Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

فتوى من السعودية رقم 19402 تحمل العداء لمن لا يؤمنون بالأسلام

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
المفتى والحمل أربع سنين
الحجاب والنقاب
قضية زواج عرفى
إهانة الأنجيل
المصريون يبيعون أطفالهم
المسلمون يشربون نفس الكأس
القرآنيين
قضية ضد الجن
القرآن والحمل أربع سنين
فتوى زواج المحارم
شرب وأكل فضلات الرسول
البناء وهيئة الأوقاف
وزارة الأوقاف واموال الحكومة
مسابقة حفظ القرآن
طرائف بالمساجد سرقة الأحذية
الداعية البدرى يخرج العفاريت
الفساد بوزارة الأوقاف
رشوة لتعيين عامل بالأوقاف
الفتوى رقم 19402

 

اللهم لاحول ولاقوة إلا بالله....اللهم ثبتنا وثبت قلوبنا على دينك حتى نلقاك وأنت راض عنا غير غضبان..آمين
وإليكم هذه الفتوى :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :
فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء استعرضت ما ورد إليها من تساؤلات وما ينشر في وسائل الإعلام من آراء ومقالات بشأن الدعوة إلى وحدة الأديان : دين الإسلام ودين اليهود ودين النصارى وما تفرع عن ذلك من دعوة إلى بناء مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد في رحاب الجامعات والمطارات والساحات العامة ، ودعوة إلى طباعة القرآن الكريم والتوراة والإنجيل في غلاف واحد إلى غير ذلك من آثار هذه الدعوة وما يعقد لها من مؤتمرات وندوات وجمعيات في الشرق والغرب .
وبعد التأمل والدراسة فإن اللجنة تقرِّر ما يلي :
أولاً : أن من أصول الاعتقاد في الإسلام المعلومة من الدين بالضرورة والتي أجمع عليها المسلمون أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى دين الإسلام ، وأنه خاتمة الأديان وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع ، فلم يبق على وجه الأرض دين يتعبد الله به سوى الإسلام ، قال الله تعالى :
] ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين [ . والإسلام بعد بعثة محمد صلىالله عليه وسلم هو ما جاء به دون ما سواه من الأديان .
ثانياً : ومن أصول الاعتقاد في الإسلام أن كتاب الله تعالى القرآن الكريم هو آخر كتب الله نزولاً وعهداً بربِّ العالمين ، وأنَّه ناسخ لكلِّ كتاب أنزل من قبل من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها ومهيمن عليها ، فلم يبق كتاب منزل يتعبد الله به سوى القرآن الكريم . قال الله تعالى : ] وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق [ .
ثالثاً : يجب الإيمان بأنَّ التوراة والإنجيل قد نسخا بالقرآن الكريم ، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان ، كما جاء بيان ذلك في آيات من كتاب الله الكريم ، منها قول الله تعالى : ] فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم [ ، وقوله جل وعلا : ] فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون [، وقوله سبحانه : ] وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون [
. ولهذا فما كان منها صحيحاً فهو منسوخ بالإسلام وما سوى ذلك فهو محرَّف أو مبدَّل وقد ثبت عن النبي صلىالله عليه وسلم أنَّه غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيفة فيها شيء من التوراة وقال عليه الصلاة والسلام : (( أفي شك أنت يا ابن الخطاب ؟! ألم آت بها بيضاء نقية ؟ لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي )) .
رابعاً : ومن أصول الاعتقاد في الإسلام أنَّ نبينا ورسولنا محمدا صلىالله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، كما قال الله تعالى : ] ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين [ ، فلم يبق رسول يجب اتباعه سوى محمد صلىالله عليه وسلم ، ولو كان أحد من أنبياء الله ورسله حياًّ لما وسعه إلا اتباعه صلىالله عليه وسلم ، وأنَّه لا يسع أتباعهم إلا ذلك كما قال الله تعالى : ] وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين [ . ونبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام إذا نزل في آخر الزمان يكون تابعاً لمحمد صلىالله عليه وسلم وحاكماً بشريعته ، وقال الله تعالى : ] الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل [ .
كما أن من أصول الاعتقاد في الإسلام أنَّ بعثة محمد صلىالله عليه وسلم عامة للناس أجمعين ، قال الله تعالى : ] وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون [ ، وقال سبحانه : ] قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا [ ، وغيرها من الآيات .
خامساً : ومن أصول الإسلام أنَّه يجب اعتقاد كفر كلِّ من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم وتسميته كافراً ، وأنَّه عدوٌّ لله ورسوله والمؤمنين ، وأنه من أهل النار ، كما قال تعالى : ] لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة [، وقال جل وعلا : ] إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية [ وغيرها من الآيات .
