Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

مجمع سارديكا. اساقفة الشرق يخلعون اسقف روما وهوسيوس

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مجمع سارديكا
هومووسيوس وهوموأوسيوس / مجمع ارمينيم
إعادة الأنبا أثناسيوس
Untitled 7975

 

الجزء التالى من كتاب التاريخ الكنسى لسوزمينوس  THE ECCLESIASTICAL HISTORY - OF Sozomen .. ترجمه من اليونانية : Chester d. Hartranft .. ونقله الى العربية : الدكتور/ بولا سـاويرس نقلا عن : NPNF, II, 1890 A.D.
**********************************************************************************************

الكتاب الثالث: الفصل العاشر
(اسقف روما يكتب إلى اساقفة الشرق لصالح أثناسيوس. اساقفة الشرق يرسلون وفدا لأسقف روما. قنسطانس يرفض مقابلتهم)
(3/10/1) وإذ ارسل اساقفة مصر بيانا مكتوبا بأن هذه الافتراءات باطلة، وإذ اقتنع يوليوس أن أثناسيوس لن يكون بتاتا فى آمان فى مصر، أرسله إلى مدينته الخاصة. وردَّ فى نفس الوقت على رسالة الاساقفة الذين كانوا مجتمعين فى انطاكية، إذ تصادف أن استلم رسالتهم وقتئذ، واتهمهم بإدخال ابتداعات خفية ضد عقائد مجمع نيقية، وأنهم نقضوا قوانين الكنيسة بإهمالهم دعوته للإنضمام إلى مجمعهم إذ زعم أن هناك قانون مقدس ينص على أن أى مرسوم يصدر مناقضا لحكم اسقف روما يُعتبَر باطلا([268]) كذلك وبخهم على انحرافهم عن العدالة فى كل اجرائاتهم ضد أثناسيوس فى صُور وماريوتيس([269]) Mareotis وسجل أن المراسيم الصادرة من المدينة الأولى قد أُبطِلَت بسبب الافتراء المتعلق بيد ارسينيوس وفى المدينة الثانية بسبب غياب أثناسيوس. وأخيرا وبخهم على لهجة العناد فى رسالتهم.
(3/10/2) واتخذ يوليوس مدفوعا بكل هذه الاسباب موقف الدفاع عن أثناسيوس وبولس وكان الثانى قد وصل إلى ايطاليا ليس قبل ذلك بوقت طويل وناح بمرارة من هذه الافتراءات. وعندما ادرك يوليوس أن ما كتبه إلى أولئك الذين يشغلون رتبا مقدسة فى الشرق صار عبثا، رفع الامر إلى قنسطانس.
(3/10/3) وبناءً عليه، كتب قنسطانس إلى أخيه قنسطانتيوس يسأله إرسال بعض أساقفة الشرق ليسَّووا مسألة مراسيم الخلع التى أصدروها. فإنتخب ثلاثة اساقفة لهذا الغرض هم: نارسيسوس اسقف ايرينوبوليس Irenopolis فى كيليكية([270])، وثيودور اسقف هيراكليا فى تيراكيا ([271])، ومارك اسقف آريثوسا Arethusaفى سوريا. وعند وصولهم إلى ايطاليا، جاهدوا فى تبرير اعمالهم ومحاولة اقناع الامبراطور بأن الأحكام الصادرة عن المجمع الشرقى كانت عادلة.
(3/10/4) وعندما طُلِب منهم تقديم بيان بمعتقدهم اخفوا الصيغة التى اصدروها سابقا فى انطاكية، وقدَّموا كتابة اعترافا آخر كان معادلا فى لهجته لعقائد مجمع نيقية. وأدرك قنسطانس أنهم قد أوقعوا بغير عدلٍ بكل من أثناسيوس وبولس ومنعوهما من شركة التناول لا لسبب ضدهما، ولكن ببساطة بسبب اختلاف العقيدة، ومن ثمة صرف المندوبين دون إعطائهم أى ضمان لِما أتوا من أجله

