Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

من سنة ثمانين إلى ثلثمائة إثنين وثمانين

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
396هـ
سنة 372- 378هـ
المقريزى والخليفة العزيز بالله
سنة80 - 382هـ
سنة 383هـ
سنة384هـ
العزيز بالله 385 -
سنة386هـ
Untitled 5607

الفاطميين الذين أحتلوا مصر بأسم الإسلام نقلت من كتاب اتعاظ الحنفا - أحمد بن علي المقريزي ج 1  89/1 لفائدة القارئ الدارس وكعادة الموقع وضعنا لكل مقطع عناوين

****************************************************************************************************

وفي رجب سنة ثمانين
خرج الناس في لياليه على رسمهم في الليل، ليالي الجمعة وليالي النصف إلى جامع القاهرة عوضا عن القرافة، فزيد في الوقيد.
وفي يوم الجمعة عشرة شهر رمضان ركب العزيز إلى جامع القاهرة بالمظلة فخطب وصلى.
وفيه خط أساس الجامع الجديد مما يلي باب الفتوح وبدىء بالبناء فيه، وتحلق الفقهاء الذين يتحلقون بجامع القاهرة فيه، وخطب به العزيز وصلى يوم الجمعة النصف منه، وحمل يانس الصقلي صاحب الشرطة السفلى السماط، وبنيت مصاطب ما بين القصر والمصلى ظاهر باب النصر يكون عليها المؤذنون والفقهاء، حتى يصل التكبير من المصلى إلى القصر، وتقدم أمر القاضي محمد بن النعمان بإحضار المتفقهة والمؤمنين، وأمرهم بالجلوس يوم العيد عليها، وركب العزيز فصلى وخطب.
وفي ذي القعدة ورد من دمشق مال الموسم وهو ستون حملاً.
وفي النصف منه سارت قافلة الحاج في البر بالكسوة للكعبة والطيب والصلات، فجلس العزيز للنظر إليهم، وكانت قافلة عظيمة.
وفيها مات الوزير يعقوب بن كلس يوم الخامس من ذي الحجة، فكفن في خمسين ثوبا ما بين وشى، ومثقل، وشرب ديبقي مذهب، وجفت كافور، وقارورتين من مسك، وخمسين منا ماء ورد، وصلى عليه العزيز، فكان ما كفن به وحنط به عشرة آلاف دينار.
وحزن عليه العزيز حزناً شديداً، ولم يأكل ذلك اليوم على مائدة، ولا حضر أحد للخدمة وأقام كذلك ثلاثا، وأقيم العزاء على قبره مدة شهر، وأوفى العزيز عنه دينه، وهو ستة عشر ألف دينار.
وكان إقطاعه في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار، سوى الرباع.
واشتملت تركته على أربعة آلاف ألف دينار، سوى ما سوى لابنته، وهو مائتا ألف دينار.
وفي يوم عرفة حمل يانس السماط، وصلى العزيز، وخطب يوم النحر، ونحر النوق بيده، ومضى إلى القصر، ونصب له السماط والموائد، وفرق الضحايا على أهل الدولة.
وطمع بكجور في أخذ حلب، فسار، وجمع له أبو المعالي ابن حمدان، وواقعه أول صفر، فانهزم بكجور، فبعث إليه وسيق له، فضرب عنقه ثاني صفر وصلبه، وسار فملك الرقة، وأخذ ما كان فيها، وملك الرحبة وعاد.
وبلغ العزيز أن منير يكاتب صاحب بغداد، فجهز عسكرا عليه منجوتكين فيمن اصطنعه من الأتراك، وأعطاه مالا وسلاحاً، وولاه الشام، فبرز إلى منية الأصبع في صفر سنة إحدى وثمانين، وخلع عليه، وحمل إليه مائة ألف دينار ومائة قطعة من الثياب الملونة، وعشر قباب بأغشية، ومناطق مثقلة، وأهلة وفرش، وخمسين بندا، وعشر منجوقات، وعشرة أفراس، فأقام بمنية الأصبغ شهرين وسبعة عشر يوما يخرج إليه العزيز في كل غدوة وعشية، وينفذ إليه في كل يوم الجوائز والخلع، ورفع من منية الأصبغ في رابع عشرين جمادى الأولى، وخلع على ابن الجراح وحمل، وسار مع منجوتكين فلم يزل بالقصور إلى ثالث شعبان، فسار وودعه العزيز، وجد في السير، وكان ما أنفق عليه العزيز ألف ألف دينار ونيف، وقدم قبل مسير ابن أبي العود الصغير، وكان على الخراج بدمشق، وكاشف بالعصيان، فسار العسكر إلى الرملة، ولقيه بشارة والي طبرية، وكتب إلى والي طرابلس نزال، وجمع منير رجاله، واعتد للحرب، وسار إليه، فالتقى مع منير بمرج عذرا، وكانت الحرب، فانهزم منير في تاسع عشر رمضان، وأخذ فحمل إلى منجوتكين، فشهره على جمل ومعه قرد يصفعه في مائة من أصحابه، وقائل ينادي: هذا منير لعنه الله، أصبحت دياره خالية، وكلابه عاوية، ونساؤه صائحة، طاعنته الرماة، ونازلته الحماة، هذا جزاء من نافق على الله عز وجل، وعلى مولانا العزيز بالله.