وثبت في صحيح مسلم أن النبي r قال : (( والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار )) . ولهذا فمن لم يكفر اليهود والنصارى فهو كافر طرداً لقاعدة الشريعة : من لم يكفر الكافر فهو كافر .
سادساً : وأمام هذه الأصول الاعتقادية والحقائق الشرعية فإن الدعوة إلى ( وحدة الأديان ) والتقارب بينها وصهرها في قالب واحد دعوة خبيثة ماكرة ، والغرض منها خلط الحق بالباطل وهدم الإسلام وتقويض دعائمه وجرُّ أهله إلى ردَّة شاملة ، ومصداق ذلك في قول الله سبحانه : ] ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا [، وقوله جل وعلا : ] ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء [ .
سابعاً : وإن من آثار هذه الدعوة الآثمة إلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر والحق والباطل والمعروف والمنكر ، وكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين ، فلا ولاء ولا براء ولا جهاد ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله ، والله جل وتقدس يقول : ] قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون [ . ويقول جل وعلا : ] وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين [ .
ثامناً : أن الدعوة إلى وحدة الأديان إن صدرت من مسلم فهي تعتبر ردَّة صريحة عن دين الإسلام ، لأنها تصطدم مع أصول الاعتقاد فترضى بالكفر بالله عز وجل وتبطل صدق القرآن ونسخه لجميع ما قبله من الكتب ، وتبطل نسخ الإسلام لجميع ما قبله من الشرائع والأديان ، وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعاً محرمة قطعاً بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع .
تاسعاً : وتأسيساً على ما تقدَّم :
1 - فإنه لا يجوز لمسلم يؤمن بالله رباًّ وبالإسلام ديناً وبمحمد صلىالله عليه وسلم نبيا ورسولاً الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة والتشجيع عليها وتسليكها بين المسلمين فضلاً عن الاستجابة لها والدخول في مؤتمراتها وندواتها والانتماء إلى محافلها .
2 - لا يجوز لمسلم طباعة التوراة والإنجيل منفردين ، فكيف مع القرآن الكريم في غلاف واحد !! فمن فعله أو دعا إليه فهو في ضلال بعيد لما في ذلك من الجمع بين الحق ( القرآن الكريم ) والمحرف أو الحق المنسوخ ( التوراة والإنجيل ) .
3 - كما لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة بناء مسجد وكنيسة ومعبد في مجمع واحد لما في ذلك من الاعتراف بدين يعبد الله به غير دين الإسلام ، وإنكار ظهوره على الدين كله ودعوة مادية إلى أن الأديان ثلاثة لأهل الأرض التدين بأي منها ، وأنها على قدم التساوي ، وأن الإسلام غير ناسخ لما قبله من الأديان . ولا شك أن إقرار ذلك أو اعتقاده أو الرضى به كفر وضلال ، لأنه مخالفة صريحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع المسلمين واعترافات بأن تحريفات اليهود والنصارى من عند الله - تعالى الله عن ذلك - . كما أنه لا يجوز تسمية الكنائس ( بيوت الله ) وأن أهلها يعبدون الله فيها عبادة صحيحة مقبولة عند الله ، لأنها عبادة على غير دين الإسلام والله تعالى يقول : ] ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين [ . بل هي بيوت يكفر فيها بالله ، نعوذ بالله من الكفر وأهله . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ليست - أي : البيع والكنائس - بيوت الله ، وإنما بيوت الله مساجد ، بل هي بيوت يكفر فيها بالله ، وإن كان قد يذكر فيها ، فالبيوت بمنزلة أهلها وأهلها كفار ، فهي بيوت عبادة الكفار .
عاشراً : ومما يجب أن يعلم أن دعوة الكفار بعامة وأهل الكتاب بخاصة إلى الإسلام واجبة على المسلمين بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة ، ولكن ذلك لا يكون إلا بطريق البيان والمجادلة بالتي هي أحسن وعدم التنازل عن شيء من شرائع الإسلام ، وذلك للوصول إلى قناعتهم بالإسلام ودخولهم فيه أو إقامة الحجة عليهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة ، قال الله تعالى : ] قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأننا مسلمون [ .
أما مجادلتهم واللقاء معهم ومحاورتهم لأجل النزول عند رغباتهم وتحقيق أهدافهم ونقض عرى الإسلام ومعاقد الإيمان ، فهذا باطل يأباه الله ورسوله والمؤمنون ، والله المستعان على ما يصفون ، قال تعالى : ] واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك [ .
وإن اللجنة إذ تقرر ذلك وتبينه للناس فإنها توصي المسلمين بعامة وأهل العلم بخاصة بتقوى الله تعالى ومراقبته وحماية الإسلام وصيانة عقيدة المسلمين من الضلال ودعاته والكفر وأهله ، وتحذرهم من هذه الدعوة الكفرية الضالة : ( وحدة الأديان ) ومن الوقوع في حبائلها ، ونعيذ بالله كل مسلم أن يكون سبباً في جرِّ هذه الضلالة إلى بلاد المسلمين وترويجها بينهم ، نسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعيذنا جميعاً من مضلات الفتن وأن يجعلنا هداة مهتدين حماة للإسلام على هدى ونور من ربنا حتى نلقاه وهو راضٍ عنا .

