| Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history بقلم عزت اندراوس الإضطهاد الذى قاسى منه الأقباط فى فترة حكم الملك الناصر بن قلاوون فى فترة حكمه الثالثة |
هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناكأنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل |
************************************************************* نقل الموضوع التالى من كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الرابع من ص 10- - . حتى يمكن لأى دارس أو باحث أن ينقل ما يراه مناسباً , وقد عدلنا تعديلاً طفيفا فى لغته العربية بما يناسب العصر ************************************************************* إلى آبائى الأبطال الرجال الذين عاشوا فى هذا العصر واظهروا بطوله فى تحمل الإضطهاد والدفاع عن أنفسهم بالرغم من وجود قوة غاشمة إلا انهم أستطاعوا أن يثبتوا أنهم أمة من الشجعان مهما كانت خسائرهم . *********************************************** محاولة التحكم فى مجــرى النيل فى عهد يوحنا التاسع البطريرك الـ 81 قرر الملك الناصر بن قلاوون أن يبنى رصيفاً على النيل لتجميل ميدانه (الميدان هو مكان لتعليم ركوب الخيل - والميدان يعنى أيضاً أنه متسع كبير أمام أحد القصور الملكية الشاهقة أعتاد الملك أن ينزل فيها يوميا من القلعة ) . وكان شاطئ النيل سنة 1320 م كان كثير تحول إتجاهه فقد تحول النهر كثيراً جهه الغرب وحل محل مجراه القديم الكثير من منازل القاهرة الحديثة البنيان بعد أن جفت الأرض على المجرى القديم . وكثيرا ما كان النهر يرسب طميا على أحدى ضفتيه فيكون جزيرة أو لسان فيه ويسمى المصريين الأرض التى يصنعها النهر بأسم طرح النهر وحدث فى عصر الملك قلاوون أن كون طمى النيل جزيرة ما بين القاهرة وبولاق فبنى الناس فى الحال مسجداً وطاحونة عليها وكثيرا من المنازل ذات الحدائق الغناء حتى أصبحت متنزهاً لسكان الفسطاط , ولما كان مياة النهر تزيد فى وقت الفيضان فكانت تتحول شوارع هذه الجزيرة إلى ترع وقيل أن السكان كانوا ينتقلون فيها بالقوارب . أما فرع النيل الشرقى فكان فى الفيضان تطفوا مياه النيل على الشاطئ الذى كان واسعا وعندما ينتهى الفيضان فكانت يجف الشاطئ سريعاً - وحدثت هذه التحولات فى مجرى النيل فى القرن الثامن من التاريخ الهجرى , وتكونت جزائر كثيرة أصبحت جزءا من الشاطئ الشرقى بمضى الوقت , وقد أنفق حكام مصر المسلمين الكثير من الأموال حتى يتحكموا فى مجرى النيل الطبيعى ومحاولة منعه من تغيير مجراه فكانوا يصرفون الأموال بدون تحقيق أى نتيجه . مشروع الملك الناصر بن قلاوون ورأى الملك الناصر بن قلاوون أن المنطقة التى يريد فيها الملك الناصر أن يبنى فيها جسره كانت تمتلئ بالناس والسكان وكانت أشبه بالميناء ولم تجف مياه الفيضان فى هذه المنطقة , وكانت هناك قطعة أرض مرتفعه شيدت كنيسة الظهرى , وكان الملك الناصر يريد حفر مجرى لمياة النيل لتدخل لوسط الجزيرة , وحدث أن أعترضت هذه الكنيسة المجرى طبقاً لرسومات المهندسين وكان هناك حلين أما أن تهدم هذه الكنيسة وإما أن تظل قائمة فى وسط المجرى والماء حولها , ولو تركت بمفردها فى وسط المجرى فى الجزيرة ستكون منظرها ملفتا للنظر وعيباً فى نضر المسلمين لأنه لا يصح ان تكون هناك كنيسة ظاهرة بهذا الشكل فى بلد يعتقد المسلمين انه بلد أسلامى . وأشار عليه المشيرين أن يهدمها ولكن مما فعله من أضطهادات للأقباط جعله لا يستطيع أن يصدر أمر بهدمها ولجأ إلى طريق ملتويها لهدمها حسب عادة المسلمين وذلك بأنه أمر بالحفر حول جدرانها حتى تسقط من ذاتها عندما يختل الأساس والعجيب انهم لما حفروا حول الكنيسة أصبحت الكنيسة معلقة وظلت ثابته فى موقعها ولم تسقط كأن الرب يتحداهم , ولا شك أنه قد يكون قد تسرب نبأ هذه الكنيسة وكيف لم يستطع الملك أصدار