Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 أورشليم / القدس وأسوارها

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
باب المغاربة
الباب الذهبى
أسوار‏ ‏أورشليم‏ ‏وأبوابها‏
تاريخ أسوار القدس وابوابها
أحياء أورشليم
اورشليم / القدس وأسوارها

 

 

وأشرف عظيم الكهنة على الأمور الدينيّة والإداريّة بحيث كان المتكلّم باسم شعبه مع الدولة الحاكمة. وهذا الوضع لا نزال نراه في عالمنا العربيّ. ولا سيّما في أيّام الحكم العثمانيّ حيث بطريرك الطائفة يمثّل الطائفة لدى الباب العالي، فيأخذ الموافقة على سلطته من يد السلطة السياسيّة.

قبل فتح الملك داوود لمدينة القدس في القرن الحادي عشر قبل الميلاد كانت القدس موطن اليبوسيون ، و قد وصف الإنجيل بأنها مدينة محصنة قوية يحوطها سور المدينة ، و قام الملك سليمان بعد ذلك بتمديد أسوار المدينة ،
و في العام 440 قبل الميلاد في الفترة الفارسية عاد نحميا من بابل و أعاد بناء السور.
و في العام 1219 قام السلطان المعظّم سلطان دمشق بتعلية أسوار المدينة بموجب معاهدة مع مصر ، ثم وقعت القدس بعد ذلك في أيدي فريدريك الثاني ملك ألمانيا .
في عام 1239 قام فريدريك الثاني بإعادة بناء أسوار المدينة مرة أخرى و لكن تم هدم تلك الأسوار مرة أخرى بواسطة داوود أمير الكرك.
في عام 1243 وقعت القدس مرة أخرى تحت سيطرة المسيحيين و قاموا بإصلاح الأسوار ، و بعدها بعام سيطر الخوارزميون على المدينة وقاموا بتطوير وتعلية الأسوار وجعلها عازلة وحامية للمدينة. وقد تم اعتبار أسوار مدينة القدس القديمة إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة.

 

أورشليم فى زمن اليبوسيين والملك داود  "اللون الأحمر" (1850- 970 ق. م)

 الخرائط العليا : تبين مدينة اليبوسيين التى أستولى عليها داود الملك على شكل بيضاوى فى الخريطة التى على اليمين وباللون الأحمر على الشمال ونلاحظ أنها بعيدة عن أورشليم القديمة وأسوارها الحالية  حيث أن أورشليم لم تكن قد نشأت بعد بأسوارها وإمتدادها

في القرن الثالث عشر ق.م، عبر يشوع بشعب بنى إسرائيل الأردنّ وقام بحملتين  وإستولى على أرض الميعاد بمعونة إلهية يشوع في ف 10-11. وقسمت الأرض بين القبائل الإحدى عشر ما عدا سبط لاوى لأن نصيبه كان الرب

ووقعت أورشليم بين قبيلة يهوذا وقبيلة بنيامين. وحدود المدينة من عين روجل (بئر أيّوب) عبر وادي هنّوم، وتمتد بمؤازاة وادي الرفائيم. وكانت أورشليم حيث أقامت قبيلة بنيامين (يش 18: 28). ولكن نقرأ في يش 15: 63: ''وأمّا اليبّوسيّون سكّان أورشليم، فلم يقدر بنو يهوذا على طردهم. فأقام اليبّوسيّون مع بني يهوذا إلى هذا اليوم''. وحين إستولى داود على أورشليم، أبقى على كاهنها صادوق مع كاهنه أبياتار. ومع سليمان، سوف يختفي أبياتار ولن يبقى من كهنوت شرعيّ سوى أبناء صادوق.
 احتلّ داود أورشليم مع جيشه ولكن لا نعرف كيف احتلّ داود المدينة. وحينئذ أصبح داود ملكا على إسرائيل كدولة وصارت أورشليم عاصمة المملكة السياسيّة والدينيّة والإداريّة ،وشرع حالاً يوسّعها في اتّجاه الشمال نحو جبل الهيكل. وكان للملك موطّفون إداريّون يذكرهم الكتاب المقدس في 2صم 8: 15-18: يوآب قائد الجيش، صادوق وأبيمالك بن أبياتار كاهنان. سرايا كاتب في الديوان. وقام داود بترميم وتجديد وبناء الأبنية في المدينة، وبنى لنفسه قصرًا ولما لم يكن بين شعبه القدرة على البناء بناه بمساعدة رجال حيرام ملك صور وفي النهاية، نقل تابوت العهد (2صم 6: 1ي) فوحد الشعب الإسرائيلى سياسيا ودينيا حول أورشليم كمركز يلتف حوله القبائل فمعه وفى أورشليم توجد مفدساتهم تابوت العهد وخيمة الإجتماع وكان يريد أن يبنى هيكلاً ولكن أراد الرب أن يبنى أبنه هيكلا له .

