Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

سرقة ألاثار 25

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الأسلام وسرقة ألاثار3
الإسلام وسرقة الآثار4
الإسلام وسرقة الآثار22
الإسلام وسرقة الآثار23
الإسلام وسرقة الآثار 24
الإسلام وسرقة ألاثار 25
الإسلام وسرقة الآثار 26
الإسلام وسرقة الآثار 27
فتوى بيع الأثار وتحطيمها
الإسلام وسرقة الآثار21
سرقة أ{لآثار18
آثار حائرة بالمطار
سيرة المسيح بلسان عربى فصيح

Hit Counter

 

«المصرى اليوم» تخترق شبكة لتجارة الآثار فى الصعيد (٣-٣)
المصرى اليوم كتب سماح عبدالعاطى وعلى زلط ١٤/ ٤/ ٢٠١٠
فى الحلقة الماضية تمكنت محررة «المصرى اليوم» من اختراق شبكة لتجارة الآثار فى قنا مستخدمة بعض الصور الفوتوغرافية التى تم التقاطها لبعض التماثيل الأثرية بعد أن عثر عليها أحد المواطنين فى محافظة الفيوم.
كانت البداية عندما تم عرض الصور على سائق سيارة استأجرتها المحررة لتقلها من قنا إلى الأقصر، وهو السائق الذى سهل لقاءها بأحد الوسطاء فى محافظة قنا. وفى لقاء جمعها مع الوسيط تمكنت المحررة من رصد الطرق التى يتم عن طريقها بيع القطع الأثرية حيث يتم فى البداية تصويرها، لعرضها على تجار الآثار، وفور أن تلقى الصور قبولاً لدى التاجر يقوم بإرسال خبير من قبله لمعاينة التمثال على الطبيعة وتحديد الثمن الذى يستحقه، وبعد الاتفاق مع صاحب التمثال على المبلغ المرصود ينزل التاجر بنقوده ويقوم بعملية التسليم والتسلم.
الوسيط الذى يعمل موظفاً فى مشروع حكومى ممول من هيئة دولية قال للمحررة إن عملية بيع الآثار أصبحت حالياً من أسهل ما يمكن، إذ إن المتبع حالياً أن يقوم التاجر بتأمين نفسه عبر إبلاغ مركز الشرطة الذى يقع فى حدوده منزل صاحب التمثال، وعن طريق اتفاق مع المركز يخرج التمثال «عينى عينك» تحت سمع وبصر الجميع.
وعبر الرسائل الإلكترونية تم تحديد مبلغ ١١ مليون دولار كثمن مبدئى للتمثال قابل للزيادة، فيما راح الوسيط يلح على ضرورة معرفة المحافظة التى يقع فيها التمثال تمهيداً لنزول الخبير الذى سيحسم عملية البيع والشراء.
لقاء فى «سوهاج» على شرف التمثال الفرعونى مع مساعد الخبير واثنين من الوسطاء
كان علىَّ أن أتدبر أمرى، فالموضوع بهذا الشكل يبدو أنه قد «دخل فى الجد»، ولا ينقصه سوى السير فى عملية البيع والشراء، ولما كنت لا أملك ما يباع فقد قررت أن أساير الوسيط حتى أحصل منه على أكبر قدر من المعلومات، ولم أجد أمامى إلا أن أطلب رؤية التاجر والجلوس معه «فى مكان عام» قبل المضى قدماً فى عملية البيع، بدعوى أننى أريد أن أطمئن على كيفية سير العمل لـ«تأمين البيعة».
جاء الرد بعد يومين عبر بريدى الإلكترونى يعاتبنى فيه «ر» على أننى بطلبى لرؤية التاجر ألغى بذلك دور الوسيط «اللى هو أنا، واللى معايا، وبكده فيه قلق للتاجر ولى»، فعلى حد تعبيره «لا أنا شفت الأمانة ولا التاجر اللى معايا شاف حاجة، إحنا شفنا صور فقط لا غير، إزاى أنا أغامر بالتاجر إنه يقعد معاكى»، ولم تكد تنقضى عدة ساعات على الرد حتى وافانى برسالة جديدة يؤكد فيها ضرورة تحديد الشرط الجزائى حتى ينزل الخبير والتاجر.
