Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

نهاية الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمى

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأنطاكى  سنة 411 هـ
مرسوم الحاكم إعادة دير القصير/ الأنطاكى
مرسوم الحاكم وكنيسة القيامة/ الأنطاكى
الإرتداد عن الإسلام 411ه/ الأنطاكى
نهاية الخليفة الحاكم/ الأنطاكى

 

الأنطاكى  سنة 411 هـ

**************************

الجزء التالى نقل من تاريخ الأنطاكى " المعروف بصلة تاريخ أوتيخا"  تأليف يحى بن سعيد يحى الأنطاكى المتوفى سنة 458 هـ 1067 م حققة وصنع فهارسه أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمرى - جروس برس - طرابلس لبنان 1990 ص 359- 365

***********

نهاية الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمى

ومال الخليفة الحاكم إلى أنبا صلمون (سلمون) منذ أول مشاهدته إياه ولقياه له ، وشفعه بجميع ما كان يلتمسه منه وتقدم أن لا ينقبض عن مسألته فى شئ مما يعود بصلاح أمور النصارى وأن يلقاه فى كل يوم فى طريقه إلى الصحراء ليسأله عما يحتاج إليه ، فإمتثل لأمره وكثر أنسه به ، حتى شنع عليه كثير من عوام المسلمين ـ لما عرفوه من ميله إليه وتشفيعه إياه فى ملتمساته ، ومشاركته رهبان النصارى فى لباس الصوف وأنه تتلمذ لأنبا صلمون وكان فى كثير من الأيام فى ذهابه إلى البرية يقصد دير القصير ويشاهد عمارته ويستحث الصناع على الإنتهاء من بنائه ، وأطلق له الدنانير تصرف فى النفقه عليه ودفع ايضا إلى الرهبان المقيمين فيه دنانير ، ورسم لهم مساعدة البنائين لتروج عمارته ، وكان يعدل أيضا إلى الأديرة التى جددها اليعاقبة فى ناحية القرافة وإذا أراد الدخول إلى الجبل والطلوع إلى دير القصير أو غيره من الأديرة تتأخر الركابية عنه فى الموضع المعروف بالقرافة وإلى الساقية ـ ويمضى وحده ، وفى بعض الأيام جرى فى ذلك على سالف عادته وتبعه صبى ركابى كان إصطنعه يعرف بالقرافى ، وأبعدا جميعا فى الجبل ، فلقيه سبع نفر من البادية وإلتمسوا منه صلة بجفاء فى القول وغلظ فى اللفظ وفرية وشتيمة فقال لهم : ما معى فى هذا الموضع ما أدفعه لكم ، ولكنى أرسلكم إلى متولى بيت المال العميد المحسن إبن بدواس (1) ليدفع إليكم خمسة ألاف درهم فقالوا : ما نمضى إليه لأنه لا يدفع لنا شيئا ، وتردد الخطاب بينهم وبينه فإلتمسوا منه أن ينفذ معهم القرافى الركابى لينجز لهم المطلق ، وسار مع القرافى أربعة نفر منهم ، وتخلف الثلاثة الباقون فى الطريق وقبض أولئك الأربعة المبلغ التى رسم دفعها لهم وعاد القرافى يلتمس الحاكم فأبطأ فى عودته ، فلما طال إنتظاره له فى الموضع الذى جرت عادته بموافاته إليه ساء ظنه ، ودار الجبل يطلبه فألقى سايحا (2) وسأله عنه ، وذكر له صفته وصفة الحمار الذى هو راكبه فأعلمه أنه شاهد فى طريقه حمارا معرقبا ، وساقه إلى الموضع حتى شاهد الحمار الذى كان معرقبا كما ذكر له

وتقدمت السيدة أخت الحاكم إلى جميع الأمراء والقواد وغيرهم من الناس بالركوب إلى الصحراء وإستكشاف خبره وطلعوا إلى دير القصير وفتشوه لئلا يكون مستترا فيه وفتشوا أيضا سائر المواضع التى كان يلم بها فلم يقفوا له على خبر ووجدوا بعد ذلك ثيابه الصوف التى كان لا بسها فى ناحية الجبل وهى مهرأة من ضربات السكاكين وآثار الجراحات مخضبة بالدم ولم توجد جثته فإستدل الأكثرون أن أولئك الثلاثة البوادى (من البادية) المتأخرين عن اللحاق برفاقهم وبالقرافى لقبض الصلة المطلقة لجماعته عادوا إليه وقتلوه ودفنوه وأخفوا أثر قبره .   

