البابا كيرلس الرابع

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

البابا كيرلس الرابع رائد التعليم والثقافة فى مصر

 +هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
البابا كيرلس 4 والتعليم
أعمال البابا كيرلس الرابع
سعيد باشا يسم البابا
الأنبا باسيليوس مطران أورشليم

زفة المزامير ...
كانت الكتاتيب القبطية هي وسيلة التعليم الاولي زمان ...وحتي اوائل القرن العشرين ...قبل ظهور المدارس وانتشارها ...وكان المدرس في الكتاب القبطي هو عريف الكنيسة او معلمها في اغلب الاحوال وكان الكتاب ملحقا بالكنيسة او داخلها ..وكانت المزامير هي المنهج الاساسي ... يتعلموا من المزامير اللغة العربية والقبطية والحفظ والاملاء واجادة الصلاة بالاجبية ...صلوات السواعي ..وطبعا كانت هناك مواد اخري في الكتاب مثل الحساب وكان الاقباط يعرفون اسراره واللغة القبطية والحان الكنيسة
ينقل لنا القمص ايوب مسيحة صورة بديعة لما كان يحدث في الكتاتيب القبطية ...نيح الله نفس ابونا ايوب كان من اشهر كهنة اسيوط واكثرهم علما ولد عام 1905 وعاش حتي تخطي التسعين من عمره وترك ميراثا كبيرا من الكتب والمقالات والابحاث ..
القصة تعود لعام 1945 ونشرها في مجلة الايمان يقول ابونا ايوب مسيحة انه تقابل مع شيخ كبير في السن واندهش من حفظه المزامير عن ظهر قلب فسأله عن السبب فقال الرجل الكبير سبب ذلك هو الكتاتيب وحكي ان كتاب القرية كان يديره معلم الكنيسة وكان سفر المزامير هو كل شئ وكان التلاميذ يتسابقون علي حفظ المزامير لان كانت وقتها هناك عادة جميلة ...الولد الذي يحفظ سفر المزامير كتابة وقراءة وحفظا يعلقوا في رقبته لوحا من الصفيح به اسمه وتاريخ دخوله الكتاب وتاريخ انتهاء دراسته ونجاحه ويجتمع حوله اخوانه حاملين الاعلام والصلبان والدفوف والنواقيس ويزفونه في شوارع القرية حتي يصل الموكب الي بيت الغلام الناجح ويكون هناك وليمة كبيرة في انتظارهم ابتهاجا بنجاح وتخرج زميلهم
كانت ايام
‫الفيس بوك 25/1/2015م عضمة زرقــــا | تاريخ الاقباط ياسر يوسف

البابا كيرلس الرابع رائد النهضة التعليمية فى مصر

عندما أعتلى البابا كيرلس الرابع الكرسى البطريركى كان الأقباط فى حالة ركود فكرى وكان إختيار البابا كيرلس أختياراً موفقاً نظراً لحاجة  الأقباط الماسة فى عصره لمن ينقل إليهم الحضارة الغربية عبر التعليم وتنوير الأذهان ولما كان حكام مصر السياسيين من الإنجليز والأتراك يفضلون أن يكون الشعب فى مصر جاهلاً عملاً بالقول: "أن الشعب الجاهل أسهل فى قيادة عن الشعب المتعلم". ولكن بمجرد أن تقلد البابا كيرلس الرابع عصا الرعاية حتى عمل بقول الكتاب المقدس هلك شعبى من عدم المعرفة فجعل التعليم اهتمامه الأول حتى لا يهلك شعبه ويسلح شعبه لأنه رأى بروح رؤية المستقبل ان هناك تقدما حضارياً وفكرياً وعقائدياً سيغزوا المنطقة ومن ثم يجب الإستعداد له وعلى هذا فإنه يعتبر بحق رائد النهضة التعليمية فى مصر لأنه قام بالخطوة الرئيسية والفكرة الأساسية والتنفيذ العملى حتى قبل أن يفكر فيها محرر المرأة قاسم أمين بحوالى خمسين سنة كاملة إلا أن الإعلام الأسلامى فى مصر لم يعطى لهذا الرجل حقه لأن الذين تعلموا فى المدارس التى أنشأها قادوا مصر فى الحقبة التالية وتقلدوا فى حكومتها المناصب الأولى .

وجاء هذا البطريرك المصلح رائداً من رواد النهضة فى القرن 19 فدفع عملية الإصلاح الشامل دفعاً قوياً إلى الأمام ففتح دور العلم أمام جميع الطلبة بلا تفريق بين المسلمين والأقباط (1) بل لمختلف الجنسيات وكان التعليم بالمجان مع منح الطلبة الكتب بالمجان مما جعل هذا الرائد المصلح يسبق زمانه بحق , إذ فتح المدارس وأتجه تجاه الإصلاح بعزيمة وهمة لا تعرف المستحيل .

تحالف الجهلاء والرجعيون والعرفاء ضد البابا كيرلس الرابع

ولم يكن الطريق مفروشاً أمامه بالورود عندما أراد أن يكسر حاجز الجهل والتخلف والرجعية فتحالف الجهلاء مع العرفاء مدرسى الكتاتيب الذين أشعلوا حرباً ضارية لمقاومة مدارسه الحديثة , فقد شعروا أن بها سيتم القضاء على كتاتيبهم ورزقهم ورواتب عائلاتهم من عيدية التلاميذ من قمح وفطير وكسوة ونقدية وبلح ولحم فى كل موسم وعيد (2)