أمره بهدمها وملاطفته الأقباط كأن القبط أعداء لهم . ثورة العصابات الإسلامية لإضطهاد المسيحيين الأقباط الله أكبر .. الله أكبر .. فلنتقدم ونهدم كنائس المسيحيين الأقباط وفى يوم جمعه من أيام شهر يونيو شديدة القيظ فى مصر كان هناك أتفاقا من المسلمين فى مدن القاهرة والإسكندرية ودمنهور وأسيوط ومنفلوط وقوص وأسوان وخمسة مدن أخرى من أشهر مدن مصر , وكان إشارة إضطهاد الأقباط هو أنتهاء صلاة الجمعه - فقام أحد الدراويش يعتقد أنه ليس مصريا وخرج وسط المصلين فجأه فى جامع القلعة وسار نحو الإمام وصرخ بأعلى صوته وهو يرتجف ويتكهرب كأنه نزل عليه جبريل الوحى من السماء فأخذ يصيح الله أكبر .. الله أكبر .. يأخوانى المسلمون .. فلنتقدم ونهدم كنائس المسيحيين الأقباط ولا يحتاج المسلمين فى العادة إلى من يدفعهم للقيام بهذه الأفعال الإجرامية لأنها مكتوبه فى قرآنهم وفى اللحظة التى أنتهى فيها هذا المدروش سمع فى الحال صراخ هائل فى ثلاثة اماكن فى القاهرة فى جهه الحفر أمام كنيسة الظهرى .. فى جامع القلعة .. فى منطقة الأزهر هدم كنيسة الظهرى .. وكانت هذه الكنيسة تضايق الملك الناصر وقد أراد المسلمين المتعصبين أن يبدأوا عملهم الإجرامى بهذه الكنيسة حتى ينالوا رضاء الملك فهدموها عن آخرها ولم يترك فيها حجر على حجر وسرقوا كل الأشياء الثمينة فيها . هدم كنيسة مار مينا فى حى الحمرا .. وكانت هذه الكنيسة من الكنائس القديمة التى يبجلها الأقباط فى جميع مصر فكانوا يرسلون إليها النذور حتى أصبحت خزينتها أغنى خزائن الكنيسة القبطية ليس فقط لكثرة الأموال بل لكثرة الهدايا والأمتعة الجميلة والأوانى الثمينة الفاخرة بها وغير ذلك من الأشياء الفنية , وكانت محاطة بشبه مستعمرة من الأقباط الزاهدين فى العالم فى مساكن متفرقة حول الكنيسة . فتسلق أولئك الرعاع المتعصبون جدران المنازل وفى ظرف ساعة واحدة كانوا قد هدموها عن آخرها وضربوا الأقباط الساكنين حولها ونهبوا ما يمتلكونه ولم يمكنهم الدفاع عن أنفسهم ولم يكملوا الهدم وذهبوا الى كنيسة اخرى هدم كنيسة العذراء بقرب الساقية .. كانت مجاورة للكنيسة السابقة وكان يسكن على مقربتها عدد كبير من الراهبات والرهبان فى اديره , فذهبت الراهبات إلى الكنيسة خوفا على أنفسهن فكسر المتعصبون المسلمين المتوحشون الأبواب ودخلوا كنيسة الرب وأخرجوا منها 60 راهبة فنزعوا ثيابهن عن أجسادهن وسلب اللصوص كل ما وجدوه معهن , كما سرقوا كل ما هو بداخل الكنيسة من أشياء ثمينة ثم أشعلوا فيها النيران كما هجموا على كنيسه أخرى بقربها . وزحف المسلمين رافعين راية الجهاد الإسلامى من القاهرة إلى الجنوب قاصدين بابليون , ولكن كانت قد سبقتهم أخبارهم إلى بابليون فلما علم الأقباط بهجوم البرابرة أسرعوا إلى غلق بوابات الحصن القديم وكانت بداخل سوره ستة كنائس , وأستعد الأقباط داخل الحصن للدفاع عن أنفسهم وكنائسهم . ووصلت الأخبار الملك الناصر وعلم بأن هناك عصابة أخرى كانت تنوى هدم كنائس الموسكى وحارة زويلة فأرسل الملك لجنة للتحقيق والتأكد من هذه الأنباء ومعرفة الأسباب التى دعت إلى ذلك فقام فى الحال ليمنع من وقوع مزيد من الضحايا والخسائر ويوقف هذا التعصب , ثم وافته الأخبار بأن قصر الشمع ( أسم أطلقه العرب على حصن الرومان فى بابليون ) محاصر بالمسلمين الهائجين وبداخله الأقباط يحاولون الدفاع عن أنفسهم ولكنهم ضعفاء وسيسقطون فى يد المسلمين مالم تلحقهم نجدة قوية . فأعد الملك حمله بقيادة أوجامش وأخذ معه أربعة من الأمراء وفرقة من الفرسان وأسرعوا إلى بابليون ثم تقدم قائد الفرقة وسبق الأمير جاويش وحاول تفريق المسلمين المحاصرين للحصن ولكنه صد لأن المسلمين ضربوه بالحجارة حتى تقهقر وعاد إلى جنوده . ووصل الأمير أوجاميش فوجد أن العصابات الإسلامية بدأوا فى حرق البوابة الرئيسية للحصن لأنهم حاولوا كسرها فلم