Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

 سنة عشرين وثلاثمائة خلافة القاهر بالله

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة320 وخلافة القاهر بالله
سنة321
سنة322

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

ثم دخلت سنة عشرين وثلاثمائة

ذكر خلافة القاهر بالله
لّما قُتل المقتدر بالله عظم قتله على مؤنس، وقال: الرأي أن ننصِّب ولده أبا العبّاس أحمد في الخلافة، فإنّه تربيتي، وهو صبيّ عاقل، وفيه دين وكرم، ووفاء بما يقول، فإذا جلس في الخلافة سمحت نفس جدّته، والدة المقتدر، وإخوته، وغلمان أبيه ببذل الأموال، ولم ينتطح في قتل المقتدر عنزان؛ فاعترض عليه أبو يعقوب إسحاق بن إسماعيل النُّوبختيُّ وقال: بعد الكدّ والتعب استرحنا من خليفة له أمّ، وخالة، وخدم يدبّرونه، فنعود إلى تلك الحال ! والله لا نرضى إلاّ برجل كامل، يدبّر نفسه، ويدبّرنا. وما زال حتّى ردّ مؤنساً عن رأيه، وذكر له أبو منصور محمّد بن المعتضد، فأجابه مؤنس إلى ذلك، وكان النُّوبختيُّ في ذلك كالباحث عن حتفه بظلفه، فإن القاهر قتله، كما نذكره (وَعَسَى أنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌ لَكُمْ) البقرة: 216.
وأمر مؤنس بإحضار محمّد بن المعتضد، فبايعوه بالخلافة لليلَتين بقيتا من شوّال، ولقّبوه القاهر بالله، وكان مؤنس كارهاً لخلافته، والبيعة له، ويقول: إنّني عارف بشرّه، وسوء نيّته، ولكن لا حيلة. (3/440)
ولّما بويع استحْلفه مؤنس لنفسه ولحاجبه بُلَيق، ولعلّي بن بليق، وأخذوا خطّة بذلك، واستقرّت الخلافة له، وبايعه الناس، واستوزر أبا عليّ بن مُقلة، وكان بفارس، فاستقدمه، ووزَر له، واستحجب القاهرُ عليَّ بن بُلَيق، وتشاغل القاهر بالبحث عمّن استتر من أولاد المقتدر وحُرَمه، وبمناظرة والدة المقتدر، وكانت مريضة قد ابتدأ بها الاستسقاء، وقد زاد مرضها بقتل ابنها، ولّما سمعت أنّه بقي مكشوف العورة جزعت جزعاً شديداً، وامتنعت عن المأكول والمشروب حتّى كادت تهلك، فوعظها النساء حتّى أكلت شيئاً يسيراً من الخبز والملح.
ثمّ أحضرها القاهر عنده، وسألها عن مالها، فاعترفت له بما عندها من المَصُوغ والثياب، ولم تعترف بشيء من المال والجوهر، فضربها أشدّ ما يكون من الضرب، وعلّقها برجلها، وضرب المواضع الغامضة من بدنها، فحلفت أنّها لا تملك غير ما أطلعته عليه، وقالت: لو كان عندي مال لما أسلمتُ ولدي للقتل؛ ولم تعترف بشيء.
وصادر جميع حاشية المقتدر وأصحابه، وأخرج القاهر والدة المقتدر لتُشهد على نفسها القضاة والعدول بأنّها قد حلّت أوقافها، ووكّلت في بيعها، فامتنعت عن ذلك، وقالت: قد أُوقفها على أبواب البرّ والقرب بمكّة والمدينة والثغور، وعلى الضعفى والمساكين، ولا أستحلّ حلّها ولا بيعها، وإنّما أوكل على بيع أملاكي.
فلمّا علم القاهر بذلك أحضر القاضي والعدول، وأشهدهم على نفسه أنّه قد حلّ وقوفها جميعها، ووكّل في بيعها، فبيع ذلك جميعه مع غيره، واشتراه الجند من أرزاقهم؛ وتقدّم القاهر بكبس الدور التي سُعي إليه أنّه اختفى فيها ولد المقتدر، فلم يزل كذلك إلى أن وجدوا منهم أبا العبّاس الراضي، وهارون، وعليّاً، والعبّاس، وإبراهيم، والفضل، فحُملوا إلى دار الخليفة، فصودروا على مالٍ كثير، وسلّمهم عليُّ بن بُليق إلى كاتبه الحسن بن هارون، فأحسن صحبتهم.
واستقرّ أبّو عليّ بن مقلة في الوزارة، وعزل وولّى، وقبض على جماعة من العمّال، وقبض على بني البريدي، وعزلهم عن أعمالهم وصادرهم.
ذكر وصول وشمكير إلى أخيه مرداويج
وفيها أرسل مرداويج إلى أخيه وشمكير، وهو ببلاد جِيلان، يستدعيه إليه، وكان الرسول بن الجعد، قال: أرسلني مرداويج، وأمرني بالتلطّف لإخراج أخيه وشمكير إليه، فلمّا وصلتُ سألتُ عنه، فدُللتُ عليه، فإذا هو مع جماعة يزرعون الأرزّ، فلمّا رأوني قصدوني وهم حفاة عراة، عليهم سراويلات ملوّنة الخرق، وأكيسة ممزقة، فسلّمتُ عليه، وأبلغتهُ رسالة أخيه، وأعلمتُه بما ملك من البلاد والأموال وغرها، فضرط بفمه في لحية أخيه وقال: إنّه لبس السواد، وخدم المسوِّدة، يعني الخلفاء من بني العبّاس.
فلم أزل أمنّيه وأطمعه حتّى خرج معي، فلمّا بلغنا قَزوين اجتهدتُ به ليلبس السواد، فامتنع ثمّ لبس بَعد الجهد. قال: فرأيتُ من جهله أشياء أستحيي من ذكرها، ثمّ أعطته السعادة ما كان له في الغيب، فصار من أعرف الملوك بتدبير الممالك وسياسة الرعايا.
ذكر عدّة حوادث
فيها توفّي القاضي أبو عمر محمّد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل ابن حمّاد بن زيد، وكان عالماً فاضلاً حليماً، وأبو عليّ الحسين بن صالح ابن خيران الفقيه الشافعيُّ، وكان عابداً ورِعاً، أُريد على القضاة، فلم يفعل.
وفيها توفّي أبو نعيم عبد الملك بن محمّد بن عديّ الفقيه الشافعيُّ الجرجانيُّ، المعروف بالأسْتراباذيّ.

 

 

This site was last updated 07/15/11