ولكن لكى نوضح لقارئ العصر الحديث وللعصور المقبلة من هم العرفاء ؟ وما هو الكتاتيب ؟ وينقل المؤرخ ميخائيل شاروبين لنا صورة عن هذه الكتاتيب حيث أنه كان تلميذاً فى الكتاب وكان معاصراً للأحداث وكان أيضاً فى مطلع حياته فى ذلك الوقت فذكر أنه : " كان المشار إليهم فى تعليم الأطفال بومئذ جماعة من العميان يعرفون بأسم العرفان وكان لهم منزلة عظيمة بين الناس وحرمة واسعة وكلمة مسموعة .. فلما أحسوا بما فعله البابا كيرلس الرابع أدركوا ما وراءه من خيبة لهم وسد أبواب الرزق فى وحوههم فتجردوا إلى العداوة وإيقاظ الفتنة الراقدة وجعلوا يطوفون بالبيوت ويحرضون آباء الأولاد وأمهاتهم على العصيان وشق عصا الطاعة ويقولون :كيف تلقون أولادكم بأيديكم إلى التهلكة وصاحبكم كيرلس قد عاهد الدولة على أن يجند لها أولادكم ألوفاً لتدفع بهم إلى حيث لا يعلمه الله .. وكان إذا وصل إلى دار البطريركية شئ من الكتب والمعدات الخاصة بالتعليم ولولوا وقالوا هذه البنادق آلات الحرب أو ملابس الصيف أو أحزية الشتاء (الخاصة بالجنود) تأتى على عجل وكان الناس كافة كما هو اليوم يكرهون الجندية ويخافون التجنيد خوفا ولا يحتاجون عليه مزيد من التخويف فإعتقدوا بصحة الخبر وأخذتهم الطيرة وكرهوا عمل كيرلس الرابع وتجردوا لمقاومته ومعهم جماعة العرفان الذين لا ينفكون عن الطواف وخص الناس على مقاومته (3)

ومن المضحك ما ذكره المؤرخ ميخائيل بك شاروبين عن صورة التعليم الذى كان يقوم به العرفان فى الكتاب فقد كانوا ينادون تلاميذهم قائلين : " أسكت يا أبن النجار , أخسأ يا شقى , أخرس يا شيطان , لا تعض أذن أخيك يا أبن الصايغ , قم وأفرغ ما فى خياشيمك يا أبن يوسف , صه يا أحدب , يا أبا الرأسين , يا أبا ذباب , وما زال على هذا الحال من النداء والصياح والجلبة والسب والشتم ونحن فى جلبه وضجيج حتى ينعس وأشتد غيظه ونحن كالحلقة حوله ندفع عنه الذباب ونطرد الكلاب الداخلة علينا من الباب , فلما سكنت قلوبنا بنومه , أقبلنا على معلمنا الذى كان يكتب لنا الألواح ويضفر لنا زعف النخيل فراشا نجلس عليه فسألأناه عما أصاب العريف فى يومه قال هو بخير وعافية ولكنه فى شاغل مما أتاه كيرلس البطريرك (4)

وأشعل العرفاء نار الإشاعات المغرضة حتى يقضوا على مشروع البابا كيرلس الرابع التقدمى ويلاحظ أن هذه الإشاعات قد أتخذت خطين وهما : أن المدارس التى أنشأها تعلم الكفر وفساد الأخلاق والعقائد الغير أرثوذكسية , أما الخط الثانى فهو أن نهاية تعليمه هو ان البابا أتفق مع الدولة وسيسلمهم أولاد الأقباط للجندية وقود للحرب .

وأتخذ البابا كيرلس الرابع الخط الغربى فى حل المشاكل التى اوجدها العرفاء فجمع العرفاء وطيب خاطرهم وخصص لهم مكاناً بالمدرسة الكبرى ورتب لهم المرتبات وعهد إليهم بتدريس المرحلة الإبتدائية , كما أقرهم على ما عندهم من تلاميذ فى هذا الوقت على أن يعدوا أمتحان لتلاميذهم أياماً معدوده فى كل ستة أشهر ومن ينجح من تلاميذهم ألحق بالمدرسة القبطية .

وقد نجح البابا كيرلس فى حل جميع المشاكل سواء أكانت إدارية أو معنوية أو دراسية التى قابلت أفتتاح المدارس القبطية والإنتظام فيها وقال المؤرخ ميخائيل بك شاروبين (5) : " فلم يمضى على ذلك إلا القليل حتى دخل من هؤلاء (خريجى الكتاتيب) فى صفوف المدرسة نيف وتسعون تلميذاً ومائة ممن كانوا خارجاً وظهرت عليهم علامات النجابة ودلائل الفرح فتكلموا الإنجليزية والفرنسية والإيطالية وجودوا العربية وتعلموا منها النحو والصرف والبديع والبيان ونبغوا ونجحوا نجاحاً عظيماً . "

المــدارس القبطية التى أنشأها البابا كيرلس الرابع أبى الأصلاح

يقول الأستاذ ملاك لوقا : " أنشأ أبو الإصلاح عدداً من المدارس المجانية للمسلمين والأقباط والمصريين والأجانب على السواء وكان يهدف إلى تثقيف الشعب ورقى البلاد ونهضة الأمة المصرية جمعاء وها هى المدارس التى أنشأها كيرلس الرابع : -

1 - مدرسة الأقباط للبنين بالدرب الواسع (شارع الكنيسة المرقسية الآن ) بجوار بطريركية الأقباط .

2 - مدرسة البنات القبطية بجوار البطريركية بكلوت بك أغلقت بعد موته .

3 - مدرسة البنين بحارة السعايين بعابدين .

4 - مدرسة البنات بحارة الشعابيين .

5 - مدرسة المنصورة بمدينة المنصورة وكانت للبنين أغلقت بعد موته .

6 - مدرسة البنين بعزبة أوقاف دير أنطونيوس ببوش (مديرية بنى سويف ) .

، فاهتم بإحضار أساتذة ماهرين، وإعداد برنامج تعليمي على النسق الأوربي، وكان اهتمام البابا موجهًا أساسًا إلى بناء الشخصية، مشدّدًا على حسن تربية الأولاد، مؤمنًا بأنه لا يمكن للكنيسة أن تنمو إلا برجال المستقبل المتعلمين. أنشأ البابا المدارس والمكاتب لصنوف المعرفة واللغتين القبطية والعربية وأصول الديانة وقواعدها. وجعل المدارس مفتوحة أمام الجميع،

ويقول زاهر رياض (6) وقد أستعان ( البابا كيرلس الرابع) بخبرة المدرسين من مصريين وأجانب وسوريين ولبنانيين وإيطاليين وأنجليز , وكان ينفق بسخاء منقطع النظير وكانت ماهية محمد بك بدر الحكيم تعادل الآن مرتب أستاذ كبير فى الجامعة .