التوسعات التى أجراها سليمان النبى والملك على أورشليم / القدس وأسوارها 970 - 930 ق.م
الخريطة المبسطة الجانبية توضح  التوسعات الكبيرة التى قام بها سليمان الملك على أورشليم أهمها
(1) التوسعات فى المدينة نشير فقط إلى أنّ ظهورًا إلهيٌّا على بيدر أرنان اليبوسيّ بيّن لداود موضع البناء (1 أخ 21: 15). ابتعد هذا الموضع قرابة 350 مترًا إلى الشمال من القلعة القديمة
(2) وإلتصقت المدينة بجبل المريا حيث أقام عليه سليمان الهيكل كان هيكل سليمان بسيطا : طوله ثلاثون مترًا، عرضه عشرة أمتار. ارتفاعه خمسة عشر مترًا(14). وقد أكتشف هيكلا مثله في سوريا سنة 1930 وما بعد في تلّ تينات في وادي عميق ويعود هذا المعبد إلى القرن الثامن ف. م ويتضمّن غرفة طويلة مع ثلاثة أقسام مثل هيكل سليمان هذا الهيكل الذي كان المعبد الملكيّ والمقام الوطنيّ، وإمتاز بإظهار الفن الفينيقيّ فى البناء كما أظهر الروحانية الدينية الإلهية . ومن ثم لجأ سليمان إلى حيرام ملك صور الذي قدَّم العمّال والمواد (1 مل 5: 1ي؛ 2 أخ 2: 1ي).
(3) ونظّم التجهيزات المائيّة لإمداد المدينة وحماية منبع المياة من أجل الاستفادة من نبع جيحون.
(4) كما أسس سليمان كانت حدائق ذكرها سفر الجامعة: ''فقمتُ (أنا سليمان) بأعمال عظيمة: بنيتُ لي بيوتًا وغرستُ لي كرومًا. أنشأتُ لي جنائن وبساتين وغرستُ فيها أشجارًا من كلّ ثمر. صنعتُ لي برك ماءٍ لأسقي الغياض النامية للأشجار'' (2: 4-6).(15)
(5) وبنى سليمان أيضًا مدفنًا ملكيٌّا لأبيه داود.
توسعات أورشليم وأسوارها في أيّام ملوك يهوذا وخاصة الملك حزقيال 720- 586م
لا تُتيحُ لنا الأسفار المقدّسة أن نتصوّر توسّع المدينة. ولكنّنا نستشفّ بعض الشيء من خلال إشارات لطيفة. وبشكل عام، نمت المدينة بسرعة بسبب التركيز الإداريّ والدينيّ في المدينة وحول الهيكل، ولا سيّما في أعياد التقديسّ الثلاثة، الفصح والعنصرة والمظالّ حيث يتزايد عددُ السكّان 
(1) في عهد أمصيا في بداية القرن الثامن، وُجد سور إلى جهة الشمال هدمه يوآش، ملك إسرائيل، من باب أفرايم إلى باب الزاوية، على أربع مئة ذراع (2 مل 14: 3؛ 2 أخ 25: 23).
(2) حصّن عزيّا الأسوار، فبنى أبراجًا عند باب الزاوية وباب الوادي (2 أخ 26: 9) ووضع المنجنيقات على الأبراج (آ 15). وقام خلفه يوتام بإصلاحات عديدة، وبعناصر دفاع حول عوفل (2 أخ 27: 3).
(3) وإستعداداً للخطرُ الأشوريّ جدّد حزقيّا الأسوار ومنع العدوّ من أيّ وصول إلى الماء، وأصلح ملو (من ملأ في العربيّة) الذي هو ردمٌ جعله سليمان بين المدينة والتلّة الصخريّة التي عليها بُني الهيكل (1 مل 9: 15، 24؛ 11: 27)، وبنى سورًا خارجيٌّا جديدًا (2 أخ 32: 2-5) ليحمي الحيَّ الجديد الذي امتدّ غربيّ الهيكل في وادي تيروفيون الذي يتّصل بوادي قدرون (2صم 15: 23؛ يو 18: 1). لهذا دُعي هذا السور ''المدينة الثانية'' (ع ي ر. م ش ن ه، 2 مل 22: 14؛ 2 أخ 34: 22؛ نح 11: 14).
(4) أكمل منسّى (687-642) هذه التحصينات في منطقة عوفل وعلى جبهتَي الهيكل الشرقيّة والشماليّة، ''حتّى باب السمك'' (2 أخ 33: 14).
هدم أوشليم واسوارها وحرق سليمان سنة 587 ق.م
 إحتل جيش نبوخذنصّر الكلدانيّ. مدينة أورشليم وسلبها وأشعل فيها النار وهدم أسوارها (2مل 25؛ 2 أخ 36: 17ي): ''جاء نبوزردان قائد حرسه (= نبوخذنصّر) وكبير حاشيته إلى أورشليم وأحرق فيها هيكل الربّ وقصر الملك وجميع بيوت الأشراف، وهدم جنودُه كلَّ أسوارها''. رأى إرميا كلّ ذلك، فسيطر الحزن على قلبه. ولكن في يوم من الأيّام فتنبأ ورأى الفجر الذي يبشّر بقيامة ساطعة: ''وستأتي أيّام تُبنى فيها مدينة الربّ أورشليم، من برج حنتئيل إلى باب الزاوية... ويكون كلُّ وادي الجثث... موضعًا مقدّسًا للربّ، فلا يُقلَع ولا يُهدم إلى الأبد'' (إر 31: 38-40).
* ذكر يوسيفوس في كتابه ''الحرب اليهوديّة'' ثلاثة أسوار. الأوّل يبدأ في الشمال ويصل إلى بداية الهيكل. ومن الجهة الثانية، في الغرب يمتدّ إلى باب الأسيانيّين. ثمّ يتّجه إلى الجنوب حتّى عين شيلوحا، ويعود نحو الشرق باتّجاه حوض سليمان إلى عوفل وباب الهيكل الشرقي'' (الحرب 5/4: 2). تابع هذا السور طبيعة الأرض، فصعُب اقتحامُه بسبب الوديان التي تحيط به من الغرب والجنوب والشرق.
وانطلق السور الثاني من باب الجنّات الذي يخصّ السور الأوّل، غطّى المنطقة الشماليّة وتوسّع إلى قلعة أنطونيا (الحرب 5/4: 2). وانطلق السور الثالث من البرج تيبيكوس، وامتدّ من هناك إلى الشمال حتّى برج بسيفينا، ووصل إلى ضريح هلّينة، ملكة حدياب (على الفرات).
االإحتلال الفارسى سنة 539 ق.م ومدينة أورشليم
بعد أن احتلّ كورش بابلونية  سمح سكّان يهوذا بأن يعودوا إلى أرضهم. كما سمح لهم بإعادة بناء الهيكل. وصارت مملكة يهوذا ''يهودا'' (= اليهوديّة)، مقاطعة فارسيّة. فما عاد لأورشليم من دور سياسيّ، بل دور دينيّ وحسب برعاية رئيس الكهنة. وبدأ العمل سنة 520 في بناء الهيكل بتشجيع من حجّي وزكريّا. قال الشعب: ما حان بعدُ وقتُ بناء بيت الربّ (حج 1: 2). ''فكانت كلمة الربّ على لسان حجّاي النبيّ، قال: كيف لكم أن تسكنوا في بيوتكم المسقّفة، فيما بيت الربّ هذا خرب'' (آ 3-4)؟
وكانت أورشليم قد خضعت للسامرة. ومع نحميا، صارت أورشليم عاصمة يهودا (اليهوديّة) الإداريّة والدينيّة. صار نحميا حاكم المدينة بعد أن أرسله أرتحششتا (465-425). وصل إلى أورشليم سنة 445، وشرع في بناء الأسوار ولكن عارضه سنبلط السامريّ وطوبيّا العمّونيّ وجاشم العربيّ (نح 2: 19؛ 4: 7). خلال 52 يومًا، لم يعُد من ثغرات (نح 6: 15). ولكن قال يوسيفوس أنّ العمل امتدّ سنتين وأربعة أشهر (العاديات 11/5: 8). ولم تمتد يد نجميا إلى المدينة العليا  بل حصروا عملهم في مدينة داود وجبل الهيكل. وألاثار القليلة التى حصل عليها ألثريون تدل على أن مدينة أورشليم كانت صغيرة لا يقطنها شعب كثير . وعمل نحميا على جلب الناس ليُقيموا في أورشليم ''فبارك الشعبُ جميع الذين قدّموا أنفسهم طوعًا ليسكنوا في أورشليم'' (نح 11: 2).
***********