الكتاب الثالث: الفصل الحادى عشر
(مجمع سارديكا. اساقفة الشرق يخلعون اسقف روما وهوسيوس)
(3/11/1) وبعد ذلك بثلاث سنوات ارسل اساقفة الشرق إلى اساقفة الغرب صيغة الايمان التى دُعِيَت "ماكورستيكوس"([272]) μακρόστιχος ἔκθεσις بسبب الفاظها وأفكارها المسهبة التى تتجاوز أى صيغة اعتراف سابقة. فى هذه الصيغة لم يذكروا أى شىء عن جوهر الله، ولكن حرموا أولئك الذين يقولون أن الابن برز من العدم، أو أنه أقنوم آخر، وليس من الله أو أنه كان هناك وقت لم يوجد فيه.
(3/11/2) وحمل هذه الوثيقة يودوكيوس الذى كان مازال اسقفا لجرمانيكيا، ومارتيريوس ومقدونيوس، ولكن كهنة الغرب لم يُسلِّموا بها، إذ قد أعلنوا أنهم مقتنعون تماما بالعقائد المؤسسة فى نيقية ويرون أنه من غير الضرورى بتاتا الانشغال بهذه المسائل.
(3/11/3) وبعد أن طلب قنسطانس الامبراطور من أخيه إعادة تثبيت اتباع أثناسيوس فى كراسيهم، ووجد أن طلباته صارت عبثا بسبب تأثير أولئك الذين تبنوا الهرطقات الكريهة. وعندما توسل فريق أثناسيوس وبولس بالأكثر للامبراطور قنسطانس فى عقد مجمع لبحث المكائد المدبرة ضد العقائد الارثوذكسية، اتفق رأى الامبراطوريَن على عقد مجمع يضم اساقفة الشرق والغرب فى سارديكا([273])Sardica فى يوم معيَّن، وهى مدينة فى ايلليريا.
فكتب أساقفة الشرق الذين اجتمعوا سابقا فى مدينة فيلبوبوليس Philippopolis بتيراقيا إلى اساقفة الغرب الذين كانوا مجتمعين الآن فى سارديكا أنهم لن ينضموا إليهم ما لم يطردوا اتباع أثناسيوس من الاجتماع ومن شركة التناول معهم لأنهم مخلوعين. وفيما بعد، ذهبوا إلى سارديكا ولكنهم أعلنوا عدم دخولهم الكنيسة ما دام هؤلاء المخلوعين مسموحا لهم بالتواجد هناك.
فرد عليهم أساقفة الغرب أنهم لم يعزلوهم قط وأنهم لن يُذعنوا لذلك الان، وبصفة خاصة لأن يوليوس اسقف روما بعد أن فحص الحالة لم يُدِنهم، وإلى جانب ذلك هم حاضرون ومستعدون للدفاع عن أنفسهم ودحض الافتراءات الموجهة ضدهم.
(3/11/4) ومع ذلك، لم تُجدِ هذه التصريحات. وإذ كان الوقت المحدد لمناقشة الاختلافات التى من أجلها قد اجتمعوا قد انقضى، كتبوا فى النهاية رسائل إلى بعضهم بعضا بشأن هذه المسائل، وأدوا بذلك إلى زيادة عدم الاتفاق عما كان عليه سابقا.
(3/11/5) وبعد أن إجتمعوا على انفراد، اتخذوا قرارات متضادة إذ أكد اساقفة الشرق الاحكام التى سبق أن اتخذوها ضد أثناسيوس وبولس ومارسيللوس واسكاليباس، كما عزلوا يوليوس اسقف روما لأنه كان أول مَن يقبل مَن قد ادانوهم فى شركة التناول. كما عزلوا هوسيوس المعترف أيضا جزئيا لنفس السبب وجزئيا لأنه كان من ضمن أولئك الذين قبلوا بولس فى شركة التناول، وكان سببا فى عودته إلى القنسطنطينية ولأنه استبعد من التناول اساقفة الشرق الذين توجهوا إلى الغال. وإلى جانب هؤلاء عزلوا بروتوجينس اسقف سارديكا وجودانتيوس. الأول لأنه اهتم بمارسيللوس رغم ادانته سابقا والثانى لأنه تبنى منحى مخالف لمنحى كرياكوس سلفه وعضَّد افراد مخلوعين كثيرين.
(3/11/6) وبعد أن اصدروا هذه الاحكام، اعلنوها لجميع اساقفة الاقاليم لكى لا يشتركوا فى التناول معهم، ولا يكتبوا رسائل إليهم، أو يتلقوا منهم رسائل. كما أمروهم أيضا أن يؤمنوا بما قيل عن الله فى الصيغة التى أرفقوها برسالتهم، والتى لا يذكرون فيها اصطلاح واحد فى الجوهر، ولكن فقط حرم أولئك الذين يقولون ثلاثة آلهة، أو أن المسيح ليس الله، أو أن الآب والإبن والروح القدس نفس الشىء، أو أن الإبن غير مولود، أو أن هناك وقت لم يكن موجودا فيه.

