Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

نشأة الخلافة العباسية / الخلافة العجمية 

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
نشأة الخلافة العباسية
الخليفة أبي العباس السفاح1
الخليفة أبي جعفر المنصور2
المهدي3
الخليفة الهادى 3
هارون الرشيد5
الخليفة الأمين6
الخليفة المأمون7
المبارك 8
الخليفة المعتصم9
الخليفة الواثق بالله10
خلافة المتوكل11

الخلافه العباسية العجمية

 بداية نشأة خلافة الأسرة العباسية

كتب بعض المسلمون إلى رجل يكون من بنى هاشم هو "أبى هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية بن على بن أبى طالب" أحد العلماء الثقات ، وأحد زعماء العلوين وكان مقيمًا بالشام قريبًا من دمشق عاصمة الخلافة الأموية.. ووصلت أخبار المكاتبة إلى الخليفة الأموى "سليمان بن عبد الملك  سنة 99هـ/ 718م."، فخشى أبو هاشم على نفسه من  بطش الخليفة وكانت قد تقدمت به السِّنّ- فانتقل إلى "الحميمة" من أرض الشام

إضطهد الأمويين على ابن عبدالله بن عباس جد العباسين ونفوه إلى قرية من قرى بادية الشام فذهب حيث يقيم  "عليّ السَّجَّاد بن عبد الله بن عباس" فأوصى إلى عم "محمد بن على بن عبد الله بن عباس" بما كان من أمر الناس معه، ودفع إليه الكتب التى كتبوها إليه، وكان أبى هاشم عبد الله  مريضاً فتنازل لمحمد عن حقوق المطالبة بالخلافة ( ولقب بالإمام ) وقال لعلى السجاد عم محمد : " أنت صاحب هذا الأمر ، وهو فى ولدك " . ثم مات . حيث حضرته منيته
وأخذ محمد العباسى فى تنفيذ ما أوصاه به أبوهاشم ، فاتصل بالناس، واختار من بينهم دعاة لخلافته فى ربوع الدولة الأموية، يشهرون بها وينتقدون عيوبها، ويدعون إلى ضرورة أن يتولى أمر الخلافة رجل من آل البيت قادر على أن يملأ الأرض عدلا ، وأنتشرت دعوتهم وإلتف حولهم كثير من الناس
ومات محمد بن على بن عبد الله بن عباس سنة 124هـ/742 م  وأوصى ابنه إبراهيم الملقب بالإمام بمواصلة الدعوة للخلافة من بعده.
ونظم إبراهيم الإمام الدعوة العباسية للخلافة ووضع لهم قادة , من أمثال أبى سلمة الخلال على الكوفة، وأبى مسلم الخراسانى على خراسان.وقد كانت الكوفة وخراسان مهد لنشر الدعوة للخلافة العباسية ، فالكوفة كانت مهد التشيّع لأهل البيت , و خراسان كانت قريبة من الفرس الّذين كانوا سئموا من حكم بني أميّة وتطلعوا إلى قيام حكم بني العباس وخاصة سكّان مقاطعة سيستان الّتي كانت دائمًا معقل الثوار ومركز المؤامرات ضدّ العرب , فقد كان العنصر العربي هم عصب الدولة الأموية والجنس الأعلى المسيطر على باقى الأجناس , فلم يكن يتولى أحد من الفرس شيئًا من الولايات العامّة , وكان بنو أميّة يعاملونهم معاملة السّادة للعبيد كما إعتادوا أن يعاملوا باقى الشعوب .

 وفى عهد آخر خلفاء بنى أمية "مروان بن محمد" صدر الأمر إلى أبى مسلم الخراسانى بالجهر بالدعوة لخلافة العباسيين، ولم يلبث أبو مسلم أن هاجم "مرو " عاصمة خراسان ، وكاد أن يستولى عليها إلا أنه لم يتمكن من ذلك، فق أسرع الوالى على خراسان من قبل بنى أمية، وهو "نصر بن سيار" ويطلب من الخليفة الأموى مروان بن محمد مددًا، وينبه رجال الدولة إلى الخطر المحدق فأنشد شعراً قال فيه :
أَرى خَلَلَ الرَّمادِ وَميِضَ نــــارٍ ويُوشكُ أن يَكُونَ لَهَا ضِـرَامُ
فإن النارَ بالعودين تُذْكــــــى وإن الحربَ مبدؤها كـــــلامُ
فقلت من التعجب ليتَ شِعرى أأيقاظ أمية أم نيـــــــــام؟
ولم يهتم بنو أمية بهذا الأمر فلم يمدُّوا واليهم "نصر بن سيار" على خراسان بشىء، فأدرك أبو مسلم الخراسانى أن الوالى الأموى لن يستطيع صد هجومه طويلا، وأنه سيغزو "مرو" يومًا ما قريبًا .

فى سنة 130هـ/ 748م. أخذ ابو مسلم الخراسانى يجمع العرب من حوله ، ثم هاجم "مرو" فسقطت له، وهرب واليها "نصر بن سيار"
وواصل أبو مسلم غزواته، فدانت له "بلخ" و"سمرقند" و"طخارستان" و"الطبسين" وغيرها، وتمكن من بسط سيطرته ونفوذه على خراسان جميعًا، وراح يتطلع إلى غيرها ، وكان كلما فتح مكانًا أخذ البيعة من أهله على كتاب الله-عز وجل-وسنة نبيه ( "وللرضا من آل محمد"، أى يبايعون إمامّا مرضيًا عنه من آل البيت من غير أن يعِّيَنهُ لهم.

الخليفة "مروان بن محمد" يعتقل الإمام "إبراهيم بن محمد"
 وحدث أن وقع فى يد الخليفة (مروان بن محمد) كتاب من "الإمام إبراهيم العباسى" يحمل تعليماته إلى الدعاة لخلافة بنى العباس ، وعرف الخليفة مروان خطتهم وتنظيمهم، كان منشغلا بتوطيد سلطان خلافته ، واكتفى الخليفة "مروان بن محمد" بأن أمر القائم بالأمر فى دمشق بالقبض على الإمام "إبراهيم بن محمد" "بالحميمة" وإيداعه فى السجن ، وقبض عليه وأودع السجن، ولما علم "إبراهيم" أن مصيره الموت أوصى لأخيه "أبى العباس" بالإمامة طالبًا منه أن يرحل إلى الكوفة ومعه أهل بيته ؛ لينزل على داعى العباسيين بها وهو "أبو سلمة الخلال"  وظل الإمام إبراهيم العباسى حبيسًا إلى أن مات فى خلافة مروان بن محمد سنة 132هـ/750م.

