Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 الشهيد مايكل مسعد جرجس رقم 14 من شهداء ماسبيرو

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الشهيد وائل ميخائيل خليل3
الشهيد ميخائيل توفيق جندى4
الشهيد أيمن نصيف وهبه5 
الشهيد أيمن صابر بشاى7
جرجس راوى راضى 8
الشهيد فارس رزق ايوب12
الشهيد مايكل مسعد جرجس14
الشهيد مسعد مهنى مسعد15
الشهيد شنوده نصحي عطية17
الشهيد رومانى مكارى18
الشهيد مجلى منير 19
سامح جرجس21
الشهيد سامى فتحي25
الشهيد مجدى فهيم مسعد27
الأساقفة يزورون جرحى ماسبيرو
مديح لشهداء ماسبيرو

مايكل اتقتل النهارده - المصرى القبطى قتله الجيش الذى يسمى نفسه جيش مصر

+ الشهيد مايكل مسعد جرجس رقم 14 من شهداء ماسبيرو
 لا يمكن أن ينسى الأقباط مشهد هذه فتاة بجوار خطيبها المقتول دهسًا هذا  المشهد المؤلم من أسؤا ما رأينا على الإطلاق من وحشية الإسلام .
*************
فيفيان خطيبة الشهيد مايكل مسعد: حاولوا فبركة تقارير الوفاة ليهرب الجناة من العقاب ولكننا لن نرضخ
الثلاثاء ١١ اكتوبر ٢٠١١ -
*الجيش هو من صدم "مايكل" وأخذه مني.
*المسيرة كانت سلمية بدوران شبرا، وفوجئنا بطوب يلقى علينا من فوق الكوبري.
*عند دخولنا عند الكورنيش وجدنا الجيش يضرب طلقات حية على المتظاهرين، ومدرعات تسحق المتظاهرين في مشهد أفظع مما حدث بالثورة.
*الجيش سيدفع الثمن، وسنأخذ حق الشهداء جميعًا.
*التلفزيون منه لله، أشاع إننا بنضرب الجيش وإحنا مكنش معانا إلا "إزايز ميه بنشرب منها وصلبان".
*فيفيان تصرخ بحرقة "منهم لربنا".

زفاف عريس إلى مشرحة المستشفى القبطى (مقالة تخيلية كتبتها المسلمة رناء الدرديرى)
جورنال 10/10/2011م أسمى: فيفيان مجدى
العمر : عروس أنفصلت عن الزمن جعلها وطنها أرملة قبل أن تتزوج
فرحى سيكون بعد شهرين .. على ثائر أسمه مايكل مسعد جرجس أتذكر فى وقت الثورة عندما كان يتركنى ويهرول إلى ميدان التحرير و أنا أسمع الترانيم و أدعي له أن يعيده إلي الرب سليم ويعيد إلي مصر حرة ..أصيب مينا برصاصة فى ساقه من قبل رجال الشرطة فظلت تعيش بجسده حتى يوم التنحى وعندما تحررت مصر قرر أن يهتم بنفسه ويخرجها من جسده .كان يحارب النظام الفاسد والرصاصة تسكن به ويكتفى بتهدئة صرخات جسده بالمسكنات .. ولقد عشت معه على الحلوة والمرة وكان دائما بعد الثورة فى الشارع برأيه ويسعى بكل نشاط وحماس لتصل مصر إلى بر الأمان . .
كنت أشجعه تارة وكنت أوبخه تارة أخرى بسبب إهماله لنفسه ..وبعد أحداث كنيسة أمبابة و أطفيح كنت أقول له :هى دى مصر يا مايكل ؟ هى دى اللى نزلت التحرير علشانها ؟ هى دى اللى اتصبت علشانها ؟ أحنا ملناش مكان هنا ..
كان دائما يرد علي بإبتسامة مرددا : مبارك دايما بيقول إما أنا أو الفوضى أنتى نسيتى المسلمين فى التحرير كانو بيحمونا أزاى؟ نسيتى أننا جزء منهم ؟ ماتخليش فيروس أمن الدولة يصيب عقلك وحسى بقلبك هتعرفى فعلا أن مافيش فرق بينا .
