Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

هل خطط مبارك لقتل السادات؟

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
عبود الزمر والأفراج عنه
يصور الإغتيال بالصدفة
تقرير المدعى العسكرى
الحكم على قتلة السادات
إعدام فرعون
عمر عبدالرحمن
تقرير الطبي الشرعي
الزمر قاتل السادات
عبود الزمر وقتل السادات
هل خطط مبارك لقتل السادات ؟

Hit Counter

 

هل خطط مبارك لقتل السادات ؟

وزير الداخلية الأسبق النبوى اسماعيل قد قال أن مباحث أمن الدولة لديها شريط فيديو يصور تدريبات تجرى فى الصحراء على ضرب النار تنفذها عناصر من الجماعات الاسلامية لاغتيال السادات فى المنصة. كما قال النبوى اسماعيل بأنة كان لدى أجهزة الأمن معلومات مؤكدة بأن الجماعات الاسلامية تخطط لاغتيال السادات فى أثناء الاستعراض يوم 6 أكتوبر.
و السؤال هو لماذ لم يقبض أيضا على هؤلاء الذين تم تصويرهم و تتبعهم و هم يتدربون على قتل رئيس الجمهورية؟
فى هذة الأيام المتوترة التى زادت فيها حدة الشك و الريبة فى الكل كيف يمكن لأحد لأن يقترب من السادات بدرجة كافية لقتلة. فى أثناء العرض العسكرى يقوم بحماية السادات عدد كبير من الحراس المدربين اعلى تدريب فى الولايات المتحدة فى المحيط الأول للسادات الذى يبلغ نصف قطرة 15 متر و لا يمكن اختراقة و فى المحيط الثانى الخارجى يتولى حماية السادات قوات خاصة من الكوماندوز التابعة للحرس الجمهورى و فى المحيط الثالث قوات الأمن المركزى التى توفر الحماية لموكب الرئيس و تأمين الطرقات و الأسطح و فى المحيط الرابع تتولى قوات الشرطة المدنية و الشرطة العسكرية عمليات التأمين و الحماية.
و بالرغم من أن التأمين و الحماية للسادات كانا صارمين و مكررين الا أن الجناة تمكنوا مع ذلك من الاقتراب من السادات لمسافة تقل عن 15 متر و قتلة.
كان مبارك قد تمكن بحلول 6 أغسطس 1981 من وضع رجالة فى معظم الوظائف الحساسة و الهامة بالدولة تقريبا و منهم وزير الدفاع و وزير الداخلية و مدير المخابرات العامة و مدير مباحث أمن الدولة و مدير المخابرات الحربية و غيرهم.
تمكن الجناة من الاشتراك فى العرض العسكرى بالرغم أن معظمهم لم يكونوا أفراد فى القوات المسلحة. كانت أجهزة الأمن قد منعت الملازم أول خالد الاسلامبولى من الاشتراك فى الاستعراض العسكرى فى الثلاث سنوات السابقة لأسباب أمنية تتعلق بالأمن و المتمثلة فى وجود شقيقة الأكبر فى المعتقل لانة عضو فى الجماعة الاسلامية. و حتى لو فرض أن باستطاعتهم الاشتراك فى الاستعراض فكيف سيتمكنون من المرور خلال نقاط التفتيش العشرة المقامة فى الطريق المؤدى للاستعراض و هم يحملون زخيرة حية و قنابل و ابر ضرب النار؟ و كيف لهم أن يتغلبون على 150 فرد من حراس السادات الذين يعزلون تماما دائرة حول السادات يتعدى نصف قطرها 15 متر؟ و حيث ان الجناة قد تمكنوا فعلا من اجتياز كل هذة الدفاعات التى لا يمكن اختراقها بسهولة فان ذلك يؤكد بأنة حصلوا على مساعدة من شركاء لهم فى أعلى المناصب بالدولة. و يمكن لنا أن نعرف شركاء الجناة المهمين بدراسة طبيعة المساعدات التى وفروها لهم لضمان اختراق الدفاعات المنيعة و قتل السادات:
1- قررت المخابرات الحربية فجاة فى منتصف أغسطس رفع اسم الملازم أول خالد الاسلامبولى من قوائم الممنوعين من الاشتراك فى الاستعراض العسكرى لأسباب أمنية. لقد صدر قرار من مدير المخابرات الحربية باشتراك الاسلامبولى فى الاستعراض. و مهمة خالد فى الاستعراض كضابط فى اللواء 333 مدفعية و كما تعود أن ينفذها قبل حرمانة من الاشتراك فى الاستعراض قبل 3 سنوات هى الجلوس فى كابينة شاحنة تجر مدفع ميدانى بينما يجلس فى صندوق الشاحنة 4 جنود من ذات اللواء.