وكان فقد الحاكم يوم الثنين أول الصوم المقدس وهو لليلتين بقيتا من شوال سنة 411 هـ وعمره يومئذ سبع وثلاثون سنة وكانت خلافته خمس وعشرين سنة وستة وعشرون يوما (3)

[تم الجزء الول من التاريخ الذى صنفه يحيى بن سعيد ويتلوه الجزء الثانى]

***********************

المراجع

(1) فى الأصل وطبعة المشرق 233 "بدوس" والتصحيح من إتعاظ الحنفا 2/ 141 و 142 و148 و152 و 154 وقد قتل فى سنة 415 هـ (2/ 158)

(2) فى الأصل وطبعة المشرق 234 "مساحاً" وفى البريطانية "سياحاَ" والتصحيح من بترو  - وفى رأى المؤرخ عزت أندراوس أن كلمة مساحا أى الذى يمسح الأرض اى الذى يقيسها فماذا يفعل مساحا فى البرية والمقطم والأصح كلمة سايحا أو سائحا وهى كلمه قادمة من السياحة حيث إعتاد الرهبان السياحة فى الصحراء والبرارى والجبال وهى أعلى فئة فى الرهبانية القبطية مصر وهى مرحلة الإنفراد دون الإعتماد على إنسان أو السكون فى مكان

(3) هذه الرواية شبيهة برواية المقريزى

فى كتاب اتعاظ الحنفا - أحمد بن علي المقريزي ج 1  13/1 وفى بعض الطبعات إتعاظ الحنفا 2/ 115 و 116

وقال إبن الجوزى : زاد ظلم الحاكم وعن له أن يدعى الربوبية ، فصار قوم من الجهال إذا رأوه يقولون له : " يا واحدنا يا أحدنا يا محيى ومميت " وكان قد اسلم جماعة من اليهود فكانوا يقولون : إنا نريد أن نعاود شرعنا الأول ، فيفسح لهم فى الإرتداد ، وأوحش أخته بمراسلات قبيحة وقال لها " قد وقع إلى أنك تدخل الرجال إليك ، فراسلت قائدا راسلت قائدا , يقال له : ابن دواس كان شديد الخوف من الحاكم أن يقتله , فقالت إني أريد أن ألقاك إما أن تتنكر لي وتأتيني , وإما أن أجيء أنا إليك فجاءت إليه فقبل الأرض بين يديها , وخلوا , فقالت له : لقد جئتك في أمر أحرس نفسي ونفسك , فقال : أنا خادمك.
فقالت : أنت تعلم ما يعتقده أخي فيك وإنه متى تمكن منك لم يبق عليك , وأنا كذلك , ونحن معه على خطر عظيم , وقد انضاف إلى ذلك ما قد تظاهر به وهتكه الناموس الذي قد أقامه آباؤنا , وزيادة جنونه , وحمله نفسه على ما لا يصبر المسلمون على مثله , فأنا خائفة أن يثور الناس علينا فيقتلوه ويقتلونا , وتنقضي هذه الدولة أقبح انقضاء , قال : صدقت , فما الرأي ؟ قالت : تحلف لي وأحلف لك.
على كتمان ما جرى بيننا من السر , وتعاضدني على ما فيه الراحة من هذا الرجل , فقال لها : السمع والطاعة فتحالفا على قتله , وأنهما يقيمان ولده مقامه , وتكون أنت صاحب جيشه ومديره , وأنا فلا غرض لي إلا سلامة المهجة , فأقطعته ما يحصل مائة ألف , وقالت : اختر لي عبدين من عبيدك تثق بهما على سرك وتعتمد عليهما في مهمك , فاحضرها عبدين موصوفين بالأمانة والشهامة , فاستحلفتهما على كتمان ما تخرج به إليهما فحلفا , فوهبت لهما ألف دينار ووقعت لهما بإقطاع وقالت : أريد منكما أن تصعدا غدا إلى الجبل فتكتما فيه , فإن نوبة الحاكم أن يصعد غدا وليس معه إلا الركابي وصبي , وينفرد بنفسه فإذا قرب منكما خرجتما فقتلتماه وقتلتما الصبي وسلمت إليهما سكينين من عمل المغاربة وقررت ذلك معهما , وكان الحاكم ينظر في النجوم فنظر في مولده وقد حكم عليه بقطع في هذا الوقت , وقيل فيه إنه متى تجاوزه عاش تتمة نيف وثمانين سنة , فلما كانت تلك الليلة أحضر والدته , وقال لها : على في هذه قطع عظيم , وكأني بك قد تهتكت وملكت مع أختي فإنني ما أخاف عليك أضر منها , فتسلمي هذا المفتاح فهو لهذه الخزانة ولي فيها صناديق تشتمل على ثلاث مائة ألف دينار فحولها إلى قصرك لتكون ذخيرة لك , فقبلت الأرض وبكت وقالت له : إذا كنت تتصور هذا فارحمني ودع ركوبك الليلة , فقال : أفعل , وكان من رسمه أن يطوف كل ليلة حول القصر من أول الليل إلى الصباح في ألف رجل فقعد تلك الليلة إلى أن مضى صدر من الليل , ثم ضجر وأحب الركوب , فرفقت به والدته وقالت : اطلب النوم يا مولانا فنام , ثم انتبه وقد بقي من الليل ثلثه , فقال : إن لم أركب وأتفرج خرجت روحي وصعد إلى الجبل وليس معه إلا الصبي , فخرج العبدان فطرحاه إلى الأرض , وقطعا يده وشقا جوفه ولفاه في كساء , وحملاه إلى ابن دواس بعد أن قتلا الصبي , فحمله ابن دواس إلى أخته فدفنته في مجلسها وكتمت أمره وأحضرت الوزير وعرفته الحال , واستكتمته واستحلفته على الطاعة ورسمت له مكاتبة ولي العهد عن الحاكم , وكان بدمشق بالمبادرة , وأنفذت إلى أحد القواد يقيم في الطريق , فإذا وصل ولي العهد قبض عليه وعدل به إلى تنيس , وكتبت إلى عامل تنيس عن الحاكم بأن يحمل ما قد اجتمع عنده , وكان ألف ألف دينار وألفي ألف درهم , وفقد الناس الحاكم فماجوا في اليوم الثالث وقصدوا الجبل , فلم يقفوا على أثر فعادوا إلى أخته فسألوها عنه , فقالت : قد كان راسلني قبل ركوبه وأعلمني أنه يغيب سبعة أيام فانصرفوا على طمأنينة ورتبت ركابيه يمضون ويعودون كأنهم يقصدون موضعا , ويقولون لكل من يسألهم فارقناه في الموضع الفلاني , وهو عائد يوم كذا ولم تزل الأخت تدعو في هذه الأيام وجوه القواد , وتستحلفهم وتعطيهم وألبست أبا الحسن علي بن الحاكم أفخر الملابس واستدعت ابن دواس , وقالت له : المعول في قيام هذه الدولة عليك , وتدبيرها موكول إليك , وهذا الصبي ولدك , فينبغي أن تنتهي في الخدمة إلى غاية وسعك , فقبل الأرض ووعد بالإخلاص في الطاعة , وأخرجت الصبي وقد لقبته الظاهر لإعزاز دين الله , وألبسته تاج المعز , جد أبيه , وأقيمت المآتم على الحاكم ثلاثة أيام , ورتبت الأمور ترتيبا مهذبا , وخلعت على ابن دواس خلع
ا كثيرة , وشرفته تشريفا عظيما , فخرج فجلس معظما , فلما تعالى النهار , خرج نسيم صاحب الستر والسيف , ومعه مائة رجل كانوا مختصين بركاب السلطان ويحملون سيوفا بين يديه , وكانوا يتولون قتل من يؤمر بقتله , فسلموا إلى ابن دواس يكونون بحكمه , وتقدمت الأخت إلى نسيم أن يضبط أبواب القصر بالخدم , ففعل وقالت له : اخرج وقف بين يدي ابن دواس , وقل : يا عبيد مولانا الظاهر يقول لكم : هذا قاتل مولانا الحاكم وأعملهم بالسيف ومرهم بقتله ففعل , ثم قتلت جماعة ممن اطلع على سرها فعظمت هيبتها , وكان عمر الحاكم سبعا وثلاثين سنة ومدة ولايته خمسا وعشرين سنة.
وفى هذه السنة ولي أبو تمام بن أبي خازم القضاء بواسط من قبل قاضي القضاة أبي الحسن ابن أبي الشوارب (المنتظم 7/298 - 300)

