Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

حوار مع الإخوان سيد القمني يكتب: حوار مفتوح.. مع «أبوالفتوح» 4 ــــ ٥

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
حوار القمنى مع الإخوان 2
حوار القمنى مع الإخوان 3
حوار القمنى مع الإخوان 4
حوار القمنى مع الإخوان 5
لا يجوز الرئاسة لمسيحى

Hit Counter

جريدة المصرى اليوم  تاريخ العدد ٥ اغسطس ٢٠٠٧ عدد ١١٤٨ عن مقالة بعنوان [ سيد القمني يكتب: حوار مفتوح.. مع «أبوالفتوح» «4 ــــ ٥» ]

سيد القمني يكتب: حوار مفتوح.. مع «أبوالفتوح» «٤ - ٥»
٥/٨/٢٠٠٧

تتوالي فلتات القطب الإخواني عبدالمنعم أبوالفتوح اللسانية وتتكارث وهو يقول: «نحن ضد الخروج علي المبادئ الإسلامية، وضد الاستبداد السياسي في العالم الإسلامي، ونحن مع الإرادة الشعبية الحرة والحريات، ومع أن الدولة مدنية وليست دينية، فيحكمها المدنيون المتخصصون في مختلف النواحي، إلا أنها إسلامية في شتي المناحي».
بداية حتي نفهم أبا الفتوح نتساءل: هل يشير إلينا أين هي الإرادة الشعبية في فقهنا، وأين هي الدولة المدنية في الحديث النبوي، وأين هي الحريات في تاريخ الخلافة كلها راشدة أو غير راشدة؟، لماذا ليس لدينا باب في صحاح الأحاديث بعنوان حقوق الإنسان مثله مثل باب النكاح؟ إن إخواننا الإخوان يفرشون بيتنا العتيق المسكون بالأشباح، من أحدث بيوت الخبرة السياسية العالمية، من بيت فولتير وجان جاك روسو ومونتسكيو، من مبادئ الثورة الفرنسية، ومن قيم الأمم المتحدة، وهي مبادئ وقيم لم تكن موجودة في قاموس البشرية كلها قبل ظهور أصحابها.
وضمن انتصارات جماعة الإخوان غير المشرفة لاستخدامها أساليب صراع غير نظيفة، هو تمكنها من تزييف وعي الناس بهدف خلق وعي مزيف ورأي عام مصنوع ملعوب فيه، فئوي، طائفي، رأي عام لا يعبر عن الصالح العام، بينما الصالح العام هو الغرض النهائي للعملية الديمقراطية برمتها، فإن لم يعبر الرأي العام عن الصالح العام تكون اللعبة كلها مزيفة، وعلي مثل هذا الرأي العام فاقد الوعي بصالحه العام يراهن الإخوان، لقد تمكن الإخوان عبر أجهزة الدولة الإعلامية جميعاً من عقل الناس، وتزييف وعيه ضد مصالحه، من أجل مكاسب فئات بعينها علي حساب الوطن كله، بناسه وأرضه وتاريخه ومستقبله، إنها جريمة إبادة شاملة لوعي الإنسان بمصالحه ليكون إنساناً حراً غير مسير، هي إبادة أجيال بكاملها بخطب منبرية، فيتحول المسلم في لحظة إلي وحش كاسر ضد أشقاء الوطن، لأن رساماً بالدنمارك تكلم بالسوء عن النبي،
وهذا «الكاسر» هو الإنسان الجاهل المتخلف العاري الحافي الجائع المريض، ومع ذلك كله يسير مهموماً بفلسطين والعراق ويتظاهر ضد أمريكا، ولا يتظاهر ضد الفقر والجهل والمرض والاستبداد، وثراء السادة الفاحش والسفيه من «سلاطين وفقهاء وراقصات»، علي حساب باقي بني الله في الوطن، المأساة أن ما يحدث بين الحكومة والإخوان من مظاهر اختلاف خادعة، لا يخفي مدي الاتفاق علي الكذب علي الناس وتبرير كل فساد ممكن عند الطرفين، وتزييف الدين وهم يقدمونه للناس علي اتفاق بينهما، بذات المنطق الذي حكمت به الخلافة عبر تاريخها الطويل، تاريخ لم يعنيه يوماً الصالح العام، بل صالح الحاكمين والملتحقين بهم وعلي رأسهم المشتغلون بالدين علي المواطنين.