المسلمون يبايعون سفاح ليكون خليفة
وفى الثانى عشر من ربيع الأول سنة 132هـ/ 750م فى الكوفة بعد ان وصل آل العباس إليها - تمت مبايعة أبى العباس خليفة للمسلمين، وتوجه "أبو العباس" إلى مسجد الكوفة عقب مبايعته بالخلافة وألقى  خطبة كانت بمثابة الإعلان الرسمى عن قيام خلافة الأسرة العباسية ، ومما جاء فى تلك الخطبة:
"الحمد لله الذى اصطفى الإسلام لنفسه، وكرمه وشرفه وعظَّمه، واختاره لنا، زعم الشامية أن غيرنا أحق بالرياسة والسياسة والخلافة منا، شاهت وجوههم، بِمَ ولم أيها الناس؟ وبنا هدى الله الناس بعد ضلالتهم، وبصرهم بعد جهالتهم، وأنقذهم بعد هلكتهم، وأظهر بنا الحق، ودحض الباطل، وأصلح بنا منهم ما كان فاسدًا، ورفع بنا الخسيسة، وتمم النقيصة، وجمع الفرقة، حتى عاد الناس بعد العداوة أهل التعاطف والبر والمواساة فى دنياهم، وإخوانًا على سرر متقابلين فى آخرتهم، فتح الله ذلك -مِنَّةً وبهجة -لمحمد (، فلما قبضه الله إليه، وقام بالأمر من بعده أصحابه، وأمرهم شورى بينهم، حَوَوْا مواريث الأمم، فعدلوا فيها ووضعوها مواضعها وأعطوها أهلها، وخرجوا خماصًا منها، ثم وثب بنو حرب وبنو مروان فابتزُّوها وتداولوها، فجاروا فيها واستأثروا بها، وظلموا أهلها، وقد أملى الله لهم حينًا حتى آسفوه، فلما آسفوه انتقم منهم بأيدينا، وتدارك بنا أمتنا، وَوَلِىَ نصرنا والقيام بأمرنا، لَيمُنَّ بنا على الذين استضعفوا فى الأرض، فختم بنا كما افتتح بنا، وإنى لأرجو ألا يأتيكم الجور من حيث جاءكم الخير، ولا الفساد من حيث جاءكم الصلاح، وماتوفيقنا أهل البيت إلا بالله، فاستعدوا أيها الناس، فأنا السَّفَّاح المبيح والثائر المنيح  ".
إلى أن التقى الجيشان العباسي والأموي على ضفة نهر الزّاب قرب مدينة الموصل في شهر جمادى الآخرة عام مائة واثنين وثلاثين هجريّة , ودارت بينهما الحرب حتى انتصر الجيش العبّاسي بقيادة أبي مسلم الخرساني

أول خلفاء بنى العباس عبدالله السفـــــــــــــاح :

 

وقد انتقلت الخلافة إلى بني العباس بعد نجاح الدعوة السرية التي أطلقها دعاتهم منذ بداية السنة المائة للهجرة في خراسان حتى سنة 132هـ, وكان سر الدعوة التي كان ظاهرها الدعوة لاختيار خليفة من بيت آل النبي صلى الله عليه وسلم يرضى عنه المسلمون, وكان يطلق عليها (الرضى من آل محمد), إمعانا في الكتمان. ثم تبين أنها كانت تخفي الدعوة لبني العباس ليصبح الحكم للأسرة العربية الثانية .

كان الخليفه عبدالله أبى العباس 751م ، هو مؤسس الحكم العباسى ، وأول خلفاء بنى العباس ، والخلافه العباسيه من سلاله العباس عم محمد صاحب الرساله الإسلاميه ويرأسها العباس الهاشمى الذى إدعى الخلافه وتبوأ الخلافه فى خراسان بمساعده عبد الرحمن بن مسلم الذى طارد جيوش مروان الأموى وغزا الكوفه وسوريا فطلب أهل البيت الأموى الصلح فدخل الى دمشق عصمه الأمويين وأعلن على المنبر يوم مبايعته ( أن الله رد علينا حقنا ، وختم بنا كما إفتتح بنا ، فإستعدوا فأنا السفاح المبيح ، والثائر المبير ) وغير معروف من الذى أطلق إسم السفاح عليه ، أم هو قد أطلقه على نفسه ، إلا ان هذا الإسم كان جديرا به ، وصفه دقيقه لصاحبه ،

وفي يوم الجمعة الثاني عشر من ربيع الأول سنة 132هـ دخل الكوفة أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وبويع في مسجدها, وألقى في أهل الكوفة خطابا, بين فيه حق بني العباس في الخلافة, وجاء فيه مخاطبا إياهم: (.... وقد زدت في أعطياتكم مائة درهم فاستعدوا, فأنا السفاح المبيح, والثائر المبير) , فلقب بالسفاح.

وذكر المؤرخين أن الحكم العباسى كان أكثر دمويه من العصور السابقه وأعد حفله ودعى جميع أسر الأمويين حوالى90 فردا من رجال ونساء وأطفال البيت الأموى وقتلهم بطريقه وحشيه لم يسبق لها مثيل ، فى تاريخ البشريه ، فأمر بهم عبد الله ( وقيل أنه السفاح ) فضربوا بالعمد ( أى أن السفاح أمر بضربهم على رؤوسهم بأعمده حديديه ، بحيث تتلف بعض أجزاء المخ ، ويبقى الجسد حيا يصارع الموت ) حتى قتلوا وبسط عليهم الأنطاع ( بسط مفارش المائده فوق الأجساد الحيه التى تتصارع مع الموت) فأكل الطعام عليها وهو يسمع أنين بعضهم حتى ماتوا جميعا )( راجع الكامل فى التاريخ لابن الأثير ج4 ص334)
وقد غدر العباسيين بالباقى من أسرة بني أمية في فلسطين فقتلوهم على شاطئ نهر (فطرس) وتشتت من نجا منهم في الآفاق, وتشردت نساؤهم حتى باتوا من السائلين . ،

ونجى مروان الخليفه الأموى وهرب الى مصر كما نجا رجل آخر هو " عبد الرحمن بن معاوية " إبن الخليفة هشام " هرب الى أسبانيا ( الأندلس ) حيث وجد الكثير من عسكر آبائه بايعه اهلها بالخلافه وأسس بها دولة أموية مستقلة وعاصمتها " قرطبة " ومن أشهر خلفائها " عبد الرحمن الناصر " الذى نافست قرطبة فى عصرة بغداد وتعاقبت عائلته فى الحكم 250 سنه أما عبد الرحمن بن معاويه بن هشام مسس الخلافة الأموية فى الأندلس وصفه الخليفه المنصور قائلا: " إقتحم جزيره شاسعه المحل( يقصد الأندلس) نائيه المطمع ، عصبيه الجند ، ضرب بين جندها بخصوصيته ، وقمع بعضهم ببعض بقوه حيلته ، وإستمال قلوب رعيته 00 إن ذلك هو الفتى الذى لا يكذب مادحه ) وبقيت دولتهم فى الحكم إلى سنة 422هـ ( 1031) ثم ورثهم ملوك الطوائف وغيرهم فأخذ الأسبان يستولون على الأندلس بلداً بلداً , ثم إستولى عليها ملوك البربر من " الملثمين والموحدين – ثم بنو الأحمر " حتى سقطت فى يد الأسبان نهائياً سنة 897 هـ ( 1492 م )

ساحة المسجد الذي تحول إلى كاتدرائية بعد سقوط قرطبة  .

