Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

أبو المكارم يروى تاريخ بعض والكنائس كنيسة أبو يحنس، كنيسة أبو نفر، العذراء - والأديرة  دير السريان ،دير الأنبا بيشوى ،دير أبو كاما ، دير ألبراموس ، دير الأنبا موسى الأسود ،دير الأسقيط  

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
كنيسة‏ ‏أباكير‏ ‏ويوحنا‏
ك. مارجرجس بميت دمسيس
البحيرة رشيد
الشرقية طنان ومنية معلا
ابو المكارم والقليوبية / نما
الغربية بنابوصير ومحلة أبو الهيتم بلقينة
تارخ أديرة وادى النطرون
تاريخ دير أبو مقار
الإسكندرية
الدقهلية
كفر الشيخ - سخا
الفرما
المنوفية

Hit Counter

 

********************************************************************************************

تعليق من الموقع : الجزء التالى منقول من مخطوط تاريخ أبو المكارم - تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن "12" بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها 1999م  ص 29-  وسيلاحظ القارئ أن المخطوط به كلمات ناقصة وقد وضع الأنبا صموئيل نقاط مكان هذه الكلمات أو الأحرف هكذا ".."

********************************************************************************************

(فصل)وفى اسكنا القديس مقار صورة الشهيد ابو مينا ، رأى الرهبان فى الصورة مسمار طلغ القيم وسمره (أى دق عليه) ولام نفسه فخرج من الشهيد فى الصورة دم من أعلى الصورة إلى أسفل وشاهده المؤمنون .

Fol. 70A (فصل) وبالدير ايضاً + كنيسة على أسماء الآباء التلاميذ الأطهار إهتم بتجديدها وإقامتها القس شنودة ألقنوم من تعبه وهى بحرى الكنيسة الكبيرة فى بطريركية أنبا يوساب الـ 52 ، وقد أهتم شنودة هذا بإنشاء مروم وبساتين وأوسية وطواحين ومعاصر بنواحى أسفل الأرض وحبسها ( أى أصبحت وقف ) على دير القديس أبو مقار

كنيسة أبو يحنس (1)

 

كنيسة مار ساويرس

كنيسة مار ساويرس (2) وهى على الصخرة جدد بنائها أيضاً وفيها ظهرت معجزة شهد بها تاريخ الكنيسة المقدسة وأخبار أنبا قسما البطريرك البابا الـ 54 وذلك عندما حدث إضطهاد فى عصر حكم الخليفة جعفر المتوكل وأمر بهدم الكنائس وغيرها وكان أن صورة السيد المسيح فى هذه الكنيسة خرج منه دم وكانت عيون الصور التى فى دير أبو مقار والمساكن به تذرف دموعاً مثل ينابيع الماء .

Fol. 70B

كنيسة أبو نفر

فى ألأسكنا الذى هو بحرى كنيسة القديس أبو مقار ، وفيها كان القس يؤنس فى أسكنا أبو مقار ساكناً وهو الذى كان سبب ما جرى على زخاريوس البطريرك وذاك الغيار وهدم الكنائس فى أيام الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمى (3)

كنيسة السيدة العذراء مريم

 إهتم بهذه الكنيسة سلمون لاراهب وأولاده الرهبان بالروح فى القلاية المعروفة ببشيش التى ليس فى البرية أحسن منها وكان سلمون الراهب وأولاده الرهبان قد تغير عقيدته عن الإيمالن الأرثوذكسى المستقيم ، وكان العدو المعاند للخير قد خدعهم بحيله ومناصبة العالمية فجعلهم حكماء عند نفوسهم وأضلهم بزرعه الخبيث وضيع تعبهم ونسكهم ، ولما عرف الناس أن عقيدتهم قد تغيرت منعهم (يعتقد أنه حرمهم) أنبا يوأنس البطريرك البابا الـ 72  فوقفوا لطلائع بن رزيك الوزير ولكن السيد المسيح نصر البطريرك عليهم وإعترف أن المسيح هو الإله الكلمة الحى الذى أتى ويأتى ليدين العالم بالحق ، وتنبأ على طلائع أنه سيقتل وفى ثالث يوم وثب أحد الأشخاص على طلائع وإعتدى عليه وجرحه فى القصر ومات متألم من جرحه  ولم يمهله الرب أن يفعل سوءاً بالبطريرك أو الكنيسة .

