Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

م

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 8272
Untitled 8273
Untitled 8274
Untitled 8275
Untitled 8276
Untitled 8277
Untitled 8278
Untitled 8279
Untitled 8280
Untitled 8281
Untitled 8282
Untitled 8283
Untitled 8284
Untitled 8285
Untitled 8286
Untitled 8287
Untitled 8288
Untitled 8289
Untitled 8290
Untitled 8291
Untitled 8292
Untitled 8293
Untitled 8294
Untitled 8295
Untitled 8296
Untitled 8297
Untitled 8298
Untitled 8299
Untitled 8300
Untitled 8301
Untitled 8302
Untitled 8303
Untitled 8304
Untitled 8305
Untitled 8306
Untitled 8307
Untitled 8308

المستير (الملعقة) بين الطقس والعقيدة

قرارات اللجنة الدائمة للمجمع المقدس قبل فتح الكنائس

 

هذه المقالة توثيق تاريخى لأكثر من سبعة شهور أقفلت فيها الكنائس القبطية فى مصر ودول المهجر بسبب إنتشار فيرس كورونا (كوفيد 19) بالعالم فى الفترة 12/2019- 7/2020م 

************************************************

عودة السيمونى الساحر لسيدنى

وكان قبلا في المدينة رجل اسمه سيمون، يستعمل السحر ويدهش شعب السامرة، قائلا انه شيء عظيم!. وكان الجميع يتبعونه من الصغير الى الكبير قائلين:«هذا هو قوة الله العظيمة». وكانوا يتبعونه لكونهم قد اندهشوا زمانا طويلا بسحره.  ولكن لما صدقوا فيلبس وهو يبشر بالامور المختصة بملكوت الله وباسم يسوع المسيح، اعتمدوا رجالا ونساء.  وسيمون ايضا نفسه امن. ولما اعتمد كان يلازم فيلبس، واذ راى ايات وقوات عظيمة تجرى اندهش. ولما سمع الرسل الذين في اورشليم ان السامرة قد قبلت كلمة الله، ارسلوا اليهم بطرس ويوحنا، اللذين لما نزلا صليا لاجلهم لكي يقبلوا الروح القدس، لانه لم يكن قد حل بعد على احد منهم، غير انهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع. حينئذ وضعا الايادي عليهم فقبلوا الروح القدس. ولما راى سيمون انه بوضع ايدي الرسل يعطى الروح القدس قدم لهما دراهم  قائلا:«اعطياني انا ايضا هذا السلطان، حتى اي من وضعت عليه يدي يقبل الروح القدس». فقال له بطرس:«لتكن فضتك معك للهلاك، لانك ظننت ان تقتني موهبة الله بدراهم!  ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الامر، لان قلبك ليس مستقيما امام الله.  فتب من شرك هذا، واطلب الى الله عسى ان يغفر لك فكر قلبك، لاني اراك في مرارة المر ورباط الظلم». فاجاب سيمون وقال:«اطلبا انتما الى الرب من اجلي لكي لا ياتي علي شيء مما ذكرتما». (أع 8: 9- 24) فى 9/7/2020م وصل إلى سيدنى المدعو أسقفا بالسيمونية ويقضى فترة العزل الفردى 14 يوما  التى تفرضها الحكومة الإسترالية على كل قادم من الخارج بسبب كرونا ونترك سيدنى مع السيمونيين ونتأمل فى الأعداد السابقة حيث يتضح أن المبشر والكارز فى المسيحية له حق تعميد المؤمنين الجدد على إسم الرب يسوع ولكن إعطاء الروح القدس يتم بوضع أيدى التلاميذ أوخلفاؤهم فقط الذين أستلموا هذا السلطان من الرب يسوع مباشرة ونقول ان سر المعمودية  والإفخارستيا أسسهم الرب يسوع ذاته فقد عمد تلاميذه  فى نهر الأردن بإقليم اليهودية (يو3: 22) 22 وبعد هذا جاء يسوع وتلاميذه الى ارض اليهودية، ومكث معهم هناك، وكان يعمد. " (جغرافيا : من المرجح أنه تم تعميد التلاميذ " المغطس" فى منطقة قصر / كسر اليهود فى نهر الأردن ذاته حيث عبر يشوع بن نون وبنى إسرائيل نهر الأردن  إلى أرض الميعاد وإنكسر النهر اى توقف ) ويقول بعض المفسرين أنه بالنسبة لتعميد اليهود يكون على أسم المسيح والروح القدس فقط لأنهم يؤمنون بالآب إلا أنه فى رايئ الخاص أنه لا مانع من تعميدهم بإسم الآب والإبن والروح القدس

************************************************

كورونا وتغيير تقليد طقس التناول  

لو مكث الأقباط ألف سنة ليغيروا عاداتهم وتقاليدهم فى طقس التناول لما وافقوا لتمسكهم بالتقاليد والطقوس مع أن الطقس قابل للتغيير وقد تغير فعلا على مر العصور أما التغييرات التى احدثتها كرونا فى الطقس والتقليد بالكنيسة القبطية لمنع إنتشار فيرس كرونا بين الشعب والكهنة فى القداس هى 1) عدم إستعمال اللفافة التى يغطى بها المتناول فمه والتى كانت توزعها الكنيسة وعلى الكل أن يأتى باللفافة الخاصة به  2) عددم شرب الماء بعد التناول وعلى كل واحد أن يحضر زجاجة ماء خاصة به 3) عدم تقبيل الأيدى والملامسة بل يكتفى بإشارة التحية من بعيد 4) عدم توزيع الكنيسة غطاء الرأس للسيدات وعلى الى السيداء أن تحضر غطاء الرأس الخاص بها  5)عدم سكب الكاهن الماء فى الصينية ليشرب منها الشمامسة  خدام المذبح 6) عدم تقبيل ايدى الكهنة ويكتفى بالتحية من بعيد  - وبعد أن أغلقت الكنائس فى مصر أكثر من  100 يوم وسمحت الحكومة بفتحها صرح البابا تواضروس بشأن إمكانية تعديل"طقس التناول" باب جدل لم يتوقف حتى انعقاد جلسة المجمع المقدس الطارئة في 24/6/2020م لبحث إمكانية إلغاء قرار إغلاق الكنائس، مع وضع شروط لإقامة القداسات هاجت وماجت وسائل التواصل الإجتماعى وأدلى كل واحد برأيه ما بين مؤيد ومعارض ولم يكن يتوقع البطريرك حين أعلن إمكانية طرح إلغاء"الماستير"- (ملعقة واحدة يتناول بها الأقباط من كأس واحدة عقب انتهاء القداس الإلهي) أثناء التناول أن تقذف تصريحاته بسهام معارضيه، استنادًا إلى آراء أساقفة يرفضون تعديل الطقس وفى 4/7/2020م نشرت جريدة وطنى مقالة للسيدة دينا سيدهم بعنوان "طقس التناول في العصور المسيحية الأولى والتراث القبطي " وقد أخذنا منها مقاطع عديدة فى هذه المقالة

