Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الجامع الأقمر

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الخليفة الحاكم بأمر الله
المؤرخ المقريزى الحاكم
الجامع الأقمر

 

الجامع الأقمر.. مسجد الحجارة البيضاء يضىء شارع النحاسين
كتب ميلاد حنا زكى ٣١/ ٧/ ٢٠١٢
[تصوير- إسلام فاروق الجامع الأقمر ]
تصوير- إسلام فاروق
تحفة فنية ومعمارية فريدة من نوعها، هو الجامع الأقمر أحد مساجد القاهرة الفاطمية، وأول مسجد فى القاهرة يكون له واجهة مزخرفة من دلايات ونقوش خطية ونباتية محفورة فى الحجر، وتؤرخ طريقة بناء المسجد لمرحلة غاية فى الخصوصية فى العمارة الإسلامية خلال العصر الفاطمى، فهو أول جامع تم تعديل تصميمه ليناسب شارع النحاسين بالقاهرة الفاطمية، له تصميم يتناسب مع تصميم شارع النحاسين فى القاهرة الفاطمية، ويشير اسم المسجد إلى الطريقة التى تتلألأ بها جدرانه تحت ضوء القمر ويروى المقريزى أن المسجد بنى فى مكان أحد الأديرة التى كانت تسمى بئر العظمة، لأنها كانت تحوى عظام بعض شهداء الأقباط، وسمى المسجد بهذا الاسم نظراً للون حجارته البيضاء التى تشبه لون القمر.
يفرد موقع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، صفحة كاملة عن تاريخ هذا المسجد العريق، ويقول فيها إن هذا الجامع أسسه الـوزيـر المـأمون بن البطايحى بأمر من الخليفة الآمر بأحكام الله أبى على منصور سنة ١١٢٥ وتخطيطه يقتصر على صحن مكشوف مربع طول ضلعه ١٠ أمتار تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة، عقودها محمولة على أعمدة رخامية فيما عدا أركان الصحن فقد استعيض عن الأعمدة الرخامية بأكتاف مربعة وهذه العقود من النوع المحدب الذى لم يظهر بمصر إلا فى أواخر العصر الفاطمى، وكان أول ظهوره فى القبة المعروفة بقبة الشيخ يونس، هذا والأروقة الأربعة مسقوفة بقباب قليلة الغور ما عدا الجزء الأخير فى رواق القبلة فيغطيه سقف حديث مستوٍ من الخشب، ويحلى حافة العقود المشرفة على الصحن طراز من الكتابة الكوفية الجميلة كما يحلى تواشيحها أطباق مضلعة تشعع أضلاعها من جامات مزخرفة.
وحسب قول المؤرخ الدكتور ماجد فرج فى موسوعة «مصر المحروسة» ترجع الشهرة فى وجهته الفريدة التى جمعت إلى تناسب أجزائها وتناسقها وفرة زخارفها وتنوعها - ولما كان على المهندس أن يراعى اتجاه القبلة فى التخطيط الداخلى فقد جاءت الوجهة الرئيسية منحرفة لتساير اتجاه الطريق وعمد إلى شغل الفراغ المتخلف عن هذا الانحراف فى المدخل وسلم المئذنة وغرفتين فتحتا على الداخل، وهذا الشكل شاع فى المساجد والمدارس فى العصر المملوكى.
وحسب المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية جدد منبر مسجد الأقمر فى أيام السلطان الظاهر برقوق فى سنة ١٣٩٦م وشملت المنبر والمئذنة وغيرهما، وأثبت تاريخ هذه العملية فى لوحة ركبت أعلى المحراب، وبالرغم من تجديد المنبر فى ذلك الوقت فإنه مازال محتفظاً ببعض زخارفه الفاطمية التى تجدها فى وجهة عقد باب المقدم وخلف مجلس الخطيب.
كما أوضح المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن القسم الظاهر من هذه الوجهة الآن هو المدخل والجناح الأيسر أما الجناح الأيمن فيحجبه منزل حديث البناء ويقع المدخل فى منتصف الواجهة بارزا عن سمتها، وبه الباب المعتب بعتب مزرر يعلوه عقد حلى داخله بأضلاع تسير متوازية من أسفل ثم تتشعع من طبق مستدير زين مركزه بكلمتى - محمد وعلى - مكتوبتين بالخط الكوفى المفرغ فى الحجر تحيط بهما دائرة زخرفية فكتابة كوفية مفرغة ثم دائرة زخرفية أخرى بلغت صناعة الحفر والتفريغ فيها حد الدقة والإتقان.
ويضيف المجلس أنه «على يسار الباب صفان تتوج كل منهما أربع محطات من المقرنصات وبداخلهما تجويفان ينتهى كل منهما بفتحه، كما يعلو الصفين تجويفان صغيران عقداهما محمولان على أعمدة ملتصقة، وتعتبر المقرنصات التى نراها فى هذه الواجهة أولى المحاولات فى تزيين الواجهات بهذا النوع من الزخرف الذى يعتبر من أهم مميزات العمارة الإسلامية».
وحسب صفحة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية على الإنترنت، فإن الجناح الأيسر من الواجهة محلى بصف قليل الغور ينتهى بعقد مضلع داخله يشبه العقد الذى يعلو الباب وعلى جانبيه معينان فوقهما مستطيلان ازدانت جميعها بزخارف منوعة- هذا ويحلى الوجهة ثلاثة طرز من الكتابة الكوفية المزخرفة ومدون فى نهاية الوجهة من أعلى مكتوب فيه اسم الآمر بأحكام الله وإلى جانبه اسم وزيره المأمون البطائحى وألقابه وتاريخ الإنشاء، وعند منسوب رجل عقد المدخل ومكتوب فيه أيضا اسم المأمون وألقابه وأدعية له وتاريخ الإنشاء. وهذه الظاهرة - ظاهرة اقتران اسم الوزير وألقابه باسم الخليفة - إن دلت على شىء فإنما تدل على ما كان عليه الوزراء فى أواخر عصر الدولة الفاطمية من سطوة ونفوذ. أما الطراز الثالث فيسير عند منسوب عتب الباب ومكتوب فيه بعض آيات قرآنية.
ويقول الجبرتى إن الجامع الأقمر جدد فى العصر العثمانى على يد سليمان أغا السلحدار وذلك فى سنة ١٧٢١ وأثار هذا التجديد تظهر فى «طبلة» العقود التى تحيط بالصحن.

This site was last updated 08/01/12