مجموعة من الكنائس والاديرة القبطية بالقدس القديمة

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

صحفى مسلم يكتشف كنوز الأقباط فى أورشليم

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
كنائس وأملاك الأقباط فى القدس
صحفى مسلم وكنوز الأقباط
الأنبا ابراهام  2 م
مطارنة الكرسى الأورشليمى
خان الأقباط
دير مار جرجس للراهبات
الأقباط وأروشليم
كنيسةالملاك ميخائيل بـ  رام الله
كنيسه ودير مارزكا للاقباط بمدينه اريحا
دير الأنبا أنطونيوس
مشكلة دير السلطان
الكنيسة القبطية فى حيفـــا بإسرائيل
إيبارشية أورشليم (القدس)
Untitled 7246
مطرانية الأقباط بالقدس

 

الأهرام 8/10/2008م السنة 133 العدد  44501  عن خبر بعنوان [ كنائس وأديرة تابعة للكنيسة المصرية - كنوز مصرية تتلألأ‏..‏ في القدس المحتلة‏!‏]تحقيق من القدس المحتلة‏:‏ أشرف أبو الهول
عندما تطأ قدماك مدينة القدس القديمة لايمكن أن تتخيل أن تجد مواطنا مصريا واحدا في تلك المدينة المقدسة لدي المسلمين والمسيحيين علي السواء‏,‏ لذلك ستفاجأ عندما تكتشف أن بها كنزا مصريا خالصا لا يقدر بمال ولا تعادله كنوز الدنيا يتمثل في مجموعة من الكنائس والأديرة التابعة للكنيسة القبطية يؤمها سنويا عشرات الآلاف من الحجاج المسيحيين من جميع أنحاء العالم‏,‏ بل إن هذه الأديرة والكنائس المصرية تمثل ببساطة أصل وقلب الوجود المسيحي في القدس وبداخل إحداها وهي كنيسة القديسة هيلانة توجد البئر التي جري استخدام مياهها في تشييد كنيسة القيامة المجيدة وهي تتدفق بالمياه حتي اليوم‏,‏ بل إن سكان القدس كانوا يشربون من مياهها العذبة حتي عام‏1967.‏
جاءت زيارتي للأديرة والكنائس المصرية في القدس بمحض المصادفة ففي أحد الأيام دخلت البلدة التاريخية ليس بغرض الذهاب إلي المسجد الأقصي كما أفعل كل مرة ولكن بغرض استكشاف المدينة ومن باب العمود قررت أن أسير في الطريق المعاكس للطريق المؤدي لساحة الأقصي‏,‏ وهو الطريق المعروف باسم خان الزيت الذي يعد مركز النشاط التجاري والسياحي في المدينة حيث تخرج منه علي كنيسة القيامة ومنطقة باب المغاربة التي يطلق عليها اليهود اسم الجدار الغربي او حائط المبكي‏,‏ وبعد أن قطعت مسافة كبيرة وكنت علي وشك الدوران والعودة استوقفتني يافطة في مدخل أحد الشوارع الجانبية تحمل عبارة بطريركية الأقباط الأرثوذكس وأديرتها ومدرستها لذا قررت استكمال الطريق المؤدي للبطريركية المصرية في قلب القدس القديمة حيث تبدأ الحارة المؤدية اليها بدرج يعقبه طريق متعرج وفي نهايته تري أمامك مقر البطريركية الموجود في كنيسة مار انطونيوس وعلي يسارك كنيسة القديسة هيلانة الصغيرة وأمامها علي اليمين دير السلطان‏.‏