2- بعد رفع اسم الاسلامبولى من قائمة الممنوعين قامت بعض العناصر التابعة للجماعة الاسلامية بالاتصال بالاسلامبولى لتبلغة بأنة قد وقع علية الاختيار لتنفيذ "عملية استشهادية". قامت هذة العناصر بتقديم 4 رجال للاسلامبولى على انهم من سيعاونوة فى اتمام المهمة الموكلة لة. و الشركاء الأربعة أتموا الخدمة العسكرية كما أن أحدهم و هو حسين على كان قناصا بالجيش و بطل الرماية بة. الخطة كانت تتطلب أن يقوم الاسلامبولى بوضع شركاءة الجدد فى صندوق الشاحنة بدلا من الجنود الأصليين فى يوم الاستعراض.
3- كان الجناة الأربعة يقومون بالفعل بالتدريب فى الصحراء على اغتيال السادات فى المنصة. و الغريب أن هذة التدريبات كانت تتم تحت اشراف و حماية أجهزة الأمن بدليل ما أقر بة النبوى اسماعيل بأن أجهزة الأمن كان لديها شريط فيديو يصور هذة التدريبات.
4- قبل الاستعراض بثلاثة أيام صرف الاسلامبولى الجنود الأربعة الذين كانوا من المفرض أن يشتركوا معة فى الاستعراض بأن أعطى كل منهم أجازة تبلغ 4 أيام ثم ادخل الجناة الأربعة الوحدة منتحلين صفة الجنود الأربعة الأصليين و ظلوا هناك حتى يوم الاستعراض حيث اشتركوا فى التدريبات النهائية للاستعراض.
5- كانت الذخيرة الحية و ابر ضرب النار تنزع من الاسلحة التى كانت تصرف للمشاركين فى الاستعراض. و كاجراء أمنى اضافى تم اقامة 10 نقاط تفتيش بواسطة الشرطة العسكرية و المخابرات الحربية على طول الطريق المؤدى للاستعراض للتأكد من عدم وجود ابر ضرب النار و ذخيرة حية. و بالرغم أن الشاحنة التابعة للجناة كانت محملة بالقانبل و الذخيرة الحية و ابر ضرب النار الا أن الشاحنة تمكنت من المرور عبر كل نقاط التفتيش.
6- بالنظر الى الحالة الأمنية المتردية فقد تقرر أن يرتدى كل من السادات و مبارك و أبوغزالة الدرع الواقى من الرصاص تحت زيهم العسكرى التى كان السادات قد صممه بنفسة على الطراز النازى. فضلا عن ذلك فان حراس السادات البلغ عددهم 150 فرد جعلوا من المستحيل على أى قاتل محتمل أن يقترب من السادات مسافة تقل عن 15 متر دون أن يقتل أو يقبض علية. كما أن سور المنصة يوفر للسادات حماية ممتازة فى حالة ما اذا تم اطلاق النار علية. فأذا انبطح السادات خلف هذا السور فلا يمكن للجناة الذين يقفون على الناحية الأخرى من السور و اصابة السادات لأن ارتفاع السور 180 سم و عرضة 80 سم. و الأهم من ذلك كلة كيف يضمن مبارك و أبوغزالة عدم اصابتهما و هما يجلسان على يمين و يسار السادات.