***********************************************

كندا وأفضل طريقة للتنااول

غيرت إيبارشية كندا طقس التناول بعد كرونا لحماية شعبها وكهنتها وأستعملوا القفازات والماسك وحاجز من البلاستيك بين الكاهن والشعب والأكواب البلاستيكية تنفيذا للشروط الصحية التى أقرتها الحكومة الكندية : نشرت إحدى كنائس إيبارشية كندا للأقباط الأرثوذكس فيديو لصلاة القداس ينفذ الشروط الصحية التى تقى الكاهن والشعب القبطى من العدوى بكرونا بالإحتفاظ بمسافة  1,5 م بين الشخص والآخر وعدم ملامسة الأدوات المستخدمة فى التناول حتى لا تنتشر العدوى بكرونا وظهر الكاهن فى الفيديو يقف خلف حاجز من البلاستيك القوى الشفاف وبه فتحة لتقديم الذبيحة وهذا الحاجز وضع تنفيذا لشروط وزارات الصحة فى حكومات الغرب التى أمرت بوضعها فى محلات البيع والشراء والبنوك وغيرها والتى تحمى البائع والمشترى من الإقتراب لمسافة أقل من 1,5م وكانت طريقة التناول أن وضع الكاهن قطعة الجسد المغموس فى الدم  فى أكواب صغيرة من البلاستيك على صينية ويقدمها من فتحة الحاجز البلاستيك ليأخذها المتناول كوبا بيده وبعد أكلها يصب المتناول ماء أحضرة معه فى الكوب مرة أو أكثر ويشرب حتى يطمئن أنه لا توجد بقايا فى الكوب ثم يتخلص من الكوب

***********************************************

تعليق على قرارات مجمع الكنيسة القبطية

فى 27/6/2020 أصدرت اللجنة الدائمة المصغرة للمجمع المقدس القبطى  29 قرارا (القرارات فى نهاية المقال) لفتح الكنائس التى أغلقت أكثر من 100 يوم  بسبب إنتشار فيرس كرونا وأدى إلى وفاة أكثر من خمسة كهنة وعددا من الرهبان بعضهم قاموا بمراسم الجناز لأشخاص ماتوا من تأثير المرض والبعض خالف تعاليم إغلاق الكنائس وأقام قداسات فوق أسطح البيوت وأنتقلت العدوى إليهم كما أصيب عددا من العاملين فى الكاتدرائية ومات عددا آخر فى 1/7/2020م  نشرت مسيحيو مصرخبرا بان الكورونا تضرب مرافق موظفى الكاتدرائية : وفاة موظف بالديوان واصابة رئيس قسم وعدد اخر ..واصابة 17 باسقفية الخدمات , ووفاة موظف بمركز متخصص ولم تفى قرارات المجمع المقدس بالشروط الصحية المفروض توافرها والتى أقرتها الصحة العالمية لمواجهة الوباء مع أن أعضاء هذه اللجنة على مستوى عال من التعليم وبينما أوصت الشروط الصحية العالمية أن تكون المسافة 1,5م أوصت لجنة المجمع بان تكون المسافة المسموخ بها بين الأفراد 2م وعجبا لهذه اللجنة كيف سيناول الكاهن الشعب ألعل يده أطول من 2م حتى يمد يده ويناول الشعب لتكون المسافة 2م إن فرصة إنتشار العدوى ستكون كبيرة جدا لأبائنا الكهنة وكذلك الشعب مع ملاحظة أن نسبة الكهنة الكبار فى السن حوالى 60% هؤلاء معرضين للموت أكثر من غيرهم - الأنبا تواضروس مسؤلا عن الوفيات التى ستحدث للشعب عن النساء التى ستموت وتترك أطفالاها ورب العائلة سيترك عائلته بلا معين عائلات كاملة ستنتهى يارجال الله هذا المرض إستوطن مصر والمثل يقول الوقاية خير من العلاج ولا تجرب الرب إلهك  ونعمل اللى علينا والباقى الرب يعيننا عليه ومن ناحية أخرى هاجم بعض الأساقفة البابا بسبب رغبته فى إلغاء الماستير ويقولون أن التناول من خمر به كحول الذى يقتل الجراثيو ونقول لهم يجب ان تكون نسبة الكحل 70% وأنتم تقولون أنه عصير عنب لم يكتمل تخمره ونسبه الكحل فيه أقل من حوالى 3% ثم يضيف الكاهن الماء عليه ونحن نؤمن أن التناول لا ينقل المرض ولكن عجبا مرة أخرى لقرارات اللجنة المجمعية  كيف عندكم إيمان بأن التناول يشفى مرضى الجسد والروح وتمنعون دخول مريض كرونا القداس ويقول البعض ومنهم مطران القدس للروم الأرثوذكس أن الماستير والتناول لم ينقل أمراض على مدة 20 قرنا ولكن نقول أنه لا يمكننا الجزم بنقل المرض إلا عن طريق بحث علمى كما أن كرونا ينتقل عن طريق الناس وتلامس الشفاه للمعدن الذى ثبت أنه يستقر على أسطح المعادن مثل الماستير كما لم تقول لنا اللجنة المجمعية كيف سيعترف الشعب هل عن طريق التلفون أم ماذ أم سيلغون سر الإعتراف لشعب لم يعترف لمدة أكثر من 100 يوم والبابا الذى أراد التغيير فسلك فى طريقا خاطئا بتغييير العقيدة بينما لم يقدر على تغيير الطقس الذى هو قابل للتغيير

***********************************************.

خذوا كلوا ! كسر ولم يقطع

وللأسف الشديد غيرت الكنيسة القبطية فى صناعه الجسد وتصنع الخبز بالخميرة ولكن فى الأصل كان فطيرا أى أن يسوع أعطى تلاميذه فى عيد الفصخ خبزا مصنوع بدون خميرة "فطير" وتأكيدا لذلك أن يسوع حينما يعطى تلاميذه الخبز يقول قكسر لأن الفطير يكسر أما القربان فى الكنيسة يقطع لأنه ليس جافا وبرهانا على ذلك أن اليهود يأكلون فى عيد الفصح فطيرا ونحن نعرف جميعا ان سر الشكر كان فى مساء عيد الفصح (14 نيسان) والذى يسمى يوم الإستعداد اليوم (لو 23: 54) وكان يوم الاستعداد والسبت يلوح" ويوم الإستعداد يعنى إستعداد لإسبوع عيد الفطير حيث يبدأون فى يوم الفصح بتنظيف منازلهم من الخبز المخمر ويخلونها تماما وتبيع المخابز اليهودية الخميرة لمخابز الفلسطينيين ويصنعون الفطير ثم يشترون الخميرة منهم بعد إنتهاء أعيادعم  وقد أكلت هذا الفطير فى إحدى زيارتى للأراضى المقدسة حيث مكثنا يوما فى إحدى الفنادق اليهودية بالناصرة وكان عيد الفصح اليهودى يوافق أسبوع عيد القيامة وفى الصورة الجانبية  شكل الفطير اليهودى ويصنعونه فى شكل رقائق جافة بحجم كف اليد ويغلفونه مثل البسكويت  