ولكن حياتنا الهادئة وتفهمى لكلامه جعلنى فى معظم الأحيان أصمت و إن رشحت قلبى فسأجد قمع و إضطهاد و دولة يعيش فيها القبطى مهمش ..
وغالبا كنا تنتناقش فى كثير من الأمور ونحن فى طريقنا لإعداد عش الزوجية الذى سوف يحتوى أحلامنا ومشاعرنا .
وحدث ماحدث بكنيسة المريناب بأسوان .. كان مايكل يسارع بالنزول مع أصدقائه المسلمين للمشاركة بالمسيرات السلمية التى تطالب بتأمين دور العبادة وتفعيل القوانين الخاصة بذلك .. وتردد ثلاث مرات على ثلاث مسيرات خلال الأسبوع واليوم أتصلت به وهو فى طريقه للمسيرة الثالثة أسأله إذا كان قادم لإصطحابى إلى عش الزوجية و التأكد من أنه لا ينقصنا شئ علينا ترتيبه .. ولكنه قال لى أنه عليه أن يتوجه إلى المسيرة التى تسير من شبرا وحتى ماسبيرو .. كنت قاسية فى الرد عليه و أغلقت المكالمة و أنا منفعلة ولكننى جلست أفكر ..وتوصلت إلى أن على الزوجة الصالحة دعم زوجها فى قراراته وأنه يجب علي الوقوف إلى جانبه فهو ينادى بحقى وحق كل قبطى وحق أبنائى القادمين .. من حقنا أن نعيش فى وطن لا نشعر فيه بأننا أقلية أو لا يستمع إنسان إلى هتافاتنا وعندما ندخل إلى الصلاة بالكنيسة نكون على يقين بأننا سوف نصل إلى منازلنا سالمين امنين ...
أتصلت به ثانية لأعتذر له عن طريقتى ولكننى سمعت صوت صراخ ... قلت له : ايه الأصوات دى ؟ كان رده : أهالى السبتية يرشقوننا بالحجارة لردع المسيرة .. لا تقلقى أنا بخير و أصدقائى معى رافعين الصليب ومعنا الله لا تقلقى هتافاتنا ستصل إلى المشير
قلت له : خلى بالك من نفسك .. الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون -خر14: 14 ماتحدفوهمش بحجارة أو تردوا عليهم بعنف "من لطمك على خدك الأيمن فحول له الاخر أيضاً مت -39:5
رد علي قائلا : نحن لا يوجد بأيدينا سوى صلبان من الخشب
أغلقت المكالمة وقررت أن أشاركه هذه اللحظة .. صففت شعرى ونزلت حتى أفاجئه بدعمى له فلقد علمت أنه سيكون فى ماسبيرو خلال 30 دقيقة وكان وقت كافى لكى أصل إلى هناك .
وفى طريقى سمعت هتافات جعلت من روحى ملاك من نور .. شرحت صدرى هل هذا لأننى سمعت صوت قبطى ممزوج بصوت مسلم ينادى بحق الأقلية أم أننى سوف أرى نصفى الاخر يطالب بحقى وحق أمتى ؟
