Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

تحقيق معظم مطالب الكنيسة الأثيوبية بعد ضغط سياسى حكومى مصرى

+إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
كيرلس مطران إثيوبيا
مشكلة رسامة مطارنة أثيوبيين
القمص إبراهيم لوقا والمنياوى
فشل المفاوضات
المشكلة الأثيوبية والسياسة المصرية

 

فشلت جميع المفاوضات التى أجرتها أثيوبيا مع الكنيسة المصرية بسبب تخوف الكنيسة من الإنفصال السريع حيث بدأت إرساليات التبشير تجتاح أثيوبيا  كما حاول الفاتيكان أثناء الإحتلال الإيطالى لأثيوبيا أن يرغب ويهدد الأسقف القبطى لأثيوبيا الأنبا كيرلس بضم الكنيسة الأثيوبية للفاتيكان .

وحدث أن رغبت الحكومة المصرية فى كسب صوت أثيوبيا إلى جانبها فى مجلس الأمن فدارت مفاوضات بين الحكومتين لتحقيق هذا الغرض فإنتهز الأثيوبيين هذه الفرصة بمقايضة التصويت إلى جانب الحكومة المصرية مقابل أن تضغط الحكومة المصرية على الكنيسة القبطية ليتم رسم الأساقفة الأثيوبيين دون أخذ تعهدات عليهم وإجابة المطالب الأثيوبية الأخرى والتى سبق أن تقدم بها الأمبراطور هيلاسيلاسى إلى البابا يوساب الثانى .

وقد أرسل صاحب الدولة النقراشى باشا مندوباً لمقابلة البابا يوساب الثانى وطلب منه قبول المطالب الأثيوبية لإنجاح القضية المصرية مؤكداً أن الأقباط قد بذلوا داؤخم زوداً عن حياض ا{ض وادى النيل فلا يبخلون اليوم بأيه تضحية أخرى ، كما أنتدبت الحكومة المصرية سعادة الأستاذ سابا حبشى باشا للقيام بهذه المهمة ، فذهب لمقابلة بابا الأقباط فحملة رد إلى جلالة الأمبراطور بمدى ما يمكن قبوله من المطالب الأثيوبية (1).

الشرط الوحيد الذى لم تتنازل عنه الكنيسة القبطية

 وبعد هذه المفاوضات الشاقة والتى إنتهت بضغط حكومى مصرى على الكنيسة القبطية قرر البابا يوساب والمجمع المقدس إستجابة للمطالب الثيوبية على شرط أن تظل الكنيستين مرتبطين ، وأن يحضر الراعى الأثيوبى الأول إلى القاهرة لينال بركة الرسامة من يدى الجالس على السدة المرقسية .

وقد وافق الأمبراطور هيلاسيلاسى الذى صبر طويلاً وسلك كل طريق ممكنه لتحقيق مطالب كنيسته قبل أن ينتهز الفرصة السياسية التى أتيجت له وكان من الممكن أن يلجأ بطلب سياسى من الحكومة المصرية قبل ذلك إلا أنه لم يفعل لأنه يعتز هو ورجال حكومته والكنيسة الأثيوبية بكاروزنا والتاريخ الطويل الذى يربط بالإيمان بكنيسة مصر لهذا وافق الأمبراطور والكنيسة الأثيوبية بهذا الشرط .

قداس الإحتفال برسامة خمسة أساقفة أثيوبيين

وفى يوم الأحد 25 يوليو 1948م أقام البابا يوساب الثانى قداسا وصف على أنه من كان على جانب كبير من الروعة محتفلاً برسامة خمسة من الأساقفة الأثيوبيين وهم :

 1- الأنبا باسيليوس أسقف شوا التى تقع أديس أبابا ضمنها

 وقد  أشترك مع البابا يوساب فى تأدية الشعائر المقدسة ستة من المطارنة القبط وعدد كبير من الكهنة ، وبعد الإنتهاء من القداس حتى تقدم الأساقفة الأثيوبيين واحدا فواحداً إلى البابا يوساب وأقسموا يمين الولاء وتلقوا منه نصائحة الأبوية .

ثم أقام البابا يوساب حفلة غداء تكريماً لهم فى الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم دعا إليها عدداً من رجال الكنائس المختلفة ومن كبار رجال الدولة ، وبعد حضورهم تقدم سفير أثيوبيا إلى الأنبا يوساب وقدم إليه الهدايا التى بعث بها الأمبراطور هيلاسيلاسى وهى : الوشاح الأكبر من نيشان "سلاسى" ورصيعته الذهبية ، وهو أرفع وسام أثيوبى - حلة باباوية موشاة بالذهب ومرصعة بالأحجار الكريمة .

الصورة الجانبية : البابا يوساب الثانى البطريرك ال ١١٥ مع الانبا باسيليوس الاثيوبى عام ١٩٤٨ وهو العام الذي جرى فيه الاتفاق على سيامة الانبا باسيليوس اسقفا على مدينة شوا وكان اب رهبنة الحبشة وكان الاتفاق ان يتم ترقيته الى مطران الحبشة بعد نياحة الانبا كيرلس اخر مطران قبطى لاثيوبيا وبعد ان تنيح الانبا كيرلس وكان رجلا قديسا وعانى كثيرا قام البابا يوساب بترقية الأسقف باسيليوس الى رتبة مطران ورئيس للكنيسة الإثيوبية كأول اثيوبى يرتقى هذا المنصب منذ دخول المسيحية اثيوبيا فى القرن الرابع الميلادى
وبعد سنوات وضغوط إثيوبية من الامبراطور هيلاسلاسى وافق البابا كيرلس السادس والمجمع المقدس للكنيسة القبطية على ترقية الانبا باسيليوس الى رتبة بطريرك وتم ذلك عام ١٩٥٩

وفى الصورة : انبا توماس مطران الغربية والبحيرة وكفر الشيخ مواليد ١٨٩٩ وتنيح عام ١٩٥٦ فى حادثة قطار -

وفى صباح اليوم الثالث أقام الأساقفة الأثيوبيين قداساً إلهياً فى الكاتدرائية المرقسية بلغتهم الأثيوبية وألحانهم القومية ، ولما أنتهوا من هذه الصلوات المقدسة سافروا إلى الإسكندرية ليتبكوا بزيارة كنيسة الكاروز مار مرقس ومدينته التى أستشهد فيها ولينالوا بركة رفاته المقدسة ، ثم تقابلوا مع الجالس على الكرسى المرقسى البابا يوساب الثانة الـ 115 بعد الكاروز وأخذوا الأذن فى العودة لبلادهم فمنحهم البركة الرسولية وكرر عليهم نصائحة وتمنى لهم سفراً مريحاً وحياة مليئة بالخدمة (2)    

************************

المراجع

(1) مجلة الأنوار 22 بؤونة 1663ش - 29 يونيو 1947م ص 4

(2)  مجلة الإيمان - العدد الأول للسنة الثامنة عشرة توت سنة 1665ش ( سبتمبر 1948م) ص40- 41

(3) قصة الكنيسة القبطية وهى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية المصرية التى أسسها مار مرقس البشير - الكتاب السادس أيريس حبيب المصرى - مكتبة المحبة طبعة 1985م

 

 

This site was last updated 09/06/12