 السور الثاني
أنشئ فى عصر السبي البابلي في عهد /نحميا/ (عام 444 ق•م) و قد أقامه منسى ملك يهوذا سنة 944ق•م في أثناء الحملة الآشورية في عهد آشور بانيبال ثم هدم في عهد نبو خذ نصر عام 586ق•م، وقد روعى  استعمال الأسماء القديمة نفسها لأبواب السور وأبراجه • وكان السور يبدأ من باب الضأن شمال الهيكل، ويمتد غرباً ثم جنوباً ثم شرقاً وشمالاً حتى يعود فيتصل بنقطة البداية،

والأبواب وفق تسلسلها

ثلاثة في السور الشمالي

 باب الضأن : باب من أبواب أُورُشَليِم القديمة (نح 3: 1 و32 و12: 39 ويو 5: 2) قال بعضهم أنه قرب الهيكل، ما بين برج المئة وباب السمك وقال أصحاب التقليد أنه باب "ستنا مريم" الذي يفضى منه إلى جثسيماني وجبل الزيتون.

والباب العتيق،

وباب السمك سمي كذلك لأنه الموضع الذي تدخل منه الأسماك التى يصيدها السماكون من صور• ويلاحظ أن السور عند الزاوية الشمالية الغربية أضخم من سائر أقسامه لزيادة الحماية من هذه الجهة ، وتعليل ذلك هو أن القسم كان مجرداً من وسائل الدفاع الطبيعية بخلاف ماكانت عليه بقية الأقسام التي تحيط بها الأودية من كل أطرافها•

أما الأبواب الأخرى فهي:

الأبواب الغربية

باب أفرايم غرباً

الأبواب الجنوبية

وباب الواد

والدمن

الأبواب الشرقية

وأبواب العين والماء والخيل والشرق والسجن والزواية

وأهم أبراج السور

 في الطرف الشمالي وفي الزاوية الشمالية الغربية المكشوفة، وهي وفق تسلسلها: برج المئة وبرج حنئيل وبرج التنانيز وتبلغ المساحة داخل هذا السور حوالي 336 دونماً، و
السور الثالث والأخير
 معظم السور الذي بناه /نحميا/ بقي في عهد المكابيين (37 ـ 167ق•م) وقام بطليموس الأول بهدم جانب منه سنة 300 ق•م وانطيوخس الرابع جانب آخر سنة 168 ق•م• وفي عهد هيرودس الكبير تمت تقويته دون أي تغيير في تخطيطه ,

وفي عهد هيروس أغريبا شرع اليهود في بناء سور جديد في الجهة الشمالية، غير أن الإمبراطور الروماني /كلوديوس/ منعهم من متابعة العمل لكنهم أتموا بناءه قبل حصار تيطس سنة 70م، ،  وقد ظل هذا السور متأرجح بين الهدم وإعادة البناء كلما تحولت المدينة في العصور التالية،  والسور الحالي الذي نشاهده اليوم حول المدينة الحالية هو الذي جدده سليمان باشا القانوني، دامت عمارته خمسة أعوام، وأضاف إليه عدداً من الأبراج، وفوق الأبواب كتابات على الجدران تشير إلى ذلك• (رمم معظمه في زمن السلطان العثماني سليمان القانوني••)

