Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الأحاديث التى ذكرت أسماء من أمرهم عثمان بجمع القرآن

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
عثمان ولجنة جمع القرآن ألأربعة
القرآن كتب فى صحائف وقراطيس
سبب الجمع الثانى للقرآن
عثمان حرق مصاحف النبى
Untitled 3627
Untitled 3628
Untitled 3629
Untitled 3630
Untitled 3631
ستة وعشرون مصحفاً

Hit Counter

تعليق من الموقع : فى هذه الصفحة سنلقى الضوء على الأحاديث والروايات التى ذكرت فى أمهات كتب المسلمين والتى تدور حول سؤال هام : من هم الذين كلفهم الخليفة عثمان بن عفان لجمع القرآن الذى سمى بأسمه "القرآن العثمانى" وستجد أيها القارئ ان الأحاديث والروايات تختلف فى من هم الذين جمعوا القرآن ولكن أجمعت كل الأحاديث والروايات على تصدر زيد بن ثابت اليهودى لجمع القرآن لعثمان بن عفان ويقال أن زيد رفض فى بادئ الأمر جمع القرى، هذه المرة ولكنه أجبر بجمعه بعد أن ضربه عثمان بن عفان

*****************************************************************************************************************************

قالت الأحاديث والروايات أن الخليفة عثمان بن عفان قد كلف 12 رجلاً بجمع القرآن ولكن فيما يبدوا أنه من المؤكد أن الذى جمعة أو كان رئيسا هو زيد بن ثابت أما الباقيين فقد نسخوا ما جمعه وأرسل عثمان النسخ القرآنية التى نسخوها للأمصار والولايات المختلفة التابعة للخلافة 

وقد ذكرت الروايات وألأحاديث الواردة تسمية تسعةٍ من هؤلاء الاثني عشر رجلاً وهم:
1 - زَيْد بْن ثَابِتٍ.
2 - عَبْد اللهِ بْن الزُّبَيْرِ.
3 - سَعِيد بْن الْعَاصِ.(6)
4 - عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ.(7)
وهؤلاء هم الأربعة المذكورون في حديث أنسبن مالك السابق قريبًا.
5 - أبي بن كعب، كما في حديث كثير المتقدم أيضًا.
6 - أنس بن مالك.
7 - عبد الله بن عباس.(8)
8 - مالك بن أبي عامر،(9) جد مالك بن أنس، ثبت ذلك من روايته.(10)
وقال الإمام مالك بن أنس: كان جدِّي مالك بن أبي عامرٍ مِمَّن قرأ في زمان عثمان، وكان يُكتبه المصاحفَ.(11)
9 - كثير بن أفلح،(12) كما في حديث ابن سيرين المتقدم.

ثمة حديث (رواية) فى المقتع تسقط سعيد بن العاص وتضع مكانه عبدالله بن عمرو بن العاص وعبدالله بن العباس ، وتميز عبدالله بن عمرو بتقواه الغيورة والنسكية وبحفظه للحديث وقدرته على الكتابة ويقال أنه وضع مجموعه من الأحاديث (قارن أبن قتيبه 146 والنووى 361 وأبن سعد ج 3، ص ص 8 وو وأسد الغابة 3، 22)  ولكن مما يذكر أن عبدالله بن عمرو بن العاص كان فى مصر ومات بها كما أن أبوه عمرو بن العاص كان قد أقصاه عثمان عن حكم مصر سنة 28 هـ وأصبح بعد ذلك من أعداء الخليفة عثمان وأنضم إلى معاوية بن أبى سوفيان - وربما كان أبن عباس لمعرفته الكبيره فى علم الكلام والتفسير الشخص المناسب فى هذه اللجنة التى شكلها عثمان إلا أن تسميته ووضعه فى اللجنة تعود دون شك إلى الرغبة فى أن يكون هناك شخص من عائلة النبى مشاركاً فى جمع النص الأصلى للقرآن

 

 

وطالب الخليفة بإدراك الأمة قبل أن تتفرق، فشكل عثمان لجنة لهذا الغرض اعتمادا علي النسخة التي تم جمعها في عهد أبي بكر، وأرسل إلي حفصة بنت عمر وطالبها بإرسال الصحف التي لديها لنسخها، وأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف.