لم أفقد الأمل أرسلت إليه رسالة أوضح فيها موقفى، وأحاول أن أطمئنه على «لقمة عيشه» فى العملية، وقدرت أن الرسائل الإلكترونية لن تكون ناجحة فى الفترة المقبلة، فقررت أن أحادثه تليفونياً مكررة طلبى فى رؤية التاجر، فجاء رده أنه لا يستطيع أن «يكشف» التاجر لى قبل أن تتم معاينة «الأمانة»، قائلاً «الخبير ينزل ويتمن الأمانة وييجى التاجر بعد كده بنفسه جايب الفلوس فى جيبه تسلموا وتستلموا غير كده ما ينفعش».
كررت الطلب راجية أن يسمح لى برؤية التاجر «ولو حتى خمس دقايق»، فتردد قليلاً قبل أن يقول إنه سيعرض الموضوع مرة أخرى على التاجر ويرد علىّ، وبعد يوم واحد اتصل بى تليفونياً وقال إن التاجر الذى لم يشأ أن يكشف نفسه لى، وافق على أن أجلس مع الخبير الذى هو «من طرفه»، ووكله ليجيب عن جميع استفساراتى حتى ندخل فى العملية، سألته عن مكان التاجر، فقال إنه من القاهرة، وهو على علاقة بسفارات أجنبية فى العاصمة، سألته عن مكان المقابلة، قال «هتكون فى سوهاج عشان الخبير مش هيقدر ينزل القاهرة»، طلبت منه مهلة لتدبير أمورى على أن أرد عليه فى أقرب فرصة.
هل أنزل إلى سوهاج؟ أدرت السؤال جيداً فى رأسى واضعة كل الاحتمالات أمامى.. محتمل أن تكون اللعبة كلها انكشفت، إذا كان ذلك قد حدث فلماذا يطلبون مقابلتى فى سوهاج، هل يجهزون للانتقام منى؟ ربما، ولكن بفرض أن اللعبة لم تنكشف، أستطيع السفر إلى سوهاج على أن أعود فى نفس اليوم،
كما أستطيع أن أشترط أن تجرى المقابلة فى مكان عام حتى يسهل على زميلى المصور الذى سيسافر معى أن يلتقط صوراً للمقابلة، وفى هذه الحالة سوف أحصل على معلومات جديدة فى القصة تستحق بالفعل أن أسافر لها آخر الدنيا، وليس سوهاج فقط، على أن وجهة نظرى لم تقنع رئيسى المباشر الذى أبدى اعتراضاً على سفرى، معدداً الأخطار التى من الممكن أن تعترض طريقى، وبعد محاولات كثيرة لإقناعه وافق أخيراً، وبدأنا التخطيط سوياً للعملية.
هاتفت الوسيط وأخبرته أننى سأكون جاهزة للسفر فى خلال يومين، وأكدت عليه ضرورة أن يكون لقائى بالخبير فى مكان عام حتى لا نلفت الأنظار إلينا، فقال لى إنه سيرتب اللقاء ويبلغنى بالنتائج، وفى مساء نفس اليوم أرسل لى رسالة على التليفون يبلغنى فيها بأن اللقاء تم تحديده فى صباح يوم حدده لى داخل نادى سوهاج البحرى بقلب المدينة.
فى وجود زميلى المصور عقد رئيسى المباشر اجتماعاً مصغراً لوضع خطة محكمة تمَّكن الزميل من التقاط الصور الخاصة باللقاء دون أن ينكشف أمره.. راح رئيس القسم، الذى قال إنه يعرف نادى سوهاج البحرى معرفة جيدة يدرس النادى دراسة وافية، ويعلم الزميل المصور بالأماكن التى يسهل منها التقاط الصور دون أن يلاحظ وجوده أحد، ولما أيقنا أن الموضوع قد درس دراسة جيدة حزمنا أمرنا وقررنا السفر سوياً إلى سوهاج.
كان الموعد الذى حدده لى الوسيط فى الثانية عشرة ظهراً داخل النادى، وصل زميلى قبلى واتخذ موضعه للتصوير، وجلست أنا فى الحديقة فى انتظار الخبير الذى سيأتى بصحبة شقيق «ر»، الذى قال لى أنه سيكون طرفاً فى المقابلة وأرسل لى رقم هاتفه، اتصلت بـ «ظ» شقيق الوسيط فقال لى إنه على وصول وسوف يوافينى داخل النادى بعد ساعة من الموعد الذى تم تحديده من قبل.