وأقام منجوتكين في دمشق ومعه ثلاثة عشر ألفا فساءت سيرتهم في الناس.
ومات أبو المعالي بن حمدان في رمضان، فسار منجوتكين يريد أخذ حلب من الحمدانية، ونزل عليها وبها أبو الفضل بن أبي المعالي، فقاتله أشد قتال، وأقام نحو الشهرين، ثم عاد إلى دمشق، وترك معضاد على حمص.
سنة ثمانين وثلاثمائة
فيها طمع باد صاحب ديار بكر في أبي طاهر إبراهيم وأبي عبد الله الحسين ابني ناصر الدولة بن حمدان، وقاتلهما، فقتل باذ، فسار بن أخته أبو علي بن مروان إلى حصن كيفا، وبه امرأة خاله باد وأهله، فخدعها حتى صعد إليها، وملك الحصن وغيره من بلاد خاله، وجرت بينه وبين ابني ناصر الدولة عدة حروب، وقدم القاهرة على العزيز بالله، فقلده تلك النواحي، وعاد إليها حتى ثار به عبد البر شيخ آمد، وقتله عند خروجه بالسكاكين شخص يقال له ابن دمنة، واستولى عبد البر على ما بيده، وزوج ابن دمنة بابنته، فوثب ابن دمنة على عبد البر وقتله، وملك آمد.
وكان ممهد الدولة أخو أبي علي بن مروان لما قتل أخوه أبو علي سار إلى ميافارقين وملكها في عدة من بلاد أخيه، فثار عليه سروة أحد أكابر أصحابه وقتله، وقتل غالب بني مروان، وذلك في سنة اثنتين وأربعمائة.
ودخلت سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة
فورد سابق الحاج أول محرم، فأخبر بتمام الحج، وإقامة الدعوة للعزيز، فخلع عليه، وطيف به المدينة.
ووصل مفرج بن دغفل بن الجراح، فخلع عليه.
وأمر العزيز بازالة المنكرات، وهدم مواضعها، فكسر لرجل واحد خمسون ألف جرة وردت من الصعيد.
وولد لأبي القاسم علي بن القائد الفضل بن صالح ولد، فبعث إليه العزيز ثلاثين ثوباً فاخرة، وعشرة أردية، وعشر عمائم، وثوبا مثقلا، ومنديلا طوله مائة ذراع، ومنديلا دونه، وخمسمائة دينار، وحملت إليه السيدة العزيزية مائة ثوب صحاحا من كل فن، وثلاثمائة دينار، ومهدين، أحدهما أبنوس محلى بذهب، والآخر صندل محلى بفضة مخرقة، ولهما أغشية ومخاد وثياب وفرش مثقلة.
وركب العزيز لفتح الخليج.
وفي جمادى الآخرة زفت أخت كاتب السيدة العزيزية إلى زوجها بلتكين التركي، ومعها جهاز بمائة ألف دينار، سوى صناديق محملة على ثلاثين بغلا، وعمل له صنيع ذبح فيه عشرون ألف حيوان، ما بين كبش وخروف وجدي وأوزة ودجاجة وفروج، ونزلت إليه في عشرين قبة، وخلع عليه وحمل، وأقامت عنده خمسة أشهر وأحد عشر يوماً، ومات.
وفي رجب كان عيد الصليب، فمنع العزيز من الخروج إلى بني وائل، وضبط الطرقات والدروب، فإنه كان يظهر فيه من المنكرات والفسوق ما يتجاوز الوصف.
