Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

  نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص الكلبية زوجة الخليفة عثمان بن عفان وقميصه

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
نسب عثمان وشكله
الأحداث التاريخية فى عهد بن عفان
السيوطى يسرد مقتل عثمان
أبن ألأثير يوم الجرعة
نائلة زوجة عثمان بن عفان
عائشة تحرض لقتل عثمان

من هى نائلة ؟

نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة الكلبية هي الزوجة الأخيرة للصحابي الخليفة عثمان بن عفان وهى زوجه وحضرت اغتيال الخليفة الراشدي عثمان بن عفان،أمام عينيها وهم يمثلون بجسده ودافعت نائلة عن زوجها حتى قام المهاجمون بقطع أصابعها. وبعد مقتله قامت بالدعوة للأخذ بثأره، وألهبت مشاعر بني أمية، وهي من قامت بإرسال قميص عثمان إلى دمشق ليعلق في أكبر مساجدها. واشتهر هذا الفعل حتى غدا «قميص عثمان» مثلاً متداولاً بين الناس إلى يومنا هذا، لكن صاحبة الفعل لم تنل من الشهرة، مثل ما نال القميص الذي أرسلته.
نسبها ونشأتها
نسبها، كاملاً نقلاً عن جمهرة النسب لابن الكلبي، هو نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب بن هبل بن عبدالله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة. جدها الأحوص بن عمرو، وقد رأس قومه، وكان إذا ارتحل ارتحلت قبائل قضاعة، وإذا اقام أقاموا، وله يقول الشاعر:
قضاعة إذ احلحهم يحلوا
وبرنحلون ميلا لا ارتحالا
ولدت من عائلة نصرانية من الكوفة.
وكان سبب زواجها بعثمان بدأ عندما تزوج سعيد بن العاص الأموي والي الكوفة هند بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة، فبلغ ذلك الخليفة عثمان، فكتب إليه: «بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فإنه قد بلغني أنك تزوجت امرأة من كلب، فاكتب إلي بنسبها وجمالها».
فكتب إليه: «أما بعد، فإن نسبها أنها بنت الفرافصة بن الأحرص، وجمالها أنها بيضاء مديدة القامة».
فكتب إليه: «إن كانت لها أخت فزوجنيها».
فزوجها له أخوها ضب وكان مسلماً، وحملها إلى عثمان في المدينة، وأنجبت له من الولد ثلاثًا: أم خالد وأروى وأم أبان الصغرى

******************

فيما يلى ما أورده كتاب صدر في القاهرة عام 1999م، بعنوان‏:‏ هوامش الفتح العربي لمصر، حكايات الدخول كتبته الباحثة سناء المصري - طبعة إشعاع للنشر

*****************************************************************************************************************************

النساء يشتركن فى القتال العربى العربى

برز أسم نائلة بنت الفرافصة فى أحداث الفتنة الكبرى من ضمن أسماء النساء المقيملت فى مركز الحكم بالمدينة  وكانت نائلة آخر زوجات عثمان بن عفان _ الخليفة المقتول - ويحكى أن عثمان تزوجها وهو على مشارف الثمانين من عمره بينما هى فى ريعان الصبا والشباب ، ويقال أنها ماتت نصرانية أو بالأحرى من قبيلة نصرانية دخلت الإسلام [ الأب الدكتور جورج قنواتى : المسيحية والحضارة العربية ص 263]

حينما دخل وفد ثائرى الأزمة ، أشارت نائلة على عثمان بأن يقبل رأى على أبن أبى طالب فى إجابة مطالب الثائرين لتسكين الموقف ، لكن يبدو أن عثمان كان متردداً ، وتسارعت الأحداث وحاصر الثوار بيت عثمان ، ومنعوا عنه الماء ، ثم تسلقوا سور البيت المجاور له وأنقضوا عليه يضربونه (والذين تسوروا الحائط هم: كنانة بن بشر بن عتاب وسودان بن حمران وعمرو بن الحمق) [الطبري 5 / 131] ودافعت عنه نائلة فقطعوا أصابعها وهى تحاول حمايته من سيوفهم ، ولم ينتهى دور نائلة بموت عثمان بل راحت تؤجج نار الثأر للخليفة المقتول ، فخطبت فى مسجد المدينة ( وهى منسلبة فى أطمار ومعها نساء من قومها والخطبة طويلة ) [ أبن ظهيرة ، الفضائل الباهرة ص 27]

وحينما أنشغل الناس بأمر الفتنة وتركوا جثة الخليقة المقتول فى داره المحاصرة ، أرسلت نائلة إلى قليل من الرجال لسيجهزوا عثمان ، فقالوا : إنا لا نقدر أن نخرج نهاراً ، إن هؤلاء المصريين على الباب ، فأمهلوا حتى كان بين المغرب والعشاء فدخل قوم ، فحيل بينه وبينهم فقال أبو جهم : والله لا يحول بينى وبينه أحد إلا مت دونه ، إحملوه إلى دار البقيع ، فحملوه  وتبعتهم نائلة بسراج فدفن الخليفة ليلاً طون أن يتبعه أحد .