وذكر توفيق أسكاروس (7) : " وكان يتفقد سير الدراسة فى مدرسة الأزبكية يومياً ومدارس حارة السقايين كل أسبوع وقد خصص مكتباً فى مدرسة الأزبكية لأستقبال الزائرين وجعل سجلاً لتدوين ملاحظات الزائرين والعمل على تنفيذ الصالح منها , وكان يجلس فى الفصول إلى جانب الطلبة مستمعاً وكان يختبرهم بنفسه من حين لآخر إذا إنتهت الحصة يشجع الطلبة بقوله : " لقد أستفدت اليوم فائدة لم أكن أعرفها قبلاً "

وذكر زاهر رياض عما كان يدرس فى هذه المدارس القبطية (8) :

أولاً : اللغات وتشمل .. العربية , القبطية , الإنجليزية . التركية . الإيطالية , الفرنسية .

ثانياً : العلوم الحديثة : التاريخ , الجغرافيا , الإنشاء , الهندسة , الكيمياء .

ثالثا : الفنون وتشمل .. الرسم , الموسيقى , الألحان القبطية وغيرها .

وكان البابا كيرلس يختار الموهوبين فى جمال الصوت ليعلموا أولاد الأقباط الموسيقى والألحان .

  ومما جعل البابا يهتم اهتمامًا زائداً بالتعليم القبطي أن الخديوي سعيد فتح المجال للإرساليات الأجنبية في مصر، فجاءت الإرسالية الأمريكية من الشام في الوقت الذي نشطت فيه الكنيسة البروتستانتية مما جعل باب المنافسة التعليمية على أشده بين هذه المدارس , إلا أن المدارس القبطية تفوقت وخرج منها كبار رجال الدولة (9) مثل :- .   وحسين باشا رشدى ويوسف بك وهبه وعبد الخالق باشا ثروت وعبد الحميد مصطفى باشا وكيل وزارة المالية -  - كما خرج منها كثير من الوزراء ووكلاء الوزراء والأعيان والمستشارين ورؤساء الجمعيات الكبرى , وأيضاً بعض المؤرخين مثل  - والمستشارون  -  - حنا نصر الله باشا - والمؤرخ ميخائيل شاروبيين بك جد الدكتور بطرس غالى الأمين العام السابق للأمم المتحدة - وأيضاً المؤرخ يعقوب نخلة روفيلة بك .

 أولاً : خريجى المدارس الكبرى .

1 - محمد توفيق باشا الساوى من كبار موظفى الدولة 2 - محمود عبد الرازق باشا وكيل وزارة الداخلية 3 - محمود عبد الرازق وكيل وزارة الداخلية 4 - الدكتور سيد كامل سكرتير عام بنك مصر . 5 - عبد الكريم رؤوف المحامى . 6 - المستشار أحمد شرف الدين بك 7 - إسماعيل زهدى المحامى . 8 - حسين كامل الشيشيتى باشا مدير عام بنك التسليف الزراعى .. وهم ممن ثاروا على تشدد المستشار الإنجليزى دنلوب فأمر بإخراجهم من المدارس الأميرية فرحبت بهم المدارس القبطية وتعلم بها . 9 - المستشار مينا ابراهيم بك . 10 - أسماعيل حسين باشا وكيل وزارة المعارف (وزارة التربية والتعليم اليوم ) . 10 - المستشار سليمان بك يسرى . 12 - وهبى بك تادرس الشاعر ومدير المدارس القبطية ( تعلم فى الأزهر أيضاً ) 13 - ميخائيل عبد السيد الأديب ورئيس تحرير جريدة الوطن . 14- باسيلى بك نخلة روفيلة المؤرخ القبطى الذائع الصيت 16 - أبن عمه برسوم بك جريس روفيلة كان قاضياً بالمحاكم الأهلية . 17 - حبشى بك مفتاح من كبار موظفى السكة الحديد . 18 - المستشار حنا باشا نصر الله الذى أشتغل فى المالية أولاً ثم مستشار فى الإستئناف الأهلى . 19 - تادرس أفندى حنا الجيزاوى الذى كان باشكاتباً لعنابر السكة الحديد ثم عين ضمن التلغرافجية لخدمة ملكة فرنسا أيام أفتتاح قناة السويس . 20 - برسوم بك يعقوب رئيس قلم تفتيش الصيارف . 21 - فرج بك جودة كان من كبار موظفى مصلحة الفنارات بالإسكندرية وله خدمات جليلة لمدرسة القباط بهذا الثغر . 22 - حبيب فرج مليكة والد الصحفى النابه توفيق حبيب ( الذى كان يطلق عليه أسم الصحافى العجوز) 24 - القمص حنا مرقس والد مرقس باشا حنا الوزير وعضو الوفد المصرى . 25 - ميخائيل بك تادرس من كبار موظفى الدائرة السنية . 26 - خليل باشا إبراهيم المحامى - الذى قام ببناء كنيسة السيدة العذراء بحى الزيتون التى تجلت فيها والدة أفله من 2 أبريل سنة 1968 م وظلت تتجلى بها أكثر من سنتين ورآها الألاف من الناس قبط ومسلمين وأجانب . 27 - سعيد زقلمة عمدة النخيلة . 28 - تادرس بطرس شلبى من كبار موظفى السكة الحديد . 29 - حبيب شلبى من الأعيان بأسمه شارع فى الفجالة . 30 - رزق الله بك فرج - تبرعت أمه وزوجته بعد وفاته بثلاثة وأربعون فداناً للجمعية الخيرية القبطية - وكانت كل ما تملكن لمعيشتهما . 31 عوض بك ابادير ناظر محطة الأسكندرية . 32 - بطرس بك ابادير من كبار موظفى السكة الحديد . 33 - أسماعيل حمزة المحامى بالإسكندرية . 34 - جرجس بك يوسف مبطى الدهشورى باشكاتب محكمة الإستئناف الأهلية وهو أبن المعلم ملطى قاضى الديوان الكبير فى عهد المماليك والحملة الفرنسية . 35 - جرجس عصفور من كبار موظفى السكة الحديد والد جفرى عصفور رئيس جمعية ثمرة التوفيق . 36 - رزق الله غبريال وكيل إدارة السكة الحديد . 37 - المستشار يس باشا أحمد . 38 - دكتور أبراهيم بك حلمى كان مدرساً بالمدرسة الكبرى ومتزوجاً ولكنه أستطاع أن يدخب مدرسة الطب وبعد تخرجه عين مديراً لصحة السويس . 39 - المعلم عريان جرجس مفتاح الذى كان أول قبطى نزلى تدريس اللغة القبطية بالمدرسة الكبرى ومن مآثرة وإنجازاته أنه ألف أجرومية للغة القبطية على النسق العربى وشع فيها قواعد الأعراب مع سلسلة من الجمل والمحاورات " وقد نبغ على يديه عدد من التلاميذ الغيورين ذوى العقول المتفتحة منهم برسوم إبراهيم الراهب الذى ترجم الكثير من الجمل والمحاورات من العربية إلى اللغة القبطية (10)