Fol. 71A + وبهذه الكنيسة جوسق حجر من داخل القلاية فيه ثلاث طبقات فى الولى صهريج مملوء ماء ، والطابق الثانى سكن ، والطابق الثالث كنيسة على أسم السيدة العذراء .

وفى بعض القلالى كنيسة على اسم الثلاثة فتية جدد بنائها أنبا غبريال (4) أسقف أشموم طناح (5) مما جمعه الرهبان من صدقات المسيحيين (تبرعات) وكرز هذه الكنيسة أنبا يوحنا البطريرك وهو البابا الـ 74 فى سنة 920 ش عندما طلع الدير بجسد أنبا مرقس وقدس الميرون .

**************************

دير السريان

الدير الثانى من أديرة وادى النطرون معروف بدير السريان

وبه جماعة من رهبان السريان وكان عددهم 60 راهباً فى آخر برمهات سنة 804 ش

(فصل) وفى هذا الدير بعض أعضاء يعقوب الفارسى المقطع فى صندوق جميل دقيق الصنع .

**************************

دير الأنبا بيشوى

الدير الثالث من أديرة وادى النطرون دير القديس بشيه (6)

بنى على أسمه وجسده الطاهر فيه ، وعدد الرهبان المقيمين فيه كانوا 40 راهباً وذلك فى آخر برمهات سنة 804 ش

(الجبل) بوادى هبيب كنيسة على أسم القديس أنبا أبلو الراهب Fol. 71B   الناسك من + أهل مدينة الأشمونيين على رأس جبل وادى هبيب

*************************

(فصل) وكان فى بطريركية أنبا كيرلس البابا الـ 67 قد حضر من بلاد الأرمن راهب أرمنى قديس يعرف بـ المناكس لابساً على جسده ثوباً حديدياً وفوقه مسح من شعر ، ومن قداسته أنه أحضروا إليه شاب فى الأسكندرية معذب بروح شيطانية وكان يعذبه كل يوم ، فحضر كاهن من الأرمن ووضع ماء فى وعاء وقرأ عليها كتباً وأخذ هذا القديس الناسك ذلك الماء وألقاه على الشاب فخرج منه الشيطان وبرئ الشاب بقوة صلاة هذا القديس وعاد عاقلا سليما معاف وظل مقيماً عنده يتعلم الكتابة .

*************************

دير أبو كاما

الدير الرابع من أديرة وادى النطرون المعروف بالقديس أبوكاما (أى كاما أو كيمى الأسود) (7)

وهو يوحنا ومعنى كما الأسود - بنى هذا الدير على أسمه الطاهر وجسده فيه وكذلك جسد القديس أبولو فيه وفيه جماعة من الرهبان وكان عدد الرهبان فى هذا الدير 25 راهباً وذلك فى آخر برمهات سنة 804 ش

ويجاور هذا الدير جوسق (قصر أو حصن) وبه

كنيسة السيدة العذراء

+ وفيه عين ماء جارية تنبع منذ القدم ماء عذباً طيباً ، وكان يوجد راهب قديس أسمه بسوس ينطق بالنبوءة ، وإذا صلى إلى الرب يفرش الرماد ويقف عليه ويلبس المسوح ويصلى طول الليل فيعطيه الرب ما يسأله .

***************************

دير ألبراموس

الدير الخامس من أديرة وادى النطرون المعروف ببرماؤس وهو دير أبوينا الروميين القديسين وهما ألأخوان الباران : مكسيموس ودوماديوس أولاد (8) ملك الروم وكنيسة الدير هى :

كنيسة السيدة العذراء

 

كنيسة القديس إيسوذوروس

القديس إيسوذوروس (الأنبا إيسيدوروس) وفيه جسد طيمار ، وأصبع مارى ساويرس الأنطاكى وفى هذا الدير جسد القديسين ألخويين القديسين أولاد ملك الروم ، وفى هذا الدير أيضاً جسد القديس الجليل الشجاع فى الأعمال الصالحة الأنبا موسى الأسود على دكة مشب ظاهراً ، وفى هذا الدير مغارة الأنبا موسى ألأسود وفيه جوسق كبير وعلى الجميع حصن دائر .