لم تكد الساعة تبلغ الواحدة ظهراً حتى استقبلت على تليفونى مكالمة من «ظ» يبلغنى فيها بوصوله، مددت بصرى إلى حيث بوابة النادى الرئيسية التى أجلس فى مواجهتها فوجدت شابين لا تتجاوز أعمارهما الأربعين، يرتديان بنطلونين وقميصين يقبلان متجاورين، وعيونهما مثبتة عليّ، تقدم «ظ» وعرفنى على نفسه، وقدم لى الشاب الآخر قائلاً إنه ابن خالته وإن اسمه «و»، مشيراً إلى أن الخبير فى الطريق وسوف ننتظره سوياً، رحبت بهما ودعوتهما ليتخذا مجلسيهما على نفس المنضدة التى أجلس عليها، فقبلا الدعوة وجلسا.
بعد عبارات الترحيب المعتادة بدأ كلام «الجد»، سأل «ظ» عن مكان «الأمانة».. «هى فين، المحافظة اللى هى فيها، مش عايزين أكتر من كده»، رفضت بإصرار أن أفصح عن المكان ريثما نتفق مبدئياً وأعرف «راسى من رجلى»، ظهر لهما قلقى فراح «و» يطمئننى بقوله «المشوار ده ما تقلقيش منه عشان الناس اللى هتيجى تاخد الحاجة تعرف تأمن نفسها إزاى، والفلوس بتاعة حضرتك أو بتاعة الحاجة نفسها اللى إنتى عاوزاه فى المكان اللى يريحك فى القاهرة ماشى.. فى إسكندرية ماشى.. فى الأقصر ماشى.. فى قنا ماشى.. فى نجع حمادى ماشى.. سوهاج ماشى، والعملة اللى أنت عاوزاها دولار.. يورو.. مصرى.. اللى إنت عاوزاه بس الأغلبية بتاخد الدولار الأمريكى عشان قيمته محفوظة فيه، وبتجيلك العربية مخلصة ومقفولة وتمام التمام يا دوبك إنتى بتاخدى شوية كراتين هى اللى فيها الفلوس».
سألته عن كيفية «التخليص» فقال إن لضمان المصداقية لا بد من تحديد شرط جزائى «لو ألف جنيه هيضمن المصداقية للكلام وزى ما أنتى هتحطى إحنا هنحط»، مع التأكيد «لو حصل أى غلط فى عملية البيع من ناحيتك الشرط الجزائى راح عليكى، ولو الغلط كان من ناحية التاجر، الشرط الجزائى هيروح عليه هو»، وبمجرد تحديد الشرط الجزائى ينزل الخبير لموقع «الأمانة» ويقوم بمعاينتها، وبعد أن يتأكد من سلامتها يتصل بالتاجر الذى ينزل ومعه الثمن المتفق عليه، ليسلم النقود ويتسلم الأمانة التى قال إن نقلها سيتم داخل سيارة تابعة للسفارة التى يعمل معها التاجر، وهى سيارة قال «و» إنها لا تخضع لتفتيش، وسائقها «يُعَارِض ولا يُعارَض، يعنى يقول للشرطة مش من حقكم تفتشونى، وبعدين دى مش أول مرة نمشى فى السكة دى، عملناها كتير قبل كده».
وعادة ما تكون السيارة التابعة للسفارة مجهزة لحمل الأوزان الثقيلة كما قال «و»، ولذلك فإن تمثالاً بالحجم الذى يظهر فى الصورة، والذى يتجاوز وزنه الطن و٢٠٠ كيلو، لن يمثل مشكلة أمامهم لتصريفه، سألته كيف عرفت الوزن، فقال «بالخبرة»، إذ إن التمثال مقارنة بقطع الأثاث من حوله يظهر أن ارتفاعه يتجاوز المتر، وفى القطع الأثرية الحجرية كما قال «و» فإن كل سم ارتفاع واحد يعادل فى الوزن كيلو جرام، الأمر الذى يعنى أنه لو كان ارتفاع التمثال ١٢٠سم، فإن وزنه سوف يكون طناً و٢٠٠ كيلو جرام.
