Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

سنة ستين وإحدى وإثنين ثلاثمائة هجرية

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
المقريزى يذكر بناء القاهرة
سنة تسع وخمسين وثلاثمائة
سنة360 - 362هـ
سنة ثلاث وستين وثلاثمائة هـ
م
Untitled 5590

 

الفاطميين الذين أحتلوا مصر بأسم الإسلام نقلت من كتاب اتعاظ الحنفا - أحمد بن علي المقريزي ج 1 ص 3 لفائدة القارئ الدارس وكعادة الموقع وضعنا لكل مقطع عناوين

*************************************************************************************************************

 

سنة ستين وثلاثمائة
ففي المحرم اشتدت الأمراض والوباء بالقاهرة، وورد جماعة من الوافدين إلى المغرب بجوائز وخلع.
وفي صفر ضرب تبر بالسياط، وقبضت ودائعه.
وفي ربيع الآخر جرح تبر القائد أبو الحسن نفسه، ومات بعد أيام، فسلخ بعد موته وصلب حتى مزقته الرياح عند المنظر.
وفي جمادى الأولى منع جوهر من بيع الشوىء مسموطا، وأن يسلخ من جلده.
وفي جمادى الآخرة نقل جوهر مجلس المظالم إلى يوم الأحد، وأطلق لأصحاب الراتب ألف دينار فرقت فيهم؛ وورد شمول من الشام مستأمنا، فخلع عليه سبع خلع، وحمل على فرسين، وأعطى إثنا عش كيسا عينا وورقا؛ وقدم سعادة بن حيان من المغرب في جيش كبير، فتلقاه جوهر فترجل له سعادة.
وفي شعبان وردت الرسل من المغرب برأس محمد بن خزر، ومعه ثلاثة آلاف رأس، فقرأ عبد السميع يوم الجمعة كتاب المعز بخبر المذكور، وكان محمد بن الخير بن محمد بن خزر الزناتي أكبر ملوك المغرب سلطانا على زناتة وغيرهم، هجم عليه أبو الفتوح يوسف بن زيرى ابن مناد وهو في قليل من أصحابه يشرب، فلما أحيط به قتل نفسه بسيفه في سابع عشر ربيع الآخر سنة ستين وثلاثمائة، فقدم رأسه على المعز لثلاث بقين منه.
وفي شوال أنفذ جوهر سعاة بن حيان إلى الرملة واليا عليها، وقد كثر الإرجاف بالقرامطة، وأن جعفر بن فلاح قتل منهم، وملكوا دمشق، فتأهب جوهر لقتالهم، وعمل الخندق، ونصب عليه البابين الحديد اللذين كانا على ميدان الإخشيدي، وبني القنطرة على الخليج، وفرق السلاح على المغاربة والمصريين؛ ووكل بابن الفرات خادما يبيت معه في داره، ويركب معه حيث سار؛ ووثب أهل تنيس على واليهم وقتلوا جماعة منهم الإمام في القبلة ووجدت رقاع في الجامع العتيق فيها التحذير من جوهر، فجمع الناس ووبخهم فاعتذروا.
وفي ذي الحجة كبست القرامطة مدينة القلزم، وأخذوا واليها عبد العزيز بن يوسف، وما كان له من خيل وإبل.