 

نزل القرآن علي رسول الله لفترة ما يقرب من٢٣ عاما منذ أن بدأ النبي دعوته في مكة (عام ٦١٠ ميلادية) وحتي وفاته في المدينة المنورة (عام ٦٣٢ ميلادية)، ولم يكن ترتيب الآيات والسور علي ترتيب النزول، وقد أمر الرسول أصحابه بحفظ القرآن في صدورهم، وبعد ذلك طلب منهم أن يحفظوه في السطور ويكتبوا آياته، وهناك حديث في «صحيح مسلم» عن الرسول (ص) إذ يقول: (لا تكتبوا عني، ومن كتب غير القرآن فليمحه)،

ومن هذا الحديث يمكن أن نفهم أن الرسول طالب أصحابه بكتابة آيات القرآن لمزيد من الحماية ونهي عن كتابة أي شيء آخر خشية التباسه، وكان صحابة الرسول يستعملون في كتابة القرآن ما يتوفر في بيئتهم من أدوات لهذا الغرض، فكانوا يكتبون علي الجلود والعظام والألواح والحجارة ونحوها، لكن الثابت والمتفق عليه أن النبي توفي والقرآن الكريم لم يجمع في مصحف واحد مكتوب.

وجاءت المحاولة الأولي لجمع القرآن في كتاب واحد علي يد أبي بكر الصديق، خاصة بعد معركة «اليمامة» وهي إحدي المعارك الكبري التي خاضها أبوبكر ضد المرتدين، وفي هذه الواقعة قُتل عدد كبير من الصحابة، وكان بينهم عدد كبير من القراء وحافظو القرآن، فذهب عمر بن الخطاب إلي أبي بكر وطلب منه الإسراع في جمع القرآن وتدوينه، حتي لا يذهب بذهاب حفاظه.

ووقع اختيار الصديق علي زيد بن ثابت لتولي مهمة جمع القرآن في كتاب واحد، وكان من أسباب هذا الاختيار أن زيدًا كان من كتاب الوحي، وكان حافظاً للقرآن عن ظهر قلب، وكان حفظه في زمن النبي صلي الله عليه وسلم وفق العرضة الأخيرة، فقد رُوي أنه شهد العرضة الأخيرة للقرآن،

قال أبو عبد الرحمن السلمي: «قرأ زيد بن ثابت علي رسول الله صلي الله عليه وسلم في العام الذي توفاه الله فيه مرتين، وإنما سُميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت، لأنه كتبها لرسول الله صلي الله عليه وسلم وقرأها عليه وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتي مات».

وكان زيد قد استشعر ثقل المهمة في البداية خاصة أنه سيقوم بعمل لم يقم به من قبل رسول الله، لكن أبي بكر وعمر أقنعاه بأهمية المهمة وانشرح صدره لها، وفي حديث للبخاري علي لسان زيد أنه قال: (فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعُسب وصدور الرجال).

ورغم الاتفاق علي أن أبا بكر جمع القرآن كاملا في كتاب واحد إلا أن هذا الكتاب لم يتم نسخه وتوزيعه حيث احتفظ أبوبكر بالصحف التي جمع فيها القرآن، ثم عند عمر، ثم عند حفصة بنت عمر بعد وفاته.

ومع استمرار الفتوحات الإسلامية، ودخول الكثيرين في الإسلام من بلدان مختلفة، وتعدد القراءات في الأمصار لدرجة أثارت بعض الفتن، فكر الخليفة الثالث عثمان بن عفان في نسخ المصاحف وتوحيدها في جميع الأمصار،

وذكر البخاري في صحيحه حديثا يوضح المرحلة التي بدأ فيها عثمان جمع القرآن للمرة الثانية وتوحيد القراءات المختلفة، وتقول القصة إن حذيفة بن اليمان كان في إحدي الغزوات مع مقاتلين من أهل الشام وأهل العراق، وأنه فزع من اختلافهم في قراءة القرآن،

وطالب الخليفة بإدراك الأمة قبل أن تتفرق، فشكل عثمان لجنة لهذا الغرض اعتمادا علي النسخة التي تم جمعها في عهد أبي بكر، وأرسل إلي حفصة بنت عمر وطالبها بإرسال الصحف التي لديها لنسخها، وأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف.