و للتغلب على كل هذة الصعاب حدث ما يلى:
- تم صرف كل حراس السادات فجأة قبل وصول شاحنة الاسلامبولى ببضعة دقائق. لقد صدرت الأوامر لهؤلاء الحراس بالانتشار خلف المنصة و ليس أمامها بزعم أن الارهابيين سيهجمون من الخلف.
- بالرغم أن استعراض القوات الأرضية لم يكن قد انتهى الا أن الاستعراض الجوى بدأ فجأة و لم يعرف المشاهدون أين ينظرون و لكن صريخ و ضجيج الطائرات جذب انتباة الحضور الى أعلى و ذلك فى نفس الوقت الذى قفز فية الجناة الخمسة من الشاحنة لقتل السادات. لقد تم ضبط بدأ الاستعراض الجوى مع وصول شاحنة الاسلامبولى أمام المنصة الرئيسية.
- طلب كل من مبارك و أبوغزالة من السادات الوقوف لرد التحية العسكرية للضابط الذى نزل لتوة من شاحنة المدفعية و بينما وقف السادات حدثت 3 أو 4 اشياء فى ذات الوقت و هى: الضابط الذى كان يتقدم نحو المنصة لتحية السادات عاد فجأة مسرعا الى الشاحنة ليحضر بندقيتة الألية و قنابل يدوية. قام القناص و بطل الرماية الجالس فى صندوق الشاحنة باطلاق النار على رقبة السادات لمعرفتة مسبقا أن السادات يرتدى الدرع الواقى. كل من مبارك و ابوغزالة انبطح أرضا بسرعة و زحف بعيدا عن السادات الذى كان قد سقط لتوة على الأرض. و بمناظرة صورة جثمان السادات الذى أحتفظ بها سرا فترة تناهز 22 عاما و تم تسريبها بمعرفة بعض عناصر المخابرات التى انقلبت على حسنى مبارك فيمكن القول بأن السادات سقط على ظهرة بعد الطلقات الأولى التى أصابتة فى رقبتة و صدرة الأمر الذى يثبتة وجود أثار طلقات على الجزء السفلى من بطنة و التى أطلقها علية خالد الاسلامبولى أثناء وقوفة على الكرسى الذى وضع خلف سور المنصة أمام السادات. و لكن ماذا عن اثار الطلقات الموجودة على جانبيالسادات و هى أثار لطلقات ذو عيار صغير أطلقت من مسدس أو أكثر لم يكن موجود مع الجناة الذين كانوا يحملون كلاشينكوف عيار 7.62 مم. ان وجود مثل هذة الأدلة يفسر سر اخفاء صورة جثمان السادات و معلومات أخرى طوال هذة الفترة اذ أن التفسير الوحيد لوجود أثار طلقات لعيار صغير على جانبى السادات يؤكد أن مبارك و أبوغزالة أطلاقا النار على السادات من مسدس صغير كان كل منهما يخفية فى طيات ملابسة أثناء وجود السادات على الأرض بجوارهما و ذلك للتأكد من موتة.
- لقد ترك أحدهم كرسى فى الجانب الأخر من سور المنصة المواجة للسادات و الذى وقف علية خالد الاسلامبولى و مكنة من توجية دفعة من بندقيتة الألية أصابت السادات فى بطنة.
- بالرغم أن الجناة بدوا و كأنهم يطلقون النيران بدون تمييز على الجميع الا انهم طالبوا كل من مبارك و أبوغزالة بالابتعاد عن مرمى نيرانهم اذ قال عبد الحميد عبد العال لحسنى مبارك: أنا مش عايزك .. احنا عايزين فرعون. و قال خالد الاسلامبولى لأبوغزالة و هو يشيح لة بيدة: ابعد. الا يبدو ذلك التصرف غريبا على الجماعات الاسلامية التى تكفر ليس فقط الحاكم المسلم الذى لا يطبق الشريعة الاسلامية و لكن أيضا رموز نظامة الذين يتعين قتلهم أيضا. و اذا كانوا يريدون السادات فقط فلماذا قتلوا 7 أخرين؟
و عن الحيل الخداعية الأخرى التى استخدمت فى الاستعراض فقد تضمنت تعطل ثلاثة مركبات أمام المنصة بعد بداية الاستعراض ب 10 دقائق و 15 دقيقة و 20 دقيقة تباعا. و عندما توقفت الشاحنة التى تحمل الجناة أمام المنصة افترض الذين لم يكونوا ينظرون الى السماء لمشاهدة العرض الجوى أن الشاحنة تعطلت هى الأخرى.