الحقبة الهلّينيّة. انتهت الحقبة الفارسيّة، حين احتلّ الإسكندر الكبير أورشليم سنة 332. وامتدّت هذه الحقبة حتّى مجيء بومبيوس الرومانيّ سنة 63 ق.م. في ذلك الوقت، انحصرت أورشليم في المدينة السفلى، فضمّت جبل الهيكل ومدينة داود. ودلّت الحفريّات أنّ كثافة السكّان كانت كبيرة. ولمّا انقسمت مملكة الإسكندر بعد موته سنة 323 ق.م، كانت يهودا بين بطالسة مصر والسلوقيّين في أنطاكية. سنة 320، احتلّ بطليموس الأوّل أورشليم فنعمت فلسطين خلال قرن من الزمن (301-200) بالسلام والازدهار. لم يكن لأورشليم دور سياسيّ، بل كانت المركز الإداريّ في يهودا. ولعب هيكل أورشليم بكهنته دورًا كبيرًا كمركز للحياة الدينيّة والاجتماعيّة. أمّا الآثار الأدبيّة والأركيولوجيّة فلا تعطينا سوى القليل عن الفترة الهلّينيّة.
وتغلّب أنطيوخس الثالث الكبير على بطليموس الخامس أبيفانيوس، وضمّ فلسطين إلى مملكته سلوقية (208-198) التي حكمت البلاد. وتسامحت مع السكّان، فقدّمت المساعدات الماديّة لإعادة بناء الهيكل وإصلاحه. وكان عظيم الكهنة حاكمَ أورشليم ويهودا، وخضع الشعب لشريعة موسى. وأعفيَ اليهود من الضرائب خلال ثلاث سنوات. ونشير هنا إلى أنّ البطالسة ولا السلوقيّين فرضوا على اليهود طريقة حياتهم. غير أنّ اليهود انقسموا بين محبّذ للحركة الهلّينيّة ورافض لها. فياسون (يشوع) الكاهن الأعظم حوّل المدينة اليهوديّة إلى مدينة هلّينيّة، ولا سيّما القسم الأعلى الذي تُرك في زمن نحميا. لسنا فقط أمام مدينة جديدة بل أمام وضع قانونيّ جديد.(17) بنى ياسون الملعب الرياضيّ (جمنازيوم) المكرّس للإلهَين هرمس وهرقلس. وبواسطة هذا الملعب، دخلت العادات الوثنيّة، فانقسم الناس بين آتين إلى الجمنازيوم وحاجّين إلى الهيكل.
وتابع أنطيوخس الرابع الحركة الهلّينيّة. فهدم أسوار أورشليم (1مك 1: 31) وبنى قلعة لجنوده (يوسيفوس، العاديات 12/5: 4)، في أرشليم السفلى، كما قال يوسيفوس، بجانب الهيكل قرب أبواب حلدة.(18)
* وانطلق الحشمونيّون من عظيم الكهنة الذي كان الملك في الوقت عينه، من عائلة متتيا فحكموا البلاد من سنة 142 إلى سنة 63 ق.م، فجعلوا من أورشليم العاصمة الدينيّة والسياسيّة والاقتصاديّة. نعمت المدينة بالازدهار، وعرفت الأمان في أسوار جديدة وضمّت السلالةُ الجديدة المدينةَ العليا إلى جبل الهيكل بواسطة جسر يقطع وادي تيروفيون. اكتشف المنقّبون بقايا هذا الجسر بمحاذاة الحائط الغربيّ لجبل الهيكل. وبنى الحشمونيّون أيضًا قلعة دعوها بَريس للدفاع عن الجهة الشماليّة للهيكل. ولكن لمّا وصل بومبيوس، احتلّ المدينة العليا، ودخل قدس الأقداس، ودمّر أسوار أورشليم، ولكن لبث الحكم في يد الحشمونيّين بحماية رومة، حتّى مجيء هيرودس الكبير سنة 37 ق.م.
العصر الهلينى بدأ عندما احتلّ الإسكندر الكبير أورشليم سنة 332 ق.م  وامتدّ حتّى مجيء بومبيوس الرومانيّ سنة 63 ق.م.
انحصرت أورشليم في المدينة السفلى، فضمّت جبل الهيكل ومدينة داود. ودلّت الحفريّات أنّ كثافة السكّان كانت كبيرة.
وبعد ما انقسمت مملكة الإسكندر بعد موته سنة 323 ق.م، كانت يهودا بين بطالسة مصر والسلوقيّين في أنطاكية.
وفى سنة 320ق. م احتلّ بطليموس الأوّل أورشليم فنعمت فلسطين خلال قرن من الزمن (301-200) بالسلام والازدهار. وكانت المركز الإداريّ في يهودا. وسيطر كهنة هيكل أورشليم على الحياة الدينيّة والاجتماعيّة لليهود
وما بين سنة 208ق.م و198ق.م تغلّب أنطيوخس الثالث الكبير على بطليموس الخامس أبيفانيوس وضمّ فلسطين إلى مملكته سلوقية التي حكمت البلاد تسامحوا مع اليهود  فقدّمت المساعدات الماديّة لإعادة بناء الهيكل وإصلاحه وكان رئيس الكهنة حاكمَ أورشليم ويهودا، وخضع الشعب لشريعة موسى. وأعفيَ اليهود من الضرائب خلال ثلاث سنوات. ولم  بضطهدّ البطالسة ولا السلوقيّين اليهود بل تركوهم بمارسوا عقيدتهم فى حرية تامة غير أنّ اليهود انقسموا بين محبّذ للحركة الهلّينيّة ورافض لها. فياسون (يشوع) ارئيس الكهنة حوّل المدينة اليهوديّة إلى مدينة هلّينيّة، ولا سيّما القسم الأعلى الذي تُرك في زمن نحميا. وبنى ياسون الملعب الرياضيّ (جمنازيوم) المكرّس للإلهَين هرمس وهرقلس. وبواسطة هذا الملعب، دخلت العادات الوثنيّة، فانقسم الناس بين آإثنين إما ذاهبين إلى الجمنازيوم أو حاجّين إلى الهيكل.
أما أنطيوخس الرابع فقام بهدم أسوار أورشليم (1مك 1: 31) وبنى قلعة لجنوده (يوسيفوس، العاديات 12/5: 4)، في أرشليم السفلى كما قال يوسيفوس، بجانب الهيكل قرب أبواب حلدة.
عصـــر الحشمونيين / الغيوريين
 وانطلق الحشمونيّون من عظيم الكهنة الذي كان الملك في ذلك الوقت من عائلة متتيا فحكموا البلاد من سنة 142 إلى سنة 63 ق.م، وأصبحت أورشليم فى عصرهم العاصمة الدينيّة والسياسيّة والاقتصاديّة. وقاموا ببناء أسوار جديدة وضمّت أورشليم فى عصرهم المدينةَ العليا إلى جبل الهيكل بواسطة جسر يقطع وادي تيروفيون. اكتشف المنقّبون بقايا هذا الجسر بمحاذاة الحائط الغربيّ لجبل الهيكل. وبنى الحشمونيّون أيضًا قلعة دعوها بَريس للدفاع عن الجهة الشماليّة للهيكل. ولكن لمّا وصل بومبيوس، احتلّ المدينة العليا، ودخل قدس الأقداس، ودمّر أسوار أورشليم، ولكن لبث الحكم في يد الحشمونيّين بحماية روما حتّى مجيء هيرودس الكبير سنة 37 ق.م.

 ـ السور الثاني
أنشئ فى عصر السبي البابلي في عهد /نحميا/ (عام 444 ق•م) و قد أقامه منسى ملك يهوذا سنة 944ق•م في أثناء الحملة الآشورية في عهد آشور بانيبال ثم هدم في عهد نبو خذ نصر عام 586ق•م، وقد روعى  استعمال الأسماء القديمة نفسها لأبواب السور وأبراجه • وكان السور يبدأ من باب الضأن شمال الهيكل، ويمتد غرباً ثم جنوباً ثم شرقاً وشمالاً حتى يعود فيتصل بنقطة البداية،

والأبواب وفق تسلسلها

ثلاثة في السور الشمالي

 باب الضأن : باب من أبواب أُورُشَليِم القديمة (نح 3: 1 و32 و12: 39 ويو 5: 2) قال بعضهم أنه قرب الهيكل، ما بين برج المئة وباب السمك وقال أصحاب التقليد أنه باب "ستنا مريم" الذي يفضى منه إلى جثسيماني وجبل الزيتون.