على أنه كما قال «و» لو تعذر حمل التمثال، فمن الممكن أن يتم تقطيعه بالليزر وحمله على مراحل، وعندما أبديت اعتراضى سارع بالقول «أنتِ ليكى فلوسك تاخديها، ما لكيش دعوة هو هيعمل إيه فى الحاجة.. يقطعها ياكلها دى بقت بتاعته خلاص»، سألت «ظ» الذى ترك مهمة الإجابة عن الأسئلة لابن خالته عن الوقت الذى يمكن أن تنتهى فيه العملية.
قال «فى ظرف ٦ ساعات هتكون كل حاجة خلصت»، عاودت السؤال «وده هيكون بالليل ولاَّ بالنهار؟» أجاب على الفور «فى الوقت اللى يناسبك»، تابعت «لأ الأضمن»، جاء رده «الأضمن يكون بالنهار طبعاً»، أبديت دهشتى فشرح «بالنهار مش هيكون فيه حاجة تلفت الانتباه، إنما الحركة بالليل بتبقى أصعب شوية، أهو بالنهار لما جماعة تدخل البيت عندك ما حدش هيسأل رايحين فين وجايين منين، غير بالليل طبعا، كل حركة فيه بتبقى مكشوفة».
ولأن موقفى من عدم الإفصاح عن مكان «الأمانة» كان ثابتاً فقد راح «و» يستنتج مكانها، فقال لى إن لديه إحساساً قوياً بأن «الحاجة» فى الوجه القبلى «لو الحاجة كانت فى بحرى ما كنتيش غلبتى فيها، كنتى خلصتى من بره بره، التجار فى بحرى كتير، إنما واضح إنها هنا فى قبلى، وإنك مش عارفة تنقليها من مكانها»، لم أعطه جواباً شافياً معتذرة بعدم استطاعتى الكشف عن مكان «الأمانة».
دت مرة أخرى لأسأل عن العمولة التى تذهب للوسيط فأجاب «و» قائلاً إنه من المتعارف عليه أن العمولة يتم تحديدها بناء على ثمن التمثال فتكون عادة ١٠% من ثمنه توزع على الوسطاء كل حسب مهمته فى تسهيل العملية، وبالنظر إلى حالتنا، فالأمانة سعرها سوف يتجاوز مبلغ الـ١١ مليون دولار، أى ما يعادل ٥٥ مليون جنيه مصرى، الأمر الذى يعنى أن الوسطاء سيحصلون على مبلغ ٥ ملايين جنيه مصرى يتقاسمونها فيما بينهم.
راح «و» يعيد الكلام مرة أخرى بصيغة مختلفة فيما بدا أنه محاولة منه لقتل الوقت حتى وصول الخبير الذى حادثه على التليفون معلماً إياه بوصوله فخرج ليأتى به، بعد قليل عاد «و» بصحبة رجل يرتدى بنطلوناً وقميصاً بسيطين، تشير قسمات وجهه بعمر تجاوز الأربعين بقليل، قدمه لى «و» على أن اسمه «هـ» وأنه قادم من طرف الخبير الذى لم يستطع الحضور نظراً لانشغاله فى بعض الأمور.
لم يخف «هـ» قلقه من طبيعة مهنتى كما قال لى «أنتِ صحفية، وأنا الحقيقة شاكك إنك تكونى بتعملى موضوع صحفى وخصوصاً إن موضوع الآثار ده هو موضوع الساعة»، أبديت انزعاجى من الفكرة، ورحت أسوق الحجج والدلائل لأؤكد له أننى ليس لدى وقت لأضيعه «يعنى إيه اللى يخلينى أسيب شغلى وآجى هنا»، لم يبد عليه أدنى اقتناع بما قلته غير أنه كما قال لى «على العموم ما يهمش إحنا هنتكلم برضه».
