Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الأنطاكى  سنة 398 هـ

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأنطاكى 397هـ
الأنطاكى  سنة 398 هـ

الأنطاكى  سنة 398 هـ

**************************

الجزء التالى نقل من تاريخ الأنطاكى " المعروف بصلة تاريخ أوتيخا"  تأليف يحى بن سعيد يحى الأنطاكى المتوفى سنة 458 هـ 1067 م حققة وصنع فهارسه أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمرى - جروس برس - طرابلس لبنان 1990 ص  275  - 277

*********************************

وحدث فى مصر مطر عظيم ، وسقط برد كثير فى الليل فى شهر رجب سنة 398 هـ ولم يزل إلى  وقت مغيب الشفق ، وبعد رقدة من الليل نزل من الجبل سيل عظيم بالقاهرة وطرح بالحارة المعروفة كانت بالروم ثم عرفت بالكتامين زهاء 300 دار ، ومات تحت الردم عدد متوافر من الناس ، وطرح أبنية من قصر الخلافة ومواضع عدة من حارة عبيد الشرا [وقتل أيضا عدد كثير]

إضطهاد الحاكم العام للمسيحيين وللأقباط خاصة

وكان رسم (عادة) النصارى من بيت المقدس جاريا فى كل عام بحمل شجرة [عزيمة] من الزيتون فى عيد الشعانين من الكنيسة المعروفة  بالعازرية إلى كنيسة القيامة وبينهما مسافة بعيدة وأن يشق بها شوارع المدينة بالقراءة والصلوات حاملين الصليب مشهوراً ويركب والى البلد فى جميع مواكبه معهم ويذب عنهم

وكان الرسم بمصر (عادة أو تقليد) وسائر البلاد أن تزين الكنائس فى هذا العيد بأغصان الزيتون فى هذا اليوم وقلوب النخل ، ويفرق منها على الناس على سبيل التبرك بها فمنع الحاكم فى هذه السنة أهل بيت المقدس من ؤسمهم (أى عادتهم) وأمر أن لا يعمل ذلك فى شئ من أعمال مملكته فى ذلك اليوم ولا يحمل ورقة من ورق الزيتون ولا سعف النخل فى كنيسة من سائر الكنائس ولا يلحظ شئ منها فى يد المسلم ولا النصرانى ولا غيرهما من جميع الناس وحظ عليهم أشد تحظير

ووضع يده فى يوم السبت العاشر من سنة 398 هـ على أوقاف الكنائس والديارات (الأديرة) الحديثة والقديمة بمصر خاصة دون غيرها من البلدان ، وجعلها بإسمه [وذلك يوم السبت لعشر خلون من رجب سنة 398 هـ  (1)

الحاكم وعزل قائد القواد

وعزل قائد القواد الحسين بن جوهر عن النظر فى تدبير الأمور ، ونصب لذلك صالح بن على (لدويدارى فى شعبان سنة 398هـ ) ولقبه فى شهر رمضان فى 399 هـ بثقة الثقات السيف والقلم

إضطهاد الكتبة الأقباط  ممن يعملون بالدواوين وتعذيبهم حتى يسلموا

وسعى بعض الكتاب بكاتب يعرف بمنصور بن عبدون النصرانى (2) وكان متولى ديوان الشام وبجماعة من كتاب دواوين مصر ونفر من الكتاب المسلمين وطولبوا بحساب ما كانوا يتولونه ، وصادر ممتلكاتهم وحكم بمعاقبة النصارى منهم خاصة وعلق مجموعة منهم بأيديهم وإستولى على جميع ممتلماتهم ، ولبثوا أياماً معلقين فى برد الهواء وحر الشمس وإهطال المطر غلى أن مات عدة منهم تحت العذاب ، ثم أسلم نفر منهم وأطلقوا وعفى عن باقيهم بالإسلام ، وأزيلت المطالبة لهم ، وجدوا فى تخليتهم منصور بن عبدون من غير أن يكون أسلم (3)

 

ونقص ماء النيل فاحشا حتى إنقطع سير المراكب فى البحر الشرقى من تنيس ومن المحلة ، وصار مخاض تخوضة الدواب وتغيرت رائحته حتى كان الناس يستقون ما يشربونه من بحر الجيزة (4) [خارج المختارة مقابل بولاق]

*******************

المراجع

(1) أمر الخليفة الحاكم بأمر الله بالإستيلاء على أوقاف الكناس القبطية بمصر ورد فى : إتعاظ الحنفا 2/ 208 - 209 والمنتظم 7/ 239 - ودول الإسلام 1/ 239