والباب العتيق،

وباب السمك سمي كذلك لأنه الموضع الذي تدخل منه الأسماك التى يصيدها السماكون من صور• ويلاحظ أن السور عند الزاوية الشمالية الغربية أضخم من سائر أقسامه لزيادة الحماية من هذه الجهة ، وتعليل ذلك هو أن القسم كان مجرداً من وسائل الدفاع الطبيعية بخلاف ماكانت عليه بقية الأقسام التي تحيط بها الأودية من كل أطرافها•

أما الأبواب الأخرى فهي:

الأبواب الغربية

باب أفرايم غرباً

الأبواب الجنوبية

وباب الواد

والدمن

الأبواب الشرقية

وأبواب العين والماء والخيل والشرق والسجن والزواية

وأهم أبراج السور

 في الطرف الشمالي وفي الزاوية الشمالية الغربية المكشوفة، وهي وفق تسلسلها: برج المئة وبرج حنئيل وبرج التنانيز وتبلغ المساحة داخل هذا السور حوالي 336 دونماً، و
السور الثالث والأخير
 معظم السور الذي بناه /نحميا/ بقي في عهد المكابيين (37 ـ 167ق•م) وقام بطليموس الأول بهدم جانب منه سنة 300 ق•م وانطيوخس الرابع جانب آخر سنة 168 ق•م• وفي عهد هيرودس الكبير تمت تقويته دون أي تغيير في تخطيطه ,

وفي عهد هيروس أغريبا شرع اليهود في بناء سور جديد في الجهة الشمالية، غير أن الإمبراطور الروماني /كلوديوس/ منعهم من متابعة العمل لكنهم أتموا بناءه قبل حصار تيطس سنة 70م، ،  وقد ظل هذا السور متأرجح بين الهدم وإعادة البناء كلما تحولت المدينة في العصور التالية،  والسور الحالي الذي نشاهده اليوم حول المدينة الحالية هو الذي جدده سليمان باشا القانوني، دامت عمارته خمسة أعوام، وأضاف إليه عدداً من الأبراج، وفوق الأبواب كتابات على الجدران تشير إلى ذلك• (رمم معظمه في زمن السلطان العثماني سليمان القانوني••)

أورشليم من سنة 1حتى  33م أى من ميلاد السيد المسيح حتى صلبه وموته وقيامته من بين ألموات  كان الجلجثة خارج أسوار اورشليم
أورشليم أثناء حكم هيرودس  الملك.

حين وُلد يسوع في نهاية حكم هيرودس، كانت أورشليم عاصمة اليهوديّة وكانت اليهودية جزءًا من مقاطعة سورية الرومانيّة. وكان هيرودس خاضعًا لروما ودام حكمه ثلاثًا وثلاثين سنة وإزدهرت أورشليم فى عصره إقتصاديا وزادت الحركة العمرانية.
(1) تميزت المدينة العليا بإقامة الطبقة الغنيّة فيها، وتُركت المدينة السفلى للفقراء. أوإستغل هيرودس ضريبة النصف الشاقَل التي تُرسلها الجماعات إلى الهيكل من كلّ أنحاء العالم. بإقامة وبناء المدينة وتحصينها وكذلك بناء الهيكل  
و
اكتشف الأثريون مساكن أرستوقراطيّة مكونة من طابقين أو ثلاثة طوابق وبها الرسوم في الجصّ وأوانى فخاريّة برسومها الدقيقة مع طاولات وأطباق وجرار لملئ الماء وأخرى لتخزين الخمر ممّا دلّ على الغنى في الحقبة الهيروديّة.
(2) أعاد هيرودس بناء الهيك، وسّعه، جمّله. بدأ العمل سنة 20 ق.م، ودشّن الموضع سنة 10 ق.م، وامتدّ العمل حتّى سنة 63 ب.م. قال يسوع: ''اهدموا هذا الهيكل، وأنا أبنيه في ثلاثة أيّام'' (يو 2: 19). فأجاب اليهود: ''بُني هذا الهيكل في ستٍ وأربعين سنة'' (آ 20). هذا يعني أنّنا سنة 27-28ب.م. غير أنّ البناء لم يكن انتهى بعد (يوسيفوس، العاديات 15: 380). وافتخر اليهود بهيكلهم ''فوجّهوا نظر يسوع'' وقالوا له: ''يا معلّم، أنظر ما أروع هذه الحجارة وهذه الأبنية'' (مر 13: 1). بعدما نظر يسوع إلى الأبنية العظيمة، أعلن أنّها لن يبقى منها حجر على حجر'' (آ 2).
الهيكل الذى بناه هيرودس
كان طولُ هذا المعبد الضخم 446 مترًا من الشمال إلى الجنوب، وعرضه 296 مترًا من الشرق إلى الغرب. وضاعف هيرودس الساحات مع جدران دعم لا تزال آثارها حاضرة إلى اليوم. وهكذا كانت مساحة الساحة 144000 متر مربّع. لم يبقَ الآن شيء من هذا الهيكل
قصر هيرودس
 قصر هيرودس  الذي تراوح طوله بين 300 و350 مترًا، وكان عرضه 60 مترًا.
 القلعة،
أسوار اورشليم التى بناها ورممها هيرودس الملك

 كانت سوار أورشليم التى بناها هيرودس الملك تحيط بصهيون، بتلّة عوفل، بالإضافة إلى المنطقة الجنوبيّة من المدينة القديمة كما تبدو في وقتنا الحاضر. تحدّث يوسيفوس (الحرب 5: 4) عن ثلاثة أسوار. الأوّل، في الداخل، يعود إلى الحقبة الحشمونيّة. وانطلق السور الثاني من القلعة فوصل إلى باب دمشق وقلعة أنطونيا، عند زاوية الهيكل الشماليّة الغربيّة، وبني السور الثالث لحماية الجهة الشماليّة من أورشليم مع تسعين برجًا، بهمّة هيرودس أغريبّا (41-44 ب.م). ولكن خاف أن يزيد التحصينات فتتّهمه رومة بمحاولة الثورة والاستقلال عنها.
مصدر الأموال التى بنى بها هيرودس الهيكل والأسوار
 كان على كل ذكر يهودى تجاوز عمره السنتين ، أينما يعيش ، غنيا كان أم فقيرا ، أن يسهم فى الحفاظ على الهيكل ، بأن يدفع درهمين ( نصف شاقل ) سنويا ضريبة للهيكل ترسل إلى أورشليم . وقد أوفى الرب يسوع هذه الضريبة ( مت 17 : 24 ) .
كانت تصل إلى أورشليم تقدمات كثيرة لا تحصى .. كما كان لزاما على كل يهودى أن يحج إلى أورشليم مرة واحدة على الأقل سنويا – حيث مسكن إلهه يهوه ... ففيه وحده يقبل الله التقدمات والذبائح ... أما المجامع اليهودية المنتشرة فى المدن اليهودية الأخرى ، فكانت أماكن إجتماعات وعبادة ومدارس ... لكنها لم تكن بحال ما هياكل تقدم فيها الذبائح .
كانت حياة اليهود وآمالهم متعلقة بأورشليم " إن نسيتك ياأورشليم تنسى يمينى ، ليلتصق لسانى بحلقى إن لم أذكرك ، إن لم أفضل أورشليم على أعظم فرحى " ( مز 137 ) – من أجل هذا قامت بعض محاولات لبناء أماكن يحج إليها اليهود خارج أورشليم ، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل ... وهكذا ظلت أورشليم وهيكلها قبلة أنظار اليهود فى كل أنحاء العالم ، يولون وجوههم شطرها فىالصلاة ، وإليها يرسلون تقدماتهم ، ويحجون إليها للتبرك وتقديم الذبائح ... ويحفظون لها كل ولائمهم .. ( كانت هناك حكمة إلهية من وراء ذلك ... كان الله يريد أن يجعل المكان الذى سيظهر فيه المسيح بالجسد قبلة أنظار العالم ... وقد أتت هذه الخطة الإلهية بثمارها ، فيما حدث يوم الخمسين ، يوم تأسست الكنيسة المسيحية ، وآمن بالمسيح ثلاثة آلاف نفس فى يوم واحد من مختلف الأوطان واللغات ، وجميعهم من اليهود ) .
الرومان يدمرون أورشليم واسوارها
الغـــــزو الرومــــــانى :

