Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

مراسل مسلم يقابل البطريرك الأثيوبى

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الترحيب بالبطريرك الأثيوبى
بيان مشترك والبطاركة الثلاثة
بطريرك اثيوبيا بالأسكندرية
مراسل مسلم والبطريرك الأثيوبى
تاريخ العلاقة مع أثيوبيا
رحلة قداسته لأثيوبيا
الصحافة وبطريرك أثيوبيا
مباحثات الباباسنودة وبطرك أثيوبيا
ابنة للكنيسة المصرية
زارة للمرة الرابعة
الزيارة الخامسة لأبونا باولوس

Hit Counter


جريدة الأهرام السبت 22/9/2007م من رمضان 1428 هـ  السنة 132 العدد 44119 عن مقالة بعنوان [ الكنيستان المصرية والإثيوبية‏...‏ ما جمعه الله لا يفرقه إنسان‏!‏ ] كتب : يحيي غانم
بعد إجراء مكالمة هاتفية مع البطريرك باولوس رأس الكنيسة الأثيوبية الذي لم يتوان عن تحديد موعد علي الفور‏.‏ وفي غضون دقائق وجدت نفسي في حضرة البطريرك باولوس الذي استقبلني بوجه باش أنا ومرافقيي الاثنين‏.‏ بدأ الحوار بيننا في جو ودي للغاية وخاصة عندما افتتح الرجل الحديث باستعراض العلاقة العضوية بين كنيستي الأسكندرية وأثيوبيا التي بدأت منذ فجر المسيحية وامتدت عبر‏1600‏ عام‏.‏ ظل رأس الكنيسة الأثيوبية يروي ذلك التاريخ بفخر واعتزاز شديدين حتي بدأت أشك في صحة الخلفيات التي لدي بشأن وجود سوء للفهم بين الجانبين‏.‏
والحقيقة إننا عندما نصف الكنيسة المصرية بالكنيسة الأم فإن ذلك يعد حقيقة دينية وتاريخية‏.‏ فطبقا لحقائق التاريخ‏-‏ التي جرت علي لسان الأنبا باولوس خلال اللقاء‏-‏ فإن أثيوبيا وإن عرفت المسيحية منذ عام‏34‏ ميلادية إلا إنها بقيت حتي القرن الرابع الميلادي بدون نسق كنسي كامل حتي حل علي أثيوبيا الأب ريمنتوس سوري الأصل والملقب بـ‏(‏ أبا السلام‏)‏ وتوثقت علاقته بالإمبراطور إزانا الذي كلفه بالتوجه إلي الأسكندرية وتلقي التعليم والتدريب الصحيح هناك وترسيمه بعد ذلك أسقفا وهو ما حدث في زمن البابا أثناسيوس العظيم‏.‏ وقد كان أن تم ترسيم الرجل أسقفا بعد أن تلقي التعليم والتدريب لمدة عامين
وذلك قبل أن يعود إلي أثيوبيا يرافقه العديدون من مصر ليقوموا سويا بنشر المسيحية في أثيوبيا‏.‏ وبعد وفاة الأسقف بدأت الكنيسة الأم في الأسكندرية في ارسال أساقفة مصريين وقد قبلت الكنيسة الأثيوبية ذلك حيث إنه طبقا للقانون والقواعد الكنسية فإن الكنيسة التي ترسم أسقفا لكنيسة أخري فإن ذلك يجعلها كنيسة أم‏.‏
واستطرد الأنبا باولوس قائلا‏:'...‏ واستمرت الكنيستان معا لما يزيد عن‏15‏ قرن ونصف القرن في إطار علاقات عائلة واحدة‏.‏ ومع مرور الزمن نما المجتمع في أثيوبيا كما زاد عدد أتباع الكنيسة مما دفعنا أن نطلب حكما ذاتيا كنسيا عن الكنيسة الأم وليس أن ننفصل بالعقيدة وذلك بسبب توسع العمل وحاجتنا إلي مزيد من الأساقفة‏.‏ كان علينا أن ننتظر حتي تأذن الكنيسة المصرية الأم للكنيسة هنا بأن تقوم بترسيم أساقفتها بنفسها وقد حصلنا علي الأذن في زمن الإمبراطور الراحل هيلاسيلاسي وبذلك حصلنا علي بطريرك أثيوبي في عام‏1959...'.‏
وبعد ذلك الاستعراض السريع لتاريخ العلاقات بين الكنيستين الذي نم عن حب وتقدير يصلان إلي حد القداسة انتقل الأنبا باولوس للحديث عن الفترة التي استولي خلالها النظام الشيوعي لمنجيستو هيلامريام علي الحكم في أثيوبيا في منتصف سبعينيات القرن الماضي‏.‏ وقد تميزت فترة حكم منجستو الشيوعية برفع راية الإلحاد وبمحاولة السيطرة علي الكنيسة الأثيوبية سياسيا من خلال قيام النظام الشيوعي بعزل البطريرك الشرعي ثيوفليس ووضع آخر تابع للسلطة السياسية مكانه‏.‏ ويبدو أن الفترة الطويلة التي سيطر فيها نظام الشيوعي علي الحكم في أثيوبيا