«الصور ما عجبتش الراجل» قال «هـ» وهو يركز بصره علىّ. سألت بسرعة: «أى راجل؟»، أجاب: «الخبير اللى أنا شغال معاه بيقول إن فيها عيوب»، تجاهلت إشارته وأجبت ببراءة: «وافرض إن فيها عيوب إحنا مالنا»، قال: «مالكوا إزاى.. فيها عيوب يعنى اللى عملها ما عملاهاش صح»، واصلت براءتى: «طيب ذنبنا إحنا إيه، دى مشكلة اللى عملها»، بدا أنه استُفز من طريقتى فقال بنبرة حادة: «يعنى إيه مشكلة اللى عملها، معنى إن الحاجة فيها عيوب يعنى مش أصلية»، انتفضت من مكاني: «مش أصلية يعنى إيه؟»، ابتسم للمرة الأولى: «يعنى م الآخر مضروبة ده واضح فى الكتفين.. كتف أعلى من كتف،
وكمان فيه صامولة رجل مش زى التانية»، رسمت تعبير هلع على وجهى قبل أن أقول: «مضروبة إزاى، مش يمكن اللى العيوب اللى حضرتك بتقول عليها دى موجودة فيها من زمان، واللى عملها زمان هو اللى غلط و..»، قاطعنى وقد اتسعت ابتسامته: «لأ اللى كان بيعمل زمان ما كانش بيغلط.. جدودنا ما كانوش بيغلطوا اللى بيغلطوا اللى موجودين حالياً». لم أشأ أن أسلم بسهولة فعدت مرة أخرى للمراوغة: «أنا وريتها لواحد أثرى أثق فيه قال إنها سليمة ١٠٠%»، جذبت كلماتى انتباهه فسأل: «وريتيه الأمانة نفسها ولاّ الصورة؟»، رديت بحماس «الصورة طبعاً»، عاد بظهره للوراء: «الصورة بتقول اللى أنا قلته دلوقتى».
شعرت بكهرباء غير عادية تسرى فى الهواء مع الكلام، وهو ما بدا أن «ظ»، و«و» قد لاحظاه، فراحا يتحدثان محاولين أن يزيلا جو التوتر من الجلسة، بدأ «و» وقال لـ «هـ» بنبرات هادئة: «طب يا أستاذ «هـ» ما يمكن يكون التصوير من زاوية معينة هو اللى خلاّ كتف أعلى من كتف»، رد «هـ» باستخفاف: «يمكن»، أضاف «ظ» قائلاً: «يمكن لما تشوف الحاجة على الطبيعة تقدر تعرف إذا كانت أصلية ولاّ لأ» أجاب: «هو ده اللى هيحصل»، التفت «ظ»، و«و» ناحيتى فى انتظار أى تعليق منى فوجدانى أنظر إلى «هـ» باندهاش قبل أن أقول: «مين اللى قال لحضرتك إنك هتشوف الحاجة على الطبيعة».
رد ببرود: «ما هو ده اللى المفروض يحصل.. نحط شرط جزائى وينزل الخبير بتاعنا يشوف الحاجة ويقول إذا كانت سليمة ولاّ لأ»، ارتعش صوتى قبل أن أقول: «ولما الخبير بتاع حضرتك ينزل المكان، ويدخل عند صحاب الحاجة ويعرف مكانها أضمن منين إنه ما يقولش الكلام ده هناك، بعد كده ياخد مبلغ الشرط الجزائى وأنا ما أقدرش أفتح بُقى، أو مثلاً يخرج من عندى يبلغ عنى البوليس وساعتها نروح كلنا فى داهية».
ازدادت درجة التوتر فى الجو مع جواب «هـ» الذى قال: «الدنيا كلها ماشية كده، ولو أنتِ مش واثقة فينا يبقى أنصحك ما تشتغليش مع حد تانى عشان هتفضلى تشكى فى كل تاجر بالطريقة دى»، رديت عليه بهدوء هذه المرة: «هو ده اللى هيحصل، وكويس إن حضرتك قلت الكلام ده هنا قبل ما نروح هناك، أهو على الأقل الواحد بيتعلم، وأنا خلاص صرفت نظر عن الموضوع كله».
وشت الطريقة التى تحدث بها «هـ» بأنه يشك فىّ إلى أقصى درجة، فلم تفلح محاولات التهدئة التى بذلها زميلاه لفتح الموضوع مرة أخرى، الأمر الذى دفع
فى القاهرة رحنا نجمع شتات المعلومات التى حصلنا عليها، هى ليست قليلة، وبالتأكيد لم يكن من الممكن السير فى الطريق حتى آخره، ليس فقط لأننا بذلك نكون مشاركين فى جريمة يعاقب عليها القانون، ولكن لأننا سنصبح طرفاً فى قضية تسهيل بيع تاريخ وتراث هذا البلد لمن يدفع أكثر دون النظر إلى جنسيته، ثم نجلس بعد ذلك نتباكى على الآثار الموجودة خارج مصر، ونستعطف الآخرين أن يردوها إلينا. اخترنا أن نتوقف عند هذا الحد، تاركين التصرف فى القضية لمن يهمه الأمر.

This site was last updated 10/14/12