يدأ عبد الرحمن الداخل وأسمه عبد الرحمن الناصر الذى أعلن نفسه خليفة على بلاد الأندلس وقد يدأ بناء جامع قرطبة فى عام 755 م على مساحة 24 ألف  ليكون واحدا من أكبر مساجد العالم الإسلامي ، كانت تملأها أشجار البرتقال والرمان وكان يأكل منها الجائعون والقادمون إلى المدينة من بقاع شتى , وقد تم توسيعة ثلاث مرات حتى وصل إلى مساحته الحالية ,وقد تحول هذا المسجد إلى كاتدرائية بعد سقوط قرطبة  في أيدي الأسبان عام 1236 ميلادية .

والصورة المقابلة جدارن مسجد قرطبة لا تزال تحمل النقوش الإسلامي والذى تحول إلى كنيسة وما زال يوجد أكثر من ألف عمود بحمل هذا البناء موجوداً حتى هذا اليوم , ويسع هذا المبنى 40 الف مصلى , ومن المرجح أن يكون هذا الجامع الذى بناه الخليفة عبد الرحمن أصله كنيسة لأنه الجامع الوحيد الذى لا يتجه محرابه إلى القبلة فى مكة , وبهذا يمكن القول أن هذا المبنى قد تحول إلى أصحابه الأصليين بعد أن سرق ملكيته المسلمين وليس هذا المسجد فقط ولكن عادت الأندلس إلى سكانها الأصليين أهل أسبانيا . ويعتقد أيضاً أن بناؤهم هذا المسجد قد كان ليتفوقوا على بناء الجامع الأموى فى دمشق الذى حولوه من كنيسة بيزنطية أيضاً , وقد كان هذا الجامع ينافس الأزهر وأكبر الجوامع فى العالم الإسلامى القديم فى الأراضى التى غزاها العرب المسلمين .

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_2160000/2160475.stm راجع البيبى سى لمزيد من المعلومات

 ولم يكتفى السفاح أن يكون سفاحا للأحياء بل تعداهم الى الأموات ، فنبش القبور ومثل بجثث الموتى من عائلته وأقربائه من جميع الخلفاء الأمويين السابقين ،  وقد فعل أفعالا وحشيه يندى لها الجبين ، ويمكن قرائه أفعاله المشينه  فى ( مروج الذهب للمسعودى ج3 ص319 والكامل فى التاريخ لإبن الأثير ج4 ص333 )

وهناك أحاديث منسوبه الى الرسول منذره بخلافه السفاح فى كتب الفقه ومنها ما اورده إبن حنبل فى مسنده مثل ( يخرج رجل من أهل بيتى عند إنقطاع من الزمان وظهور من الفتن ، يقال له السفاح ، فيكون إعطاؤه المال حثيثا ) وذكر الطبرى أيضا ( أن رسول الله أعلم العباس عمه أن الخلافه تؤول الى ولده ، فلم يزل ولده يتوقعون ذلك) ووصف السفاح نفسه على منبر الرسول قائلا: " أنا الأفعى إبن الأفعى00! "   

ولم يحترم العباسيين العهود أو المواثيق التى يعطونها ، وكانوا يفتكون يالأنصار والمناهضين ، الأعداء والأصدقاء ، ومن الوقائع المشهوره للسفاح واقعتين شهيرتين ، الأولى حدثت عندما أعطى كتابا يحمل إمضائه الى ابن هبيره قائد جيوش مروان وتعهد له بالأمان إذا إستسلم ، وقتله بعد أيام من إستسلامه ، والثانيه فقد قتل وزيره أبا سلمه الخلال الذى يعتبر من مؤسسى الحكم العباسى فى الكوفه ، وتعمد أن يقتل بيد أبى مسلم الخراسانى ، المؤسس الأول للحكم العباسى ، وصاحب الفضل عليه لما وصل اليه فى الخلافه ، وقيل أنه كان يريد قتل أبى مسلم الذى سلم الخلافه له ، وكان يريد قتل عبد الله  (بن عم السفاح) ، الذى قاد جيوش العباسيين ضد الأمويين وإنتصر عليهم فى موقعه الزاب إنتصارا نهائيا ، ويعتقد أنه أوصى إبنه بذلك ، إلا أنه لايوجد دليلا على هذا الإعتقاد فى كتب التاريخ  

 إتخذ السفاح مدينة الأنبار بقرب الكوفة دار للخلافة وأصبحت العاصمة , وهو أول من إتخذ الوزراء , وكانت مدة حكمة 4 سنين ومات بالأنبار وعمرة 33 سنة .

ثم الخليفه عبدالله أبى جعفر المنصور 754م ، دعاه المؤرخين المؤسس الحقيقى للحكم العباسى ، أطلق علية المؤرخين شيخ العباسين ومن المعروف أن أى تمرد ضد العباسيين يقابل بقسوة ودموية وخداع ودهاء وإغتيالهم لمن يشعرون بخطورتهم على حكمهم ، وقد نشأوا على عدم الثقة بسبب ثورتهم على الأمويين الذى أوصلهم الى الحكم ، فكان الخليفه عبد الله شديد الخوف من فقدان الحكم والسلطه التى حصلوا عليها نتيجه للتمرد والوحشيه ،

وهكذا طوي علم بني أمية الأبيض وارتفع علم بني العباس الأسود.