وبعث العزيز إلى منجوتكين إنعاماً بمائة ألف دينار، وكان المهرجان، فسير إليه أيضاً هدايا، وأهدى خواص الدولة إلى العزيز في المهرجان.
وفي ليلة النصف من شعبان كان الاجتماع بجامع القاهرة.
وفي رمضان صلى العزيز الجمع وخطب بجامعه، وعليه طيلسان وبيده القضيب، وفي رجله الحذاء، وصلى أيضاً بجامع القاهرة وخطب.
واعتل منصور بن العزيز، فتصدق العزيز على الفقراء بعشرة آلاف دينار، وحمل السماط للعيد على العادة.
وصلى العزيز صلاة عيد الفطر، وخطب على رسمه.
وأهدت إليه امرأة من البلدة سبعاً قد ربته، فكانت ترضعه ولا يصرعها، وهو في قدر الكبش الكبير.
وسارت قافلة الحاج في رابع عشر ذي القعدة بكسورة الكعبة والصلات.
واعتل القائد جوهر، فركب العزيز إليه، وبعث له خمسة آلاف دينار، ومزينة بمثقل، وبعث إليه منصور بن العزيز خمسة آلاف دينار؛ وتوفي لسبع بقين من ذي القعدة، فكفن في سبعين ثوباً ما بين مثقل ووشى مذهب، وصلى عليه العزيز؛ وخلع على ابنه الحسين، وجعله في رتبة أبيه، ولقبه القائد ابن القائد، ولم يعرض لشيء مما تركه.
ومن بديع توقيعات القائد جوهر ما حكاه أبو حيان التوحيدي في كتاب بصائر القدماء قال: كتب جوهر عبد الفاطمي بمصر موقعاً في قصة رفعها أهلها إليه: سوء الاجترام، أوقع بكم حلول الانتقام، وكفر الإنعام، أخرجكم من حفظ الذمام، فاللازم فيكم ترك الإنجاب ؟ واللازم لكم ملازمة الاجتناب، لأنكم بدأتم فأسأتم، وعدتم فتعديتم، فابتداؤكم ملوم، وعودكم مذموم، وليس بينهما فرجة تقتضي إلا التبرم بكم، والإعراض عنكم، ليرى أمير المؤمنين صلوات الله عليه رأيه فيكم.
وحملت أسمطة عيد النحر على العادة، وصلى العزيز بالناس صلاة العيد، وخطب، ثم نحر بالقصر ثلاثة أيام، وفرق الضحايا.
وفي غد يوم النحر وصل منير الخادم من دمشق، فشهر على جمل بطرطور طويل، فخرجت الكافة للنظر إليه، ومعه سبعمائة رأس على رماح فطيف به، ثم خلع عليه وعفى عنه.
وعمل عيد الغدير على رسمه.
وضرب رجل وطيف به المدينة، من أجل أنه وجد عنده موطأ مالك رضي الله عنه .
وفي تاسع عشره جلس علي بن عمر العداس بالقصر، فأمر ونهى، ونظر في الأموال، ورتب العمال، وتقدم أن لا يطلق لأحد شيء إلا بتوقيعه، ولا ينفذ إلا ما قدره وأمر به ألا يرتفق ولا يرتزق ولا تقبل هدية ولا يضيع دينار ولا درهم.
وفيها كان بدمشق زلزلة عظيمة سقط منها ألف دار، وهلك خلق كثير، وخسف بقرية من قرى بعلبك، وخرج الناس إلى الصحارى؛ وكان ابتداؤها في ليلة السبت سابع عشر المحرم، وخرج الناس إلى الصحراء؛ ولم تزل الزلازل تتابع إلى يوم الجمعة سابع عشر صفر بلاءً.
ثم دخلت سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة
فورد سابق الحاج بتمام الحج، وإقامة الدعوة للعزيز بالموصل واليمن، وضربت السكة باسمه في هذه البلاد.
وقدم رسول القرامطة بأنهم في دعوة العزيز ونصرته.
وفي صفر سير إلى منجوتكين خمسون حملاً من المال، وأربعون حملا من ثياب محزومة، وخزانة سلاح، وخمسمائة فارس.
وقدمت قافلة الحجاج في سابع عشره.
