Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

سنة تسع وخمسين وثلاثمائة هجرية

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
المقريزى يذكر بناء القاهرة
سنة تسع وخمسين وثلاثمائة
سنة360 - 362هـ
سنة ثلاث وستين وثلاثمائة هـ
م
Untitled 5590

 

الفاطميين الذين أحتلوا مصر بأسم الإسلام نقلت من كتاب اتعاظ الحنفا - أحمد بن علي المقريزي ج 1 ص 3 لفائدة القارئ الدارس وكعادة الموقع وضعنا لكل مقطع عناوين

*************************************************************************************************************

سنة تسع وخمسين وثلاثمائة
وفي المحرم أنفذ بشير الإخشيدي من تنيس نحو مائة وخمسين رجلا طيف بهم.
وكثر الفساد في الطرق فضرب جوهر أعناق جماعة وصلبهم في السكك.
ولاثنتي عشرة بقيت منه سار جعفر بن فلاح بن أبي مرزوق إلى الشام، وقاتل القرامطة بالرملة وهزمهم، وأسر الحسين بن عبيد الله بن طغج وجماعة، وبعثهم في القيود إلى جوهر.
وسير جوهر إلى الصعيد في البر والبحر.
وفي ربيع الأول قبض على دواب الإخشيدية والكافورية، وصرفهم مشاة، وأمرهم بطلب المعيشة.
وسير الهدية جعفر بن الفضل بن الفرات مع ابنه أحمد في ربيع الآخر.
وفي سلخ ربيع الآخر زاد الغلاء، ونزعت الأسعار؛ وتوفي أبو جعفر المحتسب، فرد جوهر أمر الحسبة إلى سليمان بن عزة. فضبط الساحل، وجمع القماحين في موضع واحد؛ ولم يدع كف قمح يجمع إلا بحضرته؛ وضرب أحد عشر رجلا من الطحانين وطيف بهم.
وفي يوم الجمعة لثمان خلون من جمادى الأولى صلى جوهر الجمعة في جامع ابن طولون، وأذن المؤذنون بحي على خير العمل، وهو أول ما أذن به بمصر، وصلى به عبد السميع الجمعة فقرأ سورة الجمعة: وإذا جاءك المنافقون وقنت في الركعة الثانية، وانحط إلى السجود، ونسي الركوع، فصاح به على بن الوليد قاضي عسكر جوهر : بطلت الصلاة، أعد ظهرا أربعا.
ثم أذن بحي على خير العمل في سائر مساجد العسكر، وأنكر جوهر على عبد السميع أنه لم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في كل سورة، ولا قرأها في الخطبة، فصلى به الجمعة الأخرى وفعل ذلك، وكان قد دعا لجوهر في الجمعة الأولى في الخطبة، فأنكر ذلك ومنعه.
وقبض جوهر الأحباس من القاضي أبي طاهر، وردها إلى غيره.
ولأربع بقين منه أذن في الجامع العتيق بحي على خير العمل، وجهر فيه بالبسملة في الصلاة ولسبع عشرة خلت من جمادى الآخرة أنفذ جوهر هديته إلى المعز ومعها المعتقلون في القيود، فكان فيما أهداه تسع وتسعون بختية، وإحدى وعشرون قبة عليها الديباج المنسوج بالذهب، ولها مناطق من ذهب مكللة بالجوهر، ومائة وعشرون ناقة بأجلة الديباج، وأعنة محلاة بالفضة، وخمسمائة جمل عرابا، وستة وخمسون جلا، وثمانية وأربعون دابة منها بغلة واحدة، وسبعة وأربعون فرسا بأجلة حرير منقوش، وسروج كلها ما بين ذهب وفضة، ولجمها كذلك؛ وعودان كأطول ما يكون العود الذي يتبخر به.