و
تمرد علية أشراف العلويين وبعض أعمامة ومع أنه إشتهر بهدوء الأخلاق ولكنه كان متردد الأفكار متقلب فى آرائه يغير قراراته بسرعه لا يثق بأحد خاصه الولاه وقواد الجيش لهذا كان يغير الولاه كلما سمع وشايه من واشيا ، فأقام فى مصر 6 ولاه فى مده 7 سنين ، وبنى مدينه السلام التى دعيت فيما بعد بإسم بغداد ولما فكر فى بنائها كتب رسائل الى الولاه لكى يرسلوا من له معرفه بالفنون الهندسيه والبناء فأرسلوا له كل المهندسين والحرفيين المهره والبنائيين من جميع الولايات ، فإختار المهندسون موقع المدينه فى أفضل موقع على نهر دجله من حيث المناخ وجمال المناظر الطبيعيه فبنوا القصور البيوت والمنازل بطريقه فنيه وبنوا حولها سورا لحمايتها من الإعتداء ونهر دجله يخترقها من الوسط ، ولم يسبق ان فكر العرب فى بناء مدن بهذا التخطيط من قبل فجائت مدينه لم يسبق لها مثيل فى عهد الإسلام وإستمرت عاصمه الحكم العباسى الى ان إنهار حكمهم ، وما زالت من أكبر المدن فى العراق ، أى انه بعد أكثر من حوالى 100 سنه شعر العرب بأنهم لم يعودوا أمه قبليه ، وبدأوا يندمجون مع الشعوب الأخرى ويذوبون فى حضاراتها ، بدلا من مقاومه التقدم الحضارى وإحراق الكتب ، فكان بناء المنصور لمدينه السلام (بغداد حاليا) أعطى العلماء الحريه فى التفكير والإبداع تحت الحكم العربى0

ومن أعمال المنصور الوحشيه التى تدل على خساسه الطبع ، أنه أمر أبا مسلم الخراسانى الذى أسس الحكم العباسى فى خراسان ، بقتل عبد الله بن على (إبن عم أبيه) ، ثم قام هو بنفسه يقتل أبى مسلم ، ولما قال أبى مسلم: " إستبقنى يا أمير المؤمنين لعدوك0 " قال: " وأى عدو لى أعدى منك0 " وحدث أن دخل ولى عهده ، عيسى بن موسى ، ورأى أبا مسلم قتيلا فقال: " قتلته ؟ ، قال: " نعم0 قال: "إنا لله وإنا إليه راجعون ، بعد بلائه وأمانته00! فقال المنصور: " خلع الله قلبك ! والله ليس لك على وجه الأرض عدو أعدى منه ، وهل كان  لكم ملك(حكم وسلطان) فى حياته ؟ " -

وحاول المنصور إستماله الخليفه الأموى بالأندلس بواسطه الهدايا وعندما فشل ، تحالف الخليفه عبد الله ابى جعفر المنصور مع الإمبراطور شارلمان ، ثم مع ببين ، والإثنان ملوك من ملوك الفرنجه ، ضد خليفه الأندلس الأموى المسلم عبد الرحمن بن معاويه بن هشام ، ولكن هذا التحالف فشل فى هزيمه الخليفه الأموى (راجع التاريخ الإسلامى د0 على إبراهيم حسن مكتبه النهضه المصريه ص365-366) ، ووصف المنصور نفسه فى خطبه شهيره له بالمدينه سلطان الله فى أرضه ، وظل الله المدوده بينه وبين خلقه  - وحدث حوار بين المنصور من ناحيه ، ومحمد العلوى ( مشهور بإسم النفس الذكيه) وأخيه إبراهيم من ناحيه أخرى ، وكان محور الحوار والنقاش هو ، من هو أحق بالخلافه ؟  وكان من رأى المنصور أن العم أقرب من إبن العم ، لهذا فهو أحق بالخلافه ، ورأى محمد وأخيه أنه من نسل على وفاطمه فهما أحق بالخلافه ،

وكان المنصور قد أعطى الأمان الى محمد وأخيه فقال محمد المسمى بالنفس الذكيه: [ أى الأمانات تعطينى ؟ أمان ابن هبيره ؟ ( قتله السفاح بعد إعطائه كتاب الأمان) أم أمان عمك عبد الله بن على ؟ (أمر المنصور أبى مسلم بإغتياله) أم أمان أبى مسلم ؟ ( قتله المنصور بنفسه) 0] ورد عليه المنصور قائلا: [ ثم كان الحسن فباعها لمعاويه بخرق ودراهم، ولحق بالحجاز وأسلم شيعته بيد معاويه ،ودفع الأمر الى غيرأهله] ( المرجع السابق التاريخ الإسلامى العام ص 355) . :

البلاد المحتلة تحت الإحتلال العباسى
 

وترتب على حكم الأسرة العباسية :-

أولا - نقلوا عاصمة الخلافة من الشام إلى العراق وأستتب الأمر بإنتصار أهل العراق على أهل الشام بعد صراع دام أكثر من قرنين من الزمان.
ثانيا - رجوع طرق التجارة القديمة بانتقال النشاط التجاري إلى العراق, وربط التجارة البرية ببغداد والبحرية بالبصرة.
ثالثا - قيام صراع بين أشراف العرب وأشراف الموالي ( الذين اسلموا من الفرس على الفوز بمناصب الدولة, وتغلب  الموالى والأتراك بهذه المناصب وبهذا أنتهى عهد الدولة العربية الإسلامية وبدأ عهد الدخلاء أو من يسميهم العرب بالموالى .

رابعا - أدت قسوه العباسيين بإزدياد مقاومة الناقمين من العلويين والخوارج وتوالي ثوراتهم على الحكم العباسي, وانشغال الدولة بقمعها مما أدى إلى:
ا - إلى توقف الإعتداء على الدول المجاورة وتحول الدولة العباسية من موقف الهجوم - وهو موقف الدولة الأموية - إلى موقف الدفاع, واعتبار الحدود التي وصل إليها الأمويون في فتوحاتهم, حدودا نهائية والوقوف عندها والاكتفاء بالدفاع عنها وما زال المسلمون حتى اليوم ينتظرون الفرصة للأعتداء وتوسيع رقعة الأرض التى أحتلوها .
ب - عجزت الخلافة عن ضبط الحكم في الولايات الإفريقية, مما اضطرها إلى  الإعتراف بانتزاع بعض الأقاليم من سيادة , كما فعل عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأموي الملقب بالداخل, حين انتزع الأندلس سنة 138هـ وحكمها حكماً كإمارة مستقلة تحولت إلى خلافة سنة 300هـ في عهد عبد الرحمن الناصر وكما فعل إدريس الأول, بعد نجاته في وقعة (فخ) سنة 169هـ, وإقامته في المغرب دولة علوية مستقلة, وأدى اختلال الأمور في المغرب الأدنى (تونس) إلى تولية إبراهيم بن الأغلب عليه ومنحه الاستقلال الذاتي سنة 184هـ, وإنشائه دولة بني الأغلب, لتحول دون امتداد دولة الأدارسة نحو المشرق.

