Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

المؤرخ / سُقراتيس سكولاستيكوس

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأنبا إيسيذوروس
بالاديوس مؤرخ الرهبنة المصرية
يوليوس‏ ‏الأقفهصي
نبيه كامل داود
المؤرخ إدريس بريس‏ ‏دافين
تاريخ يحى بن سعيد يحى الأنطاكى
ملاك لوقا
تاريخ سعيد بن البطريق
لمؤرخ القبطي سمير فوزي جرجس
القمص صموئيل تواضروس السريانى
المؤرخ / توفيق إسكاروس
المؤرخ / سالامينوس هرمياس سوزمينوس
المؤرخ / سُقراتيس سكولاستيكوس
Untitled 8008

 

للمؤرخ سُقراتيس سكولاستيكوس (ق4م) عـن الفترة 306م كاتب كتاب  "3الـتـاريـخ الـكنسـى" - 43 ترجمهُ من اليونانية إلى الانجليزية ايه. سى. زينوس  تعريب الدكتور الأب/  بـولا ساويرس  مراجعة نيافة الحَبْر الجليل الأنبا/ إبيفانيوس اسقف ورئيس دير الأنبا مقار 

****

المؤرخ / سُقراتيس سكولاستيكوس (ق4م) 

حيـــاته
هو مؤرخ للتاريخ الكنسى، وُلِد فى القسطنطينية حسبما يخبرنا هو عن نفسه فى (ك24:5)، فى حوالى أواخر القرن الرابع الميلادى. لا يُعرف شىء عن والديه ولا عن أيامه الأولى فيما عدا التفاصيل القليلة التى توجد فى أعماله، والتى نعرف منها أنه قد درس تحت اشراف النحوى هيلاديوس وأمونيوس، وكان كلاهما وثنييَن قد نزحا من الاسكندرية إلى القنسطنطينية فى ذلك الوقت، وقد بين سقراتيس اسباب نزوحهما هذا فى كتابه هذا. ومن اللقب اسكولاستيكوس scholasticus الذى أُعطِى له، نستنتج أنه كان ينتمى إلى المهنة القانونية.
قضى الشطر الأكبر من حياته فى القسطنطينية، ولهذا السبب تحتل أمور تلك المدينة، كما يسلِّم هو، الجزء الأكبر من عمله. غير أنه يُستدَل من أسلوب حديثه عن المدن الأخرى ومن مصادره كشاهد عيان للأحداث التى جرت خارج القسطنطينية، على أنه قد زار بلادا أخرى خارج الشرق(. وعلى الرغم من أنه كان رجلا علمانيا(إلاَّ أنه امتاز برواية الأمور الكنسية جيدا. فقد ألزمه حبه للتاريخ وبصفة خاصة تاريخ عصره، وإعجابه الشديد بيوسيبيوس القيصرى على القيام بالمهمة التى التمسها منه بإلحاح شخص يُدعَى ثيودورس، الذى أهداه عمله هذا.
وكان هدفه تكملة عمل يوسيبيوس إلى أيامه هو، ولكن لكى ما يُلم بروايته التاريخية إلماما كافيا، ويُدّعِم ويُراجع بعض مفاهيم يوسيبيوس، بدأ عمله بسنة 306 م( عندما أُعلِن قنسطنطين امبراطورا. وينتهى عند القنصلية السابعة عشر لثيودوسيوس الصغير، أى سنة 439م.
وهو يقسم عمله إلى سبعة كتب تعتمد على الحقب السبعة للأباطرة فى الإمبراطورية الشرقية.
فالكتاب الأول يشتمل على الأحداث التى وقعت فى عهد قنسطنطين الكبير(306م – 337م). والثانى على تلك التى وقعت فى عهد قنسطانتيوس (337م-360م). والثالث على عهد يوليانوس( وجوفيانوس. والرابع يتناول عهد فالنس (364- 378م). والخامس يخص ثيودوسيوس الكبير(379م- 395). والسادس يشمل عهد اركاديوس(393- 408). والسابع يغطى السنوات الواحد والثلاثين من عهد ثيودوسيوس الصغير أى (من408 – 439م)
والسمة العامة لعمل سقراتيس يمكن الحكم عليها من المسائل العقيدية، فلقد عاش فى زمن اتسم بالجدل المرير، ولذلك جاهد فى تجنب العداوات والكراهية الناجمة عن الاختلافات اللاهوتية. لقد كان يتفق بالكلية مع فريق الكنيسة الجامعة فى مواجهة الأريوسيين) والأنوميين والمقدونيين( والهراطقة الآخرين. ومع ذلك فإن لهجته المعتدلة التى استخدمها فى حديثه عن النوفاتيين والإشارات الودية التى أشار بها إليهم، جعلت بعض الدارسين يعتقدون أنه كان ينتمى إلى هذه الشيعة، ولكن من المسلّم به الآن على نطاق عام أن تعبيراته التى استخدمها عنهم إنما كانت من باب الرغبة فى عدم التحيز ورغبته فى أن يُعطِى حتى لأعدائه ما يستحقونه عندما يجد شيئا جيدا لديهم. وكان موقفه من الكنيسة موقف خضوع واحترام بلا تغيير. فهو يكرّم الإكليروس بسبب دعوتهم المقدسة، ويتناول بتقدير عميق الرهبان والروح الرهبانية.