وما إن وصلت إلي نهاية الطريق حتي وجدت أحد القساوسة يجلس في مدخل كنيسة القديسة هيلانة ولاحظت ملامحه المصرية الخالصة وملابس الكهنوت القبطي‏,‏ فاقتربت منه وألقيت عليه التحية فما إن سمعني حتي سألني‏:‏ هل أنت مصري؟ فلما قلت له‏:‏ نعم‏,‏ ارتسمت علي وجهه ملامح السعادة ودعاني للدخول والجلوس معه فعرفته علي نفسي وعرفني علي نفسه قائلا بتواضع‏:‏ أنا أخوك ميصائيل‏,‏ وعرفت فيما بعد أنه القمص ميصائيل الأورشاليمي راعي كنيسة القديسة هيلانة وقام بنفسه معي ليشرح لي أقسام الكنيسة التي بنيت مع كنيسة القيامة في عام‏325‏ ميلادية التي يوجد بداخلها واحدة من أقدس آبار المياه لدي المسيحيين في العالم وهي البئر التي أمرت بحفرها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور أوجستين الروماني‏,‏ ومن مياهها بنيت كنيسة القيامة في المكان الذي يعتقد أن المسيح عليه السلام دفن فيه ومنه قام مرة أخري‏.‏
بعد ذلك صحبني القمص ميصائيل إلي دير السلطان ذلك الدير التابع للكنيسة القبطية المصرية أيضا الذي استولي عليه الرهبان الأحباش بمعاونة السلطات الإسرائيلية وبعدها أخذني إلي كنيسة القيامة وشرح لي أقسامها ومنها الجزء المملوك للكنيسة المصرية أيضا‏,‏ وبعد أن انتهينا أخذني ذلك الكاهن الصعيدي المصري من يدي لزيارة المكان الذي صلي فيه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لدي فتح بيت المقدس والذي أقيم فوقه مسجد صغير‏,‏ وكان ابن الخطاب قد صلي فيه أثناء زيارته لكنيسة القيامة التي رفض أن يصلي بداخلها حتي لا يأتي من بعده من يدعي ملكية الكنيسة للمسلمين لأن ابن الخطاب صلي فيها‏.‏
وفي نهاية تلك الزيارة اعتذر لي القمص ميصائيل قائلا إنه لم يتمكن من القيام بالواجب لأن الوقت كان ضيقا ودعاني إلي العودة مرة أخري وهو ماحدث بالفعل بعد فترة‏,‏ ففي زيارتي التالية للقدس توجهت إلي الحارة التي توجد بها الكنائس والأديرة والمدرسة القبطية المصرية لأفاجأ بمنظر لم أتخيله في حياتي‏.‏
ترميم‏..‏ وغداء
في تواضع وهدوء وقف القمص ميصائيل وبعض الرهبان الآخرين للكنيسة القبطية يساعدون عددا قليلا من العمال في ترميم كنيسة القديسة هيلانة وكما قال لي إنهم عندما سألوا عن تكاليف قيام إحدي الشركات المتخصصة بترميم الكنيسة وجدوا أنها باهظة بالنسبة للموارد المحدودة للكنيسة فقرر أن يقوموا بأنفسهم بعملية الترميم التي كانت ضرورية بعد أن أدت المياه الجوفية إلي تآكل الجدران برغم أن متخصصين كانوا قد رمموا الكنيسة في عام‏1964‏ وعلاوة علي ذلك قاموا بإزالة الغبار من فوق أسطح الأيقونات التي تزين الجدران‏,‏ وهي عبارة عن رسومات لرحلة الآلام التي عاني منها السيد المسيح عليه السلام‏,‏ ورغم انشغال الرهبان بعملية الترميم التي يقومون بها بأيديهم إلا أن القمص ميصائيل صمم علي الوفاء بوعده فأخذني من يدي وشرح لي مرة أخري أجزاء الكنيسة ثم نزلنا معا إلي البئر التي يعود تاريخها إلي مايزيد علي‏1650‏ عاما ويتم النزول اليها بسلم دائري يتكون من‏51‏ درجا وتشبه إلي حد كبير مغارات ما قبل التاريخ ثم انتقلنا إلي دير السلطان وشرح لي تاريخه وكيف أن الأحباش الذين كانوا يقيمون فيه عندما كانت كنيستهم جزءا من الكنيسة المصرية استولوا عليه ورفضوا الخروج منه برغم قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بأحقية أقباط مصر فيه‏.‏