***********************************************.

أعطى فى اليد أم إطعم فى الفم

 بالكنيسة القبطية يطعم الكاهن الجسد فى الفم بينما أعطى المسيح الجسد فى اليد كما كان في التقليد القديم و كما شرحه القديس كيرلس الأورشليمي  (تنيح عام ٣٨٦م) : " وعندما تقترب، لا تتقدم باسط اليدين والأصابع منفردة، ولكن إجعل من يدك اليسرى عرشاً ليدك اليمنى، لأن هذه ستتقبل الملك، وفي راحة يدك تقبل جسد المسيح قائلاً: « آمين ». وبعد أن تلمس عينيك بهذا الجسد المقدس لتقديسها، تناول. وأحرص على ألا يسقط جزء منه على الأرض لأنك اذا اسقطت جزءاً منه فكأنما يُبتر منك أحد أعضائك. قل لي: إن أعطاك أحد بعض شذور من ذهب، هلاً تحافظ عليها بكل عناية خوفاً من أن تفقد "🌾العظه رقم ٢٣ - ترجمة ابونا تادرس يعقوب ملطي لعظات ق كيرلس الأورشليمي (Myst. Cat. 5:21).

هناك نقاط كثيرة في تاريخ الممارسات الطقسية في الكنيسة الجامعة في القرون الأولى تختلف عن الطقس المستقر حاليًا. فقد أخذت الكثير من الملامح الطقسية وقتًا ليس بالقليل حتى تستقر وتتقنن بالشكل المتعارف عليه الآن في الأوساط الكنسية. فتجمع المصادر التاريخية بوجه عام على أنه في الكنيسة الأولى وحتى القرن التاسع الميلادي في بعض الأماكن، كان يُعطي الجسد في أيدي الشعب للتناول منه ويتبعه تناول القليل من الدم المقدس من الكأس مباشرة، أي بدون استعمال ملعقة.
لم يوضح القديس كيرلس كيفية تناول الدم، فكتب آمرًا ألا يمد المتناول يده ليتناول الدم، بل لينحني قليلًا ويقول “أمين”، مما يدل على أن المتناولين كانوا يُعطوا الكأس بدلًا من أن يأخذوه بأنفسهم. على أي حال، لم يشر كيرلس الاورشليمي في تعليماته الدقيقة هذه إلى استعمال ملعقة مكرسة للتناول.
هذه الملاحظة تدعمها أيضًا الكثير من الإشارات في عظات القديس يوحنا ذهبي الفم، رئيس أساقفة القسطنطينية في القرن الرابع (تنيح عام ٤٠٧م)، مثل عظاته عن إنجيلي القديسين متى ويوحنا، ورسالة بولس الرسول إلى أفسس، وعظته عن ميلاد المسيح. ولعل أكثر هذه الإشارات وضوحًا بالنسبة لتناول الشعب الجسد في اليد مباشرة هو قوله للمتعمدين الجدد، “تأمل جيدًا ما الذي تأخذه في يدك ولا تجسر أبدًا ان تضرب أحدًا”

(Ad illuminandos catech. 2.2; PG 49:233–4).
إن الأدلة التاريخية في المصادر المصرية خاصة ليست بالكثيرة، ومع هذا يمكن الاستشهاد بقصتين تعطيان إيحاء أن المتناولين في كلا الموقفين كانوا يعتادون استقبال الجسد في راحة اليد. الأولى قصة من القرن الخامس الميلادي تقريبًا مدونة في عمل يسمى “تاريخ الرهبان”

(Historia monachorum)
ينسب إلى الكاتب المعروف “روفينوس”، وتحكي هذه القصة عن الرهبان الساهرين في الصلاة في الكنيسة والتي تنتهي بالتناول قبل شروق الشمس وكيف كانت الشياطين تحاربهم في هذا الاجتهاد الروحي والجسدي، فيقول النص، “عندما بسطوا أياديهم لتناوله (أي الجسد)، أسرع الشياطين لبعضهم ووضعوا في أياديهم جمرًا مشتعلًا”

 (Historia monachorum 23.1; Russell, The Lives of the Desert Fathers, 154).
والقصة الثانية مدونة في مخطوط من دير القديس أبو مقار بوادي النطرون نقرأ فيها عن معجزة تتعلق بالإفخارستيا، وهي عندما أقبل شاب وثني للقداس للتناول خلسة مع جموع المسيحيين – وهو الأمر غير المسموح به، ولكن عندما نظر الجسد، “وجد أنه أخذ شكل ابن الانسان في يده”، الأمر الذي أدى في النهاية إلى اعتناق الشاب للمسيحية.

 (Codex Tischendorff XXIV, frag. 2, Cairo 104)،

بالرغم من أن هذه القصص المعجزية يصعب إثباتها كحقائق تاريخية، ولكن الهدف من طرحها لفت النظر إلى الممارسة الشائعة في زمان ومكان تداولها، لأن تداول هذه القصص في المجتمع المسيحي آنذاك كان يعتمد بالضرورة على صحة تفاصيلها المعتادة والتي تمثل جزءاً من الخبرة اليومية لسامعيها، مثل طريقة التناول على سبيل المثال بالإضافة الى هذا، توجد العديد من الإشارات المماثلة في كتابات الآباء في الشرق المسيحي والتي تحتوي نفس المضمون، وهو شيوع أخذ الجسد في راحة اليد، وليس في الفم كما هو متبع الآن في الكنيسة القبطية. فمثلًا يذكر الأب “روبرت تافت” الكثير من النصوص الآبائية المرتبطة بهذا الأمر من كتابات ثيودوروس المصيصي (ق. ٤)، مار نرساي السرياني (ق. ٥)، مارفيلوكسينوس المنبجي (ق. ٦)، يوحنا الدمشقي (ق. ٧-٨)، وغيرهم. وبالرغم من أن بعض هذه المصادر ترجع إلى شخصيات غير معترف بها كقديسين في الكنيسة القبطية، إلا أن الهدف هنا هو توثيق الممارسات الطقسية في زمانهم ومكانهم، وليس الاستشهاد بها كمصدر سلطة روحية أو لاهوتية على وجه التحديد.
***********************************************