يفلحوا , ولما رأى الأمير هذا أشهر سيفه فى يده وصاح على قائد الهجوم بالهجوم على المسلمين الإرهابيين ففى الحال تفرقوا وفروا هاربين من حول السور , وقال الأمير أوجامش بصوت عال : " أن من يبقى من المسلمين فى هذه المنطقة بعد ساعة سعرض نفسه للموت السريع " فهرب الجميع خوفاً على حياتهم وبذلك نجت كنائس الحصن الستة من التدمير والسرقة والسلب والنهب ولبيوت المسيحيين الذين يسكنون حولها وظل الأمير حتى صلاة العشاء حتى لا يفكر أحد من المسلمين الإرهابين بالعودة والهجوم على الحصن . وعاد إلى القاهرة بعد أن أصدر أوامره لقائد الحرس ليسهر طول الليل برجاله حول الدير وترك معه 50 جنديا للحراسة , وكان هناك أميراً أسمه ألماز تضايق عندما لم تصدر له أوامر بقمع التمرد الإسلامى وحماية الكنائس , عرف أن الذين أمرهم الأمير أوجامش بالبقاء والسهر والحراسة قد ناموا كلهم فاسرع وأخبر الملك بعدم تنفيذ الأوامر . وأمر الملك بالقبض على الدرويش الذى اشعل هذا الإرهاب ونادى على المصليين بهدم كنائس الأقباط فى جامع القلعة فلم يجدوه . وأمتلأت الشوارع بالتجار الذين يبيعون ما نهبوه من الأقباط وكنائسهم فى الأسواق العامة وأستدعت الحكومة رؤساء العصابات والمتهمين فى السلب والنهب والهدم وعند التحقيق ذكروا كلهم أن : " أن الملك نفسه هو الذى امر بهدم وحرق الكنائس " ولم تتمكن الحكومة أن تثبت التهمة على أحدهم بالرغم من أن قوة الحكم الديكتاتورى فى هذه الأزمان كان يمكن ان يثبت تورط هذه العصابات فى الفوضى والهدم والسرقة التى حدثت خاصة أن المسروقات كانت تباع علنا فى الأسواق , ووردت خطابات من الولاه فى الأقاليم تذكر حدوث إعتداءات من العصابات الإرهابية مماثلة لما حدث فى القاهرة ووردت الأنباء بهدم وحرق كنائس الأقباط والأعتداء عليهم وسرقتهم يد الله إلاه الإسلام هى التى هدمت هذه الكنائس وأغتاظ الملك الناصر من اتهام عصابات الإسلام له بأنه وراء أوامر الهدم وسخط على رجال حكومته وأمر بمعاقبة زعماء العصابات الإرهابية عقابا صارماً , ولكن حاول الأمراء ثنيه عن عزمه وأوضحوا له أن فى ألمر سراً عجيباً لا دخل فيه لبنى البشر لأنه لم يكن لأحد اليد فى هذه الأعمال ولا حتى للملك نفسه , وهكذا نجحوا فى تسكين نفسه وأعتقد الملك ان يد الله إلاه الإسلام هى التى أرادت معاقبة الأقباط لما ابدوه من غطرسة فخرب الله كنائسهم . هدم دير العطش وسنة 841 هجرية : هدم الشيخ ناصر الدين الطنطاوى لدير العطش الذى يقام عنده مولد سنوى يضاهى مولد السيد البدوى، فأحس الشيخ ناصر الدين الطنطاوى بالغيرة فما زال يسعى حتى هدم الدير.. الكنائس المشهورة التى هدمت وحرقت وامكن حصرها ما عدا ما حدث فى القرى فى القاهرة : كنيسة الظهرى - وكنيسة داخل أسوار القلعة فى المكان الذى يطلق عليه خرائب الترتر - وكنيسة فى حى الحمرا - وكنيسة العذارى بقرب السبع سواقى - وكنيسة مار مينا - وكنيسة حارسى العهود - وكنيسة فى حى الأروام - وكنيسة جهه الحربية - وكنيستين فى حارة زويلة - وكنيسة قرب مخزن اللوا - وكنيسة فى الخندق - وأربع كنائس فى الأسكندرية - وكنيستين فى دمنهور - وأربع كنائس فى مديرية الغربية - وثلاث كنائس فى مديرية الشرقية - وسته كنائس فى مديرية البهنسا - وثمانية كنائس فى مديرية أسيوط ومنفلوط - وأحدى عشر كنيسة فى مدن أسيوط وأصوان والمنيا - وكنيسة فى أطفيح - وتسعه كنائس فى الفسطاط ودير البغل وبلغ عدد الكنائس 60 كنيسة التى وصلت أخبار بتدميرها وحرقها وهناك عدد آخر من الكنائس والأديرة التى دمرت لم يمكن حصره هذا غير هجوم العصابات على الأقباط وسلبهم ونهبهم ======================================================================= وبعد مضى شهر من تخريب وتدمير 60 كنيسة والأعتداءات على بيوت الأقباط وأملاكهم وتعرية الراهبات وفضحهن وإذا بنار تشب فجأة وأخذت تنتشر