هاهو مايكل يظهر على الطريق يمسك بصليب من خشب ولكن .... هاهو أيضا وحش فى صورة مدرعة عسكرية يسير بجنون على الطريق أنا لا أنظر إلى هذه المدرعة أنا أنظر إلى مايكل .. أنا أسمعها .. أنا أصرخ هو لا يسمعنى .. هى لا ترتعد صوتها يكاد يكتم أنفاسى .. أيها الرب نحن صامتون أين أنت ؟؟ ألا تدافع ألا تردع هذا الوحش الغاضب المصعور رأيتها تعبر الرصيف لتصل إليه ... لم يهرب ظل ماسك بالصليب .. إختفى مايكل .. إختفى مع ملك الموت .. هرولت لأجد جسمه قوى البنية متهشم كالقط الذى لقى حدفه أما سيارة يقودها غول طائش ليس بقلبه ذرة من الرحمة أو الإنسانية ..مسكت بيده وسحبه البشر وأنا ماسكة بيده .. و أنا أقول له : يا مايكل ليس هذا وقت النوم أو الإستسلام أم أنك تهرب منى ؟ لا أعلم لماذا ينظر إلي الناس كهذا .. فأنا أتكلم مع زوج المستقبل .. ينظرون إلي و كأننى مجنونة ؟ينظرون إلي وكأنه ليس من حقى أن أرافقه فى رحلة علاجه بالمستشفى .. إنه مجرد مصاب ... لم يمت
وصلنا إلى المستشفى القبطى لا أعلم لماذا أدخلوننا المشرحة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا ؟؟؟ مايكل لم يمت .. وهذا الكتاب المقدس الذى أحمله بين يدى خطيبى لم يمت ... لم أكترث إلى الأجسام التى كانت ملقاة حوله .. فلقد شاهدت هذا المنظر عندما كان ينام مايكل فى ميدان التحرير لا يأبه الشتاء القارص الذى بات ينحت فى عظامه وحوله أصدقائه ولكن لم تكن أجسام مشوهة كهذة الأجسام ؟جاء إلي بعد الأشخاص يريدون منى أن أتركه ولكننى لن أفلت يده هل تريدوننى أن أتركه هو لم يتركننى ولن يتركننى ولم يترك وطنه لماذا علي ألا أعامله بالمثل ؟ سأبقى معه حتى يفيق وسوف ينفذ وعده لى ... سوف يزفنا الناس بميدان التحرير هذا حق ثائر أحب وطنه أكثر من نفسه لن أفلت يده لماذا ؟ إن لم يستطع النهوض فسوف أظل بجانبه هنا " بالمشرحة " أراد مايكل الخير لمصر و أراد أن يتزوج وزفنا العسكر إلى المشرحة .. أتركونى معه .. أتركونى فلن أترك وطنى مايكل مسعد .. .
هذه القصة كتبتها ونسجتها : رناء الدرديرى وليست فيفيان لاأعرف هذه العروس ولم ألتق بها ولم أسمعها ولكننى أقسم بالله أننى أسمع صرخاتها و أنينها مما جعلنى أنسج تفاصيل من خيالى المتواضع الذى عجز عن توضيح هول الواقع الذى عاشته هذه الفتاة وعاشته ضحايا الحدث .. أنا مسلمة غاضبة .. أبكى دماء أبكى على مايكل و ألطخ وجهى بالتراب .. التراب الذى شرب دمه ودم كل قبطى قتله العسكر قتله وطنه ... كل قبطى أراد أن يحيا حر فى وطن إسلامى وشريف وحر
************
صورة للشهيد مايكل مسعد ووالدتة
ما كتبته فيفيان على الفيس بوك :
رسالة امس من فيفيان للشهيد مايكل

النهاردة سابع يوم علي فراق أغلي الناس علي فراق عمري كلة و حياتي ...قلبي أتقطع لما شوفتة قدام عنيا و بين إيديا و كأنة بيقولي ...أوعي تنسي حبي و لا تنسي قلبي خليكي دايماً فكراني ...انا عند وعدي يا حلمي يا حبي يا حياتي ...بقالك 7 أيام غايب عني وحشتني قوي يا بطوطى ..