وكان عدد الرهبان فى هذا الدير 20 راهباً وذلك فى آخر برمهات سنة 804 ش

******************************

دير الأنبا موسى الأسود

الدير السادس من أديرة وادى النطرون المعروف بدير الأنبا موسى الحبشى الأسود (9)

وبه مغارته وفيها فى آخر برمهات سنة 804 ش راهبان يعقوبى وسريانى وذكر أن جسده الطاهر Fol. 72B في دير برماوس وذكر أنه كنيسة الدير 

********************************

دير الأسقيط

الدير السابع من أديرة وادى النطرون المعروف بالأسقيط

عند بريوط (تريوط وهى الطرابة بحيرة) بوادى هبيب ، والراهب القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك وكان قد هرب من أركاديوس الملك أبن تداوس الملك الكبير ، وجسد القديس أرسانيوس مدفون فى دير القصير بالجبل بظاهر مصر ويعيد له فى كل سنة فى 13 بشنس الموافق 10 نايو .

***************************

برية المنا

البرية المعروفة ببرية المنا

وهى التى لأنبا أسحق فى جبل ترنوج وبها جماعة كبيرة من الأخوة (الرهبان) شهد بها سيرة الأنبا بنيامين البطريرك البابا الـ 38 وكان فى أيام الإمبراكور لنديوس ملك الروم وهو آخر آباطرتهم على مصر وذلك فى 349 للشهداء الأطهار .

************************

دير أبو يحنس القصير

الدير الثامن دير القديس أبو يحنس الأغومنس الراهب القصير ويحيد به سور دائر وبه

كنيسة أبو يحنس

 

كنيسة الشهيد الجليل مارجرجيوس 

وفى الدير مغطس كبير وعليه أبواب كبار ويجاور Fol. 73A  هذا + الدير جوسق كبير وقلالى الرهبان حوله وفى أرضهم شجر ونخيل وأى شئ يزرع فيه ينبت وينمو

وكان عدد الرهبان فى هذا الدير 65 راهباً وذلك فى آخر برمهات سنة 804 ش

كنيسة إيليا النبى

وهى موجودة بإحدى القلالى على اسم إيليا وإهتم بتجديد بنائها رهبان القلاية بما جمعوه من الأقباط وكرزها أنبا يوحنا البطريرك البابا الـ 74 فى سنة 903 ش

(فصل) وشهدت سيرة الإكسندروس البطريرك البابا 43 وأنه كان بهذه الأديرة رهبان قديسون ينظرون رؤى من قبل الروح القدس ويتنبؤون ويطلعهم لارب على الأمور المجهولة والغانضة فيخبون بما سيكون فى العالم وما سيحدث وبينهم من كان شاهداً بالتاأوريا المقدس المسيح له المجد فى جوهر مرآخ نفسه ويخاطبه فى سماء عقله بما سيكون فى العالم ، ومنهم من يخاطبه الملائكة النورانيون ففى الرؤيا كما ترئى ملاك الرب ليوسف البار

(فصل) وشهد تاريخ الكنيسة وأخبار تاوضوسيوس البطريرك البابا الـ 33 أن صورتاوس المقيم بسخا بنى هذه البرية ورمم أديرة وكنائس وجواسق بدلاً ما أمر بهدمه يوليانوس الإمبراطور الجاحد وأصحابه المخالفون 

(فصل) وشهد تاريخ الكنيسة وأخبار الأنبا بنيامين البطريرك البابا الـ 38 : أن تجديد وبناء أديرة وادى هبيب والمنا بعد عودته من الإختفاء من عرقل إمبراطور الروم وبعد غزو مصر بيد المسلمين