وتحرق البيوت فى عدة مناطق متفرقة من أحياء القاهرة والفسطاط , وظلت النار مستمرة من يوم السبت حتى مساء الأحد , وكلما نجحوا فى أطفائها فى جهه تشتعل فى منطقة أخرى , وحدث أن قامت زوبعة من رياح شديدة ساعدت النار على تأججها فأحدثت تدميراً وتخريبا شديداً فكانت النار تلتهب البيوت فى دقائق وتهوى بها إلى الأرض , وكانت الرياح تقلب وتغرق المراكب الراسية فى النيل وتلفت أجزاء كبيرة فى العاصمة , وعندما تلبد هواء المدينة بالدخان وأصبح يغلف القاهرة وأنعدمت الرؤيا . وطلع الدراويش وأولياء المسلمين أصحاب الهلوسة الدينية على المآذن والمساجد كلها ويصيحون طالبين من الله أن ينقذهم من المصائب , وحل مساء ليلة الأثنين وهو يحمل أصيوت الصياح والعويل والنار مازالت تزداد إلتهابها سعيرا وفى صباح يوم الثلاثاء أمر الملك بإحضار السقايين ليحضروا مياه بالقرب (جلود الحيوانات كانوا يماؤنها بالماء ) ويساعدوا فى أطفاء الحرائق , وأمر النجاريين والفعلة بهدم البيوت القريبة من النار حتى لا تجد النار شيئا تشتعل فيه فتنتطفئ وحصرها , ونزل الجميع لمقاومة النار كبيرا وصغيراً غنيا وفقيرا وأمتلأ الشارع العظيم بالماء والذى يبتدئ من باب زويلة حتى أصبح شبه نهر . وخمدت النار ولكن كانت النار تشتعل فى أماكن أخرى مع سهر وتيقظ رجال الحكومة , وأمر الملك بأن يملأ كل شارع زيراً أو أوعية بها ماء يشترونها على حسابهم الخاص ليكون الماء جاهزا عند إشتعال النار , فإرتفعت أثمان الأوانى الفخارية مثل الأزيار والأوعيه والبراميل . وأخيراً ظهرت غوغاء وأصوات زغاريد وصياح هائل فى الشوارع وشاعت أقوال : أن النصارى هم سبب حرق المدينة ففى يوم الجمعة شهر يوليو قبض على راهبين خارجين من القاهرة بعد أن ظهرت النار فى جدران الجامع الأزهر , وتأكد المسلمون أن هذين الراهبين هما اللذان أشعلا النار فأمر فى الحال بتعذيبهما وما كاد الأمر ينزل من القلعة حتى قبضوا على راهب آخر وجدوه بالقرب من جامع الظاهر يحمل على ظهرة عدة أكياس من النفط والزفت ولما طرحوه على الأرض لتعذيبه أمام الأمير أقر أنه أعطى هذه الأكياس ليلقي واحد منها على الجامع الظاهر . أما الراهبين ألاخرين أقرا بعد التعذيب أنهما من دير أسمه دير البغل وأنهما هما اللذان أحرقا جامع الزهر (الكلية) . ولما رفعوا القضية إلى القاضى كريم الدين وهو أضير لأن النار إلتهمت منزله ونجا بنفسه أقترح إستدعاء بطريرك الأقباط قائلاً : " أنه يكون عالماً بسر ما فعله شعبه من هذه الأمور المنكرة ولا بد انهم أستشاروه فى هذا الأمر قبل أن يفعلوه " فأحضره رجال الحكومة فى ظلام الليل تحرسه فرقة من الجنود خوفا من الأعتداء عليه من الغاضبين المسلمين الثائرين . وأحضروا الرهبان الثلاثة المقبوض عليهم وسألوهم : " لماذا فعلتم هذا " فأقروا ثانيا أمام القاضى كريم الدين أنهم : عملوا ذلك أنتقاما من المسلمين الظالمين الذى حرقوا كنائسهم .. فلما سمع البطريرك هذا العتراف ازرفت عيناه بالدموع , وقال أنه : " يوجد بعض القباط قد حملهم التعصب الدينى أن ينتقموا لأنفسهم من رعاع المسلمين الذين هدموا كنائسهم فصرح القاضى كريم الدين (القاضى كريم الدين قبطى الصل وعائلته قبطية مثل جميع مسلمى مصر وقد اسلم جدوده تحت ضغط الإضطهاد منذ جيل تقريبا وأعتنقوا ألإسلام ) وأمر البطريرك بالعودة إلى مكانه وخرج معه وأحضر له بغلاً وأمر بعض رجاله بأن يسيروا بجانيه ويحرسوه حتى يصل إلى دار البطريركية , ولكن الإرهابيين المسلمين الذين يملأون الشوارع أحاطوا به وكادوا يمزقونه إربا ولكنهم خافوا من ضابط القوة الذى ابعهم عنه حتى وصل إلى مقره بسلام . وفى صباح اليوم التالى بينما كان القاضى متجها من منزله كعادته ومتوجهاً إلى القلعة أحاط به كثيرون من رعاع المسلمين وهم يصيحون حوله متهمينه بالكفر وأنه يحمى الأقباط الذين حرقوا منزله ومنازل