتشدد بالتدريج وتمارس العقيدة الدينية وتبتعد رويداً رويداً عن المعرفة والعلوم الدنيوية - لكن فى وقت إنسدال الظلام الدينى كانت المكتبات الكبرى لا تزال تعمل حيثما وجدت ووجد طالبى العلم فظهر مثقفين نقديين كبار أمثال إبن خلدون .

وهكذا إنتصرت على الفكر الإسلامى وأثرت على طبقة المعتدلين من المثقفين , وإختفى الفكر الفلسفى والمناقشات العلمية كليةً , وظهر فى هذه الحقبة الداكنة نمطان من العلماء يسودان على ما عداهما من الطبقات المؤثرة على المجتمع الإسلامى :-

• نمط الفقية الذى يحفظ عن ظهر قلب كل ما يقدم له من العلوم الفقهية ويعيد إنتاج المدرسة الفقهية القديمة بدون إضافة إبتكار أو تجديد عقلى – وكان هذا النمط موجه لتدريب وتخريج رجال القضاء .أما المثقف المسلم وظيفتة ليس مجرد تخزين المعلومات لمجرد التعرف عليها , بل تطويعها والتقدم بها إلى الأمام ليواجه الحضارة وليس التحجر بالتعرف على الشئ أو التحقق من وجوده – لأنه بكل بساطة هذه الحقائق موجودة منذ الأزل
• نمط الشيخ أو المرابط ( بلغه أهل المغرب ) وهو ما يقابل شيخ الكتاب بالقرية المصرية ( وعملة تعليم الصبية ) وهو الرجل الوحيد الذى له كامل المعرفة بالقراءة والكتابة بين السكان الأميين

بالقرية – وكان يعمل أعمالا أخرى مثل كتابة التعاويذ وأحجبة السحر كما كان يشرف على جامع القرية ويؤدى الصلوات الشعائرية .

وهكذا تشكل علم الأصول الذى ولد التماسك فى كل بناء أخلاقى من خلال الشريعة الإسلامية فالقرأن هو وحى من الله , الله تلفظة بالعربية , وإقتصر دور محمد على مجرد النطق والتوصيل إلى البشر , وهو الوحى الأخير تقول كل شيئ للعالم ويعرفة كل شئ عن العلوم فهو علم الإنسان ما لم يعلم من تاريخ وفقة وتشريع وعلوم دنيوية ... ألخ وقد عادت إلى الأذهان المقولة المأثورة للخليفة عمر بن الخطاب فى رسالتة التى رد بها على واليه عمرو بن العاص عندما إستفسر عن وضع مكتبة الإسكندرية " إذا كانت هذه الكتب لا تحتوى على شئِ غير المسطور فى القرآن فهى كعدمها .. وإذا كانت هذه الكتب تنافى ما جاء بالقرآن فهى ضارة مؤذية لا يجب حفظها . إذاً ففى كلتا الحالتين يجب حرقها وإبادتها من الوجود(4) "

وبهذا المنطق بدأ العرب المسلمون غزوا وحكموا أقاليم شاسعة بالقرآن الذى كانوا يظنون أنه يحتوى على كل شئ فى العالم – وفى الواقع أنه كان فعلاً يحوى بعضاً من كل شئ موجود – فقد حوى بعضاً من المسيحية وبعضاً من اليهودية وبعضاً من الوثنية كما رد على كثير من الهرطقات وفئات منشقة من المسيحية واليهودية وحوى بعضاً من أديان كثيرة كانت منتشره فى زمانه حتى العادات الوثنية التى كانت موجوده لا زالت تمارس حتى اليوم وحوى أيضاً بعض التقاليد العربية ولغى بعضها أو خصصها على محمد صاحب الشريعة الإسلامية وشرع نظم مختلفة .