إن أبا الفتوح يطرح علينا نظاماً إسلامياً لدولة الإخوان المرتجاة، فهلا أشار لنا أين توجد هذه الدولة في إسلامنا، فقهاً أو حديثاً أو قرآناً أو سيرة أو حتي شعراً؟ الموجود في كل هذه المصادر نظام عقابي لا نظام قانوني حقوقي، الموجود لدينا فقه عبودية وجهاد وحرب وسبي وجزية، نظاماً عقابياً انتقامياً لا نظاماً تهذيبياً تأديبياً.
وهو حين يطرح هذا النظام الإسلامي لدولته، يقدم لها المبررات، موضحاً أنها صلب الإسلام وجوهره المتين، فلا يجد بعد جهد ولأي سوي القول: «الإسلام كدين مختلف عن الأديان التي سبقته مثل المسيحية، فالمسيحية كانت تعلن أن ما لله لله وما لقيصر لقيصر، وأعلنت بوضوح أنها لا دخل لها في أمور دنيا الناس، وبالتالي لا علاقة لها بالسياسة والاقتصاد، لكن حين جاء الإسلام وكان النبي «صلي الله عليه وسلم» إلي جانب أنه نبي مرسل كان قائد دولة، ولأن النبي والصحابة من بعده كانوا إلي جانب أنهم دعاة وأصحاب عقيدة حكاماً، ولا يوجد حكم دون أفكار مرجعية وتوجه وإدراك سياسي».
وهذا كلام يحتاج إلي وقفة طويلة تحاول الترتيب والفهم وإعادة التفسير، فمثلاً مما هو بحاجة إلي إعادة تفسير، لأنه يحتمل فهماً آخر، إعلان المسيح ترك ما لله لله وإعطاء ما لقيصر لقيصر، إن تفسيراً آخر سيري المسيح يريد بهذا المبدأ طمأنة الروم علي فلوسهم وأملاكهم مما ينشئ هدنة سلامية بين الطرفين، وحين فعل ذلك فإنه قد جعل نفسه اليد العليا والسلطة الموزعة للسلطات، فهو من يقوم بتقسيم الأرزاق وتوزيعها، وتوزيع السلطات أيضاً باعتباره ممثلاً للسلطة الإلهية طالباً اعتراف الرومان بهذه السلطة،
وهو ما حدث، ولكن إلي حين نذهب إلي صورة أخري تبدو مطابقة لهذه الصورة في الإسلام، فقد بدأ الإسلام في الزمن المكي بهدنة سلامية بطمأنة مكة وملئها علي مصالحهم ومالهم وتجارتهم، واعتبر القرآن النبي نفسه مجرد مبلغ نذير، لا يملك أي سلطان عليهم، وبعد الهجرة إلي يثرب وقوة عود الدعوة، جاء النسخ في الوحي لتلغي آيات الحرب والسيف كل آيات الهدنة السلامية جميعاً، لأنه من حق صاحب القرار العودة عن قراره، فجاء النسخ في القرآن في السور المدنية بالمواجهة العسكرية، وهو ما حدث في المسيحية عندما أصبحت الكنيسة هي صاحبة اليد العليا حتي علي الملوك والقياصرة.