المسلمين فلم يخاف منهم القاضى كريم الدين بل تشجع وسار إلى القلعة وقدم تقريره للملك وفيه : أنه بعد التحقيق يوجد بعض جهلاء القبط هم الذين يوجه إليهم الإتهام بهذه الحرائق , فأمر الملك بتعذيب الرهبان تعذيباً أشد من التعذيب المبدأى لكى يدلوا ويعترفوا على أسماء بعض أغنياء القبط أو ذوى النفوذ فيهم فيقبض عليهم ويصادر ممتلكاتهم (ملاحظه لم يعذب المسلمين الذين تم القبض عليهم بعد أعتداءهم على الأقباط وهدمهم الكنائس وكانت سرقاتهم تباع علنا فى أسواق القاهرة ) , ولكن لم يكن احدا يشترك معهم من خارج ديرهم وظلوا يرددون أعترافهم الأول الذى قالوه منذ القبض عليهم أمام القاضى وكرروا أنهم أنهم هم الذين دبروا وفكروا وقاموا بالحرق وأنهم 14 راهب من رهبان دير البغل , قسموا انفسهم ثمانية منهم قاموا بحرق القاهرة وسته بحرق الفسطاط , أما بابليون فقرروا عدم مسها بسوء وذلك لأنهم يسكنوها الأقباط الباقيين الذين لم لم يمسوهم المسلمين فى الإضطهادات السابقة . حرق أربعة رهبان احياء وبمجرد أعتراف الرهبان أرسل المسلمين رسلاً وأحضروا جميع الرهبان بدير البغل وحرقوا أربعه منهم أحياء فى وسط الجماهير المحتشدة . ذبح الأقباط فى القاهرة والفسطاط والإستيلاء على ممتلكاتهم وفوضى فى القاهرة ولم يكتفى المسلمين بالقاهرة والفسطاط بحرق الرهبان بل أشتد هياجهم بدرجه تفوق الجنون ولم يعد احد يبالى بالحكومة لأنها شجعتهم من البداية بعدم إرساء قواعد العدل وعقاب المعتدى المسلم وأطلقت لعدوانيتهم العنان , وساروا بأعداد كبيره فى شوارع القاهرة والفسطاط وكانوا كلما وجدوا قبطيا يذبحونه ويأخذون ماله حسب الأوامر القرآنية , وفى نفس الوقت ذهب آخرون يحتجون بأن الملك منذ عشر سنوات وهو يتساهل مع الأقباط وكانت نتيجة سياسته أن الأقباط حرقوا القاهرة , وبينما نزل الملك من القلعة إلى الميدان رأى الوف المسلمين من العامة وهم يصيحون كموج البحر قائلين : " الله ينصر الإســلام " فلم يبالى الملك بهتافهم ولكن ما كاد الملك يصل إلى الميدان حتى أخبره قائد الحرس أنهم قبضوا على أثنين من الأقباط وهم يحرقون منزلاً فأمر الملك بدون تحقيق أن : يحرقهما أحياء فى الحال أمام الجمع المحتشد وبينما هم يحرقون القبطيين
الغوغاء ورعاع المسلمين يهاجمون القاضى وإذا القاضى كريم الدين مر بملابسه الرسمية بالقرب من مكان الحريق فأبصره الرعاع فألقوا عليه الحجارة فركض بحصانه ليختفى عن أنظارهم فتبعوه فدخل الميدان الذى يوجد فيه الملك فشاهد الملك رعاع المسلمين الثائرين خلف القاضى فساله فابلغه عما حدث فإغتاظ الملك غيظا شديداً وأصدر أمره للأمراء فى التحقيق فى هذا الموضوع . وقال الأمير سيف الدين يجب أرسال رسول من الملك يسأل الثائرين ماذا يريدون ؟ وقال الأمير جمال الدين أنه من المعروف أن المسلمين يكرهون تولى الأقباط الوظائف طبقاً للقرآن وأقترح ان يتخذ إجراءات شديده ضدهم - وعزلهم من جميع الوظائف الحكومية ولكن اعتبروا أن هذا السبب من أواخر الأسباب التى يفكرون بها , ورفض الملك أقتراحات الأمير جمال الدين , وأمر رئيس بلاطه أن يستصحب معه اربعة من الأمراء وعددا من المماليك ويطوفوا القاهرة من من أول ميدان تدريب ركوب الخيل حتى باب زويلة ومنها إلى باب النصر ويبددوا المسلمين الثائرين ويضربوهم ضربة قاضية , ولا يدع أعداً يقف فى وجههم , وأمر أيضاً قائد الحرس أن يذهب إلى باب اللوق وشواطئ النهر ويقبض على كل هارب من هذه النواحى بلا أستثناء ويحضره إلى القلعة ثم أقسم قائلاً : " وحياة رأسى إذا لم تستحضر لى كل من رجم القاضى كريم الدين بالحجارة فإنى سأقطع رأسك بدلهم !! " وخرج الأمراء من أمام الملك وهم يميلون إلى ما يفعله المسلمين ويرضون على تصرفاتهم الفوضوية فتعمدوا الإهمال والإبطاء فى الخروج حتى يكون هناك مزيد من الوقت لهروب المتسببين فى الجرائم التى