الكتاب الثالث: الفصل الثانى عشر
(اساقفة الغرب فى مواجهة الحزب الاريوسى الشرقى)
(3/12/1) وفى نفس الوقت اجتمع انصار هوسيوس معا وأعلنوا براءة كلا من أثناسيوس لأن الدسائس التى حيكت من قِبل أولئك الذين اجتمعوا فى صُور كانت ظالمة؛ ومارسيللوس لأنه لم يعتنق الآراء التى أُتُهِم بها؛ واسكيلباس لأنه أُعيد تثبيته فى ايبارشيته بتصويت من يوسيبيوس بامفيلوس وقضاة آخرين كثيرين كما هو ثابت من سجلات المحاكمة؛ وأخيرا لوكيوس لأن متهموه قد فرَّوا.
(3/12/2) وكتبوا إلى ايبارشيات كلٍ منهم يأمروهم بقبول اساقفتهم وبالاعتراف بهم. وقد سجلوا أن غريغوريوس لم يُرَّشح من قِبلهم اسقفا على الأسكندرية، ولا باسيليوس اسقفا على انقيرا، ولا كونتيانس Quintianusاسقفا على غزة. وأنهم لم يقبلوا هؤلاء الرجال فى شركة التناول ولم يعتبروهم حتى مسيحيين.
(3/12/3) وقد عزلوا عن كراسيهم: ثيودور اسقف تيراقيا، ونارسيسوس اسقف ارينوبوليس، واكاكيوس اسقف قيصرية فلسطين، ومينوفانتوس اسقف افسس، واورساكيوس اسقف سيجدونس Sigidunus فى موسيا Mœsia، وفالنس اسقف مورسيا Mursia فى بانونيا([274]) Pannonia، وغريغوريوس اسقف لاودوكية على الرغم من أن هذا الأخير لم يحضر مجمع الاساقفة الشرقيين. وقد مُنِع هؤلاء المذكورين عاليه من الكهنوت، ومن شركة التناول لأنهم فصلوا الإبن عن جوهر الآب، ولأنهم قبلوا الذين سبق عزلهم بسبب اعتناقهم للهرطقة الاريوسية، وأكثر من ذلك رقوهم إلى رتب كهنوتية أعلى فى خدمة الله.
(3/12/4) وبعد أن استبعدوا هؤلاء لهذه الأسباب وحكموا عليهم بأنهم غرباء عن الكنيسة الجامعة، كتبوا إلى الاساقفة فى كل الأمم بعد ذلك يأمروهم بتأكيد هذه المراسيم وأن يكونوا فكرا واحدا فى الموضوعات العقائدية. كما ألفوا أيضا وثيقة ايمان كانت أكثر غزارة من وثيقة نيقية على الرغم من أنها حافظت بشدة على نفس الفكر مع تغيير بسيط جدا فى بعض الكلمات المستخدمة.
(3/12/5) واذ خشى هوسيوس وبروتوجينس اللذين حازا المرتبة الاولى بين الاساقفة الغربيين المجتمعين فى سارديكا من أن يُتَهما بإحداث ابتداعات فى عقائد مجامع نيقية، كتبا إلى يوليوس يشهدون أنهم متمسكون بشدة بهذه العقائد، ولكنهما مضطران تحت ضغط الحاجة إلى الوضوح، إلى التوسع فى العبارات الاصطلاحية لكى لا يستغلها الاريوسيون اعتمادا على الايجاز فى الوثيقة لكى يخدعوا بها غير المتمرسين على الديالوج.
(3/12/6) ثم انفض المجمع، وعاد الاعضاء إلى أوطانهم. وقد انعقد هذا المجمع فى زمن قنصلية روفينوس ويوسيبيوس، وبعد وفاة قنسطنطين بحوالى أحد عشر سنة. وكان هناك حوالى ثلاثمائة اسقف لمدنٍ فى الغرب، وأكثر من ستة وسبعين اسقفا من الشرق، كان من بينهم اسخريون الذى عُيِّن اسقفا لماريوتيس من قِبل أعداء أثناسيوس.
وقد رويتُ ما قد حدث من كلٍ من الفريقين.

