Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

سنة سبع وتسعين وثلثمائة سنة ثمان وتسعين وثلثمائة

 +إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأنطاكى 397هـ
الأنطاكى  سنة 398 هـ

المقريزى سنة 397 و398 هـ

********************************************************

الفاطميين الذين أحتلوا مصر بأسم الإسلام الجزء التالى نقل  من كتاب اتعاظ الحنفا - أحمد بن علي المقريزي ج 2  116/1 لفائدة القارئ الدارس وكعادة الموقع وضعنا لكل مقطع عناوين

*********************************************************

سنة سبع وتسعين وثلثمائة سنة ثمان وتسعين وثلثمائة

سنة سبع وتسعين وثلثمائة
في شهر ربيع الأول تزايد أمر الدراهم القطع المتزايدة، فبلغت أربعة وثلاثين درهما بدينار؛ ونزع السعر واضطربت أمور الناس. فرفعت هذه الدراهم، وأنزل من بيت المال بعشرين صندوقا فيها الدراهم الجدد لتفرق على الصيارفة. وقرئ سجل يرفع تلك الدراهم والمنع من المعاملة بها؛ وأنظر من في يده منها شيء ثلاثة أيام، وأمر الناس بحمل ما كان مها إلى دار الضرب؛ فقلق الناس، وبلغ كل درهم من الجدد أربعة دراهم من القطع. وبيع الخبز كل ثلاثة أرطال بدرهم، فنودي أن يكون الخبز كل اثني عشر رطلا بدرهم جديد، واللحم رطلين بدرهم؛ وسعر أكثر الأشياء؛ واستقر كل دينار بثمانين درهماً من الجدد. وسكن أمر الناس بعد ما ضرب كثير من الباعة بالسياط وشهروا. وقبض على جماعة من أصحاب الفقاع والسماكين، وكبست الحمامات، وضرب جماعة لمخالفتهم ما نهو عنه وشهروا.
وفي تاسع ربيع الآخر أمر الحاكم بمحو ما هو مكتوب على المساجد والأبواب وغيرها من سب السلف، فمحي بأسره، وطاف متولي الشرطة حتى أزال سائر ما كان منه.
وقرئ سجل بترك الخوض فيما لا يعنى، واشتغال كل أحد بمعيشته عن الخوض في أعمال أمير المؤمنين وأوامره.
وجرى الأمر في الفطر على السماط ليالي رمضان، وفي صلاة الحاكم بالناس يوم الجمعة على ما تقدم.
وركب الحاكم لفتح الخليج في ذي القعدة والماء على أربعة عشر ذراعا وأصابع، وهو تاسع توت، فانتهى بعد فتح الخليج ماء النيل إلى ستة عشر أصبعا من خمسة عشر ذراعا، ثم نقص، فتحرك السعر وازدحم الناس على شراء الغلال وابتدأت الشدة.
وفيها مات يعقوب بن نسطاس النصراني، طبيب الحاكم، سكران في بركة ماء، فحمل إلى الكنيسة في تابوت، وشق به البلد، ثم أعيد إلى داره فدفن بها، وسائر أهل الدولة في جنازته ومعه شموع كثيرة تتقد، ومداخن عدة فيها بخور. وكان طبيب وقته، عارفا بالطب، آية في الحفظ، ما يغنى له قط صوت إلا حفظه. ولو غناه مائة مغن في مجلس واحد لحفظ سائر ما غنوه به وتكلم على ألحانها وأشعارها. وكانت له يد في الموسيقا، وانفرد بخدمة الحاكم في الطب فأثرى، وترك زيادة على عشرين ألف دينار عينا، سوى الثياب وغيرها.