كما انفصلت سياسيا وإداريا عن دولة بني العباس, نشأت في إفريقية إمارات مستقلة كأمارة بني مدرار التي أنشأها في (سجلماسة) أبو القاسم سمغو سنة 155هـ, والإمارة الرستمية التي أنشأها عبد الرحمن بن رستم في (تاهرت) سنة 160هـ, وكانت كلا الإمارتين تدينان بمذهب الخوارج.
خامسا - قام الخليفة المامون بتخصيص بعض الولاة بإقليم من أقاليم الدولة استقلالا, بتخصيص طاهر بن الحسين بإقليم خراسان إمارة مستقلة يتوارثها أبناؤه من بعده مكافأة لهم لقيامهم بخدمة الدولة, وذلك مكافأة له لأنه ساعده فى الحرب لضد أخيه الخليفة الأمين في حصاره لبغداد والفوز بقتله وحمل رأسه إليه.  
وأخ

ولم يتحمل المنصور الحوار الديمقراطى فقبض على الكثير من أبناء عمومته وأهله وحبسهم وعذبهم حتى الموت  ، وهاجم بالمدينه وتقاتلا حتى قضى على محمد وقتله ، وهاجم أخيه فى البصره إبراهيم وقتله أيضا .

وذكر كتاب مروج الذهب للمسعودى ج3 ص309 { أن هيئت للمنصور عجه   ( طعام ) من مخ وسكر فإستطابها ، فقال : أراد ابراهيم أن يحرمنى هذا وأشباهه0 –

وعاصره الكثير من الفقهاء مثل أبو حنيفه ، ومالك والأوزاعى ، وعمرو بن عبيد  ، وعباد بن كثير ، وسفيان الثورى ، وجعفر بن محمد الصادق  وغيرهم وأمر المنصور بالقبض على أبى حنيفه وحبسه وجلده ودس السم له وذلك لأنه رفض ولايه القضاء  وأمر المنصور بالقبض على ، مالك ، وجلده عارى الجسد ، عارى العوره ، لأنه ذكر حديثا عن الرسول لم يعجبه .

 ومن المشاهير فى عصر المنصور ، إبن المقفع ، أرسل كتابا الى المنصور أسماه ( رساله الصحابه ) وضع فيه كل ما يتمناه حكيم فيلسوف من الحكم فيه نصحا عن كيفيه إختيار معاونيه ، وحسن معامله الرعيه  وكان ينتظر تقديرا ماديا كعاده الخلفاء من الشعراء أو حتى على الأقل تقديرا أدبيا ، إلا أن المنصور أمر بالقبض عليه  وقطع أطرافه قطعه قطعه ، وشواها على النار، وأطعمه إياها مجبرا ، قطعه قطعه ، حتى أكرمه الله بالموت(المرجع السابق ) .       

ثم الخليفه محمد منصور المهدى هو إبن الخليفه السابق

ثم الخليفه موسى مهدى الهادى هو إبن محمد المنصور المهدى وام يمكث هذا الخليفه فى الحكم سوى بضعه أشهر ومات وآلت الخلآفه الى هارون الرشيد سنه 168 هجريه

ثم الخليفه هارون الرشيد سنه 786م هو إبن محمد منصور المهدى وأخ الخليفه السابق موسى مهدى الهادى كان أكثر الخلفاء حبا فى المعرفه والعلم ، وبلغ الحكم العباسى فى زمانه أوج مجده ، وكان الناس يحتفظون بالكتب وكان يخفونها خوفا من حرقها أو القبض عليهم ،  فبدأت حركه ترجمه الكتب المختلفه من اللغات الفارسيه والقبطيه واليونانيه ومختلف اللغات الأخرى الى اللغه العربيه ، وإشتغل بالعلم والدراسه العديد من الناس ، وكان ما فعله هارون هو أساس الحضاره الغربيه حيث ترجمت هذه الكتب من العربيه الى اللاتينيه ومختلف لغات أوربا .

وعقد الرشيد صداقه مع كرلوس الكبير وتبادلا الهدايا وكانت الهدايا شطرنجا ثمينا وفيلا كبيرا وساعه من مخترعات العرب  وظن الغربيون أن بها شيطان يحركها وأرسل له مفاتيح كنيسه القيامه وامر ولاته ان يهتموا بمعامله زوار اورشليم معامله حسنه

وإشتغل بالعلم والدراسه العديد من الناس ، وكان ما فعله هارون هو أساس الحضاره الغربيه حيث ترجمت هذه الكتب من العربيه الى اللاتينيه ومختلف لغات أوربا وعقد الرشيد صداقه مع كرلوس الكبير وتبادلا الهدايا وكانت الهدايا شطرنجا ثمينا وفيلا كبيرا وساعه من مخترعات العرب وظن الغربيون أن بها شيطان يحركها وأرسل له مفاتيح كنيسه القيامه وامر ولاته ان يهتموا بمعامله زوار اورشليم معامله حسنه 0 ومن صفات الرشيد التى تحسب له انه كان يهتم برعيته ان إمرأه شكت له جيشه إذ أضر بحقلها حين مر فيه ، فقال الرشيد: " جاء فى حديث من عاده العسكر أن يضر بالأراضى فعلى أهلها الصبر0" فقالت: " وقيل أيضا أن الملوك الذين يسمحون بضرر رعاياهم يجلبون خرابا فى ممالكهم0" فإستحسن جوابها وأنعم بتعويضها عن خسائرها0وما يحسب ضده أنه قتل جماعه البرامكه الذين خدموا أسلافه وجدوده خدمات لا تحصى ولا تعد ولم يعرف السبب بالتأكيد وقد ذكرالمؤرخون أن وزيره جعفر بن يحى البرمكى فسق بعباسه أخته فولدت توأمين سفاحا فوضع الرشيد أخته وهى حيه ودلاها الى بئروأحضر والديها ونظرا إليهما وبكيا ثم أمرا بهما فرميا فى البئر ثم ردمها وقال مؤرخون أن الرشيد دفع يحى بن عبد الله بن على بن أبى طالب الى جعفر البرمكى ليحبسه فأطلقه بعد مده ولما سأله الرشيد عن ذلك قال: " علمت أن لا مكروه عنده فقال له الرشيد: " قتلنى الله إن لم أقتلك0" وقال مؤرخون آخرون أن جعفر قد إبتنى قصرا بلغت نفقاتها 20000000أى 20 مليون درهم ووشى بعضهم الى الرشيد فنقم عليه وعلى قومه وأمر بقتلهم جميعا وإستولى على القصر وممتلكاتهم وأموالهم 0 وعلى القارئ ان يقرر سبب واحد من الأسباب الثلاثه السابق ذكرها الذى جعله يقتل مجموعه من العائلات رجال ونساء وأطفال خدموه وخدموا أجداده بكل أمانه وإستولى على ممتلكاتهم وقصورهم وأموالهم وليكن حكمك مبنى على أساس سجل عائله الرشيد السابق ذكرها 0ولما مات الرشيد كان قد أوصى بالخلافه لأولاده وأولهم الأمين0