طقس الجسد مغموس في الدم
ونجد ايضًا عادة إعطاء الجسد مغموسًا في الدم بالمستير موثقة منذ قرون بعيدة، فيعطي “الترتيب الطقسي” للبابا غبريال الخامس الاختيار للكاهن أن يناول الشعب بهذه الطريقة بدون تحديد السبب الذي قد يجعل الكاهن يفعل هذا.والجدير بالذكر أن كتاب “الترتيب الطقسي” كان بمثابة محاولة للبابا غبريال مع أساقفة وعلماء ذلك الزمن لتوحيد وترتيب الطقوس الكنسية لجميع القساوسة في وقته. ومن الواضح أن هذه المبادرة نالت نجاحًا كبيرًا في توحيد الطقوس، فنجد أن الكثير من مخطوطات “الخولاجي” التي نسخت بعد عصر البابا غبريال تنقل نص هذا العمل حرفيًا في شكل تعليمات طقسية للكاهن الذي كان يستعمل كتاب “الخولاجي” في ممارسة القداس الإلهي. ولذلك نجد أن الطقس السائد الآن في الكنيسة القبطية من جهة الممارسات الدقيقة للكاهن خلال القداس ترجع في الأصل إلى التفاصيل الطقسية التي اختارها البابا غبريال ومن ساعده لإدراجها في كتاب “الترتيب الطقسي”. ولهذا نجد أن عادة إعطاء الجسد مغموسًا في الدم، وهي الممارسة السائدة لهذا اليوم في مناولة المرضى او المسجونين، الخ.. مذكورة أيضًا بكل وضوح في “خولاجي القمص عبد المسيح صليب البرموسي” الذي نُشر عام ١٩٠٢م، حيث يشير الأب العلامة ناشر الخولاجي أن في حالة مناولة الجسد والدم معًا يقول الكاهن: ” الجسد والدم الذي لعمانوئيل إلهنا. هذا هو بالحقيقة امين.” (الخولاجي، ص ٤١٦). هذا بدون أن يشير “الخولاجي” – والذي يمتاز بدقة متناهية في شرح وتوثيق الطقوس ترجع إلى علم ونبوغ القمص عبد المسيح البرموسي – إلى أن هذه الممارسة تقتصر فقط على مناولة المرضى أو في خارج نطاق القداس.والجدير بالذكر أن هذا الخولاجي الفريد من نوعه والذي اعتمد القمص عبد المسيح في إعداده على ٣٢ من مخطوطات الخولاجي الأثرية من أديرة وادي النطرون والبطريركية وطبعات الخولاجي السابقة، يعتبر المصدر الرسمي في الكنيسة القبطية لطقس القداس الإلهي بحسب قرار المجمع المقدس في جلسته بتاريخ ١٤ يونيو ١٩٩٧ والذي يؤكد فيه على ضرورة التزام جميع رجال الكهنوت بمصر بنصوص هذا الخولاجي الفريد.
 

**************************************

أول إستخدام للملعقة القرن السادس
أما بخصوص التناول من الكأس، وهو الموضوع الأكثر أهمية في وقتنا الحالي، فأغلب الأدلة توجد في عظات القديس “يوحنا ذهبي الفم” والتي تشير الى الطقس الممارس في كنيسة القسطنطينية في القرن الرابع. فمثلًا يقول القديس يوحنا أكثر من مرة لشعبه: “إن الله يدفع الكأس المرهوبة إلى يدك” (Ad illuminandos cat. 1.1, PG 49:223).
من ناحية أخرى، هناك الكثير من الملاعق المعدنية التي تم اكتشافها في منطقة أنطاكيا وسوريا عامًة، والتي يعود الكثير منها إلى القرنين السابع والثامن، ولكن من الصعب الجزم إن كانت هذه الملاعق دائمًا تمثل ملاعق مخصصة لتناول الدم والمعروفة في الكنيسة القبطية بـ “المستير“، فإنه من الممكن أن تكون لهذه الملاعق استخدامات أخرى سواء طقسية أو غير طقسية. ولكن على كل حال يوجد عدد قليل من هذه الملاعق تم اكتشافها ضمن كنوز تنتمي إلى كنائس أثرية والتي تم التبرع بها مع كاسات للتناول، الأمر الذي يمكن معه التكهن بأن هذه الملاعق كانت تستخدم في إتمام طقس الإفخارستيا بشكل أو بآخر، بالرغم من انه يصعب التأكيد على طبيعة هذا الاستخدام على وجه التحديد.
والجدير بالذكر إن أقدم إشارة مؤكدة لاستخدام ملعقة في التناول ترجع إلى منطقة أورشليم في القرن السادس، حيث نقرأ في “معجزات القديسين كيروس ويوحنا”، وهو عمل يوناني منسوب إلى “صوفرونيوس” بطريرك أورشليم للروم، عن واقعة مناولة شخص مريض حيث يتواجد الجسد والدم معًا في الكأس، مما يدل على ضرورة استعمال ملعقة ما لتناول الاثنين معًا، كما هو متبع حتى يومنا هذا في الطقس البيزنطي

 (Narratio miraculorum Ss. Cyri et Iohannis, PG 87:3457).
نجد هذا أيضًا في نص يوناني آخر معروف بقصص “القديس انسطاسيوس السينائي” (ق. ٨)، والتي تدل على الطقس الأنطاكي، حيث نقرأ عن قصة تناول القديس الذي كان يعيش متوحدًا في مكان أو عمود مرتفع، ويذكر النص أنه في وقت التناول رفع الكهنة والخدام الحاضرين الكأس وملعقة معًا إلى قمة العمود لكي يتناول القديس المتوحد
(Narrationes utiles animae 43)
ويشهد أيضًا التقليد السرياني الأرثوذكسي على بداية انتشار الملعقة للتناول، فيكتب “المطران يوحنا” أسقف دارا (ق. ٩) في مقالته عن القربان، “لماذا نضع ملعقة على مائدة السر (أي المذبح)؟ فالملعقة ترمز إلى الروح القدس الذي من خلاله نستقبل جسد الله الكلمة” (De oblatione 2.28; CSCO 308, p. 38).
ويؤكد أيضًا “ابن العبري” في القرن الثالث عشر أن في وقته كان السريان النساطرة هم الوحيدون الذين لا يستخدمون ملعقة في طقس التناول، مشيرًا أن مع مجيء القرن الثالث عشر أصبحت الملعقة المقدسة أو “المستير” جزءًا راسخًا في تقليد معظم الكنائس الشرقية.
ومن الملاحظ أنه حتى أوائل العصور الوسطى كان يتم إعطاء جسد السيد المسيح في أيدي المتناولين مباشرة، بينما كانوا يتناولون الدم مباشرة من الكأس بدون ملعقة. وقد ساد هذا الوضع في الظروف العادية، أي تناول المؤمنين معًا في إطار القداس الالهي. ولكن بدأت الملاعق بالظهور أولاً في الظروف غير الليتورجية (على سبيل المثال تناول المرضى في بيوتهم وتناول النساك المتوحدين، الخ). بحلول القرن السابع في فلسطين، بدأت الممارسة القديمة بالتغير نحو استخدام الملعقة بشكل عام وليس فقط كاستثناء، مما يمثل بداية التغير النهائي في الطقس القديم للتناول إلى ما هو معروف الأن في الكنائس الشرقية عامة والكنيسة القبطية خاصة.
***********************************************
قرارات اللجنة المجمعية لفتح الكنائس
فى 27/6/2020م أصدرت   اللجنة المجمعية الدائمة للمجمع الكنيسة القبطية  قرارات أهم الإجراءات الواجب إتباعها فى الإيبارشيات التى ستقوم بالفتح لتدريجى مسبقا  بعد غلق الكنائس القبطية فى ممصر والعالن لأكثر من 100 يوم بسبب إنتشار فيرس كرونا

