هل أسرة الفاطميون الذين حكموا مصر خلفاء ؟ هل هم قريشيين؟
*******************************************************************************************************************************
تعليق من الموقع : فيما يلى ما كتبه السيوطى عن الخلافة الفاطمية فى مصر وإعتبر أنهم ليسوا بخلفاء لأنهم ليسو بقريشيين ولكنهم أشخاصاً أثروا فى التاريخ وقادوا مصر وكتبت عنهم أشياء ونادوهم الناس بالخلفاء لهذا فنحن نذكر تاريخهم ونذكر أيضا ما قاله السيوطى عنهم حتى يعلم القارئ أننا نذكر جميع الآراء وعليه أن يخرج بما هو صحيح - ونحيط علم القارئ أن كثير من الخلفاء العباسيين لم يكونوا قريشييين وكذلك الخلفاء الذين أحضرهم المماليك وأقاموهم خلفاء لا يعرف أحد نسبهم الحقيقيى وفى رأيى الشخصى أن الخلافة أنتهت بمقتل الخليفة الراشدى على بن ابى طالب
*******************************************************************************************************************************
الجزء التالى منقول (أ. هـ ) من كتاب : تاريخ الخلفاء المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الناشر : مطبعة السعادة - مصر الطبعة الأولى ، 1371هـ - 1952م تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد عدد الأجزاء : 1
****************************************************************************************************
اعتذار المؤلف عن كونه لم يذكر الفاطميين بين الخلفاء
منها : أنهم غير قريشيين و إنما سمتهم بالفاطميين جهلة العوام و إلا فجدهم مجوسي قال القاضي عبد الجبار البصري : اسم جد الخلفاء المصريين سعيد و كان أبوه يهوديا حدادا نشابة و قال القاضي أبو بكر الباقلاني : القداح جد عبيد الله الذي يسمي علماء النسب و سماهم جهلة الناس الفاطميين قال ابن خلكان : أكثر أهل العلم لا يصححون نسب المهدي عبيد الله جد خلفاء مصر حتى إن العزيز بالله ابن المعز في أول ولايته صعد المنبر يوم الجمعة فوجد هناك ورقة فيها هذه الأبيات :
( إنما سمعنا نسبا منكرا ... يتلى على المنبر في الجامع )
( إن كنت فيما تدعي صادقا ... فاذكر أبا بعد الأب السابع )
( إن ترد تحقيق ما قلته ... فانسب لنا نفسك كالطائع )
( أو لا دع الأنساب مستورة ... و ادخل بنا في نفسك الواسع )
( فإن أنساب بني هاشم ... يقصر عنها طمع الطامع )
و كتب العزيز إلى الأموي صاحب الأندلس كتابا سبه فيه و هجاه فكتب إليه الأموي [ أما بعد فإنك عرفتنا فهجوتنا و لو عرفناك لأجبناك ] فاشتد ذلك على العزيز فأفحمه عن الجواب ـ يعني أنه دعي لا تعرف قبيلته ـ قال الذهبي : المحققون متفقون على أن عبيد الله المهدي ليس بعلوي و ما أحسن ما قال حفيده المعز صاحب القاهرة ـ و قد سأله ابن طباطبا العلوي عن نسبهم ـ فجذب سيفه من الغمد و قال : هذا نسبي و نثر على الأمراء و الحاضرين الذهب و قال : هذا حسبي
و منها : أن أكثرهم زنادقة خارجون عن الإسلام و منهم من أظهر سب الأنبياء و منهم من أباح الخمر و منهم من أمر بالسجود له و الخير منهم رافضي خبيث لئيم يأمر بسب الصحابة رضي الله عنهم و مثل هؤلاء لا تنعقد لهم بيعة و لا تصح لهم إمامة
قال القاضي أبو بكر الباقلاني : كان المهدي عبيد الله باطنيا خبيثا حريصا على إزالة ملة الإسلام أعدم العلماء و الفقهاء ليتمكن من إغواء الخلق و جاء أولاده على أسلوبه : أبا حوا الخمر و الفروج و أشاعوا الرفض
و قال الذهبي : كان القائم بن المهدي شرا من أبيه زنديقا ملعونا أظهر سب الأنبياء و قال : و كان العبيديون على ملة الإسلام شرا من التتر
و قال أبو الحسن القابسي : إن الذين قتلهم عبيد الله و بنوه من العلماء و العباد أربعة آلاف رجل ليردوهم عن الترضي عن الصحابة فاختاروا الموت فيا حبذا لو كان رافضيا فقط و لكنه زنديق
و قال القاضي عياض : سئل أبو محمد القيرواني الكيزاني من علماء المالكية عمن أكرهه بنو عبيد ـ يعني خلفاء مصر ـ على الدخول في دعوتهم أو يقيل ؟ قال : يختار القتل و لا يعذر أحد في هذا الأمر كان أول دخولهم قبل أن يعرف أمرهم و أما بعد فقد وجب الفرار فلا يعذر أحد بالخوف بعد إقامته لأن المقام في موضع يطلب من أهله تعطيل الشرائع لا يجوز و إنما أقام من أقام من الفقهاء على المبانية لهم لئلا تخلو للمسلمين حدودهم فيفتنوهم عن دينهم