عندما بلغ نيرون خبر ثورة اليهود ، أرسل قائده الزائع الصيت فسبسيان على رأس قوة كبيرة إلى فلسطين ... بدأت الحملة سنة 67 من ميناء بتولمايس ( عكا ) .. وواجهت مقاومة مستميتة فى الجليل قوامها ستون ألف مقاتل ... لكن ما لبثت الأحداث فى روما أن حالت بين فسبسيان واستكمال النصر ، وأضطرته إلى العودة إليها ، بعد أن انتحر نيرون ، وتعاقب على العرش الأمبراطورى ثلاثة أباطرة فى فترة وجيزة . وانتهى الأمر بإعلان فسبسيان إمبراطورا سنة 69 م ، فعمل على إعادة الأمن والنظام فى ربوع الأمبراطورية .
خلف فسبسيان فى قيادة الحرب ضد اليهود ابنه تيطس .... الذى صار هو الآخر إمبراطورا بعد هذه الأحداث بعشر سنوات .... كان جيش تيتطس قوامه نحو ثمانين ألف مقاتل مدرب ، وأقام معسكره على جبل سكوبس وجبل الزيتون المتاخم ، فى مواقع تمكنه من رؤية المدينة أورشليم والهيكل رؤية واضحة ، وكان وادى قدرون يفصل بين الرومان واليهود المحاصرين .
بدأ الحصار فى أبريل سنة 70 م عقب عيد الفصح مباشرة ...... وكانت أورشليم غاصة بالغرباء الذين وفدوا إليها لحضور ذلك العيد العظيم ، حاةل تيطس فى بادىء الأمر التفاهم مع اليهود بالحسنى ، لكن جماعة الغيوريين رفضوا بكل تحدى مقترحات تيطس ومحاولاته المتكررة ، وتوسلات يوسيفوس ( المؤرخ ) الذى صحبه كمترجم ووسيط .... وكانوا فى ثورتهم الجنونية يقتلون كل من يتحدث عن الأستسلام .
قام اليهود ببعض الهجمات أسفل وادى قدرون وفوق الجبل ..... ، كبدوا فيها الرومان خسائر كبيرة .... كان هذا النجاح المبدئى سببا فى أزدياد حماس الغيوريين ، على الرغم مما حل بهم من مصائب ومتاعب .... كان تيطس يصلب يوميا من اليهود العصاة نحو خمسمائة يهودى .... وما لبثت أن ظهرت المجاعة فى أورشليم ... !! وعلى الرغم من ذلك لم يتراجع اليهود عن موقفهم .
إن التاريخ لم يسجل لنا صورا للبؤس أبشع مما شهدته أورشليم مدة حصارها على يد تيطس ..... ، كما أنه لا يسجل لنا مقاومة عنيدة ، وشجاعة يائسة ، واستخفافا بالموت ، على نحو ما أظهره اليهود فى تلك الحرب .
******
الأسوار الثلاثة المتعاقبة التى هدمها تيطس أثناء هجومه على أورشليم سنة 70م
أربعة أسوار تحيط بأورشليم السور  المحيط بمدينة أورشليم الذى يطل من الناحية البحرية على سهل بينما يطل فى الثلاث نواحى الأخرى على جرف وادى هنوم ووادى قدرون من الصعب عبوره ، ولذلك ففى الناحية البحرية بالذات بنى اليهود لحماية المدينة ثلاثة أسوار الواحد وراء الآخر هذه الأسوار الثلاثة هدمها تيطس أثناء هجومه على أورشليم فى سنة 70م  .. ويعتقد أن هذا هو السبب فى بلبلة المؤرخين وحيرتهم حول سور اورشليم
المرجع : Bell. Jud., V, VII, 2.
*****

وأثناء هجوم الرومان على أورشليم لم تكف المنازعات بين أحزاب اليهود والرومان يتقدمون صوب أبواب المدينة ، ولكن بإتحاد جيوش الغيورين .. جيش جسئالا مع جيش بارجيور شكلوا قوة شديدة بدأت بالهجوم على الرومان (22) وأستمرت الموقعة خمسة عشر يوما ، أنتهت بأن إقتحم الرومان أول الأسوار الثلاثة (23) وإندفع الجيش الرومانى بأكمله داخل المدينة ، وايضا الغزو من الداخل ، ودخل المجاعة فى صورتها الرهيبة .

وإبتدأت معركة هائلة أستمرت تسعة أيام تبادلت فيها قوات الرومان مع قوات اليهود السور الثانى ما بين باب يافا وقلعة أنطونيا ثلاث مرات ، وأخيرا أقتحمه الرومان وهدموه (24) ووصلت المجاعة حالتها القصوى