وقال عثمان للقريشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيءٍ من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنّه إنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتّي إذا نسخوا الصحف في المصاحف، ردّ عثمان الصحف إلي حفصة، وأرسل إلي كلّ أُفقٍ بمصحف ممّا نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كلِّ صحيفةٍ ومصحفٍ أن يحرق.

 لذلك اثني عشر رجلاً، وأمرهم بأن يكتبوا القرآن في الْمصاحف، وأن يرجعوا عند الاختلاف إلى لغة قريش.
عن محمد بن سيرين عن كَثِير بن أفلَحَ قال: لَمَّا أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، فيهم أُبَيُّ بن كعبٍ وزيد بن ثابت.(1)
والذي يظهر أن عثمان ? انتدب رجلين فقط أول الأمر، هما زيد بن ثابت وسعيد بن العاص.
كما جاء عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ -في قصة جمع القرآن زمن عثمان- أنه قال: فقيل: أيُّ الناس أفصح؟ وأي الناس أقرأُ؟ قالوا: أفصح الناس سعيد بن العاص، وأقرؤهم زيد بن ثابت. فقال عثمان: ليكتبْ أحدهُما ويُملي الآخر، ففعلا، وُجمِع الناسُ على مصحفٍ.(2)
قال الحافظ ابن حجر: بإسنادٍ صحيح.(3)
فالظاهر أنَّهم اقتصروا عليهما أول الأمر للمعنى المذكور في هذا الأثر، ثم لَمَّا احتاجوا إلى من يساعد في الكتابة بِحسب الحاجة إلى عدد المصاحف التي تُرسل إلى الآفاق أضافوا إلى زيدٍ وسعيدٍ عبدَ الله بنَ الزبير وعبدَ الرحمن بنَ الحارث بن هشام.
فعَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُثْمَانَ دَعَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَنَسَخُوهَا(4) فِي الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا ذَلِكَ.(5)
ثم أضافوا بعد ذلك آخَرِينَ بحسب ما كانوا يحتاجون إليه من الإملاء والكتابة، وكان منهم أبيُّ بن كعب الذي احتاجوا إليه للاستظهار، كما ورد في رواية محمد بن سيرين السابقة.