1) إستمرار تعليق خدمة مدارس الأحد وكافة الإجتماعات والأنشطة الخدمية بمختلف انواعها فى جميع الإيبارشيات بلا أستثناء

2) يسمح بالمشاركة فى صلوات الجنازات لأسرة المتوفى فقط

3) يسمح بالمشاركة فى صلوات سر الزيجة (الإكليل) لعدد ستى أفراد فقط فى الصلوات إلى جانب الكاهن والعروسين والشماس

4) تغلق كافة دورات المياة ويراعى التباعد الإجتماعى بالنسبة لخدمات الكانتين ومكتبات البيع بجميع الكنائس وذلك فى وقت القداس اليومى

5) يؤدى صلاة القداس كاهن واحد فقط وأربعة شمامسة داخل وخارج الهيكل وعشرون فردا فقط من الشعب ليصبح إجمالى المشاركين فى القداس 25 فردا فقط وفى حالة إستقرار الأوضاع يمكن زيادة الأعداد بعد أسبوعين

6) يسمح بإقامة أكثر من قداس فى اليوم الواحد مع تطبيق الإجراءات الإحترازية

7) يتولى الكاهن الخديم إتمام الطقس صرف المناولة (غسل الأوانى المقدسة بالماء وتناوله) بمفرده

8) تحجز القداسات بمواعيد مسبقة بمعرفة كل كنيسة وذلك لإتاحة فرص متساوية للصلاة لجميع أفراد شعب الكنيسة

9) تقوم كل كنيسة بتشغيل لجنة تضم من بين أعضائها أطباء مهمتها الأساسية متابعة تطبيق الإجراءات الإحترازية ، وإلتزام الجميع بها

10) يتولى فريق الكشافة بكل كنيسة مسئولية تنظيم حركة دخول وخروج المصليين والتأكد من أن الداخلين ضمن المسجلين للمشاركة فى القداس وكذلك القيام بعمليات التطهير ومتابعة تنفيذ المصلين لإجراءات الوقاية على ان يرتدى أعضاء فريق الكشافة ملابس الوقاية المناسبة لمهمتهم

11) يلتزم كل مصل بإحضار منديل للتناول (اللفافة) الخاص به وكذلك زجاجة مياة صغيرة وغطاء للرأس بالنسبة للسيدات وذلك للإستخدام الشخصى ويمتنع تماما التشارك فى أستخدام هذه الأدوات بين المصلين كما يمتنع أن تقوم أى كنيسة بتوزيع هذه الأدوات على المصلين

12) يجب أن يرتدى كل شخص الكمامة عند دخول الكنيسة عموما سواء للصلاة القداس او غيره

13) يتم قياس درجة الحرارة للداخلين إلى الكنيسة بإستخدام أجهوة قياس الحرارة عن بعد

14) تتم عملية تطهير سريعة للمصلين فور وصولهم عند باب الكنيسة الخارجى وذلك بتطهير احزيتهم بقطعة قماس معمورة فى محلول الكلور وكذلك تطهير الأيدى بالكحول الإيثليى 70% وعلى الجميع  التجاوب التام مع توجيهات ا‘ضاء الفريق المنوطين بعملية التطهير

15) غير مسموح بالمصافحة بالأيدى داخل الكنيسة أو بأى طريقة تتطلب إقتراب أو تلامس بما فيها مصافحة الأب الكاهن أو حتى تصافح الكهنة فيما بينهم ويكتفى الجميع بتبادل التحية عن بعد

16) تراعى المسافة الآمنة أثناء التواجد داخل الكنيسة (2 متر مربع) بين الكهنة والشمامسة والشعب المشارك فى الصلاة

17) يفضل أن توضع علامة إرشادية تشير إلى كل مكان من الخمسة وعشرين مكانا المخصصة لجلوس المصلين لضمان الحفاظ على المسافة الآمنة بين كل شخص والمحيطين به

18) يجب ان يكون المكان الذى تتم فيه الصلوات جيد التهموية ويلزم فتح النوافذ والأبواب لضمان تجديد الهواء بالمكان

19) يحصص لكل من الكاهن المصلى وكل شماس من الشمامسة الأربعة المشاركين معه فى الصلاة ميكرروفون خاص به ، يتم تطهيره قبلوبعد القداس ولا يجوز لأى سبب تبادل الميكروفون بين المصلين

20) يستخدم كل مصلى اطبيقات الصلوات الطقسية الموجودة فى جهاز التليفون المحمول الخاص به بدلا من الكتب الطقسية (ما عدا كتاب القطمارس)

21) يجب ألا يقترب المتناول من الآب الكاهن لحظة تقدمه للتناول أو توجيه أى حديث إليه حتى ولو بغرض الإعتراف أو نوال الحل لئلا يفقد افحتراز التباعد االآمن بينهما

22) مراعاه عدم توزيع لقمة البركة عقب القداس وكذلك عدم تقديم قربانة البركة للشعب بالكنيسة سواء قبل القداس أو بعده أو فى أى وقت آخر

23) يجب على جميع المصلين مغادرة الكنيسة دون تزاحم عقب إنتهاء القداس ويتولى فريق الكشافة متابعة هذا بكل دقة كما يجب على الأب الكاهن أن يحرص على عدم القيام بأى عمل رعوى تجاه أى من المصلين عقب القداس

24) عقب إنتهاء القداس ووإنصراف الجميع تقوم مجموعة التطهير بعملها فى تطهير الكنيسة بالكامل

25) فى حالة الإشتباه فى إصابة أى شخص كان مشاركا فى أحد القداسات يجب إبلاغ كاهن الكنيسة ليقوم الكاهن بإبلاغ الأب الأسقف لإتخاذ اللازم 

26) يمتنع تماما عن المجئ للكنيسة سواء لصلاة القداس او غيره الآباء الكهنة أو الشمامسة أو الشعب ممن يعانون من أى من الأعراض أو الأمراض التالية

أ. إرتفاع ولو طفيف فى درجة حرارة الجسم

ب. حالة إسهال أو سعال أو إلتهاب بالحلق او آلام بالجسم عموما

جـ. أى أعراض تنفسية بأى شكل

د. أمراض مناعية تعرض حياتك للخطر غذا أصيب بالعدوى

هـ . وكذلك المرافقين والمخالطين لإناس ثبت غصابتهم بافيرس أو هناك شك فى غصابتهم

27) يمكن لمن يعانون من أى أمراض خاصة بالمناعة أو ضعف المناعة التنسيق مع الأب الكاهن ومناولتهم سواء فى الكنيسة أو فى المنزل أن ياخذ الأب الكاهن الإجرايات الوقائية اللازمة عند قيامه بمناولة المرضى فى المنازل

28) يمكن للآباء الكهنة الذين يعانون من امراض مزمنة أة من لدى أى من أفراد أسرته من يعانون امراض تمثل العدوى الفيروس خطرا عليهم ألا يقوموا بخدمة القداسات خلال هذه الفترة الإستثنائية