وأنظر أيضا : الكامل فى التاريخ 8/314 - 317 ، والنجوم الزاهرة 4/ 184 - 192 - والدرة المضية 299 و 301 ، وسير أعلام النبلاء 15/ 181 - 183 وبدائع الزهور ج1 ق1/ 209 و 301 ، وتاريخ الزمان 79 - 91 ، والبداية والنهاية 12/ 10 و11 ومرآة الختان 3/ 26 وشذرات الذهب 3/ 193

(3) راجع أيضا عما كتبه مؤرخون عن الحاكم فى : إتعاظ الحنفا 2/ 3 - 123 ، وخطط المقريزى 2/ 285 والمنتظم 7/ 293 -300 ، والمغرب فى حلى المغرب 49- 75 وأخبار مصر فبن ميسر 52 وذيل تاريخ دمشق 79 و 80 والكامل فى التاريخ 9/116 - 317 والدرة المضية 256 - 312 والبيان المغرب 1/ 286 وما بعدها ، ووفيات لأعيان 55/ 292- 298 والعبر 3/ 104 - 106 وسير أعلام النبلاء 15/ 173 - 184 رقم 70 والبداية والنهاية 12/ 9 - 11 وتاريخ إبن خلدون 4/ 56- 61 والنتجوم الزاهرة 4/ 176 - 196 وبدائع الزهور 1/ 50 - 58 وشذرات الذهب 3/ 192- 195 ومآثر الأناقة 1/ 322 - 324 وصبح ألعشى 3/ 426 - 427 ودول الإسلام 1/ 245 وتاريخ أرينيوس ص259 ونهاية ألأرب مخطوط ج28 /52 وما بعدها ، وتاريخ ألزمنة 73 - 81 وتاريخ مختصر الدول 178- 180 واخبار الدول 191 و192 ، وتاريخ الفارقى 116- 120 والأنباء فى تاريخ الخلفاء 186 والمختصر فى أخبار البشر 2/ 151 وتتمة المختصر 1/ 332 وحياة الحيوان للدميرى ، وحسن المحاضرة 2/13 و14 وعيون الخبار وفنون ألاثار 248 - 304 ونهاية الأرب 23/ 213

 

This site was last updated 04/15/13