وكان الأسرى: الحسن بن عبيد الله بن طغج، وابن غزوان صاحب القرامطة وفاتك الهنكري، والحسن بن جابر الرياحي كاتب الحسن بن عبيد الله بن طغج ، ونحرير شويزان، ومفلح الرهباني، ودرى الخازن، وفرقيك، وقيلغ التركي الكافوري، وأبو منحل، وحكل الإخشيدي، وفرح اليحكمي، ولؤلؤ الطويل، وقنك الطويل الخادم، فحملوا في المراكب إلى الإسكندرية، وساروا منها إلى القيروان في البر.
ونافق بشير الإخشيدي بأسفل الأرض، فاستعطفه جوهر، فلم يجب، فسير إليه العساكر، فحاربها بصهرجت ونهبها، ومضى منهزما إلى الشام في البحر، فأخذ بصور، وأدخل به على فيل ومعه جماعة، وبعث به جعفر بن فلاح.
وفي رمضان حفر جوهر سوارى الجامع العتيق الخشب.
وفي ذي القعدة ردت الحسبة إلى سليمان بن عزة المغربي، فجمع سماسرة الغلات في مكان. وسد الطرق إلا طريقا واحدا، فكان البيع كله هناك، ولا يخرج قدح غلة حتى يقف عليه.
ومنع جوهر من الدينار الأبيض، وكان بعشرة دراهم، فأمر أن يكون الراضي بخمسة عشر درهما، والمعزى بخمسة وعشرين درهما ونصف، فلم يفعل الناس ذلك، فرد الأبيض إلى ستة دراهم، فتلف وافتقر خلق.
وضربت أعناق عدة من أصحاب تبر والإخشيدية، وصلبوا حتى دخل المعز من المغرب.
وأنفذ المعز عسكرا وأحمال مال عدتها عشرون حملا للحرمين، وعدة أحمال متاع.
وورد الخبر بفتح جعفر بن فلاح دمشق ودخولها، وكان من خبر جعفر بن فلاح: أنه لما سار من القاهرة في عسكره كان على الرملة ودمشق الحسن بن عبيد الله بن طغج، فلما بلغه دخول جوهر القائد إلى مصر بعساكر المعز سار عن دمشق في شهر رمضان، واستخلف عليه شمول الإخشيدي، وكان شمول يحقد في نفسه منه، ويكاتب جوهر القائد، فنزل ابن طغج الرملة، وتأهب لحرب من يسير إليه من مصر، فوردت عليه الأخبار بمسير القرامطة إليه، ووافوه بالرملة، فلقيهم وحاربهم، فانهزم منهم، ثم صالحهم وصاهرهم في ذي الحجة.
ورحل عنه القرمطي بعد ما أقام بظاهر الرملة ثلاثين يوما، فبعث إلى شمول بالمسير إليه لمحاربة من تقدم من مصر، وأنفذ إلى الصباحي وإلى بيت المقدس بالقدوم عليه، فتقاعد عنه شمول، وقرب منه جعفر بن فلاح، وقد انتشرت كتبه إلى ولاة الأعمال بعدهم الإحسان، ويدعوهم إلى طاعة المعز، فالتقى مع ابن طغج وحاربه، فانهزم منه واحتوى على عسكره، فقتل كثيرا من أصحابه، وأخذه أسيرا في النصف من رجب سنة تسع، فأقام بالرمة يتبع ما كان لابن طغج ولأصحابه، وسار إلى طبرية فبنى قصرا عند الجسر ليحارب فاتك غلام ملهم وكان عليها من قبل كافور الإخشيدي فلم يعرض له ملهم، وملك جعفر طبرية.