إن مثل تلك الأمثال يشير إلي عقل «قروسطي» يريد أن يعود بنا إلي القرون الوسطي الظلماء، كلاهما أباح مؤقتا أن تؤخذ الدنيا منه مؤقتاً في شكل هدنة سلامية تضمر الرجوع عن القرار، فأخذ كلاهما الدنيا والآخرة عندما تمكن، في الإسلام بدا ذلك واضحاً في إعطاء النبي للمؤلفة قلوبهم، وحرمان الأنصار أصحاب الانتصار علي المؤلفة قلوبهم، والخليفة عمر كان يوزع حسب منازل ودرجات العرب ما يأتي به جيش الفتوح، والمعني أن الإخوان عندما يحكموننا هم من سيقوم بتوزيع الأرزاق، والنظام الاقتصادي الإسلامي لا يعرف ملكية أرض لأهلها المقيمين عليها، لأنها جميعاً وقف علي العرب الفاتحين حسب القرار العمري الأشهر.
أما قول أبي الفتوح إن النبي والصحابة كانوا حكاماً، وإن ذلك دليل علي وجود الدولة بل هو مرجعية وإدراك سياسي للدولة، يفوته أن الدول أصناف، منها ما هو في حال الابتداء الأول، ومنها ما أقام المؤسسات والقانون مثل أثينا وروما وبابل، منها جزر القمر ومنها أيضاً أمريكا، ومنها دول يثرب ومنها أيضاً دولة خفرع، والثابت تاريخياً أن هذه الدول قد قامت قبل الإسلام بعضها بألوف السنين وبعضها بقرون طوال، والثابت تاريخياً أنه عندما قامت امبراطورية الإسلام واستولت علي الدول المجاورة، استولت أيضاً علي أساليب الحكم القائمة فيها من ألوف السنين، استولت علي ماكينة بيروقراطية لا تتوقف بسبب تغير الحكام، علقوا فقط عليها يافطة العروبة والإسلام.
الدول كما يعرفها التاريخ تحتاج ألوف السنين لتقوم وتحمل علمياً هذا الاسم، تحتاج ألوف السنين لتصبح ذات حضارة، كالصين وسورها العظيم، ومصر ومعابدها وأهرامها ودولتها الواحدة دون تبدل مليمتر واحد منذ مينا موحد القطرين، وبابل وحدائقها المعلقة، وفينيقيا وفتوحها البحرية والأبجدية، ومن يصنع الدولة هم مواطنوها وأهلها وليس ديناً من الأديان بعينه، وإلا ما قامت دولة أو حضارة مما تمت الإشارة إليه من هنيهات، كان الدين أحد المحاور، لكنه كان سمحاً لدرجة التعددية المفرطة، مما خلق تعددية بشرية مماثلة متسامحة متحابة تجمعها حدود دائمة اسمها الوطن، ويعيشون في ظل نظام اجتماعي سياسي تعارفوا عليه، اسمه الدولة.
الدولة لا تنشأ بقرار، الدولة الوحيدة التي نشأت بقرار هي إسرائيل، ومثلها تلك التي يطلبها الإخوان، نفس منهج التفكير البدوي، أليسا بني عمومة؟! إنهم يقومون بإعادة إحياء تاريخهم القديم بخطف الدولة وتعليق يافطة الإسلام عليها، وإلا فليبرزوا لنا برنامجاً وطنياً واحداً، ليس لديهم شيء، كل ما يريدون هو الكرسي الأعظم في الوطن.
بيشتغلوا بالمقلوب، فيستنتج أبوالفتوح من كون النبي وصحابته حكاماً إذن فهم كانوا حكاماً علي دولة؟ أي مجتمع بشري بحاجة لقيادة حاكمة، ولكن ليس كل مجتمع بشري بحاجة لقيادة حاكمة، ولكن ليس كل مجتمع له حاكم هو دولة بالضرورة، ولو كان عمر لديه نظام دولة فلماذا أخذ بأنظمة الفرس والروم؟
يوجد في العالم ستة مليارات إنسان لا ينكرون عجيبة الهرم ولا فلسفة أرسطو ولا نظام رمسيس، لكن ٣ مليارات ينكرون يسوع، وخمسة مليارات ينكرون محمداً، بينما منتج اليونان الديمقراطي ومنتج الروم القانوني مقبول من الستة مليارات بنسبة مائة بالمائة، كل الناس أخذت به ولم تأخذ جميعها من أي دين أي شيء له شأن.
