Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

مشاهيـر الأقباط وعظمـــائهم أيام الأنبا كيرلس الرابع

+ هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
New Page 908
New Page 909

 

الأنبـــا باسيليوس مطـــران القدس

 

ولد الأنبا باسيليوس مطران أورشليم ( أسماها العرب إيليا ثم القدس ) من أبويين تقيين فى قرية الدابة التابعة لمركز فرشوط بميديرية قنا سنة 1534 ش فغذياة أبوية بالتعاليم الروحية المسيحية من الصغر , وسلمه أبواه إلى معلم من معلمى الكنيسة ليعلمه ويهذبه , فتعلم منه تلميذه ودرس الكتاب المقدس وتبحر فى سير الآباء وتعاليمهم , فنمت معه الرغبة فى التمثل بهم كلما نما فى السن وتعلم أكثر , وفى سن 25 سنة من عمره ترك أهله وقريته وتوغل فى الصحراء الغربية قاصدا دير ابى الرهبان أنطونيوس وترهبن هناك , فكرس وقته فى الدراسة والتأمل فى الكتب المقدسة والتفاسير وسير الاباء وتعاليمهم - وكان يخدم بمحبة المرضى والشيوخ من أخوته الرهبان - وكان يتميز بفضيلة الطاعة لشيوخ الرهبان ورئيس الدير , فإجتذب بمحبته القلوب وأشتهرت فضائلة بين الناس فزكاه أخوته لكرامة الكهنوت وأصبح كاهناً بعد ستة سنوات من رهبنته .

وأهم صفه كان يتميز بها هى أنه كان يضاعف محبته للآخرين فضاعف محبتة لأخوته الرهبان وأعتبر أن الكرامة التى حصل عليها بنواله كرامة الكهنوت لا يستحقها فزاد مثابرته وصبره على الصلاة والصوم وخدمة أخوته وإرشادهم وتعاليمهم تمسكا بقول الرب يسوع " من له يعطى ويزاد " .

وبعد ثلاث سنين اخرى من رسامته قساً أختاره الرهبان رئيساً عليهم عندما وجدوا دلائل النعمة وسماتها بادية على وجهه وأعماله , فأطاعه الرهبان وأحبوه , ومن أعماله لفائدة ديره هو توسيعه للوقف فإستطاع شراء أطيان جديدة وضمها إلى أملاك الدير للصرف على أنشطته المختلفة .

وفى سنة 1571 ش شغر الكرسى الأورشليمى فلم يجد البابا كيرلس الرابع خيراً من رئيس دير الأنبا أنطونيوس , فإستدعاه ورسمه بأسم باسيليوس , وكان يتبع إيبروشية فى ذلك الوقت مطرانية الدقهلية حالياً وجزء من محافظة القليوبية والشرقية , ورأينا كيف زادت خدمته عندما أخذ رتبه كاهن ثم زادها وهو فى رتبة رئيس دير ثم تضاعفت عندما أصبح مطراناً حيث تولى منطقة شاسعة جداً من الأرض والمسيحيين ,  وعندما اصبح مطراناً وجد خدمات مختلفه منها تفقده الجائع والعريان والمريض والمسجون والغريب ولم يفرق فى خدمته بين مسيحى ومسلم ويهودى , ووجه إهتماماته أيضاً إلى الذين لهم عائلاً فكان اباً لليتيم وقاضياً للأرملة هؤلاء هم كانوا شعبه الحقيقى .

ميراث غنى الآباء  الروحى الذى تركوه للأبناء

أستطاع الأقباط فى القديم أن يثبتوا أماكنهم فى المسيحية العالمية وتبوأوا أماكنهم فى الصدارة فورث أبنائهم أماكن هامة فى كنيسة القيامة فى أورشليم .