ماسبيرو... عدد الازمة
فيفيان‏ ‏مجدي‏ ...‏خطيبة‏ ‏الشهيد‏ ‏مايكل‏ ‏في‏ ‏حوار‏ ‏لـوطني‏:‏
سأظل‏ ‏وراء‏ ‏حق مايكل‏ ‏طوال‏ ‏حياتي
وطنى 16/10/2011م أجري‏ ‏الحوار‏:‏ مايكل‏ ‏فيكتور
‏*‏تعرضنا‏ ‏في‏ ‏ماسبيرو‏ ‏للضرب‏ ‏والشتائم‏ ‏والإهانة
‏*‏وافقنا‏ ‏بتشريح‏ ‏الجثامين‏ ‏لنكشف‏ ‏فضحية‏ ‏التقارير‏ ‏الكاذبة
‏*‏فيفيان‏ ‏مجدي‏ ‏اسم‏ ‏عرفته‏ ‏عام‏2007, ‏عندما‏ ‏جاءت‏ ‏لجريدة وطني‏ ‏لتلتحق‏ ‏بمركز‏ ‏التكوين‏ ‏الصحفي‏ ‏وتنمية‏ ‏الكوادر‏ ‏البشرية‏, ‏وقد‏ ‏لمست‏ ‏من‏ ‏أبحاثها‏ ‏ودراستها‏ ‏أفكارا‏ ‏إبداعية‏ ‏للنهوض‏ ‏بالوطن‏, ‏فدائما‏ ‏كان‏ ‏يشغلها‏ ‏قضايا‏ ‏المجتمع‏ ‏المصري‏ ‏وحقوق‏ ‏الأقليات‏.‏تعرفت‏ ‏فيفيان‏ ‏علي‏ ‏مايكل‏ ‏مسعد‏ ‏وارتبطا‏ ‏وكللت‏ ‏فرحتهما‏ ‏بخطوبتهم‏ ‏السعيدة‏ ‏منذ‏ ‏شهرين‏, ‏مايكل‏ ‏باحثا‏ ‏إعلاميا‏ ‏بالمنظمة‏ ‏المصرية‏ ‏لحقوق‏ ‏الإنسان‏ ‏ولاهتماماته‏ ‏السياسية‏ ‏أنشأ‏ ‏مايكل‏- ‏شهيد‏ ‏ماسبيرو‏- ‏منظمة‏ ‏دعم‏ ‏الليبرالية‏ ‏والتنمية‏ ‏المجتمعية‏...‏ومن‏ ‏هنا‏ ‏اشتركا‏ ‏سويا‏ ‏مايكل‏ ‏وفيفيان‏ ‏في‏ ‏عملهما‏ ‏واهتمامتهما‏ ‏وحلما‏ ‏كثيرا‏ ‏بأن‏ ‏يجمعهما‏ ‏بيت‏ ‏يقضيان‏ ‏حياتهم‏ ‏سويا‏ ‏لايفرقهما‏ ‏شيئا‏.. ‏لا‏ ‏أريد‏ ‏أن‏ ‏أطيل‏ ‏عليكم‏ ‏أتركم‏ ‏لتعيشوا‏ ‏مع‏ ‏ما‏ ‏سجلته‏ ‏فيفيان‏ ‏حول‏ ‏حقيقة‏ ‏ما‏ ‏حدث‏ ‏في‏ ‏ماسبيرو‏, ‏ولا‏ ‏أخفي‏ ‏عنكم‏ ‏هناك‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏الأسئلة‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏تدور‏ ‏في‏ ‏ذهني‏ ‏وكانت‏ ‏معدة‏ ‏قبل‏ ‏الحديث‏ ‏إلا‏ ‏أنني‏ ‏لم‏ ‏استطع‏ ‏أن‏ ‏أوجهها‏ ‏لها‏... ‏منعتني‏ ‏دموعها‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏أسترسل‏ ‏في‏ ‏الحديث‏ ‏فحزنها‏ ‏كان‏ ‏كبيرا‏ ‏علي‏ ‏خطبيها‏ ‏الذي‏ ‏خرج‏ ‏ليطالب‏ ‏بحقوقه‏ ‏فرجع‏ ‏ميتا‏ ‏علي‏ ‏أكتافها‏.‏
