Home Up ولادة طفل يشبه ضفدعة إنهيار المبانى زراعة الجاتروفا بمصر جراد البحر الأمريكى الأورمان وحدائق الورد رمال البرلس المشعة السياح يزرعون لنا غابات الشلاتين وتجارة مصر والسودان غزالة والتوائم السبعة حماية الوعل النوبى Untitled 5451 | | جريدة الجمهورية الخميس 27 من ذى الحجة 1429هـ - 25 من ديسمبر 2008 م عن خبر بعنوان [ خمس غابات في صحرائنا يزرعها لنا السياح الأجانب! ] بقلم :محمد عبدالمنعم أصبحت علي قناعة بأن افضل مانقوم به من أعمال لا يلقي أبدا الدعاية والرواج الواجب، وأن كل الانتباه والاضواء تتجه إما إلي السلبيات، وما أكثرها في أي مجتمع، أو إلي موضوعات وشخصيات لا تستحق أي إنتباه!! وفي هذا المضمون قرأت تقريرا خبريا في واحدة واحدة فقط من صحفنا القومية وكان منشورا في صفحة داخلية بعيدة، وفي »ذيل« هذه الصفحة كما نقول في لغة الصحافة.. كان ذلك مع أن هذا الخبر يعكس منظومة دبلوماسية،و إنسانية، وزراعية هائلة تتمثل في قيام السياح الاجانب بزراعة شجرة في أراضينا وفي مناطق معينة تم تخصيصها لهذا الغرض، ويقوم السائح بوضع اسمه علي الشجرة التي زرعها ويحصل مقابل ذلك علي شهادة مكتوبة علي ورق البردي الذي اشتهر به قدماء المصريين! ويقول السيد أمين أباظة وزير الزراعة أن هذه الفكرة التي ارتادتها مصر تلقي نجاحا كبيرا، وأن الكثيرين من السياح الذين يفدون إلينا يضعون في مقدمة برامجهم زراعة شجرة في صحرائنا التي اصبحت الآن تضم أربع غابات: غابة زرعها السياح اليابانيون في وادي النطرون، وغابة صينية بمدينة السادات، وأخري »بوركينية« في مدينة الصف، ورابعة ألمانية في »مدينة الاقصر.. ويجري الآن الاعداد لزراعة غابة خامسة بمنطقة الاسماعيلية! ويقول السيد أمين أباظة أن أول شجرة في الغابة اليابانية قامت بزراعتها السيدة كويكي التي اصبحت الآن وزيرة الدفاع في بلادها، وفي العام الماضي قامت الوزيرة اليابانية بزيارة »شجرتها« وأدهشها انتشار الاشجار حولها بإعداد هائلة، وأنها أصبحت غابة كاملة تعمل علي توفير ثروة خشبية لنا، بجانب التغلب علي مشكلة التصحر، ومشكلة الجفاف، وتقليل معدلات التلوث، والتصريف الآمن ل ٤.٢ مليار متر مكعب من مياه الصرف الصحي ويقول السيد محمد مصطفي رئيس إدارة التشجير بوزارة الزراعة أن مصر تتبادل زراعة الغابات الصديقة مع هذه الدول، وأن الاجانب يزرعون لنا أشجار »الماهوجني« والكافور والصنوبر بينما نزرع لهم اشجار البونسيانا والتوت والجميز.. وكلها أشجار مصرية صميمة. إنها كما قلت في بداية المقال منظومة متكاملة لا تقتصر آثارها ونتائجها علي دعم السياحة وزيادة الثروة الطبيعية، ولكن أكثر أهمية من ذلك تلك الروابط والعلاقات الانسانية التي يشعر بها إنسان ما في أحد أطراف الدنيا الواسعة من أن هناك شجرة تحمل اسمه وتنمو وتزدهر في الطرف الاخر من هذا العالم الذي نصلي جميعا لكي يصبح عالما واحدا يعيش فيه الجميع بسلام وأمان.. كل هذه المعاني حققها مشروع وزارة الزراعة الذي لم يلق أي اهتمام من جانبنا. |