حدثت , ومن الظاهر أن هذه الأنباء تسربت بطريقة أو أخرى إلى المسلمين المتمردين فلم يكد الأمراء يسيرون للتجول فى القاهرة حتى أختفى الغوغاء ولم يبقى نفر واحد منهم ليقبض عليه جنود الملك وهرب المسلمون كالأرانب لأن الخبر تسرب وأنتشرت بينهم كالبرق , وقفلت أبواب كل الأسواق ووصل الطوافون (الجنود) ولم يجدوا شخصاً واحداً ليقبضوا عليه , وبينما هو يسير فى بولاق قبض على كثيرين من الشحاذين الذين ينامةن بالشوارع وليس لهم مأوى والملاحيين (الذين يأتون بمراكب ويمكثون فتره تخميل المركب وليس لهم مكان يبيتون فيه ) وكثير من عابرى الطريق , وعندما فوجئ الناس بعمليات القبض العشوائية خافوا على أنفسهم وألقوا بأنفسهم فى النيل وكان عميقاً وسبحوا غلى الشاطئ الغربى للنيل بالجيزة , وكان عدد الذين قبض عليهم قائد الحرس ما يقرب من 200 شخص . ولم يحقق السلطان ما إذا كانوا هم المتهمين برمى القاضى بالحجارة أم أنهم أبرياء , وأصدر أمرا بتقسيمهم ثلاثة أقسام : الأول : يشنق ويعلق فى المشنقة .. الثانى : يقطع أفرادهم نصفين .. الثالث : تقطع أياديه . وصار كل الحاضرين من الأمراء وغيرهم يصرخون ويولولون ليعفوا الملك عن هؤلاء البؤساء مدافعين عمن قبض عليهم أنهم أبرياء ولم يلقون حجارة على القاضى كرم الدين . وبكى الأمراء وتضرعوا للملك ليعفوا عن هؤلاء المساكين , فغير الملك أمره الأول بأمر أخر وهو : أمر قائد حرسه أن ينصب المشانق على شكل خط مستقيم بحيث يكون أو مشنقة فى باب زويله وآخر مشنقة عند سوق الخيل , ويشنق كل المقبوض عليهم فى اليوم التالى , وكان الأمراء عنما كانوا يمرون على المشانق لا يقدروا على تمالك أعصابهم فيبكون , ولما وصلت أخبار هذه المشانق المحملة بالجثث البشرية للقاضى كريم الدين وأنها نصبت فى الشارع الذى يمر فيه يوميا بسببه لم يمكنه السير فى هذا الشارع فغير طريقة للذهاب إلى القلعة وذهب لشارع آخر. وفى صباح اليوم التالى صعد على المنبر أمر الملك بأحضار قسم آخر من أولئك البؤساء الذين قبض عليهم قائد الحرس فلما مثلوا امامه أمر بقطع ايداى وأرجل (يعتقد بخلاف حسب الشريعة الإسلامية) ثلاثة منهم . ولما رأى الأمراء أن غضب الملك فى أزدياد خافوا ان يمسهم بأذى وضرر منه , فلم يستطيعوا الدفاع عن هؤلاء المساكين , وحدث أن وصل القاضى كريم الدين فرفع عمامته وتقدم راكعاً أمام الملك على الأرض وتضرع إليه وألتمس العفو عن هؤلاء التعساء الذين يعتقد أنهم أبرياء لم يقترفوا أثماً , فقبل الملك رجاؤه ومنحه أرواح هؤلاء المقبوض عليهم بشرط ان يرسلوا للعمل فى أعماله الإنشائية على شاطئ النيل (أشغال شاقة ) . وما كاد ينزل من فوق المنبر حتى فزع عظيم وأنزعاج من الأهالى المسلمين لأنه قالوا لهم ان حريق قد شب فى جامع أحمد أبن طولون والقلعة نفسها تهددها الخطر (حريق القلعة مستبعد ) وفى صباح اليوم الثانى قبضوا على ثلاثة من الأقباط من لجنة مؤامرة الرهبان السرية . المسلمون يرفعون علم الإضطهاد : قطعة قماش زرقـــــــاء عليهـــــا صليب أبيض وأستمر الحريق هذه المرة أسبوعاً كاملا حتى جنت الناس من شدة الرعب , وأخذ الملك يهدئ الخواطر وأطفاء الحرائق , وهاجر الأقباط واختفوا تحت الأرض وفى الكهوف خوفا على حياتهم , كما أصبح المسلمون والأقباط يذهبون فريسة للملك وكذلك لرعاع المسلمين , ولما نزل الملك من القلعة إلى ميدان الخيل رأى رعاع المسلمين وأوباشهم ما يزيد عن عشرة ألاف يحملون قطعة قماش أزرق وعليها صليب أبيض ولما سار الملك فى وسطهم صاحوا جميعاً فى صوت واحد : " فلتمحى كل الأديان ما عدا الإسلام - الله ينصر محمد !!! فيا أئمة الإسلام وقادة لوائه ساعدونا على الكفار ! .. لا ترحموا النصارى (يقصدون المسيحيين الأقباط) !! " مذبحـــة الأقباط الهــــــــــائلة ورأى الملك نفسه أنه على وشك جرف وثورة عمومية كبيرة ولا بد أن يعطى