وبالله التوفيق وصلى الله وسلم علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى رقم 19402

فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية رقم (19402) في 25/1/1418هـ

************************************

أفتت اللجنة الدائمة برقم (19402) وتاريخ 25/1/1418? في منشور لها أن الدعوة إلى وحدة الأديان إن صدرت من مسلم فهي تعتبر ردة صريحة عن دين الإسلام لأنَّها تصطدم مع أصول الاعتقاد، فترضى بالكفر بالله عز وجل وتبطل صدق القرآن ونسخه لجميع ما قبله من الشرائع والكتب والأديان. وأن من آثار هذه الدعوة إلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر والحق والباطل والمعروف والمنكر وكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين، وهدم الجهاد في سبيل الله.. الخ ذلك المنشور.
قلت: ومن لازمها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخطأ في جهاد يهود بني قريظة وغيرهم من اليهود بأمر الله عز وجل، وأخطأ حين أجلاهم وأمر بإخراجهم من جزيرة العرب وأن الله لم يعدل حين أمر نبيه وجميع المسلمين بقتال الكفار من اليهود والنصارى وببغضهم وعداوتِهم فتأمل وهذا نص كلام الزنداني نعيده لك للمطابقة بين قوله وفتوى أهل العلم.
قال ص (104) من كتاب ?التوحيد? طبع مؤسسة الكتب الثقافية
(1-3) قال: إن الإيمان بالكتب السابقة ينقي روح المؤمن من التعصب الذميم ضد الديانات وضد المؤمنين بالديانات ما داموا على الطريق الصحيح فالمؤمن يعتقد أن أي طائفة من أهل الكتاب يملكون أساسًا وأصلاً لدينهم مما يجعل أهل الكتاب قريبين من الإسلام والمسلمين لو أنصفوا. ا.هـ
اللهم يا رب إن الزنداني يتهم كتابك وسنة نبيك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - ودين الإسلام الحق وجميع المسلمين بعدم الإنصاف وأنت أحكم الحاكمين.
وأنا ذاكرٌ لك أيها القارئ اللبيب بعض الأدلة من القرآن الكريم أن دين أهل الكتاب محرف ومتبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون، قال تعالى:
{أَفَتَطمَعُونَ أَن يُؤمِنُوا لَكُم وَقَد كَانَ فَرِيقٌ مِنهُم يَسمَعُونَ كَلامَ الله ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُم يَعلَمُونَ156}، وقال تعالى: {يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ مِن بَعدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِن أُوتِيتُم هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَم تُؤتَوهُ فَاحذَرُوا157}، وقال تعالى: {فَوَيلٌ لِلَّذِينَ يَكتُبُونَ الكِتَابَ بِأَيدِيهِم ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِن عِندِ الله لِيَشتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيلٌ لَهُم مِمَّا كَتَبَت أَيدِيهِم وَوَيلٌ لَهُم مِمَّا
يَكسِبُونَ158}. وأبان الله سبحانه أن الذين اشتروا به ثمنًا قليلاً هم أهل الكتاب فقال تعالى: {وَإِذ أَخَذَ الله مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِم وَاشتَرَوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئسَ مَا يَشتَرُونَ159}.
ثم قال الزنداني ص (104): والإيمان بالكتب السابقة يؤكد للناس أن دين الله واحد وأن الإسلام جامع لكل الديانات السماوية. واستدل على هذا الباطل بقول الله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوحَينَا إِلَيكَ وَمَا وَصَّينَا بِهِ إِبرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَن أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ160}.
فهو كما ترى يؤكد للناس أن جميع الديانات واحدة يجمعها الإسلام ويقرها ولا ينفيها وأن أصحاب جميع الديانات الإسلام واليهودية والنصرانية وغيرها يجب عليهم أن يتعاونوا جميعًا ويقيموا الدين السماوي ولا يتفرقوا فيه وأنا لا أدري هل الزنداني يؤمن أن جميع الأديان منسوخة بدين الإسلام كما قال الله عز وجل: {وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلامِ دِينًا فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُوَ في الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ161}.
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((وَالَّذِي نَفسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا يَسمَعُ بي أَحَدٌ مِن هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلا نَصرَانيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَم يُؤمِن بِالَّذِي أُرسِلتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِن أَصحَابِ النَّارِ))، وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ((وَاللهِ لَقَد جِئتُكُم بِهَا بَيضَاءَ نَقِيَّةً ولَو كَانَ مُوسَى حَيًّا ما وسعه إِلاَّ أَن يَتَّبِعَنِي)). عن جابر بن عبدالله حسن لغيره انظر