وتوفى الأمير منجوتكين لأربع خلون من ذي الحجة، فصلى عليه الحاكم.
سنة ثمان وتسعين وثلثمائة
في المحرم ابتدأ نقص ماء النيل من ثامن عشر توت، فاشتد الأمر، وبيع الخبز مبلولا؛ وضرب جماعة من الخبازين وشهروا لتعذر وجود الخبز بالعشايا.
ووصل الحاج لثمان بقين من صفر.
وفي ربيع الأول خلع على علي بن جعفر بن فلاح بولاية دمشق حربا وخراجا.
واشتد الغلاء. فلما كان ليلة عيد الشعانين منع النصارى من تزيين كنائسهم على ما هي عادتهم، وقبض على جماعة منهم في رجب، وأمر باحضار ما هو معلق على الكنائس وإثباته في دواوين السلطان؛ وكتب إلى سائر الأعمال بذلك. وأحرق صلبان كثيرة على باب الجامع وفي الشرطة.
وفي يوم الجمعة سادس عشر رجب ولي مالك بن سعيد الفارقي القضاء وخلع عليه في بيت المال قميص مصمت وعمامة مذهبة وطيلسان محشى مذهب، وقلد بسيف. وقرأ سجله أحمد بن عبد السميع وهو قائم، فخرج وبين يديه سفط ثياب، وحمل على بغلة وبين يديه بغلتان، وكان مالك بن سعيد لما قرئ سجله قائماً على قدميه، وكلما مر ذكر أمير المؤمنين قبل الأرض. ثم سار من القصر إلى الجامع العتيق، وكلما مر بباب من أبواب القصر نزل عن بغلته وقبل الباب. فلما وصل إلى الجامع وقف خلف المنبر قائما حتى انتهت قراءة السجل، وقبل الأرض كلما ذكر أمير المؤمنين. ثم عاد إلى داره بالقاهرة وتسلم كتب الدعوة التي تقرأ بالقصر على الأولياء.
وفي يوم الجمعة سابع شعبان اجتمع أهل الدولة في القصر بعد ما طلبوا لذلك، وأمروا ألا يقام لأحد، فخرج خادم وأسر إلى صاحب الستر كلاما، فصاح: صالح بن علي؛ فقام صالح بن علي الروزباري، فأخذ بيده ولا يعلم أحد ما يراد به. فأدخل إلى بيت المال، ثم خرج وعليه دراعة مصمتة وعمامة مذهبة، ومعه مسعود صاحب الستر، فجلس بحضرة قائد القواد، وأخرج سجلا قرأه ابن عبد السميع، فإذا فيه رد سائر الأمور التي ينظر فيها قائد القواد حسين بن جوهر إليه. فعندما سمع في السجل صالح ذكر قام وقبل الأرض. ولما انتهى ابن عبد السميع من القراءة قام قائد القواد وقبل خد صالح وهنأه وانصرف. فخرج صالح وبين يديه عدة أسفاط وثلاث بغلات بسروجها ولجمها. قال المسبحي: قال لي الحاكم بأمر الله، أحضرت ابن سورين وحلفته على الإنجيل أن يكتب سجل صالح بن علي ولا يطلع عليه أحدا من ابن جوهر ولا غيره، وقلت له إنك تعرف ما أجازي به من يخالف أمري فكن منه على يقين. فوالله ما اطلع عليه أحد غيري وغيره، حتى كان.
وجلس صالح في مجلس قائد القواد من القصر، ووقع عن الحاكم: ورفع إليه الأولياء وسائر المتصرفين قصصهم وأحوالهم؛ ونفذ أوامر الحاكم، وطالع بما تجب مطالعته به. وقلد ديوان الشام، الذي كان يتولاه، لأبي عبد الله الموصلي الكاتب. وخلع علي الشريف أبي الحسن علي بن إبراهيم النرسي لنقابة الطالبيين وحمل على فرسين، وقرئ سجله في القصر والجامع.