كان بحوران والبثنية بنو عقيل من قبل الإخشيد وهم: شبيب، وظالم بن موهوب، وملهم بن... قد ملكوا تلك الديار، فأخذ جعفر بن فلاح يستميل إليه من العرب فزارة ومرة، وباطنهم على قتل ملهم، فرتبوا له رجالا قتلوه على حين غفلة، وأظهر جعفر أن ذلك من غير علمه. وقبض على من قتله وبعث بهم إلى ملهم، فعفا عنهم.
وسار من دمشق مشايخ أهلها إلى طبرية للقاء جعفر، فاتفق وصولهم إليها يوم قتل فاتك، قد ثارت بها فتنة، فأخذوا وسلبوا ما عليهم، فلقوا جعفر بن فلاح، وعادوا إلى دمشق وهم غير شاكرين ولا راضين، فبسطوا ألسنتهم بذم المغاربة حتى استوحش أهل دمشق منهم.
وكان شمول قد خرج منها إلى جعفر، فلقيه بطبرية، وصار البلد خاليا من السلطان، فطمع الطامع، وكثر الذعار وحمال السلاح به وجهز جعفر من طبرية من استمالهم من مرة وفزارة لحرب بني عقيل بحوران والبثنية، وأردفهم بعسكر من أصحابه، فواقعو بني عقيل، وهزموهم إلى أرض حمص وهم خلفهم؛ ثم رجعوا إلى الغوطة، وامتدت أيديهم إلى أخذ الأموال وهم سائرون حتى نزلوا بظاهر دمشق، فثار عليهم أهل البلد، وقاتلوهم وقتلوا منهم كثيرا من العرب، فانهزموا عنها، وذلك لثمان خلون من ذي الحجة، فلحقوا بطلائع جعفر، فساروا معها إلى دمشق، وخرج إليهم الناس مستعدين لمحاربتهم في خيل ورجل فاقتتلوا يومهم ثم انصرفوا، وأصبحوا يوم الجمعة فاقتتلوا، وصاح الناس في الجامع بعد الصلاة: النفير، فخرج النفير، واشتد القتال إلى آخر النهار.
ونزل جعفر يوم السبت لعشر خلون منه بالشماسية، وأصبح الناس للقتال، ولم يصلوا ذلك اليوم في المصلى صلاة العيد، فاستمروا طول النهار ومعهم الجند الذين كانوا مع شمول، فكلوا، وحملت معهم المغاربة فانهزموا، وتمكن السيف منهم وهم منهزمون إلى أرض عاتكة وقصر حجاج، فقتل خلق كثير؛ وكان رئيس أهل الشام في هذه الحروب أبو القاسم ابن أبي يعلى العباسي، ومحمد بن عصودا وصدقة الشوا.
فلما ملك المغاربة ظاهر البلد طرحوا النار فيما هنالك من الأسواق وغيرها، وصاروا إلى باب الجابية، وأصبحوا وقد ضبط الرعية أبواب البلد، فاستمرت الحرب طول النهار مما يلي المصلى، ثم كفوا عن القتال وباتوا؛ فلما أصبح النهار خرج قوم من مشايخ البلد لمخاطبة جعفر وهو بالشماسية في إصلاح أمر البلد، فأخذهم قوم من المغاربة، وسلبوهم ثيابهم، وقتلوا منهم وجرحوا عدة، وعلم بذلك أهل البلد، فصاحوا من أعلى المواذن بالناس يعلمونهم الخبر، ثم قدم المأخوذون فارتاع الناس واشتد خوفهم وتحيروا، ثم جرت بينهم بعد ذلك وبين جعفر مراسلة، فخرجوا إليه، فاشتد عليهم وخوفهم بالنار والسيف، فعادوا وقد ملئوا رعبا، فبلغوا قوله للناس وقد تحيروا، فاقتضى رأيهم معاودة جعفر في طلب العفو، فرجع المشايخ إليه، وما زالوا يتضرعون إليه حتى قال: ما أعفو عنكم حتى تخرجوا إلي ومعكم نساؤكم مكشوفات الشعور فيتمرغن في التراب بين يدي لطلب العفو.
فقالوا له: نفعل ما يقول القائد.
وما برحوا يذلون له حتى انبسط معهم في الكلام، وتقرر الأمر على أنه يدخل يوم الجمعة إلى الصلاة في الجامع.
