Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

إعادة الأنبا أثناسيوس والأساقفة الشرقيين لكراسيهم

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مجمع سارديكا
هومووسيوس وهوموأوسيوس / مجمع ارمينيم
إعادة الأنبا أثناسيوس
Untitled 7975

 

الجزء التالى من كتاب التاريخ الكنسى لسوزمينوس  THE ECCLESIASTICAL HISTORY - OF Sozomen .. ترجمه من اليونانية : Chester d. Hartranft .. ونقله الى العربية : الدكتور/ بولا سـاويرس نقلا عن : NPNF, II, 1890 A.D.
**********************************************************************************************
الكتاب الثالث: الفصل العشرون
(إعادة تثبيت أثناسيوس ثانية على كرسيه بخطاب من قنستانتيوس)
(3/20/1) وعندما أُبلِغ قنسطانس بما تم سنّه فى مجمع سارديكا، كَتب إلى أخيه يطلب منه إرجاع اتباع أثناسيوس وبولس إلى كنائسهما الخاصة بهما. وإذ بدا قنستانتيوس مترددا، كَتب إليه ثانية مُهددا بالحرب ما لم يوافق على استقبال الاساقفة.
(3/20/2) فوجد قنستانتيوس بعد التفكير فى الأمر مع اساقفة الشرق، أنه من الحماقة التعرض لرعب حرب أهلية فى هذا الصدد. لذلك استدعى أثناسيوس من ايطاليا وأرسل مركبات عامة لنقله عند عودته إلى الوطن، وكَتب رسائل عديدة يطلب عودته السريعة.
(3/20/3) وعندما استلم أثناسيوس الذى كان يقيم عندئذ فى اكويليا([310]) Aquilea رسائل قنستانتيوس، توجه إلى روما يستأذن يوليوس واصدقائه. فشيعه بحفاوة عظيمة واعطاه رسالة موجهة إلى اكليروس وشعب الاسكندرية، تحدث فيها عنه كرجل عجيب يستحق الشهرة للمعاناة العديدة التى تحملها، وهنأ كنيسة الاسكندرية بعودة هذا الكاهن الصالح جدا، وحثهم على اتباع عقائده.
(3/20/4) ثم توجه عندئذ إلى أنطاكية بسوريا حيث كان الإمبراطور يقيم عندئذ. وكان ليونتيوس يرأس كنائس ذلك الاقليم، لأنه بعد هروب يوستاثيوس استولى اولئك الذين يتمسكون بالمفاهيم الهرطوقية على كنيسة انطاكية. وكان أول اسقف يعينوه هو يوفرونيوس، وقد خلفه بلاستيوس وفيما بعد استيفان. وقد خُلِع هذا الأخير كغير مستحق للرتبة، وحصل ليونتيوس على الايبارشية. وقد تجنبه أثناسيوس كهرطوقى، واشترك مع أولئك المدعوين يوستاثيين([311]) والذين كانوا يجتمعون فى بيت خاص.
(3/20/5) ووجد أن قنستانتيوس كان ميالا إلى الموافقة، وبدا أنه يرغب فى رد الكنائس الخاصة به إليه. [وعندما] قال قنستانتيوس بتحريض من قادة الهرطقة المضادة ما يلى: إننى مستعد لانجاز كل ما وعدتك به عند استدعائى لك، ولكن من العدل أن أطلب منك معروفا فى المقابل، وهو أن تُسلِّم إحدى الكنائس العديدة التى تحت تدبيرك لأولئك الذين يُحجِمون عن التناول معك. أجاب أثناسيوس: أيها الإمبراطور إنه من العدل جدا وأمرٌ لازم أن تُطاع أوامرك، ولن انقضها. ولكن بما أنه فى مدينة انطاكية هناك كثيرون يرفضون التناول مع غير الارثوذكس، فإننى ألتمس منك بالمثل معروفا وهو أن تُوهَب لنا إحدى الكنائس لنجتمع فيها بآمان.
(3/20/6) وإذ بدا للامبراطور أن طلب أثناسيوس معقول، وجد المبتدعون أنه من الكياسة بالأكثر الصمت، لأنهم فكروا أن آرائهم الخاصة لن تجد اطلاقا أرضا لها فى الأسكندرية بسبب أثناسيوس الذى كان قادرا على الحفاظ على مَن يتمسك بالتعاليم التى يتمسك هو بها، وأيضا على جذب أصحاب التعاليم المضادة. وأكثر من ذلك أنهم إن سلَّموا إحدى كنائس انطاكية فإن اليوستاثيين الذين كانوا عديدين جدا سيجتمعون معا، ومن المحتمل إذن أن يُثيروا المتاعب إذ أنهم سيكونون قادرين على المحافظة على مَن يتمسك بتعاليمهم بدون مخاطر. وبالاضافة إلى ذلك ادرك المبتدعون أنه على الرغم من أن ادارة الكنائس كانت فى يدهم، فإن كل الشعب والاكليروس لم يتبنوا تعاليمهم. فعندما رنموا تسبيحا للرب، انقسموا كالعادة إلى خورسين، وفى نهاية المدائح اعلن كل منهما مفاهيمه الخاصة به. فالبعض رفع التسابيح للآب والابن معتبرين أنهما متساويان فى المجد. وآخرون مجدوا الآب بالابن ليشيروا بواسطة إدراج حرف الجر إلى اعتبار الابن أدنى من الاب.
(3/20/7) وبينما كانت هذه الاحداث تجرى لم يجرؤ لينوتيوس اسقف الفريق المعارض الذى كان يرأس عندئذ كرسى انطاكية أن يمنع انشاد التسابيح لله، التى كانت تتفق مع تقليد مجمع نيقية لأنه خاف من ثورة الشعب.
(3/20/8) ويُروَى أنه قد رفع يده مع ذلك إلى رأسه التى كان شعرها ابيضا تماما وقال عندما يذوب هذا الثلج سيكون هناك وفرة من الطين. وقد قصد من هذه الاشارة إلى أنه عقب وفاته ستؤدِى أنماط مختلفة من انشاد التسابيح إلى شقاق عظيم، وأن خلفائِه سوف لا يُظهرون نفس الاعتبار للشعب مثل الذى أظهره هو.