لهذا ظنوا فى هذا الوقت انه يحوى ما هو موجود فعلاً فى الجزيرة العربية وأن ما هو موجود فى الجزيرة العربية موجود أيضاً فى كل مكان فى العالم وثبت قصورهم فى التعامل فى مختلف الحياة ولم يوجد واحد بينهم مَنْ يستطيع أن يجمع الجزية ويرصد حساباتها أو يقيم مشاريع ... ألخ حتى أن الوطنيين كانوا هم موظفى الحكومات أما فى الناحية الدينية فقد ظهرت مشكلات معقده لم تعرف من قبل أدت إلى ظهور طبقة الفقهاء لحلها وما يسمى بالناسخ والمنسوخ -.

وكان حرق مراكز الفكر ( المكتبات ) خطأ فادح أدى إلى إنهيار الحضارة البشرية أو يمكن القول توقفها لفتره من الزمن ولكن فى زمن هارون الرشيد أمر بترجمه كل الكتب التى إحتفظ بها أصحاب البلاد التى إحتلها العرب المسلمين فبدأ التقدم ينتشر وتلقف الغرب هذه الفكرة وترجم هو أيضاً الكتب العربية المترجمه أصلاً من أمهات الكتب اليونانية والقبطية والفارسية وغيرها وظهرت فى الغرب حركة ولع بالتقدم ما زالت تتقدم بخطى سريعةلما يستطيع العرب أو المسلمين اللحاق بها لأنهم ما زالوا يظنون أن كتابهم يحوى كل شئ أو أن الإسلام هو الحل .
________________________________
(1) كتاب الفكر الإسلامى - نقد وإجتهاد - الدكتور محمد أركون ترجمة وتعليق هاشم صالح دار الساقية الطبعة الأولى 1990ص 6
(2) L, Humanisme arabe au IV \ X Si`ecle ( J. Vrin, 2 ed. 1982

(3) كتاب الفكر الإسلامى - نقد وإجتهاد - الدكتور محمد أركون ترجمة وتعليق هاشم صالح دار الساقية الطبعة الأولى 1990 ص 7

(4) كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج2 ص 148
==========================================================
 

الفصل الخامس : الشريعة الإسلامية وتاريخ معاناة الأقباط منها

عاش العرب بدون حكومه ) قيادة مركزية) أو نظام يحكمهم , فقد عرفوا بأنهم مجموعه من القبائل ورئيس القبيله هو شيخها , ولم تكن عندهم قوانين مكتوبه فكانوا يتبعون القوانين القبليه العرفية , وكانت شرائع بسيطة غيرمعقده , تضع فى أولوياتها مركز القبيله ومكانتها بين القبائل , كما أن القبيله ككل تأتى فى الإهتمام قبل الفرد كما ان مركز عزتهم وكبرياؤهم يأتى من إنتماؤهم للقبيله والعربيه 0
لكن بعد أن وجدوا أنفسهم فوق قمه السلطه على أمم متعدده , شرعوا قوانين سميت بالشريعه الإسلاميه , وهى فى مجملها لا تزيد عن القوانين القبلية العرفيه وضعت فى صـــوره مكـتـوبـــه
وصنفت هذه الشريعه الناس , فبالنسبه للناحيه العرقيه فقبيلتهم ثم عروبتهم يأتون فى المرتبه الأولى ثم دينهم الإسلامى , وبالنسبه للناحيه الدينيه فالعرب المسلمين أولا ثم الموالى المسلمين ثانيا فالعربان أما بالنسبه للذمين ( غير المسلمين ) فقد وضعت تابيعيها فى مرتبه ثانية أو أعلى من مرتبه العبيد
أما بالنسبه للإنتماء لوطن فقد ألغت هذا الإنتماء وأصبحنا نجد أن الإنتماء للجنسيه العربية وللإسلام وأصبحنا نرى كل حاكم اليوم يتمنى أن يصبح الحاكم الأوحد للعرب لهذا أطلقت الصحافه المصريه على هؤلاء الحكام عباره مجازية هى " هذا الحاكم يريد ركوب الحصان العربى"
ولكن هذه المبادئ أوالقوانين أوالشرائع التى فرقت بين العربى المسلم والموالى المسلم , وفرقت بين المسلم والذمى (أصحاب الأديان الأخرى ) تعرضت لتجاوزات كثيره لا حصر لها من قبل الحكام لصعوبه تطبيقها , كما أنها لم تسهل مهمه الحكام لقياده أمة ذات أجناس متعددة وأرض واسعة ذات شعوب وأديان ولغات مختلفه فى ظل هذه القوانين ,

