Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

حوار مع الإخوان سيد القمني يكتب: حوار مفتوح.. مع «أبوالفتوح» ٥ ــــ ٥

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
حوار القمنى مع الإخوان 2
حوار القمنى مع الإخوان 3
حوار القمنى مع الإخوان 4
حوار القمنى مع الإخوان 5
لا يجوز الرئاسة لمسيحى

Hit Counter

 

جريدة المصرى اليوم  تاريخ العدد الاثنين ٦ اغسطس ٢٠٠٧ عدد ١١٤٩ عن مقالة بعنوان [ سيد القمني يكتب: حوار مفتوح.. مع «أبوالفتوح» «٥ ــــ ٥» ]٦/٨/٢٠٠٧

نتابع الحوار المهم مع القطب الإخواني عبد المنعم أبو الفتوح، فالحوار مع الإخوان لا يمل، رغم ملل ما يقولون ويرددون، يقول أبو الفتوح: إن كل الشعارات التي رفعتها البشرية سواء الحرية أو احترام حقوق الإنسان أو العدالة هي نفسها مبادئ الإسلام، إلا أن الإسلام يحول هذه المبادئ إلي دين يتعبد به الإنسان إلي ربه بالالتزام بهذه المبادئ.
هؤلاء القوم يكذبون وهم يعلمون، وعندما يكذبون فيما يتعلق بمصير أمم وشعوب، فإن هذا الكذب يكون جريمة خيانة عظمي للوطن والناس والأمة في صفقة مع الشياطين لا تستحي ولا تخزي، وعندما يكذبون بالدين وعلي الدين فعلينا فوراً أن نفهم أن الدين ليس غرضاً لهم بالمرة، بل هو شهوة السيادة والسلطان وحدها.
والآن لنكشف معاً هذا الكذب علي الأمة والناس والدين ومستقبل البلاد بادئين بسؤاله: إذا كانت شعارات الإنسانية كالحرية وحقوق الإنسان والعدالة، معروفة كمبادئ للإسلام، قبل أن تعرفها البشرية بقرون طوال، فهلا قدم لنا شيئاً من القرآن أو السنة، يؤكد هذا الذي قال، الحرية في الإسلام هي ألا تكون عبداً تباع وتشتري ليس أكثر ولا أبعد من ذلك ملليمتراً واحدا، أو ليرد علينا بالفقه والشريعة والحديث والقرآن ما نقول هنا إن استطاع،
ولن يستطيع لأننا لا نقول إلا صدقاً ولا نفتري كذباً لأننا لا نرتزق ولا نريد سلطاناً، ولأننا نسكر حباً بهذا الوطن وناسه، ولا نقف إلا علي أرض صلبة من المراجع والمصادر الأمهات، أما هم فيكذبون ويقبضون طوال الوقت دونما سند من حديث أو قرآن أو شرع أو فقه.
أي حقوق إنسان ضمن مبادئ الإسلام؟ إن حقوق الإنسان هي آخر ما وصلت إليه البشرية في رقيها الأخلاقي بعد حروب طاحنة، أوجبت التواضع بين البشرية علي مبادئ حقوقية مقدسة للإنسان أياً كان لونه أو دينه أو جنسه، وهو ما دفع الدولة المدنية إلي مزيد من الحريات والانطلاق الفكري والعلمي إلي أقصاه، ولم يتم ذلك إلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وإقرار مواثيق جنيف وقيام هيئة الأمم المتحدة.
إن القول بحقوق إنسان، يفترض مساواة تامة ومطلقة بين أفراد المجتمع دون تمييز بينهم لأي سبب أرضي أو سماوي، لا بسبب عنصر، ولا طائفة، ولا دين، ولا جنس، إنما يتميزون بالحقوق المتساوية، لأنهم بشر يستحقون هذا المستوي الحقوقي الواضح الراقي غير الملتبس.
هذا بينما المساواة مسألة لا وجود لها بالمطلق في إسلامنا، فإسلامنا يفرق أولاً بين المسلم وغير المسلم في البلد الواحد، ولكل منهما حقوق وواجبات غير الآخر، ويفرق بين السيد والعبد، وبين العربي الحاكم السيد وبين المحكومين، إن كانوا من غير العرب فهم: إما أهل ذمة أو موالٍ وهم من أسلم منهم، والموالي هم العبيد، وأهل الذمة أدني منهم درجة، وبين الرجل والمرأة، وبين القرشي وبقية العرب، وبين المضري والحضري، وبين العدناني والقحطاني، لكل حقوق وواجبات غير الآخر،
فالحر بالحر، والعبد بالعبد، والأنثي بالأنثي، وقد قسم الخليفة عمر الأعطيات القادمة من البلاد المفتوحة علي العرب، بعد أن كلف هيئة من النسابة تضع الناس في منازلهم رتباً، فالمهاجرون غير الأنصار، وأهل بدر غير بقية المسلمين، وكذلك آل البيت، والهاشمي غير كل قرشي، والمرأة غير الرجل، فكان نصيب كل منهم حسب رتبته يختلف عن نصيب وحقوق الفئة الأخري.