ثانيـــا خريجى مدرسة حارة السقايين :

1 - رؤساء الوزارات كبطرس باشا غالى . 2 - يوسف باشا وهبة وصل إلى يكون رئيس وزارة . 3 - عبد الخالق ثروت باشا من أقطاب السياسة المصرية الذين أشتركوا فى المفاوضات مع الإنجليز للجلاء عن مصر وكان رئيساً للوزراء . 4 - دكتور (طبيب) طلعت منصور . 5 - إبراهيم بك منصور رئيس الجمعية الخيرية القبطية الكبرى . 6 - القمص بولس الكبير وكيل بطريركية الأقباط ومدرس الرياضة بمدرسة حارة السقايين . 7 - قلينى فهمى باشا من أعيان المنيا . 8 - كامل عوض سعد الله رئس جمعية التوفيق القبطية . 9 - المستشار أبراهيم يحى باشا رئيس مجلس الشيوخ . 10 - إبن الدكتور على يحى بك . 11 - حسين رشدى باشا رئيس مجلس الوزراء فرئيس وفد مصر إلى المؤتمر البرلمانى الدولى المنعقد فى باريس فى أغسطس سنة 1927 م . 12 - سعد بك عبده من كبار الأراخنة الذين آزروا أبا الإصلاح بكل إخلاص (11)

البابا كيرلس الرابع ينشر طرس البركة

ونشرت المؤرخة أيريس حبيب المصرى (12) طرس البركة وقالت : لكى يجعل هذا المعهد حقيقة واقعة لها مكانة فى قلوب الشعب نشر طرس البركة الوارد نصه فيما يلى : -

البركة الكاملة والنعمة الشاملة إلى حضرات الأبناء المباركين والأحباء الطائعين الأراخنة والمعلمين والشمامسة المكرمين وأرباب الصنايع المحترمين وجميع الشعب المحب للرب الدينيين الأرثوذكسيين بارك الرب عليهم بكل البركات السمائية الحالة على رسله وأنبيائه وصانعى وصاياة فى كل جيل وحين بشفاعة الدائمة البتولية ومار مرقس الكاروز بالديار المصرية . آمين ..

وبعد تجديد البركات الروحانية عليهم وإعداد مزيد السلام الروحانى لديهم .

نعلمهم أنه لما كان الأمر الواجب أكتساب المصارف والفنون وقراءة الكتب المقدسة ومعرفة قواعد الديانة وإدراك الألسن المستعملة ببلاغة الألفاظ وعذوبة البيان كان ذلك من أهم أمر وأوجب مهتم إذ به أولاً يحصل التمدن وإنتظام حدود الإنسانية , وقد تصرح عن ذلك فى الكتب المقدسة نورد لكم بعضها على سبيل التذكرة لأنى أنا أعلم أنكم بها خبيرون وهو مما جاء فى الأصحاح السادس من سفر تثنية الإشتراع قوله له تعالى : " وليكن هذا الكلام الذى أنا أوصيك به اليوم فى قلبك وقصه على بنيك وتكلم به إذا جلست فى بيتك وإذا مشيت فى الطريق وإذا نمت وإذا قمت وأعقده علامة على يديك ويكون عصائب بين عينيك وأكتبه على أسقفه بيتك وعلى أبوابك " .

وقوله تعالى ليشوع بن نون هكذا كما كتب فى بدء سفره : " لا يبرح سفر هذه السنة عن فيك لكن أدرسه الليل والنهار لتحفظ وتعمل جميع ما كتب فيه حينئذ تفلح بطريقك وتتفطن بها . "

وجمع ذلك صاحب الترتيل بقوله فى مزمور 118 : " سراج لرجلى هو ناموسك ونور لسبيلى " وقد أعطى التطويب للرجل الذى يتلو ناموس الرب ووصاياه ليلاً ونهاراًَ وشبهه بالشجرة المغروسة على مجارى الأنهار "

وتأملوا أيضاً وصية الرسول مار بولس لتلميذه تيموثوس حين كتب له برسالته الثانية فصل 3 هكذا يقول له : " فأثبت أنت على ما تعلمت وإئتمنت به فقد علمت ممن تعلمت وأنك منذ صباك تعلمت الأسفار المقدسة التى تقدر أن تحكمك للخلاص بالإيمان الذى بيسوع المسيح إن كل الكتاب أوحى به من قبل الرب مفيد للتعليم والتوبيخ وللتقويم بالبر لكى يكون رجل الرب كاملاً ومستعداً لكل عمل صالح "

فإذا فهمتم هذه الأقاويل الإلهية : أظن أنكم تتشوقون إلى ما أنا شارع فيه لمنفعه أولاد الكنيسة بإستنادى على قوله نعالى بإنجيله المقدس : " فتشوا الكتب فإنكم تظنون أن لكم فيها حياة الأبد فهى تشهد من أجلى " فإن كان كذلك فنواظب عليها بمداومة القراءة والدرس فيها كما وقد علم ذلك بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس كما جاء برسالته الأولى ص4 هكذا يقول له : " واظب على القراءة إلى حين قدومى وعلى الموعظة وعلى التعليم وأدرس هذه الأشياء وتشاغل بها لكى يكون إقبالك ظاهراً لكل أحد "