تقول‏ ‏فيفيان‏: ‏يوم‏ ‏الخميس‏ 6‏أكتوبر‏ ‏تحدثنا‏- ‏أنا‏ ‏ومايكل‏-‏حول‏ ‏أوضاع‏ ‏البلاد‏, ‏والصعوبات‏ ‏التي‏ ‏يمر‏ ‏بها‏ ‏الأقباط‏, ‏والأمور‏ ‏المسكوت‏ ‏عنها‏, ‏وقررنا‏ ‏أن‏ ‏نرفعها‏ ‏لأعلي‏ ‏مستوي‏ ‏لنعيش‏ ‏في‏ ‏سلام‏ ‏داخل‏ ‏وطن‏ ‏لايعرف‏ ‏التمييز‏, ‏مؤمنين‏ ‏أن‏ ‏مصر‏ ‏لن‏ ‏تنهض‏ ‏إلا‏ ‏بالمسلمين‏ ‏والمسيحيين‏ ‏معا‏ ‏واقترح‏ ‏مايكل‏ ‏أن‏ ‏يشارك‏ ‏في‏ ‏مسيرة‏ ‏الأقباط‏ ‏يوم‏ ‏الأحد‏, ‏ولكني‏ ‏رفضت‏ ‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏اصر‏ ‏وقال‏ ‏لي‏ ‏لا‏ ‏يصح‏ ‏أن‏ ‏نطالب‏ ‏بعملنا‏ ‏بحقوق‏ ‏الإنسان‏ ‏والأقليات‏ ‏ونكون‏ ‏نحن‏ ‏مغيبين‏ ‏عن‏ ‏المجتمع‏...‏مرت‏ ‏الأيام‏ ‏وجاء‏ ‏يوم‏ ‏الأحد‏ ‏وقبل‏ ‏أن‏ ‏ينزل‏ ‏مايكل‏ ‏ليشارك‏ ‏في‏ ‏المسيرة‏ ‏تحدث‏ ‏معي‏ ‏وطلب‏ ‏مني‏ ‏أن‏ ‏أكون‏ ‏معه‏ ‏وأن‏ ‏لا‏ ‏أتركه‏ ‏بمفرده‏, ‏وافقت‏ ‏علي‏ ‏الفور‏.‏
بدأت‏ ‏المسيرة‏ ‏من‏ ‏شبرا‏ ‏وطوال‏ ‏الطريق‏ ‏كنا‏ ‏نقابل‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏أصدقائنا‏ ‏وكانوا‏ ‏يتقدمون‏ ‏بالتهنئة‏ ‏لخطوبتنا‏ ‏التي‏ ‏لم‏ ‏يمر‏ ‏عليها‏ ‏سوي‏ ‏شهرين‏, ‏وكان‏ ‏مايكل‏ ‏سعيدا‏ ‏جدا‏ ‏وكنت‏ ‏أضحك‏ ‏معه‏ ‏قائلة‏:‏يا‏ ‏مايكل‏ ‏في‏ ‏حد‏ ‏يفسح‏ ‏خطيبته‏ ‏في‏ ‏مسيرة‏...‏مش‏ ‏كنت‏ ‏تنزل‏ ‏أنت‏ ‏وأنا‏ ‏أقعد‏ ‏في‏ ‏البيت‏ ‏فقال‏ ‏لي‏:‏يعني‏ ‏أكون‏ ‏شهيد‏ ‏تحت‏ ‏الطلب‏ ‏ومتكونيش‏ ‏معايا‏.‏
عندما‏ ‏وصلنا‏ ‏لنهاية‏ ‏نفق‏ ‏شبرا‏ ‏وجدنا‏ ‏أشخاصا‏ ‏كثيرين‏ ‏يطالبوننا‏ ‏بالرجوع‏ ‏لخطورة‏ ‏الموقف‏ ‏ولم‏ ‏يرض‏ ‏مايكل‏ ‏أن‏ ‏نرجع‏ ‏وأراد‏ ‏أن‏ ‏نستمر‏ ‏مع‏ ‏المسيرة‏ ‏ونحن‏ ‏نهتف‏:‏سلمية‏...‏سلمية‏!...