هؤلاء دماء الأقباط فقد أدت سياسته الفاشلة إلى مزيد من سفك الدماء ورأى أن ذبحهم للأقباط فى الشوارع وحرق الأقباط أحياء أمامهم لم يكفى ظمأهم بل زادهم عطشاً وأيقظ الوحشية فى نفوسهم فضاق ذرعاً وهبطت عزيمته لفساد حكمه وعدم درايته باساليب الحكم ولما عاد غلى ميدان الخيل أرسل رئيس بلاطه يعلن لرعاع المسلمين أنهم احرار فى قتل كل قبطى يجدونه وينهبون أمواله , وما أن سمع أوباش المسلمين ورعاعهم هذا التصريح حتى تسابقوا كالبرق لينفذوا أمر الحاكم بالقتل العشوائى , فساق المسلمين الأقباط مقيدين كالأغنام تساق بالألوف إلى المجازر والسلب والنهب وذكر المؤرخون المسلمون ذلك الحادث فى تاريخهم ومؤلفاتهم على وجه العموم وأشاروا إليه تلميحاً , ونترك القارئ الكريم أن يتخيل ماذا حدث من هؤلاء الرعاع الذين قيل أن عددهم كان عشرة ألاف من مذابح هائلة تقشعر لها البدان ويشيب لها الولدان . وذكر المؤرخون عذابات الذين هربوا وظلوا احياء بعد هذه المذبحة الهائلة فى تاريخ أقباط مصر الإعداد لإذلال الأقباط بقوانين العهدة العمرية وبدأ الملك يجهز قوانين مستمدة من العهدة العمرية وكتبها هكذا : أجبارهم بتميز ألوان ملابسهم عن ملابس المسلمين (يلبسون اللون ألأزرق) - تعليق أجراس فى أعناقهم (مثل المواشى) عند دخولهم إلى الحمام حتى يحذرهم المسلمون الذين يكونون فيه لئلا يتدنسون منهم - لا يجوز لقبطى إستخدام محل عمومى أو فى دائرة أحد المراء أو فى أى وظيفة من وظائف الحكومة فى الأقاليم - كل قبطى يلبس عمامة بيضاء أو يركب فرساً أو بغلاً يذبحة فى الحال أول مسلم يراه أو يقابله فى الطريق - تصبح امواله فنيمة لقاتله ( وكان مسموحا للقبطى فقط أن يركب الحمار فقط على شرط أن يركبوه بالعرض او العكس ) . وبينما كان الملك يجهز لهذه القوانين كان الذبح والنهب والسلب على أشده مستمراً حسب قوانين الشريعة الإسلامية واخيراً ملت العصابات ألإسلامية الذبح والقتل وكانوا قد تأكدوا من تنفيذ أوامر الملك بحرارة أشد مما لو أمر جنوده بها , ولما كانوا يخافون من تقلب الملك ذهبوا غليه وقالوا بعد أستئذانه : " نطلب المان علينا وتعفوا عفوا عاماً عن كل ما فعلناه مع الأقباط " . ولكن فى اليوم التالى قام المسلمون يحتشدون وذهبوا غلى الملك ليشكروه لأنه شفى غليل الأنتقام من صدور قوم مؤمنين بالأسلام وكانوا يصفقون مبتهجين بما حققوه من أسلاب واغنام وقتل وذبح وإستيلاء على أملاك المسيحيين , وقيل أن الملك الناصر عندما رآهم كذلك مبتسمين تبسم أيضاً ضاحكاً وفرح بخلاصة منهم بتقديمة ألقباط كبش فداء. ولكن تلك الفرحة من الحاكم المسلم والمسلمين لم تدم طويلاً لأنه فى الليلة التالية تأججت النيران ثانية فى القاهرة وأنتشرت بسرعة هائلة فى أتجاه مدينة القاهرة حتى خافوا على القلعة ذاتها من الإحتراق وظل القباط مختبئين فى منازلهم أياما طويلة . أمبراطور بيزنطة وملك أسبانيا يرسلون وفوداً وظلت الكنائس مقفلة لمدة سنة ونصف فى اثناء هذه الإضطهادات . وفشل الحكم الإسلامى وشريعته فى إذلال الأقباط وأصبحت البلاد فى حالة فوضى وأنهارت تماما وكان لا بد من فكر خارجى لأصلاح المر فقد ارسل البيزنطيين (اليونان) وملك اسبانيا وفوداً لملك مصر يتضرعون إليها لأتخاذ الأساليب التى تمنع إذلال الأقباط أخوانهم فى المسيحية , فقد كانوا يخافون ان اعداداً كبيرة من ألقباط والملكيين المسيحيين قد اعتنقوا الإسلام تحت حد السيف . أما البطريرك القبطى فلم يصبه ضرر من هذه الإضطهادات المريعة وعاش بعد ذلك بـ 15 سنة . أما اثناسيوس الثالث بطريرك الكنيسة الملكية فلم يجسر على المجئ ليتولى ايبروشيته فى مصر فى ظروف الإضطهاد وظل كل هذه المدة فى القسطنطينية منهمكاً فى المشاكل التى كانت قائمة بين ألإمبراطور البيزنطى والإكليروس فى تلك المدينة وأخيراً طرده الإمبراطور من القسطنطينية فخشى الحضور