وبعثت نائلة بقميص عثمان وأصبعها معلق فيه - الخنصر - إلى معاوية بن ابى سفيان فى الشام تحرضه على طلب الثأر ، ولما ـى التحريض بنتائجه وأشتعلت الحرب العربية وأمتدت للأمصار وقامت شيعة عثمان بقتل محمد بن أبى بكر بعثت شيعة عثمان هى الأخرى فى مصر بقميص محمد بن أبى بكر الذى قتل فيه إلى المدينة ( فوصل إلى دار عثمان وإجتمع رجال عثمان ونساؤه وأظهروا السرور ولبست نائلة بنت الفرافصة القميص ورقصت به وأرسلت أم حبيبة أخت معاوية بكبش شواء إلى عائشة ، وقالت : هكذا شوى أخوك بمصر ، فحلفت ألا تأكل شواء حتى تلقى الله   ، ودخلوا على أسماء بنت عميس أم محمد بن ابى بكر فقيل لها : قتل محمد بمصر وأحرق بالنار فى جوف حمار ، وكانت فى مصلاها فعضت شفتيها وكظمت غيظها فشخبت ثدياها دماً ) [ أبن ظهيرة : الفضائل الباهرة ، فى محاسن مصر والقاهرة ، ص 278]

ولم تكتف نائلة بأن تلبس قميص محمد بن أبى بكر وترقص به ، بل أنها حينما حج معاوية بن حديج عقب قتله لمحمد بن أبى بكر وإحراقه بالنار (لقيته نائلة وقبلت رجليه وقالت شفيت نفسى من أبن الخثعمية ) [ أبن ظهيرة : الفضائل الباهرة ، فى محاسن مصر والقاهرة ]

ومثل هذه القصص تعكس طبيعة الصراع الدائر بين العرب ، حينما تمتوج النعرات القبلية بالرغبة فى الحفاظ على المكانة والسيادة ، ولو كان الثمن جريان بحور من الدم    

 

*********************

نائلة تتهم أهل المدينة

وذكر ابن الجوزي في المنتظم كتاب من نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان الى معاوية بن ابي سفيان اتهمت فيه اهل المدينة بالمشاركة في حصار عثمان ومنع الماء عنه حيث قال ابن الجوزي:
ولما ضرب عثمان بالسيف اتقت نائلة بنت الفرافصة بيدها، فقطعت إصبعان من أصابعها، فلما قتل كتبت إلى معاوية: من نائلة بنت الفرافصة إلى معاوية بن أبي سفيان، أما بعد. فإني أذكركم بالله الذي أنعم عليكم، وعلمكم الإسلام، وهداكم من الضلالة، وأبعدكم عن الكفر، وأنشدكم الله فأذكركم حقه وحق خليفته أن تنصروه، وأن أمير المؤمنين بُغِي عليه وكنت مشاهدة أمره، إن أهل المدينة حصروه يحرسونه ليلهم ونهارهم قياماً على أبوابه بسلاحهم حتى منعوه الماء، ثم إنه رُمي بالنبل والحجارة، ثم أحرقوا باب الدار، ثم دخلوا عليه وأخفوا بلحيته وضربوه على رأسه ثلاث ضربات وطعنوه في صدره ثلاث طعنات، وقد أرسلت إليكم بثوبه، فحلف رجال من الشام ألا يطأوا النساء حتى يقتلوا قتلته أو تذهب أرواحهم. [المنتظم لابن الجوزي ج5 ص60]
وذكر ابن عبد ربه الاندلسي في العقد الفريد نفس الكتاب لكن فيه تطويل حيث ذكرت:
وإني أقُص عليكم خَبره، إني شاهدةٌ أمرَه كُلَّه: إنّ أهل المدينة حَصروه في داره وحَرسوه ليلَهم ونهارَهم، قياماً على أبوابه بالسِّلاحِ، يَمنعونه من كل شيء قَدروا عليه، حتى مَنعوه الماء، فمكث هو ومَن معه خمسين ليلةً؛ وأهلُ مصر قد أسندوا أمرَهم إلى عليّ ومحمد بن أبي بكر وعمّار بن ياسر وطلحة والزُبير، فأمروهم بقتله، وكان معهم من القبائل خُزاعة وسَعد بن بكر وهُذيل وطوائف من جُهينة ومُزينة وأنباط يثرب، فهؤلاء كانوا أشدَّ الناس عليه. ثم إنه حُصر فَرُشق بالنَّبل والحجارة، فجُرح ممن كان في الدار ثلاثةُ نفر معه، فأتاه الناس يصرْخون إليه ليأذن لهم في القتال، فنهاهم وأمرهم أن يردّوا إليهم نبلَهم، فردُّوها عليهم. [العقد الفريد ج2 ص95]