ومن صفات الرشيد التى تحسب له انه كان يهتم برعيته ان إمرأه شكت له جيشه إذ أضر بحقلها حين مر فيه ، فقال الرشيد: " جاء فى حديث من عاده العسكر أن يضر بالأراضى فعلى أهلها الصبر0" فقالت: " وقيل أيضا أن الملوك الذين يسمحون بضرر رعاياهم يجلبون خرابا فى ممالكهم0" إستحسن جوابها وأنعم بتعويضها عن خسائرها0

وما يحسب ضده أنه قتل جماعه البرامكه الذين خدموا أسلافه وجدوده خدمات لا تحصى ولا تعد ولم يعرف السبب بالتأكيد وقد ذكرالمؤرخون أن وزيره جعفر بن يحى البرمكى فسق بعباسه أخته فولدت توأمين سفاحا فوضع الرشيد أخته وهى حيه ودلاها الى بئروأحضر والديها ونظرا إليهما وبكيا ثم أمرا بهما فرميا فى البئر ثم ردمها وقال مؤرخون أن الرشيد دفع يحى بن عبد الله بن على بن أبى طالب الى جعفر البرمكى ليحبسه فأطلقه بعد مده ولما سأله الرشيد عن ذلك قال: " علمت أن لا مكروه عنده فقال له الرشيد: " قتلنى الله إن لم أقتلك0" وقال مؤرخون آخرون أن جعفر قد إبتنى قصرا بلغت نفقاتها 20000000أى 20 مليون درهم ووشى بعضهم الى الرشيد فنقم عليه وعلى قومه وأمر بقتلهم جميعا وإستولى على القصر وممتلكاتهم وأموالهم 0 وعلى القارئ ان يقرر سبب واحد من الأسباب الثلاثه السابق ذكرها الذى جعله يقتل مجموعه من العائلات رجال ونساء وأطفال خدموه وخدموا أجداده بكل أمانه وإستولى على ممتلكاتهم وقصورهم وأموالهم وليكن حكمك مبنى على أساس سجل عائله الرشيد السابق ذكرها 0ولما مات الرشيد كان قد أوصى بالخلافه لأولاده وأولهم الأمين

ثم الخليفه الأمين بن الخليفه هارون الرشيد قال المؤرخون المسيحيون عنه انه كان ثابط العزيمه واهن الهمه ضعيف الرأى والتدبير مولعا باللذات ومنهمكا بالملاهى فأرسل الى جميع البلاد لطلب الملهين واصحاب الخلاعه وضمهم إليه وأجرى عليهم الأرزاق وعمل خمس حرافات (ذهبيات) لنزاهته على أشكال حيوانات ، الأسد والفيل والعقاب والحيه والفرس وأنفق عليها مالا جزيلا فكرهه الناس أجمع ولا سيما أهل بيته وعشيرته ، فبايعوا أخاه المأمون فجهز جيشا لمحاربته ، وعصى قواد جيش الأمين عليه وإنضموا لأخيه المأمون وحاربوا معه ، فهزموا جيش الأمين وقبضوا عليه وقتلوه فى بغداد ، وقال المؤرخون المسلمون ومنهم تاريخ الخلفاء للسيوطى ص 301 " أنه إبتاع الخصيان وغالى بهم وصيرهم لخلوته ورفض النساء والجوارى " وتعلق قلب الأمين بغلام إسمه  كوثر ، وعشقه ، وأعلن المأمون الحرب على أخيه الأمين ( خرج كوثر ليرى الحرب ، فأصابته رجمه فى وجهه فجعل الأمين يمسح الدم عن وجهه( كوثر) ثم قال:

ضربوا قره عينى ومن أجلى ضربوه00 أخذ الله لقلبى من إناس حرقوه0   

ثم الخليفه المأمون بن الخليفه هارون الرشيد قال المؤرخون المسيحيون أنه كان على مدارك ساميه يحب العلم يكرم ذويه وإعتنى بنشره بين رعاياه ، وترجم الكتب المفيده الى العربيه ، وإتسعت فى أيامه مملكه العرب إتساعا هأئلا يحدها من الغرب الأوقيانوس الأتلانتيكى ومن الشرق المحيط ومن الشمال البحر الشمالى ومن الجنوب الأوقيانوس الهندى غير أنها إنقسمت فى آخر أيامه الى عده ممالك ما عدا مصر والشام اللتين إستمرتا خاضعتين له وكان الوالى عليهما أخوه المعتصم وقد خلفه بعد وفاته سنه 833م وقد إستبدل المعتصم الجنود العرب بالأتراك وسار الذين تولوا الخلافه من بعده على خطته فى إستخدام الجنود الأتراك فعانى العرب وكل شعوب الشرق الأوسط بالويل إذ أخذ نفوس الأتراك يتزايد حتى إستولوا على الحكم نهائيا علىالحكم سنه 1517م ( راجع مختصر تاريخ مصر بالفرنسيه ج2 المبحث الثانى جاستون فيبت ص140 ، الخلافه إزدهارها إنحلالها فسقوطها بالإنجليزيه للسير وليم مويرص 513 )

ثم الخليفه المعتصم بالله ومات سنه 842م بن الخليفه هارون الرشيد إستخدم المعتصم فى بلاطه أكثر من ألف فرد من أتراك التتر وكان بعضهم قد أسرهم العرب والبعض سبوهم والبعض أخذوهم بدلا من الجزيه فأستخدموهم فى بلاط قصر الخليفه وقد عظم أمرهم كما عظم أمر البرامكه فى أيام الرشيد وصار بيدهم الحل والعقد ومنهم ظهرت الدوله الطولونيه 0 وكن المعتصم طيب الأخلاق فقد بعد عن أصحابه يوم مطير فرأى شيخا معه حمار عليه شوك وقد إنغرس الحمار فىالوحل ووقع الحمل والشيخ ينتظر من يمر عليه ويساعده فنزل المعتصم عن حصانه وقيد الحمار ورفع معه الحمل عليه ثم لحقه يأصحابه فأمر لصاحبالحمار بأربعه آلاف درهم0