(فصل) وجنيع ناء العيون والآبار التى بهذه الأديرة مالح وهم يشربون منها

(فصل) وكان من عادة الرهبان بهذه الأديرة صناعة الحصر (وهى شبية بالسجاد ولكن تربط الخيوط بنبات بدلاً من شعر الحيوانات) ونبات البردى ينبت فى الوادى فى هذه البرية وكانت تعطى للجوامع ومساجد مصر وجزيرتها وتحمل الحصر إلى الباب فى المراكب إلى المقسم (أى الذى يقسم الحصر على الجوامع) وتحمل منه على الجمال ، ويحضر لذلك قاضى قضاة المسلمين وجماعة الفقها والعدول (الشهود) ويجلس الخليفة فى المنظرة فى علو باب الذهب لمشاهدتها ثم تقسم بعد أن تعتبر (أى تعد أو تحصى) جميعها وحينئذ يفرقها قاضى  Fol. 74A القضاة ويثمنها من بيت المال + وهو عن كل ألف ذراع سبعة دنانير وثلث وربع وهى فى السنة مائتى حصير طوال كل حصير 25 ذراع فى عرض خمسة أذرع عما كان رتبه الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمى وهو الثالث من الخلفاء بمصر والسادس للذين فى الغرب .

************************

دمياط

ثغر دمياط

هذه المدينة بناها ولطيس أبن حربيا وهو الذى وهب لسارة زوجة أبراهيم الخليل هاجر الأمة وكان يسكن بالفرما (10)

 

المراجع

(1)غالبا يحنس الصغير أو يحنس القمص

(2) غالبا ساويرس الأنطاكى

(3) لأن البطريرك وعده بالأسقفية ولم يوفى بوعده

(4) ألانبا غبريال هذا ذكر فى   Fol53A

(5)  أشمون طناح Fol22, 47B, 53A

(6) الأنبا بيشوى

سنكسار 8 أبيب

نياحة القديس العظيم الانبا بيشوى كوكب البرية (8 أبيب)
في مثل هذا اليوم نياحة القديس العظيم الانبا بيشوى كوكب البرية. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.

(7) الأنبا بحنس كاما سنكسار 25 كيهك

نياحة القديس انبا يحنس كاما القس (25 كيهك)
في مثل هذا اليوم تنيح القديس العظيم يوحنا كاما، وكان من أهل شبرامنتو من أعمال صا، وكان أبواه مسيحيين خائفين من الله، ولم يكن لهما ابن سواه، فزوجاه بغير أرادته، ولما دخل إلى خدره وقف وصلي كثيرا، ثم تقدم إلى الصبية وقال لها " يا أختي أنت تعرفين إن العالم يزول وكل شهواته فهل لك إن توافقيني علي حفظ جسدينا طاهرين ؟ "فأجابته قائلة: يا أخي حي هو الرب، إن هذه هي رغبتي، والآن قد أعطاني الرب سؤل قلبي"، فاتفقا إن يلبثا محتفظين ببتوليتهما، وكانا إذا رقدا ينزل ملاك ويظلل عليهما بجناحيه. ولكثرة فضائلهما انبت الرب كرمة لم يزرعها أحد، قامت وظللت جدارهما علامة علي طهريهما وقداستهما، لأن هذا يفوق الطبيعة البشرية، إن ينام شابان بجانب بعضهما ولا تثور فيما الطبيعة إلى الشهوة، ومن هو الذي يدنو من النار ولا يحترق، لولا إن العناية الإلهية كانت تحفظهما، ولما رأي أبوهما انهما أقاما زمنا طويلا ولم يرزقا نسلا، ظنا إن ذلك يرجع إلى صغر سنهما، وذات يوم قال يوحنا لزوجته " يا أختي انا اشتهي الذهاب إلى البرية للترهب ولا أستطيع ذلك إلا برضاك "، فأجابته إلى ما أراد بعد إن ادخلها أحد أديرة العذارى، وهناك صارت أما فاضلة وصنعت عجائب كثيرة أهلتها لان تكون رئيسة علي الدير.
أما القديس يوحنا فانه لما خرج من بلده، ظهر له ملاك الرب وأرشده إلى طريق برية شيهيت، فذهب إليها وترهب هناك في قلاية الاب درودي بدير القديس مقاريوس، وأقام عند هذا الشيخ يتعلم منه الفضيلة إلى إن تنيح، فأمره الملاك إن يمضي غرب دير القديس أبو يحنس القصير بقليل، ويبني له مسكنا هناك، فمضي وفعل كما أمره الملاك، فاجتمع حوله ثلاثمائة أخ، وبنوا لهم كنيسة ومنزلا ذا حديقة ، وعلمهم الصلوات وترتيل الإبصلمودية، وفي إحدى الليالي ظهر له القديس أثناسيوس الرسولي وهم يرتلون تسبحة الثلاثة فتية، وعرفه بأسرار كثيرة، وفي مرة أخرى ظهرت له السيدة العذراء وقالت له " إن هذا هو مسكني إلى الأبد، وساكون معهم كما كنت معك ، ويدعي اسمي علي هذا الدير "، لأن الكنيسة كانت علي اسمها، ورغب رهبان بعض الأديرة في الصعيد إن يكونوا تحت إرشاد القديس يوحنا كاما فأرسلوا إليه طالبين حضوره، فدعا أخا يسمي شنوده وكلفه رعاية الاخوة حتى يعود، ولما عاد وجده قد رعاهم علي الوجه الأكمل، ولما اكمل سعيه المبارك تنيح بسلام.
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
(8) مكسيموس ودوماديوس سنكسار 17 طوبة