أي مرجعية تلك التي يحدثنا عنها أبوالفتوح؟ أي حضارة مرجعية يستند إليها اليوم؟ حضارة حكي وحواديت وفخر وهجاء فاضي، اليوم قد أصبح الوقت بالفعل من ذهب، كالسيف حقاً إن لم تقطعه قطعك إرباً، بل مزقك شر ممزق، وهو فارق الزمن بيننا وبين من حققوا وجودهم الحضاري المتفوق في العالم.
لذلك في الدولة بمعني الدولة كان الفرعون منذ فجر التاريخ لا يعطي شعبه فرصة البداوة وانتظار نضوج المحصول في استرخاء بليد غير منتج، فكانت فترة انتظار الحصاد هي فترة الأعمال المعمارية الكبري في مصر القديمة، بمناسبة حضارتكم ودولتكم: أين هرمكم يا أبا الفتوح؟ المصري القديم بني المسلات دون مساعدة وفي زمن الإمبراطورية العربية فإن عاصمة الإمبراطورية الإسلامية تركت البداوة وتحركت نحو الحضارة، فاستقرت في بغداد ودمشق والقاهرة.
كانت هذه دولتنا المصرية قائمة قبل غزو العرب الاستيطاني لها، وكانت قائمة قبل ظهور الإخوان، فهل عندما يتم تغيير سائق السيارة، يأتي السائق الجديد ويقول: «أنا من صنع السيارة؟!» إن السائق المرشح للقيادة يعلن ذلك علينا في أكبر عملية سطو تاريخي علني، لا يخجل مما يقول ولا يستحيي، يقول: إنه صانع دولتنا المقبلة دون أن يقدم دليلاً واحداً يشير إلي أن أحداً منهم يفهم أصلاً معني دولة، أو عليه إذا اعتبر أن نبينا قد عمل دولة الإسلام، أن يشير لنا أين نجد في التاريخ من صنع دولة مصر ودولة روسيا ودولة بريطانيا، وإذا كان الدين يقيم دولاً فأين هي دولة الخضر، وذي الكفل واليسع، وذا النون؟!
أما المفزع حقاً فهو ما وصل إليه الإخوان من حالة شيزوفرينيا، فهم يطلبون دولة إسلامية صنعها الرسول، ثم يقول لنا أبوالفتوح دون أي يرمش له جفن: «إن الإسلام لا يسمح بدولة الفرد الواحد الذي يعمل قاضياً ورئيساً ومشرعاً، إن هذا نظام قبلي يجوز في حكم القبائل، لكنه لا يصح في حكم الدول، والشعوب أصبح تعدادها بالمليارات الآن، وإن السلطة يجب توزيعها علي السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية».
يا قوم: إن أبا الفتوح ينكر علنا معلوماً من الدين بالضرورة، إنه ينكر علي النبي أن يكون حاكماً فرداً في دولته، فقد كان النبي حاكماً بنظام دولة الفرد الواحد الذي يعمل قاضياً ورئيساً ومشرعاً، فكان هو النبي، وهو الحاكم، وهو القاضي، وهو قائد الجيوش، وهو موزع الغنائم، وهو من يعقد العقود والعهود مع الدول الأخري أو يفضها، ويصفه أبوالفتوح بأنه نظام قبلي يجوز في حكم القبائل، لكنه لا يصح في حكم الدول، ونحن معه مائة في المائة فيما وصل إليه، لكنه أبداً لا يري أن هذا النظام القبلي الذي لا يصح في حكم الدول كان هو نظام حكم الرسول والراشدين من بعده، وهو النظام الذي سيقيم علي أساسه دولة الإخوان الإسلامية؟!. دولة لا تعرف تقسيم السلطات، دولة نظام بدوي قبلي بدائي قدم له أبو الفتوح تعريفه لنا بنفسه، تراهم وهم يأفكون علينا هل يفقهون ما يقولون؟!
 

This site was last updated 04/19/08