وفيه قول محمد بن سيرين: فقلت لكَثِيرٍ -وكان فيهم (فيمن يكتب): هل تدرون لم كانوا يُؤَخِّرونه؟ قال: لا، قال محمد: فظننت أنَّهم إنَّما كانوا يُؤَخِّرونه لينظروا أحدثهم عهدًا بالعرضة الآخرة، فيكتبونَها على قوله.(13)
وقد روي عن أبي المليح عن عثمان ? أنه حين أراد أن يكتب المصحف قال: تُمِلُّ(14) هُذيلٌ، وتكتبُ ثَقِيفٌ.(15)
وعن عمر بن الخطاب أنه قال: لا يُمْلِيَنَّ في مصَاحِفِنا إلاَّ غِلمانُ قُرَيشٍ وثَقِيفٍ.(16)
أما الأثر الوارد عن عمر بن الخطاب، فلا مدخل له هنا، إذ عمر قد مات قبل أن تكتب المصاحف في عهد عثمان ?.
وأما الأثر الوارد عن عثمان، فإنه منقطعٌ؛ لأن أبا المليح لم يلق عثمان،(17) كما أن فيه نَكارةٌ، لأنه مخالف للواقع، فليس فيمن ورد تسميتهم في الروايات أحدٌ من ثَقِيفٍ أو هُذَيْلٍ، بل كلهم إما قُرَشِيٌّ، وإمَّا أنصاريٌّ.(18)
ومِمَّن ورد تسميتهم أيضًا فيمن شارك في هذا الجمع بالكتابة أو الإملاء:
عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبان بن سعيد بن العاص.(19)
وأبان بن سعيد بن العاص، هو عمُّ سعيد بن العاص - أحد الأربعة الذين اختيروا للجمع، وقد ورد أنه شارك في هذا الجمع:
فعن عُمارة بن غَزِيَّة عن ابن شهابٍ عن خارجة بن زيدٍ عن زيد بن ثابت أنَّهُ قَالَ: فَأَمَرَنِي عُثْمَانُ أَنْ أَكْتُبَ لَهُ مُصْحَفًا. وَقَالَ إنِّي جَاعِلٌ مَعَك رَجُلاً لَبِيبًا فَصِيحًا، فَمَا اجْتَمَعْتُمَا عَلَيْهِ فَاكْتُبَاهُ، وَمَا اخْتَلَفْتُمَا فِيهِ فَارْفَعَاهُ إلَيَّ، فَجَعَلَ مَعَهُ أَبَانَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ.(20)
وأبان بن سعيد بن العاص قتل في سنة اثنتي عشرة يوم أجنادين، قبل وفاة أبي بكر بقليل، أو سنة أربع عشرة يوم مرْج الصُّفْر، في صدر خلافة عمر، وقيل إنه توفي سنة تسع وعشرين، والأول قول أكثر أهل النسب.(21)
قال الحافظ: ووقع في رواية عُمارة بن غَزِيَّة "أبان بن سعيد بن العاص" بدل "سعيد"، قال الخطيب: ووهِم عُمارة في ذلك؛ لأن أبان قُتِل بالشام في خلافة عمر، ولا مدخل له في هذه القصة، والذي أقامه عثمان في ذلك هو سعيد بن العاص - ابن أخي أبان المذكور اهـ.(22)
************************

المراجع
(1) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان رحمة الله عليه المصاحف ص 33، وأورده الحافظ ابن كثير من طريق ابن أبي داود، وقال: إسناده صحيح. فضائل القرآن ص 45.
(2) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان المصاحف ص 30.
(3) فتح الباري (8/634).
(4) يعني الصحف التي كتبت في عهد أبي بكرٍ ? .
(5) رواه البخاري في صحيحه: كتاب المناقب باب نزل القرآن بلسان قريشٍ (6/621)ح 3506.
(6) هو سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، له صحبة، توفي النَّبِيّ ? وله تسع سنين، وكان أميرًا شريفًا، ذا حلم وعقل يصلح للخلافة، ولي إمرة المدينة لمعاوية ? ثم ولي إمرة الكوفة، وغزا طبرستان ففتحها، وكان أحد من ندبهم عثمان ? لكتابة المصاحف؛ لفصاحته وشبه لهجته بلهجة رَسُول اللهِ ?، مات سنة سبع أو ثمان وخمسين. سير أعلام النبلاء للذهبي (3/444)، وطبقات ابن سعد (5/30)، وأسد الغابة في معرفة الصحابة (2/391).
(7) من أشراف بني مخزوم، توفي النَّبِيّ ? وهو ابن عشر سنين، وكان من نبلاء الرجال، ومن فضلاء المسلمين وخيارهم علمًا ودينًا وعلو قدرٍ، شهد الجمل مع عائشة، وكان صهرًا لعثمان. توفي في خلافة معاوية. أسد الغابة (3/327)، وسير أعلام النبلاء (3/484).
(8) قال الحافظ ابن حجر عن مشاركة ابن عباس وأنس بن مالك في الكتابة: وقع ذلك في رواية إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن ابن شهاب. فتح الباري (8/635).
(9) من كبار التابعين وعلمائهم، وأبوه أبو عامر بن عمرو بن الحارث، صحابي شهد المغازي كلها ما خلا بدرًا، وهو أحد الذين حملوا الخليفة عثمان بن عفان ? ليلاً إلى قبره. تهذيب التهذيب (10/19).
(10) انظر المصاحف لابن أبي داود ص 29.
(11) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان المصاحف ص 34.
(12) مولى أبي أيوب الأنصاري، قُتِل في وقعة الحرة سنة 63هـ. شذرات الذهب (1/71).
(13) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان رحمة الله عليه المصاحف ص 33، وأورده الحافظ ابن كثير من طريق ابن أبي داود، وقال: إسناده صحيح. فضائل القرآن ص 45.
(14) أي تُملي، قال تعالى: } فليكتب وليُمْلِلِ الذي عليه الحقُّ { . البقرة 282. قال الجوهري في الصحاح: وأملَّ عليه أيضًا، بمعنى أملى. يُقال: أمللتُ عليه الكتابَ. الصحاح (ملل) (5/1821).
(15) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان المصاحف ص 34.
(16) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف: باب جمع عمر بن الخطاب ? القرآن في المصحف ص 17.
(17) انظر ترجمته في تهذيب الكمال (34/316-317).
(18) انظر فتح الباري (8/635).
(19) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 258، شيخ القراء محمد بن علي بن خلف الحسيني الشهير بالحداد في كتابه: الكواكب الدرية ص 21.
(20) رواه الطحاوي في تأويل مشكل الآثار. (4/193).
(21) أسد الغابة في معرفة الصحابة (1/47).
(22) فتح الباري (8/635)، وانظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/39
*********************************