وكان القاع خمسة أذرع، وبلغ ماء النيل سبعة عشر ذراعا وأربعة أصابع، وخلع جوهر على ابن أبي الرداد، وأجازه وحمله.
وفيها مات أبو سعيد يانس أحد قواد الإخشيدية في المحرم.
وقتل تبر القائد أبو الحسن نفسه بسكين الدواة في شهر ربيع الآخر، فسلخه القائد جوهر، وصلبه عند المنظر حتى مزقته الرياح.
ودخلت سنة إحدى وستين وثلاثمائة
وفي المحرم دخل برءوس من بني هلال.
وفيه كبست الفرما، وعصى أهل تنيس، وغيروا الدعوة وسودوا، فحاربهم العسكر، ودخل بعض المنهزمين من القرامطة، وتبعهم القرامطة إلى عين شمس، فاستعد جوهر لقتالهم، وغلق أبواب الطابية، وضبط الداخل والخارج، وقبض على أربعة من الجند المصريين، وضرب أعناقهم وصلبهم، وبعث فأخرج ابن الفرات من داره وأسكنه بالقاهرة.
وفي مستهل ربيع الأول التحم القتال مع القرامطة على باب القاهرة.
وكان يوم جمعة، فقتل من الفريقين جماعة، وأسر عدة، وأصبحوا يوم السبت متكافئين، وغدوا يوم الأحد للقتال، فسار الحسن بن أحمد بهرام الذي يقال له الأعسم زعيم عسكر القرامطة بجميع عسكره على الخندق، والباب مغلق، فلما زالت الشمس فتح جوهر الباب، واقتتلوا قتالا شديدا قتل فيه خلق كثير، وانهزم الأعسم ونهب سواده بالجب، وأخذت صناديقه وكتبه، وهو في الليل على طريق القلزم، فنهبت بنو عقيل وبنو طي كثيراً من مواده، ونادى جوهر في المدينة: من جاء بالقرمطي أو برأسه فله ثلاث مائة ألف درهم، وخمسون خلعة، وخمسون سرجا بحلى على دوابها.
فلما كان الغد من وقعة القرمطي ورد أبو محمد الحسن بن عمار من المغرب؛ وسار عسكر لقتال أهل تنيس، وقبض على تسعمائة من جند مصر في ساعة واحدة وقيدوا؛ ورد جوهر تدبير الأموال إلى جعفر بن الفرات، وخرج سعادة بن حيان في عسكر إلى الرملة بسبب القرامطة فدخلها، ثم قدم عليه الأعسم القرمطي، فعاد سعادة بمن معه إلى مصر.
وفي شهر رمضان قبض على عجوز عمياء تنشد في الطريق وحبست، ففرح جماعة من الرعية، ونادوا بذكر الصحابة، وصاحوا: معاوية خال المؤمنين، وخال علي.
فبعث جوهر ونادى في الجامع العتيق: أيها الناس: أقلوا القول، ودعوا الفضول، فإننا حبسنا العجوز صيانةً لها، فلا ينطقن أحد إلا حلت عليه العقوبة الموجعة.
ثم أطلقت العجوز.
وخرج عبد العزيز بن إبراهيم الكلابي بالصعيد، وسود، ودعا لبني العباس، فبعث إليه جوهر في البحر أربعين مركبا عليها بشارة النوبى، وأنفذ بأزرق في البر على عسكر، فأخذ وأدخل به في قفص مغلولا، وطيف به وبمن معه.
ووافى الأسطول من المغرب، وسار إلى الشام فأسر وغنم.
وأمر جوهر برفع الدنانير البيض.
وفي آخر ذي الحجة نهبت المغاربة مواضع بمصر، فثارت الرعية، فاقتتلوا قتالا شديدا، وركب إليهم سعادة بن حيان، وغرم جوهر للناس ما نهب لهم، وقبل قولهم في ذلك.
سنة اثنتين وستين وثلاثمائة
ففي المحرم قدر جوهر قيمة الدنانير، فجعل الأبيض بثمانية دراهم.
ولخمس بقين منه توفى سعادة بن حيان، فحضر جوهر جنازته، وصلى عليه الشريف مسلم.
وفي ربيع الأول عزل سليمان بن عزة المحتسب جماعة من الصيارفة، فشغب طائفة منهم، وصاحوا: معاوية خال علي بن أبي طالب.
فهم جوهر بإحراق رحبة الصيارفة، لولا خوفه على الجامع.
وفيه أمر ألا يظهر يهودي إلا بالغيار.
ودخل الحسن بن عمار ببضع وتسعين أسيرا، وشهروا.
ودخل عبد الله بن طاهر الحسيني على جوهر بطيلسان كحلي وفي مجلسه القضاة والعلماء والشهود فأنكر الطيلسان الكحلي، ومد يده فشقه، فغضب ابن طاهر وتكلم، فأمر جوهر بتمزيقه فمزق، وجوهر يضحك، وبقى حاسراً بغير رداء، فقام جوهر وأخرج له عمامة، ورداء أخضر، وألبسه وعممه بيده.
وفي يوم الثلاثاء رابع المحرم المذكور زلزلت دمشق وأعمالها زلزلة عظيمة وقتا من الزمان، ثم هدأ وانهدم بها من أنطاكية عدة أبرجة.
وفي شهر ربيع الآخر تواترت الأخبار بمسير المعز إلى مصر، وورد كتابه من قابس فتأهب جوهر لذلك، وأخذ في عمارة القصر والزيادة فيه.
وفي النصف من جمادى الأولى مات عبد العزيز بن هيج فسلخ وصلب.
وفي أول رجب كد جوهر الناس للقاء المعز، فتأهبوا لذلك، وخرج أبو طاهر القاضي، وسائر الشهود والفقهاء ووجوه التجار إلى الجيزة مبرزين للقاء المعز، فأقاموا بها أربعين يوما حتى ورد الكتاب بوصول المعز إلى برقة، فسار القاضي ومن معه.
وسار الحسن بن عمار إلى الحوف في عشرة آلاف فواقعوا القرامطة هناك.
ولخمس بقين من شعبان ورد الخبر بوصول المعز إلى الاسكندرية، ولقيه أبو طاهر القاضي ومن معه، فخاطبهم بخطاب طويل، وأخبرهم أنه لم يسر لازدياد في ملك ولا رجال، ولا سار إلا رغبة في الجهاد ونصرة للمسلمين؛ وخلع على القاضي وأجازه وحمله.
ولقيه أبو جعفر مسلم في جماعة الأشراف، ومعهم وجوه البلد بنواحي محلة حفص، وترجلوا له كلهم وكان سائرا فوقف ، وتقدم إليه أولا أبو جعفر مسلم، ثم الناس على طبقاتهم، وقبلوا له الأرض وهو واقف، حتى فرغ الناس من السلام عليه، ثم سار وسايره أبو جعفر مسلم وهو يحادثه وسأل عن الأشراف، فتقدم إليه أكابرهم: أبو الحسن محمد بن أحمد الأدرع.
وأبو إسماعيل الرسي.
وعيسى أخو مسلم.
وعبد الله بن يحيى بن طاهر بن السويح ثم عزم على الشريف مسلم، وأمره بركوب قبة لأن الحر كان شديدا وكان الصوم، فقدمت إليه قبة محلاة على ناقة، وعادله غلام له، ونزل المعز إلى الجيزة، فكانت مدة القائد أبي الحسن جوهر أربع سنين وتسعة عشر يوما.

This site was last updated 10/25/11