لو لم يكن مبارك متورطا فى مؤامرة اغتيال السادات لكان قد اتخذ ما يلى من اجراءات:
1- أقال محمد عبد الحليم أبوغزالة لانة المسؤل كوزير للدفاع و قائد عام للقوات المسلحة عن مقتل السادات أثناء العرض العسكرى.
2- شكل لجنة محايدة و مستقلة لتجرى تحقيقات شاملة فى مؤامرة قتل رئيس الجمهورية.
مبارك فعل العكس تماما. لقد قام بترقية أبو غزالة لرتبة المشير و لنائب رئيس مجلس الوزراء كما لو كان يكافؤة على مقتل السادات. أفرج مبارك عن مرشد الأخوان و زعماء الجماعات الدينية و الاسلاميين المتطرفين الذين كان السادات قد قبض عليهم قبل وفاتة بشهر و كأنة يكافؤهم لقتل السادات. منع مبارك أى تحقيقات مستقلة كما انة حجب معلومات هامة فى قضية قتل السادات و أخفى أو دمر أدلة و مستندات مؤثرة فيها. و من أهم الأدلة و الاثباتات التى أخفاها أو دمرها مبارك هو الفيلم الذى صورة التلفزيون المصرى للاستعراض و الذى يبين كل من مبارك و أبوغزالة و هما يشيران للسادات للوقوف لتحية الضابط (خالد الاسلامبولى)الذى نزل من الشاحنة و يتقدم من المنصة. كما انة يصور السادات و هو يهم بالوقوف بينما يغوص كل من مبارك و أبوغزالة خلف سور المنصة. هذا، و يوجد دليل أخر لا يقل أهمية و هو الفيديو الخاص بالتدريبات التى كان ينفذها فى الصحراء 4 من قتلة السادات و أخرين و هى تدريبات على قتل السادات فى المنصة و التى جرت قبل حوالى شهر من الاستعراض العسكرى. كان وزير الداخلية فى ذلك الوقت النبوى اسماعيل قد قال فى عدة أحاديث صحفية أن هذا الشريط كان تحت يد المباحث. كما أفاد النبوى اسماعيل أن 4 من قتلة السادات كانوا تحت مراقبة المباحث لمدة 15 يوم قبل اغتيال السادات.
ان من وضع خطة اغتيال السادات لابد و أن كان مخطط عسكرى متمكن لانة أعد و نفذ الخطة كما لو كانت مناورة عسكرية كاملة استخدم فيها القوات الجوية و الأرضية مع القوات الخاصة. لم يترك هذا المخطط شيئا للمصادفة أو الخطأ بل انة أخذ فى اعتبارة أدق التفاصيل و تأكد من تفهم كل مشارك لدورة و التدريب علية على أكمل وجة. و لابد انهم قد استخدموا فى تدريباتهم فى الصحراء ماكيت للمنصة. و لم يهمل المخطط لعملية اغتيال السادات الاجراءات الواجب اتخاذها فور مقتل السادات. لذلك، فان أول شىء فعلتة الشرطة و سلطات الأمن فور توقف اطلاق الرصاص على السادات هو مصادرة و اعدام الافلام من المصورين و مندوبين وكالات الأنباء.