الكتاب الثالث: الفصل الواحد والعشرون
(خطاب قنستانتيوس إلى شعب الأسكندرية. مجمع أورشليم )
(2/21/1) وعندما اعاد الإمبراطور أثناسيوس إلى مصر، كتب لصالحه إلى الاساقفة وكهنة القطر، وإلى شعب كنيسة الأسكندرية وشهد بكرامة مسلكه وتقوى سلوكه وحثهم على أن يكونوا بفكر واحد، وأن يتحدوا فى الصلاة وخدمة الله تحت ارشاده. وأضاف أنه إذا حاول أى اناس اشرار اثارة القلاقل فإنهم سيلقون العقاب القانونى المناسب لمثل هذه الجرائم. وقد أمر أيضا بمحو كافة المراسيم التى اصدرها سابقا ضد أثناسيوس والذين يشتركون معه من السجلات العامة، وأن يُسمَح للاكليروس الخاص به بنفس الاعفاءات التى كانوا يتمتعون بها سابقا، وأن تُبعَث المراسيم الخاصة بتنفيذ ذلك إلى حكام مصر وليبيا.
(3/21/2) وعند وصوله إلى مصر عزل أثناسيوس فى الحال كل مَن عَرِف أنه مشايعٌ للأريوسية، وأسند إدارة الكنيسة والاعتراف بمجمع نيقية ليد مَن وثق فيهم، وحثهم على التمسك به بشدة. وقيل أنه كان يباشر فى ذلك الوقت ذات التغيير فى كل البلاد التى كان يسافر إليها، إذا تصادف أن زار كنائس تحت يد اريوسيين.
(3/21/3) وبكل تأكيد، أُتُهِم أنه مارس طقوس السيامة فى مدن ليس له الحق فى عمل ذلك فيها. ولكن لأنه قد عاد رغما عن عدم رضاء أعدائه، وبدا أنه ليس من السهل أن يكون محلا لأى شك إذ قد كُرِّم بصداقة الإمبراطور قنسطانس، فإنه قد نُظِر إليه بتقدير أعظم مما كان سابقا. وقد قبله فى شركة التناول اساقفة كثيرون ممن كانوا فى عداوة معه سابقا، وخاصة أولئك الذين كانوا فى فلسطين. فعندما زارها فى ذلك الوقت، استقبلوه بترحاب، وعقدوا مجمعا فى اورشليم، وكَتَب مكسيموس وآخرون الرسالة التالية لصالحه.

الكتاب الثالث: الفصل الثانى والعشرون
(رسالة مجمع اورشليم لصالح أثناسيوس)
"من المجمع المقدس الملتئم فى اورشليم إلى الكهنة والشمامسة وكل شعب مصر وليبيا والاسكندرية، اخوتنا الاحباء والمكرمين جدا تحية من الرب. إننا لا نستطيع أبدا يا احبائنا أن نَفِى الله الشكر، خالق كل الأشياء على اعماله العجيبة التى انجزها الآن وخاصة البركات التى اسبغها على كنائسكم بعودة أثناسيوس راعيكم وسيدكم، وشريكنا فى الخدمة. مَن كان يقدر أن يأمل قط فى أن يرى ذلك بعينيه، الأمر الذى صار الآن فعلا. ولكن بالتأكيد قد سُمِعت صلواتكم من الله إله الجميع المعتنى بكنيسته، والذى اهتم بدموعكم وشكواكم واصغى فى هذا الصدد لمطالبكم لأنكم كنتم مشتتين ومُبعثَرين كقطيع بلا راعٍ. لذلك، قد أُعِيد لكم الراعى الحقيقى الذى عُيِّن من السماء، والمعتنى بقطيعه([312]) ليرعاكم كما ترغبون. هوذا نحن نعمل كل شىء من أجل سلام الكنيسة ومملوئين بالمحبة مثلكم. لذلك استقبلنا وعانقنا راعيكم وتناولنا معكم بواسطته، ونحن نبعث بخطابنا هذا وصلواتنا الافخارستية إليكم لكى ما تعرفوا كم نحن مُوثَقين برباط الحب له ولكم. إنه من الصواب أن تُصَلّوا من أجل تقوى الاباطرة المحبين لله الذين اعترفوا برغبتكم نحوه، وبطهارته، وعزموا على إعادته لكم بكل اكرام. اقبلوه اذن بأيادى مرفوعة، وكونوا غيورين على رفع صلوات افخارستية نيابة عنه إلى الله الذى اسبغ عليكم بهذه المنافع وأن تبتهجوا دوما بالله، وتمجدوا الرب بالمسيح يسوع ربنا الذى به المجد للآب إلى سائر الدهور آمين.