?السنة? لابن أبي عاصم (1/67) و?مسند أحمد? (3/387) و?جامع بيان العلم وفضله? لابن عبدالبر رقم (1487).
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ((تَرَكتُكُم عَلَى البَيضَاءِ لَيلُهَا كَنَهَارِهَا لا يَزِيغُ عَنهَا بَعدِي إِلاَّ هَالِكٌ162)).
وقد أجمع163 المسلمون على أن جميع الديانات منسوخة لا يجوز إقامتها ولا التعبد لله بِها وأنَّها غير مقبولة من صاحبها وأن أصحابَها خاسرون وفي النار خالدون كما دلت على ذلك نصوص القرآن والسنة فإن كان الزنداني يؤمن أنَّها منسوخة وباطلة فلماذا يطالب بإقامتها والله سبحانه لم يقبلها ويخلد صاحبها في النار.
وإن كان لا يؤمن بنسخها وأنَّها حق ومحكمة ويجب على الناس أن يقيموها كما هو ظاهر تقريراته، فعظَّم الله الأجر فيه. إنه يطالب المسلمين إن كان عندهم إنصاف أن يقيموا دينا مزيجًا من اليهودية والنصرانية والإسلام ويكون أضل وأبعد من ياسا164 جنكيزخان.
أما معنى الآية التي ذكرها الزنداني في سياق دعوته إلى توحيد الأديان وإقامتها كلها فإليك ما ذكره أئمة التفسير في معناها قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله القول في تفسير قوله تعالى :{شَرَعَ لَكُم مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوحَينَا إِلَيكَ وَمَا وَصَّينَا بِهِ إِبرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَن أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ165}، قال: فمعلوم أن الذي أوصى به جميع هؤلاء الأنبياء وصية واحدة وهي إقامة الدين الحق ولا تتفرقوا فيه وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
وقال أبوالفداء ابن كثير الدمشقي رحمه الله: والدين الذي جاءت به الرسل كلهم هو عبادة الله وحده لا شريك له كما قال تعالى: {وَمَا أَرسَلنَا مِن قَبلِكَ مِن رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعبُدُونِ166}. وفي الحديث: ((نحن معشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد))، أي: القدر المشترك بينهم هو عبادة الله وحده لا شريك له وإن اختلفت شرائعهم ومناهجهم كقوله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلنَا مِنكُم شِرعَةً وَمِنهَاجًا167}.
وقال القرطبي عند الآية: بين ذلك بقوله تعالى: {أَن أَقِيمُوا الدِّينَ168}، وهو توحيد الله وطاعته, والإيمان برسله وكتبه وبيوم الجزاء, وبسائر ما يكون الرجل بإقامته مسلما. ولم يرد الشرائع التي هي مصالح الأمم على حسن أحوالها, فإنَّها مختلفة متفاوتة; قال الله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلنَا مِنكُم شِرعَةً وَمِنهَاجًا169}. ا.هـ
قلت: هذه الآية كغيرها من الآيات التي تخبر أن الأنبياء جميعًا يدعون إلى توحيد الله عز وجل كقوله تعالى: {وَلَقَد بَعَثنَا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اُعبُدُوا اللهَ170}.
والآية نفسها ترد على الزنداني قال تعالي في آخرها :{كَبُرَ عَلَى المُشرِكِينَ مَا تَدعُوهُم إِلَيهِ171}، فجميع المشركين سواء كونوا يهودًا أو نصارى أو غيرهم يكبر عليهم توحيد الله ويحاولون جادين أن يزيغوا المسلمين عن توحيد الله عز وجل ثم هل اليهود والنصارى امتثلوا أمر الله عز وجل بإقامة توحيده أم أنَّهم مشركون كما أخبر الله عنهم: {وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيرٌ ابنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابنُ اللهِ ذَلِكَ قَولُهُم بِأَفوَاهِهِم يُضَاهِئُونَ قَولَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤفَكُونَ172}، وهذا شرك أكبر بالله العظيم. ثم كيف يطالبنا بإقامة دين باطل منسوخ ومغير ومبدل ولن يقبله الله ومن مات عليه كان من المخلدين في نار جهنم بنص قواطع الأدلة التي سبق ذكرها وربنا سبحانه يقول لنا: {فَإِن ءَامَنُوا بِمِثلِ مَا ءَامَنتُم بِهِ فَقَدِ اهتَدَوا وَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا هُم في شِقَاقٍ فَسَيَكفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ173}.
ويقول لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام: {فَلِذَلِكَ فَادعُ وَاستَقِم كَمَا أُمِرتَ وَلا تَتَّبِع أَهوَاءَهُم174}، فعلم أن معنى الآية عند جميع المفسرين من سلف الأمة أن أقيموا الدين الحق وأن دين اليهود والنصارى ليس بحق فلا تجوز الدعوة إلى إقامته فإن ذلك يعتبر ردة عن الإسلام كما تقدمت فتوى أهل العلم على ذلك. 