فإزداد الفارق بين المبدأ وتطبيقه , فكانوا يشتدون على الناس ويكبتون حريتهم , وينغصون عيشتهم ويمررون حياتهم ولكنهم فى النهايه يضطرون إلى تجاهل بعض تعليمات القرآن والحديث ويلتجأون إلى الفقهاء لتفسيرها حسب أهوائهم 0 وقبل البدئ فى شرح الجوانب المختلفه من الموضوع يجب أن ننوه أن الموضوع يتناول مكانة أهل الذمة في الفقه الإسلامي بمصادرها الأربعة من جهة! وظواهر تطبيق تلك القواعد والمبادئ الواردة في تلك المصادر على ساحة الواقع من جهة أخرى.
علينا ألا ننسى أن ما نشاهد من تطبيق على ساحة الواقع قد يكون مختلفاً كل الاختلاف عما تنص عليه مصادر الإسلام ! وذلك تارة لصالح أهل الذمة وأخرى بالعكس . ويتناول هذا الكتاب الذى بين يديك أيها القارئ وضع أهل الذمة في الفقه الإسلامي والشريعة الإسلامية كموضوع قانوني بحت كما يبحث أيضاً تاريخ تطبيقه .
وكان العرب يجهلون فن الحكم , فشغلتهم إداره الأراضى الشاسعه - وتخبطوا بين الحكم المدنى وبين الحكم الدينى المتطرف , ويؤكد معظم المؤرخين أنهم حكموا حكما دينيا دكتاتوريا إسلاميا متطرفا فى أغلب العصور0
ولفهم الأحداث التى حاقت بمصر وبالأقباط فى وطنهم تحت هذا النوع من الحكم إستعرض المؤرخون القوانين والشرائع الإسلاميه فيما يتعلق بالقوانين التى نسميها اليوم بالقوانين العنصريه لأنها فرقت بين إنسان وآخر لأجل دينه وعقيدته وجنسيته (أمته) وإستخدموا هذه الشريعه لإذلال ( إضطهاد ) الشعوب المنهزمة وعند أَستعمال كلمة الشريعة يقصد بها مصادر الفقه الإسلامي? أي القرآن والسنّة والإجماع والقياس. ويمكن القول أن الشريعة هو ما ورد فى مصادر الفقه في القضايا الحقوقية مما أورده الفقهاء في ضوء تلك المصادر.
هذه القوانين أوالشرائع بعضها جاء فى القرآن والبعض الآخر جاء فى كتب الفقه والتشريع لتحجيم وإذلال (إضطهاد)أهل الذمة ( الغير مسلمين) ونذكر منها :
• أولا : الشريعة الإسلامية تأمر بطرد المسيحيين من وظائفهم
• ثانياً : الشريعة الإسلامية تأمر بهدم الكنائس وعدم ترميمها وعدم التصريح بإقامتها
• ثالثاً : الشريعة الإسلامية تجبى الجزيه والخراج
• رابعاً : الشريعة الإسلامية تلزام المسيحين بإرتداء زى يميزهم لإحتقارهم
==========================================================

الفصل السادس : أولا - الشريعة الإسلامية تأمر بطرد المسيحيين من وظائفهم وعدم تشغيلهم

لم يشمل عهد عمر مسألة إستخدام أو تشغيل أو طرد أهل الذمه من المسيحين أو سائر الذين لا يؤمنون بالإسلام فى وظائف الدولة – وذلك لأن القرآن أجاب على ذلك بالنفى وقد تمسك عمر طوال مدة خلافته بأحكام القرآن ..