29) يستمر الكاهن فى أفتقاد شعبه بإستخدام الطرق البديلة (التليفون - وسائل التواصل الإجتماعى)

***********************************************
المستير في التقليد القبطي
أما بالنسبة للمستير في التقليد القبطي، فهو معروف على الأقل منذ الألفية الأولى. رسم جداري من الدير الأحمر بسوهاج، حوالي القرن الثامنوتعرف هذه الملعقة الطقسية الآن بـ”المستير”، وهي كلمة يونانية الأصل تعني ملعقة صغيرة (μύστρον)
وليس كما هو متداول نسبة لكلمة “ميستيريون” أي “سر” بالقبطية واليونانية. ونجد هذا التعبير بصيغة الجمع، أي ميسترا (μίστρα) في بردية من القرن السابع أو الثامن،
(P. Leiden Inst. 13)

تحتوي قائمة بممتلكات كنيسة أثرية، مما يدل على استخدام هذا المصطلح من هذه الفترة، ولو لم يدل بالتحديد على استخدام مثل هذه الملعقة للتناول. ولكن في غضون نفس الحقبة الزمنية، نجد أن المستير أصبح معروفًا كأداة من ضمن أدوات أو أواني المذبح المقدسة، على الأقل في صعيد مصر. فمثلًا نجد رسمًا جداريًا من القرن الثامن في دير القديس بشاي المعروف بالدير الأحمر بالقرب من سوهاج، يمثل ملاكًا يحمل أوانٍ للمذبح، وبالتحديد صينية وكأس وحامل للكأس وملعقة، مما يدل بشكل واضح على ارتباط جميع هذه الأشياء بطقس الإفخارستيا والتناول ويشابه ذلك ايضًا كتابة جدارية في صورة رسم اكتشفت في أوائل القرن العشرين في دير أنبا ابوللو الأثري في منطقة باويط. والذي يعود للفترة ما بين القرنين السادس والثامن. (للأسف لم يبق هذا الرسم لوقتنا هذا) ولكن قام العالم الفرنسي چان كليدا (Jean Clédat) بنشر رسم يدوي لهذا الأثر الجداري في تقريره عن اكتشافات باويط، والذي فيه نرى ما يبدو أن يكون كاهنًا يناول شخص ما من الكأس باستخدام مستير والجدير بالذكر أن الرسومات الدينية الجدارية غالبًا ما تمثل أوضاعًا نمطية وتقليدية من وجهة نظر مشاهديها في كل حقبة وزمن، أي أنه من المحتمل جدًا أن المستير كان بالفعل أداة معتادة بالنسبة لأهل سوهاج وباويط عندما قرر الفنان القبطي رسم منظر التناول على جدران الأديرة المذكورة ومع مجيء الألفية الثانية نجد أن استخدام المستير في التقليد القبطي أصبح هو أيضًا تقليدًا راسخًا مثل باقي كنائس الشرق المسيحي. فيذكر المستير مثلًا في عمل مجهول المؤلف يسمي “ترتيب الكهنوت”، يؤكد فيه الكاتب أن الشعب يتناول بالمستير فيما يتناول الإكليروس من الكأس مباشرة.
يظهر أيضًا المستير بشكل واضح في الكتابات العربية الأخرى عن الطقس القبطي، أمثال “مصباح الظلمة” للقس أبو البركات ابن كبر (ق. ١٤)، و”الجوهرة النفيسة” ليوحنا ابن سباع (ق. ١٤)، و”الترتيب الطقسي” الذي تم اعداده وتعميمه بإشراف البابا غبريال الخامس (تنيح عام ١٤٢٧م).
وبالتالي نجد أن استعمال المستير في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يرجع إلى القرن الثامن على الأقل، إن لم يكن قبل ذلك، مع العلم أن الرسوم الجدارية لا تشير إن كان المستير يستعمل لإعطاء الدم فقط كما هو متبع الآن أم لإعطاء الجسد والدم معًا.
ومن الملاحظ ايضًا أن جميع المصادر التاريخية لا تتطرق للسبب الذي أدى إلى استحداث طريقة التناول بالمستير. ربما كان هذا على سبيل التسهيل على الأب الكاهن والشعب، خاصة في الأماكن التي كانت بها أعداداً كبيرة من المتناولين مما قد يتسبب في استغراق التناول فترة زمنية كبيرة أو حتى نفاذ الدم إن لم يستخدم الكاهن ملعقة للتحكم في كمية الدم المعطاة لكل متناول.
إذا فمع مرور الزمن وتكاثر أعداد المسيحيين في المدن الكبيرة، كان من الطبيعي أن تفضل القيادات الكنسية (الأسقف أو المطران) في مكان بعد الأخر استخدام ملعقة للتحكم في عملية التناول، لتفادي أي حادث انسكاب وللتأكد من إعطاء كل متناول جرعة قليلة فقط من الدم الكريم.

***********************************************

الفرق بين العقيدة والطقس 

سر الإفخارستيا أو سر الشكر وهو العشاء الأخير للسيد المسيح  حيث يقدم ذبيحة الإفخارستيا عنا، لا بالصلاة  فقط ولكن بالعمل، مقدمًا جسده ودمه المبذولين ذبيحة شكر للآب، لهذا في ليلة آلامه "أخذ خبزًا وشكر... وأخذ الكأس وشكر" ولا خلاف حول قدسية هذا السر وأن تناوله بإيمان يشفى المرضى ويغفر الخطايا وهذا ما نقول عنه أنه عقيدة وإيمان  “إنه يلزم أن نفهم عجب هذا السر، وما هو، ولماذا سلم لنا، وما هي المنفعة من ممارسته، لأننا نصير جسداً واحداً وأعضاء من لحمه وعظامه، وهذا يتم بالأكل الذي سلمه لنا مجاناً كهبة.. لأنه هيأ جسده على مستوانا لنتحد به كما يتحد الجسد بالرأس” قال هذه الكلمات القديس يوحنا ذهبي الفم منذ القرن الرابع ليحث كل مؤمن على الفهم والمعرفة، وبالفهم والمعرفة يتعمق الشخص ويتحد بالمسيح وبالكنيسة. وهكذا فإن المعرفة هي الواسطة الوحيدة للحرية: “تعرفون الحق والحق يحرركم” (يو 8: 32)  ولكننا نتكلم عن الطقس كلمة طقس هي كلمة معربة من اللغة اليونانية τάξις ومعناها نظام أو ترتيب. وهو طريقة تقديم السر للشعب فى الكنيسة من صلوات كلامية أو حركات خشوعية أو رمزية ويدخل في ذلك أيضًا شكل الكنيسة وأدواتها و رتب الكهنة وملابسهم. والطقس ليس عقيدة فهو قابل للتغيير بمبدأ "الطقس لأجل الإنسان وليس الإنسان لأجل الطقس " وطريقة تقديم السر للشعب والتى تعرف بالطقس قابلة للتغيير فقد تغير منذ زمن المسيح تبعا للتطور مثل كثرة عدد المسيحيين صعوبة التنقل أو المكان فكان العشاء فى العلية ثم ذهب يسوع فى الطريق مع تلميذى عمواس وهناك أعاد سر الشكر أما الأدوات وغيرها فقد أستعمل المسيح والتلاميذ كؤوسا حجرية لأنها لا تتنجس حسب الشريعة الموسوية ثم رأت الكنيسة إستعمال أدوات زجاجية أو معدنية رصاص أو ذهب أو فضة .. ألخ وتغيرت طريقة وضع الجسد فبدلا من أعطاؤه للمتناول فى اليد أصبح إطعام التناول فى فمة وهكذا - وعندما أخترعت الملعقة فأستخدمت فى البداية فى أخراج الجسد المعموس فى الدم الذى بتناوله الكاهن أو المريض ثم أصبح أداه لتناول الشعب وبدلا من صب الخمر فى كؤوس التلاميذ أصبح الناول ن كأس واحدة ونظرا لصعوبة أخذ الكاهن للكأس خارج الكنيسة ليتناول منها المريض  أخذوا الجسد المعموس فى الدم فى علبه وأسموها الجوهرة لمنولة المرضى فى البيوت أما المرضى الذين يستطيعون الذهاب للكنائس يتناولون الجسد المعموس فى الدم بعد إنتهاء صلوات القداس بينما يتناول بقية الشعب يتناولون من الكأس بواسطة الماستير / الملعقة 