نياحة القديس دوماديوس أخى مكسيموس (17 طوبة)
في هذا اليوم تذكار القديسين الجليلين مكسيموس وأخيه دوماديوس. وكان أبوهما "الندينيانوس" ملك الروم رجلا خائف الله قويم المعتقد، فرزقه هذين القديسين. وكانا منذ صغرهما مثل الملائكة قي الطهر والقداسة، ملازمين الصلاة ومطالعة الكتب المقدسة. ولما تحقق لهما زوال هذا العالم وكل مجده، قررا تركه وعزما علي العيشة الرهبانية. فطلبا من أبيهما ان يسمح لهما بالذهاب إلى مدينة نيقية، ليصليا في مكان اجتماع المجمع المقدس المسكوني الاول، الذي انعقد سنة 325 م، ففرح أبوهما وأرسل معهما حاشية من الجند والخدم كعادة أولاد الملوك. ولما وصلا أمرا الجند ان يرجعوا إلى أبيهما ويقولوا له انهما يريدان ان يمكثا هناك أياما. ثم كشفا أفكارهما لأحد الرهبان القديسين من انهما يريدان لباس الإسكيم المقدس. فلم يوافقهما علي ذلك خوفا من أبيهما، وأشار عليهما ان يذهبا إليه وظلا عنده حتى تنيح . وكان قبل نياحته قد البسهما شكل الرهبنة، وعرفهما بأنه رأي في رؤيا الليل القديس مقاريوس وهو يقول له أوص ولديك ان يأتيا إلى بعد نياحتك ويصيرا لي بنينا. ثم قال لهما: أنني كنت اشتهي ان انظر هذا القديس بالجسد، ولكنني قد رايته بالروح. فبعد نياحتي امضيا إليه بسلام. وقد انعم الله عليهما بموهبة شفاء المرضي، وشاع ذكرهما في تلك البلاد وخصوصا بين التجار والمسافرين، وتعلما صناعة شراع (قلوع) السفن. فكانا يقتاتان بثمن ما يبيعان منها ويتصدقان علي الفقراء والمساكين بما يفضل عنهما . وذات يوم رأي أحد حجاب أبيهما شراع إحدى السفن مكتوبا عليه " مكسيموس ودوماديوس " ، فاستفسر من صاحب السفينة فقال له: هذا اسم أخوين راهبين، كتبته علي سفينتي تبركا، لكي ينجح الله تجارتي. ثم أوضح له أوصافهما بقوله، ان أحدهما قد تكاملت لحيته والأخر لم يلتح بعد، فعرفهما الحاجب واخذ الرجل وأحضره أمام الملك. ولما تحقق منه الأمر أرسل إليهما والدتهما والأميرة أختهما. فلما تقابلتا بالقديسين وعرفتاهما بكتا كثيرا. ورغبت أمهما ان يعودا معها فلم يقبلا، وطيبا قلب والدتهما وأختهما. وبعد ذلك بقليل تنيح بطريرك رومية، فتذكروا القديس مكسيموس ليقيموه بدلا عنه. ففرح والده بذلك. ولما وصل هذا الخبر إلى القديس مكسيموس وأخيه، تذكرا وصية أبيهما