إلى القطر المصرى فنزل وسكن فى جزيرة أسبوعاً ثم رجع إلى اليونان حيث طرحه ألإمبراطور فى السجن , وحدث أن هذا البطريرك مثل باقى الأكليروس المصرى كان مكباً عل دراسة الطب فشفى سجانه , فكان ذلك سبباً فى خلاصة من السجن وإطلاق سراحه ولكن لم يوضح المؤرخين ماذا حدث له بعد ذلك أو إذا كان رجع إلى مصر ام لا . المقريزى وحكايـــــــه اليهـــــــــودى والقبطى ذكر المقريزى واقعة تاريخية وقعت بين يهودى وقبطى فى وقت الإضطهادات .. فقد كان لأحد الأقباط مبلغاً طائلاً من المال على أحد يهود مصر , فلما طرد المسلمين القباط وحلت بهم ضائقة أصبح محتاجاً للمال لينفقة فتوجه إلى منزل اليهودى على غير إرادته وظل يتوسل إليه أن يرد له ما عنده من مال الدين , إلا أن اليهودى صرخ وهلل وتظاهر أن مداينه القبطى يقصد الإضرار به ففى الحال تجمع المسلمون ليقبضوا على القبطى ويذبحوه فأسرع القبطى المسكين هارباً وأختباً فى منزل اليهودى وتضرع إلى زوجة اليهودى أن تحافظ على حياته من يد القتلة المسلمين فحن قلبها وخبأته تلك الليلة بشرط أن يتنازل عن الدين الذى له على زوجها . وقبل أن تسمح له هى وزوجها بالخروج من منزلهما أجبروه أن يكتب لهما صك (إيصال) مخالصة بدينه وفى سنة 1325 م وصل للملك الناصر خطاب من أمبراطور أثيوبيا إعادة بناء الكنائس التى هدمها المسلمون ويحسن معاملة الأقباط وإلا سيهدم كل مساجد المسلمين التى فى بلاده ويحجز مياة النيل .. فضحك الملك الناصر من هذا التهديد وطرد وفد أمبراطور اثيوبيا دون ان يرد على خطابه , فعادوا من حيث أتوا , ولم ينبئنا التاريخ ماذا تم فى مساجد المسلمين فى أثيوبيا ؟ أما النيل فقد وفى بفيضانه ولم يحجز . المسلمون يهدمون كنيسة القديسة بربارة فى سنة 1327 م هاجم المسلمون الأقباط وثاروا عليهم وهدموا أثنائها كنيسة القديسة بربارة .. وكانت حجة المسلمين فى هدم الكنيسة : أن الأقباط عندما أستأذنوا الملك فى أعادة بنائها زادوا فى مساحتها وتقول مسز بتشر عن هذه الكنيسة ص 28 : " ولم يتم بناء الكنيسة بعد هدمها ولم تزل آثارها باقية وراء قصر الشمع بمصر القديمة ومات بطريرك القباط يوحنا التاسع فى هذه السنة وأخلفة بنيامين الثانى . ******************************************************* ماذا قال المقريزى المؤرخ المسلم عن الإضطهادات يقول المقريزى فى كتاب القول الإبريزى للعلامة المقريزى : " انه فى سنة 1320 ان الملك الناصر محمد بن قلاوون لما انشأ ميدان المهارى حفرو الى جانب كنيسة الزهرى وكان بها كثير من النصارى وبجانبها ايضا عدة كنائس .. اخذ الفعله فى الحفر حول كنيسة الزهرى وزاد الحفر حتى تعلقت الكنيسه وكان القصد من ذلك ان تسقط من غير قصد لخرابها ... ولكنها لم تسقط الى ان كان يوم الجمعه والعمل من الحفر بطال فتجمع غوغاء العامه وقالو بصوت عالى ....الله اكبر !!!! ووضعوا يديهم على المساحى ونحوها فى كنيسة الزهرى وهدموها حتى بقيت كوما وقتلوا من كان فيها من النصارى وأخذوا جميع ماكان فيها !!!!!!!!! وتسلق العامه اعلى كنيسة بو مينا وفتحو ابوابها وأخذوا منها مالا وقماشا ..... وجرار خمر !!!!!!!! ونقد ومصاغ وكان امرا مهولا ثم مضوا من كنيسة الحمراء بعد هدمها الى كنيستين بجوار السبع سقايات وكانت احداها يسكنها بنات النصارى وعده من الرهبان فكسروا ابواب الكنيستين وسبوا بنات النصارى ...!!!!!!!! ونهبوا ماظفروا به وحرقوا ونهبوا وهدموا تلك الكنائس كلها وكان هولا كبيرا من كثرة الغبار ودخان الحرائق فما شبه الناس الحال لهوله الا بيوم القيامه وفى ذات الوقت سارت العامه فى القاهره وخربت كنيسه بحارة الروم وكنيسه بحارة زويله وجاء الخبر من مدينة مصر ايضا بان العامه قامت بمص فى جمع كبير جدا وزحفت الى كنيسة المعلقه بقصر الشمع فاغلقها النصارى وهم محاصرون بها |
This site was last updated 05/18/08