ولما لم يكن للروس شبراً فى داخل كنيسة القيامة المقدسة فظنوا أنهم يستطيعون شراء أمجاد الأقباط لفقرهم وعوزهم , ولم يعرف أن الأقباط بالرغم من فقرهم وذلهم ظلوا متمسكين بإيمانهم بالرغم من ضربات سيف السلام فى مصر , , وتلفت القنصل الروسى يمينا ويساراً ليبحث عن مكان لهم فى كنيسة القيامة فوجد أن المكان الأول لليونان .. واليونان هم الكنيسة الأم بالنسبة لهم , ووجد أن المكات التالى لليونان مباشرة هم الأقباط , وتخيل القنصل الروسى أن الأقباط مغلوب على أمرهم ومن الممكن أن يبيعوا مقدساتهم فى سبيل الحصول على الأصفر الرنان , وأنه يمكنه أن يحصل على مكاناً ليشتريه داخل كنيسة الرب فقصد الأنبا باسيليوس وتجاذب أطراف الحديث وبعد الكلام فى أحاديث عامة قال له : " إننى مستعد لأن أرص لك هيكلك الملاصق للقبر المقدس بالجنيهات الذهبية من الأرض إلى السقف إن بعتنى إياه " فسأله المطران القبطى : " وكم جنيها يكون هذا الترصيص ؟ " فأجابه فى شئ من الزهو والخيلاء والغنى : " مليونان من الأصفر الرنان ؟ " فقال له الأسقف البسيط القبطى : " أتريدنا أن نتشبه بيهوذا الإسخريوطى ونبيع سيدنا بدراهم !!! ؟ " وفقد القنصل الروسى القدرة على الرد وأنصرف خجلاً وأدرك أن روحانية الأقباط هى غناهم الروحى بالرغم من فقرهم وغناه هو فقره الروحى والرب يسوع طالب فقر الأرملة ذات الفلسين وطوبها .

الأنبا باسيليوس مطران الكرسى الأورشليمى يقول :

كيف ينام أنسان على سرير وداخل حجرة بينما أحشاؤه فى الشارع

 

كان هناك طريقين طريق برى وأخر طريق بحرى لسفر الأقباط إلى أورشليم مدينة ملك الملوك , وكان القبطى يلاقى مشقة كبيرة جداً فى الوصول إلمدينة التى يشتاق الوصول إليها .

وكان الأنبا باسيليوس يذهب إلى أورشليم عن طريق البحر فيركب من دمياط مركباً إلى يافا , ومن يافا يركب عربه إلى أورشليم , وحدث ذات مرة كان ذاهب إلى يافا كالمعتاد ووصلها فى الغروب هو والأقباط المرافقين له فى ذات المركب إلى يافا  فإضطر إلى المبيت إذ كان الليل قد اسدل ستوره , وقام الأرمن المسيحيين فى مدينة يافا بضيافته لأن الأقباط ليس لهم املاك فى يافا فى هذا الوقت , ولكن الأسقف القبطى رفض وأعلن أنه سيبيت فى العراء مع أولاده إذ وجدهم متجمعين تحت الأشجار , وتحرج أهل المدينة المسيحيين وأعلنوا له أنهم سيعملوا أى شئ لإرضاءه وما يراه ملائماً , فقال لهم : " إذا كنتم تريدون أن ترضونى حقاً فإبحثوا عن منزل أشتريه فأوى إليه أنا وأولادى , إذ كيف ينام إنسان على سرير وداخل حجرة بينما أحشاؤه فى الشارع؟ " وفهم الأخوة الأرمن ما يقصدة الأنبا باسيليوس فذهبوا لتنفيذ رغبته وبعد ساعة أو ما يزيد بقليل رجعوا ومعهم رجلاً  يخبرونه بأن هناك منزلاً تحيط به بيارة (1) رضى صاحبه أن يبيعه له , وهذا البيت قائم على رربوة مرتفعة يمكن الجالس فى شرفتها أن يرى المدينة ممتدة أمامه إلى الشاطئ , وأبتدأ الرجل صاحب الأرض يفاوض الأنبا باسيليوس لشراء البيت وأتفقوا معا على أن يدفع الأنبا باسيليوس ثلث المبلغ ثم يأتى له بالباقى على سنتين متتاليتين .. وتمت الصفقة بينهما ولم يكن مع الأنبا باسيليوس باقى المبلغ ولا كان فى فكرة المورد الذى يأتى به بالمبلغ إلا أن الكنيسة القبطية تعودت على أن الرب هو المعطى بسخاء  , وأخبر الأنبا باسيليوس الأقباط الذين كانوا تحت الأشجار الملتحفين بالسماء والجالسين حول النار وقادهم فى موكب سائرين إلى البيت الذى أشتراه فرحين مرنمين بالألحان القبطية مخبرين بكم فعل بهم الرب ومعلنين للعالم كيف أحبهم الرب وشاكرين لأخوتهم الأرمن على محبتهم  وما أن وصلوا البيت الذى أصبح ملكاً لهم حتى قام الأنبا باسيليوس بالصلاة على ماء ورش به البيت والبيارة للبركة حسب تقاليد الكنيسة القبطية وبات الجميع فى هذه الليلة معا فى البيت .

