| Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history بقلم المؤرخ / عزت اندراوس سعيد باشا يقتل البابا كيرلس الرابع بالسم |
+هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعاتأنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm |
شهوة قلبه كان إتحاد الكنائس الأرثوذكسيةاتحاد الكنائس كانت شهوة قلبه هو اتحاد الكنائس الأرثوذكسية ، فبذل كل الجهد للاتحاد مع الكنيسة اليونانية التي كانت بدورها تضم الكنيسة الروسية. وكان حريصًا مع الاتحاد أن تحافظ الكنيسة على عقائدها وتقاليدها. كانت علاقته بالكنائس غير الأرثوذكسية طيبة للغاية، نشأ بينه وبين رؤسائهم مودة وتبادل ثقة. فاُتهم بأنه يطلب حماية الدول الأجنبية مما أثار الحكام ضده. كانت علاقته بالكنيسة الأسقفية الإنجليزية طيبة للغاية. وكانت الأخيرة تود مساعدة الكنيسة القبطية في إعادة الكنائس والمعاهد والمدارس التي هدمها الدراويش .
موتـــة بالســــم - نياحتهوكان البابا يطلب تنفيذ نصوص الفرمان العثمانى الذى صدر من الأسيتانه بالخط الهمايونى ولكنه كان يماطل , وأمتنع سعيد باشا عن مقابلته بالرغم من أن البابا ذهب إلى قصرة عدة مرات .واتفق أن ذهب البابا كيرلس الرابع إلى دير الأنبا أنطونيوس ليشرف على بعض الإنشاءات فيه وأصطحب معه كالينيوس بطريرك الروم وكذلك بطريرك الأرمن الأرثوذك ترويحًا للنفس، وكان يهدف إلى وحدة الكنائس الأرثوذكسية , فوصلوا إلى بوش بالقرب من بني سويف، في عزبة الرهبان، ليقضوا أيامًا حتى تأتي القافلة فينطلقوا إلى الدير , لأول مرة نسمع عن إيجاد وحدة بين الكنائس ، فعقد أول اجتماع مع بطريرك الروم وبطريرك الأرمن الأرثوذكس في دير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس .وكان مسيو ساباتييه قنصل فرنسا فى مصر قد ذهب إلى مقابلته القاهرة للتوسط بينه وبين سعيد باشا إن هو أعطاه تصريح بدخول الرهبان اليسوعيين إلى أثيوبيا فإعتذر عن فعل هذا الأمر , فأضمر ساباتييه الشر وزاد فى الوقيعة والفرقة بين البابا وسعيد باشا .وسمع جنرال مورى قنصل أنجلترا فى مصر بسفر الأحبار الثلاثة فرأى أن يستغل هو أيضا الفرصة للأيقاع بالبابا كيرلس الرابع الذى أنتصر على دسائس الإنجليز مرتين فذهب إلى سعيد باشا وقال له أن : " كيرلس ينوى التحالف مع الروم والأرمن فإن نجح فى ذلك دخل الروس فى هذا التحالف لأنهم مع الروم وعند ذلك سيصبح كيرلس أقوى سطوة منه نتيجة لمؤازرة روسيا له لأنه سيجعل الكنيسة القبطية المصرية تحت جماية القيصرية الروسية (14) , البابا ذهب إلى الدير ليقيم تحالفًا مع الطوائف الأرثوذكسية، ويجعل من نفسه بطريركًا عليهم ، أن الأمر خطير للغاية بالنسبة لسلامة مصر فصدق سعيد باشا هذه الوشايات وخاصة أن القنصل الفرنسى قال له كلاماً مشابهاً مع غضبه منه لتمسك البابا بتنفيذ نصوص فرمان السلطان العثمانى . فأرسل رسولاً إلى مدير بنى سويف يقول له : " يطلب إلى كيرلس العودة فى الحال لأنه فى حاجة إليه , فذهب المدير إلى بوش وأبلغه بطلب سعيد باشا فقال له البابا كيرلس الرابع : " إنى ذاهب مع رفاقى إلى الجبل الشرقى وحينما نعود أذهب إلى الباشا " وخاف المدير أن يرد على الباشا بهذا الرد فقال للبابا : " أكتب بخطك هذا الكلام الذى تقوله " فكتب له الرد ووقع عليه وأرسل المدير الرد المكتوب إلى سعيد باشا مع رسوله , فتزايد حنق سعيد باشا على الأنبا كيرلس وأضمر له الشر من تلك الساعة . قضى البابا القوى كيرلس الرابع ستة أشهر فى دير الأنبا انطونيوس وسعيد باشا يتقلب على جمر الغضب والشر وحساب الإحتمالات وما كاد يصل إلى القاهرة حتى لحقت به حُمى فجاءوا إليه بطبيب حتى جاءه رسول من سعيد باشا يستدعيه إلى القصر ، وكاد