" وعلى الجملة فأقول بما أن هذا الأمر مستحب لديكم جداً فحينئذ صار التسارع إليه واجباً لتماثلوا فى أنتظامة جميع طوائف المسيحيين الذين أتبعوا هذه الأقوال السابق إيضاحها لبنوكم فأنشأوا مدارس وكاتب حاوية معرفة الألسن ودقائق غوامضها وربوا أطفالهم بحسن التربية وأدبوهم أحسن التأديب حتى بلغوا وبرعوا ليس فى لغاتهم المولودين فيها فقط والخاصة بهم بل وأكتسبوا الألسن الغربية أيضاً التى لم تكن لهم عاده بمعرفتها ولا كان يظن فيهم النطق بحرف منها عن كونهم بلغوا الغاية فى المنطق والقراءة والكتابة كما هو ظاهر للعيان .

وعدا عن تعليم الأطفال فإن المنظور أن أرباب الألسن واللغات الأعجمية قد برعوا فى معرفة اللسان القبطى الذى لا حاجة لهم فيه وكذا اللسان العربى نطقاً وكتابة وقراءة حتى أن اللسان القبطى قد آل بنسيان معرفته بحيث أتمحى رسمه والدرس بالكلية من أهله صار بمجرد تسميه بلا فاعلية حتى ان القراءة للضرورية المستعملة بالكنائس لا يعرف معناها أحد ولا مفهوميتها والذى يقرأ لا يفهم ما يقول , ولولا أن اللسان العربى قد وضع فى الكنائس ترجمانا له لأجل مساعدة المعرفة للشعب لكان يتم علينا قول الرسول : " إن الذى لا يؤمن إذا دخل أليس يقول إنكم قد جننتم وكيف يقال على بركتك آمين "

وياليت هذا اللسان العربى الدارج بين عامة شعبنا كانوا يتعلقون به جيداً ويفهمون قواعده العربية , فأظن ولا حتى معانى ألفاظه , وذلك ناشئ من كون أن الأطفال عندما يبلغون السن اللازم لا كتاب فوائد التعليم يسلمهم والدوهم إلى عرفاء عواجز النظر يعلموهم القراءة غيباً بالكلام المستهين والألفاظ المحرفة ويدعوا الأطفال يحفظون بعضاً من المزامير بغير معرفة القواعد ولا المعنى فيخرجونهم جهلة فى أقصى الجهل حتى لحدود الرئيس والمرؤوس وبالحقيقة يتم قول النبى عاموس القائل : " ها تأتى أيام يقول الرب وأرسل جوع إلى الأرض لا جوع للخبز ولا عطش للماء بل لأستماع كلام الرب " , وآخر قال : " جهلوا العلم والمعرفة ولا الرئيس يرشد ولا المرؤوس يسترشد " وإن أهل المعرفة جهلوها فقد بردت حرارة الإيمان وبعد التمدن عن أهله ولعله ولعله يتم قوله تعالى : " من كثرة الإثم تبرد المحبة من كثيرين "

وحيث أنه بنعمة الرب صرت إلى ما أنا عليه مؤتماً وعبداً ليسوع المسيح مدعواً مطراناً خادماً للكرازة المرقسية مترجياً من مراحمه الفائقة الكمال يرفق لى ما يرضاه ويؤهلنى للقيام بفرائض هذه الخدمة التى هى أنتم معشر الذين يؤمنون به حتى أجد لى داله قدام منبره المرهوب المخوف قائلاً : " ها أنا والبنون الذين أعطانيهم الرب "

وإذا فرض واجب على مباشرة التعليم والقيام بالسعى فيما يوجب إنتظام العامة والحث على معرفة أصول الديانة وقواعدها وكان أقصى الأمل الشروع فى إيجاد محل القراءة والتعليم وقد عزمت بنعمة الرب أن أشمر عن ساعد الجد كما هو من الواجبات على بحسب ما أنتدبت إليه بمراحمة أن أكمل قصدى بإعتمادى على العناية الربانية المؤهلة إلى كل عمل صالح وهى إرادته تعالى ومساعدة أولادنا شعر لارب المختار حيث رأيت منهم التلهف لإيجاده والمسارعة لإنجازه ولاح لى من حسن ذمتهم ونقاوة طويتهم إستحثاثهم على ذلك وميلهم إليه بكل رغبة ونشاط وأختصاصهم بصالح العمل وأحسن التقويم , وقد رأيتهم دائماً يلهجون بهذا الأمر وكان هذا المقصد جل رغبتنا فقد توفق إيجاد بعض خرابات دائرة من تعلقات الوقف تجاه دار البطريركية وأستوصب أن يصير إنشاؤها محل مركب من أوده يقيم فيها المعلمون والصبيان يتنقلون منها من مرتبه إلى أخرى وهى من أول مرتبة المبتديان إلى ما يوفق به الرحمن من التعليم بحسب القدره والإمكان .

والعناية الحرص قد بلغت مقايه تكاليف عمارة الجهة المذكورة بما يناهز المائة وخمسين ألف قرش (خمسون كيساً ) ولما كان جهدى قصير فى إيجاد هذا القدر نظراً لضيق الوقت وضعف الحال صار لى أمل فى همة الأبناء المباركين أن يمدوا بالإسعاف على قدر الإمكان والطاقة للمساعدة فى أنشاء هذا المحل , وها أنا مساعد بقدر جهدى وطاقتى ومباشر العمل بنفسى وبعد إتمام البناء بنفسى يقدرنى الرب على إيجاد الكتب والأدوات وما يلزم للإداره بدون تكليف أحد ويصير ترتيب معلمين للتعليم كما الجارى عند باقى طوائف المسيحيين , وبمعونة الرب تعالى يصير الإنتظام التام حتى يضرب بذلك المثل ويشاد ذكره بين الملأ .