‏وعندما‏ ‏بدأوا‏ ‏يقذفونا‏ ‏بالحجارة‏ ‏أعطاني‏ ‏شنطة‏ ‏لأحملها‏ ‏فوق‏ ‏رأسي‏ ‏حتي‏ ‏لا‏ ‏أصيب‏ ‏بشئ‏, ‏واستكملنا‏ ‏المسيرة‏ ‏ممسكين‏ ‏الأيدي‏ ‏وكان‏ ‏دائما‏ ‏يقول‏ ‏لي‏ ‏لا‏ ‏تتركي‏ ‏أيدي‏ ‏مهما‏ ‏كان‏ ‏ونحن‏ ‏في‏ ‏المسيرة‏ ‏توقف‏ ‏مايكل‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏المرات‏ ‏لشراء‏ ‏كروت‏ ‏شحن‏ ‏ومياه‏ ‏لأشخاص‏ ‏بالمسيرة‏ ‏وكنت‏ ‏أقول‏ ‏له‏ ‏كفاية‏ ‏لماذا‏ ‏تفعل‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏فكان‏ ‏يرد‏ ‏اليوم‏ ‏معايا‏ ‏فلوس‏ ‏خلي‏ ‏الناس‏ ‏تفرح‏.‏
بعد‏ ‏ما‏ ‏وصلنا‏ ‏ماسبيرو‏- ‏نقطة‏ ‏الخيانة‏- ‏تحدث‏ ‏مايكل‏ ‏مع‏ ‏والدته‏ ‏وابنه‏ ‏خالته‏ ‏وقال‏ ‏لهممش‏ ‏أنا‏ ‏هاستشهد‏ ‏النهاردة‏, ‏ولم‏ ‏يعجبني‏ ‏كلامه‏ ‏وضحكت‏ ‏معه‏ ‏قائلة‏:‏ما‏ ‏أنت‏ ‏كل‏ ‏مرة‏ ‏بتقول‏ ‏كده‏ ‏وترجع‏ ‏البيت‏...‏بعدما‏ ‏سمعنا‏ ‏أصوات‏ ‏عالية‏:‏ابعدوا‏....‏امشوا‏ ‏من‏ ‏هنا‏ ‏وبدأ‏ ‏الضرب‏ ‏فينا‏ ‏وبدأت‏ ‏مدرعات‏ ‏الجيش‏ ‏تسير‏ ‏بشكل‏ ‏عشوائي‏, ‏وأصر‏ ‏مايكل‏ ‏أن‏ ‏يساعد‏ ‏الناس‏ ‏ولم‏ ‏يتركهم‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏ ‏مضروبين‏, ‏وكان‏ ‏مايكل‏ ‏دائما‏ ‏يقول‏ ‏لي‏:‏يا‏ ‏فيفيان‏ ‏الإنسان‏ ‏لازم‏ ‏لما‏ ‏يعيش‏, ‏يعيش‏ ‏متكرم‏ ‏مش‏ ‏متهان‏ ‏ولما‏ ‏يموت‏ ‏يموت‏ ‏متكرم‏ ‏مش‏ ‏متهان‏ ‏وظل‏ ‏مايكل‏ ‏متمسكا‏ ‏بكلامه‏ ‏وبيدي‏ ‏التي‏ ‏أراد‏ ‏أن‏ ‏لا‏ ‏تفارقه‏ ‏أبدا‏ ‏حتي‏ ‏لو‏ ‏استشهد‏.‏
وعن‏ ‏لحظة‏ ‏الاستشهاد‏ ‏تقول‏ ‏فيفيان‏ ‏كنت‏ ‏بجري‏ ‏وأيدي‏ ‏بيد‏ ‏مايكل‏ ‏وإذ‏ ‏المدرعة‏ ‏الذاهبة‏ ‏لمبني‏ ‏ماسبيرو‏ ‏تغير‏ ‏اتجهها‏ ‏وتعود‏ ‏لتخطف‏ ‏مايكل‏ ‏من‏ ‏يدي‏ ‏وتلقي‏ ‏به‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏.‏