وقد أورد لنا الفقيه بن النقاش خطيب (1) مسجد إبن طولون فى القرن التاسع الميلادى عدة أمثلة لما إتبعه الخليفة عمر – قال أبو موسى الأشعرى للخليفة : " إستخدمت رجلا نصرانياً " فأجابه الخليفة : " ماذا فعلت أيها الرجل ؟ إن الله سيعاقبك ! ألم تدرك معنى قول الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا , لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم بعض ومن يتولهم منكم فأنه منهم إن الله لا يهدى القوم الظالمين " ( المائدة 50 ) فقلت : " يا أمير المؤمنين إستخدمته وتركت جانباً عقيدته " فأجاب عمر : " ليس هذا عذراً , ولن أشرف أبداً الذين إحتقرهم الله . ولن أرفع أبداً الذين وضعهم الله فى حاله دنيئه ولن أقترب من الذين أبعدهم الله منه " .
وكتب إلى الخليفة عمر أحد قوادة ليستعلم بخصوص إدخال الكفار فى الوظائف العامة فقال : " إن الأموال التى تدفقت على الخزينة بكثرة , ولا يستطيع غيرهم أن يقوم بالأعمال الحسابية , قل لى حينئذ ما يستحسن عمله " .. فأجاب عمر لا تشركوا الكفار فى أعمالكم لا تعطوهم ما حرمه الله عليهم , ولا تضعوا ثروتكم فى أيديهم ولا تنسوا هذه المبادئ التى يسير عليها كل رجل " .
وكتب الخليفة إلى أحد قواده : " إن الذى يستخدم كاتباً نصرانياً , يجب ألا يشاطره فى حياته أو يكن له عاطفة أو يجلس بجانبه أو يستشيره , لأن النبى والخليفة أمرا بألا يستخدم الذميين فى الوظائف "
 م وقد أعتمد على رأية لسببين : أولا – لأنه كان يقيم بمصر ويتحدث فى كتبه الفقهية عن الأقباط بوجه خاص ثم أنه عاش بمصر فى زمن كانت البلاد تتمتع بالإستقلال .. وكان المسلمون يسيطرون على مصر سيطرة كاملة
وتلقى الخليفة رساله من معاوية بن ابى سفيان يقول فيها : " يا أمير المؤمنين إنى أستخدم فى ولايتى نصرانياً لاأستطيع بدونه أن أجمع الخراج ولكن أردت قبل أن يقوم بهذا العمل أن أنتظر أوامركم " فأجاب الخليفة : " أدعو الله أن يقينى من هذا الشر . قرأت الرساله التى وجهتها إلى بخصوص النصرانى . وأعلم أن هذا النصرانى قد توفى والسلام (
2) "
أما راى الفقيه النقاش , فلم يكن أقل صراحه من رأى عمر رغم الفاصل الزمنى بينهما ( نحو 230 سنة ) لقد سئل الفقيه : " ما هو رأى علماء الإسلام وهم قادةالشعوب , فيما يختص بإستخدام الذميين وبالإستعانه بهم بصفة كتاب لدى الأمراء لأداره البلاد ولجباية الخراج ؟ ... أهو عمل شرعى أم محرم ؟ --فأجاب إبن النقاش أعلم أن الشرع لا يسمح بإستخدام الذميين فحرموه بتاتاً أو أعربوا على الأقل عدم رضائهم لأنهم يقولون : " لا عهد بيننا وبين أنصار النبى" (
3)
وقد كره عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموى أن تكون يد الزمى هى العليا فيكون له السلطات على المسلمين وحاول من ذلك , فأرسل إلى الولاه عن هذا الخصوص رساله يقول فيها : " أما بعد فان الله عز وجل أكرم بالإسلام أهله وشرفهم وأعزهم , وضرب الذله والصغار على من خالفهم وجعلهم خير أمه أخرجت للناس , فلا تولين أمور المسلمين أحداً من أهل الذمه , فتبسط أيديهم وألسنتهم . وتذلهم بعد أن أعزهم الله , وتهينهم بعد أن أكرمهم الله تعالى , وتعرضهم لكيدهم والإستطاله عليهم ... لذلك عزل عمر بن عبد العزيز جماعه من عمال القبط بمصر , وإستبدل بهم عمالا مسلمين ... والواقع أنه كان شديد التعصب وطبق ذلك المبدأ فى جميع ولايات الخلافة الإسلامية لأنه كتب ذات مره ليقول : " أن من أراد أن يقيم فى مملكته وبلاده فليكن على دين محمد مثله ومن لا يريد فليخرج عنها "(
4)
والنظم السابقة طبقت فعلاً على أقباط مصر الذين كانوا يعتقدون أنهم غير مرتبطين بعهد مع المسلمين فإن قيل أن الآيات التى ذكرتها تتعلق فقط بشعور الصداقة نحوالنصارى بينما أن المسأله تتعلق بإستخدامهم فىالوظائف العامه أقول : " لا يستخدم الإنسان إلا من يثق فيه ... وعلى أى حال فإن الله تعالى حل المشكله الخاصه بالذميين حلا قاطعا إذ قال : " من يتولهم فإنه منهم " ( سورة المائدة الآيه 51 ) .
 