المبحث الأول: اعتراض ابن مسعود t على عدم توليه الجمع

مصحف ابن مسعود t يوافق مصاحف الجماعة


المبحث الأول: اعتراض ابن مسعود t على عدم توليه الجمع

كان عبد الله بن مسعود t أحد أئمة القراءة من أصحاب النَّبِيّ r،ـ(1) وكان أول من جهر بالقرآن بين المشركين في مكة،(2) وكان أحد الأربعة الذين أمر النَّبِيّ r بأخذ القرآن عنهم.

فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنُ عَمْرٍو أنه ذَكَرَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ: لاَ أَزَالُ أُحبُّهُ؛ سَمِعْتُ النَّبِيَّ r يَقُولُ: خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالِمٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ.(3)

فلمَّا جمع عثمان t القرآن، ونسخه في المصاحف، وأرسلها إلى الأمصار، كَرِه ذلك ابن مسعودٍ t، فقد كان يكره أن يُمنع أحدٌ من قراءة شيء سمعه من رَسُول اللهِ r.

عن أبي الشعثاء قال: كنا جلوسًا في المسجد، وعبد الله يقرأ، فجاء حذيفة، فقال: قراءة ابن أم عبدٍ، وقراءة أبي موسى الأشعري! والله إن بقِيتُ حتى آتِيَ أمير المؤمنين (يعني عثمان) لأمرتُهُ أن يجعلها قراءةً واحدةً. قال: فغضب عبد الله، فقال لحذيفة كلمةً شديدةً. قال: فسكت حذيفة.(4)

ولَمَّا أرسل عثمان t المصحف إلى الكوفة مع حذيفة بن اليمان كره ذلك ابن مسعود،(5) وكان يرى أنه أحق بأن يقوم بجمع القرآن، لِما له من المكانة في القراءة، والتلقِّي عن رَسُول اللهِ r .

عن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أنه قَالَ: عَلَى قِرَاءةِ مَنْ تَأْمُرُونِّي أَقْرَأُ؟ لَقَدْ قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ r بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً، وَإِنَّ زَيْدًا لَصَاحِبُ ذُؤَابَتَيْنِ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ.(6)

ولَمَّا أمر عثمان t بانتزاع المصاحف المخالفة وإحراقها، رفض ذلك ابن مسعودٍ t، وأمر الناس بأن يغلُّوا المصاحف.

فعَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ قَالَ: } وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ {،(7) ثُمَّ قَالَ: عَلَى قِرَاءةِ مَنْ تَأْمُرُونِي أَنْ أَقْرَأَ؟ فَلَقَدْ قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ r بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً، وَلَقَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ r أَنِّي أَعْلَمُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا أَعْلَمُ مِنِّي لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ. قَالَ شَقِيقٌ: فَجَلَسْتُ فِي حَلَقِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ r فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَرُدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَلاَ يَعِيبُهُ.(8)

وقَالَ الزُّهْرِيُّ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَرِهَ لِزَيْدِ ابْنِ ثَابِتٍ نَسْخَ الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أُعْزَلُ عَنْ نَسْخِ كِتَابَةِ الْمُصْحَفِ، وَيَتَوَلاَّهَا رَجُلٌ، وَاللهِ، لَقَدْ أَسْلَمْتُ وَإِنَّهُ لَفِي صُلْبِ رَجُلٍ كَافِرٍ، يُرِيدُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَلِذَلِكَ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ اكْتُمُوا الْمَصَاحِفَ الَّتِي عِنْدَكُمْ وَغُلُّوهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ:} وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ {، فَالْقُوا اللهَ بِالْمَصَاحِفِ.

قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَبَلَغَنِي أَنَّ ذَلِكَ كَرِهَهُ مِنْ مَقَالَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ رِجَالٌ مِنْ أَفَاضِلِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ r.ـ(9)

كان هذا هو مجمل اعتراض عبد الله بن مسعودٍ t على عثمان في تولية زيدٍ نسخ المصاحف.

ولا شك أن اختيار عثمان t زيدًا لنسخ المصاحف كان نظرًا منه لمصلحة الإسلام والمسلمين، لِما يرى من أهليته دون غيره لذلك العمل الجليل، ولو أنه t ظنَّ بعبد الله بن مسعودٍ مثل ذلك وعلمه منه، لترتَّب عليه فَرْضُ توليته دون غيره.

ولو حدث ذلك لساغ لآخر أن يقول: ولم اختار ابن مسعود دون غيره؟ ولمَ عدل عن أبيِّ بن كعبٍ مع ما فيه من الفضائل؟ ولمَ ترك زيد بن ثابت، وهو كاتب النَّبِيّ r؟ وهذا باب لا طريق إلى سدِّه.(10)

فاختيار زيد لِهَذِهِ المهمة كان اجتهادًا من الخليفة الراشد عثمان t، وكان نظرًا منه لِمصلحة الأمة، وقد وافقه على هذا الاجتهاد كل من شهده، إلا ما ورد عن ابن مسعود من كراهية ذلك.

ولقد صوَّب العلماء اختيار عثمان زيدَ بن ثابتٍ لِهذا العمل، وعللوا ذلك بأمور، منها:

الأول: أن زيدًا كان هو الذي قام بجمع القرآن في عهد أبي بكر، لكونه كاتبَ الوحي، ولَمَّا كانت المهمة الجديدة، وهي نسخ المصاحف، مرتبطة بالمهمة الأولى -كان اختار زيد أولى من اختيار ابن مسعودٍ، فقد كان لزيد في ذلك أوليةً ليست لغيره.(11)

وقد روى ثعلبة بن مالك عن عثمان t أنه قال: من يعْذِرُني من ابن مسعودٍ، يدعو الناس إلى الخلاف والشبهة والتعصب عليَّ إذ لم أوَلِّه نسخ القرآن، فهلاَّ عتب على أبي بكر وعمر، هما عزلاه عن نسخ القرآن وولياه زيدَ بن ثابت، واتَّبعت أثرهما فيما بقيَ من أصحاب النَّبِيّ r.ـ(12)

الثاني: أن جمع القرآن في زمن عثمان كان بالمدينة، وكان ابن مسعودٍ إذ ذاك بالكوفة، ولم يؤخر عثمان ما عزم إليه من ذلك إلى أن يرسل إليه ويحضر، فقد كانت الفتنة تدق الأبواب بعنفٍ، وكان لا بد من معاجلتها قبل أن تستشري.(13)

الثالث: أن فضل ابن مسعود على زيد بن ثابت لا يسوِّغ تقديـمه عليه في نسخ المصاحف، فقد كان ابن مسعود إمامًا في الأداء، وكان زيدٌ إمامًا في الخط والكتابة، مع كونه في المحل الشريف في حفظ القرآن، وحسن الخط والضبط، وكان من خواص كتبة النَّبِيّ r، فكان اختيار الأعلم بالكتابة والخط والضبط أولى من اختيار الأقدم في التلقي والحفظ.