فجأة‏ ‏لم‏ ‏أجده‏ ‏وأصبحت‏ ‏كالمجنونة‏ ‏حتي‏ ‏وجدته‏ ‏ملقي‏ ‏ورجله‏ ‏شبه‏ ‏مقطوعة‏ ‏وكنت‏ ‏أظن‏ ‏أنه‏ ‏في‏ ‏غيبوبة‏ ‏وسوف‏ ‏يتحسن‏, ‏كان‏ ‏آخر‏ ‏شئ‏ ‏أتوقعه‏ ‏أن‏ ‏مايكل‏ ‏يتركني‏, ‏وتمسكت‏ ‏أن‏ ‏أفضل‏ ‏بجواره‏ ‏فأتي‏ ‏لي‏ ‏أحد‏ ‏العساكر‏ ‏وقال‏ ‏لي‏ ‏يلا‏ ‏امشي‏, ‏وأخذ‏ ‏يضرب‏ ‏في‏ ‏مايكل‏ ‏فقلت‏ ‏لهأبوس‏ ‏رجلك‏ ‏أنقذني‏ ‏مش‏ ‏عارف‏ ‏يتنفس‏, ‏فأحابني‏:‏امشوا‏ ‏أنتوا‏ ‏إللي‏ ‏جيتوا‏ ‏ياكفرة‏ ‏زي‏ ‏ماجيتوا‏ ‏امشوا‏.‏
ولم‏ ‏يمر‏ ‏علي‏ ‏هذا‏ ‏المشهد‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏دقيقة‏ ‏وجاء‏ ‏لي‏ ‏أحد‏ ‏رجال‏ ‏الجيش‏ ‏يرتدي‏ ‏طقية‏ ‏حمراء‏ ‏اللون‏ ‏وأخذ‏ ‏يضرب‏ ‏في‏ ‏مايكل‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏, ‏ولما‏ ‏فشلت‏ ‏في‏ ‏حماية‏ ‏مايكل‏ ‏من‏ ‏الضرب‏ ‏ألقيت‏ ‏نفسي‏ ‏عليه‏ ‏حتي‏ ‏أحميه‏ ‏فضربني‏ ‏نفس‏ ‏رجل‏ ‏الجيش‏ ‏علي‏ ‏ظهري‏.‏
استمر‏ ‏هذا‏ ‏الوضع‏ ‏حتي‏ ‏جاء‏ ‏بعض‏ ‏الشباب‏ ‏ونقلنا‏ ‏مايكل‏ ‏إلي‏ ‏المستشفي‏ ‏القبطي‏ ‏بشارع‏ ‏رمسيس‏ ‏هناك‏ ‏دخلنا‏ ‏ولم‏ ‏أقدر‏ ‏أن‏ ‏أوصف‏ ‏المشهد‏ ‏الجثث‏ ‏ملقاة‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏ ‏لايوجد‏ ‏مكان‏ ‏بالثلاجات‏, ‏كلمات‏ ‏الممرضات‏ ‏المحجبات‏ ‏لنا‏ ‏في‏ ‏منتهي‏ ‏القسوة‏.‏
جلست‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏ ‏ومايكل‏ ‏ملقي‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏ ‏ولم‏ ‏أعرف‏ ‏أنه‏ ‏فارق‏ ‏الحياة‏ ‏أم‏ ‏علي‏ ‏قيدها‏ ‏استمرت‏ ‏الحالة‏ ‏كثيرا‏ ‏حتي‏ ‏علمت‏ ‏أنه‏ ‏استشهد‏ ‏ولم‏ ‏أتوقف‏ ‏عن‏ ‏الكلام‏ ‏معه‏ ‏ممسكة‏ ‏بيده‏ ‏وشعرت‏ ‏أنه‏ ‏يقول‏ ‏لي‏:‏حقي‏ ‏يا‏ ‏فيفيان‏ ‏لاتتركيني‏.‏
‏*‏تركت‏ ‏فيفيان‏ ‏تتحدث‏ ‏ولم‏ ‏أقاطعها‏ ‏ولا‏ ‏أخفي‏ ‏عنكم‏ ‏أن‏ ‏كلامها‏ ‏جعلني‏ ‏أبكي‏ ‏معها‏ ‏علي‏ ‏المشاهد‏ ‏التي‏ ‏عايشتني‏ ‏فيها‏, ‏هذه‏ ‏الخطيبة‏ ‏التي‏ ‏قامت‏ ‏بدور‏ ‏الزوجة‏ ‏والأم‏ ‏والأخت‏ ‏بدون‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏لكن‏ ‏لدي‏ ‏فضول‏ ‏حول‏ ‏مايدور‏ ‏من‏ ‏تصور‏ ‏لدي‏ ‏فيفيان‏ ‏في‏ ‏المرحلة‏ ‏القادمة‏ ‏من‏ ‏حياتها‏ ‏فقالت‏:‏