الأقباط ووظائف الدولة

بدأ المسلمون فى مصر بتنفيذ الشريعة الإسلامية فى مخططا سريا ونحن لا نجد اليوم وكلاء وزاره مسيحيون وكذلك فى الوظائف العليا وهذه كانت خطة النازى فى الحرب العالمية الثانية بطرد اليهود من وظائفهم وعدم تشغيلهم بحجة أنهم إستولوا على الإقتصاد , وتسائل بعض المفكرين المسلمين 00 ما الفرق بين الفكر المتستر بالدين والفاشية ؟-- (
5)
وكان هذا تخطيطا على مدى طويل فقد ذكرت جريدة مصر فى 3-5-1947 أن جماعة الإخوان قد أقامت حفلا أمام كنيسة مارى جرجس وكان الخطيب الإخوانى يردد " غدا تؤول شركة المياة إلينا فلا نترك فيها قبطيا واحدا وغدا يسيطر المسلمون على جميع الشركات فلا يبقى فيها قبطى واحد " --- (
6)
ولاية الذمي على المسلم
( عدم إعطاء المسيحين الوظائف العليا والوزارات الهامة :
لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين. ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم اللهُ نفسَه وإلى الله المصير (آل عمران 28) . يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بِطانةً من دونكم لا يأتونكم خَبالاً. ودّوا ما عنِتُّم. قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر. قد بيّنا لكم الآيات إن كنتم تعقلون. ها أنتم أولاءِ تحبونهم ولا يحبونكم (آل عمران 118 ? 119) يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين. أتريدون أن تجعلوا للَّه عليكم سلطاناً مبيناً (النساء 144) . يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق .. (الممتحنة 1) .
ويقول صاحب صبح الأعشى حديثاً ضعيفاً
(7):
إن اليهود والنصارى أهل غدرة وخيانة
هذه الآيات وأمثالها تحذر المسلمين من مصادقة الكافرين وتصفهم بأنهم قوم لا يوثق بهم. وهناك أحاديث عديدة تقول
إ
ن اليهود والمسيحيين يتحايلون على الإسلام والمسلمين
مما جعل الفقهاء يتفقون على أنه لا يجوز للذميين أن يتقلدوا وظائف عالية في جهاز الحكم ! لأن.
طاعتهم للحكم الإسلامي موضع شك
وإن مكانة الذمي ( المسيحين ) المنحطة أيضاً لا تتلاءم مع ما للدوائر الحكومية من خطورة وأهمية بالنسبة للمسلمين. وعليه فلا يجوز أن يصير الذمي قاضياً ولا كاتباً ولا مترجماً
يوجد أيضاً فقهاء أمثال الماوردي الذين ذهبوا إلى جواز توليتهم في السلطة مثل الوزارات ولكن شريطة أن تنحصر واجباتهم على مرجع التنفيذ وليس الحكم والقضاء! فالذي يتولى التنفيذ يجوز أن يكون ذمياً أو عبداً ! دون أن يحسم فيما يتعلق بالواجبات الشرعية مثل جمع الزكاة. ...