فلو أن أحدنا أراد أن يكتب اليوم مصحفًا، فلن يلتمس له أقدم أهل عصره حفظًا، أو أقواهم أو أشجعهم، وإنَّما يلتمس أحسنهم ضبطًا وخطًّا، وأحضرهم فهمًا.(14)

وقد ورد أن عبد الله بن مسعود لم يكن قد حفظ كل القرآن في حياة النَّبِيّ r، بل ورد أيضًا أنه مات ولم يختمه، فكان زيدٌ بذلك أولى منه، إذ قد كان حفظ القرآن كله في حياة النَّبِيّ r.

قال القرطبي: فالشائع الذائع الْمتَعالَم عند أهل الرواية والنقل أن عبد الله بن مسعود تعلَّم بقية القرآن بعد وفاة رَسُول اللهِ r، وقد قال بعض الأئمة: مات عبد الله بن مسعود قبل أن يختم القرآن.(15)

ويضاف إلى هذا ما كان لزيد بن ثابت من الخصال التي أهلته لجمع القرآن على عهد الصدِّيق، كما مرَّ بنا.(16)

وقد كان يكفي لاختياره لِهذا العمل ثقة النَّبِيّ r فيه، إذ أمره أن يتعلم كتاب يهودٍ، فتعلمه في سبعةَ عشرَ يومًا، فضرب بذلك أروع مثلٍ في الفطنة والذكاء، مع حداثة سِنِّه t.

عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ r، فَتَعَلَّمْتُ لَهُ كِتَابَ يَهُودَ، وَقَالَ: إِنِّي وَاللهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي، فَتَعَلَّمْتُهُ، فَلَمْ يَمُرَّ بِي إِلاَّ نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى حَذَقْتُهُ، فَكُنْتُ أَكْتُبُ لَهُ إِذَا كَتَبَ، وَأَقْرَأُ لَهُ إِذَا كُتِبَ إِلَيْهِ.(17)

وفي رواية أنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ r: تُحْسِنُ السُّرْيَانِيَّةَ؟ إِنَّهَا تَأْتِينِي كُتُبٌ. قَالَ: قُلْتُ: لاَ. قَالَ: فَتَعَلَّمْهَا. فَتَعَلَّمْتُهَا فِي سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا.(18)

وقد أنكر الصحابة على ابن مسعود ما فعله من منافرة الجماعة فيما رأوا من نسخ المصاحف واختيار زيد لذلك العمل، ومن تحريضه الناس على عدم تحريق مصاحفهم، كما مرَّ قريبًا في حديث الزهري، وفيه:

قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَبَلَغَنِي أَنَّ ذَلِكَ كَرِهَهُ مِنْ مَقَالَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ رِجَالٌ مِنْ أَفَاضِلِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ r.ـ(19)

على أن ما جاء عن ابن مسعود من كراهة ذلك إنما كان ظنًّا منه أنه يَمنع من قراءة القرآن على وجه مما صحَّ عن النَّبِيّ r أنه قرآن منَزل، مستقرٌّ في العرضة الأخيرة، فلمَّا تبين له عدم المنع مِمَّا صح من القراءة رجع عن رأيه إلى رأي الجماعة.

قال الباقلاني: وقد وردت الروايات أن عثمان وعظه، وحذَّره الفُرقة، فرجع واستجاب إلى الجماعة، وحثَّ أصحابه على ذلك، فروي عنه في حديث طويل، أنه قال: … فمن قرأ على قراءتي، فلا يدعها رغبةً عنها، ومن قرأ عليَّ شيئًا من هذه الحروف، فلا يدعَنْه رغبةً عنه؛ فإنه من جحد بحرف منه فقد جحده كله.(20)

مصحف ابن مسعود يوافق مصاحف الجماعة

ومِمَّا يدل على أن ابن مسعودٍ t قد رجع إلى رأي الجماعة أن قراءته قد رواها عاصم وحمزة والكسائي، وغيرهم، كما مرَّ بنا،(21) وقراءة هؤلاء الأئمة موافقة للمصاحف العثمانية -بلا شكٍّ.