ثم الخليفه الواثق بالله قال المؤرخين المسيحين وكان الواثق محسنا للفقراء واكثر الصدقات على فقراء الحرمين حتى لم يبق فقيرا فى المدينه وفى أيامه تبادل المسلمين والمسيحيين البيزنطيين الأسرى سنه846م وأجتمع الفريقين حول بلده ترسيس يبعدون عن بعضهما مسيره يوم وكان كل فريق يطلق أسيرا فيلتقيان الأسيران فى وسط الجسر فإذا وصل الأسير الى المسلمين كبروا وإذا وصل الأسير الآخر(الأروام) الى الروم صاحوا كيرياليسون ومات الواثق 847م وبموته إنتهى العصر العباسى الأول  الذى يعتبره المؤرخين أكثر عصور الدوله الإسلاميه نهضه وحضاره ، وقال المؤرخون المسلمين وفى هذه الأثناء أفتى فقهاء الحجاز إباحه الغناء ، وإشتهر فقهاء بغداد من أتباع أبى حنيفه إباحه الشراب ، فقال الشاعر :

رأيه فى السماع رأى حجازى00000وفى الشراب رأى أهل العراق---

وقال ابن الرومى قولا آخر (الحقيقه الغائبه ص110)  فقالوا عنه أنه حكم ما يقرب من 6 سنوات متنقلا من غلام الى غلام ، وكان يعشق غلاما مصريا أسمه ، مهج ، ويقول تاريخ الخلفاء للسيوطى ص342-345 حدث ان غضب منه ، مهج ، ففقد الواثق عقله ، ولم يكن أحد يستطيع من رجال الدوله التحدث الى الواثق لانه لن يتوقع منه خيرا ، فدسوا بعض الخدم ليسألوه فأجابهم : والله إنه (يقصد الواثق) ليروم ان أكلمه من أمس ، فما أفعل0 "- - والأغرب من هذا أنه كان محاميا للدين الإسلامى فقد أمر بالقبض على أحمد بن نصر الخزاعى أحد كبار رجال الحديث فى الإسلام ، من بغداد الى السامرا ، وهو مقيد ، ثم سأله عن القرآن ، فقال: " ليس بمخلوق0 " وعن الرؤيه فى القيامه فقال: " كذا جائت الروايه " - فثار الواثق ، ودعا بالسيف ، وقال: " إذا قمت فلا يقومن أحد معى ، فإنى أحتسب خطاى الى هذا الكافر الذى يعبد ربا لا نعبده ، ولا نعرفه بالصفه التى وصفه بها ، ثم أمر بالنطع فأجلس عليه وهو مقيد ، فمشى إليه ، فضرب عنقه ، وأمر بحمل رأسه الى بغداد ، فصلب بها وصلبت جثته فى (سر من رأى ) وإستمر كذلك 6 سنين الى أن ولى المتوكل ، فأنزله ودفنه ، ولما صلب كتبت ورقه وعلقت فى أذنه ، فيها : هذا رأس أحمد بن نصر بن مالك ، دعاه عبد الله الإمام هارون الى القول بخلق القرآن ونفى التشبيه ، فأبى إلا المعانده ، فعجله الله الى ناره " (تاريخ الخلفاء للسيوطى ص341)  

 

ثم الخليفه المتوكل سنه 847م وكان للمتوكل ثلاثه ابناء عين احدهم واليا وهو المنتصر على العراق والحجاز وولى الثانى المعتزعلى الخراسان والرى وولى الثالث وهو المؤيد على الشام ورتب لهم ولايه العهد بعده ( أى أنه وصى بالخلافه لهم من بعده ويكون أولهم المنتصر) ألا انه ندم لانه اعطى ولايه العهد لابنه المنتصر وابغضه والظاهر انه وبخ إبنه على تسرعه وعدم التأنى فى إتخاذ القرار فكره المنتصر ابيه الخليفه المتوكل واضمر له الغدر والخيانه فارسل مجموعه مسلحه مع إبنه لإغتياله فقتلوه سنه 861م

 فبايع الناس المنتصر وبايعه كذلك اخوته بالخلافه وبعد ان قتل المنتصر أبيه دخل ونام مع سرارى أبيه ويعتبر هذا من الموبيقات التى حرمتها الأديان السمائيه وبعد أن وافق إخوته على مبايعته الخلافه أخذ إخوته المعتز والمؤيد وإعتقلهما فى مكان ضيق ليقتلهما

ثم الخليفه محمد المنتصر بالله سنه 861م ولم يلبث المنتصر فى الخلافه سوى بضعه شهور وتوفى فى ظروف غامضه فقتل المنتصر أبيه ليجلس على كرسى الخلافه بضعه أشهر ، ويقال أن جسمه إنحل ونحل الى أن مات بعد ان دخل على سرارى أبيه

 ثم الخليفه أحمد المستعين سنه 862 م المستعين ( قال بعض المؤرخين أنه إبن المعتصم) ويقال أنه كان رجلا صالحا ويقول ابن المقفع فى تاريخه ص25 أنه فعل الخير فى أيامه فى أرض مصر وأعمالها وبلدته والمشرق والشام ولكن ( الأتراك ) أرغموه  على ترك الخلافه سنه 866م وفعل خيرا مع الأخوين فأخرجهما من الإعتقال والحبس ، فجمع المعتز وأخيه الرجال وحشد الجنود وخرج يحارب المستعين الخليفه الذى أخرجه من الحبس ، وينزع الخلافه منه وحاصر المعتز الخليفه المستعين فهرب المستعين من العاصمه سر من رأى الى بغداد وترك زوجته زماله وأولاده وكل ما له وإستولى المعتز على العاصمه والأموال وظل الأخوين فى حرب مع المستعين ثلاثه سنين حتى سنه 582 ش 252 هجره الى أن نودى فى البلاد بهزيمه المستعين   

  ثم الخليفه المعتز سنه 868م وكان الخليفه يعطى مالا للاترك والمغاربه فقطعها عنهم فطالبوه باجرتهم لانها ارزاق اولادهم وكان كل ما طلبوه 50000 دينارا فارسل الى امه وكانت إسمها قبيحه ولكنها لم تكن كذلك بل كانت جميله المنظر جدا فقالت ليس معى شيئا فسار الجند الى قصره وقالوا اخرج إلينا فقال اننى مريض وشربت دواء وابتدئ فى تأثيره فإذا كنتم تريدون شيئا إدخلوا فدخل بعضهم وجروه من رجليه حتى وصلوا به الى الخارج وضربوه بالدبابيس وأوقفوه فى الشمس وكانت حراره الارض شديده فكان يضع رجلا ويرفع الأخرى من لسعه حراره الشمس على الارض ثم سلموه لمن يعذبه ومنعوه عن الاكل والشرب ثلاثه ايام ثم وضعوه فى سرداب مظلم وسدوا عليه فلم يتحمل التعذيب  فمات وهجموا على قصره ووجدوا عند امه قبيحه كنوزا واموالا عظيمه من الزمرد والياقوت واللؤلؤ فقالوا عرضت ابنها للقتل لاجل 50000 دينارا