وخلع على صقر اليهودي وحمل على بغلة، وقيد إليه ثلاث بغلات بسروج ولجم ثقال وحمل معه عشرون سفط ثياب؛ وأنزل في دار فرشت وزينت، وعلق على أبوابها وحجرها الستور، وأعطى فيها جميع ما يحتاج إليه، وقيل له هذه دارك؛ فحصل له في ساعة واحدة ما قيمته عشرة آلاف دينار. واستقر طبيب الحاكم عوضا عن ابن نسطاس.
وورد الخبر بأن ابن الجراح فر بعد قتل جماعة من أصحابه. وخلع على ياروخ وسار إلى دمشق وتبعه عسكر كثير.
واستهل رمضان، فحضر الأسماط مع الحاكم القائد صالح قائد القواد، والقاضي مالك بن سعيد، وجلس فوق القاضي عبد العزيز بن النعمان. وقد صلى الحاكم بالناس صلاة الجمعة في جامع راشدة؛ وصلى صلاة عيد الفطر وخطب على ما جرت عادته به، وأصعد معه المنبر وقت الخطبة قائد القواد صالح بن علي ومالك بن سعيد القاضي والشريف النرسي وجماعة.
وفي ثالث شوال أمر الحاكم قائد القواد السابق حسين بن جوهر والقاضي عبد العزيز بن النعمان بأن يلزما داريهما، ومنعا من الركوب وسائر أولادهما، فلبسوا الصوف وامتنع الداخل إليهم، وجلسوا على الحصر.
وفي ذي القعدة ولي غالب بن مالك الشرطتين والحسبة والنظر في البلد، وقرئ سجله بالجامع العتيق وجامع ابن طولون؛ وصرف خود ومسعود.
وفي ثالث عشرة سارت قافلة الحاج.
وفي تاسع عشره عفا الحاكم عن قائد القواد والقاضي عبد العزيز، وأذن لهما في الركوب فركبا إلى القصر بزيهما من غير حلق شعر ولا تغيير حال.
وتوقفت زيادة النيل؛ فاستسقى الناس، وخرجوا معهم النساء والصبيان مرتين.
وقرئ سجل بإبطال المكوس والمؤن التي تؤخذ من المسافرين عن الغلال والأرز.
وصلى الحاكم صلاة عيد النحر، وخطب ونحر في المصلى والملعب على عادته ورسمه وبيع الخبز ثلاثة أرطال بدرهم. وتعذر وجوده. وجرى الرسم في عيد الغدير على عادته. واشتد تكالب الناس على الخبز، فاجتمعوا وضجوا من قلته وسواده؛ ورفعوا للحاكم قصة مع رغيفة، وكانت الحملة الدقيق قد بلغت ستة دنانير.
وفتح الخليج في رابع توت والماء على خمسة عشر ذراعا، فبلغ التليس أربعة دنانير والويبة من الأرز بدينار، واللحم كل رطلين بدرهم، ولحم البقر رطلين ونصفا بدرهم، والبصل عشرة أرطال بدرهم والخبز ثمان أواق بدرهم، وزيت الوقود الرطل بدرهم.

أمــــر الحاكم بأمر الله بهدم كنيسة القيامة
وفيها خرج النصارى من مصر إلى القدس لحضور الفصح بقمامة على عادتهم في كل سنة بتجمل عظيم كما يخرج المسلمون إلى الحج، فسأل الحاكم ختكين الضيف العضدي، أحد قواده، عن ذلك لمعرفته بأمر قمامة، فقال هذه بيعة تعظمها النصارى ويحج إليها من جميع البلاد، وتأتيها الملوك، وتحمل إليها الأموال العظيمة، والثياب والستور والفرش والقناديل، والصلبان المصوغة من الذهب والفضة، والأواني من ذلك؛ وبها من ذلك شيء عظيم. فإذا كان يوم الفصح واجتمع النصارى بقمامة، ونصبت الصلبان، وعلقت القناديل في المذبح، تحيلوا في إيصال النار إليه بدهن البيلسان مع دهن الزئبق، فيحدث له ضياء ساطع يظن من يراه أنها نار نزلت من السماء. فأنكر الحاكم ذلك، وتقدم إلى بشر بن سورين كاتب الإنشاء، فكتب إلى أحمد بن يعقوب الداعي أن يقصد القدس ويهدم قمامة وينهبها الناس حتى يعفى أثرها. ففعل ذلك. ثم أمر بهدم ما في أعمال مملكته من البيع والكنائس، فخوف أن تهدم النصارى ما في بلادها من مساجد المسلمين فأمسك عن ذلك.

 

This site was last updated 03/17/12