بالإضافة إلي الموقف النبيل الذي اتخذه قداسة الأنبا شنودة بابا الكنيسة المرقسية المصرية بعدم اعترافه بذلك العدوان السافر علي الكنيسة الأثيوبية الذي وصل إلي ذروته بعزل البطريرك الشرعي للكنيسة بدون إجراء محاكمة كنسية له وذلك قبل التآمر علي قتله قد دفع نظام منجستو البائد للدس ضد الكنيسة المصرية التي وقفت لعبثه بالكنيسة الأثيوبية بالمرصاد‏.‏ وبالرغم من المرارة التي أمكنني استشعارها في جانب من حديث رأس الكنيسة الأثيوبية وخاصة عندما دلف الحديث إلي فترة الحكم الشيوعي إلا أنه من الموضوعي الإشارة إلي أنه في معظم مواضع
حديثه أصر علي الإشارة إلي قداسة الأنبا شنودة بالأب المقدس وفي مواضع أخري بـ‏(‏ أبي المقدس‏).‏
ولم تك توجد خاتمة للحوار أفضل من قول الرجل إنه علي استعداد‏-‏ إذا ما دعي‏-‏ للقدوم إلي مصر ولقاء قداسة الأنبا شنودة واصلاح ذات البين وإزالة أي سوء للفهم قد نجم لأي سبب كان بـ‏(‏ أي ثمن‏)‏ وبـ‏(‏ أية تكلفة‏)‏ وذلك في إشارة صريحة لرغبة شديدة وحقيقة للتقارب‏.‏ ويبدو أن الرجل أحب قبل الرحيل أن يوضح بشكل عملي صادق مكانة الكنيسة المصرية في قلب الكنيسة الأثيوبية بقوله أنه سيفتتح خلال أيام متحف يضم مقتنيات جميع البطاركة المصريين الذين رأسوا الكنيسة الأثيوبية علي مدار مئات السنين وذلك فيما بدا ببادرة تؤكد علي علاقات حب صادقة وعميقة ربطت‏-‏ ومازالت تربط‏-‏ بين الكنيسة المصرية والكنيسة الاثيوبية‏.‏
عقب ذلك اللقاء الذي جمعني بقداسة الأنبا باولوس بدأت تتعدد اللقاءات التي جمعت بينه وبين عدد من كبار أساقفة الكنيسة المصرية في سبيل إعادة ما وصله الله بين الكنيستين‏.‏ ومنذ شهور وفي اجتماع الآباء البطاركة الثلاثة للكنائس الأرثوذكسية القديمة‏,‏ تحدث قداسة الكاثوليكوس آرام الأول مع قداسة البابا شنودة الثالث بشأن عودة العلاقات مع الكنيسة الأثيوبية‏,‏ ورغبة الأنبا باولوس في أن يزور مصر‏,‏ وأن يزور البابا شنودة أثيوبيا‏.‏ وكان رد البابا شنودة‏,‏ أنه لا بد وأن يكون للكنيسة القبطية وجود فعلي كنسي وكهنوتي في أثيوبيا‏,‏ يشرف عليه كاهن قبطي وهو ما وافق عليه البطريرك باولوس
حيث قرر المجمع المقدس سفر الأنبا بيشوي في‏24‏ يونيو الماضي إلي أديس أبابا لكي يلتقي كلا من الأنبا انطونيوس ماركوس أسقف عام الكنائس المصرية في أفريقيا والذي يتخذ من جوهانسبرج بجنوب افريقيا مقرا له وخاصة أن الأخير يجيد الحديث باللغة الإمهرية والأسقف ناريج أليمازبان مندوبا للكاثوليكوس آرام التي ترعي الأرمن الأرثوذكس كشاهد علي الاتفاق‏,‏ وتسلم مفتاح الكنيسة القبطية هناك‏.‏ وقد التقي الوفد بالأنبا باولوس‏,‏ وتفقد الكنيسة التي تم تخصيصها للجالية القبطية وتسلم مفاتيحها كما شملت المباحثات تطبيق بروتوكول التعاون الموقع بين الكنيستين عام‏1994.‏
وقد أدت هذه الزيارة إلي الترتيب لزيارة الأنبا باولوس لمصر في‏13‏ يوليو الماضي بعد فترة طويلة من الفرقة بين الكنيستين وهي الزيارة التي مهدت إلي الزيارة التاريخية التي من المقرر أن يقوم بها الأنبا شنودة خلال ساعات إلي أثيوبيا لكي تعود المياه إلي مجاريها بين الكنيستين العريقتين بشكل كامل تلك العودة التي ستعيد اللحمة بين قاعدة الأورثوذكسية في العالم ألا وهي الكنيسة المصرية وبين ضلع رئيس به ألا وهي الكنيسة الأثيوبية وذلك لمواجهه تحديات حقيقية ولإعادة وصل ود يبدو في الحقيقة أنه لم ينقطع في أي وقت من الأوقات‏.‏
الشاهد أنني أتذكر الدهشة التي تبدت علي وجه الأنبا باولوس بطريرك الكنيسة الأثيوبية عندما علم أنني مسلما وأدافع عن الكنيسة المصرية بل وأنني عندما أتحدث عنها فإنني استخدم ضمير الملكية واصفا إياها بأنها‏'‏ كنيستي‏'‏ وهو ما دفع الرجل لكي يقول ضاحكا أنه يظن أن أحد أسباب قوة ونفوذ الأنبا شنودة هو إخلاص مسلمي مصر له ولكنيسته‏.‏ إن عودة اللحمة بين الكنيستن المصرية والأثيوبية يثبت أن ما جمعه الله لا يستطيع إنسان أن يفرقه والعود‏-‏ في هذه الحالة‏-‏ أحمد‏...‏

This site was last updated 12/31/09