  ثم الخليفه المهتدى 869م وقام فى ايامه صاحب الزنج فى منطقه البصره على بن محمد بن عبد الرحيم  وهو من اولاد على بن ابى طالب ففكر المهتدى بارسال موسى بن بغا بجيش لقتال على ثم ارسل بايكبال قائدا اخر لإغتيال موسى بن بغا ويحل محله فى قياده الجيش إلا انه عندما ذهب بايكبال الى موسى اخبره بخطه الخليفه وإتفق معه على قتل الخليفه فدخل بايكبال على الخليفه وقتله ثم ذهب لقتال موسى إلا ان جيشه إنقلبوا عليه فهرب ودخل منزلا فدخل الجنود وامسكوه وداسوا خصيته فمات

اما القاهر والمتقى والمستكفى 00 شوهد القاهر يشحذ على باب مسجد مناديا (تصدقوا على فأنا من عرفتم ) وهو بنفسه ( امر بتحريم القيان والخمر ، وقبض على المغنيين ، ونفى المخانيث ، وكسر آلات اللهو وأمر ببيع المغنيات من الجوارى على أنهم سوادج ، وكان مع ذلك لا يصحوا من السكر ، ولا يفتر من سماع الغناء) تاريخ الخلفاء للسيوطى ص387 0

 ثم الخليفه المعتمد870م وبايع كبار رجال الدوله ابن المتوكل واطلقوا عليه المعتمد على الله وكان له الإسم فى ااخلافه ولأخيه الموفق العمل ، إشتغل أخيه الموفق بالحرب مع الزنوج ( جمع أحد المدعين الإنتماء إلى على جيوشاً من الزنج وخرج بهم على العباسين ) ونشأت الدولة السامانية ببخارى , والدٌيلَميِة بفارس والعراق وبنو حمدان بالجزيرة والطولونية ثم الإخشيدية بمصر مع الإعتراف بسيادة الخليفة وارسل لإبن طولون الذى كان قائد من قواد جيشه مؤسس الحكم الطولونى فى مصر يطلب نجده فلم يعطيه كل ما كان يطلبه منه لإنه كان يميل بالإستقلال بمصر فارسل الموفق موسى بن بغا بجيش لغزو مصر وإخضاع ابن طولون فلما إقتربت الجيوش المصريه من جيش موسى ورأى قوتها وانه سينهزم امامها رجع الى سيده0 وحارب خمارويه ابن طولون جيوش الخليفه المعتمد التى كان يقودها المعتضد ابن الموفق أخيه ومعه اسحق بن كنداج والى الموصل وأيضا محمد ابن ابى الساج والى الأنبار وهزمهم خمارويه فى دمشق وحمص وطاردهم حتى وراء الموصل ومات الخليفه المعتمد سنه 398هجريه وكان الموفق أخى الخليفه المعتمد هو المحرك الرئيسى للحكم والخلافه وكان المعتمد خليفه إسما فقط وقد بلغ به العوز الى أنه احتاج ثلثمائه دينارا  فلم يجدها فقال: أليس من العجائب أن مثلى يرى ما قل ممتنعا عليه  وتؤخذ بإسمه الدنيا جميعا وما من ذلك شئ فى يده ؟ وعندما مات المعتمد أصبح المعتضد أبن ألموفق خليفه  وكان لخمارويه بنت تسمى قطر الندى إتفق مع المعتضد على أن يتصالحا وتتزوج قطر الندى إبن المعتضد فزفها إليه وإستقر السلام فى الخلافه0 وعاش الخليفه المعتضد الى سنه 902 م
ثم الفاطمية والأيوبية بمصر ثم ورث السلٌجُوقِيُون الإمارات الشرقية , أى ما عدا مصر والشام وإستولوا على ديوان الخليفة حتى زالت الخلافة العربية التى أساسها قريش وأقارب الرسول ,
ث
م أغار التتر بقيادة زعيمهم هولاكو فإستولوا على بغداد سنة 656 عـ ( 1258 م ) بمساعدة " مؤيد الدين بن علقمى " وزير المستعصم آخر خلفاء بغداد , وقتلوا الخليفة العربى وعائلتة ومثلوا بهم , وفر من بقى من عائلة الخليفة إلى مصر فى زمن الظاهر بيبرس , فأنزلهم وخصص لهم بعض الوظائف وأعطاهم إعانة من الديوان , وبقوا فيها حتى جاء السلطان سبيم آخر الخلفاء العباسين يمصر بالخلافة , فإنتقلت بذلك إلى العثمانين سنة 922 هـ ( 1517 )
وارسل لإبن طولون الذى كان قلئد من قواد جيشه مؤسس الحكم الطولونى فى مصر يطلب نجده فلم يعطيه كل ما كان يطلبه منه لإنه كان يميل بالإستقلال بمصر فارسل الموفق موسى بن بغا بجيش لغزو مصر وإخضاع ابن طولون فلما إقتربت الجيوش المصريه من جيش موسى ورأى قوتها وانه سينهزم امامها رجع الى سيده0

 
===========================================================================

(1) لمزيد من المعلومات راجع الموقع التالى  http://www.hukam.net/family.php?fam=79

 

 منارة جامع سامراء ( تعنى سر من رأى ) ما زالت باقية مءات السنين منذ إنشائها

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحصن الذى يحيط بسامراء مبنى بحوائط قوية

 

 

 

 

 

 

نافذة لإضائة الجامع وعدد النوافذ المماثلة 24 نافذة وتؤدى إلى الخارج من خلال صالة أو منفذ

 

 

 

 

 

صورة لحائط فى القصر عليه رسوم قريبة من رسوم الفن  الفارسي

 

 

 

 

 

سور مدينى سامراء ويلاحظ أبراج نصف دائرية حتى تتحكم فى الدفاع عن الأسوار ضد المتسلقين من جيوش ألعداء

 

 

 

 

 

 

 

سامراء

 

 

 

 

 

بابل

=================================================

 

 

****************************************************************************************

 

 

This site was last updated 07/15/11