ا
لتطور التاريخى فى تطبيق الشريعة الإسلامية
فى قانونها الخاص بإبعاد الذميين عن الوظائف العامة


قد أظهر الخلفاء مراراً رغبتهم فى إبعاد الأقباط من الوظائف الإدارية وأظهروا خيبة أملهم – شفهيا إن لم يكن كتابياً , كلما رأوهم يديرون الأعمال فى نجاح منقطع النظير وبمنتهى الدقة والأمانة وكان هناك فى بداية إحتلالهم رأيان - الأول دينياً : هو رأى الخليفه عمر بن عبد العزيز- الثانى سياسيا وعملياً : هو رأى عمرو بن العاص وتغلبت درايه عمرو وحنكته الإداريه على تزمت عمر بن الخطاب الدينى فأطلق للأقباط اليد العليا فى إدارة بلادهم
.
ولما تولى عمر بن عبدالعزيز الخلافة بعد حوالى 100 سنة من إحتلال مصر – أصدر الأوامر المحدده للولاه من حكام الأقاليم فى رساله قوية أن يتبعوا التعاليم الصارمه فى تنفيذ الشريعة الإسلاميه فقال : " يقرأ لكم كلمات الله ( هنا ذكر بعض الآيات القرآنيه الخاصة بالذميين ) " .. ثم إستطرد فى كتابة رسالته قائلا : " لقد سمعت أنه فيما مضى , عندما كانت الجيوش الإسلامية تدخل البلاد وكان المشركون يذهبون لمقابلتهم وأن المؤمنين يطلبون معاونتهم فى إدارة البلاد لسدادة رأيهم ودرايتهم فى الشئون الإدارية وجباية الضرائب , ولكن لا يوجد الرأى السديد ولا الدراية عند الذين يستأثرون غضب الله ورسوله , ثم إن الله أمر بنهى هذه الحالة ولا أود أن يخبرنى أحد بأن والياً ترك فى ولايته عاملاً يدين بعقيدة غير العقيدة الإسلامية , وإنى سأقيل هذا الوالى فى الحال , وأنه من الواجب علينا أن نبعد الذميين من الوظائف كما أنه من الواجب علينا أن نقضى على دينهم فليخبرنى كل وال عما فعل فى ولايته(
8)
وتلقى أيوب بن شرجبيل الوالى على مصر رساله الخليفة , فألغى إمتياز الأقباط الخاص بإدارة الأموال فى المقاطعات وأحل المسلمين محلهم (
9) .
ومع ذلك .. فلم يمضى غيرخمسة وثلاثين عاماً على إصدار هذا الأمر حتى أخطر الخليفة العباسى الملقب بالمنصور .. بوجوب إصدار الأوامر الدقيقة بخصوص إبعاد الذميين من الوظائف . ولم يكن إصدار هذا القرار نتيجه لدراسات ولم يمهد له فكان وليد لحظته فقد حدث أن تقدم إلى الخليفة العباسى بعض المسلمين فى أثناء حجه وإلتمسوا منه " أن يحميهم من جور النصارى , بعد أن أذن لهم