الاتحاد بين الكنيستين القبطية والروسية يتم لولا أن محافظ مصر استدعاه إلى الديوان لأمر عاجل . فقد أرسل رسول من الباشا يستدعيه إلى القصر فأرسل يلح عليه مرة ومرتين وفي المرة الثالثة إضطر البابا للنزول معه بالرغم من مرضه بالحمى , وأثناء تواجده مع الأغاوات الأتراك فى حجرة الإستقبال فى قصر سعيد باشا فهم من حديثهم أنهم دسوا له السم فى فنجان القهوة فرفض شربه ولكن الفنجان شربه عن طريق الخطأ وكيل البطريركية الذى ما أن عاد إلى بيته حتى بدت عليه أعراض التسمم ومات فى نفس الليلة فأدرك البابا أنه هو الذى كان مقصوداً ، وتأكد أن الحكم يريد التخلص منه فمضى حزيناً مهموماً ولازم البابا فراش المرض فصمم سعيد باشا على الإجهاز عليه فأرسل إليه طبيبه الخاص وكان فرنسياً فأجرى عليه فحوضاً طبيه وكتب له تذكرة الدواء ولكن لم يؤتى له بالدواء لأنه علم أنهم يضمرون له الشر , فلما علم سعيد باشا بأنه رفض العلاج , أرسل له أثنين من أخص أصدقاء البابا كيرلس الرابع وهما وكيل بطريركية الأرمن والخواجا يوحنا مسرة (15) . وقصدا صديقى السوء البابا القبطى وبصحبتهما نفس الطبيب وأمتدحته وطلبا منه أن يشرب الدواء الذى نصح به لأنه طبيب موثوق فيه , فصدق مشورتهما لأنه صدق صداقتهما وتناول الدواء , وما أن أستقر الدواء فى معدته حتى أدرك قسوة الغدر بواسطة الأصدقاء , وقد أجمع الكمؤرخين بأنه دسّ له سُمًّا في الدواء ، ففقد رشده وسقط شعر رأسه ولحيته على وسادته وانحل جسمه ومات.وكان وراء ذلك كله إنجلترا التي خشيت هذا الرجل البسيط والمصلح الكبير. استودع هذا البابا العظيم روحه الطاهرة يوم الأربعاء 30 يناير سنة 1861م بعد أن قضى على الكرسي المرقسي سبعة سنوات وثمانية أشهر، وقد كان لانتقال البابا رنة أسى وحزن كبيرة في أنحاء الوادي والسودان وأثيوبيا، وكان تجنيزه باحتفال مهيب حضره كبار رجال الدولة ورؤساء الكنائس المختلفة، ومن عجب أن وكيل البطريركية الأرمينية الذي ساهم في التعجيل بحياته رثاه مرثية قوية باللغة التركية وسط الجمع الحاشد. وقد دُفن جثمانه الطاهر في مقبرة جديدة كان قد أعدّها لنفسه بين الكنيسة المرقسية الكبرى وكنيسة القديس إسطفانوس. توفيق إسكاروس: نوابغ الأقباط ومشاهيرهم في القرن التاسع عشر، الجزء الثاني، عن نسخة أهداها المؤلف لراغب أفندي اسكندر في 21 طوبة عام 1633ش. وبعد ألأنتهاء من الشعائر الكنسية دفنوه فى مقبرة جديدة كان قد أعدها لنفسه تقع ما بين الكنيسة الكبرى (كنيسة مار مرقس) والكنيسة الصغرى المجاورة لها (كنيسة أسطفانوس الشهيد) (16) ******************************************************* المـــــــــــراجع : (13) أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية الجزء الثالث ص 331 - 332 (14) جرجس فليوثاؤس عوض - ذكرى مصلح عظيم (15) الخواجا يوحنا مسرة هو حلبى الأصل أستقر بمصصر عقب الإضطهادات التى أشتدت على الروم الكاثوليك فى مطلع القرن التاسع عشر وعمل ترجماناً فى السفارة الإنجليزية , وقد زعمت مسز بوتشر فى كتابها تاريخ الأمة القبطية أن أبو الصلاح تعلم فى مدرسة أنجليزية وفيها تلقى العلوم التى أدت فيما بعد بأن ينهض بشعبه , وزعم أن هذا الحلبى هو الذى أشار على هذا البابا المرقسى بإنشاء كلية أو مدرسة لتهذيب وتعليم النشئ فأصغى لمشورته وعمل بها ! أترى أن هذا سبب خيانته فى النهاية راجع توفيق أسكاروس ج2 ص 190 -191 (16) أبو الأصلاح لجرجس فيلوثاوس عوض - نوابغ الأقباط ومشاهيرهم فى القرن 19 لتوفيق إسكاروس ج2 ص 60 - 197 ********************* البابا كيرلس الرابع ..اراد توحيد الكنائس الأرثوذكسية تحت حماية روسيا..فأعطوه الانجليز دواءا مسموما
|
This site was last updated 04/22/15