و معنى ذلك أن عملية اخفاء و تدمير الأدلة فى هذة القضية بدأت مبكرا. و مما ساهم فى نقص وجود أفلام تبين عملية قتل السادات بالتفصيل هو قيام المخطط لاغتيال السادات بضبط توقيت العرض الجوى مع وصول شاحنة القتلة أمام المنصة. ان الصوت المرعب المرعد المصد للآذان الذى أحدثة تشكيل كبير من الطائرات الميراج الذى ظهر فجأة من خلف المنصة على ارتفاع منخفض جدا أصاب كل الموجودين بالفزع و الرهبة و أجبرهم بما فيهم المصورين و الصحفيين و مندوبين وكلات الأنباء على النظر الى أعلى. الا أن كاميرا واحدة ظلت مركزة على السادات و هى الكاميرا التابعة للتلفزيون المصرى. هناك أوامر ثابتة فى المناسبات القومية التى يحضرها الرئيس و هى أن تخصص كاميرا تليفزيون للرئيس فقط تلتقط لة كل شىء تحذف منها بعد ذلك بعض المشاهد التى لا تعجب الرئيس أو من ينوب عنة. فى يوم الاستعراض التقطت كاميرا الرئيس كل شىء بما فى ذلك نهوض السادات من مقعدة و سقوط كل من مبارك و أبوغزالة من مقعدة.
و بالرغم أن هذا الفيلم مفقود الا أن الكثيرين شاهدوة. و الواقع انة يوجد ما يكفى من أدلة فى هذة القضية لتحريك الدعوى الجنائية ضد مبارك و أبوغزالة و عشرات من المشتركين معهم فى ارتكاب جريمة القرن العشرين فى مصر. لفد اعترف مبارك ضمنا بقتل السادات فى عام 1984 فى معرض ردة على سؤال فى مؤتمر صحفى محلى عن سبب عدم تعيينة لنائب لرئيس الجمهورية عندما قال بالحرف الواحد: "و اللة أنا ما ورستهاش عشان أورثها". و معنى هذا الكلام أن مبارك أصبح رئيسا للجمهورية لانة انتزع الحكم من السادات بالقوة و ليس بتنازل السادات مثلا لة عن الحكم أو باعتلاءة سدة الحكم نتيجة موت السادات ميتة طبيعية و ليست بالقتل.
بالرغم انة يوجد مئات الأسئلة التى ليس لها اجابة حتى الأن الا اننا نسأل هذين السؤالين:
- لماذا ذهب مبارك الى منزلة للاغتسال و تغيير ملابسة أثناء نقل السادات الى المستشفى؟ هل فعل ذلك للتخلص من المسدس الذى أطلق منة عيارات فى جانب السادات أثناء الهرج و المرج؟
- اذا كانت قوات الأمن كما أقر وزير الداخلية الأسبق تتبع 4 من قتلة السادات لمدة أسبوعين قبل مقتل السادات فلماذا لم تقبض عليهم؟

رقية السادات تطالب بإعدام مبارك بتهمة قتل والدها
إيلاف | الاثنين ٢١ مارس ٢٠١١ -
تقدمت رقية السادات ببلاغ للنائب العام في قضية إغتيال والدها الرئيس محمد أنور السادات متهمة الرئيس المخلوع حسني مبارك بالضلوع في جريمة قتله، فيما عرف تاريخياً بـ"حادث المنصة".
القاهرة: عادت قضية إغتيال الرئيس محمد أنور السادات لتتصدر المشهد السياسي في مصر من جديد، في أعقاب سقوط نظام حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي إتهمته رقية أنور السادات بالضلوع في جريمة قتل والدها فيما عرف تاريخياً بـ"حادث المنصة".