وحيث أن مرجع الأمر إلى مساعده أولادى الأرثوذكسيين المباركين حفظهم الرب بيمينه الحصين وجعلهم من الفائزين المقربيين فكل ما سمعت نفسه بشئ وجاءت همته به على قدر إمكانه يقدمه لعمارة تلك الجهه إبتغاء لمرضاة الرب تعالى لمنفعة عامة الشعب المسيحى ولأصلاح خير العامة والخاصة معتقداً أن الرب يعوضة عنها عرض الفانيات بالباقيات والأرضيات بالسمائيات , ويكون ذلك لهم ذخيرة فى المظال الأبدية , الرب الإله ينميهم ويكثرهم ويدر أرزاقهم وينشئ أطفالهم نشواً حسناً ويكثر نسلهم ويقر أعينهم بهم ويعمر أوطانهم , والذى ليست له ذرية الرب الإله يعطيه النسل الطاهر ويجود عليه بالزرع المبارك كما جاد بإسحق لأبراهيم ويوحنا المعمدان لزكريا , ويملأ بيوتهم ومخازنهم زمعاصرهم من البركات لاروحية ويعطيهم عمراً طويلاً هنيئاً وآخرة طاهرة مرضية ويجعلهم من الخراف اليمينية الذين يتكئون فى الأحضان الإبراهيمية فى أورشليم السمائية ويسمعهم الصوت المفرح المملوء فرحاً وحبوراً : " تعالوا إلى يا مباركى أبى رثوا الملك المعد لكم قبل إنشاء العالم " بشفاعة العذراء الطاهرة البتول أم النور وناظر الإله مرا مرقس الإنجيلى الرسول وكافة الرسل والشهداء القديسين , كونوا مباركين محاللين من فم الثالوث المقدس والآباء أصحاب المجامع المقدسة ومن فمى أنا الحقير كيرلس , وللرب الشكر دائماً سرمدياً آمين "

 

التبرعات التى جعلت الفكرة واقعاً ملموساً

أفتتح قائمة الإكتتاب بمبلغ 5000 قرش ووقع البابا تحته بإمضائه الكريم , وتبرع كل من أنبا أبرآم مطران القدس , وأنبا صرابامون مطران المنوفية بمبلغ 2500 قرش , وتقدم أربعون من الأراخنة كل بما يستطيع تقديمه فبلغ ما قدموه 44 ألف ومائه وسته قروش , فقام البابا كيرلس بشراء عدد من البيوت الواقعة على شمال الكنيسة المرقسية وهدم هذه البيوت وبنى مكانها المدرسة الكبرى التى ما زالت بنعمة الرب قائمة إلى الآن ملاصقة لكنيسة الشهيد أسطفانوس المجاورة للمرقسية ملاصقة لكنيسة الشهيد أسطفانوس المجاورة للمرقسية .

قيادة الأنبا كيرلس الحازمة لتربية أولاد الأقباط

وكان هدف البابا هو تربية الشخصية القبطية , فلم يكن يخشى الحق , فقد حدث أن جاء إليه الآباء يشتكون أن معلماً ضرب ولداً من أولادهم غير مراع وجاهه أبيه ومكانته الإجتماعية (من الظاهر أن هؤلاء الآباء كانوا من تبرعوا لأقامة المدرسة ) , فنادى البابا كيرلس الرابع على تلميذه الخاص وأمره أن يحبس أولاد كل الموجودين فى حضرته إلى أن يدفع كل منهم ستين كيساً (الكيس يحتوى 3000قرش ) لأن البابا كان يصرف على كل تلميذ كيساً شهرياً فأصاب الرجال الذهول فقال لهم : " إن أولادكم رجال المستقبل ومشيدوا الوطن فيجب أن يكونوا الخميرة الصالحة التى تخمر العجين كله " فقالوا كلهم بلسان واحد : " لسنا نعرف لأنفسنا أولاداً , فهم أولادك ولك الحق أن تتصرف فيهم تبعاً لحكمتك "

وكان حزم الأنبا كيرلس ومحبته للكنيسة وشعبها وأولادها أن أقنعت خصومة إبان تزكيته للباباوية , فإنضموا إلى مؤيديه وتجمع رأى الشعب كله على رأى واحد هو أنه بالفعل أولى من يستحق هذه الكرامة الكهنوتية العليا فأقيمت حفلة التنصيب كما ذكرنا بعد 26 شهراً من رسامته مطراناً عاماً .

شهادات مكتوبة من زوار مصر فى هذا العصر

ولقد شهد للمدرسة التى أنشأها البابا كيرلس الرابع صاحب كتاب مصباح السارى ونزعة القارى (13) فقال : " وفى حارة الأقباط مدرسة عظيمة يعلمون فيها اللسان القبطى القديم والتركى والإيطالى والفرنساوى والإنجليزى والعربى , وهم يقبلون عليها من جميع الطوائف وينفقون على التلاميذ من مال المدرسة , وهذه بناها البطرك كيرلس القبطى وأنفق عليها 600 ألف قرش وكل هذا بخلاف ما نعهده فى بلادنا من الإكليروس وأوجه الشعب "

 

التعليم فى عصر سعيد باشا وعباس باشا

تولى سعيد باشا حكم مصر بعد رسامة البابا كيرلس الرابع بأربعين يوما فأطلق حرية العبادة فى الكنائس بعد أن كان سابقه عباس باشا قد تشدد مع الأقباط ومنعهم من بناء كنائس جديدة ومنعهم أيضاً من ترميم الكنائس القديمة , ولكن قام سعيد باشا بعمل ساهم فى إضعاف الروح القومية للمصريين لأنه ألغى ديوان المدارس كما ألغى المدارس الخصوصية , ولم يبق منها غير مدرسة الطب والمدرسة الحربية , وفى الوقت شجع الأجانب وشمل مدارسهم برعايته وأغدق عليهم المال والأراضى (14)