الكتاب الثالث: الفصل الثالث والعشرون
(إعتراف فالنس واورساكيوس بالإفتراء على أثناسيوس)
(3/23/1) هكذا كانت الرسالة التى كتبها المجمع المنعقد فى فلسطين. وفى وقت ما بعد ما نال أثناسيوس ترضية عن الظلم الذى شاهده من الحُكم الذى صدر ضده من مجمع صُور المُعترَف به من العامة، كتب فالنس واورساكيوس اللذان قد ارسلهما ثيوجينس واتباعه للحصول على معلومات فى ماريوتيس كما ذكرنا من قبل بشأن الكأس المقدس الذى اتهم اسخاريون أثناسيوس بكسرها، الاستدراك التالى إلى يوليوس اسقف روما:
"اورساكيوس وفالنس. إلى السيد يوليوس بابا روما المطوب. لمَّا كنا قد إتهمنا سابقا، كما هو معلوم جيدا، أثناسيوس الاسقف بتُهم كثيرة متعددة، بواسطة رسائلنا، وعلى الرغم من أن سعادتك قد حثثتنا برسائلك بشدة بالنسبة لهذا الموضوع الذى زعمناه جهرا، إلا أننا لم نكن قادرين على تقدير اسباب اتهامنا، ولذلك فإننا نعترف لسعادتكم فى حضور سائر الكهنة اخوتنا أن كل ما قد سمعته بشأن أثناسيوس السابق الذكر هو باطل تماما ومختلق، وهو غريب من سائر النواحى عن طبيعته، ولذلك فنحن نشترك فى التناول معه بكل ابتهاج مثل تقواكم بصفة خاصة طبقا لحب الصلاح الذى غفرت لنا به خطأنا. وأكثر من ذلك نعلن لك أنه إذا أراد اساقفة الشرق أو حتى أثناسيوس نفسه استدعاءنا للمحاكمة، فلن نتمتنع عن المحاكمة أو الخلع حسبما تقتضيه الحالة كما ترون. اننا الآن ودائما نحرم كما فعلنا سابقا فى المذكرة التى قدمناها فى ميلان، اريوس الهرطوقى واتباعه، الذى يقول أنه كان هناك وقت لم يكن فيه الإبن، وأن المسيح وُجِد من العدم. وكل مَن ينكر أن المسيح هو الله وابن الله قبل كل الدهور. ونحن نحتج ثانية بخط يدنا أننا ندين دوما وابدا هرطقة اريوس السابق الذكر ومبتدعوها. انا اورساكيوس اوقع على هذا الاعتراف بتوقيعى الخاص، وبالمثل فالنس.
(3/23/2) هذا هو الاعتراف الذى ارسلاه إلى يوليوس. ومن الضرورى أيضا أن يُلحَق به رسالتهما إلى أثناسيوس وهى كما يلى:
"الاسقفان اورساكيوس وفالنس إلى أثناسيوس اخينا فى الرب. اننا ننتهز فرصة رحيل أخينا موسيوس والكاهن الشريك إلى سعادتكم ايها الأخ الحبيب ونرسل لكم معه تحياتنا من اكويليا ونرجو ان تصلك رسالتنا وانت فى صحة جيدة. اننا سنكون ممتنين للغاية إن كتبت لنا ردا على هذه الرسالة، عالما أننا فى سلام وشركة كنسية معك.

الكتاب الثالث: الفصل الرابع وعشرون
(عودة الاساقفة الشرقيين لكراسيهم)
(3/24/1) وهكذا عاد أثناسيوس فى ظل هذه الظروف من الغرب إلى مصر وعاد معه بولس ومارسيللوس واسكيليباس ولوكيوس الذين شملهم مرسوم الإمبراطور بإعادة المنفيين واستلموا كراسيهم.
(3/24/2) وعند عودة بولس إلى القنسطنطينية اعتزل فى الحال مقدونيوس فى كنيسة خاصة. وفى انقيرا كانت هناك جلبة كبيرة عند خلع باسيليوس([313]) من الكنيسة هناك، واعادة تنصيب مارسيللوس. أما الاساقفة الاخرون فقد أعيد تنصيبهم فى كنائسهم بدون صعوبة.

 

 

This site was last updated 11/06/17