تقدمت رقية الإبنة الكبرى للسادات ببلاغ للنائب العام، حمل رقم 1304 لسنة 2011، استندت فيه إلى أقوال منسوبة لكل من وزير الإسكان الأسبق المهندس حسب الله الكفراوي، ونائب رئيس حزب التجمع أبو العز الحريري، في المؤتمر الذي نظمه الائتلاف الوطني من أجل الديمقراطية بالمنصورة بتاريخ 18 آذار مارس الجاري، ونشرت تفاصيله في إحدى الصحف القومية بتاريخ 19/3/2011 تحت عنوان "الرئيس المخلوع حسني مبارك متورط في قتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات". وطالبت رقية السادات بإعادة فتح القضية للتحقيق في ضوء ما ورد على لسان الشاهدين، وتوجيه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد للرئيس السابق حسني مبارك، داعية إلى تطبيق عقوبة الإعدام في حقه.
ووفقاً لنص البلاغ الذي حصلت "إيلاف" على نسخة منه، فإنه ورد على لسان الكفراوي إنه خلال السنوات الماضية تجمعت لديه معلومات كثيرة عن حادث المنصة تفيد بأن السادات لم يمت من رصاص خالد الإسلامبولي، بل أن هناك رصاص من داخل المنصة. وأنه أي الكفراوي كان في الصف الثاني أو الصف الثالث وكان يجلس خلف ظهره مباشرة سعد مأمون محافظ القاهرة الأسبق وكان الكفراوي يتابع بشغف حركة الطائرات، عندما فوجئ بمأمون يضع يديه على كتفه، ويقول له "انبطح"، وإستجاب له. وأضاف الكفراوي أنه حين كان تحت الكراسي شاهد الدماء تتفجر من يد كبير الأمناء في رئاسة الجمهورية. في حين كان كبير اليوران توفيق سعد يجذبه قائلا "المنصة فيها قنابل".
ويتابع الكفراوي سرد ذكرياته عن حادث مقتل السادات قائلاً: عندما نهضت وجدت فايدة كامل تصرخ وتقول "محمد مات يا كفراوي"، وكانت تقصد بذلك زوجها النبوي إسماعيل وكان فوزي عبد الحافظ يرتدي نفس لون البدلة، فقال الكفراوي لها "ده فوزي عبد الحافظ مش النبوي إسماعيل". واستطرد الكفراوي قائلا: وجدتهم يحملون السادات ويهرعون به وفيه الروح، وكان أبو غزالة وحسني مبارك مذهولين. وبالتأكيد واليقين وستثبت الأيام أن المخطط لم يقف عند خالد الإسلامبولي، ومعروف أن الإسلامبولي من الرماة. واستمر الكفراوي قائلاً إن الموساد وحسني مبارك لهم مصلحة في قتل السادات. ومبارك شارك في تلك العملية بالتأكيد والأيام ستثبت ذلك.
وأشار البلاغ إلى أنه ورد على لسان أبو العز الحريري في المؤتمر ذاته، أن مبارك متهم بالضلوع في قتل السادات، وطالب بإعادة التحقيق مرة أخرى في حادث المنصة.
ووصفت رقية حادث قتل والدها بانها "جريمة بشعة وسلوك إجرامي اقترفه الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك"، وطالبت النائب العام بسماع أقوال الكفراوي والحريري والتحقيق في الجريمة، وصولاً لإثبات الواقعة وإنتهاء بتوقيع عقوبة الإعدام ضد مبارك.
وقالت رقية السادات لـ"إيلاف" إن ما ورد على لسان كل الكفرواي والحريري كلام خطير لا ينبغي أن يمر مرور الكرام، مشيرة إلى أنها تقدمت بالبلاغ لإستجلاء الحقيقة، ورفضت الإدلاء بأية تفاصيل حول القضية وتوقعاتها بشأن فتح التحقيق من عدمه، مشيرة إلى أنها ترفض الحديث عن أية قضية منظورة أمام القضاء، وأكدت أنها ستتابع سير التحقيقات حتى النهاية، وستحترم قرار القضاء.
أما الدكتور سمير صبري محامي رقية السادات فقال لـ"إيلاف" إن هناك معلومات خطيرة وردت على لسان الكفراوي والحريري في قضية قتل السادات تستحق أن يجري فيها تحقيق من قبل النيابة العامة، وهناك تساؤلات كثيرة لم تجد لها إجابات طوال الثلاثين عاماً الماضية، وآن الأوان للكشف عنها.