بعدها دعاني القمص ميصائيل ورفاقه لمشاركتهم طعام الغداء الصيامي وهو عبارة عن طبقين من الفخار عليهما نقوش إسلامية وهنا شعرت بأن لساني قد عجز عن الكلام وكادت عيناي تذرفان الدموع وأنا أقول في قراره نفسي‏:‏ هذه هي مصر هبة المصريين فماء النيل الذي يجري في شرايينهم لايجعلك تفرق بين مسلم ومسيحي فالدين لله والوطن للجميع‏.‏
حارة الأقباط
عودة لحارة الأقباط في القدس حيث علي يسار كنيسة القديسة هيلانة بالقيامة دير مار أنطونيوس وهو يعد منذ عام‏1912‏ عندما جري ترميمه وتجديده مقرا رسميا للبطريركية وفيه يقيم البطريرك أبراهام بطريرك الكنيسة القبطية في فلسطين وفيه أيضا تجري سيامة القساوسة‏.‏
ويوجد بالطابق الثاني من ذلك الدير كنيسة مار أنطونيوس‏,‏ وهي ملاصقة للحائط الشمالي لكنيسة القيامة‏,‏ وأمامها فناء واسع يقع علي سطح الدور الأرضي يحده من الجنوب والشرق مساكن للرهبان ومقر رئاسة الدير والكلية الأنطونية وهي عبارة عن مدرسة ثانوية تابعة للكنيسة يدرس فيها الطلاب المسلمون والمسيحيون علي السواء والمعلمون فيها يأتون من مصر ويعيشون بداخلها‏.‏
ويرجع تاريخ بناء كنيسة مار أنطونيوس التي تعتبر كنيسة الدير الكبري إلي عهد الأنبا باسيليوس الثاني أو الكبير‏(1856‏ ـ‏1899‏م‏)‏ وأكمل زينتها ودشنها الأنبا تيموثاوس‏.‏
وفي الطابق الثالث توجد كنيسة أنشأها في إحدي غرف الدير المطران الراحل الأنبا باكوبسوس تذكارا لظهور السيدة العذراء في هذه الغرفة لبعض طلبة الكلية الأنطونية‏,‏ ويقام فيها القداس الإلهي في صباح يوم الإثنين من كل أسبوع تذكارا لظهور السيدة العذراء‏,‏ وفي الطابق الرابع يوجد مقر البطريركية ومسكن المطران‏,‏ وبه ردهة كبيرة للاستقبال تطل نوافذها الجنوبية علي فناء الدير ومساكن الرهبان والكلية الأنطونية‏.‏
ويأتي الخلاف حول ملكية الدير من جراء سماح الكنيسة القبطية للرهبان الأحباش بالإقامة في الدير بعد أن فقدوا العديد من أديرتهم‏,‏ ومنذ ذلك الوقت دب النزاع بين الأقباط والأحباش حول ملكية الدير‏,‏ وفي الحقيقة كانت الكنيسة الحبشية منذ نشأتها تابعة للكنيسة القبطية فالبابا القبطي هو بابا الاسكندرية والمدن الغربية الخمس وأفريقيا‏,‏ ومن هنا لم يكن غريبا استضافة الكنيسة القبطية للأحباش في دير السلطان‏,‏ لكن الأحباش استندوا إلي نظرية الوضع الراهن المعمول بها في القدس‏,‏ وأصروا علي تنازل الكنيسة القبطية لهم عن الدير‏.‏