البابا كيرلس الرابع أول من فكر فى تعــــــــــليم البنات

رأى البابا كيرلس الرابع أن هناك هوه فكرية ستبدوا كبيرة عند إكمال تعليم أولاد القبط وزواجهم من بنات جاهلات مما يؤدى إلى عدم تكافؤ الزواج , وأدرك فى هذا الوقت أن البنت القابعة فى ظلام الجهل لن تحسن أيضاً تربية أولادها لأنها المرشد الأول للطفل لهذا يجب تعليمها وهكذا فتح مدرستين واحده بجوار البطريركية والأخرى فى حارة الشعابيين .. وقد أعتمد البابا كيرلس الرابع على أقوال آباء الكنيسة لاقبطية فأكليمنضس الأسكندرى (15) قال : " إن الجنس أمر عرضى يزول بزوال هذا الجسد والجزاء الأبدى ليس لذكر أو لأنثى  بل للأنسان فحسب , إذ تزول الرغبة الجنسية التى تفرق بين الناس ومن البديهى أن الذين يتشاركون الحياة لهم نعمة مشتركة وخلاص مشترك "

أما ابن كاتب قيصر (16) فقد قال فى تفسيره لرسالة كورنثوس الأولى قوله : لكن ليس لرجل دون المرأة ولا المرأة دون الرجل فى الرب أى أنها متساويان أمام الرب وليس أحدهما أشرف من ألاخر .. وقوله المرأة مجد بعلها لما عضم الرجل بكونه صورة الرب خشى أن يظن أن بين الرجل والمرأة فرقاً فى الجوهر فتلافى ذلك بأن جعلها بحد بعلها أى جماله وشرفه إذ هى معينه له فى الحياة وقشفها "

وعلى هذا الأساس كان هدف البابا هو النهوض بالمرأة وتثقيفها وتعليمها والإهتمام بها لتكون جديرة ببنوتها للرب .

 فقد تأكد أبو الإصلاح فى هذا الوقت المبكر أهمية تعليم الفتاة فى الوقت الذى كانت فيه مصر فى ثبات عميق والمدرسة التى أنشأها هى أول مدرسة فى العصر الحديث , وقد قام البابا كيرلس الرابع بتعيين حنا القسيس ليشرف عليها ويكون مسئولاً لتلبية طلباتها من كل ما تحتاج إليه من معدات وأدوات .

وقد ثار آباء البنات على البابا فى خطوته الجريئة فقد تقدمن بعض البنات لمواصلة تعليمهن بموافقة آبائهن أما باقى البنات فقد رفضوا الآباء تعليم بناتهن وحدث خلافاً فى الرأى فإلتجأت المجموعة الأخيرة من الاباء إلى التظلم والشكوى إلى حاكم البلاد سعيد باشا ولكنه كان فى صف البابا وسانده (17) .

البابا كيرلس الرابع يوضح وجهه نظر المسيحية فى التساوى بين الجنسين لسعيد باشا

ونتيجة لمحبته للوحده بين كنائس الأرثوذكس أنه نمى المحبة بينه وبين بطراكة الكنائس الأخرى فكان يتمتع بمكانه ممتازة فى قلب بطريرك الروم الأرثوذكس وأسمه كالينيكوس إلى درجة أن هذا البطريرك ائتمنه على رعاية شعبه عندما سافر لمهمة فى أثينا

أرسل سعيد باشا حاكم مصر إلى البابا كيرلس الرابع ليستشيره فى قضية ميراث لرجل من الأراخنة التابعين لكنيسة الرومانية (الكاثوليك) وهى مشكلة خاصة بالسيدة أسكاروس أفندى قسيس صهر باسيليوس بك (أبن المعلم غالى) وقال له : " إن هذه السيدة وعائلتها يرغبون فى أنك تكون الحكم بينهما ويرتضون بقضائك مع كونهم تابعين للكنيسة الكاثوليكية "  , وقال باشا للبابا القبطى : " والسؤال الذين يرجون منك الإجابة عليه هو : هل تعطى المرأة مثل الرجل أم نصف نصيبه من الميراث ؟ " أجاب البابا القبطى لأصحاب الدعوة قائلاً  : " إذا عملت المرأة عملاً حسناً كالرجل فهل يجازيها الرب بأقل مما يجازى الرجل ؟ " فأجابوه : " حاشا أن يكون الله ظالماً حتى يعاملها بأقل مما يجازى به الرجل !! " فقال لهم البطريرك : " هل يكون جزاؤه ناقصاً للمرأة " فأجابوه وقالوا : " لا- طبعاً " فقال لهم : " فإذا كان فى السماء تأخذ المرأة نصيباً كالرجل فمن الفضل ان تأخذه على الأرض أيضاً " فإقتنع سعيد باشا بحكمه زقبل المحتكمون برضا إلى مشورته وأعطوا أخواتهم حقوقهن كاملة الرجل مثل المرأة .. وحكم أيضا سعيد باشا بأن يكون للمرأة مثل حظ الرجل فى هذه القضية .

أنشأ مدرسة لاهوتية أيضاً

 . واهتم أيضًا بإنشاء مدرسة لاهوتية للشبان حتى يمكن سيامة كهنة متعلمين... وإن كانت لم تدم هذه المدرسة. لأول مرة أيضًا نسمع في عهد هذا البابا العملاق عن اهتمامه بطبقة مرتّلي الكنيسة من ناحية الألحان ومردات الكنيسة، بل وجعل لهم زيًا خاصًا.

وكان البابا كيرلس أبو الإصلاح يهتم بالكهنة لأنه كان يعتبر ان الكاهن الواعى لمسئولية الخادم للشعب , والكاهن هو دعامة الحياة الروحية فى الكنيسة , وكان يعقد إجتماعات أسبوعية يلتقى فيها بكهنة القاهرة يستمع إلى إقتراحاتهم وإختباراتهم وشكواهم ويناقشهم فى مختلف الموضوعات المسيحية , فكان البابا كيرلس يعمل فى مختلف الإتجاهات وعلى كافة المستويات من الطفل إلى الكبار مروراً بالكهنة والكنيسة وغيرها .