الانبا أغابيوس، فغير الاثنان شكلهما، وقصدا طريق البحر الأبيض. وكانا إذا عطشا يبدل الله لهما الماء المالح بماء عذب، وتعبا كثيرا من السير حتى أدمت أرجلهما، فناما علي الجبل وقد أعياهما التعب، فأرسل الله لهما قوة حملتهما إلى برية الاسقيط ، حيث القديس مقاريوس، وعرفاه انهما يريدان السكني عنده. ولما أراهما من ذوي التنعم، ظن انهما لا يستطيعان الإقامة في البرية لشظف العيشة فيها. فأجاباه قائلين: ان كنا لا نقدر يا أبانا فأننا نعود إلى حيث جئنا. فعلمهما ضفر الخوص ثم عاونهما في بناء مغارة لهما. وعرفهما بمن يبيع لهما عمل أيديهما ويأتيهما بالخبز. فأقاما علي هذه الحال ثلاث سنوات، لم يجتمعا بأحد، وكانا يدخلان الكنيسة لتناول الأسرار الإلهية وهما صامتين، فتعجب القديس مقاريوس لانقطاعهما عنه كل هذه المدة، وصلي طالبا من الله ان يكشف له أمرهما وجاء إلى مغارتهما حيث بات تلك الليلة. فلما استيقظ في نصف الليل كعادته للصلاة، رأي القديسين قائمين يصليان، وشعاع من النور صاعدا من أفواهها إلى السماء، والشياطين حولهما مثل الذباب، وملاك الرب يطردهم عنهما بسيف من نار. فلما كان الغد البسهما الإسكيم المقدس وانصرف قائلا: صليا عني فضربا له مطانية وهما صامتين. ولما اكملا سعيهما وأراد الرب ان ينقلهما من أحزان هذا العالم الزائل. مرض القديس مكسيموس فأرسل إلى القديس مقاريوس يرجوه الحضور. فلما أتي إليه وجده محموما فعزاه وطيب قلبه. وتطلع القديس مقاريوس وإذا جماعة من الأنبياء والقديسين ويوحنا المعمدان وقسطنطين الملك جميعهم قائمين حول القديس إلى ان اسلم روحه الطاهرة بمجد وكرامة. فبكي القديس مقاريوس وقال: طوباك يا مكسيموس. أما القديس دوماديوس فكان يبكي بكاء مرا، وسال القديس مقاريوس ان يطلب عنه إلى السيد المسيح لكي يلحقه بأخيه. وبعد ثلاثة ايام مرض هو ايضا، وعلم القديس مقاريوس فذهب إليه لزيارته. فيما هو في طرقه رأي جماعة القديسين الذين كانوا قد حملوا نفس أخيه، حاملين نفس القديس دوماديوس وصاعدين بها إلى السماء. فلما آتي إلى المغارة وجده قد تنيح، فوضعه مع أخيه الذي كانت نياحته في الرابع عشر من هذا الشهر. وأمر ان يدعي الدير علي اسمهما فدعي دير البراموس نسبة إليهما، وهكذا يدعي إلى اليوم. صلاتهما تكون معنا امين.