وتعقدت مشكلة دير السلطان تحت الاحتلال الإسرائيلي للقدس‏,‏ إذ خطف الرهبان الأحباش مفتاح الدير من الأقباط‏,‏ وثارت مشكلة كبري‏,‏ وتدخل الاحتلال الإسرائيلي إلي جانب الأحباش مما أدي بالمطران القبطي باسيليوس إلي رفع قضية أمام المحكمة العليا بإسرائيل التي حكمت بأحقية الأقباط للدير‏,‏ لكن سلطات الاحتلال رفضت تنفيذ الأمر متعللة ببعض الأسباب السياسية حول أهمية العلاقات الأثيوبية ـ الإسرائيلية‏.‏
ومن الأدلة المنطقية البسيطة علي ملكية دير السلطان لمصر اسمه فهو الدير الوحيد بين الأديرة النصرانية الذي له اسم إسلامي الصبغة‏,‏ ويقول المستشرق الانجليزي ويليامز الذي زار دير السلطان عام‏1842‏ م في كتابه المدينة المقدسة إن قسيس الدير روي له أن أحد سلاطين المماليك عرض كاتبه مكافأة سخية نظير إخلاصه في خدمته مدة طويلة فاعتذر عن عدم قبولها‏,‏ وطلب منه عوضا عن ذلك أن يسمح له بتعمير الدير المخرب بالقدس ليستطيع بقية الأقباط الانتفاع به‏,‏ فوافق السلطان‏,‏ وبقيت ذكري هذا الصنيع ممثلة لا في الاسم الذي يطلق علي الدير فحسب‏,‏ ولكن في سلسلة حديدية ثقيلة ثبتت في الحائط بجوار الباب كشهادة بأن الدير يحظي برعاية السلطان وحمايته‏,‏ وهكذا أمكن المحافظة علي حيازة القبط لهذا المكان وهذه السلسلة وكما روي لي القمص ميصائيل الأورشاليمي مازالت موجودة إلي يومنا هذا‏.‏
ومع أن هذه الرواية قد تكون غير دقيقة‏;‏ لأن تسمية الدير باسم السلطان ترجع إلي وقت إنشائه لا إلي وقت تجديده‏,‏ فإنها مع ذلك تدل علي أن الدير كان ملك الأقباط المصريين قبل سقوط دولة المماليك علي أيدي العثمانيين عقب معركة الريدانية وشنق طومان باي علي بوابة زويلة عام‏1517‏ بزمن طويل‏,‏ بدليل أنه كان في عهدهم مهدما‏,‏ واقتضي الحال ترميمه‏.‏
ويقع دير السطان بجوار كنيسة القيامة‏,‏ وتبلغ مساحته‏(1800)‏ متر مربع تقريبا‏,‏ وهو متصل من الشمال بدير مار أنطونيوس‏,‏ ومن الغرب بمباني كنيسة القيامة‏.‏
ممتلكات قبطية
وفي الزاوية الجنوبية الغربية لساحة الدير كنيستان تاريخيتان علي الطراز القبطي‏:‏ إحداهما علوية وهي كنيسة الأربعة حيوانات غير المتجسدين ومساحتها‏42‏ مترا مربعا ولها هيكل‏,‏ واحد حجابه مطعم بالعاج حسب النسق القبطي القديم‏,‏ نفش في أعلاه تاريخ‏1103(‏ للشهداء‏)‏ وعليه وعلي الحائط الجنوبي علقت ثماني أيقونات قبطية قديمة‏.‏ وللأقباط في القدس أيضا دير مارجرجس والمرجح أن إنشاء هذا الدير يرجع إلي القرن السابع عشر‏,‏ فلم ترد إشارة إليه فيما كتبه المؤرخون قبل ذلك‏,‏ علي أنه من المؤكد أنه في سنة‏1720‏ كان في المكان نفسه الذي به الآن‏,‏ ومن بين الوثائق الرسمية المتعلقة بأملاك القبط في القدس وثيقتان قديمتان أولاهما عبارة عن أمر صادر من الشرع الشريف إلي معمار باشي مدينة القدس بتاريخ‏21‏ ربيع الأول سنة‏1236‏ هـ ديسمبر‏1820‏ م ويتضمن الاذن بترميم محلات دير السلطان والدار الملاصقة له ودير الخضر‏(‏ مارجرجس‏).‏
وعلي أية حال ترجع معظم الدراسات بداية الوجود القبطي في القدس إلي الزيارة للأماكن المقدسة في المدينة‏,‏ منذ اكتشاف الإمبراطورة هيلانة للصليب المقدس في عام‏325‏ م وتأسيسها لكنيسة القيامة‏.‏ ولا أدل علي ذلك من اشتراك البطريرك القبطي أثناسيوس في تدشين كنيسة القيامة مع بطريركي إنطاكية والقسطنطينية‏.‏
وكذلك قصة القديسة مريم المصرية التي حضرت إلي القدس في عام‏382‏ م‏,‏ حيث استقرت هناك‏,‏ وشاع صيتها‏,‏ حتي إنه بعد وفاتها تم تشييد كنيسة علي اسمها مجاورة لكنيسة القيامة‏.‏
وفي القرن التاسع الميلادي تم إنشاء كنيسة قبطية في القدس عرفت بكنيسة المجدلانية‏.‏

 رابطة القدس للأقباط الأرثوذكس
ومن المؤسسات القبطية ذات الطابع المدني‏,‏ وإن ارتبطت بشكل أو بآخر بالناحية الدينية‏,‏ إنشاء جمعية خيرية اجتماعية لرعاية الوجود القبطي في القدس‏,‏ ففي عام‏1944‏ تم في القاهرة إنشاء رابطة القدس للأقباط الأرثوذكس‏.‏ وحرصت الرابطة منذ ذلك التاريخ علي أن تعمل من أجل حفظ تراث الأقباط في القدس‏.‏
ولعل أهم تحول في تاريخ الوجود القبطي في القدس هو ما تم في عصر البابا كيرلس الثالث في النصف الأول من القرن الثالث عشر‏,‏ فحتي ذلك الوقت كان الوجود القبطي ليس في القدس فحسب بل في الشام بأكمله‏,‏ تحت رعاية بطريرك أنطاكية‏,‏ لكن البابا كيرلس الثالث خطا خطوة مهمة في هذا الشأن إذ أنشأ لأول مرة مطرانية قبطية للقدس والشام‏,‏ ورسم لها أحد الأساقفة الأقباط‏.‏

This site was last updated 05/23/15