ولا شك أيضًا أن قراءة ابن مسعود كانت موافقة لِمصحفه، فدل ذلك على أنه رجع إلى ما اتفقت عليه جماعة المسلمين، بعد أن ظهر له صوابُهم في ذلك.

قال أبو محمد بن حزم: وأما قولُهم إن مصحف عبد الله بن مسعود t خلاف مصحفنا فباطلٌ وكذبٌ وإفكٌ. مصحف عبد الله بن مسعود إنَّما فيه قراءته بلا شكٍّ، وقراءتُه هي قراءة عاصمٍ المشهورة عند جميع أهل الإسلام في شرق الأرض وغربِها، نقرأ بِها كما ذكرنا، كما نقرأ بغيرها مما صحَّ أنه كل منَزلٌ من عند الله تعالى.(22)

قال البلاقلاني: ولو كان في قراءة ابن مسعود ما يُخالف مصحف عثمان لظهر ذلك في قراءة حمزة خاصةً … إلى أن قال: ولو لقي أحدٌ من أصحاب عبد الله أحدًا مِمَّن قرأ عليه خلاف قراءة الجماعة، لوجب أن ينقل ذلك نقلاً ظاهرًا مشهورًا، وفي عدم ذلك دليلٌ على فساد هذا.(23)

(1) مرَّ ذكره في المبحث الرابع من الفصل الأول من الباب الأول (الحفاظ من الصحابة).

(2) السيرة النبوية لابن هشام (1/275).

(3) رواه البخاري في فضائل القرآن باب القراء من أصحاب النبي r ح 4999.انظر الصحيح مع فتح الباري (8/662).

(4) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب كراهية عبد الله بن مسعود ذلك ص 20.

(5) انظر المصاحف لابن أبي داود ص 44.

(6) رواه النسائي في سننه، كتاب الزينة، باب الذؤابة (8/134) ح 5063، وابن أبي داود في كتاب المصاحف باب كراهية عبد الله بن مسعود ذلك ص 21،22.

(7) سورة آل عمران، من الآية 161.

(8) رواه مسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، بَاب مِنْ فَضَائِلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ (16/16) ح 2462، وابن أبي داود في كتاب المصاحف باب كراهية عبد الله بن مسعود ذلك ص 23.

(9) رواه الترمذي في جامعه،كتاب تفسير القرآن باب ومن سورة التوبة (4/348-349) ح 3104، وابن أبي داود في كتاب المصاحف باب كراهية عبد الله بن مسعود ذلك ص 24-25.

(10) انظر نكت الانتصار لنقل القرآن ص 369-370.

(11) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 363، و ص 368، وفتح الباري (8/635).

(12) ذكر هذا الخبر القاضي الباقلاني في الانتصار، انظر: نكت الانتصار لنقل القرآن ص 363.

(13) فتح الباري (8/635)، ونكت الانتصار لنقل القرآن ص 372.

(14) انظر نكت الانتصار لنقل القرآن ص 368-369.

(15) الجامع لأحكام القرآن (1/39).

(16) انظر : من قام بالجمع في عهد أبي بكر، وهو الفصل الثالث من الباب الثاني.

(17) رواه أبو داود في سننه، كتاب العلم باب رواية حديث أهل الكتاب (3/318) ح 3645.

(18) رواه أحمد في مسنده، مسند الأنصار (6/223) ح 21077.

(19) رواه الترمذي في جامعه،كتاب تفسير القرآن باب ومن سورة التوبة (4/348-349) ح 3104، وابن أبي داود في كتاب المصاحف باب كراهية عبد الله بن مسعود ذلك ص 24-25.

(20) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 264، وروى نحوه الإمام أحمد في مسنده: مسند المكثرين من الصحابة، (1/669) ح 3835.

(21) انظر مبحث الحفاظ من الصحابة، وهو المبحث الرابع من الفصل الأول من الباب الأول.

(22) الفصل في الملل والأهواء والنحل (2/212).

(23) نكت الانتصار لنقل القرآن ص 380-382.

This site was last updated 03/05/11