الخليفة بأن يتدخلوا فى شئون المسلمين بإخبارة بكل ما يعلمونه عن الحكم والأمويين " فما كان من المنصور إلا أن قال لكاتم أسرارة : " هذا ختمى خذه وإبعث بأمرى لطلب جميع المسلمين الذين لهم دراية فى العمل والكتابة وأكتب إلى جميع الولاه لكى يفصلوا الذميين من الخدمه (فى الوظائف العامة ) "
ولما كان كاتم أسراره مقتنعاً من أن هذه الأوامر لن تدخل فى دور التنفيذ أشار على الخليفة قائلا : " لم أفعل شيئا مما أمرتنىلأآنى على يقين من أن الذميين إذا أثير غضبهم فعلوا الدسائس ضدنا " (
10) . ولم يكن إصدار هذا القرار
ولم يستطع المسلمين أن يقيلوا الذميين (= غير المسلمين) دفعة واحدة من إدارة الدولة فكانوا يستغنون عن بعضهم أو يقيلوهم كلهم ولكنهم سرعان ما يكتشفوا إنهيار الإدارة نتيجه لعدم الأمانه والتسهيل والمحسوبية والشللية والرشوة ... الخ وأصبحوا فى خلافة المهدى أصحاب الأمر والنهى ,

فإحتج العامه من فقراء المسلمين وصول هؤلاء الذميين الذين يعتبروهم فى مرتبه أقل من مرتبتهم الآدمية كجنس مسلم عربى " فأمر الخليفة حينئذ ألا يترك الوالى بجانبهم أى كاتب ذمى , وأمر أيضاً بقطع يد المسلمين الذين يستعينون بكاتب نصرانى " وفى الوقت الذى كان يوصى حكامه بأن يتخلصوا فى الأقاليم من موظفيهم الذميين , لم يحاول قط تطبيق هذا المبدأ على الموظفين من النصارى , وإستمر النصارى يتمتعون بشغل الوظائف الإدارية كما كان حالهم فى الماضى بدون أى تغيير فى سياسته بالنسبه لهم ودل هذا أنه هناك فرق بين قول المبدأ والتخبط فى تنفيذة .
ومما يدل على كيد المسلمين وغيظهم من إدارة الذميين للبلاد أنهم قدموا الشكاوى الكيدية المره تلو الأخرى ضد الموظفين من الأقباط إلى الخليفة المأمون الذى صرح بدورة لكاتم أسراره قائلا : " سئمت من الشكاوى التى أتلقاها ضد النصارى بخصوص إضطهادهم المسلمين وعدم نزاهتهم فى إدارة الشئون المالية . (
11)
______________________________________
(1) كان إبن النقاش فقيها من الدرجه الأولى وخطيباً لمسجد إبن طولون وكان يعطى دروساً فى هذا الجامع وفى بعض مساجد القاهرة وتوفى سنة 1362

(2) أقباط ومسلمون منذ الفتح العربى الى عام 1922م إعداد د0 جاك تاجر د0 فى الآداب من جامعه باريس القاهره 1951
(
3) ( لم يذكر إبن النقاش نصوص القرآن ولكنه فسر معنى الآيه 75 من سوره آل عمران )
(
4) الكندى - كتاب الولاية والقضاء – سيرة عمر بن عبد العزيز , وراجع أيضاً الكامل فى التاريخ لأبن الأثير ساويرس إبن المقفع وأيضاً تاريخ البطاركة ص 326

(5) كتاب الأهالى رقم 52 – أبريل 1995م المواجهة بين رفعت الصعيد وعادل حسين حول الإعتدال والتطرف فى الإسلام ص 65
(
6) كتاب الأهالى رقم 52 – أبريل 1995م المواجهة بين رفعت الصعيد وعادل حسين حول الإعتدال والتطرف فى الإسلام ص 46- 47