فلما كان يوم الجمعة ركب في عسكره، ودخل البلد فصلى بالجامع وخرج، فوضع أصحابه أيديهم ينهبون الناس، فثاروا عليهم، وقتلوا منهم كثيرا؛ وخرج إليه المشايخ فأنكر عليهم، وقال لهم: دخل رجال أمير المؤمنين للصلاة فقتلتموهم وهددهم، فلطفوا معه القول وداروه، فأومأ إلى مال يأخذه من البلد دية من قتل من رجال أمير المؤمنين، فأجابوه، وكان في الجماعة أبو القاسم أحمد المعروف بالعقيقي العلوي وهو أحمد بن الحسن الأشل بن أحمد بن علي الرئيس بالمدينة كان بن محمد العقيقي بن جعفر بن عبد الله ابن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فانصرفوا من عنده، وفرضوا له المال، فعم الناس البلاء في جبايته.
ونزل بظاهر سور دمشق فوق نهر يزيد أصحاب جعفر فبنوا المساكن، وأقاموا بها الأسواق، وصارت شبه المدينة، واتخذ لنفسه قصرا عجيبا من الحجارة، وجعله عظيما شاهقا في الهواء غريب البناء، وتطلب حمال السلاح فظفر بقوم منهم، وضرب أعناقهم، وصلب جثثهم، وعلق رءوسهم على الأبواب، وفيها رأس إسحاق بن عصودا.
وكان ابن أبي يعلى لما انهزم خرج إلى الغوطة يريد بغداد، فقبض عليه ابن عليان العدوي عند تدمر، وجاء به إلى جعفر بن فلاح، فشهره على جمل، وفوق رأسه قلنسوة وفي لحيته ريش وبيده قصبة، ثم بعث به إلى مصر.
وأما محمد بن عصودا فإنه لحق بالقرامطة في الأحساء هو وظالم بن موهوب العقيلي لما انهزم بنو عقيل عن حوران والبثنية، فحثوهم على المسير إلى دمشق.
فلما كان في ربيع الأول سنة ستين أنفذ جعفر غلامه فتوح على عسكر إلى أنطاكية، وكان لها في أيدي الروم نحو من ثلاث سنين، وسير إلى أعمال دمشق وطبرية وفلسطين فجمع منها الرجال، وبعث عسكرا بعد عسكر إلى أنطاكية، وكان الوقت شتاء، فنازلوها حتى انصرم الشتاء، وسارت القوافل وهم ملحون في القتال، فأردفهم جعفر بعساكر في نحو أربعة آلاف مددا لهم فظفروا بنحو مائتي بغل تحمل علوفة لأهل أنطاكية فأخذوها وقد أشرفوا على اسنكدرونة وعليها عساكر الروم فواقعوهم، فانهزم العسكر، وقتلوا منهم كثيرا.
وورد على ابن فلاح خبر هزيمة عسكره، وخبر مسير القرامطة إلى الشام، وأنهم وردوا الكوفة. فأمدهم صاحب بغداد بالسلاح، وكتب لهم بأربعمائة ألف درهم على أبي تغلب ابن حمدان، تقوية لهم على حرب المغاربة، فبعث إلى غلامه فتوح برحيله عن أنطاكية ومصيره إليه، فوافاه ذلك أول رمضان، فسار بمن معه، وتركوا كثيرا من العلف والطعام، وأتوه إلى دمشق، فصار كل قوم منهم إلى أماكنهم.
وقدم القرمطي إلى الرحبة، فأمده أبو تغلب بالمال، وبمن كان عنده من الإخشيدية الذين كانوا بمصر وفلسطين، صاروا إليه لما انهزموا من المغاربة، وصار بهم القرمطي حتى قرب من دمشق، فخرج إليهم جعفر بن فلاح وقد استهان بهم وواقعهم، فانهزم منهم، وأخذ السيف أصحابه، وقتل فلم يدر قاتله لست خلون من ذي القعدة سنة ستين، ووجد مطروحا على الطريق خارج دمشق، فجاءه محمد بن عصودا فقطع رأسه، وصلبه على حائط داره؛ أراد بذلك أخذ ثأر أخيه إسحاق لما قتله جعفر وصلبه. وملك القرامطة دمشق، وأمنوا أهلها، ثم ساروا إلى الرملة فملكوها، واجتمع إليهم كثير من الإخشيدية.
وفيها اصطلح قرعويه مولى سيف الدولة بن حمدان متولى حلب، وأبو المعالي شريف ابن سيف الدولة، فخطب له قرعويه بحلب، وخطبا جميعا في معاملتيهما للإمام المعز بحلب وحمص.

This site was last updated 10/25/11