كيف جمع الأنبا باسيليوس باقى ثمن مزرعة يافا ؟

وفى الصباح قاموا جميعاً تملأهم النشوة للقاء الرب فى كنسيته بمدينة الملك العظيم , وكانت حرارة الأيمان فى هذا الموسم مرتفعة نظراً للبركات التى أعطاها الرب يسوع للذاهبين إليه فى هذه السنة بشرائهم هذا المكان وجمع الذين تقدسوا مبالغ مالية من بعضهم البعض وأعطوها إلى الأنبا باسيليوس تقديراً لعطفه عليهم ومحبته لهم فى يافا .

وأنتهى موسم أعياد القيامة المجيدة وعاد الأنبا باسيليوس إلى مصر ذهب إلى البابا كيرلس الرابع وقال له : " أرجوك أن تعيدنى إلى الدير فلست بقادر على أن أقوم بأعباء المطرانية التى شئت أن ترفعنى إليها " وعندما سأله عن سبب طلبه الغريب فهم عما قصدة مطران الكرسى الأورشليمى ولما عرف مقدار محبته لكرسيه وعدم مقدرته على الإيفاء بوعده لصاحب مزرعة يافا ساهم البابا بمبلغ من المال .

وحدث أن قصد يوماً بيت واحد من كبار الأغنياء فى المنصورة فلما قدموا له القهوة حسب عادة المصريين رفض أن يشربها إن لم يرصوا له على الصينية جنيهات ذهبية , ولما كان صاحب البيت من محبى الأنبا باسيليوس ويثقون فيه ثقة كاملة فرصوا على الصينية جنيهات ذهبية من غير تردد أو حتى إستفهام , وبعد أن شرب القهوة أوضح السبب فى طلبه واثقاً فى محبة صاحب البيت لكنيسة الرب يسوع , وبمثل هذه الوسائل مع مساعدة إلهية التى حننت قلوب الأقباط أستطاع أن يجمع باقى ثمن البيت قبل موعد التقديس التالى , ولما وصل إلى يافا فى موسم عيد القيامة التالى ذهب إليه أهلها المسيحيين كعادتهم للسلام عليه وتهنئته بسلامة الوصول ومن بينهم الرجل الذى باع البيت فقدم له الأنبا باسيليوس باقى المبلغ ولكن رفض الرجل إستلام المبلغ بالكامل وترك عشره وقال هذا نصيب الرب .

وفى موسم عيد القيامة الثالث شرع الأنبا باسيليوس فى بناء كنيسة قبطية فى ركن من البيارة (المزرعة) وأتم بنائها فى حياته ولما تنيح الأنبا باسيليوس دفن تحت مذبح هذه الكنيسة , أما البيارة فحفر القباط فيها بئراً إرتوازياً وأقاموا بجانبها آلة بخارية لري أشجارها بسهولة , وهكذا أصبح للأقباط مكاناً ممتازاً ما زال ملكاً لهم حتى ألان , وحدث أن قام الإسرائلين بخلع اشجار البرتقال كلها من هذه البيارة حتى لا يختفى تحتها العصابات التى تهاجمهم من المسلمين .

الأنبا باسيليوس ومشكلة دير السلطان - شجرة أبراهيم الخليل الحبشية - الحيطة الواطية

لم يقف الأنبا باسيليوس مكتوف اليدين أمام محاولة الأثيوبيين الإستيلاء ظلماً على دير السلطان الثابت ملكيته للكنيسة القبطية وكان بعض الدول الغربية تحاول أن تعضد الأثيوبيين نظراً لتدخل الأمبراطور الأثيوبى وإتصاله ببعض الدول الغربية , ولكن بعد محاولات مجهدة قابل الأنبا باسيليوس المسئولين من حكومات روسيا وأنجلترا ومصر , وبعد مباحثات وأظهار أوراق الملكية نجح الأنبا باسيليوس مطران الكرسى ألورشليمة فى عهد البابا كيرلس الرابع فى الحصول من السطلن عبد الحميد على حكم تثبيت ملكية القبط للدير ويعتبر هذا القرار النهائى وتأييد للحكم الذى صدر قبل ذلك من قضاة المدينة المقدسة .