(7) صبح الأعشى
(
8) إبن النقاش (ترجمة النص الفرنسى المذكور فى الجريدة الإسيويه الفرنسية )
(
9) الكندى ص 69

(10) ابن النقاش
(
11) ابن النقاش
===========================================================

 

الفصل السابع : اللغة القبطية

 

إستعمال عدم معرفة الأقباط باللغة العربية كعامل ضغط لطردهم من الوظائف والأعمال الحكومية

وفى سنة 85هـ - 705 م فى ولاية عبدالله بن عبد الملك أهمل الأقباط دراسة اللغة القبطية واليونانية وتعلموا اللغة العربية التى أصبحت مصدر دخل وعمل
ومما يذكر أن العرب أنفسهم تعلموا اللغة القبطية حتى يفهموا إدارة مصر ويذكر الكندى (1) أن القاضى المسلم خير بن نعيم الذى عاش سنة (120هـ- 738) " كان يسمع كلام القبط ويفهمة ويخاطبهم بها - وكذلك شهادة الشهود منهم ويحكم بشهادتهم "
ويذكر رينو أن البطريرك يوساب عندما وجه كلامه باللغة القبطية إلى المطارنة الذين جاءوا يتهموه فهم بعض المسلمين ما قاله البطريرك ونقلوه إلى القاضى(2)
وقلق العرب من سرعه تعلم الأقباط اللغة العربية , وتبحر الأقباط فى حفظ القرآن ودراسة علوم الفقه واللغة بل أنهم ألفوا كتباً فيها لتعليم ابناء جلدتهم –
ولما كان المسلمون يعتقدون أنهم سيرغمون الأقباط على ترك وظائفهم لعدم إلمامهم باللغة العربية وخاصة إذا أمروهم بإستعمال لغة القرآن لغة أعمال رسمية أو حتى إرغامهم بهذه الطريقة على الإسلام ولكن خابت آمالهم عندما وجد الأقباط أنفسهم فى مفترق الطرق وأن ذكائهم تحت الإختبار فنبغوا فى تعلم العربية وإبتدأوا يفهموا ما هو الدين الإسلامى ؟ فإنزعج المسلمين مما دفع الخليفة الخليفة المتوكل بإصدار الأمر تلو الأمر ففى سنة 235هـ - 849 م أصدر نشرة يحذر فيها من توظيف النصارى واليهود ومن تعليمهم اللغة العربية (3), وفى عام 240هـ - 854 م ذكر أبو الفرج الجوزى (4) " أنه طُلب إلى الذميين أن يعلموا أبنائهم اللغتين العبرية والسريانية بدلاً من اللغة العربية " (5)
مما سبق نستخلص أنه مع وجود الشريعة الإسلامية التى تنص على عدم إستخدام النصارى فى الأعمال الإدارية إلا أن كلا من الخليفة عمر بن عبد العزيز والمنصور والمهدى وهارون الرشيد والمأمون والمتوكل والمقتدر بالله إكتفوا بأن يعزلوا إسمياً النصارى من الوظائف العامة ولكنهم فى الواقع تركوهم فى مراكزهم يعملون لقدرتهم وأمانتهم وذكائهم فى إدارة دفه الإقتصاد والحكم فى البلاد . (6)
___________________________________
(1) الكندى ص 349 على الهامش
(2) تاريخ البطاركة ص 290
(3) الخطط جزء 2 ص 494
(4) أبو الفرج الجوزى فى تاريخة
(5) مقالة لحبيب الزيات – لقب القاضى فى دولة المماليك – فى مجلة الشرق سنة 1938
(6) أقباط ومسلمون منذ الفتح العربى الى عام 1922م إعداد د0 جاك تاجر رساله دكتوراه فى الآداب من جامعه السربون باريس القاهره 1951 ص 107
==========================================================

 

 

 

site was last updated 05/27/11