وجرى في الأسعار ما يعجب منه، وهو أن اللحم أبيع في أول ربيع الأول رطل ونصف بدرهم، ثم أبيع في سادسه عشر أواقى بدرهم، ثم أبيع أربعة أرطال بدرهم، ولحم البقر ستة أرطال بدرهم، والخبز السميذ اثنا عشر رطلا بدرهم، وما دونه سبعة عشر رطلا بدرهم، والدراهم كل خمسة عشر درهما ونصف بدينار، وبلغت القطع الدراهم سبعة وسبعين درهما بدينار، ثم وصلت كل مائة درهم منها بدينار، واضطربت الأسعار والصرف، فضربت دراهم جدد، وبيعت القطع المسبك كل خمسة دراهم منها بدرهم جديد، وكان على الدرهم الجديد: الواحد الله الغفور.
وفي الوجه الآخر الإمام أبو المنصور.
وفي ربيع الآخر ورد الخبر بفتح منجوتكين حمص وحماة وشيزر، وأنه محاصر لحلب، فجعل الطائر الذي قدم بالخبر في قفص عليه ثوب ديباج وطيف به القاهرة ومصر.
وسعى بعض النصارى بالكتاب إلى العزيز فانكف عيه وهدد، فقيل إنه جائع، فرتب في كل شهر عشرون دينارا، ونهى عن العود لمثل ذلك، فخاف السعاة وانكفوا.
وخلع القاضي محمد بن النعمان على مالك بن سعيد الفارقي، وقلده قضاء القاهرة، فركب بالخلع وشق الشارع إلى القاهرة.
وفي جمادى الأولى ورد الخبر على جناح الطائر بأن سعد الدولة شريف بن سيف الدولة على بن حمدان بذل لمنجوتكين ألف ألف درهم، وألف ثوب ديباج، ومائة فرس مسرجة، ليرحل عنه، فامتنع، وقدم الروم فواقعهم منجوتكين، وقد استخلف على قتال حلب عسكرا، وكان منجوتكين في خمسة وثلاثين ألفا، والروم في سبعين ألفا، وانهزم الروم عند جسر الجديد، وأخذ سوادهم، وقتل منهم وأسر كثير، فقرأ العزيز الكتاب بنفسه على الناس، ونزل القاضي محمد بن النعمان فقرأه على الكافة فوق المنبر بالجامع العتيق، وقال في كلامه: فاحمدوا الله أيها الناس، فإن الله تعالى قد صانكم وصان أموالكم بمولانا وسيدنا الإمام العزيز بالله عليه السلام ، فما بالعراق تاجر معه عشرة دنانير أو أكثر إلا وتؤخذ منه.
وسقط الطائر بعده بأن منجوتكين غنم غنيمة عظيمة من الأموال والرجال والدواب، وأنه ظفر بعشرة آلاف أسير فأخذهم، وأنهم قاتلوا معه وهو محاصر للروم في أنطاكية، فقرأ القاضي الكتاب على المنبر، وتصدق العزيز بصدقات كثيرة.
وسقط الطائر بوصول منجوتكين إلى مرعش، وعاد إلى حلب.
وركب العزيز لفتح الخليج بالمظلة، وعليه قميص ديباج مثقل، وتاج مرصع بالجوهر.
ولأربع عشرة خلت من رجب كان عيد الصليب، فجرى الناس في الاجتماع فيه للهو على ما كانوا عليه.
وسقط الطائر بعود منجوتكين عن حلب إلى دمشق ليشتى بها.
وردت الحسبة إلى حميد بن المفلح، وخلع عليه، فطاف البلد بالطبول والبنود، وضمن ضياعا بمبلغ ثلاثمائة ألف دينار ليقوم بالعلف.
وخطب العزيز في رمضان في جامع القاهرة، وصلى، وركب يوم الفطر فصلى بالناس، وخطب على الرسم.
وسارت قافلة الحاج للنصف من ذي القعدة.
ونودي في السقائين أن يغطوا روايا الجمال والبغال كي لا يدنسوا ثياب الناس.
وعمل سماط عيد نحر، وركب العزيز فصلى بالناس صلاة عيد النحر، وخطب على رسمه، ونحر، وفرق الضحايا.
وعمل عيد الغدير على العادة.
وفيها سار بكجور من الرقة إلى قتال سعد الدولة أبي المعالي شريف بن سيف الدولة على بن حمدان بحلب، فاقتتلا، وانهزم بكجور، ثم قبض عليه، وحمل إلى سعد الدولة أسيراً فقتله.
وفيها كتب العزيز سجلا بولاية العهد بالمغرب لأبي مناد باديس بن منصور بن زيرى بعد أبيه، فسر بذلك أبوه.

This site was last updated 11/02/11