وتوجد حجة مع الأقباط مؤرخه فى 17 ذى الحجة 1095 هـ نشرها القمص جرجس النقادى الأنطونى فى آخر الدليل الذى كتبه عن مزارات القدس التابعة للأقباط قال فيه : " .. .. كان لطائفة الحبش قنديل فضة أخذه الأرمن لكونهم كانوا واضعين اليد على مواضع الحبش ... ومن أغرب ما يروى أن بدير السلطان شجرة أتخذها الأحباش إثباتاً لدعواهم فيقولون إنها الشجرة التى وجد فيها إبراهيم الخليل كبشاً مربوطاً فدى به ابنه اسحق ولهذا يكون الموضع موضع قربان الخليل , وبطلان دعواهم ظاهر لا يحتاج إلى دليل , فقد مضى على إبراهيم الخليل إلى اليوم نحو 4 ألاف سنة , فمن أين لشجرته أن تبقى إلى هذا اليوم ؟ زد على هذا أنه جاء فى التوراة أنه قدم أبنه على جبل الموريا حيث بنى هيكل سليمان لا على جبل صهيون حيث بنى دير السلطان ... "

ثم اورد توفيق أسكاروس سجلاً بأملاك القبط فى ألراضى المقدسة مبتدئاً بذكرى كنيسة بناها مقارة النبراوى بأمر الأنبا ياكوبوس ( البابا الأسكندرى الخمسين) تعرف بكنيسة المجدلانية , ثم عمرها منصور اليعقوبى التلبانى فى عهد البابا كيرلس الثانى ( البابا الإسكندرى 67)

ثم أستطرد قائلاً أن للقبط ميزة عظيمة هى أمتلاكهم هيكلاً ملاصقاً للقبر المقدس يقع غربيه ويعلق على ذلك بقوله : " فالمتأمل يرى أن أمماً اوربية كبيرة ليست لها أملاك أو حصص أو جزئية فى هذه الكنيسة (القيامة) , ومن ثم اخذوا يتحككون ويتصدون لهؤلاء الذين فى وطنهم " الحيطة الواطية " معتقدين أنه ليس لهم من يقوم بالدفاع عن صوالحهم والزود عن حقوقهم ولكن الله قيض لهم الأنبا باسيليوس ... " وكذلك أورد سجلاً خاصاً به صور : " حجج ومضابط وأوامر بأملاك الوقف بالقدس الشريف (أورشليم) وإيراد البطريركخانة بتصديق أنبا باسيليوس مطران القيامة رقم غرة برمودة سنة 1598 ش يتضمن 52 حجة , وجميع هذه الحجج مصدق عليها إما من متصرفى القدس أو القضاة الشرعيين أو السلاطيين العثمانيين , وتصديقهم لم يأت عفواً بل كان نتيجة السعى المتواصل الذى بذله الباباوات أو مطارنة القدس , فحق لنا هنا أن نهتف مع النبى : " كيف يطرد واحدا ألفاً ويهزم أثنان ربوة لولا أن صخرتهم باعهم والرب سلمهم , لأنه ليس صخرهم كصخرنا ولو كان أعداؤنا القضاة (2) " فما أعجب عمل الرب الذى تجلت قوته فى ضعف القبط .

من ماله أعطاك ومن عطاياك أعطاك

ومن صفات الراعى الساهر أنه كما يرى إحتياجات الكنائس يرى ايضاً إحتياجات أولادة  فقام الأنبا باسيليوس مطران الكرسى الأورشليمى بتحصيص مرتبات شهرية لخمسين عائلة يصرفها لهم عيناً أو كان يبعثها للبعيدين منهم فى شكل حوالات بريدية - وظل امر هذه المساعدات فى طى الكتمان حتى تنيح وعندها انكشف السر الذى إستطاع كتمانه كل هذه السنين حفاظاً على شعور هذه الأسر الفقيرة . 

وحدث أن رجلاً من أولاده كان موسراً وسخياً فى تقدماته , وفجأه أنقطع الرجل عن زيارة أبيه الروحى الأنبا باسيليوس وسأل أولاده الآخرين عن سبب أنقطاع أبنه عن زيارته فقالوا : " أنه أصابه ضيقا مالياً " فأرسل يطلبه , ولما حضر لمقابلة اللأنبا باسيليوس : أعطاه خمسة جنيهات لتغطية مصروفات السفر كما خصص له راتباً شهرياً فتضايق الرجل جداً وأحس بالإحراج فقال له ابيه الروحى : " لا فضل لى إطلاقاً , فهذا مالك , والكتاب يقول لنا من يعطى الفقير يقرض الرب , وأنت أعطيت الكثير للفقراء , فهذا مالك الذى يرده الرب إليك لأنه لا ينسى كأس ماء بارد"

 

