Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم عزت اندراوس

 سنة إحدى وعشرين ومائتين 

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
سنة 226 وخلافة المعتصم
سنة219 وسنة220
سنة221
سنة222
سنة223
سنة224
سنة225
سنة226 وسنة227
عاصمة العباسيين سامراء

 

الجزء التالى من كتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء:  10

**************************************************************************************************************************

حوادث سنة إحدى وعشرين ومائتين
ذكر محاربة بابك في هذه السنة

في هذه السنة واقه بابك بغا الكبير، فهزمه، وواقعه الافشين، فهزم بابك.
وكان سبب ذلك أن بغا الكبير كان قد قدم بالمال الذي كان معه إلى الأفشين، ففرقه في أصحابه، وتجهز بعد النيروز، ووجه إلى بغا في عسكر ليدور حول هشتادسر، وينزل في خندق محمد بن حميد، ويحفره، ويحكمه، فسار بغا إلى الخندق، ورحل الأفشين من برزند، ورحل أبوسعيد من خش يريدان بابك، فتوافوا بمكان يقال له: دروذ، فحفر الأفشين خندقأن وبنى عليه سورأن وكان بينه وبين البذ ستة أميال.
ثم أن بغا تجهز بغير أمر الأفشين، وجمل معه الزاد، ودار حول هشتادسر، حتى دخل قرية البذ، فنزلها فأقام بها؛ ثم وجه ألف رجل في علاقة له، فخرج عليهم بعض عساكر بابك، فأخذ العلافة، وقتل كل من كان قاتله، وأسر من قدر عليه وأخذ بعضهم، فأرسل منهم رجلين إلى الأفشين يعلمانه ما نزل بهم.
ورجع بغا إلى خندق محمد بن حميد تشبيهاً بالمنهزم، وكتب إلى الأفشين يعلمه ذلك، ويسأله المدد، فوجه إليه الأفشين أخاه الفضل، وأحمد بنالخليل بن هشام، وابن جوشن، وجناحاً الأعور، صاحب شرطة الحسن ابن سهل، وأحد الأخوين قرابة الفضل بن سهل، فأتوا بغأن وكتب الأفشين إلى بغا يعلمه أن يغزوبابك في يوم عينة له، ويأمره أن يغزوفي ذلك اليوم بعينه فيحاربه من الوجهين، فخرج الأفشين ذلك اليوم من دروذ يريد بابك، وخرج بغا من خندقه، فخرج إلى هشتادسر، فلم يكن للناس صبر لشدة البرد والريح، فانصرف إلى عسكره، فعسكر على دعوة، وهاجت ريح باردة ومطر شديد، فرجع بغا إلى عسكره، وواقعهم الافشين من الغد، بعد رجوع بغأن فهزم أصحاب بابك، وأخذ عسكره وخيمته وامرأة كانت معه، ونزل الأفشين في معسكر بابك. (3/189)
ثم تجهز بغا من الغد، وصعد إلى هشتادسر، فأصاب العسكر الذي كان مقيماً بإزائه قد انصرف إلى بابك، فأصاب من أثاثهم ورحلهم شيئاً، وانحدر من هشتادسر يريد البذ، وعلى مقدمته داود سياه، فأرسل إليه بغا: إن المساء قد أدركنأن وقد تعب الرجالة، وتوسطنا المكان الذي قد نعرفه، فانظر جبلاً حصيناً حتى نعسكر فيه ليلتنا هذه؛ فصعد بهم إلى جبل أشرفوا منه على عسكر الأفشين، فقال: نبيت ها هنا إلى غدوة، وننحدر إلى الكافر إنه شاء الله تعالى.
فجاءهم تلك الليلة سحب وبرد، وثلج كثير، فأصبحوا ولا يقدر أحد منهم أن ينزل فيأخذ ماء، ولا يسقي دابته من شدة البرد، واشتد عليه الثلج والضباب، فلما كان اليوم الثالث قال الناس لبغا: قد فني ما معنا من الزاد، وقد أضر بنا البرد، فانزل على أي حالة إما راجعين وإما إلى الكافر.
وكان بابك في أيام الضباب والثلج قد بيت الأفشين وبعض عساكره، وانصرف الأفشين إلى عسكره، فضرب بغا الطبل، وانحدر يريد البذ، ولا يعلم بما تم على الأفشين بل يظنه في موضع عسكره، فلما نزل إلى بطن الوادي رأى السماء منجلية، والدنيا طيبة، غير رأس الجيل الذي كان عليه، فعبأ أصحابه، وتقدم إلى البذ، حتى صار بحيث يلزق جبل البذ، ولم يبق بينه وبين أن يشرف على أبيات البذ إلا صعود نصف ميل.