بقي السور الثالث الأخير. فأمر تيطس بغقامة أ{بعة متاريس (وهى التى تنبأ عنها المسيح فى (لو 19: 43) لإقتحامه وأخيرا أستطاع الرومان أن يصعدوا فوق السور الثالث وأن يقتحموا المدينة
المراجع
22) Bell. Jud. V, II, 5, V, VI, 4.
(24) Bell. Jud. V, VII, 3,4; V, VIII, 1,2
*******
دمـــــار المدينـــــــة والهيكـــــــل :
أخيرا – فى يولية سنة 70 م - باغت الرومان حصن أنطونيا ليلا واستولوا عليه .... وبسقوط هذا الحصن أصبح الطريق ممهدا لوضع أيديهم على الهيكل ... فتوقفت الذبائح اليومية فى اليوم السابع عشر من يولية ، لأن اليهود كانوا فى حاجة إلى كل الأيدى للدفاع فى الحرب .... ولعل آخر ذبيحة وأغزرها دماء قدمت على مذبح المحرقة كانت آلاف اليهود الذين ذبحهم الرومان وقد تجمهروا حول هيكلهم للدفاع عنـــــــه !! .
كان تيطس – بحسب رواية يوسيفوس – ينوى فى بادىء الأمر أن يبقى على الهيكل ، كعمل معمارى رائع يحفظ ذكرى انتصاره ... ولكن جنوده كانوا فى حالة هياج هستيرى نتيجة المقاومة العنيدة من اليهود ، والطمع فى كنوز الهيكل الذهبية ، لم يكن فى الأمكان إيقافهم عن أعمال التخريب ....
كانت الأروقة المحيطة بالهيكل هى أول ما احترق منه ، ثم ما لبثت أن طرحت كتلة نارية عبرالبوابة الذهبية . وعندما تصاعدت ألسنة اللهب ، أطلق اليهود صرخات هستيرية مفزعة ، وحاولوا إخماد النار ، بينما وجد آخرون عزاءهم – وهم يتعلقون بآخر أمل لهم فى خلاص المسيا – فى أن يعلنوا نبوءة نبى كاذب ، مؤداها أن الله وسط حريق الهيكل ، وسيعطى علامة الخلاص لشعبه ... ! ! تنافس الجنود الرومان فى تغذية ألسنة اللهب ، وسرعان ما تحول كل البناء الضخم إلى شعلة نارية أضاءت السماء .... هكذا أحرق الهيكل فى العاشر من أغسطس سنة 70 م – وهو حسب التقليد ، نفس اليوم الذى خرب فيه الهيكل قديما على يد نبوخذ نصر ملك بابل ... ! !
يقول يوسيفوس – وهو شاهد عيان – فى وصفه لخراب الهيكل : ( لا يمكن أن يتصور أحد أصوات أعلى وأكثر فزعا مما حدث من كل ناحية أثناء إحتراق الهيكل ... صيحات الأنتصار والفرح الصادرة من الجنود الرومان تختلط بصيحات عويل الشعب المحاصر بالنار والسيف فوق الجبل وداخل المدينة ..وكان الصدى الواصل من كل الجبال المحيطة يزيد هذا الزئير الذى يصم الاذان ....ومع ذلك فالبؤس نفسه كان أفظع من هذا الأضطراب . كان التل المقام عليه الهيكل يغلى من السخونة ، وبدأت وكأنه ملفوف حتى سفحه بطبقة واحدة من اللهب . كانت الدماء فى كميتها أكثر من النار ، والمذبوحين أكثر عددا ممن ذبحوهم ... ولم تعد الأرض ترى فى أى موضع ، إذ كانت مغطاة بأكوام من جثث القتلى ..... ، سار فوقها الجند وهم يتعقبون الهاربين ) .
وما لبث الرومان أن ثبتوا شعاراتهم ( النسور الرومانية ) فوق الأنقاض فى الجهة المقابلة لبوابة أورشليم الشرقية ، وقدموا لها القرابين ، وهتفوا لقائدهم المظفر تيطس بأعظم تهاليل الفرح ... هكذا تمت النبوءة الخاصة " برجســــــة الخراب القائمــــــــة فى المـــــوضع المقـــــدس " .

ولكن دمّرت أورشليم وأحرق الهيكل سنة 70. هاجم تيطس المدينة من الجهة الشماليّة فسقطت أوّلاً المدينة السفلى، ثمّ المدينة العليا. وهدمت أورشليم تماما ولم يترك بها سوى ثلاثة أبراج من قصر هيرودس مع جزء من الحائط الغربى وقد أبقى عليها كآثار لقوة المدينة المقهورة ... ولقد أحس الجميع واعترفوا بأن كارثة اليهود إنما هى قصاص إلهى ... أما يوسيفوس – المؤرخ اليهودى الذى كان حاكما على الجليل وقائدا لجيش اليهود ثم أسر فى يد فسبسيان الرومانى ثم رافق تيطس وعمل كمترجم بين اليهود والرومان – والذى تابع الحرب بنفسه من أولها إلى آخرها ، فقد استطاع أن يتبين فى تلك المأساة عدل إلهى هكذا كان لابد لواحد من أفضل أباطرة الرومان أن ينفذ عدل الإله وقضائه وشهد هذا المؤرخ لصدق النبوة وألوهة يسوع المسيح ربنا ، الذى إذ رفضه هؤلاء اليهود الجاحدون ، عانوا البؤس والشقاء فى ملء بشاعتها . واحتفل الأمبراطور فسبسيان وتيطس بالنصر معا احتفالا عظيما فى روما سنة 71 م فركب كل منهما مركبة خاصة متوجا بأكاليل النصر سار الموكب فى تؤدة إلى معبد جوبيتر وسط هتافات الجماهير وكان يتقدم الموكب جنود فى ثياب إحتفالية وسبعمائة أسير يهودى ...
وقد حملت فى هذا الموكب بعض صور الآلهة التى يعبدها الرومان وبعض قطع من أثاث الهيكل اليهودى ( مائدة خبز الوجوه – والمنارة الذهبية ذات السبع سرج – والأبواق التى كانت تعلن بدء سنة اليوبيل والمجامر وبعض أدراج الناموس ) – وأودعت معبد السلام ....الذى كان قد بنى منذ وقت قصير ( أحرق هذا المعبد فيما بعد فى عهد الأمبراطور كومودس ولا يعلم ماذا أنتهت إليه قطع الأثاث المذكورة ) – أما كتب الناموس والستائر الأرجوانية الخاصة بالهيكل فقد احتفظ بها فسبسيان فى قصره ..... كان يوسيفوس أحد شهود هذا الأحتفال بإذلال أمته ، ووصفه لنا دون أن يبدى أى مشاعر لتأثره أما مصير اليهود بعد الحرب فمنهم من لقى حتفه بالألوف ، ومنهم من هلك جوعا ، وأخذ منهم سبعة وتسعون ألفا أسرى ، بيع بعضهم كعبيد وآخرون أرسلوا إلى مناجم الفحم كعمال ، بينما قرب البعض كضحايا فى حلبات المصارعة ، واحتفظ بأكثرهم بدانة ووجاهة مع زعمائهم ليسيروا كأسرى فى موكب النصر بروما وحدث دمار مصالح اليهود وتدهور أحوالهم الأقتصادية ، ولقد وصل الشعب اليهودى إلى حالة لا يحسدون عليها من الفقر المدقع ، صاروا بلا وطن ... أو هويــــــة ، مشردين فى بقاع العالم . ولمّا أعاد هدريانس، الإمبراطور الرومانيّ، بناء المدينة بدّل اسمها فصارت ''أياليا'' (اسمه أياليوس) كابيتلونيا (نسبة إلى الكابيتول حيث يُعبد جوبيتر وجوفون ومينرفا، المثلّث الإلهيّ) وبنى هيكلاً إكرامًا لجوبيتر على جبل الهيكل. وشيّد أيضًا، حيث تقوم اليوم كنيسة القيامة، هيكلاً للإلاهة الرومانيّة أفروديت.
أورشليم سنة 130 م أطلق عليها أسم إيليا كابتولينا Aelia captolina
خربت مدينة أورشليم بعد حاصرها تيطس الرومانى منذ 70 م،
اثم أعاد بنائها بناها الإمبراطور هادريان وأسماها إيليا كابتولينا Aelia captolina بعد أن أصبحت مستعمرة رومانية
وأسم إيليا كابتولينا Aelia captolina أطلقه الرومان على أورشليم بعد ثورة اليهود الثانية  (132-135)، على شرف الامبراطور هادريان (وكان أسم عائلته Aelius)، [ الصورة الجانبية]
وقام ألإمبراطور هادريان  Emperor Hadrian (117-138) Publius Aelius Traianus Hadrianus. ببناء
معبد وثنى لكوكب المشترى على جبل الهيكل مكان الهيكل الذى بناه هيرودس وكذلك الآلهة من الكابيتول ثالوث (جوبيتر، جونو، ومينيرفا) . ونصبت تماثيل للآلهة الرومانية في المدينة، في انتهاك متعمد لقانون العهد القديم. كانت المنطقة المسورة واالأجنبية (غير اليهود) عددا كبيراً ؛ وطرد اليهود من عاصمته التى بناها ونفاهم من بعض البلدان كما منع الرومان اليهود من دخول المدينة 
الجدران الحالية لمدينة أورشليم / القدس القديمة تتبع تخطيط الجدران الرومانية فى عصر هادريان  حتى أصبحت المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية في القرن الرابع الميلادى