الأنبـــــــــــا باسيليوس مطران القدس أبو البنــــــــــــــاء

لقد أطلق مؤرخوا الأقباط على البابا كيرلس أبا الإصلاح , ومن أعمال الأنبا باسيليوس مطران الكرسى الأورشليمى فى عصره يستطيع المؤرخين إطلاق لقب أبو البناء فقد قام بتجديد كنيستنا التى بجوار كنيسة القيامة وشيد بجوارها ديراً كبيراً على أسم الأنبا أنطونى ثم أحاط الهيكل الذى يملكه الأقباط والملاصق للقبر المقدس بسياج من الحديد المزخرف المفرغ , هذا غير بناءه الكنيسة القبطية فى يافا والتى دفن تحت هيكلها عندما تنيح , كانت يده يرفعها للصلاة كما كان يستعملها لبناء الكنائس وتشجيع اولاده فى الإيبارشيات الخاضعة له فى مصر وحثهم على البناء والترميم  فعمت النهضة القبطية فى جميع البلاد وعملوا كخلية نحل , وكان هو الأب الذى كان يحارب شرور العالم من أجل نفسه ومن أجل اولاده ليضمن لهم مكاناً فى السماء فى الملكوت الإلهى وترك لأبنائه الكنائس ميراثاً أرضيا ليصلوا فيها فربط بين الملكوت السمائى والإرث الأرضى فقام بتشييد الكنائس التالية :

1 - كنيسة المنصورة سنة 1084 ش . 2 - كنيسة طوخ طنبشا سنة 1585 ش . 3 - كنيسة الست دميانة سنة 1587 ش . 4 - كنيسة بلقاس سنة 1587 ش . 5 - كنيسة كفر نقياس سنة 1595 ش . 6 - كنيسة نبروة سنة 1595 ش . 7 - كنيسة بورسعيد سنة 1601 ش . 8 - كنيسة القلزم سنة 1601 ش . 9 - كنيسة القشيش سنة 1601 ش - 10 - كنيسة أبهنسى سنة 1603 ش . 11 - كنيسة كفر سمرى سنة 1603 ش . 12 - كنيسة كفر يوسف شحاته سنة 1607 ش . 13 - كنيسة كفر الخمير سنة 1608 ش . 14 كنيسة بنها سنة 1610 ش . 15 كنيسة السويس سنة 1614 ش .

وقد قام بترميم كثير من الكنائس منها ببوش ودمياط وسمنود فأصلحها وجدد عمارتها .

وأعطاه الرب عمراً طويلاً فظل فى جهاده الروحى فى رتبته 43 سنة وفى نهاية أيامه أصيب بنزيفاً أثناء إنهماكه فى عمله الشاق مع العمال ومباشرة أعمالهم وهم يبنون الأبنية الملحقة بكنيسة القيامة .

وحدث أن ذهب لزيارته القمص عبد المسيح رزق خادم كنيسة المنصورة فأشفق على أسقفه وابيه الروحى فإقترح على العمال أن يتوقفوا عن البناء حتى يستعيد الأنبا باسيليوس صحته , فلما علم بتوقف البنائين طلب أن يحملوه على كرسى وينزلوا به حتى يباشر العمل رغم شدة مرضه وقال : " إن واجبى له المكان الأول فى حياتى ولن يمنعنى عنه غير الموت " وقد صرف من طاقته وصحته كوزنة تاجر بهما بلا حساب لراحته حتى إنتهى به الأمر بالفالج الذى أقعده تماماً عن العمل , فإختار أحد الرهبان وأسمه القمص عبد المسيح الستليمى , وكتب له تذكية أرسلها إلى البابا كيرلس الخامس الذى رسمه أسقف بإسم تيموئيئوس فى 23 أغسطس سنة 1896م

وظل مكافحا حتى أستودع روحه بين يدى الآب السماوى يوم الأحد 26 مارس سنة 1899م وبلغ من العمر 82 سنة

  يقول كامل صالح نخلة  (3) : " وهكذا نجد حياته صورة مشرقة تملأنا إعتزازاً بهذه الكنيسة التى يتحمل أباؤها الضيق والإضطهاد فقط بل تحملوا الإفتراء أيضاً وصمدوا صمود الأهرامات الثابتة فى واديهم , فأوضحوا بثباتهم إنتصار الحق على الباطل "

********************************************************

المــراجع

(1) البيارة فى لغة أهل الشام هى المزرعة التى أرضها مزروعة برتقالاً

(2) تثنية 32 : 30 - 31 .. راجع أيضاً أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية الجزء الثالث ص 354 - 355

(3) تاريخ الكرسى ألورشليمى - مقال لكامل صالح نخلة نشره فى مجلة النهضة المرقسية سنة 1954 ص 90 - وأبريل سنة 1945 ص 119 - 120 , وراجع أيضاً توفيق أسكاروس ... ج2 ص 197 - 279

 

This site was last updated 05/18/14