و قال يوسف الرعيني : أجمع العلماء بالقيروان على أن حال بني عبيد حال المرتدين و الزنادقة لما أظهروا من خلاف الشريعة
و قال ابن خلكان : و قد كانوا يدعون علم المغيبات و أخبارهم في ذلك مشهورة حتى إن العزيز صعد يوما المنبر فرأى ورقة فيها مكتوب :
( بالظلم و الجور قد رضينا ... و ليس بالكفر و الحماقة )
( إن كنت أعطيت علم غيب ... بين لنا كاتب البطاقة )
و كتبت إليه امرأة قصة فيها : بالذي أعز اليهود بميشا و النصارى بابن نسطور و أذل المسلمين بك إلا نظرت في أمري و كان ميشا اليهودي عاملا بالشام و ابن نسطور النصراني بمصر
و منها : أن مبايعتهم صدرت و الإمام العباسي قائم موجود سابق البيعة فلا تصح إذ لا تصح البيعة لإمامين في وقت واحد و الصحيح المتقدم
و منها : أن الحديث ورد بأن هذا الأمر إذا وصل إلى بني العباس لا يخرج عنهم حتى يسلموه إلى عيسى ابن مريم أو المهدي فعلم أن من تسمى بالخلافة مع قيامهم خارج باغ
فلهذه الأمور لم أذكر أحدا من العبيديين و لا غيرهم من الخوارج و إنما ذكرت الخليفة المتفق على صحة إمامته و عقد بيعته و قد قدمت في أول الكتاب فصولا فيها فوائد مهمة و ما أوردته من الوقائع الغريبة و الحوادث العجيبة فهو ملخص من تاريخ الحافظ الذهبي و العهدة في أمره عليه و الله المستعان
*******************
مؤسس الفاطمية
فى كتاب تاريخ الخلفاء للإمام الحافظ جلال الدين السيوطى، نجد أنه قدم عرضا لسيرة الخلفاء الراشدين، ومن بعدهم الأمويون، ثم العباسيون، وفى نهاية كتابه كتب فصلا مختصرا بعنوان: (الدولة الخبيثة العبيدية)، عرض فيها لملوكهم الأربعة عشر فى صفحة واحدة فقط، وختمها بمقولة الإمام الذهبى حيث قال عنهم: كانوا أربعة عشر متخلفا لا مستخلفا.
واتفق ابن خلكان، والقاضى الباقلانى، والإسفرايينى، وكل المؤرخين الثقاة على أن عبيد الله الفاطمى (المعروف بالمهدى) مؤسس الدولة الفاطمية، كان والده يهوديا صباغا، واسمه سعد (وقالت روايات أخرى أن اسمه سعيد) وأخذ لقب عبيد الله من زوج أمه الحسين بن أحمد القداح، وسمى (القداح) لأنه كان كحالا يقدح العيون.
وقال عنه الإمام الذهبى فى سير أعلام النبلاء (الجزء 15) إنه أول من قام من الخلفاء الخوارج العبيدية الباطنية، الذين قلبوا الإسلام، وأعلنوا الرفض، وأبطنوا مذهب الإسماعيلية، وبثوا الدعاة يستغوون الجبلية والجهلة.
ويقول الذهبى: إنه لما سأله السيد ابن طباطبا عن نسبه، قال غدا أخرجه لك، ثم أصبح وقد ألقى عرمة من الذهب، وقال: هذا نسبى، ثم جذب نصف سيفه من غمده وقال: وهذا حسبى!!
وقد أسس هذا المدعى مدينة المهدية، وتلقب بالمهدى، وأشاع نسبه إلى الإمام على والسيدة فاطمة الزهراء، وأقام دولته بالمهدية عام 297 هـ (910م)، وبدأ من منذ ذاك التاريخ فى نشر دعوته بالقيروان وسائر بلدان الشمال الإفريقى، لكن علماء السنة قاوموا دعوته، وأقنعوا الناس بكفرها، وحدثت بين العبيديين وأهل السنة حروب طاحنة، فانتقل العبيدى إلى المهدية بعد أن بذل فى تحصينها أموالا طائلة، ثم فكر فى الانتقال إلى مصر، فأرسل عدة حملات لإخضاعها، لكنها فشلت أمام جيوش العباسيين التى قادها مؤنس الخادم.
واعتمد عبيد الله فى صموده على إشاعة أنه المهدى المنتظر، فالتفت حوله عدة قبائل، لكن أبو عبدالله الشيعى استطاع أن يشكك البرابرة فيه، حينما واجهه وسأله: أن الإمام لا يلبس الحرير وأنت لبسته، وليس له أن يطأ إلا ما تحقق أمره وأنت وطئت النساء ـ فأجاب عبيد الله: أنا نائب الشرع، أحلل لنفسى ما أريد!!
واستمر عبيد الله فى حكمه إلى أن مات عام 322هـ (934م)، وتولى بعده ابنه القائم بأمر الله أبى القاسم محمد حتى عام 334هـ (946م)، ثم ابنه المنصور إسماعيل حتى وفاته سنة 341هـ (953هـ)، ثم تولى من بعده ابنه (معد) وكنيته أبوتميم، ولقبه المعز لدين الله، وهو الذى انتقل بالفاطميين إلى مصر.