من جانبه، قال أبو العز الحريري نائب رئيس حزب التجمع لـ"إيلاف" إن ظروف مقتل الرئيس السادات ما زالت غامضة، وتحتاج إلى إعادة فتح التحقيق مرة أخرى، مشيراً إلى أن هناك أدلة وشواهد تؤكد أن نائب رئيس الجمهورية آنذاك حسني مبارك ووزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل على علم بالخطة التي التي كانت تستهدف إغتيال السادات، كما أن النبوى اسماعيل روى حديثاً دار بينه وبين الدكتور فؤاد محيي الدين رئيس الوزراء عام 1981 قبل حادث المنصة بيوم واحد، وقال فيه إنه ركب سيارة محيي الدين أثناء عودتهما من المطار، وسأله عن الوضع الدستوري فى حال اغتيال السادات فى ساحة العرض العسكري غداً، وأن محيي الدين استمهله حتى يقرأ الدستور، ما يعني أن هؤلاء كانوا على علم أن الرجل مقتول مقتول.
واستطرد الحريري قائلاً: عملية قتل رئيس الدولة أثناء عرض عسكري وسط جيشه وحراسه ليس من السهل ابتلاعها، وبالتأكيد هناك شخصيات كبيرة متورطة فيها، ومنها حسني مبارك شخصياً، لا سيما إذا علمنا أن جميع المسؤولين عن تأمين السادات سواء وزارة الداخلية أو المسوؤلين عن تأمين العرض العسكري لم تتم محاكمتهم، حتى ولو بتهمة الإهمال، بل تمت ترقيتهم، وحصلوا على مناصب رفيعة، وصار منهم سفراء وملحقين في سفارات بالخارج. كما أن عبود الزمر الذي أفرج عنه مؤخراً، لديه معلومات في هذا الشأن، وفي إعتقادي أن عملية الإفراج عنه لم تتم طوال السنوات الماضية، رغم إنتهاء العقوبة، إلا خشية أن يبوح بما لديه من أسرار، ويجب عليه الآن أن يقول ما لديه.
وأكد الحريري أنه تقدم بطلب إحاطة حول قضية مقتل السادات عندما كان نائباً في مجلس الشعب منذ سنوات عدة، والمطلوب هو كشف الحقائق، لأن قضية مقتل السادات تخص الشعب المصري كله، ولا تخص أسرته فقط، مستشهداً بقضية مقتل الرئيس الأميركي الأسبق جون كيندي التي لا يزال الحديث عنها جارياً حتى الآن رغم مرور ما يزيد على 45 عاماً عليها.
وفي السياق ذاته، نفى عبود الزمر المدان في جريمة إغتيال السادات تورط مبارك في الجريمة، وقال لـ"إيلاف" إنه كان على علم بجميع تفاصيل خطة قتل السادات، ويعرف جيداً جميع الأفراد المشتركين فيها، ولم يكن مبارك مشتركاً فيها بأية صورة من الصور، مشيراً إلى أن هذا الكلام قد يكون مقبولاً في حالة إذا لم يكن مبارك متواجداً على المنصة أثناء حادث الإغتيال. وأضاف أن أخطر سلبيات عملية قتل السادات أنها أوصلت مبارك إلى حكم مصر، وتابع قائلاً إن الإخوة الذين قتلوا السادات لو كانوا يعلمون أن قتله سيضع مبارك على كرسي الحكم لمدة ثلاثين عاماً، لما فعلوا ذلك.

مفاجأة.. "الإسلامبولي" في مستشفى الأمراض العقلية
كتبت - مونيكا عياد - الوفد 164/2011م
فجرت منى سعد عبدالحميد حسانين محامية وشاهدة الإثبات فى قضية مقتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات والمعروفة إعلاميًا بحادث المنصة، مفاجأة مدوية بتأكيدها أنها شاهدت خالد الإسلامبولي المتهم الرئيسي في القضية متواجدًا في مستشفى الأمراض العقلية عقب صدور الحكم عليه بالإعدام.
