الأنطاكى  سنة 413 هـ

**************************

الجزء التالى نقل من تاريخ الأنطاكى " المعروف بصلة تاريخ أوتيخا"  تأليف يحى بن سعيد يحى الأنطاكى المتوفى سنة 458 هـ 1067 م حققة وصنع فهارسه أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمرى - جروس برس - طرابلس لبنان 1990 ص  370 -

***********

الكنيسة الملكية (الروم الأرثوذكس )

وكان النصارى الملكية فى مدة أذن الحاكم بعمارة الكنائس ورد أوقافها على حكمخا وعولوا على تصيير بطريركاً على الإسكندرية لم يكن بقى فى أبروشية الإسكندرية يومئذ إلا أسقفان وهما ابا خرسطودولا أسقف تنيس وأبا إسحاق أسقف القلزم وكتب كل واحد منهما خطه إلى الآخر أن لا يكون أحدهما بطريركت ، ويشاركون الجماعة إختيار من يرأس عليهم وتنكر أبا أسحق أسقف القلزم عما كتب بخطه ، وتلطف فى أن ينجز له سجلاً من الحاكم فى أن يكون بطريرك على الإسكندرية ، وكره جماعة من النصارى الملكية ذلك القديس  أرسانيوس بطريرك الإسكندرية كان قرره لأمور تشكاها شعبه منه وصبر عليها ، ورأى النزول عن رياسته دون الإقلاع عنها ومضى القديس أرسانيوس البطريرك فى حال سبيله وهو غير راض عنه ، وأتفق رأى الجماعة على إسترجاع السجل الذى تنجزه وإلتمسوه منه فلم يدفع إليهم وأطمع نفسه أن يصير بطريركا عليهم فأنهى أبا سلمون ذلك إلى الحاكم مطالعة بما كتب به خده وبكراهة الكافة فأرسل وأسترجع السجل منه

ووصل فى هذا الحين إلى مصر من بلد الروم راهب قس من أهل دمياط يسمى أنبا جرجس من رهبان طور سينا عابد من خدمة الدير المقدس ، وأتفق رأى الجماعة على الرضاء به لقداسته وخبرته ، فأبى قبول الرئاسة إلى أن أكرهوه وألزموه ( وسأل أبا سلمون الحاكم أن يغير السجل  الذى بأسم أسقف القلزم وجعل بإسم أبا جورجيوس ولم يشاركهم أسقف القلزم فى الرضاء يرئآسته ولا الحضور للصلاة عليه ) فإختار النصارى أسقفين أحدهما على دمياط والآخر على مصر ، وإجتمع 12 قسيسا مع أسقف تنيس أنبا خريصطوطلي وصلوا على المختار لكرسى دمياط وصيروه أسقفا ، وأتفق أسقف تنيس وأسقف دمياط والقسوس المقدم ذكرهم ( وصلوا على أنبا جورجيوس ) [بوعد إقامة الدعوة للظاهر بستة أيام صير انبا جورجيس من رهبان طور سينا ٍ] بطريركا على الإسكندرية فى مصر يوم الفصح المقدس ، وهو الثانى من نيسان سنة 1332  وهو لست عشرة خلت من ذى الحجة سنة 411 هـ وذلك بعد إشهار موت الحاكم وإقامة الدعوة للظاهر بستة أيام أقام فى الرئآسة 15 سنة وتنيح وبعد تصيره صلى على المختار لمصر وجعله أسقفا عليها

وأرسلت له  السيدة أخت الحاكم ثيابا ومصاحف (أناجيل وكتب) وكمثليا فضة (نجفه تغلق فى سقف الكنيسة) كانت عندها لحالها أرساتيوس البطريرك القديس وشدت على النصارى وقوت همتهم وجدوا فى عمارة كنائسهم .