الأنطاكى  سنة 411 هـ

**************************

الجزء التالى نقل من تاريخ الأنطاكى " المعروف بصلة تاريخ أوتيخا"  تأليف يحى بن سعيد يحى الأنطاكى المتوفى سنة 458 هـ 1067 م حققة وصنع فهارسه أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمرى - جروس برس - طرابلس لبنان 1990 ص 353 - 354

***********

ولقى أنبا سلمون رئيس دير طور سينا الحاكم أيضا وأذكره بتمادى خراب الكنائس وأن الأوقاف التى كانت برسمها قبض عليها وقد خربت وإختلت وعرض بالمسأله فى ألإذن بتجديد عمارة دير القصير وأن يرى رأيه بالمسامحة به وعودة الرهبان إلى سكناه وإجتماع النصارى فيه للصلاة ولإطلاق ما برسمه من أوقاف (فسعفه بطلبته وأمر بالمسامحة بما يجب لبيت المال على الأوقاف) المخصوصة من خراج (وواجب) وكتب له بذلك سجلاً هذه نسخته /:

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتاب من عبدالله أمير المؤمنين ووليه المنصور أبى على الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين

لسليمان بن إبراهيم الراهب بما رآه من إنعامه عليه ( وإسعافه  بما رغب إليه من الإذن له) فى إعادة عمارة الدير المعروف بالقصير بطرا من جبل فسطاط مصر إلى ما كان عليه قبل هدمه وتمكين الرهبان من سكناه والمقام فيه على عادتهم والجرى على ما سلف من عبادتهم وصلواتهم وإقامة سنة ديانتهم والفسح فى إجتماع من يطرقه من أهل ملتهم وإزالة الإعتراضات عنهم ومنع الأذى والتسلط عليهم وكف التبسط والحيف لهم ورد الأوقاف والأملاك التى كانت محبسة عليه ومنسوبة إليه من ضيعة ومزرعة  ومينة وأرض وحصة ودار وقيسارية وحمام وعرصة وحانوت وفاخورة ونخيل وبستان وشجرة مثمرة وجنان بمصر وأعمالها من جميع بلاد المملكة وأقطارها وأطرافها وتسليم ذلك إلى هذا الراهب ليتولى جداه ويحوز نفعه وجناة ويصرفه فى مصالح هذا الدير والمقيمين فيه والقاصدين إليه ويبسط يده فى تدبيره ومن يسببه فى جميعه وصيانة حقوق بيت مال المسلمين منه ويطهره من درنه والوزر عنه والمسامحة بما يجب على ذلك من خراج وعشر وغرم ورسم فى سائر دواوين الحضرة المحلولة والمحبسة وإزالة التأول عنه والإضرار بسببه والتتبيع له فى هذا الوقت وما يأتى بعده من الأوقات على إستقبال تاريخ هذا السجل وفاء بالذمة وجزاء على مناصحتهم ومضامنتهم الملة لا يغيره كرحين ولا يحيله مر الأحقاب والسنين فمن قرأه أو قرئ من الأولياء والولاة ومتولى الدواوين والضمناء والمتصرفين فى ألعمال وألأحوال فليعلم ذلك من أمير المؤمنين ورسمه وليعمل عليه ويحسبه وكتب فى شهر ربيع الآخر سنة 411 هـ وليقرأ هذا المنشور فى يد متخذه حجة له بمضمونه ويثبت مثله إن شاء الله ووقع الحاكم فى أعلاة عليه بخطه . الحمد لله رب العالمين