كان هناك إفراط في التراتبية الطبقية في وضع الناس رتباً ومنازل وطبقات وبيوتاً، ودون مساواة لا مجال للحديث عن حقوق الإنسان، لقد كانت دولة الخلافة دولة من لهم كل الحقوق يحكمون من عليهم كل الواجبات!
وهل من حقوق الإنسان ومن معاني الحرية، الاتجار في البشر واستعبادهم في الحروب.
المهم يختمها عبدالمنعم أبوالفتوح بشرح مطول لقول حسن البنا: «أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم علي أرضكم»، ويظل يشرح ويفصل كما لو كان بصدد شرح نص قدسي، حتي تكاد تفهم أن أرضنا اليوم ليس فيها دولة، وأن علي الجميع تهيئة هذه الأرض لقيام الدولة.
إذا لم يكن القول: «أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم، تقم علي أرضكم» آية قرآنية ولم يكن حديثاً نبوياً، فكيف جاز لأبي الفتوح أن يبني عليه كل شروحه تهيئة لدولته المنتظرة والتي يصفها بأنها إسلامية؟ فإذا كانت إسلامية وكانت دولة فلماذا لم يقلها الله ولا نبيه ولا حتي أحد صحابته ولا تابعيه ولا تابعي تابعيه؟ أم ذلك كان سهواً من القرآن والحديث وجاء الإخوان ليتداركوه؟؟
وهل احتاج هذا التدارك مرور أربعة عشر قرناً وثلث القرن؟ أم هو دين جديد؟ لو كانت «أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم، تقم علي أرضكم» من الإسلام لقالها الرسول، ولو كان الإسلام منشغلاً بدولة لقالها القرآن.
إن النبي لو قال هذه العبارة لانفض المولد من زمان، كل المسلمين كانوا سيطيعون ويسمعون الكلام، لا كان ظهر لنا طه حسين ولا الشيخ علي عبدالرزاق، لأنه لن يكون هناك فصال في المسألة بعد تقريرها ديناً.
ولا يوهمنك قول أحدهم إن موضوع الدولة ونظام الحكم والحريات والمساواة وحقوق الإنسان كانت متضمنة في الآيات أو السنة، لأنها ليست مسائل بسيطة أو هينة يشار إليها بالتورية الضمنية، فهذا مصير شعوب وأمم ودول وأوطان، لابد أن يكون الحديث بشأنه واضحاً قاطعاً لا يحمل أي التباس أو كناية أو استعارة.
إنهم يقيمون لنا ديناً جديدا ومقدساً جديداً، الفاتحة فيه: «أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم، تقم علي أرضكم»، وقصار السور فيه: «الإسلام هو الحل»، ويريدون أن يحكموا بالقرآن والسنة بينما القرآن والسنة ليس فيهما شيء عن الحكم والحكومات، لذلك يضيفون إلي القرآن والسنة ملحقاً هو «أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم، تقم علي أرضكم»، أليس ذلك الفعل مثله مثل فعل مسيلمة الكذاب سيئ الذكر؟ أم تراهم مسيخ آخر الزمان الدجال؟
إن دولتنا موجودة منذ عشرة آلاف عام وهم يريدون إقامتها اليوم، يريدون إضافة القطع والرجم، رغم أنهم لم يقطعوا يد واحد إخوانجي حتي اليوم؟ أليس بينكم لص واحد تفعلون فيه الشريعة يا أبالفتوح لتثبتوا للناس صدقكم مع أنفسكم أولاً؟، ماذا عن شركات توظيف الأموال وماذا عن غسيل الأموال؟ أم تريدون تطبيق الشرع علينا دونكم؟
إن إخواننا الإخوان يتكلمون عن الشرف ولا يتراجعون عن هتك عرض العدو، يتكلمون عن الحرية ولا يتراجعون عن فقه العبودية، يتكلمون عن التسامح ويسمون غيرهم كفاراً وأوطانهم ديار حرب، يتحدثون عن حقوق الإنسان ويبيحون العدوان علي الغير وسلبه وأسره لمن استطاع إليه سبيلاً،
يتكلمون عن اقتصاد إسلامي غير ربوي ويبيحون الاستيلاء علي كل ما يملك المهزوم فلا يبقي لديه مال حتي يرابي به، اقتصاد خراجي، أي اقتصاد خرابي، فاقتصاد بدون بنوك تعمل وفق الماكينة الدولية للاقتصاد العالمي هو خراب عاجل.
هذا ما يعرضه علينا الإخوان أن نعود عبيداً في دولة خلافة خراجية، مجتمعها رتب ومنازل وطوائف وملل ونحل وطبقات لا يحكمهم حق واحد، لأن الحق عندهم هم ليس واحداً، رغم إعلانهم الدائم الدائب أن الحق واحد.
ألا ترون مدي كذبهم في قولهم بحق واحد.. مع تعددية في الحقوق لا تأتلف ولا تلتقي أبداً؟
 

This site was last updated 04/19/08