وقالت منى، خلال إدلائها بأقوالها أمام نيابة وسط القاهرة فى التحقيقات التى يباشرها وائل شبل رئيس النيابة تحت إشراف عمرو فوزي المحامى العام الأول لنيابات وسط القاهرة: "إنها شاهدت الإسلامبولي في المستشفى مما يؤكد أن هناك تلاعبا في أوراق القضية ومن مصلحة بعض السلطات تهريب المتهم من السجن".
وأضافت الشاهدة أنها ذهبت إلى المستشفى خلال الزيارة التى نظمتها كلية الحقوق للطلبة أثناء دراستها، وحاولت التحدث مع المتهم لكن الأمن منعها من ذلك وقامت إدارة المستشفى بنهرها علي تلك المحاولة.
كانت النيابة قد استمعت إلى أقوال رقية السادات نجلة الرئيس الراحل التى طلبت من النيابة استدعاء الكاتب الصحفى عادل حمودة للاستماع إلى أقواله فى البلاغ المقدم منها ضد الرئيس السابق محمد حسنى مبارك بتهمة اغتيال والدها على منصة العرض العسكري خلال الاحتفال بانتصارات أكتوبر .
وقدم دكتور سمير صبري محامي رقية 15 حافظة مستندات تحتوي على تصريحات صحفية لأبو العز الحريري نائب رئيس حزب التجمع السابق وعضو مجلس الشعب الأسبق والمهندس حسب الله الكفراوى وزير الإسكان الأسبق تضم كل ما صرحوا به على واقعة الاغتيال ، كذلك العديد من الكتب التي نشرت عن الاغتيال وعلى رأسها ما كتبه الصحفي عادل حمودة .
وطلب صبري استدعاء المقدم ممدوح أبو جبل وهو المقدم الذي زود مجموعة الاغتيال بإبر ضرب النار وخزينة رشاش بورسعيدي وبعض القنابل التي ستستخدم في تفجير المنصة .
وأشار إلى أن عديله أبلغ عنه قبل واقعة الاغتيال بـ 15 يوما كذلك طلب استدعاء الصحفي منصور شاهين والناشط سعد الدين إبراهيم والدكتور عاطف حماد والصحفي عادل حمودة وعز الدين أبو عوض رئيس الجمعية المركزية لتجارة الأسمنت .
كانت رقية السادات قالت فى البلاغ موضوع الاتهام إن ما نشرته الصحف وأذاعته وكالات الأنباء حول ما قاله الوزير الأسبق حسب الله الكفراوى، وأيده في ذلك أبو العز الحريري نائب رئيس حزب التجمع السابق في المؤتمر الذي نظمه الائتلاف الوطني من أجل الديمقراطية بالمنصورة، وما نشر بإحدى الصحف القومية بتاريخ 19 مارس الجاري يشير إلى أن الرئيس المخلوع مبارك متورط في قتل السادات.
وأضافت:" إن الكفراوى قال إنه خلال السنوات الماضية تجمعت لديه معلومات كثيرة عن حادث المنصة وإن السادات لم يمت برصاص خالد الإسلامبولى بل برصاص من داخل المنصة .
وتقدمت بطلب للنائب العام لسماع شهادة اللواء أحمد الفولي شاهد حادث المنصة من أول رصاصة حتى لحظة التشريح والذي أكد أن ضابط أمن المستشفى طلب من كبير الأطباء الشرعيين كتابة تقرير يؤكد فيه أن المقذوف من صدر الرئيس من طبنجة الإسلامبولي الذي صرخ في اتجاه المنصة بدون سلاح ثم أخرج من ملابسه قنبلتين وعاد إلى سيارته ليحمل رشاشا وأن السادات وقف بعد صراخ الإسلامبولي قائلا : في إيه يا ولد .. في إيه يا ولد ثم أطلق المتهمون الثلاثة رصاصهم من فوق السيارة.

This site was last updated 04/17/11