وكان قد أعطى توجيه المناقشات الأسبوعية للكهنة إلى القمص جرجس ضبيع (18) خادم كنيسة الملاك البحرى (بحدائق القبة - دير الملاك ) الذى كان متضلعاً فى العلوم العقيدية وكتب كتاباً بعنوان " المختصر فى تعليم دير المسيح المنتصر"

الكاثوليك ينشئون مدرسة أيضاً

وقام الكاثوليك بإفتتاح مدرسة خاضعة لرعاية الرهبان الفرنسيسكان (19) , وقد سمح سعيد باشا بهذا التواجد الأجنبى على أرض مصر حتى أن أندرو واطسن دعاه قديساً فقال (20) : وكان سعيداً أميراً طيباً مستنيراً .... ولم يأت وقت منذ ألف ومائتى عام أكثر ملاءمة للعمل التبشيرى ... فهذا الأمير هو القديس الحامى للأرسالية الأمريكية .. " وكانت هذه أول مرة تنجح فيها الإرساليات الأجنبية فى أنشاء مدرسة تستمر لمدة طويلة وهى بالطبع لم تكن تبشر المسلمين ولكنها كثلكوا الأقباط وقالت المؤرخة أيريس حبيب المصرى : فما عذرهم آنذاك فى فتح هذه المدرسة إن لم يكن غير السعى وراء إقتناص أولاد القبط ومنافسة راعيهم الساهر عليهم ؟ " (21)

 

*******************************************************

المــــــــراجع

(1) تاريخ التعليم الأجنبى فى مصر د/ جرجس سلامة

(2) الأقباط فى القرن 19 رياض سوريال

(3) كتاب الكافى فى تاريخ مصر القديم والحديث ميخائيل شاروبين

(4) كتاب الكافى فى تاريخ مصر القديم والحديث ميخائيل شاروبين

(5) ميخائيل شاروبيين صار قاضياً فى محكمة المنصورة فى أول حركة قضائية سنة 1883 م وقد ألف كتاب الكافى فى اربعة أجزاء .

(6) الأقباط فى القرن 19 رياض سوريال .

(7) توفيق أسكاروس نوابغ ألقباط ومشاهيروهم فى القرن 19 .

(8) البابا كيرلس الرابع ملاك لوقا - مكتبة المحبة - 1993م ص 36

(9) طنية الكنيسة القبطية وتاريخها - إعداد الراهب القمص أنطونيوس الأنطونى - طبعة ثانية ومنقحة من بعد الآباء الرسل حتى الإنتداب البريطانى على مصر ( منذ عام 150 - إلى عام 1882 م ) ص 403

(10) عن خطاب عبد الحليم إلياس نصير فى حفل الذكرى المئوية الأولى لأبى الإصلاح ص 71 - 77

(11) جرجس فيليوثاوس عوض - كتاب ابو الإصلاح - ص 265 - 277

(12) أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية الجزء الثالث ص 312 - 313 .. عن مخطوطة رقم 2713 محفوظة بالمتحف القبطى وهى مكتوبة على ورق كتان وتتألف من ورقتين : الورقة الأولى لم يعد واضحاً عليها غير ستة سطور والثانية 13 سطراً وذلك لتسرب المياة إليها ! ومن نعمة الرب أن بعض المؤرخين قد نجح فى تدوينها قبل ذلك - راجع كتاب كامل صالح نخلة سلسلة تاريخ الباباوات - الحلقة الخامسة ص 202 - 207

(13) هذا الكتاب لأبراهيم أفندى الطيب طبعة فى بيروت سنة 1282 هـ - والجمل المقتبسة وردت فيه عند الحديث عن مصر ومدارسها - توفيق أسكاروس - نوابغ الأقباط ج2 الهامش على ص 131

(14) تاريخ مصر .. لأحمد عبد الكريم عزت ص 350

(15) أكليمنضس الإسكندرى هو من أعلام مدرسة الإسكندرية عاش فى أواخر القرن الميلادى الثانى

(16) نال أبوه لقب " الأمير علم الدين " لما كان يتمتع به من نفوذ سياسى , أما هو فإنشغل بالكتابة عن اللغة القبطية كما وجه أنتباهه أيضاً نحو العلوم الدينية فوضع نفسيراً لأنجيل متى , أعمال الرسل ورسائل بولس والرسل الآخرين ثم سفر الرؤيا

(17) جاء فى الخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك ما يلى : " ولما وجد البطريرك الكبير الشهير كيرلس منشئ المدرسة القبطية بالأزبكية والكنيسة الكبرى بها ما عليه أبناء الأمة ساكنوا حارة السقايين من الصعوبة لعدم وجود كنيسة بتلك الجهة سعى بإجتهاده وحرض وجهاء الأمة على شكاية الحال للمقام الخديوى وطلب رخصة ببناء كنيسة بها فصدر أمر سام من محمد سعيد باشا فى 26 نوفمبر سنة 1854 لمحافظة مصر بإجابة إلتماس الأمة ببناء كنيسة بحارة السقايين بأحد أماكن وقف الأقباط ... " ومن نعم الرب أن الكنيسة والمدرسة بتلك الجهة ما زالتا قائمتين تتم كل منهما العمل والهدف التى أنشات لأجله .

(18) هذا القمص والد الأرخن معروف هو حنا بك جرجس ضبيع من رؤساء حسابات المالية - راجع توفيق أسكاروس ... ج2 ص 138

(19) جرجس سلامة .... ص 43

(20) وليم سليمان : " الكنيسة القبطية تواجه الإستعمار والصهيونية " حيث يورد نص واطسن فى "

Andrew Watson "The American Mission in Egypt

ملاحظة من الموقع : دأب المؤلفون فى كتابة عناويين كبيرة عن الإستعمار والإحتلال والعداء للغرب لكتبهم أو محتوياتها فى فترة ما بعد قيام الجيش بالإستيلاء على الحكم من الملوك الذين حكموا مصر قبلهم الذين أتبعوا الخط الإسلامى الموجه بالعداء لكل من هو غير مسلم (الكافر)

(21) أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية الجزء الثالث ص 325

 

This site was last updated 01/25/15