*******************

فتاوي‏..‏أعجب‏ ‏من‏ ‏العجب
في‏ ‏أماكن‏ ‏مختلفة‏ ‏من‏ ‏الوطن‏ ‏العربي‏ ‏تصدر‏ ‏بين‏ ‏الحين‏ ‏والآخر‏ ‏فتاوي‏ ‏أعجب‏ ‏من‏ ‏العجب‏ ‏وأعجب‏ ‏من‏ ‏الصيام‏ ‏في‏ ‏رجب‏ ‏مثل‏:‏
فتوي‏ ‏بقتل‏ ‏ميكي‏ ‏ماوسلأنه‏ ‏من‏ ‏جنود‏ ‏إبليس‏!‏
فتوي‏ ‏بمنع‏ ‏شراءالورد‏ ‏الأحمر‏!‏
فتوي‏ ‏بمنع‏ ‏أجراس‏ ‏المدارس‏ ‏لأن‏ ‏صوتها‏ ‏يشبه‏ ‏صوت‏ ‏أجراس‏ ‏الكنائس‏!‏
فتوي‏ ‏بقتل‏ ‏أصحاب‏ ‏الفضائيات‏ ‏العربية‏ ‏التي‏ ‏تبث‏ ‏مسلسلات‏ ‏وبرامج‏ ‏غير‏ ‏لائقه‏ ‏في‏ ‏رمضان‏!‏
فتوي‏ ‏توضح‏ ‏شروط‏ ‏ضرب‏ ‏الزوجة‏!‏
فتوي‏ ‏بتحريم‏ ‏بناء‏ ‏الكنائس‏ ‏في‏ ‏أرض‏ ‏الإسلام‏!‏
فتوي‏ ‏تمنع‏ ‏المرأة‏ ‏من‏ ‏خلع‏ ‏ملابسها‏ ‏في‏ ‏وجود‏ ‏كلب‏ ‏ذكر‏!‏
والعجيب‏ ‏إنه‏ ‏تصدر‏ ‏هذه‏ ‏الفتاوي‏ ‏وغيرها‏ ‏ولا‏ ‏تجد‏ ‏من‏ ‏يمنع‏ ‏أصحابها‏ ‏من‏ ‏الإفتاء‏!‏في‏ ‏زمن‏ ‏غزو‏ ‏الفضاء‏ ‏والخريطة‏ ‏الجينية‏ ‏والإنترنت‏...‏إلخ‏. ‏حرام‏ ‏يا‏ ‏من‏ ‏تشوهون‏ ‏بتلك‏ ‏الفتاوي‏ ‏الإسلام‏,‏فهل‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏إسلامنا‏ ‏الحنيف؟‏!!‏
المحاسب‏-‏محمد‏ ‏أحمد‏ ‏محمود

This site was last updated 08/09/11