**********************************************

 

المراجع
– Abū al-Barakāt ibn Kabar: Paris BnF Ar. 203 (AD 1363–1369), fol. 206r.
– Yūḥannā ibn Sabbā‘: Paris BnF Ar. 207 (14th c.), fol. 171r.
– Pope Gabriel V: Paris BnF Ar. 98 (17th c.), fol. 70v.
• الدراسات
– ‘Abdallah, A. L’ordinamento liturgico di Gabriele V, 88o Patriarca Copto (1409–1427). Cairo, 1962.
– Assfalg J. Die Ordnung die Priestertums. Cairo, 1955.
– Bolman, E.S. “The Red Monastery Conservation Project, 2006 and 2007 Campaigns: Contributing to the Corpus of Late Antique Art.” In Christianity and Monasticism in Upper Egypt, ed. G. Gabra and H.N. Takla, 1:311. Cairo, 2008.
– Clédat, J. Le monastère et la nécropole de Baouit. Vol. 2. Cairo, 1916.
– Evelyn White, H.G. The Monasteries of the Wādī ’N Natrūn. Vol. 1. New York, 1926.
– Mikhail, R. The Presentation of the Lamb: The Prothesis and Preparatory Rites of the Coptic Liturgy. SECL 2. Münster, 2020.
– Mistrīḥ, V. Pretiosa margarita de scientiis ecclesiasticis. Cairo, 1966.
– Nau F. “Le texte grec des récits utiles à l’âme d’Anastase (le Sinaïte).” Oriens Christianus 3 (193): 56–90.
– Russell, N. The Lives of the Desert Fathers. CSS 34. Kalamazoo, MI, 1980.
– Schmelz, G. Kirchliche Amtsträger im spätantiken Ägypten. Munich, 2002.
– Taft, R.F. “Byzantine Communion Spoons: A Review of the Evidence.” Dumbarton Oaks Papers 50 (1996): 209–238.
– Taft, R.F. A History of the Liturgy of St. John Chrysostom. Vol. 6, The Communion, Thanksgiving, and Concluding Rites. OCA 281. Rome, 2008.
*****

صورة وخبر
فى 11/7/2020م وقع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مرسوما يقضي بتحويل متحف آيا صوفيا - الذي شيد ليكون كاتدرائية - إلى مسجد.وجاء هذا بعد فترة وجيزة من إبطال محكمة تركية يوم الجمعة وضع الموقع الأثري، الشهير عالميا، في مدينة إسطنبول وشُيّد المبنى قبل خمسة عشر قرنا ليكون كاتدرائية، وحوله العثمانيون في ما بعد إلى مسجد. وفي عام 1934 تم تحويله إلى متحف والمتحف مدرج لدى منظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو) في قائمة مواقع التراث العالمي. وكانت المنظمة قد حثت تركيا على عدم تغيير وضعه دون طرح الأمر للنقاش. ومبنى آيا صوفيا كان كاتدرائية خاصة بالمسيحيين، بنيت فى عهد الإمبرطور البيزنطى جونستنيان الأول عام 537م، وذلك على أنقاض كنيسة أقدم أقامها الأمبراطور قسطنطين العظيم، إلى أن تحولت إلى مسجد عام 1453م، بعدما سيطرت الدولة العثمانية على إسطنبول، حيث عد السلطان محمد الفاتح تحويل الكنيسة إلى مسجد رمزا لانتصاره على الدولة البيزنطية، حيث قيام بالصلاة فيها. وبحسب كتاب "الدليل السياحى لمدينة إسطنبول" للكاتب خليل ارسين اوجى، فيعد آيا صوفيا معلما نادرا وفريدا وأحد رموز مدينة إسطنبول بناه قسطنطينيوس ابن مؤسس المدينة الإمبرطور قسطنطين، فى النصف الثانى من القرن الرابع، وقد اندلعت النيران فى أول كنيسة بنيت فى الموقع أثناء إحدى الثورات عام 404م، فتم تنفيذ عملية البناء الثانية على نطاق أكبر وافتتحت فى حفل كبير عام 415 م، ولكن فى عام 532 أدت ثورة "نيكا" الدموية إلى مقتل كثيرين وهدم عدد من المبانى، وتعرضت كنيسة آيا صوفيا خلال هذا الوقت إلى الاحتراق بالكامل، فقام الإمبرطور جستينيان، الذى أخمد الثورة، ببناء مكان للعبادة، لم ير مثيلا له منذ عهد آدم ولن يكون له مثيل، كما قيل حينها، ففى عام 532 بدأت عملية بناء أكبر كنيسة فى العالم المسيحى، واكتمل البناء بعد 5 سنوات وأقيم حفل افتتاحها عام 537م.
وكأفا الإمبرطور بسخاء المهندسين المعماريين إيسيدور من مليتوس وأنثيميوس من تراليس، وقد صممت القبة وفقا لفن العمارة الرومانى، لكن استخدم أسلوب معمارى شرقى فى هيكل القبة جعل كنيسة آيا صوفيا تبدو ناتجا لتوليفة ثقافية بين فن العمارة الرومانى والشرق أوسطى والآسيوى وأسلوب عمارة بلاد ما بين النهارين.
وأوضح الكتاب، يخطئ فى اسم الكنيسة والتى تنطبق آيا صوفيا فيقول إنها تعنى القديسة صوفيا، لكن الحقيقة أن الكنيسة لم تكن مخصصة لشخص أو قديس معين بل للديانة المسيحية والترجمة الصحيحة للاسم هى "الحكمة المقدسة"، مشيرا إلى أنه عند افتتاح الكنيسة لم يكن يستطيع الإمبرطور إخفاء فرحته، وألقى خطابا أوضح فيه أنه تفوق على النبى سليمان بعد بناء هذا المكان.
ولفت المؤلف إلى أن الكنيسة رغم أنه لم يكن لها مثيل فى ذلك الوقت إلا أن هناك بعض الأخطاء تضمنت عملية الإنشاء وأهمها حجم القبة الذى شكل ضغطا زائدا على جوانبها، ومن ثم كانت النتيجة الطبيعة هى انهيار الجدران للخارج وسقوط القبة عام 558م.
ويشير الكتاب إلى أن السلطان محمد الثانى عندنا فتح المدينة عام 1453، كانت الكنيسة تعانى، حيث كانت الإمبرطورية الرومانية الشرقية لا تملك الموارد المالية الكافية للعناية بها، ولكن بعد الفتح تم تجديد الكنيسة وتحويلها إلى مسجد، وظلت الكنيسة مسجدا لمدة 480 عاما قبل تحويلها إلى متحف بين عامى 1930 – 1935.