(2) راجع تاريخ دمشق 58 و61 و64 وهو أبو النصر بن عبدون راجع إتعاظ الحنفا 2/ 81

(3) راجع ذيل تاريخ دمشق 61 و 62

(4) بحر الجيزة هو نيل مصر ويوجد إشارة فى إتعاظ الحنفا 2/ 74

*************************

الجزء التالى نقل من كتاب الفتنة الدينية والإجتماعية فى بغداد الفصل الثالث ص 148

الشيعة وبغداد

في سنة (334هـ – 945م) عندما استولى البويهيون على بغداد ، وثمة تحالف قام بينهما وبين الشيعة فى مصر  وحاولوا من خلال ذلك ضم العراق الى الدولة الفاطمية ، وقد تراجع البويهيون عن هذه الفكرة خوفا من ضياع سلطتهم السياسية لذا استغل الفاطميون ضعف الخلافة بسبب استبداد الأمراء البويهيين بالخلفاء العباسيين وعملوا على إرسال دعاتهم الى بغداد لنشر الدعوة لهم . وشجعوا على العمل على تقويض دعائم الخلافة العباسية وانتزاع زعامة الإسلام منها ( 1) . فقد تأثر البويهيون الى حد كبير بالدعاية الفاطمية في العراق ، وحرصوا على الاحتفاظ بنفوذهم السياسي يؤثرون الفاطميين على العباسيين من الناحية المذهبية ، فجرت رسائل ودية بين العزيز بالله الفاطمي وعضد الدولة ، فأعترف هذا السلطان بإمامة الخليفة الفاطمي ( 2)، ففي سنة (398هـ – 1007م) قامت الشيعة في بغداد بمناصرة الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي ونادوا (يا حاكم يا منصور) ( 3).

واستخدم الفاطميون الإجراءات التعسفية في محاربة أهل السنة ولا سيما في مصر . ففي سنة (416هـ – 1025م) ارغم الفقهاء السنيون سواء إكانوا من أتباع المذهب المالكي أم من اتباع غيره من المذاهب السنية على مغادرة مصر( 4) . وادى هذا الأمر الى غضب أهل السنة في بغداد فكان ذلك سببا من أسباب الفتنة والتنازع بين الطرفين .

ولاقت الدعوة الفاطمية نجاحا في العراق ولاسيما في عهد الخليفة العباسي القائم بأمر الله بفضل النشاط الذي بذله الداعي المؤيد في الدين هبة الله الشيرازي الذي قام بنشر الدعوة للخليفة المستنصر بالله الفاطمي ، وتمكن من كسب العديد من الديلم الى الدعوة الفاطمية ( 5) وبعض قادتهم ومن أبرزهم الأمير ابي كاليجار الذي استجاب للدعوة ( 6). وان هذا الداعي استطاع نشر الدعوة في العراق بمساعدة البساسيري ، وهو مملوك كان يعمل في خدمة الخليفة القائم بأمر الله ، وكان على علاقة حسنة مع الخليفة الفاطمي في مصر ، وأن دخول البساسيري بغداد ومحاولته نشر الدعوة ، قد ادى الى انقسام العامة الى قسمين ، منهم من أيده ومنهم من وقف الى جانب الخليفة ، ولم يقدر الخليفة على مواجهة جيوش البساسيري لضعفه
وانعدام إمكانياته العسكرية إلا ان الوزير ابن مسلمة ألح عليه بالصمود والاستعداد للمواجهه ( 7) وقد أدرك القائم بأمر الله الخطر الذي اصبح يهدد الخلافة العباسية من جراء انتشار الدعوة الفاطمية في العراق ، فلجا الى سلاح التشهير بالخلفاء الفاطميين والطعن في نسبهم ، فاصدر في سنة (444هـ – 1052م) محضرا تضمن القدح في نسبهم ، وأنهم ليسوا من أهل البيت ، وقد وقع على هذا المحضر الفقهاء والقضاة والأشراف والشهود ، وبعثت منها نسخ عديدة الى البلاد الإسلامية ( 8) وهكذا أصبح الخلاف في بغداد بين السنة والشيعة( 9) وهكذا أسفر هذا التنازع السياسي بين السلطتين العباسية والفاطمية عن تأزيم الظروف بشكل حاد أحيانا في صفوف العامة من كلا الطرفين .

المراجع

( 1) محمد جمال الدين سرور ، النفوذ الفاطمي في بلاد الشام والعراق ، 75 - 76 .
( 2) المرجع السابق ، 79 - 81 .
( 3) ابن الجوزي ، المنتظم ، 7/237 .
( 4) المقريزي ، الخطط المقريزية ، 2/161 .
( 5) المؤيد في الدين ، سيرة المؤيد في الدين ، 55 .

( 6) المصدر السابق ، 43 ؛ حسن إبراهيم حسن ، تاريخ الدولة الفاطمية ، 322 .
( 7) عبد الجبار ناجي ، ثورة البساسيري في العراق ، 69 .
( 8) ابن الجوزي ، المنتظم ، 8/154 ؛ المقريزي ، الخطط ، 2/163 ؛ اتعاظ الحنفا ، 223.
( 9) احمد أمين ، ظهر الإسلام ، 2/5 .


This site was last updated 06/30/12