خريطة موسوعة بريتانيكا التى وضعت ووفقا ليوسيفوس المؤرخ أن جدران مدينة القدس كانت ثلاثة في الطرف الشمالي من القدس التي بنيت في أوقات مختلفة. الجدار الأولى (وليس حقا في الأول، ولكن الرومان يعتبروه الأول) بنيت في عهد حزقيا خلال القرن الثامن قبل الميلاد أنه يمتد على طول شارع داوود (ديفيد) اليوم، مباشرة من منطقة باب الخليل (باب يافا Jaffa Gate ) إلى جبل الهيكل (قبة الصخرة اليوم)
الجدار الثالث، الذي يمتد إلى الشمال من البلدة القديمة في اليوم، وقد بني في سنة 41 C.E. تشغيله بكثير شمال بوابة دمشق وشملت المسالك ضخمة من الأراضي. وCOHS بشكل واضح داخل هذا الجدار، ولكن تم بناء جدار سنوات بعد صلبه.
الجدار المثير للاهتمام هو جدار الثانية. ليس لدينا أدلة أثرية واضحة لمسار الدقيق لهذا الجدار، ولكن وفقا لجوزيفوس، ذهب الجدار من مكان ما بالقرب من بوابة يافا إلى أنطونيو قلعة (في الركن الشمالي الغربي من الحرم القدسي الشريف) وكان على الأرجح بنيت في الفترة الهلنستية الساعة (4 - قبل الميلاد 2nd القرن) الحفريات في الطابق السفلي من الكنيسة المجاورة للCOHS اليوم كشفت ما يمكن أن يكون بوابة لمدينة القدس في زمن المسيح. يبدو الأمر كما من غير الواضح بعد ما إذا كانت هذه البوابة والدرج المرتبطة والرصيف كانت من جدار الثانية أو من وقت هادريان (134 م) وإذا كان جزء من جدار الثانية، ثم موقع كنيسة القبر المقدس سوف يثبت دون أدنى شك أنه كان خارج المدينة في زمن يسوع.
لم قسطنطين لا تعلم علم الآثار حتى كيف يمكن أن نبني الكنيسة حيث كان يفعل؟ على حد تعبير عازف الكمان على السطح - تقليد. كان هناك تقليد طويل من الحجاج المسيحيين من موقع صلبه. وفي كثير من الأحيان في غياب الدليل العلمي للموقع والتقاليد ويقدم لنا فكرة جيدة. ذهب قسطنطين مع التقاليد الحجاج بسبب مخاوف الفكرية له، و، في النهاية، تبين أن من المعقول حتى لأسباب أكاديمية.

 Britannica_Plan_of_JerusalemAccording to Josephus, Jerusalem has 3 walls in the northern end of Jerusalem  which were built at different times. The First Wall (not really the first, but the Romans considered it the first) was built during the reign of Hezekiah during the 8th century B.C.E. It runs along David Street of today, straight from the area of Jaffa Gate to the Temple Mount. The COHS is clearly outside of this wall.

The Third Wall, which runs north of the Old City of today, was built in 41 C.E. It runs much north of Damascus Gate and encompassed a huge tract of land. The COHS is clearly inside this wall,but the wall was built years after the crucifixion.

The interesting wall is the Second Wall. We do not have clear archaeological evidence for the exact path of this wall, but according to Josephus, the wall went from somewhere near the Jaffa Gate to the Antonio Fortress (on the northwest corner of the Temple Mount) and was most likely built in the Hellenistic time period (4th – 2nd century B.C.E.) Excavations in the basement of church adjacent to the COHS of today have uncovered what may be a gate of the city of Jerusalem in the time of Jesus. It is as yet unclear as to whether this gate and the associated stairs and pavement were from the Second Wall or from the time of Hadrian (134 C.E.) If it is part of the Second Wall, then the location of the Church of the Holy Sepulcher would be proven without a doubt to have been outside of the city during the time of Jesus.
Constantine didn’t learn archaeology so how could he build the church where he did? To quote the Fiddler on the Roof – TRADITION. There was a long standing tradition from Christian pilgrims of the site of the crucifixion. Many times in absence of scientific proof for a location, tradition provides us with a good clue. Constantine went with the pilgrims’ traditions over his intellectual concerns, and, in the end, turned out to be plausible even on academic grounds.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 

This site was last updated 08/22/17