(9)  الأنبا موسى سنكسار 24 بؤونة
استشهاد القديس أنبا موسى الأسود (24 بؤونة)

في مثل هذا اليوم استشهد القديس العظيم الأنبا موسى الأسود صاحب السيرة العجيبة. هذا الذي اغتصب ملكوت السموات حقا كما قال الإنجيل: " ملكوت الله يغصب والغاصبون يختطفونه " (مت 11: 12) كان في حياته الأولي عبدا لقوم يعبدون الشمس جبارا قويا كثير الإفراط في الآكل وشرب الخمر يقتل ويسرق ويعمل الشر ولا يستطيع أحد أن يقف في وجهه او يعانده وكان في أكثر أوقاته يتطلع إلى الشمس ويخاطبها قائلا: " أيتها الشمس أن كنت أنت الإله فعرفيني " ثم يقول " وأنت أيها الإله الذي لا اعرفه عرفني ذاتك " فسمع يوما من يقول له: " أن رهبان وادي النطرون يعرفون الله فاذهب إليهم وهم يعرفونك " فقام لوقته وتقلد سيفه وأتي إلى البرية. فالتقي بالقديس ايسيذوروس القس، الذي لما رآه خاف من منظره فطمأنه موسى قائلا أنه إنما أتي إليهم ليعرفوه الإله فأتي به إلى القديس مقاريوس الكبير وهذا وعظه ولقنه الأمانة وعمده وقبله راهبا وأسكنه في البرية فاندفع القديس موسى في عبادات كثيرة تفوق عبادة كثيرين من القديسين وكان الشيطان يقاتله بما كان فيه أولا من محبة الآكل والشرب وغير ذلك فيخبر القديس ايسيذوروس بذلك فكان يعزيه ويعلمه كيف يعمل ليتغلب علي حيل الشيطان ويروي عنه أنه كان إذا نام شيوخ الدير يمر بقلاليهم ويأخذ جرارهم ويملأها من الماء الذي كان يحضره من بئر بعيدة عن الدير وبعد سنين كثيرة في الجهاد حسده الشيطان وضربه بقرحة في رجله أقعدته وطرحته مريضا. ولما علم أنها من حرب الشيطان ازداد في نسكه وعبادته حتى صار جسده كخشبه محروقة فنظر الرب إلى صبره وأبرأه من علته وزالت عنه الأوجاع وحلت عليه نعمة الله ثم بعد زمان اجتمع لديه خمسمائة أخ فصار أبا لهم وانتخبوه ليرسموه قسا. ولما حضر أمام البطريرك لرسامته أراد أن يجربه فقال للشيوخ: " من ذا الذي أتي بهذا الأسود إلى هنا. اطردوه " فأطاع وخرج وهو يقول لنفسه: " حسنا عملوا بك يا اسود اللون " غير أن البطريرك عاد فاستدعاه ورسمه ثم قال له: " يا موسى لقد صرت الآن كلك أبيض "

واتفق أن مضى مع الشيوخ إلى القديس مقاريوس الكبير فقال القديس مقاريوس: " أني أري فيكم واحدا له إكليل الشهادة " فأجابه القديس موسى لعلي أنا هو لأنه مكتوب: من قتل بالسيف فبالسيف يقتل " ولما عاد إلى ديره لم يلبث طويلا حتى هجم البربر علي الدير. فقال حينئذ للأخوة الذين كانوا عنده:" من شاء منكم أن يهرب فليهرب " فقالوا له: " وأنت يا أبانا لماذا لا تهرب ؟" فقال: " أنا أنتظر هذا اليوم منذ عدة سنين " ودخل البربر فقتلوه وسبعة أخوة كانوا معه غير أن أحد الاخوة اختفي وراء حصير. فرأي ملاك الرب وبيده إكليل وهو واقف ينتظره فلم يلبث أن خرج مسرعا إلى البربر فقتلوه أيضا.

فتأملوا أيها الأحباء قوة التوبة وما فعلت. فقد نقلت عبدا كافرا قاتلا زانيا سارقا وصيرته أبا ومعلما ومعزيا وكاهنا وواضع قوانين للرهبان ومذكورا علي المذابح ويوجد جسد هذا القديس بدير القديسة العذراء "البرموس" الآن حيث يحتفل.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين
(10)

 

This site was last updated 06/11/09