مايكل‏ ‏هو‏ ‏كل‏ ‏حياتي‏...‏هو‏ ‏الذي‏ ‏علمني‏ ‏وشجعني‏ ‏وأنا‏ ‏سأظل‏ ‏مكملة‏ ‏لدور‏ ‏مايكل‏ ‏وستظل‏ ‏منظمته‏ ‏مفتوحة‏ ‏للجميع‏ ‏وباسمه‏, ‏وأشكر‏ ‏الله‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏يحكي‏ ‏لي‏ ‏كل‏ ‏شئ‏ ‏من‏ ‏أحلامه‏ ‏مشروعاته‏ ‏فسوف‏ ‏أعمل‏ ‏علي‏ ‏تنفيذها‏ ‏طوال‏ ‏حياتي‏.‏
أما‏ ‏من‏ ‏ناحية‏ ‏حقه‏, ‏فسوف‏ ‏أعمل‏ ‏علي‏ ‏رد‏ ‏حقه‏ ‏بالقانون‏ ‏حتي‏ ‏لو‏ ‏استمرت‏ ‏القضية‏ ‏لآخر‏ ‏يوم‏ ‏في‏ ‏عمري‏, ‏وسوف‏ ‏يساعدني‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الكثير‏, ‏الكاتدرائية‏ ‏كلفت‏ ‏مجموعة‏ ‏من‏ ‏المحامين‏ ‏لمساعدتنا‏ ‏وخلاف‏ ‏هذا‏ ‏سوف‏ ‏يساعدني‏ ‏الأستاذ‏ ‏طارق‏ ‏زغلول‏ ‏المدير‏ ‏التنفيذي‏ ‏للمنظمة‏ ‏المصرية‏ ‏لحقوق‏ ‏الإنسان‏ ‏ويكلف‏ ‏لنا‏ ‏محامين‏ ‏لرد‏ ‏حق‏ ‏مايكل‏.‏
فيكفي‏ ‏التقارير‏ ‏المزورة‏ ‏التي‏ ‏أعطيت‏ ‏لنا‏ ‏عند‏ ‏استلام‏ ‏الجثمان‏, ‏ليس‏ ‏مايكل‏ ‏وحده‏ ‏بل‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏استشهد‏ ‏لذلك‏ ‏طلبنا‏ ‏أن‏ ‏يتم‏ ‏تشريح‏ ‏الجثامين‏ ‏لكتابة‏ ‏سبب‏ ‏الموت‏ ‏الحقيقي‏ ‏فكيف‏ ‏يكون‏ ‏شهيد‏ ‏مصاب‏ ‏مطعون‏ ‏بأربع‏ ‏طلقات‏ ‏أو‏ ‏مدهوس‏ ‏بمضرعة‏ ‏ويكتب‏ ‏أن‏ ‏سبب‏ ‏الوفاة‏ ‏سكتة‏ ‏قلبية‏!‏
تركت‏ ‏فيفيان‏ ‏وذهبت‏ ‏إلي‏ ‏ماسبيرو‏ ‏حيث‏ ‏استشهد‏ ‏مايكل‏ ‏و‏24 ‏آخرون‏ ‏ووقفت‏ ‏بظهري‏ ‏للمبني‏ ‏الضخم‏ ‏وقلت‏ ‏للنيل‏ ‏ياليتك‏ ‏كنت‏ ‏حيا‏ ‏تشهد‏ ‏ما‏ ‏حدث‏ ‏من‏ ‏اعتداءات‏ ‏علي‏ ‏الأقباط‏ ‏من‏ ‏القاهرة‏ ‏لأسوان‏...‏زمان‏ ‏كان‏ ‏يأتي‏ ‏لك‏ ‏المخطوبون‏ ‏لتجمعهم‏, ‏جاءوا‏ ‏اليوم‏ ‏لتفرقهم‏ ‏وتعذبهم‏.‏
 
 
 

This site was last updated 10/02/12