الكتاب الثالث: الفصل الثالث عشر
(الغرب يتمسك بالعقائد النيقية، والشرق يغرق فى نزاعات بين بدعة وأخرى)
(3/13/1) وبعد هذا المجمع بطلت المحافظة على الاتصالات بين الكنائس الغربية والكنائس الشرقية، التى توجد عادة بين افراد لهم نفس الايمان، وأحجموا عن الاشتراك فى التناول مع بعضهما البعض. وانفصل مسيحيو الغرب عن الشرق، حتى إلى تيراقيا وايلليريا.
وقد اختلطت هذه الحالة المنقسمة للكنيسة كما هو مفترض بوجهات النظر المنشقة والافتراءات. وعلى الرغم من أنهم قد اختلفوا سابقا فى الموضوعات العقائدية، إلا أن الشيطان لم يحظ بمجال واسع إذ كانوا مازالوا يشتركون فى التناول معا ولم يكونوا راغبين فى اضرام المشاعر.
(3/13/2) والتصقت الكنيسة فى سائر ارجاء الغرب بالكامل بعقائد الآباء وابتعدت عن العقائد المثيرة للشقاق. وعلى الرغم من أن اوكسنتيوس الذى صار اسقفا لميلان، وفالنس واورساكيوس اساقفة بانونيا قد حاولوا أن يقودوا ذلك الجزء من الامبراطورية إلى المذهب الاريوسى، فإن مجهوداتهم قد خضعت لمراقبة دقيقة من قِبل رئاسة كرسى روما والكهنة الآخرين الذين قضوا على بذور الهراطقة.
(3/13/3) وبالنسبة للكنيسة الشرقية على الرغم من أنها قد انشقت منذ مجمع انطاكية، وعلى الرغم من أنها قد اختلفت جهارا مع صيغة الايمان النيقاوى إلا أن الغالبية فى الحقيقة، على ما أظن، كانوا متحدين فى نفس الفكر ويعترفون أن الإبن من جوهر الآب.
(3/13/4) ومع ذلك كان هناك بعضُ مغرمين بإثارة المعارك ضد مصطلح "مساوى فى الجوهر"، لأن هؤلاء المعارضين للكلمة منذ البداية، ظنوا كما استنتج، وكما حدث لمعظم الناس أن ذلك سيُحِط من قدرهم أن يظهروا مهزومين. وقد اقتنع آخرون بحقيقة العقائد الخاصة بالله، بعادة المنازعات المتكررة فى هذه الموضوعات وظلوا بعد ذلك متشبثين بها. ورأى آخرون أن مثل هذه المشاحنات ينبغى ألاَّ تثور، فمالوا إلى ما يُرضى كل من الطرفين بسبب تأثير الصداقة أو مدفوعين بأسباب متعددة غالبا ما تدفع الناس إلى الأخذ بما ينبغى رفضه وإلى أن يسلكوا بلا جسارة فى الظروف التى تتطلب اقتناعا عميقا.
(3/13/5) بينما اعتبر آخرون أنه من السخف قضاء وقتهم فى سفسطة الكلام، فتبنوا تماما مشاعر مجمع نيقية. وقد حافظ بولس اسقف القنسطنطينية واثناسيوس اسقف الأسكندرية وكل جمهرة الرهبان وانطونيوس الكبير الذى كان مازال حيا وتلاميذه وعدد كبير من المصريين ومن المناطق الأخرى فى المقاطعات الرومانية بثبات وجهارا بعقائد مجمع نيقية، وفى سائر الاقاليم الاخرى فى الشرق، خلال عهد قنستانتيوس.
(3/13/6) ولما كنتُ قد أشرتُ إلى الرهبان، فإننى سأذكر بإيجاز أولئك الذين ازدهروا فى عهد قنسطانتيوس.
الكتاب الثالث: الفصل الرابع عشر
 

 

 

This site was last updated 11/06/17