إن دفاعه المتأجج عن المسيحية لم يمنعه مع ذلك من استخدام كتابات المؤلفين الوثنيين)، ولا من أن يحث المسيحيين على دراستها.
وعلى الرغم من أنه يعنون عمله "التاريخ الكنسى" Ekklesiastike historiaإلاَّ أنه لم يحصر نفسه فى مجرد رواية الأحداث التى جرت فى تاريخ الكنيسة، إذ أولَى اهتماما بالتاريخ الحربى للفترة التى يتناولها معتبرا أنه من الضرورى أن يروى هذه الوقائع، ولكى لا تُتخَم أذهان القراء من تكرار المنازعات المستمرة بين الاساقفة وشقاقاتهم ضد بعضهم بعضا، وأيضا لكى يتضح بصفة خاصة أنه عندما تضطرب شؤون الدولة، فإن شؤون الكنيسة بالمثل، كما ولو كانت تتعاطف معها، تضطرب هى الأخرى(مقدمة ك 5).
وعلى الرغم من ادراك سقراتيس بالعلاقة بين الكنيسة والدولة، إلا أنه لم تكن لديه نظرية بالمعنى الدقيق عن الكنيسة والدولة.
ولدى سقراتيس فكرة محددة عن نطاق ووظيفة التاريخ. فحسب فكره تتمثل مهمة التاريخ فى تسجيل متاعب البشر. فطالما أن السلام مستمر، فإن أولئك الذين يودون كتابة التاريخ لن يجدوا المادة [اللازمة] لغرضهم(ك48:7).
وأما عن مؤلَّفه التاريخى، فإن عمل سقراتيس يحتل مكانة عالية جدا. فإن بساطة أسلوبه الذى استخدمه والذى من أجله انتقده فوتيوس) إنما تتفق تماما مع منهجه وروحه. ومن بين مزاياه العديدة نجد الحرص الذى أظهره فى تجميع الأدلة، جدير بالإعتبار. فلقد كان لديه حافز علمىٌ من أجل المصادر الأولية.
إن عدد المؤلفين الذين استقى منهم مادته، يدل على مدى قرائته وعمق تحليلاته. فهو بالإضافة إلى إستخدام أعمال رجال مثل: أثناسيوس وايفاجريوس Evagrius وبالاديوس بل ونسطوريوس الهرطوقى وسابينوس الهرطوقى، يعتمد أيضا بتصرف على المستندات العامة وأعمال القناصل والمراسيم .. إلخ. وكما هو الحال عند الكتابة عن أحداث قريبة العهد لزمنه، يعتمد مرارًا على تقارير شهود عيان. ولكن حتى فى هذه، يتناول شهاداتهم بفطنة وحذر.
ولكن بالرغم من عدم تحيزه ونشاطه، إلاَّ أن عمله مع ذلك لا يخلو من قصور خطير( فهو إذ حصر نفسه بشدة فى أمور الكنيسة الشرقية، فإنه مذنب بحذف أمور الأجزاء الأخرى من العالم المسيحي. ولذلك عندما يتكلم عن كنيسة الغرب يُذنِب بالحذف والخطأ فهو لم يقل شيئا فى عمله عن القديس أوغسطينوس على سبيل المثال. كذلك أخطأ فى التسلسل التاريخى فى بعض المواضع رغم أنه أعاد كتابة كتابيه الأول والثانى، حسبما ذكر هو فى مقدمته للكتاب الثالث، من أجل تصحيح التسلسل الزمنى التاريخى فى رواية روفينوس الذى يُعتبر عمله المصدر الأول لعمل سقراتيس وسوزمينوس. على أية حال لم يكن مخطئا بإستمرار فى هذا الشأن.
ولكن الاعتراض الذى طالما تردد بخصوص عمله هو أنه كان ساذجا للغاية ويميل إلى الإصغاء بشدة إلى قصص المعجزات والفأل، ومع ذلك، هذه غلطة العصر لا الرجل فقد كانت هذه سمة مشتركة لدى المؤلفين الوثنيين والمسيحيين.
غير أن سمة عدم التحيز الشديد كانت ظاهرة بجلاء وعن اقتناع. فقد استخدم الميزان بالتساوى وحتى عندما كان يختلف بشدة مع الآخرين فى أمور العقيدة، لم يكن يسمح لنفسه بإستخدام تعبيرات التحقير والرذل لآرائهم )
لقد نشر ستيفن هذا "التاريخ الكنسى" فى باريس سنة 1544م ثم نشره فالسيوس Valesius (باريس 1668م) ثم أعيد طبعه فى أوكسفورد بواسطة باركر Parker1844م، فى P.G., LXVII. ثم قُدِّمت له ترجمة فىNPNF ، م2، 1890م بمقدمة لزينوسZenos.


 

This site was last updated 12/28/17