وكان على مقدمته جماعة فيهم غلام لابن البعيث، له قرابة بالبذ، فلقيهم طلائع بابك، فعرف بعضهم الغلام، فسأله عم له عمن معه من أهله، فأخبره، فقال له: ارجع وقل لمن تعنى به يتنح، فإنا قد هزمنا الأفشين، ومضى إلى خندقه، وتهيأنا لكم عسكرين، فعجل الانصراف لعلك تفلت.
فرجع الغلام فأخبر ابن البعيث، فأخبر بغا بذلك، فشاور أصحابه، فقال بعضهم: هذا باطل، هذه خدعة. وقال بعضهم: هذا رأس جبل ينظر إلى عسكر الأفشين، فصعد بغأن ومعه نفر، إلى راس الجبل، فلم يروا عسكر الأفشين، فتيقن أنه مضى، وتشاوروأن فرأوا أن ينصرف الناس قبل أن يجيئهم الليل، فانصرفوأن وجدوا في السير، ولم يقصد الطريق الذي دخل منه لكثرة مضايقه، بل أخذ طريقاً يدور حول هشتادسر ليس فيه غير مضيق واحد، فطرح الرجالة سلاحهم في الطريق، وخافوأن وصار بغا وجماعة القواد في الساقة، وطلائع بابك تتبعهم، وهم قدر عشرة فرسان، فشاور بغا أصحابه، وقال: لا آمن أن يكون هؤلاء مشغلة لنا عن المسير، وتقدم أصحابهم ليأخذوا المضيق علينأن فقال له الفضل: إن هؤلاء أصحاب الليل، فأسرع السير، ولا تنزل حتى تجاوز المضيق. وقال غيره: إن العسكر قد تقطع، وقد رموا سلاحهم، وقد بقي المال والسلاح على البغال ليس معه أحد، ولا نأمن أن يؤخذ، ويؤخذ الأسير الذي معهم.
وكان ابن جويدان معهم أسيراً يريدون أن يفادوا به، فعسكر على رأس جبل حصين، ونزل الناس وقد كلوا وتعبوأن وفنيت أزوادهم، فباتوا يتحارسون من ناحية المصعد، فأتاهم بابك من الناحية الأخرى، فكبسوا بغا والعسكر، وخرج بغا راجلأن فرأى دابة فركبهأن وجرح الفضل بن كاوس، وقتل جناح السكري وابن جوشن، واخذ الأخوين قرابة الفضل بن سهل ونجا بغا والناس ولم تتبعهم الخرمية، وأخذوا المال والسلاح والأسير، فوصل الناس معسكرهم منقطعين إلى خندقهم، فأقام بغا به خمسة عشر يومأن وكتب إليه الأفشين يأمره بالرجوع إلى مراغة، وأن يرسل إليه المدد، فمضى بغا إلى مراغة، وفرق الأفشين الناس في مشاتيهم تلك السنة، حتى جاء الربيع.
وفيها قتل طرخان، وهومن أكبر قواد بابك، وكان سبب قتله أنه طلب من بابك إذناً حتى يشتي في قريته، وهي بناحية مراغة، وكان الأفشين يرصده، فلما علم خبره أرسل إلى ترك مولى إسحاق بن إبراهيم، وهوبمراغة، يأمره أن يسري إليه في قريته حتى يقتله، أويأخذه أسيرأن ففعل ترك ذلك وأسرى إليه وقتله، وأخذ رأسه فبعثه إلى الأفشين.
ذكر عدة حوادث
وفي هذه السنة قدم صول أرتكين وأهل بلاده في القيود، فنزعت فسودهم، وحمل الدواب نحومائتين.
وفيها غضب الأفشين على رجاء الحضاري، وبعث به مقيدأن وحج بالناس هذه السنة محمد بن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي ابن عبد الله، وهووالي مكة.
الحضاري بكسر الحاء المهملة وبالضاد المعجمة وبعد الألف راء وياء.
وفيها توفي القاضي أحمد بن محرز، قاضي القيروان، وكان من العلماء العاملين، الزاهدين في الدنيا. (3/190)
وفيها توفي آدم بن أبي إلياس العسقلاني، وهومن مشايخ البخاري في صحيحه، وعيسى بن أبان بن صدقة أبوموسى، قاضي البصرة، وهومن أصحاب أبي الحسن الشيباني، صاحب أبي حنيفة، وعبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي صاحب مالك، وعبد الكبير بن المعافى بن عمران وكان فاضلأن والعباس بن سليم بن جميل الأزدي الموصلي.

This site was last updated 07/14/11