 

 

أباؤكم أكلوا المن وماتوا

هل تمنح الإفخارستيا بالضرورة، الشفاء الجسدي؟
تابعتُ الجدل العقيم والاتهامات المتبادلة بين أطرافٍ كثيرة تتحفر للهجوم والدفاع، حول ملعقة التناول وما إذا كان سر الإفخارستيا يمنحُ بالضرورة الشفاء الجسدي للمتناول. وتظهر المأساة في تحوُّل الجدل إلى اتهام بعدم الإيمان من قِبَل من يقولون بأن سر الإفخارستيا يشفي من الأمراض، وبالتالي كيف يمرض من يتناول الجسد المحيي بمرض الكرونا؟ وهكذا ارتبط الشجار -حول صحة الإيمان- بوسيلة تغيَّرت عبر الزمن، وهنا صارت الممارسة أي الطقس هي الإيمان! ونسينا أننا جميعًا في لحظاتٍ ما سوف نموت رغم أننا نتناول السر المجيد.
الشفاء من أمراض الجسد ليس له هذه الأهمية عند الرب، لأننا سوف نموت جميعًا، إن لم يكن بالأمراض فبالشيخوخة، وقد شاخ ومات آباءٌ عِظام مثل البابا كيرلس السادس، وأثناسيوس الرسولي نفسه، ولم يحاول أحد في العصور السابقة أن يقول إن مَن تناول الجسد المحيي والدم المحيي سوف يحيا حياة جسدانية إلى الأبد.
لقد ظهرت الملعقة، ربما بعد 500 سنة من تاريخ الكنيسة، ويرتبط تاريخها بمحاولة تجنُّب سوء استعمال سر الإفخارستيا. وكان الجسد يوضع في يد المتناول حسب شهادة العلَّامة أوريجينوس، وكيرلس الأورشليمي، وكيرلس الكبير وغيرهم.
ولكن في خضم حمى الاتهامات، ظهرت ترجمة عربية عن استخدام الملعقة في كنائس بيزنطة وسوريا ومصر، وهي دراسة تاريخية للأب روبرت تافت Taft وتعريب الأب القس مينا القمص اسحق والأستاذ موريس وهيب، وهي أول وأكمل دراسة عن “ملاعق التناول” في الطقس البيزنطي، أتمنى من الآباء الأساقفة والكهنة الاطلاع عليها.
وأيضًا لا بُد من الاطلاع على دراسة الأب متى المسكين عن الإفخارستيا في 800 صفحة، وهي أكمل دراسة تاريخية، وتسد فراغًا كبيرًا في تاريخ الفكر المسيحي.
نعرف أن البابا كيرلس السادس كان يتناول كل يوم ما عدا الأيام التي دخل فيها مستشفى هرمل بمصر القديمة ليعالَج من حصوة في الكلى، ورقد في الرب. وهكذا لم يمنع التناول الموت عن قداسته. ونفس الشيء يجب أن يقال عن قداسة البابا شنودة الثالث، الذي كان يعاني من فشل في الكُليتين، ولم تمنع الإفخارستيا الموت عنه، ولا عن الأب متى المسكين، أو القمص بيشوي كامل الذي مات بالسرطان. وقد مات الأنبا باخوميوس أب الشركة بالطاعون عندما انتشر هذا الوباء في صعيد مصر في سنة 346 ورقد أب الشركة في 14 بشنس من ذات العام.
والسؤال الحاسم: لماذا لم ينل كل هؤلاء الشفاء؟
والجواب هو أننا لا نملك أن نقيِّد إرادة الرب يسوع لأنه حُرٌّ في العطاء. أحيانًا ينال البعض الشفاء الجسداني مع الروحي، لكن لا يمكننا أن نجعل من العطية قيدًا على إرادة الرب يسوع، هو حُرٌّ يشفي، أو يأخذ نفوس من يريدهم.
لقد وعدنا الرب يسوع بالحياة الأبدية، وبالقيامة في اليوم الأخير، وبشفاء النفس. أما الموت الجسداني، فهو أمر ضروري ليعود الجسد إلى التراب لكي يقوم في اليوم الأخير.
الرب هو غاية السر
لم يكن التناول “دواءً” لأي مرض جسداني، وإنما كان حسب عبارة الشهيد أغناطيوس “ترياق عدم الموت”. ونحن ندخل كورة الأحياء إلى الأبد أورشليم السمائية بقوة الذي ذُبِحَ عنا.
مشكلة هذا الجيل أنه تجنب الحديث عن موضوع الموت، فزاغ بصره وانخدع بمنظومة إنجيلية ظنًّا منه أن الخلاص يبدأ بالخطية، وهي تلك المنظومة التي عبَّرت عن سوء فهم القديس أغسطينوس لِمَا عُرِفَ باسم السقوط، والتي ينتهي فيها التدبير بالخطية، بينما منظومة الإسكندرية تبدأ بالموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس، ولكنه هُدِمَ بموت الرب، وهو الدواء الذي سحق الخطية، وما أبعد منظومة الإسكندرية عما هو سائد عندنا اليوم.
لا شك أن ما يحدث لدينا من صراع الآن هو نتيجة طبيعية لخداع البصر الذي عانى منه هذا الجيل، وهو ما يجعلني أشعر بالأسى وأنا أكتب عن الإيمان، الذي هو اشتراك واختبار، وكلمة شركة Communion تعني الإيمان أو الاشتراك بالذي نؤمن به.
عندما تنهار منظومة العصر الوسيط التي أطبقت على أنفاس أُم الشهداء، وتحل محلها منظومة الشركة التي عرفناها منذ العلَّامة أوريجينوس، سوف تعود السرائر اختبارًا، وسنعود نفهم اللغة من خلال أحداث التدبير، ولنا عودة.
د. جورج حبيب بباوي

****

 

This site was last updated 07/12/20