*******************

كتاب نائلة بنت الفرافصة إلى معاوية

كتبت نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ إلى معاوية كتابًا مع النعمان بن بشير وبعثت إليه بقميص عثمان مخضبًا بالدماء‏.‏ وهذا هو نص كتابها‏:‏
من نائلة بنت الفرافصة إلى معاوية بن أبي سفيان ‏[‏ص 187‏]‏‏
[ أبن ظهيرة ، الفضائل الباهرة ص 27]
"‏أما بعد، فإني أدعوكم إلى اللَّه الذي أنعم عليكم وعلمكم الإسلام وهداكم من الضلالة‏.‏ وأنقذكم من الكفر‏.‏ ونصركم على العدو‏.‏ وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة‏.‏ وأنشدكم اللَّه وأذكركم حقه وحق خليفته أن تنصروه بعزم اللَّه عليكم فإنه قال‏:‏ ‏{‏وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏الحجرات‏:‏ 9‏]‏ فإن أمير المؤمنين بُغي عليه، ولو لم يكن لعثمان عليكم إلا حق الولاية لحق على كل مسلم يرجو إمامته أن ينصره، فكيف وقد علمتم قدمه في الإسلام، وحسن بلائه، وأنه أجاب اللَّه وصدق كتابه، واتبع رسوله، واللَّه أعلم به، إذ انتخبه فأعطاه شرف الدنيا وشرف الآخرة‏!‏ وإني أقص عليكم خبره‏.‏ إني شاهدة أمره كله‏.‏ إن أهل المدينة حصروه في داره، وحرسوه ليلهم ونهارهم، قيامًا على أبوابه بالسلاح يمنعونه من كل شيء قدروا عليه حتى منعوه الماء، فمكث هو ومن معه خمسين ليلة وأهل مصر قد أسندوا أمرهم إلى محمد بن أبي بكر وعمار بن ياسر وطلحة والزبير فأمروهم بقتله‏.‏ وكان معهم من القبائل خزاعة وسعد بن بكر وهذيل وطوائف من جهينة ومزينة وأنباط يثرب‏.‏ فهؤلاء كانوا أشد الناس عليه‏.‏ ثم إنه حصر، فرشق بالنبل، فجرح ممن كان في الدار ثلاثة نفر‏.‏ فأتاه الناس يصرخون إليه ليأذن لهم في القتال فنهاهم وأمرهم أن يردوا إليهم نبلهم فردوها عليهم‏.‏ فما زادهم ذلك في القتل إلا جرأة وفي الأمر إلا إغراقًا فحرقوا باب الدار‏.‏ ثم جاء نفر من أصحابه فقالوا‏:‏ إن ناسًا يريدون أن يأخذوا من الناس بالعدل فاخرج إلى المسجد يأتوك فانطلق فجلس فيه ساعة وأسلحة القوم مطلة عليه من كل ناحية‏.‏ فقال‏:‏ ما أرى اليوم أحدًا يعدل‏.‏ فدخل الدار وكان معهم نفر ليس على عامتهم سلاح‏.‏ فلبس درعه وقال لأصحابه‏:‏ لولا أنتم ما لبست اليوم درعي‏.‏ فوثب عليه القوم فكلَّمهم ابن الزبير وأخذ عليهم ميثاقًا في صحيفة بعث بها إلى عثمان‏.‏ عليكم عهد اللَّه وميثاقه أن لا تقربوه بسوء حتى تكلّموه وتخرجوا‏.‏ فوضع السلاح، ودخل عليه القوم يقدمهم محمد بن أبي بكر‏.‏ فأخذ بلحيته ودعوا باللقب‏.‏ فقال‏:‏ أنا عبد اللَّه وخليفته عثمان فضربوه على رأسه ثلاث ضربات، وطعنوه في صدره ثلاث طعنات وضربوه على مقدم العين فوق الأنف ضربة أسرعت في العظم، فسقطت عليه، قد أثخنوه وبه حياة، وهم يريدون أن يقطعوا رأسه فيذهبوا به فأتتني ابنة شيبة بن ربيعة فألقت بنفسها معي فوطئنا وطئًا شديدًا عُرِّينا من حلينا وحرمة أمير المؤمنين أعظم‏.‏ فقتلوا أمير المؤمنين في بيته مقهورًا على فراشه‏.‏ وقد أرسلت إليكم بثوبه عليه دمه فإنه واللَّه إن كان أثم من قتله فما سلم من خذله‏.‏ فانظروا أين أنتم من اللَّه، وأنا أشتكي كل ما مسنا إلى اللَّه عز وجل وأستصرخ بصالحي عباده‏.‏ فرحم اللَّه عثمان ولعن قتلته وصرعهم في الدنيا مصارع الخزي والمذلة وشفى منهم الصدور‏"‏‏.‏
فحلف رجال من أهل الشام أن لا يمسوا غسلًا حتى يقتلوا عليًّا أو تفنى أرواحهم‏.‏
وهذا كتاب طويل ذكرت فيه زوجة عثمان تفاصيل قتله بعد أن فجعت بفقده، لكنها لم ‏[‏ص 188‏]‏ تذكر أسماء من باشروا القتل‏.‏ وقد كانت نائلة من أخلص المخلصين لزوجها، ودافعت عنه بقدر طاقتها، وعرضت نفسها للقتل‏.‏ وهكذا فليكن الوفاء والإخلاص‏.‏ وقد حرضت معاوية والمسلمين بهذا الكتاب على الأخذ بالثأر‏

 

This site was last updated 09/01/11